01- مقدمة عن منهج السلفطريق النبي -صلى الله عليه وسلم- هو طريق الحق، ونحن في عصرٍ عجيب قد تجارت الأهواء مخالفين للكتاب إلا من أراد الله له من أفراد هذه الأمة وجماعاتها، وصارت ألوية البدعة معقودة، وصارت طرق أهل الأهواء تُبث وتُنشر، وفي الصحف السائرة وفي المقالات هناك عدوان عظيم اليوم على منهاج السلف الصالح، هناك من تنكر له من المسلمين، هناك من صار يغير عليه من سهام الهوى، والجهل ومجاملة أعداء الإسلام، حتى صار كثير من الناس في غربة، لا يعرف أين الحق، وصارت الدعوات التعايش مع كل الفرق وكل الاتجاهات والرضا بكل الموجود. .... المزيد |
02- خصائص منهج السلفأصح الناس عملاً، وهم أعلم الناس بلسان العرب ومدلولاته، وهذا اللسان الذي نزل به القرآن وجاء به الوحي في السنة. وكذلك فإن هؤلاء السلف رحمهم الله هم أذكى أيضاً أجيال هذه الأمة، وأعقلها، وأسدها رأياً، لكمال فهمهم في الجملة، بالنسبة لغيرهم من الأجيال في الجملة، وأنهم أحسن الناس دعوة إلى الله. وهم أولى بالاتباع لأن طريقتهم أسلم، وأعلم، وأحكم. هذا المنهج له قواعد وأصول وخصائص لابد من معرفتها، والسير على نهجها حتى لا ينزلق منزلق بعيداً عن منهجهم فيقع في الإفراط أو التفريط. .... المزيد |
03- شبهات حول منهج السلف والرد عليهالن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، ويقولون: إن الرجوع لمنهج السلف تخلُّف ورجعية! فنقول: إن العبرة بالرجوع إلى الحق والرجوع إليه أينما كان، وفي أي زمان ومكان كان، ورجوع المرء إلى سلفه السابقين لا يعتبر ذماً إذا كانوا على الحق، ولو كانوا على الباطل لقلنا: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف: 23]، هنا لا يجوز الاقتداء بالآباء والأجداد إذا كانوا على باطل وعلى ضلالة، لكن إذا كان الأجداد هم أبو بكر وعمر وابن مسعود وابن عباس أبو موسى وأبو سعيد وعطاء وعكرمة ومالك والشافعي فإن الرجوع إليهم يُعد عزاً ورفعة. .... المزيد |
04- موقف المخالفين لمنهج السلف والرد عليهم 1هذا المنهاج الذي لا تصلح الأمة إلا به، وأولها قد صلح عليه وهكذا آخرها، والله -سبحانه وتعالى- قد تكفّل بحفظ دينه، ومن حِفْظ دينه بيان القرآن والسُّنة، وبهذا البيان يكون القرآن واضحاً والسنة وأعداء هذا المنهاج يتهمونه بأنه منهج تخلّف ورجعية، وأنه منهج إقصائي، وأنه منهج تكفيري، وأنه منهج يرفض التقدم، وأنه منهج يغرق في الجزئيات ويترك الكليات، والمصدر الأساس للتلقي في منهج السلف هو كتاب الله -تعالى- الثابت ثبوتاً قطعياً والمنقول بالتواتر، وأعداء هذا الدين لا يريدون القرآن إلا للبركة وفي العبادات ولا يريدونه لذلك هم لا يريدون أن يحكم القرآن فضلاً عن السنة. .... المزيد |
05- موقف المخالفين لمنهج السلف والرد عليهم 2المخالفون لمنهج السلف كثير، ومنهم: القرآنيون الذين لا يحتجون بالسنة مطلقاً، وزعموا أنهم قرآنيين فقط، ولو كانوا قرآنيين حقاً لأخذوا بقول الله -تعالى-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]، {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59]، ومنهم من يأخذ بعض السُّنة ويرد بعضاً، وهؤلاء أصناف، فمنهم من يقبل المتواتر من السُنّة ويرد الآحاد، وهذا يترتب عليه رد أكثر السنة، ومنهم من يقول خبر الواحد حُجّة بنفسه، ومنهم من يقول: خبر الواحد حُجّة في الأحكام، أما في العقائد فلا يُحتج به، وذكرنا في الرد على هؤلاء أن عدداً من مسائل العقيدة قد جاءت في أحاديث آحاد. .... المزيد |
06- مصادر التلقي عند المخالفين لمنهج السلفشرعنا في الحديث عن مصادر التلقي للمخالفين لمنهج السلف، وأن من مصادرهم الرؤى والمنامات، وهي من أكثر المصادر اعتمادًا عند الصوفية، وذكرنا بأن رؤية النبي عليه الصلاة والسلام في المنام ممكنة، وأن من رآه في النوم على صورته المعروفة فقد رآه، فإن الشيطان لا يتمثل في صورته صلى الله عليه وسلم، ولكن العلماء قرروا بأن هذه المنامات لا يمكن أن يؤخذ منها أحكام شرعية لأن الشريعة الإسلامية قد تمت وكملت قبل وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، وبناء على ذلك فلا مجال للزيادة بأي طريق، سواء كان من المنامات أو من غيرها .... المزيد |
08- حقائق النصوص والتحريفنتكلم عن حقائق النصوص الأخذ بحقائق النصوص وظواهرها، فكما أنه من الواجب علينا التسليم لألفاظ نصوص الوحيين فكذلك يجب علينا التسليم لمعناها المراد مراد الله من كتابه ومراد النبي -صلى الله عليه وسلم- من سنته، ومن القواعد التي قررها أهل العلم في فهم النصوص فهمًا صحيحًا: أن الأصل في نصوص الكتاب والسنة إجراؤهما على ظاهرهما دون تعارض لهما بتحريف أو تعطيل، واعتقاد أن ظاهره يطابق مراد المتكلم منها ماذا أراد الله في هذه الآية ماذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الحديث ظاهره. .... المزيد |
09- الأسماء الشرعية والمصطلحاتمن أصول وقواعد منهج السلف: الالتزام بالأسماء والمصطلحات الشرعية، وهذه هي الحلقة الثالثة في هذه السلسلة والألفاظ هي قوالب للمعاني تحفظها وتدل عليها وتؤديها، فإذا فقدت الألفاظ مكانتها وأهميتها لم يكن سبيل إلا التفاهم والتواصل، يقول ابن القيم -رحمه الله-: إن الله -تعالى- وضع الألفاظ بين عباده تعريفًا ودلالة على ما في نفوسهم، فإذا أراد أحدهم من الآخر شيئًا عرفه بمراده، وبما في نفسه بلفظه ورتب على تلك الإيرادات والمقاصد أحكامها بواسطة الألفاظ، يعني مثلا كلمة طال لها معنى معين مدلول معين يترتب عليه أشياء معينة، وهكذا زوجتك قبلت ونحو ذلك، ومن العناية بالألفاظ مؤمن كافر مشرك مبتدع فاسق بر تقي من العناية بالألفاظ الاهتمام بالأسماء والمصطلحات الشرعية. .... المزيد |
10- الحق واحد لا يتعددلا زال الحديث مستمرًا في هذه السلسلة عن بعض أصول وقواعد المنهج السلفي ومن أهمية أصول منهج السلف: أن الحق واحد لا يتعدد، وهذه قضيتنا في هذه الحلقة الحق واحد لا يتعدد، هذه قاعدة من أهم القواعد، والتي يدور حولها كثير من اللغط والتلبيس في هذا العصر، وذلك لأن أهل الباطل لما عجزوا عن طمس الحق وإزالته عمدوا إلى إبطال القول بتفرد الحق بحيث لا يبقى له أي تميز عن غيره، ولتضييع الموضوع قالوا: الحق نسبي وليس هنالك حق واحد فقط، وكل مسألة ممكن أن يكون في كل قول من الأقوال فيها نسبة من الحق، فتعال حتى نعرف هل كلامهم هذا صحيح هل يمكن أن يكون صحيحًا شريعة رب العالمين وميزان رب العالمين والكتاب والسنة والوحي الذي نزل من رب العالمين. .... المزيد |
11- التعامل مع اختلاف العلماءتقدم معنا أن من أصول منهج السلف التسليم للنصوص الشرعية والانقياد لها ثم عرفنا ثانيًا قضية قاعدة الأخذ بظاهر النص من غير تحريف ولا تأويل ثم عرفنا ثالثًا: أن الحق عند الله واحد لا يتعدد ونريد أن نتحدث اليوم عن مسألة مرتبطة بهذه القضية الأخيرة، وهي الاعتدال في الموقف من خلاف العلماء، وأن الحق إذا كان عند الله واحد لا يتعدد فما هو القول إذًا في المسائل الخلافية ومعلوم أن علماء هذه الأمة يسعون لإصابة الحق فمنهم من يوفقه الله للصواب فيصيبه ومنهم من يخطئه، وقد يتفقون في الوصول إلى الحق كما هو الحال في غالب مسائل العقيدة. .... المزيد |