الإثنين 11 ربيع الآخر 1446 هـ :: 14 أكتوبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

العلم الذي يجب على المسلم المغترب تعلمه


عناصر المادة
فضل العلم وشرف تعلُّمه وتعليمه
معالم ونصائح مفيدة في مسألة طلب العلم
استثمار وسائل المواصلات
الاستفادة من وسائل التقنية الحديثة
تعلُّم المسلم أمور عقيدته وتوحيده
الإيمان بالملائكة
الإيمان باليوم الآخر
تعلُّم معاني القرآن الكريم
ما يجب على المسلم تعلمه في بيعه وشرائه
ما يجب على المسلم أن يتعلمه في عاداته

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الإخوة والأخوات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نلتقي على البُعد في هذا المجلس من المجالس التي نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن تكون بركة وخيرًا علينا، نتواصى فيه مع الإخوة والأخوات؛ وخصوصًا في بلاد الغرب، الذين يعيشون على سبيل المثال في أوروبا وغيرها، ما هو العلم الواجب على المسلم أو المسلمة تعلمه؟

فضل العلم وشرف تعلُّمه وتعليمه

00:00:48

العلم ترِكة الأنبياء وتراثهم، وهو حياة القلوب ونور البصائر وشفاء الصدور ورياض العقول ولذة الأرواح، وهو الميزان الذي به توزن الأقوال والأعمال والأحوال، به يُعرف الله ويُعبد ويذكر ويوحّد ويُحمد ويُمجّد، به اهتدى إليه تعالى السالكون، ومن طريقه وصل إليه الواصلون، ومن باب هذا العلم دخل عليه القاصدون، به تُعرف الشرائع والأحكام، ويتميز الحلال من الحرام، وتوصل الأرحام، وبه تُعرض مراضي الحبيب، وبمعرفتها ومتابعتها يوصل إليه من قريب العلم، مذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وطلبه قُرْبة وبذله صدقة، ومدارسته تعدل الصيام والقيام يعني النوافل والحاجة إليه أعظم منها إلى الشراب والطعام، قال الإمام أحمد - رحمه الله -: "الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب؛ لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين، وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه، وإذا فقد الناس العلم فهم بمنزلة الأرض التي فقدت الغيث" [مدارج السالكين: 2/440]

العلم أحلى وأغلى ما له استمعت أُذن وأعرب عنه ناطق بفمِ
العلم أشرف مطلوب وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم

[من قصيدة للشيخ حافظ حكمي].

تضافرت النصوص الشرعية في الكتاب والسنة في بيان فضل العلم ومنزلته في الشرع، فالعلم طريق لدخول الجنة،  من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة [رواه مسلم: 2699]. جعله الله علامة على إرادته تعالى الخير بالعبد، فقال ﷺ:  من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين  [رواه البخاري: 71، ومسلم: 1037]. العلم يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة، يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة: 11].

لم يأمر الله نبيه أن يزداد من شيء يطلب الاستزادة من شيء إلا من العلم، فقال سبحانه: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا [طه: 114]. فلو كان هناك شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيهﷺ أن يسأله المزيد منه.

والمسلم في بلاد الغُربة تواجهه كثير من التحديات، ومن أهمها: قضية الجهل بأحكام الشرع، فلا يوجد مدارس تعلِّم الشرع مثل بلاد المسلمين، لا يوجد علماء كما يوجد في بلاد المسلمين، حتى توفُّر الكتب ليست كبلاد المسلمين وهكذا، صحيح نحن لا ننكر أن أوضاع المسلمين في الغرب أو الشرق، وفي البلاد غير الإسلامية وبلاد غير المسلمين تغيرت حصل تطويرات.

استطاعت الأقليات المسلمة في البلاد المختلفة أن تطور مع الوقت أوضاعًا جيدة، وربما يكون بعضهم وصل إلى مرحلة أن يوجد محكمة شرعية، مكتبة إسلامية، وأئمة ومؤذنون ووعاظ وقراء وطلبة علم، بدليل أنه أحياناً تأتي أسئلة من بلاد الغرب في قوتها وسبك السؤال وطبيعة السؤال ما يدل على فقه عميق، فالمسلمون فيهم خير عظيم، وبعضهم يتابع الدروس المباشرة وغير المباشرة، وتُشرح متون عن بُعد لبعض المسلمين في الأقليات في البلاد غير المسلمة، وبعضهم أيضاً يسمع الشروح للمتون ويلخّص في كتابه، وربما يكون أحرص وأفهم وأوعى من بعض من يحضر عند الشيخ في درسه في بلاد المسلمين، هذا يوجد، لكن في الجملة المسلمون في بلاد الغُربة يواجهون تحديات، منها: قضية تعلُّم الدين، أولادهم، الشباب والبنات، الجيل الثاني والثالث والرابع، يبقى تحصيل العلم الشرعي تحدٍ كبير، والمسألة ليست سهلة في نتائجها، فالإيمان إذا كان مبنيًا على قناعة ناتجة عن الأدلة الشرعية والبراهين سيكون صاحبه راسخاً ثابتاً لن تؤثر فيه جهود دعاة الضلال مهما فعلوا، قال تعالى:  قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي  [الأنعام: 57]. لكن من التحديات أيضًا: أن هؤلاء المسلمين الموجودين في تلك البلاد في الغالب هم منهمكون في أعمالهم، طبيب منهمك في عمله، مهندس منهمك في عمله، مبرمج، منهمك في عمله وهكذا، فماذا يفعلون في طلب العلم في زمن الانشغالات؟ وهذا الكلام يُقال لأي مسلم أو مسلمة، الآن مواقع التواصل الاجتماعي أشغلت الناس وزيادة، مهما كان الوقت ضيقًا، مهما كانت الأشغال كثيرة، فإن طلب العلم واجب لا بد أن يُقام به، هناك أوقات، أليس هناك إجازات؟ الأعمال تستوعب، ما عندهم ساعات عمل محددة حتى في بلاد الغرب، نعم يوجد، ما في إجازات في الأسبوع؟ يوجد، ما في إجازات سنوية؟ يوجد، ما عندهم حتى أعياد حتى يعطلون فيها؟ بلى، إذن، هناك فرصة لطلب العلم يوميًا وأسبوعيًا وشهريًا وسنويًا، النبي ﷺ قال لنا:  سددوا وقاربوا  يعني إذا لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل اعملوا ما يقرب منه وأبشروا، سددوا وقاربوا وأبشروا  [رواه البخاري: 6467، ومسلم: 2818].

معالم ونصائح مفيدة في مسألة طلب العلم

00:07:15

هناك معالم ونصائح مفيدة في هذا الموضوع، أما بالنسبة للأشغال الباطلة والمحرمة والمضيعة للأوقات، كمتابعة الأفلام المحرمة ونحو ذلك، فيجب الإقلاع عنها حتى نتيح المجال لطلب العلم، المكروهات، مثل: الألعاب الإلكترونية وغيرها التي تأخذ أوقاتًا طويلة ومرحلة وراء مرحلة، بعض الناس غرقوا فيها، يا أخي حتى تطلب العلم هذه على الأقل قلل منها، الأشغال الضرورية؛ الوظائف السعي في الرزق التي لا حيلة للإنسان في تركها، احتمال قد يستطيع أن ينتقل من عمل مزحوم إلى عمل أقل زحامًا، وقد لا يقل عنه في المرتَّب أو المقابل، حتى لا يتغير مستوى معيشته، إذن، من الحكمة أن يفعل ذلك، ينتقل، وقد يستطيع أن ينتقل إلى عمل حُر يتاجر ويكسب ما لا يقل عن راتب الوظيفة، قد يكون أقل قليلاً في سبيل أن يملك نفسه، صار عمله حُرًا، غير مقيد بوقت معين، هذه استراتيجية في قضية طلب العلم ونحن نعلم يقينًا من أنفسنا أن كثيراً من مصاريفنا في الكماليات والترفيهيات، ولو اقتصرنا على الضروريات والحاجيات مع قليل من الكماليات لوفرنا كثيراً من الوقت والمال.

استثمار وسائل المواصلات

00:08:48

أما استثمار وسائل المواصلات، وكثير منها في تلك البلاد قطارات، حافلات ذهابًا وإيابًا، فإنه يمكن سماع محاضرات ودروس وأشياء علمية، مواد علمية كثيرة جدًا، نحن نجد الآن بعضهم من عشاق الموسيقى ما يوفر وقتًا وتجد السماعة في أذنه حتى وهو يعدو وهو يعمل رياضة، وهو يشتغل، واضع السماعة في أذنه، أحيانًا يكون عمله ميكانيكياً عمله آلياً، تجده واضعًا السماعة في أُذنه، ويستمع، نحن أولى، إذا كان هذا حرص عشاق الموسيقى، نحن أولى، استغلال وقت الفراغ في العمل، قد يوجد أحيانًا أن العمل ينتهي ما عنده عمل آخر ، هو بياع في محل، وهذا الوقت لا يوجد زبائن يأتون رتّب وعمل كل شيء، رتّب ونظّم وعمل وزاد وقت، هو بائع عمله مع الزبائن، عندما يأتي الزبون لا بد أن يخدمه، فقعد يقرأ في المصحف في كتب العلم يستمع إلى دروس، هذا مثال.

اغتنام أوقات الإجازات وإن قلّت وقد تحدثنا عن هذا.

استغلال زمن التفرغ قبل الانشغال بالعلم والارتباط به، الآن عندنا حتى في الخارج طلاب، ليسوا كلهم موظفين، هؤلاء الطلاب عندهم إجازات أكثر من الموظفين، وقد قال ﷺ:  اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك  حديث صحيح. [رواه النسائي في السنن الكبرى: 11832، والحاكم في مستدركه: 7846، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 1077]    نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس . لا يعرفون قيمتهما خسارة عليهم،  الصحة والفراغ [رواه البخاري: 6412]. وما يعرف قيمة الصحة إلا إذا مرض وما يعرف قيمة الفراغ إلا إذا انشغل، وبعضهم يقول: أنا ما أعرف كيف أمضّي الوقت طفشان! يا أخي المسلم الجاد يبحث عن وقت حتى يعبد الله، حتى يتعلم دينه، حتى يدعو إلى سبيله، حتى يربي نفسه وأولاده.

الاستفادة من وسائل التقنية الحديثة

00:11:06

من السبل: التعويض بالتقنية الحديثة.

يعني إذا عجزنا عن حضور الدورات العلمية في المساجد فنتابعها عن طريق الشبكة، نحمّلها في الجوالات تطبيقات، نسمعها في السيارات، الآن الأجهزة كثيرة اليو إس بي، وسائل التنقية، الآن يتحدثون عن هذه المناظير ثري دي مناظير ستجد يضعونها والواحد يرفع رأسه ويخفض ويمين وشمال وهو يجرب الثري دي يجرب الأبعاد الثلاثية في منظار جوجل ومنظار كذا ومنظار، الناس يستعملون التقنية في الملهيات، ترفيهات، نحن نريد أن نستعمله فيما يقربنا إلى الله لا بد أن توجد الهمة العالية، ومن خطب الحسناء لم يغلُها المهر.

تعلُّم المسلم أمور عقيدته وتوحيده

00:12:06

ومن الواجب على كل مسلم سواء كان مهندساً أو طبيباً متخصصاً في الرياضيات في الكيمياء في البرمجة في الكمبيوتر إلى آخره، أن يتعلم ما تصح به عقيدته وما تصح به عبادته وما تصح به معاملاته للخلق، هذا المقدار ما تصح به عقيدته الإيمان بالله، وما تصح به عبادته لله في هذا الشعائر المعينة؛ صلاة زكاة صيام حج، وما تصح به معاملاته للخلق، نكاح طلاق بيع شراء إجارة رهن، هذا المقدار من العلم فرض عين على كل مسلم، ولذك قال ﷺ:  طلب العلم فريضة على كل مسلم  [رواه ابن ماجه: 224، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 3913]. فلو قلنا الآن: ماذا يجب على المسلم خصوصًا في بلاد الغربة أن يتعلم من أحكام العقيدة وأصول الإيمان؟ نقول: يجب عليه أن يتعلم التوحيد،  لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء: 25]،  ليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحّدوا الله تعالى [رواه أحمد: 2071، وأبو داود: 1584،  وصححه الألباني في صحيح أبي داود: 1412]. يتعلم أركان الإيمان الستة المشهورة التي جاءت في حديث جبريل المشهور:  فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره  [رواه مسلم: 8]. فنؤمن بالله يتعلم الإيمان بربوبية الله تشمل: الرب الخالق المالك المدبّر لجميع الأمور، المحيي الميت الذي ينزل الغيث ويرزق ويشفي، فلا يُطلب الشفاء من غيره ولا يقول: يا طبيب اشفه، الطبيب ما يملك الشفاء، الطبيب يعالج، الشفاء من الله ولا يقول: الطاقة والريكي والتشي واليانج والطاقة، يلتمس الثراء والشفاء والسعادة من الطاقة ومن الريكي ومن الأوهام، معنى هذا لا يعرف توحيد الربوبية، ولا بد أن يتعلم توحيد الألوهية، وأن الله وحده المستحق  للعبادة دون سواه، كل أنواع العبادة؛ صلاة دعاء استغاثة نذر ذبح إلى آخره ومن لم يتعلم هذا وقع في الشرك لا بد أن يتعلم أسماء الله وصفات المولى وأنه لا شريك له في ربوبيته ولا في إلهيته ولا في أسمائه وصفاته، آية جمعت أنواع التوحيد الثلاثة، رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم: 65]، وكم ضل في أبواب الأسماء والصفات من الناس في القديم والحديث، والطريقة الصحيحة في توحيد الأسماء والصفات: تثبت ما أثبته الله لنفسه من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تحريف ولا تعطيل، أن تؤمن بأنه تعالى على عرشه فوق سماواته، كثير من الناس لا يعرفون أين ربهم؟ تقول له: أين الله؟ يقول: في كل مكان! يا أخي علمه في كل مكان لكن هو بذاته فوق، أثبِت علو الله على خلقه فوق سماواته على عرشه، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى  [طه: 5] استواء يليق بجلاله وعظمته، لكن  وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد: 4] بعلمه، فيعلم أحوال العباد وأقوالهم وافعالهم ويدبر أمورهم، يرزق الفقير ويجبر الكسير، يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير.

الإيمان بالملائكة

00:15:23

كذلك الإيمان بالملائكة وأنهم عباد الله المكرمون لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ  [الأنبياء: 27] ، لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ  [الأنبياء: 19]، يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ  [الأنبياء: 20]، مخلوقون من نور حجبهم الله عنا وربما كشفهم لبعض عباده، نؤمن بأن للملائكة اعمالا كُلّفوا بها، جبريل الموكل بالوحي، ميكائيل الموكل بالمطر والنبات، إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور، ملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت، وما ثبت تسميته بعزرائيل، ملك الجبال الموكل بها، مالك خازن النار، الملائكة الموكلون بالأجنّة في الأرحام، وآخرون موكلون بحفظ بني آدم، وآخرون موكلون بكتابة أعمالهم، لكل شخص ملكان، عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ  [ق: 17]،  مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ  [ق: 18]، ملائكة موكلون بسؤال الميت بعد الانتهاء من دفنه، ملائكة تعين ملك الموت في قبض الأرواح، ملائكة الرحمة تحضر أو ملائكة العذاب هناك خزنة للنار، والجنة لها ملائكة  يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ  [الرعد: 23]، الإيمان بالكتب التي عرفناها والتي ما عرفناها القرآن والإنجيل التوراة والإنجيل والزبور صحف إبراهيم وصحف موسى، والكتب التي أنزلها الله وما علمنا عنها نؤمن بها على وجه الإجمال ولا يضرنا ألا نعرف أسماءها، كما أننا نؤمن بملائكة لله لا نعرف أسماؤهم، النار فقط إذا جيء بها يوم القيامة لها سبعون ألف زمام على كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها، يعني أربعة آلاف وتسعمئة مليون ملك فقط يجرون جهنم يوم القيامة في أرض المحشر، وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ  [الفجر: 23].

نؤمن بأن الله تعالى أنزل كتباً،  لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ [الحديد: 25]، وهذه الكتب بعضها قصه الله علينا في كتابه ذكرها لنا، إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ  [المائدة: 44] وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ  [المائدة: 46].

وكذلك الزبور، نسخ الله جميع الكتب السابقة بالقرآن، وجعله مهيمناً على ما سبق، مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ  [المائدة: 48]، وتكفّل  الله بحفظه، إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر: 9]، بخلاف بقية الكتب السابقة، والإيمان بالرسل الذين عرفنا أسماءهم والذين لا نعرف أسماءهم، وأولو العزم أفضل، محمد ﷺ ثم إبراهيم ثم موسى، ثم نوح وعيسى ونؤمن أنهم بشر مخلوقون، ليس لهم من خصائص الربوبية شيء، عباد لله أكرمهم بالرسالة واصطفاهم، لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً، وعدم العلم بهذا يؤدي إلى الغلو بالنبي ﷺ وتنزيله في مقام الألوهية أو الربوبية وصرف أنواع من العبادة له كما يفعل عدد من الجهال أو المشركين.

الإيمان باليوم الآخر

00:18:44

أما الإيمان باليوم الآخر الذي لا يوم بعده، لذلك سُمي باليوم الآخر، والبعث وإحياء الله للموتى، والنفخة التي تكون نفخة الصعق والموت ونفخة البعث والحياة، كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ [الأنبياء: 104]، وجمع الناس والثقلين في أرض المحشر، وتطاير الصُّحف والموازين التي تُنصب، والحوض للنبي ﷺ والشفاعة له، والصراط المضروب على متن جهنم، والجنة والنار المخلوقتان موجودتان الآن، والإيمان بالقبر عذاباً ونعيمًا، والإيمان بالقدر خيره وشره، وأن الله علِم الأشياء علمًا أزليًا وكتبها في اللوح المحفوظ، أمر القلم أن يكتب، وشاءها وأراد وقوعها، وخلق ذلك في الواقع وأوجده، اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ [الرعد: 16]،  وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [الصافات: 96]، وأن العباد لهم مشيئة بناء عليها يُحاسبون، وأن العبد إذا فقد الإرادة وصار مكرهاً في حالة من الحالات لا يحاسبه ربه على ذلك، له حكم المكره، والعلم بقضية الشرك، أنواع الشرك، خطورة الشرك، أعظم محرم في العالم، أعظم منكر في العالم،  قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [الأنعام: 151]، صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله، دعاء غير الله، اعتقاد النفع أو الضر في غير الله، الذبح لغير الله، يتعلم المسلم عقيدة الولاء للمؤمنين والبراءة من المشركين، وهذه مهمة لمن يعيش بين المشركين دائماً صباح مساء، فربما ضاحكهم وداعبهم ولاعبهم ودخلوا بالطول والعرض وصاروا أصدقاء وصاروا مثل الإخوان والأحباب، يقول: عيسى ربه، يقول: عيسى ابن الله، كلام خطير، تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا  [مريم: 90 - 92]، واليهود قالوا: يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ [المائدة: 64]،  عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ [التوبة: 30]،  إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران: 181]، ولذلك قال: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ [الممتحنة: 1]، لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران: 28].

وقضية البراءة من المشركين التي ذكرها إبراهيم ،  قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة: 4].

والمسلم يتعلم أيضًا موضوع كيف يتقي شرهم، وإذا أُكره على قول كفر وقلبه مطمئن بالإيمان، لكن هُدّد بالقتل عُذّب تعذيبًا شديدًا كما حصل لخباب وبلال وعمار - رضي الله عنهم -، لكن قلبهم مطمئن بالإيمان.

ومسألة الفرق بين المدارة والمداهنة؛ المداهنة تنازل عن شيء من الحق، أنك تقول باطلاً وكفراً، والمدارة: الملاطفة وحُسن الكلام والابتسامة وتتلافى به شرًا، تدفع عن نفسك، الأول حرام والثاني مباح.

وتعلّم من مقتضيات الولاء والبراء: من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان  [رواه أبو داود: 4681، والطبراني في الكبير: 7613، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 5965]. 

تتعلم أنه ليس معنى كره الكفر والكفار والبراءة منهم أن تظلمهم ولا أن تسيئ إليهم، ولا يجوز أن تسرق منهم وقد دخلت بلادهم بعهد أعطيتهم أماناً أعطوك الأمان ثم تختلس، تقتل، تسرق، تعتدي، ما يجوز لك ذلك حتى ولو كانوا كفاراً حتى المحارب إذا دخلتَ معه في أمان، هذا الأمان عقدٌ ملْزم له حرمته شرعًا وأننا نتعامل معهم في الدعوة بالإحسان والإكرام واللين، لعل الله أن يهديهم على أيدينا، وأنه يجوز الصدقة على الكافر غير المحارب، لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ  [الممتحنة: 8].

المسلم ينبغي عليه أن يتعلم فروض الأعيان الواجبة عليه،  ومعنى فروض الأعيان فرض عين يعني: على كل إنسان بعينه بنفسه بذاته، ما يغني واحد عن واحد، لا بد كل واحد أن يتعلم ذلك، طلب العلم فريضة على كل مسلم  [رواه ابن ماجه: 224، وحسنه الألباني في المشكاة: 218].

هذا الحديث ما معناه؟ ما هو ضابط العلم الذي هو فرض عين؟ ما يتوقف عليه معرفة عبادة تجب عليه أو معاملة يريد القيام بها، فيجب أن يتعلمها، ما دون ذلك فرض كفاية، فمن فروض الأعيان مثلاً: تعلُّم كيفية الصلاة، هذا فرض عين، هذه أعظم الواجبات العملية، لا بد أن يتعلم شروطها كالطهارة وأركانها وواجباتها، كيف يتوضأ؟ وكيف يغتسل؟ وما هي النواقض؟ ما هي أنواع المياه؟ ما هو التيمم في الطهارات البديلة؟ ويتعلم في موضوع الطهارة تعميم البدن بالماء في الجنابة، تعميم أعضاء الوضوء بالماء، ما يجوز يبقى قدر لا تمسه الماء، يتعلم أوقات الصلوات الخمس، هناك ناس الآن في بعض جهات أوروبا يقول لك: الشفق الأحمر لا يغيب كيف يدخل وقت العشاء؟ نحن ننتقل من الشفق الأحمر إلى طلوع الفجر، وأحياناً يكون الليل ربع ساعة، خمس دقائق حسب المناطق، كيف يفعل في صلاة العشاء؟ متى يدخل وقتها؟ متى ينتهي؟ هناك حالات يجب على المسلمين أن يتعلموها، فيه قضايا تتعلق أيضاً بالصيام؛ يعني مسألة السحور، مسألة الفجر متى يطلع؟ قد يُشْكل في بعض البلدان ومعرفة المواقيت، بالنسبة للصلوات فرض، إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا  [النساء: 103].

وكذلك ما يتعلق ببقية شروط الصلاة، كستر العورة، وما هي حدود العورة؟ وطهارة الثياب والبدن واستقبال القبلة، متى يسقط؟ أو متى يستطيع أن يجتهد؟ ومتى لا يجوز له أن يجتهد؟ وأركان الصلاة والواجبات، عندما نقول الأركان، مثل القيام، قراءة الفاتحة، الركوع، السجود، الطمأنينة، واجبات الصلاة، مثل التكبيرات غير تكبيرة الإحرام، التسبيح في الركوع والسجود، ونحو ذلك، أحكام سجود السهو، ماذا يفعل إذا زاد؟ ماذا يفعل إذا نقص؟ ماذا يفعل إذا شكّ؟ ماذا يفعل إذا استطاع الترجيح؟ ماذا يفعل إذا لم يستطع الترجيح؟ ماذا يفعل إذا نسي ركناً أو واجبًا أو مستحبا؟ إذا كان من أهل الأعذار أيضاً لا بد أن يتعلم أشياء، يجب على المريض الذي يدخل إلى المستشفى أن يتعلم أشياء لا تجب عليه قبل دخول المستشفى وقبل العملية، إذا كان سيعمل عملية لازم يتعلم أموراً معينة،  كذلك الزكاة، أهل الأموال لا بد يتعلموها، آتوا الزكاة، وما هي الشروط؟ نقول: ملك النصاب، ما هو النصاب؟ حولان الحول، ما هو الحول؟ الزروع الثمار ما لها حول، ومتى؟ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ  [الأنعام: 141]، وما هي الأموال التي تجب فيها الزكاة؟ خذ على سبيل المثال: العقارات، هناك واحد عنده عقار اشتراه ليبيعه، واحد اشتراه ليؤجره، وواحد اشتراه ليبنيه ويستثمره، وواحد اشتراه ليتخذ بيتاً له، وواحد اشتراه ليجعله في المستقبل، يعني إذا احتاج يبيعه، واحد اشتراه ليجعله لأولاده ويرثونه من بعده، وواحد اشتراه ليحفظ ماله فيه، قال: المال ينزل تضخم، أنا أجعله الآن في أراضٍ وعقارات، عليه زكاة أو لا؟ واحد نيته متردد مرة يقول: أبيعه ومرة يقول: أؤجره، أشتري أعمّر، كل حالة لها حكم، إذا تعرض الإنسان لهذا، ما كان عنده عقار ما يجب عليه تعلم زكاة العقار لكنه يستحب لكي يعلم غيره، لكن هو متى يجب عليه وجوبًا عينيًا؟ كذلك نوع المال الذي يملكه، هناك ناس عندهم زروع وثمار، وفيه ناس ما عندهم زروع وثمار، وفيه ناس عندهم بهيمة أنعام إبل أو بقر أو غنم، فيه ناس ما عندهم، وبعض الناس يسأل، يقول: أنا أتاجر بالنعام أنا أتاجر بالأرانب بالدجاج هذه فيها أو ما فيها؟ أنا عندي زيتون أنا عندي عسل، العسل فيه أو ما فيه؟ ما هو مقدار النصاب الذي تجب فيه الزكاة؟ ربع العشر عمومًا، لكن هناك أحياناً حالات مثل الزرع الذي يُسقى بلا كلفة: العشر، يُسقى بكلْفة: نصف العشر، بعض شهور السنة كذا بعضها وبعضها كذا، ثلاثة أرباع العُشر، فيه أشياء متغيرة بحسب الأحوال، من هم الذين أعطيهم زكاتي؟ الفقراء والمساكين والعاملين عليها... إلى آخره، ماذا يعني الغارمين؟ متى يكون الشخص غارمًا حتى أعطيه الزكاة؟ أي واحد عليه دين؟ كذلك مثلاً الصيام، كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ  [البقرة: 183]. ما هي شروط الصحة؟ ما هي المبطلات؟ ما هي أركانه؟ ما الذي يؤثّر في صحته والذي لا يؤثر في صحته؟ والناس تسأل باستمرار في الصيام؛ السواك معجون الأسنان بلع الريق، إلى آخره، الحج، وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ  [آل عمران: 97]، إذا جاء تيسر له الحج يجب عليه أن يتفقَّه، وجد سعة من المال ولزمه الحج وأمن الطريق والصحة والقدرة، ولازم يتعلم مواقيت الحج الزمانية والمكانية ويعرف من أين يحرم، والحج أشهر معلومات، ما هي أركانه؟ والطواف والسعي والوقوف بعرفة، يأتي واحد بعد الحج يقول: تركت طواف الإفاضة، ما بتنا في مزدلفة، صعدتُ الباص قبل أن، معناها أصلاً هناك علم مفقود في الموضوع.

ثم قضية الإخلاص، يتعلم الإخلاص يتعلم النية تعلم النية يا إخواني علم عظيم جدًا، قضية النية هذه والله  لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا  [هود: 7]، أخلصه وأصوبه.

تعلُّم معاني القرآن الكريم

00:29:55

بعد ذلك القرآن، تعلُّم القرآن، خيركم من تعلّم القرآن وعلمّه  [رواه البخاري: 5027].

والتفسير، هل يُعقل أن تكون عندنا رسالة من الله ما نعرف معانيها؟ والله يا إخوان وخصوصًا ما يُقرأ في الصلاة من قصار السور، تخيل معي المأساة لما الواحد ما يعرف غاسق، ما أدري وقب، ما أدري، الصمد، ما أدري، الخناس، ما أدري، الفلق، ما أدري لإيلاف، ما أدري سجى، لا أعرف أنت ماذا تقرأ في الصلاة؟ ثم لا يعرف معاني هذه القصار، والطوال الأخرى، مصيبة كبيرة ويسمع كل جمعة: فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى  [الأعلى: 5]، ما معنى  أَحْوَى  ما أدري! يا أخي تسمعها كل جمعة، تسمعها من إمام الجمعة، كل جمعة  فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى  ما أدري؟ عيب عظيم والله.

ما يجب على المسلم تعلمه في بيعه وشرائه

00:31:00

أما قضية المعاملات ما يخلو المسلم من معاملة يتعامل بها، يبيع يشتري ينكح يطلق يستأجر يؤجر يرهن كفالة حوالة قال عمر - رضي الله عنه -: "لا يبع في سوقنا إلا من قد تفقه في الدين" [تهذيب الكمال: 32/377].

يعني أنت الآن قد لا تكون بياعًا، وتحتاج أن تعرف أن للبيع أحكامًا محدودة، لكن إذا كنت بياعًا المسألة ستختلف، "لا يتجر في سوقنا إلا من فقه" وإلا أكل الربا كما جاء عن عمر - رضي الله عنه -.

تاجر الذهب يلزمه في معرفة الأحكام المتعلقة بالذهب ما لا يلزم غيره ولكن من يشتري لا بد أيضًا أن يعرف الأحكام، الآن ما حكم شراء الذهب بالتقسيط؟ ما حكم شراء الذهب بالفيزا؟ نريد أن نتأكد هناك تقابض أو لا يوجد تقابض، تعلم الربا وصور الربا والأصناف الربوية ومسألة التقابض وأحكام الصرف وتبادل العملات، هذه مهمة، من الذي لا يمارسها؟ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا [البقرة: 275]، وبالذات لما يكون النظام الاقتصادي كله تبع الواقع الموجود فيه الشخص كله مبني على الربا، بعضهم لا يدرك أن هذا ربا، لا يعرف أصلاً أن هذا ربا، وقضية البيوع المحرمة ما هي المحرمات الثلاث الأساسية التي منعها الشرع في المعاملات المالية؟ يعني فقه القواعد مهم لأنه يسهل لك أشياء كثيرة فإذا علمت أن الله حرم:

 أولاً: الربا.

ثانياً: الغرر والجهالة.

ثالثا: الميسر والقمار.

فإذن، هناك أشياء في الأساسات والقواعد.

قضية القرض وما يصح إقراضه وما لا يصح، الكيفية التي فيها ربا من هذا أو لا، قضية تأخير الأجل وزيادة الدين، زيادة المبلغ بزيادة المدة، العقوبات المالية، الغرامات المالية ما حكمهما ؟ بيع السلم أني أبيع شيئاً غير موجود يجوز في حالات وما هي الشروط؟ أن يقدم الثمن كاملاً في مجلس العقد، أن يكون المبيع موصوفًا في الذمّة ودقيقًا وموعد التسليم معلومًا متفقًا عليه، إلى آخره، هذه أحكام بيع السلم عكس بيع التقسيط، وبيع التقسيط ما هي شروطه؟ والقبض، وما هي صوره؟ كيف قبض العقار؟ وغير ذلك هناك أشياء قبضه تمشيته من مكانه إذا كان حيوانًا، هناك أشياء قبضه تخليته إذا كان عقارًا، هاك أشياء قبضه نقله إذا كان ثيابًا، هناك أشياء قبضه يدًا بيد دراهم ودنانير، وهكذا المقصود الإجارة، والآن الإجارة المنتهية بالتمليك والليز ليزنج، أي شيء أي حاجة أنت تشتغل فيها لا بد أن تعرف حكمها في المعاملات.

ما يجب على المسلم أن يتعلمه في عاداته

00:34:03

ما يجب على المسلم أن يتعلمه في عاداته، الأطعمة، يوجد أشياء واجبة لا بد، الله منّ علينا بأشياء خلقها من أجلنا، والأصل في الأشياء الإباحة، وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ  [يس: 33]  وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ  [يس: 34 - 35]، يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ  [البقرة: 172]، وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ  [البقرة: 267]، كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا [البقرة: 168]  وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ  [الأعراف: 157]، فكل ما أحلّ الله فهو طيب أي شيء نافع في البدن والدين ما حرمه الله فهو خبيث ضار في البدن والدين، والأطعمة حيوان وغيره، غير الحيوان: حبوب أرز قمح ذرة ثمار موز تفاح برتقال خضروات خيار قثاء بطاطس بقوليات فول عدس فاصوليا، كله مباح، ما لم يكن متنجسًا أو ضارًا كيف يعني ضارا كيف نباتُ وضار؟ دخان حشيش مخدرات هيروين الأشربة بأنواعها حلال عصائر مرطبات نقيع التمر قبل أن يسكر كله مباحة إلا النجس الضار المسكر، كل مسكر حرام، ما أسكر كثيره فقليله حرام، والحيوان قسمان: بحري كله حلال بلا استثناء، حتى لو قلت حية البحر، نقول: حلال، الله قال: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ [المائدة: 96]،  هو الطهور ماؤه الحلُّ ميتته  [رواه أحمد: 8735، وأبو داود: 83،  وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 2877].

والحيوان البري نقول: الأصل الحل، إلا ما نص الشارع على تحريمه وما هو الذي نصّ على تحريمه من حيوان البر؟  كل ذي ناب من السباع  فأكله حرام  وكل ذي مخلب من الطير  [رواه البخاري: 5530، ومسلم: 1932].

هذه الضوابط، والمستخبثات؛ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [الأعراف: 157]، أي واحد قال حكم الصرصور؟ نأكل عنكبوت خنفساء؟ لأن الله قال: وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ  [الأعراف: 157]، وهذه ما استخبثته نفوس الصحابة العرب وقت نزول التشريع، وغيره نقول هناك مستثنى  نهى عن قتل أربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد والصُّرَد  [رواه ابن ماجه: 3222، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 6970]. هذه طيور؟ نقول: نعم، مع ذلك ما يجوز أكلها للنهي عنها، الضفدع نهى عن قتله معناه ما يجوز أكله، ما نهي عن قتله حرم أكل لحمه، قاعدة: ما نُهي عن قتله حرُم أكل لحمه، وما أمر بقتله حرُم أكل لحمه، يعني أُمرنا بخمس دواب يقتلن في الحرم والحل الغراب الحدأة الكلب العقور العقرب الفأرة يحرم أكلها، والذي نُهينا عن قتله؛ الهدهد والصُّرَد والنمل والنحل يحرم أكله، قاعدتان وجميع المستخبثات كالحشرات،  نهى ﷺ عن الجلالة [رواه أبو داود: 3787، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 6855]. التي تأكل النجاسات تحبس على طعام طاهر حتى تطيب ثم تؤكل، والبرمائيات التمساح من المشتبهات مثال على المشتبهات اختلف فيها في أسباب عامة لتحريم الأطعمة والأشربة، الضرر، كل ضار حرام يعني السم طاهر لكن لا يجوز أكله، النجاسة محرمة  قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ [الأنعام: 145]. كل نجس محرم الأكل، ولكن ليس كل محرم الأكل نجسً، المخدرات طاهرة لكن حرام تعاطيها، أجمل بعض العلماء ما يحرم من حيوان البر في ستة: ما نص عليه بعينه كالحمر الأهلية، حمار الحرم الوحشي حلال، ما وضع له حد أو ضابط كل ما له ناب من السباع أو مخلب من الطير لا يجوز.

ثالثاً: ما يأكل الجيف كالرخم والغراب لا يؤكل ما يستخبث كالفأرة والحية، لا يؤكل ما تولد من مأكول وغير مأكول يعني بين الحمار والخيل تولد البغل نقدِّم الحظر، اجتمع حاظر ومبيح نقدّم الحاظر، ما أمر الشرع بقتله أو نهى عن قتله لا يجوز أكله، القاعدة: أن المسكوت عنه حلال،  ما أحلّ الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عافية  عفو يعني: مباح  فاقبلوا من الله العافية فإن الله لم يكن نسياً  ثم تلا الآية: وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا  [مريم: 64]، رواه الحاكم مرفوعًا عن النبي ﷺ وصححه الذهبي وحسّنه الألباني.

[رواه الحاكم في مستدركه: 3419، والبيهقي في السنن الكبرى: 19724، وحسّنه الألباني في السلسلة الصحيحة: 2256]. 

كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذراً بعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم -فبين، كذلك على المسلم أن يتعلم في بلاد الغربة أحكام اللباس أيضاً، ما هي الألبسة المحرمة؟ هناك أشياء محرمة؛ لأنه مغصوب مسروق هناك أشياء تشتمل على هيئة فاسدة صلبان، هناك أشياء محرمة؛ لأن فيها تشبُّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، فيه أشياء محرمة لأن فيها صور ذوات الأرواح، فيه أشياء محرمة لأنها تلبس على سبيل الخيلاء والفخر، فيه أشياء محرمة الذهب على الرجال الحرير على الرجال، فيه أشياء لأنها من النجسة كجلود السباع مصنوعة.

هذه الأشياء الداخلة في صناعة الكيكات والشوكولاتات والحلويات وغيرها، وهناك أشياء تؤخذ من الخنزير، وهناك أشياء تؤخذ من البقر، وهناك أشياء البقر تكون ميتة وأحيانًا تكون غير ميتة وفي الإنفحة المستعملة في الأجبان، وهنا يتعلم المسلم شيء من خنزير محرم، وهناك الاستحالة يعني الشيء تحول ما يبقى على طبيعته، يتحول يتحلل يذوب، هذه الكحول تدخل في أشياء.

كذلك تعلُّم أحكام الأحوال الشخصية من النكاح والطلاق، الآن المسلم حتى في بلاد الغربة ألن يتزوج؟ وقد يطّلق، وهناك أحياناً أحكام تتعلق بالأولاد، أحكام تتعلق بالنفقات، أحكام تتعلق بالعلاج، ما حكم العلاج على الزوج؟ وأشياء تتعلق بأحكام الأيمان والنذور، ناس تحلف وناس تنذُر، فإذن هذه أمور متعددة يجب على المسلم أن يتعلم دين الله، نسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.