رجل يعدل أمةالحمد لله الذي جعل لنا من المؤمنين رجالاً حملوا لواء هذا الدين، وصاروا قدوات ومنارات للعالمين، الأعلام {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}، والأولياء والأنصار والحواريون، عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، هذه الأمة كلما مات فيها سيد قام سيد، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}، كان فيها من حمل اللواء، ورفع الراية، إنما الناس كالإبل المئة لا تكاد تجد فيها راحلة، فكانوا درة الزمان، والقدوات على مر العصور وأكثر الناس أهل نقص *** وأما أهل الفضل فقليل والناس ألف منهم كواحد *** وواحد كالألف إن أمر عنى وعندما تقع الثغرات وتكون المسؤوليات، فمن الذي يتحملها؟ ولم أرى أمثال الرجال تفاضلت *** إلى المجد حتى عد الف بواحد فرد ذو همة، يحيي أمة، أما الأصفار الخاملة التي لا قيمة لها، فهي من الغثاء الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنه، وإذا اجتمعت خصال الخير وانضمت في شخص واحد فهو أمة بذاته .... المزيد |
رسالة إلى مستخدمي الكمبيوترهذه الرسالة التي سأوجهها لمستخدمي هذا الجهاز وهو جهاز الكمبيوتر أو الحاسب الآلي أو الحاسوب تتضمن عددًا من النقاط، ولكنها تدور على أمرين أساسيين أولهما: استخدام هذا الجهاز في خدمة الإسلام دون مصالح في استخدام هذا الجهاز، والثانية المفاسد الناشئة من استخدام هذا الجهاز أو مثل بعض أوجه الشر التي يستخدم فيها هذا الجهاز، وأقول أولا: إن هذا الجهاز الذي توصل إليه البشر ما هو إلا جزئية تدخل في قوله تعالى: علم الإنسان ما لم يعلم، والله سبحانه وتعالى يمتن على عباده بأن يخلق لهم من الأشياء ما ينتفعون بها، ويعلمهم من الأمور ما يستخدمونه في أوجه كثيرة، ولذلك فإن المسلم الذي يفقه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يقدر مثل هذه الأجهزة المفيدة حق قدرها .... المزيد |
رفع المعنوياتغربتنا شديدة لا يعلمها إلا الله، يتلفت المسلم حوله فيرى كفرًا مسيطرًا، وشرًا مستطيرا، وعدوًا متجبرا، الأعداء كثير والتخطيط محكم، سلاحهم قوي، حاملات وطائرات وصواريخ وقنابل وأقمار ترقب وعدو يترقب، حملات يهودية وأخرى صليبية، أحاطوا بالأمة إحاطة السوار بالمعصم، ووضعوا حبال مكرهم وبطشهم حول رقبتها، وشدوا الحبل ليخنقوها، يتلفت المسلم فيرى حوله في بلاد المسلمين خرابا ودمارا، أيتامًا وأيامى، أرامل ومفجوعين، بيوت تهدم، وأعراض تنتهك، وحرما يستباح، وثروات وهيمنة تنهب، وتسلط واستبداد، وظلم وحكم القوي على الضعيف، والجبار على الأسير، وهكذا يرى هذا الظلم المنتشر، فيقول والأمة متخبطة متفرقة متناحرة، يرى قلة الناصر وضعف المعين، فيقول: سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص، وأن الهلاك هو العاقبة، وهذه الكلمات ليست للتخدير ولا لمحاولة نسيان الواقع المر، وإنما هي للنهوض بالنفوس؛ لئلا تقع فريسة لليأس القاتل، والقنوط المقعد عن العمل، بل لتنطلق بهذه المبشرات إلى الجد والاجتهاد، يحدوها حادي الرجاء في وعد الله القادم .... المزيد |
صراع مع الشهواتحياتنا فتن ومجاهدة، وشهوات ومعركة، ميدان الشهوات كبير، والصراع فيه خطير، إنها معركة الإنسان مع غريزته، المستترة في أغوار نفسه، الهالكون في هذه المعركة من البشر كثير، والناجون قليلٌ قليل، إنه يسعى بكل وسيلة لإضلالنا وإغوائنا، وإيقاعنا في الصغائر والكبائر، الجولة مع الشيطان، أخبرنا الله عن الذين فروا في أحد: أنهم استزلهم الشيطان، إنما استزلهم الشيطان، وهكذا الذين يسقطون في فخاخ الشهوة التي نصبها إبليس، استزلهم الشيطان، يستدرجك لإيقاعك في الصغيرة، نظرة كلمة مغازلة، ثم يقول بعد ذلك: لك أن تستمر ثم تقع الخسارة الكبيرة، ويقع الانحراف من عقوبة الشهوات المحرمة: سوء الخاتمة فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، كان السلف يخشون سوء الخاتمة، بكى سفيان الثوري ليلة إلى الصباح، فقيل له: أكل هذا خوفًا من الذنوب؟ قال الذنوب أهون، إنما أبكي خوفًا من الخاتمة .... المزيد |
صلاح الدين وتجديد الجهادكانت سيرته صلى الله عليه وسلم بحق نموذجاً فريداً لم يمر بالبشرية مثله أبدًا، ولن يمر، كان قدوة لعبادته وتقواه وخشيته، وتعليمه وجهاده صلى الله عليه وسلم، وتدرج عليه الصلاة والسلام في دعوته للناس، فكان مستضعفًا في مكة، وجعل يدعو الناس إلى الإسلام حتى أذن الله له بالهجرة إلى المدينة، بعد مرحلة استضعاف طويلة، ثلاث عشرة سنة مستضعفًا بمكة لا يستطيع الجهاد، حتى هاجر إلى المدينة، وأسس ذلك المجتمع المسلم، فشاء الله سبحانه وتعالى بالجهاد، {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}، فصار رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل السرايا ويجهز البعوث، ويقود الجيوش حتى آخر لحظة من حياته، مات صلى الله عليه وسلم جاهداً مجاهدا، وسار من بعده خلفاؤه على هذا النهج، في حرب المرتدين، وفي حروب فارس والروم، حتى أذن الله بأن تضعف هذه الأمة مرة أخرى، وأن ترجع ضعيفة بعد قوتها الأولى، ولكن الله رحيم بعباده .... المزيد |
صلة الرحم وأثرها في حياة المسلم 1الموضوع الذي سنتحدث عنه يا إخواني شعيرة مهمة من شعائر الإسلام، وهي صلة الرحم، ومع أن هذا الموضوع قد يبدو من المواضيع العادية في نظر كثير من الإخوان، ولكن التفريط الحاصل فيه والإهمال الموجود يدفع الإنسان لأن يتكلم عنه ويربط هذه الآيات والأحاديث بالمشاكل الحاصلة في هذا الجانب، وانطلاقًا من خطبة الحاجة أو الآيات من خطبة الحاجة التي صدرنا بها هذا الحديث ننطلق فنقول: يقول الله عز وجل: {وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ}، أما تقوى الله فمعلومة، ولكن كيف نتقي الأرحام؟ {وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ}، يعني كما قال المفسرون: اتقوا الأرحام أن تقطعوها، وقد قال الله عز وجل في آية الوصايا في سورة النساء: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ... الآية}، فإذا أمر بالإحسان إلى ذي القربى، ومدح الله الله قومًا في القرآن فقال: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ}، وذم الله أقوامًا فقال: {الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ}، وجمهور المفسرين على أن المراد بما أمر الله به أن يوصل: صلة الرحم .... المزيد |
صلة الرحم وأثرها في حياة المسلم 2هذا الشاب الذي يجلس، مثلاً ما عنده خبرة في الكلام، فيبقى منزوي، لا يسحن أن يتكلم أو يدخل في موضوع، وربما إذا دخل في موضوع أسكتوه، أو أنه صار في وضع محرج، طيب من أين أتت هذه القلة في الخبر؟ نتيجة عدم الممارسة والمعايشة، لو أنه جلس في المجالس كثيرًا، مجالس هؤلاء، لصارت عندك الخبرة في الكلام، والمحاورة والمجادلة، وجذب أطراف الحديث، وإدارة النقاش، وغير ذلك، فإذًا قد تكون في البداية تخفق نوعًا ما، لكنك بعد فترة من الزمن ستتحسن قدراتك على المناقشة والمحاورة، وسيستمتع بك الآخرون، ويستمعون إليك، وستصبح شخصًا ناجحًا في مجالس العائلة .... المزيد |
صلى الله عليه وسلميقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (56) سورة الأحزاب، والمقصود من هذه الآية الكريمة أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه صلى الله عليه وسلم عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه؛ ليجمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعًا، كما قال ابن كثير رحمه الله، صلاة الملائكة عليه الدعاء، كما قال العلماء، والمقصود بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء له بصيغة مخصوصة والتعظيم لأمره، قال العلماء: الصلاة على النبي من الله رحمته ورضوانه، وثناؤه عليه عند الملائكة، ومن الملائكة الدعاء له والاستغفار، ومن الأمة الدعاء له والاستغفار والتعظيم لأمره. .... المزيد |
صيانة العلاقات الأخويةإنه رباط الأخوة المقدس في هذا الدين، إنما المؤمنون إخوة، وأخوة المؤمنين أرفع أخوة وأسمى علاقة يمنكن أن توجد بين البشر الذين لا بد لهم من علاقات وهم اجتماعيون بطبعهم، فلأن رابطة العقيدة أقوى من رابطة النسب، إنه ليس من أهلك إنهم عمل غير صالح، ولكنه هو الذي يقول عن نفسه، يقول بنفسه: رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا، فهؤلاء إخوانه المقربون يدعو لهم الذين يدخلون بيوته وكذلك يدعو لإخوانه ولو تباعد معهم في الزمن، وللمؤمنين والمؤمنات رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين وللمؤمنات، وهذا المفهوم الإسلامي الأصيل الذي يجب علينا في هذا الزمان أن نفقهه جيدا لأنه عندما هبت رياح الفتنة على هذه العلاقات بين الناس وعدت عوادي الشهوات والشبهات عليهم كان لا بد من إحياء هذه الفريضة الإسلامية والشعيرة الدينية لمواجهة هذه الرياح والفتن وهذه الفريضة هي الأخوة في الله .... المزيد |
طفولة النبي ﷺللنبي صلى الله عليه وسلم في عنق كل مسلم حقوق كثيرة، باتباع سنته، والصلاة عليه كلما ذكر، صلى الله عليه وسلم، وهو صلى الله عليه وسلم قدوتنا وإمامنا، وحبيبنا، وينبغي أن يكون أحب إلينا من الولد والوالد، ومن الماء البارد على الظمأ، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. ونحن نذكر في هذا الدرس إن شاء الله شيئا عن النبي صلى الله عليه وسلم في طفولته، وكيف كان في صغره عليه الصلاة والسلام. .... المزيد |