مصادر التلقي الباطلة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الإخوة والأخوات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحباً بكم نتواصى ونتذاكر، مرحباً بكم نلتقي في سبيل المولى ، ونتفكر ونتذكر: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْرًا لَّكُمْ ^{_{[النساء: 170].}}

الحمد لله الذي بلغنا دينه، ومات نبينا ﷺ وقد تركنا على البيضاء ليلها كنهارها، وضح لنا الدين، وبلغنا البلاغ المبين، بلا تكلف المتكلفين، ولا فلسفة المتكلمين، وإنما بالحجج والبراهين.

وتحدثنا عن المصادر الصحيحة للتلقي في الإسلام، من أين نأخذ؟ والعلماء يدلوننا عليها، ويشرحوها لنا، والمصدر: الكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين.

ما هي مصادر التلقي عند غيرنا حتى تتبين الأمور؟ لأن بعض الناس قد يصبح عنده لبس أو خلط، أو يأخذ من مصادر الآخرين، فما هي المصادر الأخرى؟ وما حكم العمل بها؟ واللجوء إليها؟

عندنا مسألة: التقليد الأعمى، والغلو في الرجال وآراء البشر.

الله  حكى لنا في كتابه عن أمم سابقة: وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ طريقة وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ _{^{[الزخرف: 23]}} سبحان الله  قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ  هذا الرد: قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ  _{^{[الزخرف: 24]}} ما في فائدة، خلاص.. ماذا قال الآباء والأجداد؟ نحن مثلهم، يريدون رفض الحق:  أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ إذاً هم يتبعون الباطل والهوى. أيش النتيجة؟  فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ  هذه الشبهة الباطلة ما نفعتهم  فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ  _{^{[الزخرف: 25].}}

وبعض الناس الآن كذا، يقولون: والله عرفنا وعاداتنا، وآباءنا وأجدادنا ولو خالف الكتاب والسنة، قال الله: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا الموروثات هي المصدر، ولا يحيدون، ولا يتركون أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ _{^{[البقر: 170].}}

أنتم وجدتم آباءكم على ضلالة، يعبدون أصناماً، ماذا تفعلون؟

قد تكون العادات والتقاليد موافقة للشرع، طبعاً العبرة بالشرع وهذه إذا وافقت فالحمد لله.

مصدر آخر للمصادر الباطلة: الذين يزعمون أن هناك اثنا عشر إماماً هم الواسطة بين الله وخلقه، وهم المصدر، يقولون: هؤلاء وسائط بيننا وبين الله، وينصون على ذلك في كتبهم، هؤلاء أبواب الله، وهؤلاء الحجة، الله  يقول: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ  ^{_{[البقرة: 186]}} ما في وسائط بيننا وبين الله، لكن هؤلاء يقولون: اثنا عشر إمام، ويعطونهم خصائص الألوهية، يعني يعلمون الغيب، يعلمون ما كان وما يكون، وما سيكون، وما لو كان كيف كان سيكون، لا يموتون إلا بإذنهم، كلامهم ينسخ الكتاب والسنة، كلام الأئمة الاثنا عشر ينسخ القرآن.

ثم المشكلة، أعطونا طريقة لمعرفة كلام هؤلاء الاثنا عشر.

قال أبو عبد الله ، أين الإسناد؟ إسناد تالف، إسناد هالك، إسناد ضعفاء، إسناد مجهولين، إسناد كذابين، طبعاً خلاص.. مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي _{^{[الأعراف: 178]}} يعني إذا هم أصروا على الباطل ماذا تملك لهم؟

بل بلغ الجرأة بهؤلاء أن قالوا: الأئمة الاثنا عشر فوق مرتبة الأنبياء والمرسلين، ونحن نستشفع بالأئمة، والأئمة لهم حق التشريع، والتحليل، والتحريم، والأمر، والنهي، وما أحلوه هو الحلال، وما حرموه هو الحرام، والله ألزمنا بطاعتهم.

والمشكلة ممكن يجي مثلاً الإمام الحادي عشر يقول كلاماً ما قاله الإمام الأول أو الثاني، والأمة ملزمة به.

طيب والذين عاشوا قبل الإمام الحادي عشر هذا؟

مشكلة.

طبعاً هذا شرك، يعني أنت إذا واحد ادعى أن هناك مصدر آخر غير الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، مصدر ولو صادم الكتاب والسنة وخالف الكتاب والسنة واعتماده يقول: ينسخ الكتاب والسنة، عادي، عادي إذا واحد من الأئمة قال شيئاً غير الكتاب والسنة نعتبره ناسخاً، يعني الحل عندهم موجود، طيب الله يقول: إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ  _{^{[يوسف: 40)]،}} وقال: فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ _{^{[غافر: 12]،}} ثم الله يقول: وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا  _{^{[الكهف: 26]}} يعني الرسول مبلغ عن الله، أنتم الآن زعمتم إنه في أنبياء آخرين بعد محمد ﷺ.

التشريع عندنا انقطع بموت النبي ﷺ، انتهى.

التشريع عندهم ممكن يستمر إلى سنة 260 للهجرة، آخر إمام دخل السرداب هذا متى اختفى؟ كان التشريع ممتداً إلى بعد 200 للهجرة.

سبحان الله، ربنا يقول: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ [الشورى: 21].

عدي بن حاتم لما أتى النبي ﷺ وفي عنقه صليب من ذهب، قال: يا عدي اطرح عنك هذا الوثن؟ وسمعته يقرأ في سورة براءة: اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ ^{_{[التوبة: 31]}} يقول عدي: فقلت إنا لسنا نعبدهم، نحن ما نعبد أحبارنا أو رهباننا، ما نعبدهم، قال: كانوا إذا أحلوا لهم شيئاً استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئاً حرموه، فتلك عبادتهم، يعني العبادة ليس فقط إنك تسجد للشخص، إذا حلل لك الحرام وحرم لك الحلال واتبعته، هذه عبادة، هذا شرك في الحكم.

خذ قوماً آخرين، بعض الصوفية الباطنية المبتدعة الغلاة، يقولون: الأقطاب والأولياء مصدر تلقي، غير الكتاب والسنة، وإذا قال القطب الأعظم، والغوث الأعظم، والولي الأكبر، إذا قال شيئاً، خلاص حجة، وتعال الآن دور على أسانيد صحيحة إلى هذا القطب الأعظم، هم ينسبون، ويؤلفون، ويكذبون على الأشخاص، قال الجيلاني، قال عبد القادر، قال البدوي، قال المرسي، قال العيدروس، قال أبو العباس، يقولون: هذا الغوث الأعظم عنده أقطاب، أوتاد، أبدال، أبواب، ينقلون لنا عنه أيش قال هو، وهو يتلقى من اللوح المحفوظ مباشرة... سبحان الله، النبيﷺ، ما كان يعرف اللوح المحفوظ، اللوح المحفوظ الله انفرد بعلمه؛ لأنه مكتوب فيه الأقدار إلى قيام الساعة، فتضعون عندهم شيخاً، قطباً، سمه ما شئت، أبدال، أوتاد، أقطاب، أولياء، يقول: شيخنا يأخذ من اللوح المحفوظ مباشرة، سبحان الله.

يجي واحد منهم من هؤلاء الضلال يقول: أنتم تأخذون علمكم ميت عن ميت، فلان عن فلان، ونحن نأخذ علمنا عن الحي الذي لا يموت، حدثني قلبي عن ربي، حدثنا شيخ الطريقة عن الله....  مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ _{^{[الصافات: 154]}} كيف تحكمون؟ سبحان الله.

مصدر آخر: الإلهامات والكشوفات، يزعم بعض ولاة الصوفية أنه من مصادر التلقي، أيش وقع في قلبه؟ أو ماذا ألهم؟ وماذا انكشف له؟ إذاً عندهم قضية إنه ينكشف لك وما ينكشف لك وما سينكشف لك، وهذه حجة.

قالوا له: ارحل معنا نسمع من عبد الرزاق، يعني عبد الرزاق واحد من كبار المحدثين عن النبي ﷺ، يحدث عن فلان، عن فلان، عن رسول الله ﷺ، قال: ما يصنع بالسماع من عبد الرزاق، من يسمع من الخلاق؟

أنا أسمع من الخلاق مباشرة، أيش لي وأيش لعبد الرزاق؟ سبحان الله.

هذه الشطحات، على التخريفات، يريدون لا أخبرنا، ولا حدثنا، ولا أسانيد، ولا بينات، ولا.... خيال، يعني.. انكشف لي، انكشف لك أيش؟

من فارق الدليل ضل سواء السبيل.

لا طريق إلى الجنة غير الكتاب والسنة.

فمن عارض الكتاب والسنة بمكاشفات، ومواجيد، وأذواق: مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا  ^{_{[غافر: 4].}}

وهؤلاء أهل الباطل ماذا فعلوا؟ قسموا الدين إلى: حقيقة وشريعة، وقالوا: نحن أهل الحقيقة، وأنتم أهل الشريعة، يعني عندهم أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وسفيان، والأوزاعي؛ هؤلاء يقولون: أهل الشريعة، ونحن أهل الحقيقة، ولذلك أبو العباس القرطبي قال: هذا قول زندقة وكفر، واضح أيش وراءه، أنت تجعل الآن مصادر خفية، يعني لو أردت أنا أن أتحقق، أي واحد يريد أن يتحقق، يقول: أيش انكشف لك؟ يقول: نور، رأيت نوراً. كذا، خلاص، كيف نعرف صدقه من كذبه؟ لا يمكن.

من مصادر التلقي عند المبتدعة: المنامات، الشيء الفلاني حلال، الشيء الفلاني حرام، الشيء الفلاني حق، الشيء الفلاني باطل، دليلك؟ منام، رأيت رؤيا، وأيش؟ عن الله، شيخنا رأى رؤيا، يعني أنا آخذ مباشرة عن شفت النبي في المنام. ماذا أريد في البخاري ومسلم؟ بكل وقاحة، يقول لك : شيخنا يرى النبي ﷺ في المنام، ويقول له على طول يعني الحكم كذا، والموضوع كذا، والحق كذا، والباطل كذا، فأيش يبغى بالبخاري ومسلم؟ لا إله إلا الله، الباطل باطل، استندوا المنامات، المنامات هذه رؤيا.

الشيطان يتلاعب بالإنسان في المنام... كيف عرفت إنه منامك هذا حق أصلاً؟ كيف؟ هذه المنامات ما يمكن أن تبطل سنة، ولا تغير حكماً، ولا تعارض كتاباً، ولا تعارض القرآن، ولا يجوز إثبات حكم شرعي بالمنام، المنامات يستأنس بها، بشرى للمؤمن.

ولما كانت ليلة الثلاثين من شهر شعبان في إحدى السنوات في التاريخ الإسلامي، القصة حكاها الإمام النووي ولم ير الناس الهلال، أيش معناها شرعاً؟ يعني اليوم التالي سيكون ثلاثين شعبان ويكمل شعبان، إذا غم عليكم ما رأيتم هلال رمضان، فخلاص أتموا عدة شعبان ثلاثين يوماً.

في واحد رأى النبي ﷺ في المنام يقول له: الليلة أول رمضان، وراح للقاضي يقول له: بكرة رمضان. ليش؟ رأيت الهلال؟ قال: لا، شفت الرسولﷺ  في المنام يقول لي: هذه ليلة رمضان، فقال له: إن الذي تقول إنه قال لك في المنام: غداً أول رمضان قد قال لنا في اليقظة: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته  نسمع كلامك ولا كلامه؟

ولذلك لا يمكن المنامات تستقل عن الكتاب والسنة، ويصير فيها شيء غير الكتاب والسنة.

وحصلت قصة على عهد الخليفة المهدي، دخل شريك بن عبد الله على المهدي فلما رآه قال: علي بالسيف والنطع –الجلد الذي تقطع قص الرقاب عليه- قال: ولم يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت في منامي كأنك تطأ بساطي وأنت معرض عني فقصصت رؤياي على من عبرها، فقال لي: يظهر لك طاعة ويضمر المعصية، يعني إنك أنت ما لي بيعة عليك، وإنك أنت ناقض البيعة، وإنك أنت تتظاهر بطاعتي، وفي الباطن أنت مضمر معصيتي وخلعتني، فقال له شريك: والله ما رؤياك برؤيا إبراهيم الخليل، ولا معبرك بيوسف الصديق.

بالأحلام الكاذبة تضرب أعناق المؤمنين، فاستحيا الخليفة وقال: أخرج عني.

فيه ناس تتلاعب بهم الشياطين في المنام، فيه ناس تريهم الشياطين في المنام إنه هو مثل الكعبة والناس تطوف به، وهو شيطان، وقصص كثيرة، حتى الشيخ عبد القادر الجيلاني، حكايته مشهورة، قال: كنت مرة في عبادة فرأيت عرشاً عظيماً وعليه نور، يقول: يا عبد القادر أنا ربك حللت لك ما حرمت على غيرك. فقلت: اخسأ يا عدو الله، فتمزق ذلك النور وصار ظلمة، وقال: نجوت مني يا عبد القادر، فقيل لعبد القادر: كيف علمت بأنه شيطان؟ قال: من قوله: حللت لك ما حرمت على غيرك، وقد علمت أن شريعة محمد ﷺ لا تنسخ ولا تبدل.

ومن قوله: أنا ربك، والله  لا يتجلى لعباده في الدنيا، ولا يكلم عباده مباشرة في الدنيا.

العقيدة الصحيحة تقود إلى اتخاذ المواقف الصحيحة، هل هذا حق ولا باطل؟

بعض الناس عندهم من مصادر التلقي يقولون: الخضر ، ورأينا الخضر، والخضر، وشيخنا رأى الخضر يقظة، ما هو في المنام، يعني خلاص المنامات هذه عرفناها، بعضهم يقولون: لا، شيخنا رأى الخضر، والخضر قال له: فيه صلاة جديدة، وشيخنا لقي الخضر في جبل عرفات وعلمه أذكاراً جديدة، وشيخنا.... وهكذا، وتعال افتح باب البدع، من أين مصدر التلقي؟ قال: شيخنا لقي الخضر في عرفات.

سبحان الله، وبعضهم يقول: عادي، اسألوني وأنا أسأل لكم. سبحان الله، وبعدين فيه جرأة، يعني جرأة، جرأة على الله.. شيء عجيب.

وبعضهم يقول: كنت أقرأ في كتاب السيرة فرأيت رسول الله أمامي يقظة، وقال لي: كذا كذا، أمامي يقظة، يعني الجرأة، الكذب، وحتى لو طلع له صورة.. من هو؟ شيطان.

الذين يعيشون في الغرب، والذين يتأثرون بالحضارة الغربية اليوم صار عندهم أصنام عاكفون عليها، كيف يعني؟ يعني عنده مصدر التلقي عقله، يقول: أنا عقلي الفيصل، إذا اقتنع عقلي بشيء فهو حق، إذا ما اقتنع عقلي بالشيء فهو باطل، فهذا جعل إلهه هواه، وجعل عقله هو المرجع، هو المصدر.

وإذا كان عقلك مريضاً؟ وإذا كان عقلك منحرفاً؟ وإذا كان فهمك قاصراً؟

فيه ناس عندهم دينه هو عقله، مصدر التلقي الحاكم على كل شيء هو عقله، ممكن يرد آيات، ويرد أحاديث، ويرد أحكام ويقول: العقل ما يقبلها.

عند التحقيق يطلع عقله هو ما يقبلها؛ ولذلك أهل السنة لا يقدمون الرأي على الوحي، يقدمون الوحي، وممكن واحد يتهم رأيه، إذا عجز عن فهم قضية، نتهم عقولنا ولا نتهم القرآن والسنة، يصير مقدساً عند الإنسان لدرجة إنه يصير فوق الكتاب والسنة.. ممكن ينكر المعجزات، وينكر الجن ومذكورين في القرآن، وينكر حديث الذبابة والتداوي بالإبل... هذه في البخاري، وينكر نزول عيسى والدجال، وحديث موسى مع ملك الموت، وينكر الحدود، وحد الردة، وينكر، ينكر... يقول: ما يقبله العقل، ما يقبله.

فيه ناس مرجعيتهم الحضارة الغربية، الذي يقول: الغرب نحن معهم.

فيه ناس مرجعيتهم الدساتير والقوانين، القانون السويسري، القانون الإيطالي، القانون الألماني، القانون... هذه أشياء ما أنزل الله.

فيه ناس مرجعيتهم الفلسفة اليونانية، مع الفلسفة، وحسب الفلسفة، ماشين على حسب الفلسفة... سبحان الله.

لذلك قضية ضبط مصادر التلقي مهمة جداً جداً؛ لأننا الآن فعلاً نعيش حالة اضطراب، نعيش حالة فوضى، فيه ناس يكادون ينسلخون من الدين بسبب هذه المسألة، مسألة مصادر التلقي، أيش مصادرهم في التلقي؟

وفيه ناس على قانون الجذب، وفيه ناس على الطاقة والعقل الباطن، شغالين على العقل الباطن، وفيه ناس من اليوجا.

نسأل الله  الثبات على الدين، واتباع سنة سيد المرسلين، وأن يحيينا مؤمنين، ويتوفانا مسلمين، ويلحقنا بالصالحين.

اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

ثبتنا حتى نلقاك على ديننا.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.