الخميس 6 جمادى الأولى 1446 هـ :: 7 نوفمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

مهلاً أيها الزوجان


عناصر المادة
نعمة الزواج في الإسلام
أسباب المشكلات الزوجية
بعض المشكلات بين الزوجين وكيفية حلها
سوء معاملة الزوج لزوجته وبعض المشكلات الناتجة عن ذلك
إهمال الزوج للإصلاحات داخل البيت
عدم توفير ازوج لحاجات الأسرة
إعطاء فكرة سيئة عن أهل الدين
الجفاف والغلظة في المعاملة الزوجية
نزع الرحمة من قلب الزوج تجاه زوجته وأولاده
تسريب أسرار البيت إلى الخارج
عدم معرفة الزوجين لحدوده ووظيفته
عدم إشباع الزوج لرغبة الزوجة
عدم متابعة الزوج لزوجته
عدم مراعاة الزوج للنظافة الشخصية
تعسف الزوج في عقوبة الزوجة
عدم إعطاء الرجل زوجته حقوقها الشرعي
تعيير أحد الزوجين للآخر بذنوب كان يعملها في جاهليته
سرعة الغضب والزعل
التهديد بالطلاق باستمرار
الوسوسة
سوء الظن
معاقبة الزوجة أمام الخادمة
تسلط بعض الرجال في الحوار والنقاش مع زوجته
كثرة الشكاية الزوجة
نشر أسرار الزوجين
مراعاة الزوجة لحال زوجها
تذمر الزوج من زوجته
الاعتقادات الفاسدة
صمت الزوج المطبق وغموضه
كلام الزوجين في أهل الآخر على سبيل الانتقاد
رتابة الحياة وعدم دخول عناصر التشويق أو التغيير
وقوع خلاف بين أهل الزوجين
حكم منع الزوجة من الذهاب إلى أهلها
عدم اهتمام الزوج بضيوف زوجته
المشكلات بين الزوج وأم زوجته

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فأحييكم إخواني بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ونقول في مطلع هذا الدرس:

نعمة الزواج في الإسلام

00:00:26

الحمد لله الذي جعل لنا من أنفسنا أزواجاً لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة، هذا الزواج الذي هو نعمة من الله أنعم بها على عباده يحصل من ورائها منافع عظيمة، ومصالح جمة، ولولاه لوقع الناس في حرج عظيم، بل لربما هلك الجنس البشري بدون هذا الزواج، والله الذي خلق الرجل وخلق المرأة وهو أعلم بهما شرع هذا الزواج، وأمر به، وحث عليه، ورسول الله ﷺ تزوج وعلم الأمة أحكام الزواج وآدابه.
سبق لنا -أيها الإخوة- أن تكلمنا في محاضرة سابقة بعنوان: "رسالة عاجلة في المشكلات الزوجية" عن نصف هذا الموضوع أو عن جزء منه، ونحن نريد أن نكمل -إن شاء الله- هذا الموضوع في هذا الدرس، ولأن الموضوع يتكلم عن المشكلات وعما يحدث بين الزوج وزوجته من الأمور التي تعكر صفو الحياة الزوجية، ويحدث بسببها شقاء عظيم، قلنا: "مهلاً أيها الزوجان"، ليقف كل واحد منهما متأملاً متدبراً حياته وعيشته مع الطرف الآخر، ويقف وقفة تصحيح وتأمل في وضعه مع زوجته، وتقف الزوجة موضع تصحيح وتأمل لوضعها مع زوجها، ولعل كل واحد إذا سمع عن شيء من المشكلات في هذا الدرس ليست عنده، ولا يعاني منها، فليحمد الله على العافية، ويسأل الله المزيد من فضله، فإنكم ربما تسمعون -أيها الإخوة- من غرائب الأحداث والأخبار التي تحصل في المجتمع، والتي نريد أن نذكرها، ونقف عندها، ونلقي مزيداً من الضوء عليها؛ لأن المشكلات موجودة بالفعل، ولأن هذه المشكلات من الخطورة بحيث تهدد كيان هذا المجتمع، وكثرة أحداث حوادث الطلاق، وتفشي الأخبار السيئة عن هذا الموضوع هو الذي يجعل لزاماً تكرار الكلام فيه، وبسط الكلام والتوسع من أجل لمس الأوتار الحساسة في هذه القضية، فقد تكلمنا في المحاضرة الماضية الجزء الأول عن أمور منها: الموقف من الزوج الكافر المستهزئ بدين الله التارك لفرائض الله الذي يرتكب الفواحش، ومسألة الخيانات، والزوج الذي يقاوم الخير، والزوجة الفاسقة في المقابل، وتكلمنا عن المراحل التي تمر بها العلاقة الزوجية وعن بعض المشكلات؛ مثل: معايرة الزوجة، والسب والشتم، وقضية العناد، والزوج البخيل، والمرأة الجبانة، وهكذا من المشكلات، إنما كان هذا تلخيصاً لبعض النقاط التي أوردناها في المرة الماضية، ونقول إجابة على سؤال طرح في المحاضرة الماضية: ما هو الموقف من الزوج الفاجر؟
أما الزوج الكافر فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تبقى معه أبداً، فإن الله يقول: لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ [سورة الممتحنة:10].

وأما الزوج الذي يرتكب كبائر، وتسبب هذه الكبائر مشكلات كثيرة للزوجة وشقاءً ونكداً وتعاسة؛ فإن المرأة تضطر للموازنة بين الأمور، ومعرفة المصالح والمفاسد للتقرير في استمرارها مع هذا الرجل الفاجر من عدم الاستمرار، وقد تضطر المرأة لاحتمال أدنى الضررين من أجل درء مفسدة أكبر، هب: أن امرأة مثلاً اكتشفت أن زوجها له علاقة بالهاتف مثلاً ببعض النسوة، وعندها منه أولاد، وهذا الرجل بفجوره ينغص حياة زوجته، ولكن هذه المرأة قد توازن، فترى أن تركها لزوجها قد يوقعه في فواحش، وأن معصيته الآن قد وصلت إلى درجة معينة، وقد تزداد سوءًا لو فارقته، وأن الأولاد من جهة أخرى قد يضيعون، ومهما حاولت فيه لم تر تحسناً فماذا تفعل؟
فنقول: ربما كان صبرها عليه ودعاؤها له مع البلية التي فيه هو أخف الضررين، ومع الألم النفسي الذي يعتور المرأة من سماع أحاديثه وفسقه وفجوره، وهو يواعد هذه، ويتكلم مع هذه، ويطلب من هذه أن تخرج معه، إن هذا الوضع يشكل ضغطاً نفسياً كبيراً على المرأة، ولكن ماذا تفعل؟ وقد يكون السبب أنها انتقلت من بيت دين وخير إلى رجل لم يسألوا عنه ولم يتحروا، فاكتشفت بعد سنوات من الزواج أنجبت أولاداً وبنات أن له علاقات معينة، وقد يظلمها ويضربها ولا تطيقه، وهذه امرأة تشتكي من وجع يدها من الضرب ثلاثة أشهر وهي تتحسر، ولكن ماذا تملك أن تفعل، والمرأة ضعيفة في الغالب، فهذا جواب سريع على السؤال الذي طرح في المرة الماضية عن الموقف من الرجل الفاجر.

أسباب المشكلات الزوجية

00:07:41

وأما المشكلات التي سنتكلم عنها في هذه الليلة فإن النظر في أنواع المشكلات يرجعها إلى أسباب عدة؛ فمن الأسباب: ما يكون في الزوج والزوجة داخلياً؛ مثل: الإهمال، وعدم الإحساس بالمسؤولية.
ثانياً: التسلط.
ثالثاً: التدخل فيما لا يعني.
رابعاً: سوء الظن.
خامساً: عدم التوافق النفسي.
سادساً: اعتقادات فاسدة.
سابعاً: وسوسة.
ثامناً: فارق التعليم.
تاسعاً: فارق الطبقة الاجتماعية.
عاشراً: عدم القناعة بالأمور المادية.
الحادي عشر: الغيرة المذمومة.
الثاني عشر: الرتابة في الحياة.
الثالث عشر: عدم الصراحة والصدق.
الرابع عشر: فارق السن.
وهناك عوامل خارجية تسبب المشكلات؛ مثل: تدخل الأقارب.
ثانياً: تأثير الجيران.
ثالثاً: الأفلام والمجلات.
رابعاً: الجلسات المختلطة المحرمة.
خامساً: عدم معرفة الشخص الصحيح الذي يلجأ إليه عند حصول الإشكالات، فيتم الذهاب إلى العرافين والدجالين والسحرة الذين يسرقون أموال الناس وينهبونها، ويغفل عن دور المصلحين والدعاة وأئمة المساجد وغيرهم من طلبة العلم في دورهم في فض مثل هذه المنازعات.
فهذه بعض العوامل الأخرى التي تسبب المشكلات الزوجية.

بعض المشكلات بين الزوجين وكيفية حلها

00:10:03

ونبدأ مستعينين بالله -تعالى- في ضرب أمثلة لهذه المشكلات، وما هي النصائح فيها.

سوء معاملة الزوج لزوجته وبعض المشكلات الناتجة عن ذلك

00:10:14

تقول امرأة: زوجي يعمل أعمالاً حرة، ولا يرجع أحياناً إلا في الساعة الثالثة أو الرابعة ليلاً، ولا يأتي على وجبة الغداء، ولا نراه إلا نادراً، ونصحته، فقال: هذا شغلي، فإذا أردتيني هكذا وإلا مع السلامة، وهي تقول له: انتبه لأهلك ولأولادك، أنا امرأة شابة، إذا مرض الولد ماذا أفعل هل آخذه بسيارة الأجرة لوحدي؟ وهو مع ذلك مهمل في البيت، وتقول: بإمكاني أن أطلب الطلاق، ولكن ماذا يفعل أطفالي؟ كم إجازة تأتي وتذهب ولم أر أهلي، وإذا ذهبت إلى أهلي فترة لا يسأل عني ولا يأتي لأخذي، وأقول له وأنصحه: نظم وقتك، وانتبه لنا، ولا أقول لك: لا تعمل، ولكن بالحدود، ولا فائدة.
فنقول: إن هذه المشكلة واضح فيها جانب الإهمال، وإن على هذا الزوج أن يتقي الله في زوجته، وأن يعلم بأن هذه المشاغل الدنيوية لن تنفعه عند الله يوم القيامة ما دام على هذا التفريط بزوجته، وأنه ينبغي لمثل هؤلاء الأشخاص هزة قوية توقظهم من غفلتهم وسباتهم.
وهذه حالة مشابهة: امرأة تقول: لا يهتم بي وبابنتي، لا يسأل عنا، كل يوم مع أصحابه من الشباب، وربما يحضر حلقات علم، يعني فيه خير، ويقرأ ويطلع، ولكن معاملته مع الناس غير معاملته معي، بعد زواجنا ذهبنا للعمرة، فأخذت عمرة لإحدى قريباتي، ولا زال يعيرني بها إلى الآن، هو متدين في نفسه ولكن معاملته شيء آخر، يسجل كل أخطائي، ولا ينسى منها شيئاً.

أقول له في الإجازة: خذنا مكاناً للترويح، للعمرة، فيرفض، ضربني ثلاث مرات وهو يعلم أني حامل في الشهر الثاني، وسوء معاملته تزداد، ويأخذني إلى أهلي يوماً كاملاً يرميني عندهم، وبعد يومين يرجع لأخذي، وكلما أرجعني أبي إليه أعادني وتركني عند أهلي، ولا يسأل عن ابنته بالأيام إذا صارت عند أهلي، ويترك الناس يصرفون على العائلة، وربما فضحني وتكلم عني، ونقل الكلام لأهله، ولا يريد بيتاً ولا يتحمل مسؤولية، ويعيش مع أهله الآن تاركاً إياي عند أهلي، ولا يسأل عن بنته، وربما تهدد أبي وقال له: لولا أن المحاكم مقفلة في العطلة لكان لي معكم شأن آخر، وربما نصحه أهله ولكنه لا يستجيب، وهي حامل الآن، وتقول: هل يجوز لي الإجهاض مع هذه الحالة التي أنا فيها.
مرة أخرى نقول: إن بعض الناس يظنون أن التدين في جوانب معينة، فقد يحافظ على الصلوات، ملتزم بالسنن، له أصحاب طيبون، وربما يمارس الدعوة إلى الله، ويطلب العلم.
ولكن الدين -أيها الإخوة- لا بد أن يشمل الجوانب الأخرى الحساسة في الحياة، لابد أن يدخل الدين بنوره وهداه وأحكامه إلى البيت، إلى العلاقة بين الزوجين، إلى تربية الأولاد، إلى الاهتمام بالأسرة.
أما أن يكون مظهر التدين خارج البيت فإذا رجع انقلب وحشاً كاسراً، أو رجلاً مهملاً شريراً، فهذا ليس من الدين في شيء، فنقص التصور عن الدين ونقص التصور عن وجوب دخول الدين والإسلام في كل صغيرة وكبيرة هو الذي يفرز لنا مثل هذه المشكلات، ومثل هؤلاء يحتاجون إلى تذكير بالله، وتبيان بأن هذا ظلم، والله لا يحب الظلم، ولا يرضى به، وربما محقت سيئات عمله هذا كثيراً من أعماله الحسنة التي يعملها خارج البيت، ونذكر هنا باعتنائه ﷺ بأهله، وكيف كان وضعه عليه الصلاة والسلام داخل البيت، هذا رسول الله ﷺ يغتسل هو وزوجته كما جاء في صحيح البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله ﷺ من إناء واحد تختلف أيدينا فيه، فيبادرني حتى أقول: دع لي، دع لي. قالت: وهما جنبان[1]، فهذا يداعب زوجته ﷺ وهو يغتسل معها في أعمق، في مكان في البيت وفي أخص شيء، ولا زالت العلاقة موجودة بهذه اللطافة، وهذا الحسن في المعاشرة، ضرب لنا مثلاً ﷺ بحياته، فهلا تأسينا به؟

إهمال الزوج للإصلاحات داخل البيت

00:15:56

ومن أسباب المشكلات كذلك: إهمال الزوج في الإصلاحات داخل البيت، فيترتب أمور كثيرة من نقص الأشياء المهمة والحاجية، وحصول ضيق في العيش بسبب عدم إقدام الرجل على تفقد ما ينقص البيت، وربما جلست ورقة الأغراض في جيبه أياماً، ولا يحرك ساكناً، وربما تعطلت أشياء تحتاج إلى إصلاح وهو لا يأتي بمن يصلحها، وهذا لا شك أنه يسبب ضيقاً للزوجة التي تعمل في البيت وتتعطل عندها الأشياء، فكيف إذا كانت الأشياء تسبب روائح كريهة، ونحو ذلك من الأمور التي لا تطاق، والزوج خارج البيت يتنقل، والزوجة تعاني من هذه المشكلات.
وفي المقابل يوجد زوجات صاحبات طلبات كثيرة لا تنتهي، مرهقة للزوج ومزعجة، مرهقة مالياً وجسدياً، فنقول لهؤلاء النساء: اتقين الله في أزواجكن، ولا تكلف امرأة منكن زوجها ما لا يطيق، وإن هذا من الأمور التي تخالف واجب المرأة نحو زوجها، ولنأخذ مثالاً: رجل يعود إلى البيت بعد العمل منهكاً متعباً يريد الراحة، ويصعد الدرجات، فإذا بزوجته تقول: انزل ينقصنا حزمة من الشيء الفلاني، مع أن حسن التصرف يقتضي أن تعد المرأة ما يحتاج إليه البيت وما يحتاج إليه الطعام مثلاً من الأمور حتى يأتي بها الرجل في أثناء عودته، أو تتصل به لتخبره بدلاً من أن تنزله أكثر من مرة أحياناً ليشتري الأشياء، وقد جاء لتوه من العمل، وهذا من الأمور التي تسبب التضايق.
نعم، قد يحدث ذلك أحياناً، ولكن إذا تكرر دائماً بحيث ينزل الرجل يشتري الأغراض وهو في مثل هذه الحال، فهذا يكون شيئاً مزعجاً.

عدم توفير ازوج لحاجات الأسرة

00:18:19

ومن المشكلات أيضاً التي تنتج عن الإهمال وعدم الشعور بالمسؤولية: هذه حالة امرأة لا يوفر لها زوجها الطعام في البيت، وقد ينام الأولاد على جوع، والزوجة توفر من مالها الخاص لشراء الحاجيات، ولا يوجد صابون للغسيل، ولا منظف، ولا ملابس كافية للأطفال، ولا يشترى للطفل إلا حذاءً واحداً في فترة طويلة، وقد تكبر قدم الطفل ويحتاج إلى حذاء، ولا يوجد له حذاء، وهو لا يربي أولاده ولا يراقبهم، يأكل ويذهب للعمل، وهي تخرج إلى الشارع لمراقبة الأولاد والبحث عنهم، وهو يفلت الأولاد، وقد يمنعها الطبيب من الوقاع لمرض أثناء الحمل وهو يرغمها على ذلك، ولا يراعي ظرفها الصحي، ويقول لها: إن الملائكة تلعنك، تمشي في البيت ودمعتها على خدها، ويقول لها مهيناً: هاتي حذائي، وهو تحته، وإذا طلب منها كأس ماء، فلا بد لها أن تقف طيلة الوقت حتى يشرب هو من باب الإذلال، فكيف يكون لهذه المرأة نفسية أن تتزين لزوجها؟ وهذا الإهمال قد يتعدى إلى صحة المرأة، فقد تحتاج إلى عمليات جراحية أو أخذ إلى الطبيبة، ونحو ذلك، وهو لا يفعل، ومع ذلك يتهددها بالزواج بأخرى، ويقول: أنتِ امرأة عاقة وعاصية لا تعملين في البيت، ولا تقضين الحاجات.
وتنعكس هذه المشاكل على الأطفال، هذا مثل واقعي آخر لما ينتجه الإهمال، إنها مخالفة صريحة لقوله ﷺ: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي[2] فهل يكون هذا الزوج متقياً لله ، وعنده خير لزوجته وهو يتعامل مثل هذا التعامل؟ وماذا يكون الوضع؟

إعطاء فكرة سيئة عن أهل الدين

00:20:32

من الأشياء التي تسببها المشكلات الزوجية وسوء المعاملة من قبل الزوج: إعطاء فكرة سيئة عن أهل الدين إذا كان هو ممن ينتسب إلى التدين، فماذا يقول أهل زوجته عندما يرونه مثلاً يرميها عندهم، ويأخذ نقودها إذا كانت موظفة، وربما يتهمها في عرضها، وهذا أمر خطير جداً، وقذف، وأنتم تعلمون حد القذف في الشريعة، وإذا جاءته للتفاهم قال: روحي، ما أتفاهم معك، أتفاهم مع أبيك، وإذا جاء أبوها قال للأب: هذه حاجة تخصني، ما دخلك أنت بيني وبين زوجتي، فلا هو يتفاهم معها، ولا هو يتفاهم مع أبيها، وتبقى المسكينة معلقة.
فأقول: إن مثل هذه الحالة تسبب ولا شك أخذاً سيئاً لفكرة لا تليق أبداً على المتمسك بدينه، ويحق للناس أن يتكلموا عند ذلك في أشياء، وربما كان هذا الرجل من الذين يصدون عن سبيل الله.
وبعض الأزواج يطلب من زوجته عمل المستحيل، فقد يكون ليس له إلا ثوب واحد، وبقية ملابسه في الغسيل مثلاً، وهو يطلب منها أن يكون الثوب هذا الآن جاهز ونظيف مع أنه يلبسه هو، وقد يكون من النوع البخيل الذي لا يشتري لنفسه ثياباً، فماذا تفعل المسكينة من أجل إرضائه؟
وبعض الزوجات قد تريد أن تضحك في وجه زوجها أو تلاطفه، ولكن سوء المعاملة لا يساعدها على ذلك.
وربما اضطرت أن تستخدم حاجيات أختها هي لعدم توفير الحاجات لها.

الجفاف والغلظة في المعاملة الزوجية

00:22:40

والجفاف والغلظة في المعاملة الزوجية لا ترضاه الشريعة أبداً، بل إن رسول الله -ﷺ- أخبر بأن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق [3] والجفاف والغلظة ينافيان الرفق.
وكون الرجل يغلظ تشبها بأبيه أحياناً، بعض الرجال يغلظ مع زوجته، لماذا؟ يقول: هكذا يفعل أبي في البيت، فيفعل مثله.
فهل كون أبيه قاسٍ مع أمه ، ويتعامل بغلاظة، هل يكون مبرراً لئن يقلده الولد في المعاملة مع زوجته؟
هذا لعمر الله من التقليد الأعمى المضر: إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ [سورة الزخرف:23]، وهذا سبب آخر من الأسباب التي تؤدي إلى المشكلات، وتفاقم المشكلات الزوجية.
كون الرجل ليس عنده اهتمام بالأطفال فلا يأخذهم في نزهة ولا في ترويح مباح مما يضايق الزوجة ويضايق الأطفال.

نزع الرحمة من قلب الزوج تجاه زوجته وأولاده

00:23:58

ومن المشكلات الأخرى: أن يكون الرجل قد نزع من قلبه الرحمة تجاه زوجته وأولاده، فقد يهينها أمام الناس، بل في السوق والشارع، وقد يضربها وهي حامل، وهذا رجل وقع بينه وبين زوجته خلاف فطردها من البيت الساعة الثانية عشرة ليلاً، توسلت إليه وقبلت رجله دون فائدة، مع أنها قد أحسنت إليه، وساعدته في شراء أثاث للبيت، وسيارة له، وربما باعت ذهبها من أجله ولكنه لا يقدر ذلك.
وتوفير الأشياء ينبغي أن يكون باقتصاد، فإن الاقتصاد من النبوة، بعض النساء مثلاً تهتم بالتموين في البيت، وقبل أن تنفذ الأغراض بقليل تطلب أشياء، وهذه حكمة، فإنه ليس من الصحيح أن تنتظر دائماً حتى ينتهي كل شيء ثم تطلب، ويتأخر هو في الطلب، ثم يعاني البيت من نقص في أشياء، فلا ينبغي للزوج عند ذلك أن يقول لها مثلاً: عندك، صحيح أن عندها ولكن الذي عندها لا يكفيها إلا فترة قليلة، فينبغي أن يراعي ذلك.
وفي المقابل لا تكون هي من النوع الذي يكثر الطلبات، وربما تفسد الأشياء في البيت وهي لا تحسن حفظها ولا طهيها ولا تخزينها.
وعدم اكتراث الرجل بالأشياء التي يحتاج إليها بيته، دائماً يقول: نسيت، لا تكلميني، بعدين، لا شك أن هذه الأمور من الأشياء المضايقة المنافية للمعروف الذي أمر الله فيه بالمعاشرة، فقال: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [سورة النساء:19].
وبعض الزوجات قد تضطر إلى الذهاب إلى الجيران لاستلاف الأشياء، وهذا أمر سيئ، وماذا يقول الجيران عن صاحب البيت الآخر، وبعض الجيران من مضايقتهم لجيرانهم يستلفون منهم كل شيء، يعني: ابتداء من إلى، دق الباب عندكم طماطم؟ طيب بعد، دق الباب: عندكم خبز؟ عندكم كذا؟ عندكم كذا؟ ما هو السبب؟
قد يكون السبب سوء إتيان الرجل بأغراض إلى البيت، وقد يكون السبب طبع سيئ في هؤلاء الناس أنهم يريدون الاعتماد على الآخرين، الرسول ﷺ علم أصحابه أن لو سقط سوط أحدهم من يده ألا يقول للآخر: ناولني إياه.
كلما كان الإنسان في استغناء عن الناس كلما كان في عز، وكلما كان في مكانة محفوظة ومحترمة أكثر.

تسريب أسرار البيت إلى الخارج

00:26:59

 ومن المشكلات المتعلقة بالحياة الزوجية: تسريب الأسرار البيتية إلى الخارج، ولهذا أسباب: بعض الناس علاقتهم بإخوانهم أخص من علاقتهم بزوجاتهم، وهذا ليس عليه انتقاد في الظاهر في المبدأ، لكن في الأمور الداخلية يجب أن تبقى علاقة الرجل بالرجل كرجل، وعلاقته بزوجته شيء آخر، فلا يصلح هو أن ينشر بين الرجال أو يخبر شخصاً من الأشخاص دون مصلحة شرعية بما يحدث بينه وبين زوجته من أسرار الاستمتاع، وغير ذلك، ولا يجوز لها هي أن تخبر أخواتها أو صديقاتها مثلاً ما يحدث بينها وبين زوجها من الخصوصيات، وأسرار الاستمتاع كذلك، وهذا حرام، بل إن رسول الله ﷺ قام مرة في الرجال، وقال: لعل رجلاً، سألهم عليه الصلاة والسلام: لعل رجلاً يدخل بيته ويستتر بستر الله؟ قالوا: نعم، قال: ثم لعله أن يأتي الناس فيخبرهم بما يقع بينه وبين زوجته، فسكتوا، وقال للنساء مثل ذلك فسكتن، فقامت امرأة كعاب على ركبتيها متطاولة ليسمعها رسول الله ﷺ، فقالت: يا رسول الله إنهم ليتحدثون وإنهن ليتحدثن؟ فنهاهم ﷺ أن يفعلوا، وأخبر أن مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في السكة فقضى حاجته والناس ينظرون إليهما[4].
فكون لك علاقة خاصة مع صديق أو أخ في الله فهذا لا يعني أن تسرب الأسرار الخاصة إليه وتخبره، وتبوح له بكل شيء.
لكن قد يضطر الرجل أن يسأل عالماً أو طالب علم عن شيء من هذه الأشياء الخاصة في مشكلة لا بد لها من حل، هذا لا بأس به، ولكن أن تأخذنا العلاقات الأخوية الفضفاضة بحيث أنها تستوعب كل شيء حتى القضايا الخاصة والمعلومات الدقيقة، والأشياء الحساسة التي من المفترض أن تكون أسراراً، فهذا لا يجوز.

عدم معرفة الزوجين لحدوده ووظيفته

00:29:17

ومن الأمور كذلك من المشكلات: عدم معرفة كل من الزوجين لحدوده ووظيفته، فبعض الناس مثلاً يقول: زوجتي شريكتي في الحياة إذاً لا يصح أن أخفي عليها أي شيء، فيخبرها بأسرار له هو، قد تكون بينه وبين أخ له مسلم، أو بينه وبين أهله هو لا يصلح أن تطلع عليها هي، وهذا العكس للحالة الماضية، وفي هذه الحالة نقول له: إن أسرار المسلمين أمانة عندك فلا يجوز أن تسربها إلى زوجتك بحجة أنها شريكة الحياة، ولا يصلح أن يخفى عليها شيء، فلكل مقام مقال، ولكل حال التصرف المناسب فيه، فأحياناً قد يخبرها عن أمور مالية، إخبارها عنها يسبب مشكلات، وقد يقول واحد: لا بد أن يخبرها إلى أين أذهب دائماً، ومع من أجلس، وماذا أعرف، وماذا أقرأ، ماذا تقرأ طيب أن تخبرها، لكن بعض الناس قد يتعدون ذلك ليخبر زوجته عن كل خصوصية حتى فيما يتعلق بزملائه وأصدقائه مما يسبب حرجاً لإخوانه في الله، ويسبب ثرثرة من المرأة فتخبر صديقاتها الذين لا يخبرهم أزواجهم في المقابل عن مثل هذه الأمور، فيرجع الزوجات إلى الأزواج، ويقلن: سمعنا من فلانة أنك تفعل كذا وكذا ما شاء الله، ولماذا لم تخبرنا؟ والسبب أن زوجاً من الأزواج، نوضح الأمر بمثال: نفرض أن مثلاً مجموعة من الناس اتفقوا على أن يقوموا بأمر معين من الأمور المتعلقة بطلب العلم على سبيل المثال، أو نشاط من نشاطات الدعوة إلى الله، اتفقوا مثلاً على دعوة شخص أو على القيام بأمر من الأمور في الدعوة إلى الله ، ليس من المناسب أن تعرف الزوجة كل تفصيل يتعلق بهذا الأمر، فيأتي واحد ويقول ويتوسع فيخبر زوجته بكل شيء يفعله، فهذه الزوجة تخبر صديقاتها، فتذهب الصديقة إلى زوجها فتقول: ما شاء الله، أنت تفعل كذا وكذا وكذا، ونحن ما ندري، ليش أنت تخفي عنا؟ ولماذا تفعل كذا؟ وهذا الرجل من باب الإخلاص والرياء كتم المسألة ما أحب أن يقول لزوجته: والله أنا أدعو فلاناً وفلاناً، وأنا أحفظ كذا وكذا، وأنا أقوم بكذا وكذا، من باب الإخلاص والرياء كتم الأمر، وصاحبه سرب القضية، فذهبت امرأته فأخبرت المرأة الأخرى فجاءت المرأة الأخرى لزوجها معاتبة، طيب هو ما ذنبه؟ كتم الأمر إخلاصاً ومدافعة للرياء، يعني مثلاً: هل كل ما فعل الزوج شيئاً في الصدقات يرجع ويقول لزوجته: اليوم والله وتصدقت على واحد، واليوم أنا فعلت كذا وكذا، لا، في بعض العبادات تخفى حتى على الزوجات، وهناك بعض الأشياء ليس من المناسب إخفاؤها عن الزوجة أبداً، وما الذي يحدد ذلك؟
الحكمة التي ينبغي أن يتمتع بها الزوج وتتمتع بها الزوجة، وحتى الزوجة ليس من المناسب أن تخبر زوجها عن مشكلات عائلية موجودة عندها هي، فتخبر زوجها دائماً عن المشكلات التي تحدث بين أبيها وأمها، ليس من المناسب.

فإذاً يسأل العبد الله أن يرزقه الحكمة في مثل هذه الأمور.
وبعض الزوجات تظن أنه بما أن زوجها لا بد أن يعلم أين تذهب هي ومع من تجلس، فهي كذلك لا بد أن تعلم أين يذهب هو بالضبط ومع من يجلس، وهذا قياس مع الفارق، فإن الزوج مسؤوليته عن زوجته أكبر من مسؤولية الزوجة عن زوجها، والزوج يحق له أن يعرف أشياء عن زوجته في ذهابها ومجيئها ليس بنفس الدرجة التي يحق لها هي أن تعرف عن زوجها إلى أين ذهب، وماذا يفعل بالضبط، فالرجل هو المسؤول في البيت: وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [سورة البقرة:228]، الرجل هو القوام: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [سورة النساء:34] فلا يصح للمرأة أن تخلط وتقول: ليش أنا أخبرك بماذا أفعل؟ وأنت يجب أن تخبرني بماذا تفعل، لماذا يجب أن أستأذنك في الخروج من البيت؟ أنتَ استأذني في الخروج من البيت، هذه مهزلة، ليس هكذا، فيه فارق بين الرجل والمرأة يجب أن يراعى في هذه الأمور، فالتي تعاند ولا تبلغ زوجها بهذه الحجة امرأة مخطئة، ينبغي أن تتقي الله وأن تخبره بما تريد أن تفعل.

عدم إشباع الزوج لرغبة الزوجة

00:34:22

ومن الأشياء التي تسبب مشكلات أيضاً: عدم مراعاة الأزواج مسألة إتيان الزوجة، فبعضهم إذا تزوج يريد أن يدخل بزوجته من أول يوم ليثبت أنه رجل، أو أن أهله يريدون هذا، وهذه المسكينة ما عمرها تعرفت برجل ولا جلست مع أجنبي ولا شيء، فيكون من الصعوبة بمكان فعل هذا الأمر، وعدم الحكمة فيه يؤدي إلى مشاكل، وربما إلى كره من أول يوم، يستمر الكره طيلة العمر ربما بسبب موقف حصل في أول يوم، وأيضاً من الأشياء التي يخطئ بعض الأزواج في موضوع إتيان الزوجة فيها عدم تطبيق قول الله لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ [سورة النور:58] هذه الثلاث مرات: بعد الفجر، ووقت القيلولة، وبعد العشاء وقت النوم.
لماذا؟
حتى لا يطلع الطفل على شيء لا يناسب أن يطلع عليه، فلا يجوز أن يهجم على مخدع أبيه وأمه، ويدخل دون استئذان يعود، إذا كان يبدأ يميز يعود.
أما الكبير هذا مفروغ منه، لكن الذي لم يبلغ الحلم، فبعض الناس من سوئهم أنه ربما يأتي زوجته أمام أولاده المميزين، وربما أتاها في وقت الحيض، وربما أتاها في الدبر، و ملعون من أتى امرأته في دبرها[5]، وربما أتاها في موضع لا يجوز أن يأتيها فيه أصلاً بسبب مشاهدة بعض الأفلام السيئة والهيئات الشاذة التي لا يجوز لرجل بحال أن يكون وضعه مع زوجته فيها هكذا، والسبب تقليد الكفرة، والسبب عدم مراعاة حرمات الله ، والنظر إلى ما لا يجوز من هذه الأشياء المنتشرة المرئية والمطبوعة التي سببت كثيراً مشكلات في الحياة الزوجية.

عدم متابعة الزوج لزوجته

00:36:29

ومن الأمور المهمة أيضاً: عدم متابعة الرجل لزوجته، والعكس في القضايا التعبدية، وإذا كان رسول الله ﷺ قد حث على متابعة الرجل لزوجته في قيام الليل والعكس، وقال: رحم الله امرأ قام من الليل فأيقظ أهله فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فأيقظت زوجها فإن أبى، نضحت في وجهه الماء[6] إذا كان هذا في قيام الليل وهو سنة، فماذا يكون الحال في مسألة المتابعة في قضية الفرائض؟
هذه مسألة ينبغي أن تكون موجودة، ويحصل بها اهتمام، بعض الأزواج يذهب إلى صلاة الفجر ويجلس في المسجد بعد الصلاة إلى طلوع الشمس ولم يوقظ زوجته للصلاة، وإنني أذكر بهذه المناسبة أنني سألت قبل فترة بسيطة الشيخ عبد العزيز بن باز -حفظه الله- عن هذه المسألة: رجل ذهب إلى المسجد لصلاة الفجر، وبعد الصلاة قعد يذكر الله، يريد أن ينتظر إلى طلوع الشمس وترتفع الشمس، ويصلي ركعتين، ويرجع بأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة، كما هو الحديث الحسن في هذا الموضوع، فتذكر وهو جالس في المسجد يذكر الله في المسجد أنه لم يوقظ زوجته لصلاة الفجر وأنها لم تستيقظ، فكان السؤال: هل يأثم الرجل لو جلس وأكمل إلى ارتفاع الشمس وصلى ركعتين للأجر العظيم يأثم لو جلس؟
فقال الشيخ: نعم، يأثم كيف لا وهو يضيع واجب من أجل سنة؟
فإذاً، عدم اهتمام الرجل بمتابعة زوجته في أوقات الصلوات، المرأة بما جعل الله فيها من العطف والحنان قد تقدم إرضاع الولد وتنظيفه و.. و.. إلخ... على وقت الصلاة، ولا تحس أحياناً، فإذا لم يوجد متابعة للرجل وحزم في هذا..
كذلك بعض النساء تأخذها الرحمة بزوجها تقول: خله، جاء من العمل، صار وقت صلاة العصر طيب لابد يقوم ويستيقظ ويصلي العصر ويروح إلى المسجد، تقول: لا، خله نايم، مسيكين، خله ينام، ولا يذهب إلى الصلاة، ولا يستيقظ للصلاة وهذا خطأ، فإن الرحمة أن تأمره بالصلاة وليس الرحمة به أن تتركه ينام عن الصلاة.

عدم مراعاة الزوج للنظافة الشخصية

00:39:00

ومن الأشياء التي تنغص وتكدر صفو الحياة الزوجية أيضاً: عدم مراعاة الزوج لمسألة النظافة الشخصية، فقد يأتي من العمل ورائحة العرق منبعثة من ثيابه وجسده، وبعد ذلك يريد زوجته في الفراش دون أن يتنظف ولا يغتسل ولا يتطيب، ونحو ذلك، وقد تكون هي حامل وفيها وحام وتتضايق من هذه الأشياء، وقد لا تستطيع مصارحته أو لا تجرؤ على ذلك، وتقول: قم مثلاً وتنظف ومع ذلك يقول: أنت ستلعنك الملائكة، طيب يعني فيه أمور هنا لا بد من مراعاتها، فهذه أمثلة على مثل ذلك، ورسول الله ﷺ كان يشتد عليه أن يرى منه الريح، يعني أشد شيء عليه كما ورد في الحديث الصحيح يشتد عليه أن يرى منه الريح، أثر الريح، يعني الرائحة الكريهة، في العرق أو في الملابس والجسد، ونحو ذلك.

تعسف الزوج في عقوبة الزوجة

00:40:03

ومن الأشياء السيئة في العلاقات الزوجية: الإجراءات التعسفية في عقوبة الزوجة، كيف ذلك؟
هذا رجل يفرض على زوجته إذا حصل خلاف بينه وبين زوجته يقول: اذهبي إلى غرفة نوم الأولاد، بسرعة ولا أرى وجهك في الغرفة هنا، وتجلس يوماً يومين ثلاثة أسبوعاً أسبوعين، وربما جلست شهراً في غرفة الأولاد، هذا اسمه عقاب، الآن هذا عنده عقاب، وإذا جاءت تسترضيه قال: أيش الفائدة؟ طيب ما أنت دائماً تخطئين وتعتذرين، روحي مع السلامة، سبحان الله، أنت تريدها أن تشعر بالخطأ، طيب شعرت بالخطأ الآن، وجاءت تعتذر وجاءت تسترضيك ثم تقول: أيش الفائدة وروحي؟ إذاً متى ستقبل لها عذراً؟ ومتى ستنتهي هذه العقوبة؟ والله لما قال للزوج: وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ماذا قال في آخر الآية؟ قال: فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً [سورة النساء:34] فإذا جاءت المرأة إليك طائعة وقالت لك: حاضر ماذا تريد، ونفذت كلامك، فهل بقي لك عذر أمام الله لكي تبغي عليها وتستمر في العقوبة معها بعد أن فعلت ما تريده لك؟
ومسألة التعسف والعنف: أريد أربيك، أبغى أعلمك، أنا سوف.. والمرأة قد تكون في وضع من الحمل أو النفاس لا تطيق ذلك، إن هذا مخالف لقول الله : وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [سورة النساء:19].

وبعض الأزواج قد يصل به أيضاً السوء أو يعني سلبيته في العقوبة أن يعاقب زوجته بمنعها من طاعات، فأقول: أيها الرجل الزوج إياك أن تعاقب زوجتك المستقيمة على خلاف بينكما بحرمانها من طاعات مثل جلسات العلم أو مركز تحفيظ القرآن، أو القراءة في كتب، أو سماع أشرطة، فهذه ليست عقوبات شرعية على الإطلاق، تعاقبها عاقبها بأمر كما أمر الله ، لكن أن تحرمها من طاعات، لا، إلا إذا كان قيامها بأمر من الطاعة يسبب تفويت طاعة أعلى من هذا، فلنفرض أن زوجة مثلاً عندها حلقات علم بلا عدد، حلقة في الصباح، وحلقة في المغرب، وتحفيظ القرآن، وهنا تدريس، وعند جاراتها، وعند كذا، وترتب على هذا في النهاية عدم القيام بحق الزوج وتضييع الأولاد، البيت غير مرتب، الطعام غير جاهز، الملابس غير...، هنا في هذه الحالة لا بد أن الزوج يحد من نشاط زوجته ولو كان نشاطاً دعوياً، ولو كان نشاطاً طيباً؛ لأنه يترتب عليه أمور من المفاسد تضييع أشياء أهم، الله ما كلف المرأة أن تذهب داعية خارج البيت، وتلف على بيوت الناس وتأمر وتنهى هنا، وإنما عندها أولويات لا بد أن تقوم بها، فمن أولوياتها: القيام بحقوق الزوج، الأولاد، البيت، ممكن تطلب العلم في البيت، ما هو لازم أنها تذهب إلى الأماكن وتحضر هنا وهنا وهنا، وتذهب في هذه المحاضرات، وهذه المراكز، وهذه المناسبات، وتلك الجلسات في البيوت، ما هو مفروض عليها هذا، إن حصل الحمد لله شيء طيب بالحدود المعقولة، ولكن أنها تحضر كل مناسبة، ويترتب على ذلك تضييع لحقوق الزوج فليس هذا من قيامها بالحق الذي هو عليها على الإطلاق.

ولا بد أن يكون عند الزوج مراعاة لمشاعر زوجته، وأن يكون عنده إحساس مرهف تجاه هذه الأشياء  وإليكم هذا الحديث العظيم، هذا حديث ينبغي فعلاً أن نتوقف عنده لنتبين كيف كان ﷺ دقيقاً في مراعاة شعور زوجته، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال لي رسول الله ﷺ: إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى» قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: " أما إذا كنت عني راضية، فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت علي غضبى، قلت: لا ورب إبراهيم " قالت: قلت: أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك[7] فقط الاسم، وإلا المكانة في قلبي ما زالت كما هي، فهذه الملاحظة الدقيقة تبين...، ومن مثل الرسول -عليه الصلاة والسلام- في أشغاله ومشاغله ومهماته وواجباته التي عليه؟
لا أحد، لكنه مع ذلك كان يقوم بهذا الدور مع زوجاته رضي الله عنهن.

عدم إعطاء الرجل زوجته حقوقها الشرعي

00:45:35

ومن المشكلات كذلك: عدم إعطاء الرجل زوجته حقها الشرعي في المبيت، وربما هجرها في الفراش سنين طويلة، لا يأتيها ولا ينفق عليها ولا يعفها، والمرأة لها حاجة كالرجل، فهذا لا يجوز، لذلك العلماء تكلموا عن أكثر مدة يجوز للرجل فيها أن يترك زوجته دون مبيت، دون إتيان.
والحق أن ذلك يختلف باختلاف النساء فلسن سواء في ذلك، وربما كان هذا سبب من أسباب انحراف النساء؛ لأنك أحياناً إذا نظرت في امرأة يدخل عليها رجال أجانب -والعياذ بالله- تذهب مع رجال، وهكذا..، تجد من الأسباب أحياناً أن زوجها لا يعطيها حقها في الفراش، فهي لما عدمت الحق في الحلال ذهبت تبحث عنه في الحرام، وهذا حديث آخر يبين هذا الأمر، عن أبي جحيفة قال: "آخى النبي ﷺ بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة، طبعاً في أحاديث صارت قبل نزول آية الحجاب، ما كانت آية الحجاب نزلت، فرأى أم الدرداء متبذلة، يعني في هيئة رثة لا تدل على أنها امرأة متزوجة أو أن لها زوج فقال لها: ما شأنك؟ فقالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً، فقال له: كل فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، فقال سلمان: نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال: نم، فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي ﷺ فذكر ذلك له، فقال النبي ﷺ: صدق سلمان[8]، وزاد الترمذي: ولضيفك عليك حقاً[9]، والحديث عند البخاري وغيره.
فهذا يبين أن الإخوة في الله يتعاهدون بعضهم في التنبيه على النقص الذي يكون عند بعضهم، وأن مبيت الرجل عند أخيه قد يكشف له شيئاً من العيوب التي تحتاج إلى علاج.

تعيير أحد الزوجين للآخر بذنوب كان يعملها في جاهليته

00:48:22

ومن الأمور السيئة في العلاقات الزوجية: تعيير أحد الزوجين للآخر بذنوب كان يعملها في جاهليته، هذا رجل يقول: مرة من المرات، أخطأت، ما عرف أنه أخطأ إلا بعد ذلك، وصارحت زوجتي بأمور كنت أفعلها أيام الطيش، وبعد مدة حصل خلاف بيننا فذهبت إلى بيت أهلها، وإذا أردت أن أعيدها ترفض وتذكرني بما فعلت في الماضي، قالت: أنت سويت كذا وأنت، سويت فعلت كذا وأنت...، الآن هذا رجل تاب إلى الله واستقام وربما وثق فيك وأباح لك بشيء المفروض أن لا يقوله، لكن قاله لك، فهل هذه الثقة بعد هذه التوبة تكون سبباً أو تؤدي إلى أن تعيريه بشيء فعله؟ ونفس الشيء بالعكس يقال للزوج بالنسبة لزوجته.

سرعة الغضب والزعل

00:49:27

ومن الأمور المنغصة للحياة الزوجية: سرعة الغضب والزعل، ودائماً تسمع تقول: فلان عصبي فلانة عصبية، وهكذا..، ويتسبب على ذلك إشكالات كثيرة، وإذا كان عصبياً وثار فالله المستعان على ثورانه، وإذا غضب لا يكلمها بالأيام حتى تقبل رجله، ويغضب لأتفه الأسباب، وربما إذا تبول الولد أو أخطأ في دروسه انصب الغضب على من؟ على الزوجة، والرسول ﷺ يقول للصحابي: لا تغضب[10] ردد ذلك مراراً، أوصني؟ لا تغضب، أوصني؟ لا تغضب، أوصني؟ لا تغضب، فكانت هذه الوصية البليغة من الرسول ﷺ بالامتناع عن الغضب عند حصوله.
لو حصل غضب بين الزوجين ماذا يفعل الغاضب؟
يتعوذ بالله من الشيطان، يتوضأ، وإذا كان قائم يقعد يذكر الله حتى يزول عنه هذا الحال.

التهديد بالطلاق باستمرار

00:50:41

ومن المشكلات كذلك: التهديد بالطلاق باستمرار، من مشكلات بعض الأزواج أنه دائماً يهدد زوجته بالطلاق، أي خطأ ترى بطلق! سأطلقك! سأطلقك! سأطلقك!
يا أخي أنت الآن تذهب إلى أعمق شيء، يعني آخر حاجة، المفروض الواحد يهدد زوجته بالطلاق إذا استعصت الأمور في النهاية، حاول وحاول، أما كل شيء كل سبب كل .. كل، إذا عصتك في أي شيء، وإذا قصرت معك في أي شيء: سأطلق سأطلق، هذه مصيبة، وأسوأ من ذلك أن يعلق: إذا خرجت من البيت فأنت طالق، إذا رفعت السماعة أنت طالق، إذا كلمت فلانة أنت طالق، إذا أكلت أنت طالق، وبعدين وبعد ذلك أكيد أنه سيقع الطلاق؛ لأن المرأة إذا قيدت بجميع الأشياء في النهاية ستقع في شيء من هذه الأشياء ويحصل الطلاق.
وبالمناسبة الطلاق المعلق على شرط أسوأ، في بعض الأحيان هو شيء في حسمه لا يمكن علاجه، لأنه إذا قال: إن خرجت من البيت فأنت طالق! فإذا خرجت تطلق سواء كانت طاهراً!  حائضاً! حاملاً! أتاها ما أتاها! في جميع الحالات.
بخلاف الطلاق السني الذي لا يقع إلا في طهر لم يجامعها فيه.
وكذلك الطلاق المعلق بشرط إذا قال: إن خرجت فأنت طالق! لا يمكن يسحب كلامه، يعني لو واحد قال لزوجته: إن خرجت فأنت طالق! ثم ندم وقال: خلاص أنا بسامحها! أسحب الكلمة، فقال: خلاص سامحتك! ولو سامحها لو خرجت فهي طالق شرعاً.
كلمة: إن خرجت فأنت طالق! ما ينفع فيها الرجوع ولا المسامحة! انتهت المسألة خرجت الكلمة فلا حل! خلاص!
فننبه هؤلاء الأزواج إذاً الذين يقولون هذا الكلام إلى أن يترووا ويتقوا الله في عدم الإقدام على مثل هذه الأشياء يخربون بيوتهم بأيديهم.

الوسوسة

00:53:00

ومن الأمور أيضاً المسببة للمشكلات في العلاقات الزوجية: الوسوسة، وبعض الناس يبتلون بوسوسة قوية تجعلهم يظلمون الناس، وهذا رجل مصاب بالوسوسة فهو إذا رجع إلى البيت قال لزوجته: كلمتي أحد في الهاتف؟ من كنت تكلمين؟ ومن الذي وعدتيه؟ شوف تصل إلى أيش؟
القذف بأنها واعدت رجلاً، وإذا جاء ينام في الليل يقفز فجأة من الفراش ويقول: مع من كنت نائمة على هذا الفراش قبلي؟ وهي بريئة مسكينة، ثم بعد ذلك يقول: أنا هذه المرة سأستر عليك، لاحظ رماها وقذفها، وبعدين قال: أنا سأستر عليك وأنا متحملك إلى الآن مع أنك أنت كذا وكذا وكذا من الأشياء التي هي منها بريئة، فهذه الوسوسة -والعياذ بالله، مرض لو لم ينج الله منه صاحبه يَهلك ويُهلك.

سوء الظن

00:54:09

ومن المشكلات كذلك: سوء الظن، وشك كل من الزوجين في الآخر، وهذا سيتسبب عنه ولا شك هدم الحياة الزوجية، وينبغي أن تكون العلاقة قائمة على حسن الظن، قال الله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [سورة الحجرات:12]، وهناك فرق بين الشيء عندما يكون له قرائن، وعندما لا يكون له قرائن على الإطلاق، ففيه فرق أن تكون ريبة بقرائن، ممكن الواحد يقول نعم، لكن أن يكون لا يوجد قرائن مطلقاً ويساء الظن، فهذا -والعياذ بالله- من سوء النفس أن يصل إلى هذه الدرجة.

معاقبة الزوجة أمام الخادمة

00:54:57

ومن الأمور في عدم مراعاة مشاعر الزوجة: أن بعض الناس عندما يعاقب زوجته قد يعاقب زوجته أمام الخادمة، فيضربها ويشتمها أمام الخادمة، ويصل به السوء أنه ربما انتصر للخادمة على زوجته، وقف في صف الخادمة، كيف يكون شعور الخادمة وهي ترى الزوجة مطرودة من غرفة النوم إلى الصالة، والخادمة معززة مكرمة في غرفة، وعندها سرير تنام عليه، وهذه الزوجة في الأرض أو على قطعة من الأثاث؟

تسلط بعض الرجال في الحوار والنقاش مع زوجته

00:55:36

ومن المشكلات كذلك: أن بعض الناس من تسلطهم يرغم زوجته أن تتناقش معه في موضوع يريده، لا بد تتناقشين معي، لا بد، ولو كانت لا تحسن النقاش فيه لا بد تتناقش، فهذا رجل تشاجر مع زوجته بسبب نقاش يتعلق في قضية من القضايا السياسية، ثم بعد ذلك ضربها في نهاية النقاش، فأين السياسة إذاً في معاملة الزوجة؟
يزعم أنها لا بد أن تكمل النقاش معه، إذا فتح النقاش لا بد أن تكمل النقاش، ولا يقبل أنها ترفض النقاش أو تقفله هي، وهذا هو الاستبداد بعينه، ونسينا أن نذكر نقطة تتعلق بالنقطة التي قبل هذه، وهي قضية نضرب مثالاً على مسألة سوء الظن، هذه امرأة تضع يدها في جيب زوجها وتتفقد ما عنده من النقود، فإن كانت النقود التي في جيبه قليلة أخذت من نقودها وأضافت على نقود زوجها، يوم من الأيام دخل البيت فوجد يد زوجته في جيبه، الله أكبر هنا وقعت الواقعة كيف؟ أخذها واتهمها بالسرقة، وأنها هي التي نقص النقود هي التي كانت في الأيام الماضية، مع أن المسكينة هي قصدها الخير، فنقول هنا: عدم التروي والتفكير في الأمور يوقع في هذه المشكلات.
وفي المقابل فيه زوجات عندهن حب استطلاع مذموم، فهي تريد أن تعرف ماذا يوجد في جيب زوجها، وماذا يوجد في أوراقه الخاصة، وهذا خطأ، فنقول للزوجة: ليس من شأنك أن تعرفي كم أموال الزوج، ما هو من حقك أن تعرفي هذا، إذا قال لك الحمد لله، ما قال لك ليس بالضرورة أن تعرفي كم بالضبط عنده من أموال، وكم يوجد في جيبه، وماذا يوجد في أوراقه الخاصة، وأن تقرئي مفكرة الهاتف، ما هو من شأن الزوجة أن تفعل هذا.
فلتتق الله الزوجة في حب الاستطلاع الذي يكون قاتلاً في أحيان كثيرة.

كثرة الشكاية الزوجة

00:57:53

ومن الأمور التي تتعلق بالزوجة من السلبيات: كثرة الشكاية، والرسول ﷺ وضح أن من أسباب دخول النساء النار: أنهن يكفرن العشير، ويكثرن اللعن[11]، وفي رواية: وتكثرن الشكاية، التأفف والتشكي باستمرار.
وبعض الزوجات قد تتأفف وتشتكي من الأشياء التي يحضرها زوجها، هذا ما هو عاجبها، ولا يعجبها شيء، وتنتقد نقداً لاذعاً، وتستقل الأشياء، تشوف أنها قليلة وأنه ما أعطاها، فهذا ناتج من أي شيء؟
من عدم القناعة، والقناعة كنز.
فلتتق الله المرأة في عدم كثرة التشكي من الأشياء التي لا تستوجب الشكاية.
وبعض الناس يقصرون في تعليم زوجاتهم، وربما قال أمام الناس: عفواً زوجتي أمية أو جاهلة، ونحو ذلك، طيب علمها، عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها أخبرته أنها اشترت نمرقة، أخبرت الراوي القاسم بن محمد: أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، صور ذوات أرواح، فلما رآها الرسول ﷺ قام على الباب فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهية، فقلت: يا رسول الله أتوب إلى الله، وإلى رسوله ﷺ ماذا أذنبت؟ فقال رسول الله ﷺ: ما بال هذه النمرقة؟ ما ضرب ولا قاطع ولا هجر في المضجع، أول شيء أنكر المنكر، ما بال هذه النمرقة؟ فقلت: اشتريتها لتقعد عليها وتوسدها، غرضها طيب بس ما تعرف الحكم، فقال رسول الله ﷺ: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وقال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة[12]، وفي رواية لمسلم: "فأخذته فجعلته مرفقين فكان يرتفق بهما في البيت"[13] يعني شقت الصورة وتحولت الصورة،لم تصبح صورة بعد ذلك بهذا الشق، فهذا كان تعليمه ﷺ.
ومن تعليمه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: إن رسول الله ﷺ نظر إلى القمر فقال: يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا، فإن هذا هو الغاسق إذا وقب[14].
فهذا رسول الله ﷺ يعلم زوجته: استعيذي بالله من شر هذا، فهذا هو الغاسق إذا وقب، يعلمها التفسير ويعلمها التعوذ والدعاء.
ومن تكليف ما لا يطاق أيضاً أن يطالب الرجل زوجته بزيارة زوجة صاحبه وقد لا ترتاح لها، فبحكم صداقته هو مع ذلك الرجل فلا بد أن يرغم زوجته على زيارة زوجة الآخر، والنفوس الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، والمرأة طبعاً لا بد أنها تحسن إلى زوجة صديق زوجها قدر الإمكان، ولكن على الزوج ألا يكلفها بزيارة أناس لا ترتاح لهم، والمسايرة والتوسط أمر مهم.

نشر أسرار الزوجين

01:01:27

ومن المشكلات أيضاً: أن بعض العلاقات الاجتماعية بين الزوجة وزوجة صديق تتسبب أن تطلع إحداهما الأخرى على أسرار زوجية، أو تري كل واحدة صورة زوجها للأخرى، فتقع فتنة، أو يقول الرجل لصاحبه: إن زوجتي مطيعة، وفيها.. وفيها.. وصفات، فيقع في السامع شيء تجاه زوجته هو، يقول:يا حسافة يا خسارة ويا كذا على أن زوجتي ليست مثل هذه الصفات، فهذا الحسد الذي يثار من قبل بعض الناس يدرون أو لا يدرون ينبغي أن يمتنعوا عنه.

مراعاة الزوجة لحال زوجها

01:02:13

ومن الأمور التي ينبغي أن تراعيها الزوجة: أنها تنتقل أحياناً من بيت غنى وتدليل وترفيه من عند أبيها إلى بيت زوجها الذي قد يكون قليل ذات اليد، قد يكون طالباً، أو موظفاً مستوراً، فيجب على الزوجة أن تراعي الفارق، هذا قدر الله: نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا [سورة الزخرف:32].
فإذاً، هذا قسم الله، هذا قدر الله، هذا قسمة الله في هذا الرجل، فكون البنت كانت عند أهلها مدللة وأن أباها كان يشتري لها كل يوم آيسكريم، وأنه.. وأنه.. لا يعني أنها الآن إذا انتقلت إلى بيت زوجها ترهقه شططاً، وفي المقابل ينبغي على الزوج أن يقدر أن المرأة كانت في بيت نعمة، فكل ما يستطيع أن يأتي به إليها من الأشياء المباحة شرعاً فليوفره لها.

تذمر الزوج من زوجته

01:03:16

ومن الأمور التي تسيء العشرة: أن بعض الرجال يقول لزوجته: يا ليت عندي زوجة شعرها كذا، يا ليت عندي زوجة لونها كذا، يا ليت عندي زوجة كذا، وهذا ولا شك من المنكر، فإنه بهذه الطريقة يستثير حفيظة زوجته عليه، ويشعرها بأنه غير مقتنع بها، ونحو ذلك.
ولنتوقف هنا ونأخذ قصة واقعية عن رجل صار بينه وبين زوجته خصومة وفراق، فسألت هذا الرجل: ما هي سلبياتك أنت في نظرك؟
يعني الآن يأتي يقول: أنا صار بيني وبين زوجتي مشكلة وخلافات وصارت وهي فعلت كذا وكذا وكذا وكذا، والمرأة ستقول نفس الشيء عن زوجها فعل كذا وكذا وكذا وكذا، ولا يمكن نعيش مع بعض.
السؤال للزوج: ما هي سلبياتك في نظرك؟ فسينتقل ذهنه بهذا السؤال من التفكير في عيوبها هي إلى التفكير في عيوبه هو، وعندما يقال لها نفس الكلام: ما هي سلبياتك أنت في نظرك؟ فتنتقل من التفكير بعيوبه هو إلى التفكير بعيوبها هي، وهذه أحد طرق الإصلاح بين الزوجين المتخاصمين، فقد يقول لك: والله يا أخي أنا عندي حدة، أنا إنسان عصبي، أنا إنسان غير مستقر، أرد عليها مباشرة، لا أشاورها على الإطلاق، قلت لها: فقدت ثقتي فيك مثلاً، لا أهتم بنظافتي الشخصية، وهكذا..، فهذا يسبب أن الرجل يفكر بواقعية أكثر، أن المشكلة قد يكون إذا ما كانت مني قد تكون نصفها مني، فتعود الواقعية إلى الحياة مرة أخرى.

الاعتقادات الفاسدة

01:05:06

ومن الأشياء التي تسبب مشكلات أيضاً: الاعتقادات الفاسدة، عند بعض العوام اعتقادات فاسدة في قضايا تتعلق بالأشياء الزوجية أو عادات سيئة، أو عادات شديدة، فمثلاً من الاعتقادات الفاسدة: أن بعض الناس يظن أنه إذا كان الزوج منبطحاً، ومرت المرأة من فوقه أنها قد قطعت نسله، فيا ويلها إن مرت فوقه خطرت من فوقه مرة وهو منبطح على الأرض، هذا هو المنكر الأكبر لو فعلت ذلك فسيحصل لها من البلاء ما الله به عليم.
ومن بعض عادات الناس مثلاً: أن الرجل لا يأكل مع زوجته، يرى أنه عيب حتى لو كان لوحده هي تأكل بعده، تأكل مخلفات، ما هو صحيح، وأحياناً يكون الرجل يعيش مع أهله وإخوانه وأبيه في بيت واحد ويكون المطبخ مشتركاً، وطبعاً هذا يسبب مشكلة لأن المرأة لن تطبخ ما تريد، خلاص الشيء اللي في البيت لا بد أن تأكل منه، فليحرص الرجل أن يوفر في هذه الحالة إذا استطاع على الأقل ولو وقت تدخل فيه زوجته المطبخ لتطبخ فيه ما تريد.
فأقول: من بعض العادات أن بعض الناس يرون أن اجتماعهم عزة، وأن ذبيحتهم واحدة، وأنه لا يسمح للأولاد بالاستقلال عن الأسرة، ولا يكون لهم شيء مستقل حتى المطبخ لا بد يكون مشتركاً، وهذا يسبب ضيقاً، الاجتماع طيب، وأن يكون الرجل أولاده تحت نظره وأحفاده معه، نعم، ولكن لا يمنع أن يكون هناك جزء من البيت على الأقل المرأة مستقلة فيه مع زوجها تأخذ راحتها في البيت، بدلاً من أن تقول: ما أستطيع أطلع إلا بالحجاب، ولا أستطيع أتنقل داخل البيت لأن إخوان زوجي موجودون دائماً في الصالة وفي المجلس، أنا محبوسة دائماً، وهذه من الأشياء صحيح أن قلة ذات ضيق يد الرجل أحياناً تكون سبباً، وينبغي المرأة تصبر حتى يفتح الله على زوجها، ولكن إذا كان الزوج يستطيع أن يوفر شيئا في هذا فليفعل.

صمت الزوج المطبق وغموضه

01:07:22

ومن الأمور كذلك التي تسبب النكد في الحياة الزوجية: صمت الزوج المطبق وغموضه، فبعض الأزواج تعيش معه زوجته في غموض تام صامت طيلة الوقت، لا تدري عن أخباره إلا من خارج البيت، الأطفال يسألون: أين أبونا؟ الجواب: لا ندري.
لو صار له شيء لا تعرف، أين تسأل عنه؟ لو تأخر لو قلقت ما تعرف.
فالرجل يعيش في غموض تام، ممكن أحياناً الواحد صحيح أنه ما يترك خبر في البيت إلى أين سيذهب، لكن ما هو دائماً يُعيش زوجته في غموض، هذا خطأ.
وكثرة خروجه وغيابه عن البيت من الأمور التي تسبب المشكلات، فبعضهم دائماً في عزائم وولائم، ويترك أهله في البيت دون طعام، وأحياناً يأخذ زوجته ويضعها عند أهلها إلى ساعة متأخرة من الليل، الساعة  الواحدة، الثانية في الليل، وينسى يرجع البيت يبغى ينام بعدين لما حط رأسه أين البنت؟ أين المرأة؟
ويا ليت عند بيت أهلها تهون، لكن إذا وضعها عند بيت ناس، قال: ما تأخر عليك، العاشرة، الحادية عشر، الثانية عشر، الواحدة في الليل، الناس يريدون النوم، وصاحبنا من إهماله المرأة في بيت أولئك، الناس يتضايقون وهو غير مكترث.
ومن المسائل التي نفعلها نحن كثيراً ونقر بها ونقع فيها: أننا أحياناً نترك زوجاتنا وأولادنا في السيارة، ونقف نتكلم مع شخص من الأصدقاء مثلاً مدة طويلة، والأطفال متضايقون في السيارة، ونحن نتكلم ونتكلم ونتكلم، وقد يكون الجو حاراً وغير مناسب، فينبغي أن ننتبه إلى مثل هذه المسائل.

كلام الزوجين في أهل الآخر على سبيل الانتقاد

01:09:27

ومن الأشياء التي تسبب أيضاً الضيق من الطرفين كل منهما بالآخر: كلام كل من الزوجين في أهل الآخر على سبيل الانتقاد، فلا شك أن الزوج إذا تكلم في أهل زوجته قال: أنت أهلك كذا وكذا، وأمك هذه كذا، وأبوك فلان هذا، طيب ماذا سيحدث؟
لا شك أنه سيوغر صدر زوجته عليه، والمرأة بطبيعة الحال ستدافع عن أهلها، وسيزداد، أو العكس هي تنزل في أهله: أبوك كذا وكذا، وأمك كذا، وإخوانك فيهم وفيهم، طيب هؤلاء أهله ولا زال بينه وبينهم روابط، ووشائج القربة ما انقطعت، فسيدافع عنهم وكل سيتعصب لأهله، وهو ينتقد أم زوجته، وزوجته تنتقد أمه، وهو ينتقد أخاها وهي تنتقد أخاه، وهكذا.. فتصبح المسألة في نكد مستمر.

رتابة الحياة وعدم دخول عناصر التشويق أو التغيير

01:10:30

ومن الأشياء التي تسبب المشكلات أيضاً: رتابة الحياة وعدم دخول عناصر التشويق أو التغيير، فأحياناً تكون الزيارات أو بعض السفريات المباحة أو الشرعية، أو مثلاً ترك الزوجة تذهب لأهلها فترة من الزمن تجدد وتغير الروح في البيت وفي الحياة الزوجية، وينبغي أن نتأسى برسول الله ﷺ في هذا الجانب الترويحي، وإليكم هذا الحديث العظيم: عن عائشة -رضي الله عنها: أنها كانت مع رسول الله ﷺ في سفر وهي جارية حديثة السن، فقالت: لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال لأصحابه: تقدموا فتقدموا، ثم قال: تعالي أسابقك، فسابقته فسبقته على رجلي.
وفي رواية: فسكت عني حتى إذا حملت اللحم، مضت سنوات وبدنت ونسيت ما مضى خرجت معه في سفر مرة فقال لأصحابه: تقدموا فتقدموا، ثم قال: تعالي أسابقك، ونسيت الذي كان وقد حملت اللحم فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله وأنا على هذه الحال؟ فقال: لتفعلن، فسابقته فسبقني فجعل يضحك وقال: هذه بتلك[15]  هذه بتلك السبقة، ﷺ.
والله إننا إذا تأملنا في حاله ﷺ مع زوجته لندهش فعلاً من حال هذا النبي الكريم في مشاغله الكثيرة، ثم بعد ذلك يراعي حاجة الزوجة في الترفيه، ويفعل هذا الأمر الذي بعضنا الآن لو راح إلى منطقة إلى بر ما يرى أحداً أبداً يقول: لا، لا،  كيف أفعل هذا؟
طيب -يا أخي- رسول الله ﷺ فعله فأنت أفضل؟ أنت خير أم رسول الله؟
-طبعاً- مكان الفتنة لا يجوز أصلاً أن تذهب بزوجتك إليه، فضلاً عن أن تسابقها فيه، أو تضاحكها فيه، وهذا رسول الله ﷺ أيضاً من ملاطفته لزوجته تقول عائشة: "كنت أشرب وأنا حائض" أي: من إناء النبي "فيضع فاه على موضع في" يقول: لا، قرف هذا ، "على موضع في، فيشرب وأتعرق العرقة من اللحم آكل وأنا حائض، ثم أناوله النبي فيضع فاه على موضع في"[16].
والآن بعض الناس يقول: الحائض نجسة نجسة هذه نجسة ما ينعاش معها.
وهذه عائشة تقول: "كانت الحبشة يلعبون بحرابهم"، تدرب على السلاح في المسجد "فسترني رسول الله ﷺ وأنا أنظر إليهم" سترها بجسده وقال: تشتهين أن تنظري تنظرين، فصارت تنظر من ورائه، "فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف"[17] حتى شبعت بل وقالت: يعني ما بي نظر لكن ليرى نساءه قدري عنده، قالت عائشة في الحديث الذي رواه البخاري: "فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن" يعني تحتاج إلى نوع من الترفيه، وتحتاج إلى... "فاقدروا قدر هذه الجارية الحديثة السن"[18].

وقوع خلاف بين أهل الزوجين

01:14:41

ومن أسباب المشكلات الزوجية: أن تقع مشكلة أصلاً بين الزوج وأهل زوجته، نتيجة علاقات تجارية فاشلة مثلاً، وحصلت قطيعة بعدها ومخاصمة بين الزوج وأهل زوجته، فينعكس ذلك على العلاقة بينه وبينها، وهذا خطأ، فإن الإنسان الملتزم بحدود الله لا يخاصم على الماديات ويوالي ويعادي عليها، ويطالب حقه بالطريقة المشروعة، ولا يجعل هذا الأمر ينتقل للعلاقة بينه وبين زوجته.
ومن الأمور كذلك موقف أهل الزوجة الخاطئ، فإن بعض النساء إذا ذهبت إلى بيت أهلها نتيجة زعل، فإنه من المفروض أن يكون الأب أو الأم أو الإخوة حكماء في استقبال أختهم وبنتهم، فيهدئون الأمور ويطلبون منها العودة إلى زوجها، والصفح عما بدر منه، وهكذا..، وليس أن يزيدوا الأمور تعقيداً، فيقولون: لا ترجعي إليه، وهذا لا يستاهل كذا وكذا.. إلخ..
وقد يكون الخلاف من الأشياء العادية التي تحصل بين الزوجين في العادة.
وأعرف رجلاً أباً من حكمته: أنه إذا جاءته ابنته إلى البيت سأل عن السبب، فإذا عرف بأن المسألة من الأخطاء المحتملة العادية قال: لا تدخلي بيتي أبداً، ترجعين إلى بيت زوجك في الحال.
أما أن يكون موقفه فيه من السلبية كما حصل مع بعض الآباء مرة، فإن زوجاً قد تأخر خارج البيت ولم يذهب إلى البيت إلا الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً، فلما طرق الباب رفضت الزوجة أن تفتح له الباب، لماذا؟
لأنه تأخر، ليش تجي الساعة الحادية عشرة والنصف؟ ارجع، سبحان الله، هذا بيته، لكن هذا من السفه الذي قد يكون أحياناً عند بعض الزوجات، وهو يحاول استرضاءها وتهدئة الأمور، ومع ذلك ترفض جميع المناشدات، فذهب المسكين إلى أهلها في هذه الساعة المتأخرة وطرق الباب على أبيها، وقال له: الموضوع كذا وكذا، فذهب الأب معه إلى البيت، فطرق الباب فرفضت البنت تفتح، وقالت: السبب أن زوجي رجع متأخراً، ليش يرجع متأخراً؟ فهنا التفت الأب إلى الزوج وقال: إيه صح معها حق، لماذا ترجع متأخراً؟ ارجع، فطبعاً في هذه الحالة يكون الموقف سلبياً لا يؤدي أبداً إلى الانفراج في الأوضاع.
وأحياناً بعض أهل الزوجة يعبئون الزوجة تعبئة نفسية ضد زوجها، كأن يقول لها أخوها: أنت مثل الدجاجة تسمعين كل كلام زوجك حرفياً، لا تسمعي كلامه وخالفيه، وإذا سوى لك شيئاً نحن نقف بجانبك، ونحن مستعدين وتعالي عندنا، و...، فهذا من جنس هاروت وماروت، الذين يريدون أن يفرقوا بين الرجل وزوجته.
وبلغ من السوء بامرأة تريد أن تفصل بين أخيها وزوجته أن عرفته بمومسة ليقع في حبالها وتفسد علاقته بزوجته.

حكم منع الزوجة من الذهاب إلى أهلها

01:18:10

وهنا قد يسأل البعض سؤالاً فيقول: هل يجوز لي شرعاً أن أمنع زوجتي من الذهاب إلى أهلها إذا كان يحصل مثل هذه المشكلات؟
وقد أجاب عن هذا الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -حفظه الله- فقال: الأصل لا يجوز للرجل أن يمنع زوجته من أهلها وصلة رحمها، ولكن إذا لاحظ الزوج أن زوجته كلما ذهبت إلى أهلها رجعت منقلبة عليه، فله أن يمنعها عند ذلك.
الآن المفسدة واضحة.
أهل الزوجة أحياناً قد يكون ليس عندهم ذوق في التعامل، فيأتون إلى بيت ابنتهم ويأخذون من البيت متاعاً وأكلاً ونقوداً وملابس تضايق الزوج في النهاية؛ لأنهم يأخذون أغراض بيته، ثم يوقعون ابنتهم في مشاكل مع زوجها ويقولون: لا نرضى عنك حتى تعطينا كل ما نطلب، وهي تحت ضغط أمها أو نحو ذلك، تعطيهم، فالمرأة تكرم أهلها، نعم، ولكن هي راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن ماله وعن ممتلكاته، فلا يجوز أن تفرط فيها.

عدم اهتمام الزوج بضيوف زوجته

01:19:21

وبعض الأحيان يكون من أسباب المشكلات: أن الزوج يهتم بضيوفه، ولا يهتم بضيوف زوجته، ومن الأسباب لهذا أن بعض الناس يحتسبون الأجر في إكرام ضيوفهم هم الرجال، ولا يحتسبون الأجر في إكرام ضيوف نسائهم، مع أن الأمر ربما في إكرام ضيوف زوجتك يكون أقرب إلى الإخلاص من إكرام ضيوفك؛ لأنك لا تظهر في الصورة، فكما أنك تريد إكرام ضيوفك فأكرم ضيوف زوجتك.

المشكلات بين الزوج وأم زوجته

01:19:57

ومن المشاكل المشهورة: المشكلات بين الزوج وأم زوجته، ودائماً تقع هذه القضايا كثيراً إلا من عصم الله ، فهذه تشتكي من زوج ابنتها، وتغيرت على ابنتها، وتكلم الناس الخارجين عن ابنتها وسيلة للضغط على ابنتها لتخاصم زوجها، وهي تراعي أمها ولا فائدة، والزوج يراعي أم زوجته ولا فائدة، وما حرم زوجته من أمها رغم المشكلات ولا فائدة، ويقبل رأس أم زوجته ولا فائدة.
السبب: قد تكون أم الزوجة ليست راضية عن الولد عن هذا الزوج في مبدأ الأمر، والأب زوج البنت وبقي السخط مستمراً إلى آخر الحياة، وهذا طبعاً هذا حرام لا يجوز.
وبعض الزوجات قد يخطئن في تدخيل أمها مثلاً أو أبيها في كل شيء، فترجع إلى أمها في الأشياء المصيرية والقرارات، وتجعل أمها وصية عليها وعلى حياتها، وتسرب أسرار البيت، ونحو ذلك، فهذا يسبب تضايق الزوج كثيراً.
وبعض الأزواج هم سيئو التعامل مع أمهات زوجاتهم، فيتهم حماته بأنها استغلالية، وأن الواحد إذا أرخى لها الحبل ركبته، وأن أهلك يا أيتها المرأة غير ملتزمين، ويقع فيهم في أشياء من الغيبة كثيراً.
وفي المقابل هناك مشكلات بين الزوجة وأهل الزوج، فمن المشكلات مثلاً أن الزوج لما سمى ولده باسم أبيه تبرأت الزوجة من الاهتمام بالولد، كيف ابني تسميه على اسم أبيك؟ أنا ما أقبل، والآن هو يطعمه ويغسله ويلبسه، ثم جاء الولد الثاني فاهتمت بالولد الثاني.
وبعض النساء قد تكون سيئة الخلق مع أهل زوجها، فإذا جاؤوا إلى البيت تتركهم وتذهب، أو تقول: تريدون زيارة فلانة وتتصل بهم، فإذا أرادوا الذهاب قالت: اذهبوا أنتم أنا لا أريد، سبحان الله أنت التي اقترحت الذهاب؟! أو تحرض زوجة أخي زوجها وتقول: ما جاءنا من عندكم إلا خراب البيوت، ونحو ذلك.
وأحياناً تقول الزوجة: أم زوجي تهينني وتريدني أن أخدمها، وقد تكون محقة، قد تكون أم الزوج المخطئة، وأغسل الملابس وأكنس البيت وأطبخ لضيوفها هي، وأنا عندي ثلاثة أولاد والرابع في بطني وأنا ضعيفة، والمشكلة الزوج يقول: أمي فوق كل شيء، وهذا صحيح ولكن بحدود، فلا يعني هذا أن ترهق أمك زوجتَك؛ لأن أمك فوق كل شيء، وليست زوجتك شرعاً مكلفة بخدمة أمك، فإذا كانت أم الزوج سيئة تطرد البنت وتلعنها أو تقول لها: أنت بنت شارع، أنت بنت زنا، ونحو ذلك, وهذا شيء موجود في المجتمع ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأحياناً يكون الاسم كما ذكرنا سبب مشكلة، وتأمل هذه المشكلة: ولد أمه تريد أن تسميه مثلاً زيداً، وأم الزوج تريد تسميه: عبيدا، والآن الولد له اسمان في البيت، إذا جاءت جدته التي هي أم أبيه قالت: يا فلان تعال، وأمه تقول: يا فلان تعال، له اسمان إلى الآن في البيت.
وأحياناً يكون النزاع بين الزوجة وأهل زوجها بسبب مشكلات مادية، كبيت ونحوه، وهذه أم زوجة سكنت في بيت زوجها مع أن زوجها له بيتان، فقالت الزوجة: أبداً ما أسكن معك حتى تطلع أمك من البيت الثاني، وتركت وهجرت وسافرت، وبقي الأولاد في بلد بعيد عند جدتهم، والزوج يعمل في بلد آخر، والأم في بلد ثالثة، ويتصل الأب على أولاده يقول: ماذا أحضر لكم معي إذا قدمت؟ يقولون: هات لنا معك دواء القمل، ما في أحد يعتني، لا الأب موجود، ولا الأم موجودة.
والجارات السيئات يكن في بعض الأحيان أيضاً من أسباب المشكلات، فتكون زوجة مطيعة لزوجها في أمان الله مع زوجها تتعرف على جارة سيئة تدخل بيتها فتبدأ المشاكل: أنت ضيعت عمرك، خليه يشتغل في البيت، خليه يعرف كيف الشغل، خليه يذوق المعاناة، أعطه البنت يسكتها، وإذا سكتت البنت في الليل اقرصيها حتى تستيقظ وتوقظ الأب حتى... وهكذا..، طبعاً هذا من اللؤم والخبث.
وتصل المشاكل إلى الخارج أحياناً، هذا أخذ راتب زوجته، ما دفع المهر، ردت عليه، فأخذت من جيبه، اكتشفها، بلغ الشرطة، اتهمها بالسرقة، وكلت محامياً، وهكذا..
وهذا غيض من فيض ذكرناه من هذه الأمور التي تقع كثيراً.
فنسأل الله أن يجنبنا وإياكم شرور أنفسنا، وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.
اللهم اجعلنا من السعداء في الدنيا والآخرة، وأصلح ذرارينا وأهلينا يا رب العالمين.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
وصلى الله على نبينا محمد.

  1. ^ رواه البخاري:(261)، مسلم:  (3119، 321).
  2. ^ رواه الترمذي: (3895)، وابن ماجه: (1977)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح: (3252).
  3. ^ رواه أحمد: (24427)، وقال محققو المسند: "حديث صحيح".
  4. ^ رواه أبو داود: (2174)، وقال الألباني: "إسناده ضعيف" كما في ضعيف أبي داود: (2174).
  5. ^ رواه أبو داود: (2162)، وأحمد: (10206)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: (5889).
  6. ^ رواه أبو داود: (1308)، والنسائي: (1610)، وأحمد: (7410)، وقال الألباني: "إسناده حسن صحيح" كما في صحيح أبي داود: (1181).
  7. ^ رواه البخاري: (5228)، ومسلم: (2439).
  8. ^ رواه البخاري: (1968).
  9. ^ رواه الترمذي: (2413).
  10. ^ رواه البخاري: (6116).
  11. ^ رواه البخاري: (304)، ومسلم: (79، 80).
  12. ^ رواه البخاري: (2105).
  13. ^ رواه مسلم: (2107).
  14. ^ رواه الترمذي: (3366)، وهو حديث حسن صحيح، وأخرجه الإمام أحمد: (25802)، وإسناده قوي.
  15. ^ رواه أحمد: (26277)، وقال محققو المسند: "إسناده جيد".
  16. ^ رواه مسلم في صحيحه: (300).
  17. ^ رواه البخاري: (5190).
  18. ^ رواه البخاري: (5190).