خصائص النبي ﷺحديثنا في هذه الليلة بمشيئة الله تعالى عن خصائص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أن معرفة ما يتعلق به واجب علينا، وأن نعرف له حقه، وأن نعرف منزلته وقدره، ومن معرفة منزلته وقدره عليه الصلاة والسلام أن نعرف خصائصه صلى الله عليه وسلم، وذلك كله داخل في إيماننا بنبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فخصائصه عليه الصلاة والسلام هي ما اختصه الله بها وفضله بها على سائر الأنبياء والخلق، وهذه الخصائص النبوية موضوع قد اعتنى به العلماء من أهميته، فتناولوه بحثًا وتأليفا، وذكروا ما انفرد به على الصلاة والسلام عن إخوانه الأنبياء والمرسلين، كما ذكروا ما انفرد به على سائر أمته، وممن ألف في هذا الإمام العز ابن عبد السلام رحمه الله تعالى في كتابه بداية السول في تفضيل الرسول، وكذلك الإمام ابن الملقن رحمه الله في كتابه خصائص أفضل المخلوقين، ومنهم من أدرج الخصائص في مؤلف من المؤلفات التي كتبها مثل الحافظ الإمام ابي نعيم الأصبهاني رحمه الله في كتاب دلائل النبوة، والحافظ البيهقي رحمه الله في كتاب دلائل النبوة.... .... المزيد |
حدود طاعة الشاب لوالديهنخصص هذا المجلس إن شاء الله للحديث عن حدود طاعة الشاب المسلم لوالديه، وما تعلق بهذا من الأحكام الفقهية في مسائل مختلفة تتعلق ببر الوالدين، وتقدم أن البر يجب أن يكون بكل قول أو فعل حسن، وأن العقوق يحرم وهو إيذاء الوالدين بأي قول أو فعل، فأما حق الأب والأم، أو حق الوالدين في مال الولد فإن مال الولد حلال للأب وأطيب ما أكل الوالد من مال ولده؛ لأن ولده من كسبه، وعن جابر ابن عبد الله أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي مالاً وولداً، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي، فقال: أنت ومالك لأبيك، رواه ابن ماجة، وهو حديث صحيح، وقال صلى الله عليه وسلم: إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم، قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح، وعنون عليه: ما جاء أن الوالد يأخذ من مال ولده .... المزيد |
حادثة الإفك 2لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت، وكثر اللغط في الحيين في المسجد، ورسول لله صلى الله عليه وسلم جالس في المنبر، فما زال النبي صلى الله عليه وسلم يومئ إلى الناس هاهنا، وهاهنا حتى هدأ الصوت، وفي رواية: فنزل فخفضهم حتى سكتوا، وهنا ندرك عِظم الفتنة، الفتنة وصلت المسألة إلى شبه انقسمات في المجتمع الإسلامي، بسبب المنافق، وهذا يدل على خطورة المنافقين .... المزيد |
حادثة الإفك 1موضوعنا موضوع عظيم، قصة من روائع القصص الإسلامية التي لا يستطيع ولن يستطيع أكبر أديب في الدنيا أن يكتب مثلها؛ لأن هذه القصة أيها الإخوة حدثت في المجتمع الإسلامي الأول الذي ربى أفراده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك المجتمع الذي نزل القرآن فيه ففهموه، وعاينوا التنزيل، وعقلوا عن الله مراده، من كلامه، وتأثرت نفوسهم أولئك الصحابة بهذا القرآن العظيم، ولذلك كانت أحداث العصر الأول عصر الصحابة رضوان الله عليهم أحداثًا مثيرة، أحداثًا كل حدث منها يصلح أن يكون مشعل نور يهتدي به المسلمون والمسلمات في ظلمات الحياة لو عكرتها أكدار الجاهلية، وهذا الحديث ايها الإخوة الذي رواه جماعة من أهل العلم منهم الإمام البخاري رحمه الله والإمام مسلم والترمذي وغيرهم من أئمة أهل العلم حفظوه وضبطوه ودونوه ونقل إلينا ربما عن أكثر ستة من الصحابة وعشرين من التابعين؛ دلالة على أهمية هذا الحدث العظيم، والذي يقرأ هذا الحدث ويتمعن فيه يعلم تمامًا مدى ما وصل إليه المجتمع الأول من التربية والوعي والنضج على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك المجتمع الذي لم تكن التربية فيه متجهة فقط إلى الرجال، وإنما كان للنساء فيه من التربية حظ عظيم، ليس من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط، وإنما هي آيات تنزل في شأن النساء، هذه الكلمة نقولها للذين أهملوا نساءهم، وضيعا أهليهم، وأعرضوا عن آية من كتاب الله مهمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} .... المزيد |
حاجتنا إلى الإخلاص للهإن الإخلاص موضوع عظيم نحتاج إليه؛ لأنه يحدد علاقتنا بالله عز وجل، ويميز أعمالنا وهو طريق الخلاص، فحاجتنا إلى الإخلاص لله عز وجل حاجة مهمة جدًا تدخل في أمور حياتنا كلها، والله سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته، وأمرنا بالإخلاص في هذه العبادة، فقال عز وجل: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين، وقال: ألا لله الدين الخالص، واستثنى الله طائفة من البشر الذين يهلكون، البشر كلهم هالكون خاسرون إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله، فهؤلاء الذين أخلصوا دينهم لله هم السعداء حقًا الذين ينالون من ربهم الجزاء الأوفى والنعيم المقيم في جنات النعيم، وأثنى الله على المؤمنين في السورة التي قرأنا جزٍءًا منها لما كانوا يقومون بسائر أعمال القرب والطاعات، ومنها إطعامهم للمحتاجين، يطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيماً وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا، لا نريد أي نوع من أنواع الأجر الدنيوي، كل ما يقوم به لوجه الله عز وجل .... المزيد |
جولة إيمانية في كلام شيخ الإسلام ابن تيميةإن المسلم يحتاج دائمًا إلى أن يغسل قلبه بالوعظ، وهذا الوعظ الذي يحرك القلوب فهو الوقود للقلب، ولولا رياح الوعظ ما خاض زورق *** ولا زخرت بالمؤمنين البواخر وهذه المواعظ مهمة لكل ناشئ وشاب ومتقدم ومتأخر ومن الذي لا يحتاج إلى الوعظ، وقد قال الله تعالى للمهاجرين: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق، وكان من هديهم تعال بنا نؤمن ساعة، وهكذا المواعظ للمؤمن بمنزلة البيت للفرس، يجول ثم يرجع إليها، وفي هذا الزمن الذي كثرت فيه المعاصي والمنكرات، والملهيات وأنواع الشواغل والصوارف عن ذكر الله وطاعته، لا بد فيه من شيء يغسل الران، وينشط القلب، وهذه القلوب أيها الإخوة لها أطباء، ولنا جولة في هذا الدرس بمشيئة الله تعالى مع طبيب من أشهر أطباء القلب في العالم، تكلم فيما يقوي القلب وفي إزالة ما يضعفه، وهو شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله، فهذه إذًا جولة إيمانية في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية .... المزيد |
جوانب التكامل في شخصيات السلفإن هذا الدين يحمله من كل خلف عدوله، يحمل هذا الدين رجال صدقوا بالله وآمنوا، يحمل هذا الدين رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين، هذا الدين لا يمكن أن يتحرك في الواقع، ولا يمكن أن يؤثر إلا إذا كان هناك أناس آمنوا به، فجعلوه عقيدة تحركهم، وجعلوه حياتهم، وهمهم، فصار يحركهم للعمل لأجل رفعة شأنه، ونصرة أمره هذا الدين العظيم دين الإسلام، وخيرية هذه الأمة على بقية الأمم من أسبابها ما وجد في هذه الأمة من الرجال الذين حملوا لواء الإسلام، ما وجد فيها من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار، هؤلاء الرجال هم الذين يحملون هذا الدين، وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يوجد في هذه الأمة من هذه النوعية حملة الدين عدةً، وكثيرًا والحمد لله على فضله وإحسانه .... المزيد |
تحريك القلوبحادي القلوب إلى علام الغيوب، وتحريك القلوب مطلوب في زمن الكروب، بالقرآن تتحرك القلوب، كلا إنه تذكرة، فمن شاء ذكره، وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة، القرآن موعظة بليغة، كافية للاتعاظ، إنه تذكرة، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أي حي يعقل عن الله، أو ألقى السمع وجه سمعه وأصاغه إلى ما يقال له، وهو شهيد حاضر غير غائب، قلبه موجود غير ساه ولا غافل. كم تحتاج قلوبنا في هذا الزمن زمن التعلق بالدنيا، زمن المعاصي والفتن، زمن الانشغال عن الله، هذا الزمن الذي عم فيه الترف، هذا الزمن الذي عم فيه أنواع من اللهو تلهي عن الله واليوم الآخر، قلوبنا فيها قسوة، وإذابة القسوة بذكر الله لتكون هذه القلوب معمورة بطاعة الله، كان النبي صلى الله عليه وسلم يبكي ويقول لابن مسعود رضي الله عنه: إقرأ عليه القرآن، قال أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه من سورة النساء حتى بلغت قول الله: فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: حسبك، فإذا عيناه تذرفان .... المزيد |
تبسيط أحكام الزكاةأيها الإخوة تتمة لما سبق أن تعرضنا له في الخطبة في موضوع الزكاة، فإن الذهب والفضة من الأموال التي تجب فيها الزكاة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس في أقل من عشرين مثقالا من الذهب، ولا في أقل من مئتي درهم صدقة، وهذا يقدر بالوزن في هذا الزمان، بنحو خمس وثمانين غرامًا من الذهب، وستمئة غرام من الفضة من ملك هذا من الذهب فما فوق وجب عليه الزكاة فيه كله، والأوراق النقدية التي هي بدل من الذهب والفضة تقوم مقامها، تجب فيها الزكاة، فإذا كانت مقدرة بالذهب كان النصاب قريبًا من ثلاثة آلاف ريال، وإن كانت مقدرة بالفضة كان النصاب قريبًا من خمسمائة ريال، وهذا الأخير هو الذي ضربت عليه الريالات أول ما ضربت في الفضة، وهو الأحض للفقراء، أن يبدأ النصاب من قريب من خمسمائة ريال، وبالنسبة لزكاة الرواتب كما تقدم إذا كان يصرف الراتب أولاً بأول وينتهي في آخر الشهر، فإنه لا زكاة عليه؛ لأنه ليس عنده شيء يحول عليه الحول، أما إذا كان يتوفر عنده شيء من الراتب فإنه يجعل حولاً من أول راتب استلمه مثلاً، فإذا حال حول أخرج على ما ادخره وما عنده في حسابه في الألف خمسة وعشرين، ثم في السنة التي بعدها وهكذا .... المزيد |
أي الناس أنت؟أي الناس أنت؟ هذا سؤال نسأل أنفسنا فيه، من أي أنواع الناس نحن، وقد ذكر الله عز وجل أنواعًا من الناس، فقال سبحانه: ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين، وقال: ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله، وقال ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وقال: ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد، وقال: ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين، ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله، ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله، وهناك في الجانب المقابل: ومن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد، إذا هناك من الناس ألوان وأنواع وأصناف وأقسام وأشكال ذكرهم الله عز وجل في كتابه .... المزيد |