فقه المحنة في العهد المكي 2حديث: إنكم لا تدرون، لاحظ هذه العبارة، هذه العبارة مهمة جدًا، إنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا، لعلكم أن تبتلوا، قال: فابتلينا، قيل الابتلاء في معركة أحد، وقيل الابتلاء في معركة الخندق، بعضهم قال في العهد المدني، وبعضهم قال غير ذلك، واختلفت الأعداد في بعض الروايات ستمائة إلى سبعمائة، ورواية ألف وخمسمائة، قال: فابتلينا حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سرًا، في بعض الحالات مرت، جعل الرجل لا يصلي إلا سرًا، ذكر ابن حجر رحمه الله تعالى تعليقًا على الحديث قال: يشبه أن يكون أشار بذلك إلى ما وقع في أواخر خلافة عثمان من ولاية بعض أمراء الكوفة حيث كان يؤخر الصلاة، أو لا يقيمها على وجهها، فحصل أن بعض المسلمين المخلصين صلوا سرا .... المزيد |
فن التحفيز واستنهاض الهممفي ظل ما نعيشه من الأحداث المفجعة والأزمات الموجعة والصراع العالمي بين الإسلام والكفر وهذا الزمن الذي عم فيه كثير من اليأس والقنوط على المسلمين، وخيم على قلوب كثير منهم الإحباط، وأطبق على أفئدتهم، ألا يجدر أن تتحدث الأقلام عن أهمية صناعة الأجيال، وتربية الأبطال، وإبراز المواهب وصقل النفوس لتتربى على الإيمان والعمل والبناء وتحقيق المشروعات العظيمة لنهضة هذه الأمة فانهض؛ فقد طلع الصباح ولاح مُحْمَرُّ الأديم! تبلد في الناس حب الكفاحِ *** ومالوا لكسبٍ وعيش رتيب يكاد يـزعزع مـن هـمتي *** سدور الأمين وعزم المريب أنت من حولك إخوانك وزوجتك وأبناؤك، وطلابك، وأنت بحاجة إلى أن تجعل من الجميع أفرادًا نافعين، وأن تعمل ما يمكن عمله في نفوسهم للتميز والإبداع. إن التحفيز والتشجيع اليوم في ظل الخمول الموجود وما تحتاجه الأمة من العمل الكثير أمر مهم جدًا، إنها معرفة كاشفة، وبصيرة نافذة وقدرة واعية لتربية الإبداع والتميز في النفوس .... المزيد |
فوائد من دراسة التاريخ الإسلاميإن التاريخ الإسلامي تاريخ عظيم جدًا، بدأ منذ بداية هذه البشرية من آدم عليه السلام ونحن أمة ذات عراقة في التاريخ، وجذورنا ضاربة فيه، وبدايتنا مبكرة جدا، نحن لسنا تاريخنا لا يبدأ في هذا القرن، ولا في هذا الزمان بل إنه قديم جدا، تاريخ مشرق، تاريخ كان فيه الأنبياء قادة، والمؤمنون سادة، تاريخ عظيم حقق الله فيه على أيدي المسلمين إنجازات كبيرة، وهدى الله بأفراد من هذه الأمة خلقًا من خلقه لا يعلمهم إلا الله عز وجل، وهذا التاريخ دراسته ذات فوائد جمة، والذي يحرم من فوائد دراسة التاريخ فإنه يخسر كثيرًا. .... المزيد |
فوائد من أعمال القلوبإن أعظم من تكلم في موضوع أعمال القلوب هو ابن القيم رحمه الله تعالى، ذلك الإمام العالم الذي شرح الكتاب والسنة على نور من ربه، ببصيرة مهتدية لا نغلو فيه، فليس أحد بمعصوم إلا من عصمه الله عز وجل، ولكنه بحق من أعظم العلماء الذين تركوا جانب التقليد وسبل الشيطان التي يخدع فيها كثيرا من الذين يشتغلون بالعلم، وتجردوا لله عز وجل فقام بلسانه وقلمه يجاهد في سبيل الله فترك لنا هذا التراث العظيم من هذه الكتب الكثيرة التي لا يزال كثير منها مخطوط، ولكن أكثرها قد طبع وأهمها موجود ولله الحمد. وسيكون عنوان هذا الدرس: فوائد في أعمال القلوب، سنقتطف بعضًا من الفوائد التي ذكرها ابن القيم رحمه الله في الفوائد، وسيكون عليها تعليق يرتبط بالحال التي نعيشها نحن في هذه الأيام. .... المزيد |
قصة طالوت وجالوتتشيرالآيات الكريمة إلى قصة وقعت لبني إسرائيل في فترة من فترات حياتهم في الأرض المقدسة، كانوا مضظهدين مهزومين أمام أعدائهم، وقد سلب أعداؤهم منهم التابوت الذي فيه سكينة من الله وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون، وقد شعر القوم بالذل ومرارة الهزيمة والهوان، وكان هذا الشعور عند الجميع، العامة والملأ، فأرادوا أن يغيروا واقعهم الذليل، وأن يبدلوا ذلهم عزة، وهزيمتهم نصرا، وعلموا أن السبيل الوحيد لذلك هو الجهاد في سبيل الله. .... المزيد |
قوا أنفسكم وأهليكم نارا{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم هذه الآية أيها الإخوة تستنهض همم المسلمين، وتذكرهم بمسؤوليتهم أمام الله نحو الأهل، نحو الزوجات، نحو الأزواج، نحو الأولاد، نحو الآباء والأمهات، والأقارب، ونحن أيها الإخوة إذ نتكلم عن هذا الموضوع في هذا الوقت ندرك أننا نعيش واقعًا مرًا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وذلك من كثرة المحرمات التي تفشت في مجتمعاتنا، ومن كثرة الانغماس في أوحال المعاصي، والابتعاد عن شرع الله عز وجل، وتأملوا في هذه الآية العظيمة، قوا أنفسكم وأهليكم؛ لأن البداية تكون من النفس دائمًا، ولا يمكن أن يصلح حال الآخرين إلا إذا صلح حال المصلح، فإذا كان المصلح في نفسه سيئًا، فأنى يكون الإصلاح، وكيف يحدث التأثر؟ .... المزيد |
قواعد وضوابط في حل المشكلاتهذه حياتنا فيها هموم وغموم، وأحزان وأكدار، إنها منغصة لا تخلو من ألم في النفس أو البدن، هكذا خلقها الله وجعلها بهذه الطبيعة، وميز الجنة عنها فصارت الجنة بلا هموم ولا غموم ولا أحزان، ولا أكدار، هذه حياتنا نتذكر بكدرها صفو الجنة، وبأحزانها سرور الجنة، وبآلامها نعيم الجنة، هذه الحياة في أزمات ومشكلات، فيها مصاعب وأمور شائكة، ونحن في ديننا ولله الحمد ما يعيننا على مواجهة هذه الابتلاءات الموجودة في هذه الحياة، في الفرد والمجتمع، فيمن حولنا، صعوبات وأزمات تواجهنا، كيف نديرها، كيف نحللها ونفكر فيها، كيف نتعامل معها. إن هذه الصعوبة أو الأزمة أو المشكلة التي يمكن تعريفها بأنها صعوبة موجودة، وعقبة قائمة يراد تخطيها. إن مواجهة هذه الأزمات التي تعترض طريق المسلم في حياته قد جاءت الشريعة بما يعينه عليها، لا تخلو حياتك من مثل هذه المواقف الصعبة، فاحمد الله أن جعل لك في هذا الشرع ما يعينك على المواجهة وتجاوز العقبات. .... المزيد |
كلمات من نور لابن مسعود رضي الله عنهحديثنا عن صحابي جليل ومربٍ قدير وهو ابن مسعود رضي الله عنه، هذا الصحابي لن نستطيع في هذه الليلة الإتيان على سيرته من غنى هذه السيرة وكثرة ما فيها من الأحداث والأمور العظام الدالة على عظمة شخصية هذا الرجل، ولذلك سنقسم الموضوع إلى قسمين، القسم الأول: في حياته وتعليق على عدد كبير من الأحداث التي صارت وكان طرفا فيها، والثاني في أقوال له تدل على علمه وفضله وزهده وورعه، وخشيته وتعليمه للناس وصبره على ذلك. ويكفيه شرفًا وفخرًا أن النبي عليه الصلاة والسلام لما نزل عليه قول الله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (93) سورة المائدة، يكفيه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال له: قيل لي أنت منهم .... المزيد |
كيف نجدد الإيمان في القلوب؟الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح: إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، يعني الإيمان يبلى في القلب مثلما يبلى الثوب إذا اهترأ وأصبح قديمًا، وكذلك الإيمان أيها الإخوة يخلق في قلب العبد كما يخلق الثوب، وتعتري هذا القلب في بعض الأحيان قلب المؤمن سحابات من سحب المعصية، ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في هذه الحالة: ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر، بينما القمر يضيء إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلت، حديث حسن في صحيح الجامع، فإذا القمر أحيانًا تأتي سحابة فتغطي ضوء القمر برهة من الزمن، ثم تزول السحابة وتنقشع فيرجع ضوء القمر مرة أخرى ليضيء في السماء، وكذلك قلب المؤمن تعتريه أحياناً سحب مظلمة من المعصية فتحجب نوره، فيبقى الإنسان في ظلمة، فإذا جدد الإيمان واستعان بالله عز وجل انقشعت تلك السحب وعاد نور قلبه يضيء كما كان .... المزيد |
لذة الأعمال الصالحةاللذة وما أدراك ما اللذة، يعيش الناس لأجلها، هي طيب الطعم في الشيء، ونقيض الألم، هذه اللذة منها ما هو في حسي كالأكل والشرب والنكاح واللباس، ومنها ما هو وهمي يتوهمه الشخص كلذة الرئاسة والأمر والنهي يعيشه حالة نفسية وترفعا على الناس، ومنه ما هو لهفة في العقل والقلب كلذة العلوم والمعارف، قال شيخ الاسلام رحمه الله: كل محبة وبغضة فإنه يتبعها لذة وألم ففي نيل المحبوب لذة وفراقه يكون فيه ألم وفي نيل المكروه ألم وفي العافية منه تكون فيه لذة فاللذة تكون بعد إدراك المشتهى والمحبة تدعو إلى إدراكه، اللذة والسرور هي الغاية لماذا يسعى الناس، لأجل نيل اللذات، لماذا يعيشون، كي يشعرون بعيش طيب، وهم يريدون، وكذلك يفعلون، ولأجل ذلك يعملون، وهذا القلب الذي يتألم بعدم غذائه هو الذي يفرح بذكر الله سبحانه وتعالى، ويتلذذ بالفرح ويفرح بمناجاته .... المزيد |