الحمد لله والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على رسول الله محمد ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.أيها الشباب: أحييكم تحية طيبة، وأعرب عن فرحي وسروري بلقائكم في هذا المكان، وأسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم دائما ممن يهتدي بالحق ويعمل به.
مقدمة
الحقيقة أن اللقاء بالشباب لقاء له معانٍ كبيرة في نفسي، فأنا لا زلتُ أتذكر أنني كنت طالباً مثلكم في الثانوية، وأنه قد حضر في مدرستنا عدد من الشيوخ والمحاضرين، وأنه كان له طعم معين، وكان له أثر معين، لكن في النهاية -سبحان الله- تبقى الكلمات التي تخرج من القلب هي التي لها الأثر الأكبر في النفس.
أيها الشباب: أتحدث إليكم وأنا أتساءل أنه كان في مثل سنكم يوماً من الأيام قادة للفتوح العظام، كأسامة بن زيد، كان في مثل سنكم، ومعاذ بن جبل القاضي كان في مثل سنكم، وأمير مكة عتّاب بن أسيد كان في مثل سنكم، ورافع بن خديج، وسمُرة بن جندب -رضي الله عنهما-كانا أصغر من هذا السن، وقد تصارعا أمام النبي ﷺ كي يجيزهما في تلك الغزوة العظيمة التي خرج فيها المسلمون لملاقاة عدوهم.
في سن المراهقة الذي نعتبره اليوم مراهقة، وأنه ليس سن مسؤولية كان هناك قادة للجيوش في السابعة عشر، والتاسعة عشرة كان هناك مُفتون في الأمة كالشافعي عمره تسعة عشر سنة.
كان شيخ الإسلام -رحمه الله-ابن تيمية قد أفتى وعمره تسعة عشر سنة وجلس للتدريس.
فإذن، مسألة ليس هذا السن هو سن لا يوجد فيه عطاء بالعكس هذا سن عطاء كبير.
أنا أثق أن هناك عدد من الشباب عندهم أنواع من العطاء على شبكة الأنترنت ليست سهلة، وأظن أن بعض الشباب مثلاً حركتهم المحنة التي يعيشها المسلمون في سوريا، فعملوا شيئاً ما على الشبكة، هذا الأمر أكاد أتأكد منه؛ أن هناك بعض الشباب قد ساندوا إخوانهم الممتحنين في سوريا عبر الشبكة بطريقة ما، إما أن يكون نشر مقطعاً، أو عمل منتجاً، أو كتب تعليقاً، هذا شبه متأكد منه أن أمامي من الشباب سهام بطريقة أو بأخرى في نصرة المسلمين في محنتهم في الشام، أنا متأكد أن بين يدي شباب نشروا شيئاً ما في شبكة الأنترنت يتعلق بالخير، قد يكون مقطعاً مثلاً يحث على صلاة الفجر، أو الصلاة عموماً، ربما يكون مثلاً بعض الشباب نشر آية أو حديثاً أو حكماً شرعياً أو موعظة، ولا أظن أن هناك واحداً من الشباب لم ينشر شيئاً في الواتس أب كان له أثر إيجابي مثلاً، أو كان له مشاركة طيبة لها شيء يأخذ به أجراً عند الله -سبحانه وتعالى- يوم القيامة.
ثناء الله تعالى -تبارك وتعالى- على الرجال في القرآن
والمسألة تنبع حقيقة تنبع من المعدن الأصيل يعني: من الرجولة، نحن إذا قلبنا آيات القرآن سنجد الله أثنى على الرجولة والرجال، فقال: فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ [سورة التوبة: 108].
على مسجد قبى أو على المسجد النبوي لما أسس، قال: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ [سورة النور: 36-37].
وكذلك فإن الله -سبحانه وتعالى- مثلاً ذكر قصة: وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى [سورة القصص: 20] واحد ثاني: وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى [سورة يس: 20].
واحد في سورة يس،والآخر في قصة موسى في سورة القصص ينصح موسى نَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ [سورة القصص: 20].
وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ [سورة غافر: 28].
فنلاحظ أن كلمة:"رَجُلٌ"في القرآن فيها ثناء، ذكرها الله في مناسبة فيها ثناء على ناس يقومون بمهام عظيمة، يقاتلون في سبيل الله، أو يرابطون في بيوت الله في المساجد للصلوات، أو يأتون لنصرة الرسل من آخر البلد، ينصرون الرسل، ويكونون معهم في الدعوة.
فإذن، هذه الصفة -صفة الرجولة- صفة عظيمة.
أنا أتعجب أحياناً من الذين يخاطبون الشباب في مثل هذا السن "المراهقين" وكأنهم هامشيين أو ليس لهم قيمة، أو أنهم مجرد مراهقين، أو أنهم فقط ضائعين تائهين، على العكس، الشباب المراهقون الآن يفهمون في أشياء أكثر منا نحن الذين جاوزنا ضعف أعمارهم.
الشباب الآن يفهمون فهماً كبيراً في التقنية، وعندهم استعداد أن يعملوا في التقنية أشياء كثيرة جداً.
الشباب ممكن أن يعملوا بالتودي والثري دي والأنميشن، أشياء كثيرة.
الشباب الآن في قضية التصاميم الإلكترونية والبرمجيات، ربما يعملالشباب أشياء ببرامج التشكيل كالفوتشوب وغيرها، بل وأشياء متقدمة ومعقدة، ونحن نتذكر قصة الشاب الذي دوّخ دولة إسرائيل باختراقه لمواقع كبيرة لديهم، ونشرت هذه القضية في الصحافة العالمية، واحد فقط دوّخ دولة اليهود، واحد.
فإذن، المقصود أن الشباب طاقة كبيرة، الشباب لو أراد أن يعمل يعمل أشياء كثيرة، لا يستقل الشباب عمره ستة عشر سبعة عشر، ثمانية عشر سنة، أنهذا مثلاً شخص هامشي، أو لا يعمل شيئاً، بالعكس، هذا طاقة ضخمة جداً، هذا يمكن أن يكون داعية إلى الله -عز وجل-، يهتدي على يديه أعداد من الشباب، هذا ممكن أن يكون داعية في أهل بيته، يصلح الله به أفراداً في أسرته،وليس فقط في الأسرة القريبة حتى على مستوى الأسرة عموماً.
دور الشباب في الدعوة إلى الله عبر الأنترنت
الشاب يستطيع أن يكون داعية على شبكة الأنترنت، ويكون له مساهمات في القنوات كبيرة جداً، الشباب يستطيعون عمل أشياء، لكن فقط يحتاجون إلى شيء من وضوح الهدف، أن يكون هناك هدف، أن يكون هناك خط عمل، أن يكون هناك احتساب للأجر، أن يكون هناك توجيه.
والشباب مستعدون أن يعملوا أشياء كثيرة، أنا لا زلتُ أتذكر أيها الشباب أنني لما كنت في أول الجامعة في مثل سنّكم، بعد سنّكم بسنتين مثلاً تقريباً، كان هنا دكتور في الجامعة شخص عنده شخصية غربية دراس في الخارج، مفتون بالغرب، ليس عنده اهتمام، بالعكس عنده عداوة للأحكام الشرعية.
أتذكر زميلاً لنا في الجامعة كان يدرس عند هذا الدكتور، فهذا الدكتور قال يوماً ما في القاعة الجامعية: نحن إلى متى نبقى متخلّفين، والمرأة عندنا ما تظهر في المسرح، ولا تمثّل، ولا تغنّي، ولا تمثلنا في الأولمبياد، ولا في مسابقات الغناء العالمي، أو في مهرجان السعفة الذهبية، في كان،فإلى متى سنبقى متخلفين بهذه العباءة؟ متى ترمي المرأة العباءة وتطلع تشارك بجسمها، وصوتها بالعالم، أتذكر أيها الشباب أنه قام واحد ليس عمره بعيداً عن أعماركم، فقال: يا دكتور، أنا عندي سؤال فقال: الدكتور تفضل، فقال: انظروا الرد يا شباب الواحد -سبحان الله العظيم- إذا رزقه الله قوة، قال: يا دكتور، أ أنتم أعلم أم الله؟ وهذه جزء من آية، هو يقول للدكتور يقول: أ أنتم أعلم أم الله والدكتور فوجئ بالسؤال، لا يمكنأن يقول الدكتور: أنا أعلم ستكون فضيحةكبيرة وغير مقبولة، قال: لا طبعاًأكيد الله أعلم قال" طيب يا دكتور إذا كان الله يقول: وَلَا يُبْدِينَ [سورة النـور: 31].
وإذا كان الله يقول: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ [سورة الأحزاب: 33]. وإذا كان الله يقول: وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ [سورة النور: 31]. نسمع كلامك وإلا كلام الله، هذه كانت صراحة في القاعة أمام الطلاب أكبر موقف تلقاههذا الدكتور في حياته، ربما في حياته ما مر عليه موقف صار له فيه مثل هذا، كيف بداية الرد؛ لأن الرد يا شباب لا بد له من الإعداد فقط، والإعداد اللحظي.
قال: يا دكتور، أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ [البقرة: 140]، سؤال: أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ [البقرة: 140].فلا يستطيع الدكتور إلا أن يجاوب ويقول: أن الله أعلم، فلما قال له: الله أعلم قال: فعندما يقول الله في القرآن: وَلَا يُبْدِينَ زينتهن [سورة النور: 31].وعندما يقول الله في القرآن:وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ[سورة الأحزاب: 33].
وعندما يقول الله في القرآن:وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ[سورة النور: 31]
نسمع كلامك أو كلام الله؟
الحقيقة مثل هذا الجواب جواب مفحم وأمام الطلاب، ولم يستطع الدكتور أن يجيب بشيء؛ لأنه ألقمه حجراً، وما أخذت المسألة وهذا الجواب إلا نصف دقيقة، لكنه كان كافياً في الرد على الباطل كله الذي أراده ذلك الدكتور في المحاضرة.
الشباب عندهم جرأة، وعندهم سرعة بديهة، أنا متأكد، ينقصهم العلم، وينقصهم الرغبة، أنت تريد تنصر الدين، أنت يا شاب أنت مسلم أنت آباؤك وأجدادك مسلمين، أنت شخص لك صلة تاريخية بالأمة، أنت شخصيتك لا تنتمي كما يحدث الآن من هذه الفرق، أو هذه التجمعات الغربية المشبوهة التي تنظّم الشباب عبر شبكة الأنترنت.
أنت لست شخصاً مغسول الدماغ، وبالتالي ليسلك صلة، أو الغرب هو الذي شكّل شخصيتك بأغانيه وأفلامه، لا، يا شباب أنتم لستم شخصيات مغسولة، أو الغرب قد شكلها كما يريد بهذه الأفلام، وهذه الأغاني التي تصدح بها كثير من سيارات الشباب بعضهم يعرف معناها، وبعضهم لا يعرف معناها من هذه الكلمات الغربية لا، أنت انظر للموضوع على أجدادك وأجداد أجدادك، أنك أنت شخص قد تكون من نسل الصحابة، قد يكون بعضكم من آل البيت النبوي، وقد يكون بعضكم من نسْل الصحابة، وربما يكون بعضكم من نسل قادة فتوحات إسلامية، وقد يكون بعضكم من نسل العلماء، أنت ما تستبعد أن يكون في عمود نسبك مثلاً جدك الرابع أو الخامس أو السابع أن يكون فقهياً كبيراً، أو مقرئاً عظيماً، أو فاتحاً شجاعاً، أو كان قاضياً شهيراً، أو مفتياً بارعاً،قد يكون جداً جداً في عمود نسبك واحد من أجدادك هذا.
ولذلك الأمة الآن عندما تستيقظ دعنا نأخذ مثلاً: المسلمون في سوريا وهم يقاومون الطغيان، كان استلهام الماضي مهم، يعني: وجود خالدبن الوليد في حمص أنا سأقول لكم كلاماً حقيقياً، وجود خالدبن الوليد في حمص كان له أثر كبير على أهل حمص في الصمود أمام الدبابات والطيران والمدفعية والصواريخ، وجوده مجرد أنه كان هناخالدبن الوليد قبل ألف وأربعمائة سنة، ذلك القائد الشجاع والفاتح الشهير أنه كان موجوداً في حمص، وقبره في حمص أن هذا له أثر كبير على أهل حمص في صمودهم أمام الطغيان لماذا؟ معناها: أن تاريخنا له أثر على صمودنا، له أثر على شخصياتنا، له أثر على عطائنا، بالتأكيد أيها الشباب إن له أثر، إذن أنت لست شخصاً منتميا الآن إلى جماعة كذا، من الجماعات الغربية التي لها وجود على الشبكة وتنظم الشباب في الشبكات، وهذه قد تكون عبادة شيطان مثلاً، قد تكون من هذه الطوائف الذين يصبغون شعورهم، لكنبالتأكيد عندما تأتي لا تجد لديهم في داخلهم ديناً، كان واحد من الأشخاص الذين صار لي علاقة بهم، درس الدكتوراه في الغرب في جامعة أكسفورد، وكان ساكناً في شقة سكنية صغيرة في لندن مشتركة المنافع مثل: غرف أو شقق صغيرة فيها مطبخ مشترك، فهذا الدكتور الفاضل الذي صار بعد ذلك شيخاً وعالماًفي يوم من الأيام وهو نازل من شقته وجد معه في العمارة واحد بروفيسور"فُل بروفيسور" هندوسي هندي واقفاً، وكان هذا الدكتور صاحبنا المسلم كان في المطبخ يقلي لحماً، وضع هذه المقلاة ووضعقليلاًمن لحم مفروم، لحم بقري مفروم، وجاء يطبخه، فجاء الدكتور الهندوسي ومر، ورآه يفعل هذا في المطبخ، فوقف وبدأ ينظر في المقلاة، ثم هذا الدكتور البروفيسور دمعت عيناه، ثم أجهش بالبكاء، فقال له المسلم: ماذا حصل؟، فهذا يبكي ومستمر يجهش بالبكاء قال: أنا أريد أعرف ماهي المشكلة ؟ قال: أنا أرى إلهي يُقلى بالمقلاة وتقول لي:ماذا حصل؟، لأن هؤلاء قوم يعبدون البقر، هو لما شاف لحم بقر مفروم على هذه وقف وبكى ودمعت عيناه وأجهش بالبكاء، يعني شوف التفاهة إلى أي درجة، يعني واحد يعتقد أن إلهه بقرة، يا شباب عندما تكون المسألة لا إيمان ولا يوجد دين أنت توقع أي شيء،قد يأتي واحد يقول لك: والله أنا إلهي كأس، قد يجلس يتعبّد له، يتعبدون لتمثال بوذا أو لبقرة، أو لشجر أولحجر أو لكوكب لأنه لا يوجد دين، ما يعرفون الله ، إبراهيم عليه السلام لما قال أمام قومه يناظرهم؛ لأنهم كانوا عباد كواكب، فلما رأى كوكباًقال: هذا ربي، من باب المناظرة، فلما اختفى الكوكب قال:لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ[الأنعام: 76].ما هذا الذي يظهر ويختفي؟فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي[الأنعام: 77].على سبيل المناظرة، فهم كأنهم فرحوا أن هذا أخيراً عرف من هو ربه، فلما غاب القمر قال:لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ[الأنعام: 77]يعني: هذا ليس إلهاً،ما هو الإله الذي يظهر وبعد ذلك يختفي نصه، يختفي ربعه،ثم يختفي كله آخر الشهر، ما هو الإله الذي يختفي تدريجياً؟ ليس معقولاً ما يمكن،فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ هذا أكبر،فَلَمَّا أَفَلَتْ[الأنعام: 78]، لما غربت قال:يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ[الأنعام: 78].أنا برئ منكم ومن شرككم، كل هذه ليست آلهة، إله يوجد في النهار ولا يوجد في الليل؟ يظهر لنا في النهار ولا يظهر في الليل؟
أقول: يا شباب معرفة الحق تجعل الواحد عنده شجاعة حتى في عرض الحق، وإليكم هذه القصة العجيبة للقاضي أبو بكر الباقلاني -رحمه الله-، لما أرسل ملك الروم لخليفة المسلمين يقول له: أرسل لنا واحداً نتفاهم معه، نحن نريد نتناقش في موضوع هذا الدين ونرى ديننا ودينكم ما هو؟ وكانوا أعدوا لهذا اللقاء إعدادات، وكان مدخل للقاعة التي سيدخل عليها أبو بكر الباقلاني -رحمه الله- الذي فيها الملك وفيها كبار الرهبان والأحبار، وكبار رجال الدين النصارى الموجودين عند الملك، مستعدين لهذه المناظرة، فقبل أن يدخل القاضي أبو بكر، قال بعض حاشية الملك النصراني قالوا له: هؤلاء المسلمين عندهم مشكلة، عندنا معهم مشكلة قال: ما هي، قال: إنهم لا يركعون لغير الله، المسلم إذا دخل عليك لن يركع لك ينحني هكذا لن ينحني؛ لأنهم لن ينحنون إلا لله، قال: ماذا نفعل؟ بدأوا يفكرون في حيلةلكي يجعلواهذا المسلم عندما يدخل على الملك سينحني رغماًعنه، فقالوا: ننزّل مستوى الباب، فعندمايأتي يدخل سينحني لكي يدخل؛ لأنه لا يستطيع يدخل قائماً لازم ينحني ويدخل.
هات مهندس الديكور نزّل مستوى الباب اعملوه وهندسوه بحيث يصير الباب قصيراً، ولا يمكن يدخل إلا بانحناء.
لما جاء القاضي أبو بكر الباقلاني -رحمه الله-رأى الوضع هكذا ما قال: أرجع السفارة وأعمل اتصالات وأعقد جلسات مشاورة، وأعمل...، ونعمل تشاور مع حكومة بلدي في الموقف الذي يجب اتخاذه حيال هذه القضية، لا، أصلاًمباشرة الذكاء يولّد الإيمان، اشتغل مباشرة، فدخل بقفاه،فقط استدار ودخل بقفاه، فأسقط ذلك في يد هذا -يعني الملك- ومن معه صارلهم إحراج آخر.
ولما دخل القاضي أبو بكر كان في المجلس رجال الدين النصارى الكبار، فأبو بكر الباقلاني-رحمه الله- اتجه إلى أكبر صليب في المجلس، يعني عند أكبر واحد فيهم، أكبر راهب فيهم، أكبر قسيس، يعني: مثل البابا.
فقال القاضي أبو بكر لهذا، قال: كيف حالك؟ وكيف أخبارك؟وكيف صحتك؟وكيف أولادك؟ وكيف أهلك؟ بشرني عنهم؟ كيف الزوجة والأولاد؟ فالنصارى ثاروا ثورة عظيمة قالوا: ويلك، قف، عظّم صاحبنا، هذا فوق مستوى الشهوات، هذا البابا عندنا ما يتزوج، وليس له أولاد، هذا فوق مستوى الشهوات، عظّم صاحبنا.
قال القاضي أبو بكر-رحمه الله: "ويلكم نزهتم صاحبكم عن الزوجة والولد ولم تنزّهوا ربكم عن الزوجة والولد؟ قال: أنتم البابا الآن تبعكم الذي هو بشر قلتم: هذا فوق مستوى الشهوات، وما يليق يكون له زوجة وأولاد، وجعلتم لله صاحبة مريم؟، واتخذتم له ولداً عيسى؟انظر الرد كيف عندمايكون الواحد -سبحان الله-عنده إيمان وعلم، فالآن أظهروا له السؤال الذي هم مستعدين فيه، قالوا له: ما أخبار عائشة؟ سمعنا أنه كان لها قصة في السفر مع واحد ما ندري يقولون أنه كان لها هناك قصة مع واحد لوحدها، كان فيه، هم يلمحون إلى كلام المنافقين في قصة الإفك، لما اتهم المنافقون عائشة-رضي الله عنها-.
فقال أبو بكر-رحمه الله-: "عائشة مثل مريم، امرأتان رميتا بسوء فبرأهما الله -عزوجل- في كتابه، غير أن مريمكان لها ولد وعائشة لم يكن لها ولد".
انظر كيف الجواب، قال لهم: مريم وعائشة امرأتان برأهما الله من الفتنة في كتابة، ولكن مريم رزقها الله وخلق لها ولداً، وعائشة لم يكن لها ولد، يعني كأنه يقول: عائشة براءتها أوضح.
وأروي لكم قصة -انتبهوا معي يا شباب- في مسألة ثبات الشباب من واقع محنة سوريا، في أحد المظاهر ألقى الجنود القبض على شاب هو ربما في المرحلة المتوسطة، فالضابط أتى بهذا الشاب وعنّفه تعنيفاً شديداً، ووبخّه توبيخاً شديداً، وهدده تهديداً شديداً، وقال له: المرة القادمة إذا رأيتك-اسمعوا معي القصة- يقول له: المرة القادمة إذا رأيتك في المقاومة،أو في مظاهرة، أو طالع تؤيد هذا الشيء تعرف ماذاسأعمل فيك؟ قال له: ماذا ستعمل؟ قال له: سنضعك في السجن، وتعرف عقوبة هذا الشيء ثلاث سنوات.
فالشاب مباشرة قال له: وأنتم تظنونأنفسكم ستمكثون ثلاث سنوات؟.
الشاهد يا شباب أنا الذي أريد أن أقوله لكم: الشباب طاقة عظيمة، الشباب قد يكونون أصحاب إيمان قوي جداً، يوسف-عليه السلام- كم سبب عنده كان ممكن يؤدي للوقوع في الفاحشة، وهو أولاً: شاب، والشاب دافع الزنا عنده أكبر من الشيخ الكبير، ثانياً:يوسف كان أعزب ودافع الوقوع في الزنا عند الأعزب أكثر من المتزوج، ويوسف كان غريباً عن البلد يعني ما هو من أهل البلد، والغريب ممكن ما تتشوه سمعته مثل ابن البلد، عنده عائلة وخائف على سمعة العائلة، فدافع الزنا عند الغريب أكبر من دافع الزنا عند أهل البلد، يوسف كان يشتغل في البيت، يعني: ما يستغرب من دخوله وخروجه على البيت، ما هو مثل الشخص الذي من خارج البيت يعني: دخوله غريب، لا،يوسف دخوله طبيعي كأي واحد يعمل في القصر فطبيعي يدخل ويطلع، ومثل هذا أيضاً ما يحذر منه، يوسف كان تحت امرأة دعته إلى الفاحشة جميلة ما هي قبيحة، وهي سيدته، يعني هذه المرأة سيدة يوسف تأمره بأن يفعل كذا.
ثالثا: أيضاً هي التي دعته للفاحشة، ومع ذلك يوسف ما استجاب، هددوه بالسجن وما استجاب، استعانت عليه بكيد النسوة وما استجاب، كذلك اليوم الشباب ينبغي أن يأخذوا من يوسف قدوة لهم في وقاية أنفسهم من الحرام، ما أكثر الحرام اليوم، الحرام يأتيك اليوم إلى عندك، الحرام يأتيك على جوالك، الحرام يأتيك على موقعك في الفيس بك، الحرام يأتيك على أقرب ما يكون يأتي إليك مباشرة، ولكن كيف يصمد الشباب أمام هذا؟ يصمد الشباب عندما يستعين بالله ويقول: معاذ الله، عندما يقول الشاب لدافع الحرام:معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي، إنه لا يفلح الظالمون ولا يفلح الكافرون، ولا يفلح الذين يقعون في حدود الله .
الإجابات عن الأسئلة
أنا أريد أن أسمع منكم بعض ما لديكم من الأسئلة، أريد أن أترك لكم مجالاً أسمع منكم بعض ما لديكم من الأسئلة، وأريد أن أتيح المجال للأسئلة الشفوية، أي سؤال عند أي واحد من الشباب من الأسئلة الشفوية نقدمها على الأسئلة الكتابية، الأسئلة الكتابية نأخذها إن شاء الله، حتىنتيح المجال لأكبر عدد من الشباب ليسألوا.
التطوير الذاتي يا شباب تطور ذاتك أول شيء يطور إيمانه الذي في قلبه يطوره، كيف؟ يحافظ على الواجبات، الصلوات الخمس في أوقاتها، أنا أذكر كان عندنا مدرس في أيام الثانوية، وكان هذا المدرس له هيبة، وكان يقول للطلاب في الفصل: أنا أعرف الذي صلّى فيكم الفجر من الذي ما صلّى فيكم من وجهه، أول شيء حق خالقنا علينا، إذا نبغى نطور أنفسنا أول شيء حق خالقنا علينا، الله خلقك ورزقك، وأنعم عليك، وجعلك في عائلة، وعندك مال، وعندك مدرسة، وعندك أشياء ليست عند ناس كثيرين، في أفريقيا ما عندهم، وإذا أنتم قارنتم أنفسكم الآن بأهل سوريا الآن ناس ما عندهم أكل، ما عندهم كساء ولا غذاء ولا دواء ولا ماء ولا كهرباء، ما عندهم أشياء كبيرة الآن،يهيمون على وجوههم في الشوارع.
فإذن، نطور أنفسنا أول شيء بتطوير العبادة، حق الله علينا، ثم نطور أنفسنا بالإضافة للعبادات الأخلاق، الواحد يحاول أنه يتخلق بصفة الكرم، إذا صار عنده مال يعطي لأهله أشياء لأقاربه أشياء، يسمع أن مريضاً في المستشفى يروح يزوره، هؤلاء عندهم عزاء أقف بجانبهم، ذهبوا مغسلة الأموات ليغسلوا ميتهم أكون معهم، ذهبوا المسجد ليصلوا عليه أكون معهم، راحوا المقبرة لدفنه أكون معهم، جلسوا في العزاء يتلقوا الناس أكون معهم، أكون بجانبهم، والناس كون الواحد يكون بجانب أهله في وقت الشدة هذه لها أثر كبير، هذا التطوير الاجتماعي.
دور القراءة في تطور مهارات الشباب المسلم
بعد ذلك عندك التطوير بالثقافة، التطوير بالقراءة مهم جداً، وأول ما نقرأ كتاب الله، لا تنسوا القرآن، حق القرآن عليكم كبير وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا[سورة الفرقان: 30].
بعد ذلك تقرأ في كتب العلم التي تحتاجها،فتاوى؛حتى تعرف كيف تصلّي، كيف تتطهر.
بعد ذلك تقرأ مثلا أنت عندك كتب الدراسة مهمة الآن أنتم شباب ثانوية وتجمع مجاميع حتى تحرصوا على دخول الكليات، والذي يمكن يبتعث إلى الخارج والمسألة فيها نسبة وما نسبة وعندك رام ون ورام تو رام ونخلصتوه ورام تو جاي، ورام تو يريدك تتذكر أشياء من المخزونات السابقة، وتراجع أهم الأشياء التي مرت عليك في كتب أول ثانوي ثاني ثالث ثانوي، من أهل القواعد أو القوانين في الرياضيات والفيزياء والكيمياء، مثلا عندك شغلات دراسية لازم تطور نفسك فيها، والشباب أحياناً يلجؤون إلى مدرس خصوصي في الرياضيات في الفيزياء، في المواد الصعبة، في الإنجليزي، وهذا شيء أحياناً يحتاجه الواحد، بالإضافة إلى دراسته، التطوير الذاتي أن تستفيد من الناس الناجحين كيف نجحوا، انتبهوا معي يا شباب، تطوير أن ترى الذي نجح كيف نجح، وكذلك أنك تطور نفسك في المهارات، يعني مثلا في الحفظ في الأمة ترى متطورة في أشياء كثيرة.
أعطيكم مثالاً في الحفظ عند الشناقطة، الشناقطة أهل شنقيط هؤلاء عندهم تطور رهيب جداً في الحفظ، لكن أنا عندما زرتُعائلة من عوائلهم في مكة وسألتهم: أنتم كيف تحفظون؟ لأنهناك لجنة من جامعة سعودية راحت موريتانيالوجود اجتماع وشيء من هذا القبيل، فواحد دكتور من عندنا دكتور شريعة حصل على واحد كناس يكنس الرمل من أمام الأبواب، فقال له: أنت ليش بتغني، أنت الآن يا أخي بدل ما تذكر الله أنت بدل ما تذكر الله جالس تغني، يعني أنت الآن تشتغل كناساً، يا أخي وأنت تكنس اذكر الله وأنت تكنس بدل ما تغني، قال له: من قال لك أنيأغني؟ قال: ماذا تفعل؟
قال له: أنا أسمع ألفية ابن مالك، ألفية ابن مالكيعني: أكثر من ألف بيت في النحو يسمعها واحد كناس لنفسه، قال له: أنت تحفظ الألفية، قال: أعطني وبدأ هذا يسرد له، قال له: تحفظ شيئاً غيره، قال: أحفظ الروضة في أصول الفقه، قال: ورد عليه. هؤلاء الناس كيف تحفظ؟
أنا ذهبتُ مكة وسألنا ناساً منهم، قالوا: ببساطة اليوم لازم أحفظ هذه الأبيات أو هذه الصفحة لازم أحفظها، نحن يومياً نكررها عشرين مرة بعد كل أذكار كل صلاة، بعد أن نخلص كل صلاة بعد الأذكار يقولها عشرين مرة بعد الفجر، أكمل صلاة الظهر، الأذكار، أقوم أكررها عشرين مرة، بعد العصر بعد الأذكار أقوم أكررها عشرين مرة وهكذا، قال له: أنت إذا قرأتها مائة مرة في اليوم وبعد ذلك مقطعة ستحفظها رغماً عنك.
فإذن،ما هو السر في تطوير النفس في الحفظ؟
قال البخاري: "لم أجد أكثر وأحسن وأنفع من مداومة النظر والقراءة".
فإذن،حتى تطور نفسك في الحفظ لازم تطور نفسك في التكرار بطريقة،والآن هناك طرق في معرفة العقل كيف يشتغل بالدماغ، وخصوصاً الدماغ، والحفظ وإلى آخره، وربط المحفوظات بأشياء مقروءة ومسموعة ومرئية.
ضرورة التطور التقني لدى الشباب المسلم
لكن التطوير أيضاً أن تجرب، لازم تجرب، يا شباب إذا لمتجربوا لنتتطوروا، لازم تجرب،يعني مثلاً: أريد أعمل تشفير وأشتغل في فك التشفير، هذه تجارب، أنت ستبدأ تجرب وتشتغل، هناك كتب في الموضوع لازم تأخذها لكي تشتغل، وكل حقل له ناس كبار مبدعين فيه، مثلاً: استيف جبس، الذي طوّر شركة أبل ، ووصلت الآن أرباحها ثلاثين مليار دولار تقريباً، هذا دخللأبل أكثر من ثلاثين مليار دولار من هذا الآي باد، من الآي فون وأنت ماشي، استيف جبس في آخر كتابه له كتاب عن تجربته؛ لأنه مات بالسرطان، قبل أن يموت ألف الكتاب هذا، يتكلم عن تجربته في شركة أبل، قال: أن سبب نجاحنا في شركة أبل أنه نحن سوينا ثلاثة أشياء، حرصنا عليها متكاملة داخلة في بعض، ما هي؟
أولا: صناعة الأجهزة.
ثانيا: صناعة البرمجيات التي هي الأبلكيشن، أنت تنزلها من أبل ستور، هذه الأبلكشنس، أننا نحن صنعنا الجهاز وصنعنا الأبلكشنس، وصنعنا المحتوى، فلما صنعنا الجهاز والأبلكيشن والمحتوى وعملنا بينها تجانس نجحنا.
الآن هذه تجربة أنت ممكن تأخذها لنفسك، ممكن تستفيد منها يوماً ما في حاجة من الحاجات.
العالم متجه إلى التقنية؛ فلذلك لازم أنتم تطوروا أنفسكم تقنياً، لازم يكون عندك في التقنية شيء من الاهتمام، أعطيك مثالاً: شركة مكفي تبع الفيروس الأند فيروس أند فيروس كنبنيبريديوس الذي ننزلها في أجهزتنا على شان تعمل درعاً واقياَ ضد الإلكترون فيروس المنتشرة وغيرها.
الآن المكفي حتى يسوّق قبل يومين نزلوا في الموقع تبعه فيروسات إلكترونية تضرب أجهزة المرضى، هناكناس مركبين أجهزة تبع دقات القلب، هناك ناس مركبين أجهزة حق السكر، هذه الأجهزة المركبة داخل الجسم وتضخ مادة كل مدة على شان تحافظ على توازن الجسم مثلاً نسبة السكر في الجسم، بعض مستويات السكر العالية يحتاج لها جهاز يضخ الأنسولين بنسبة معينة في الجسم باستمرار، هذه الفيروسياتتتسلط على الأجهزة الموجودة وممكن تعطيها أوامر بضخ جرعات أكبر قد تقتل بني آدم!.
هذه الفيروسات تتسلط على الأجهزة المزروعة وتجعلهيضرب دقات القلب، يضرب معدل الأشياء التي يضخها في الجسم، ممكن يموت الإنسان، ولما هذه الفكرةما رصدت عالمياً ولا فيروس اخترق أي جهاز طبي في جسم واحد، لكن قصد شركة مكفي في هذا الإعلان: التسويق، يريدون أنيعملوامارتنج للبرنامج تبعهم بطريقة تجعله يثير الشفقة عندك والهلع، فأنت عندما تسمع الخبر، يتحكموا في الأجهزة التي في الجو، لازم أعمل شيئاً، اشتروا مكفي فتقع أنت ضحية الخبر الذي نشروه.
فأنا أوصيكم يا شباب بالاهتمام بالعلم الشرعي، والتقنية، هذه التقنية، تطورونأنفسكم فيها؛ لأن التقنية هي التي تحمل ديننا إلى العالم، وهي التي ستجعلنا نعرّف بالشخصيات الإسلامية للعالم.
وهذه التقنية وبالذات التقنية الإعلامية، أنا أحث الشباب أنهم يطوروا أنفسهم في التقنيات التي فيها عرض، مثلاً إنتاج المواد في اليوتيوب ، الذي يسمونها الإعلام البديل، الإعلام البديل ضروري؛ لأنه هذا سوق واعد، هذا سوق واعد، فإذا اهتموا بالبرمجيات، اهتموا بالتصاميم الإلكترونية، واهتموا بقضية صناعة المحتوى، كيف تدخل في هذه التطبيقات، كيف تعمل تطبيقات وتدخل فيها محتوى، وتحطها مثلاً على الإبل استور، تنفع نفسك، تنفع دينك، تنفع مجتمعك، تنفع أهلك، هذا سيكون إن شاء الله شيئاً كبيراً.
حث الشريعة الشباب على الزواج والعفاف
س: كيف نتخلص من حب الشهوات خاصة العادة السرية؟
الشيخ: دعونا نتكلم قليلاً عن هذا السؤال، ونأخذ السؤال مأخذاً جدياً؛ لأنه سؤال واقعي عند كثير من الشباب.
الله خلق فينا الغريزة، وهذه الغريزة حكمة ربانية كبيرة، أنت ما تنظر للشهوة على أنها شيء قذر، وعلى أن الشهوة هذه شيء يجب التخلص منها، لا، الشهوة ضرورية لتناسل الجنس البشري، لو أنه ما في شهوة، ما في زواج ، وما في إنجاب وما تكاثروا الناس، فربنا وضع هذه الشهوة فينا لغرض عظيم، وهو تناسل البشر.
ثانياً: هذه الشهوة -يا شباب-فيها أجر لمن صرفها بحق؛ لأن الصحابة لما قالوا: "يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له أجر، قال:نعم، أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر[رواه مسلم: 1006].فالإسلام لا ينظر إلى الشهوة على أنها دنس كلها، وكلها إثم، وكلها معصية، وكلها حاجة سيئة وقذرة، لا، هو يقول لك: إذا وضعت شهوتك في حلال بالزواج تأخذ أجراً، أنت تعف نفسك وتعف زوجتك، وابتغوا ما كتب الله لكم الولد، فهو شيء طيب.
ولذلك يا شباب نصيحة لله، أي واحد فيكم يجد طريقاً للزواج يتزوج، ولو قال له أبوه: يا ولدي أزوجك لا تتردد، والله يا ولدي لا تتردد؛ لأنه سيطلع لك من وراءها خير عظيم جداً، وبعد ذلك من قبل أنت مفكر أنه جدك مثلاً أو جد جدك كان يتزوج بإمكاناته الذاتية، ما كان أبوه يساعده، ما كانوا مع بعض.
مثلا: عائلة تشتغل في مزرعة، فالمزرعة ستأخذ بعضهم بعضاً، المزرعة فيها شجر مثمر، وفيها ضرع وزرع،يأخذ بعضهم بعضاً، المزرعة ستأخذ الأب والجد والحفيد، وكلهم يتزوجون بسن مبكرة وما في مشكلة، يعني: أكيد أن جدك ساعده والد جدك، وأكيد أن جدك ساعده جد جدك، لا ننظر أنها عيب وبعدين أنا متى أكون نفسي على شان أتزوج إذا كان أريد أتخرج من الثانوية، وبعدين أدخل جامعة، وبعد ما أتخرج أحصل لي وظيفة، وبعد ما أحصل لي وظيفة أحصل لي راتباً، والرواتب إذا كانت متدنية كيف أتزوج؟ أصلاًبالكاد تكفيني مصروفي اليومي، حتى يزيد راتبي أذهب أتطور في أعمالي من شركة لشركة وأنتقل من وظيفة لوظيفة، على شان يصير عندي وفرة في الراتب حتى أجمع المهر لكي أتزوج.
ولذلك لا بدأن يعاد النظر بحيث يتزوج الشباب مبكراً، ولا يوجد حل إلا هذا، ولازم هذا الشيء يحصل، فإذا كان الواحد أبوه عنده قدرة يزوجه لا يأتي يقول: والله فقطهذه مسؤوليات وأنا مدري أيش، وكيف الآن أغير حق الغاز، وأشيل وأطلع، يا حبيبي اتزوج لو عندك فرصة لا تتردد، تزوج، والله العظيم، والله الذي لا إله إلا هو أنك ما ستجلب على نفسك من الخير اجتماعياً مثل ما أنك تتزوج يا أيها الشاب، ما ستجلب على نفسك خيراً مثل ما أنك تتزوج، وفي جدة الآن الحمد لله بدأت مشاريع الزواج الجماعي، أنا ألقيت محاضرة قبل أسبوعين في مشروع الزواج الجماعي في جدة كان حاضر في المجموع تقريباً ألف ومائتين شاب، وألف ومائتين شابة طبعاً في قاعة النساء، وكان لهم دورات كيف تنجح في الزواج؟ كيف يكون زواجك ناجحاً؟ والأشياء التي لا بد أن تراعيها في الأول؟ وماهي الأحكام التي لازم تعرفها؟ وكيف تتعامل مع زوجتك؟وكيف تتعاملين مع زوجك؟ إلى آخره، كيف تدخلات أهل الزوج وأهل الزوجة؟ وكيف تتعامل معها؟ وإذا صارت مشكلة بينك وبينها؟ يا شباب الزواج الطبيعي في الأمة الإسلامية في سنالسابعة عشر،الثمانية عشر، التاسعة عشر،العشرين، هذا طبيعي جداً جداً جداً، وما تحتاج لك فترة مراهقة، ولا تحتاج لك فترة علاقات محرمة، والله العظيم، لماذا الواحد ينقل لنفسه أمراضاً؟، أو أنه يسبب في تلويث سمعته أو سمعة عائلته؟ أو أنه يصير له فضيحة؟ أو لبنات الناس فضيحة بسببالعلاقات المحرمة؟ لماذا يأخذ خزي الدنيا وعذاب الآخرة؟ نحن نعرف الله -عز وجل- يسخط على الذي ينتهك حدوده، ومن انتهاك حدود الله أنه يقيم علاقات مع البنات، وأنه يطلع مع البنات،وأنه يرى صور البنات، ويعمل مكالمات مع البنات إلى آخره، هذه أشياء تغضب رب العالمين، وهذه أشياء تأتيبالإثم للإنسان.
ولذلك يا شباب أناشدكم من هذا المكان وأنا أمامكم، الذي يحصل فرصة أنه يتزوج، مثلاً أبوه يعرض عليه، أو أمه تعرض عليه، ويستطيع لا يتردد أبداً، لا يتردد. وبعد ذلك يأتي يقول:نحن الآن كيف نواجه الشهوة؟
أولاً: الصوم، سيقول الشباب: نحن درسنا الصوم، لكن بصراحة نحن نريد نأكل، ونريد نتمتع في الأكل، والصيام شاق علينا، والدنيا حَرّ، ولكن أنت تستطيع أن تصوم، يا شباب الصيام ليس صعباً، وبعد ذلك تعوّد يتعود الواحد على الصيام لصحته لجسمه لشبابه أحسن بكثير، بكثير، وهذه ليست فقط فائدة لأجل الشهوة، لا، صحياً للشباب إذا استطاعوا أن يصوموا سيكون فائدة كبيرة جداً لصحتهم وأجسادهم.
ثانياً: النظر، يعني: مشكلة الشهوة يا شباب من العين، لذلك الله قال:قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ[سورة النور: 30].هذه العين إذا تعلمنا كيف نغضها عن الحرام حتى نحل عندنا مشكلات كثيرة؛ لأن الشهوة لن تثور إثارة إذا ما نظرتَ وما سمعت، فإذا ما جاء صوت حرّك الشهوة بالسمع، أو منظر حرّك الشهوة بالعين ستنتهي المشكلة، ولذلك عندما تفكر أنك ما تنظر إلا إلى ما يرضي الله، وما تسمع إلا ما يرضي الله.
ثالثاً: تشغل نفسك بالطاعات والأشياء الاجتماعية المفيدة.
مثلا أنت تساعد أهلك في أشياء يكون عندك نشاطات اجتماعية مع شباب، فرق عمل تعمل أشياء فيها مفيدة للحي، مفيدة للجيران، مفيدة للطلاب، مفيدة للمرضى، هناك أشياء كثيرة اجتماعية ممكن يشارك فيها، وتشغلنا بطاعة الله عن معصيته، فإذن، هذا جواب مختصر في موضوع كيف نتعامل مع الشهوة؟ ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يجبه ويرضى.شياء،
-
محدث المستقبل
بارك الله فيك ياشيخ وازيد على قولك ان الشباب هم الثروة الحقيقية لامم ولن تنهض الامم الا باشباب اول بصيغة الشعر ان ثروة الامم هم الشباب فياالله يارحيم يارب الارباب اجعل شبابنا متعاونين واحباب امين
-
امجد علي
جزاك الله خيرا شيخنا محمد .... واعتذر لاخي محدث المستقبل على التصويت لعدم الاعجاب على تعليقه فقد وقع عن طريق الخطأ