الجمعة 20 رمضان 1445 هـ :: 29 مارس 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

علاج حب الدنيا بنعيم الآخرة


عناصر المادة
الجنة دار الكرامة.
مقارنة بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة.
أهمية مفهوم المقارنة بين الدنيا ونعيم الجنة في معالجة القلب.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الإخوة والأخوات، وبعد:

الجنة دار الكرامة.

00:02:22

فإن الله قد أعد الجنة داراً لأهل كرامته، وجعلها جزاءً لأهل إحسانه وطاعته، يعطي بلا حساب وهو الكريم الوهاب سبحانه وتعالى، نفوسنا في هذه الدنيا الدنية اشتغلت بالماديات، ونسيت ما أعد الله من الجزاء إلا من رحم الله، ولذلك صار عملنا قليلاً للآخرة، وبذلنا ضعيفاً، ولو أن الناس تذكروا وتذاكروا ما أعد الله لهم لأخلصوا النية واجتهدوا بالطاعة وتضاعفت أعمالهم، وأخذوا من الدنيا كزاد الراكب، وصار جل عملهم للآخرة، كما قال الله: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَاسورة القصص77، وما جعل الله الجنة ولا قص علينا ما فيها إلا لتتحرك الأرواح إلى بلاد الأفراح، وإن في الجنة لعجباً، أنبأنا عن ذلك ربنا سبحانه ونبيه صلى الله عليه وسلم، فكل نعيم في هذه الدنيا ففي الجنة ما هو أكمل منه وأفضل، ولا تشابه بين النعيمين إلا بالأسماء فقط، أما الحقيقة فإن التفاوت بين هذه وهذا أعظم، فيها مما بين السماء والأرض، حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليس في الجنة شيء يشبه ما في الدنيا إلا الأسماء، وأما الذوات فمتباينة.

ونعيم الدنيا فيه جاذبية، زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِسورة آل عمران14، والله سبحانه وتعالى جعل ما في الدنيا من الزينة ابتلاء، إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًاسورة الكهف7.

نعيمك في الدنيا غرور وحسرة *** وعيشك في الدنيا محال وباطل

مقارنة بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة.

00:04:54

وهذه فانية وتلك باقية، كل ما في الدنيا من الأنهار والسرر والفرش والأكواب إذا قابلناه بما في الدنيا اضمحل ما في الدنيا، ففي الدنيا بناء وفي الجنة بناء، ولكن شتان ما بين البناءين، فلنستعرض بعض الأمثلة.

بناء الدنيا يقضي الإنسان سحابة عمره حتى ينجزها، يجمع المال ويشتري بالأقساط، ويظل حائراً ما بين المكتب الهندسي، والمقاول، والإشراف على المشروع، فإذا أنجزه ظل عرضة للفساد والترميم والإصلاح، ويعاني فيه ما فيه، صدأ من هنا، انسداد من هنا، تشقق من هنا، لكن بناء الجنة ما يحتاج إلى ترخيص يأخذ منك سنة الآن في المعاملات الرسمية

بناء الدنيا يقضي الإنسان سحابة عمره حتى ينجزها، يجمع المال ويشتري بالأقساط، ويظل حائراً ما بين المكتب الهندسي، والمقاول، والإشراف على المشروع، فإذا أنجزه ظل عرضة للفساد والترميم والإصلاح، ويعاني فيه ما فيه، صدأ من هنا، انسداد من هنا، تشقق من هنا، لكن بناء الجنة ما يحتاج إلى ترخيص يأخذ منك سنة الآن في المعاملات الرسمية

، (الجنة بناؤها لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك الأذفر)، يعني شديد الرائحة، (وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران)،[رواه الترمذي2525]حديث صحيح، بيوت أهل الجنة خيام ليست من القماش، لكنها من اللآلئ المجوفة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلاً، للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً).[رواه مسلم2838]رواه مسلم.

بنيان الدنيا هذا يهترئ يسقط، غش في المواصفات، يؤدي إلى انهيار ولو كان محكماً فطال الزمن تحول إلى أطلال، كم سيعيش؟ لكن قصور الجنة غرف من فوقها غرف، (بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه –لا صياح ولا صراخ- ولا نصب -لا تعب-)،[رواه البخاري1792 ومسلم2433]رواه البخاري ومسلم، ممكن تحصل على بنيان الجنة بعمل يسير لا يقارن أبداً بجهد الدنيا، لبناء بيت أو عمارة، فمثلاً بناء مسجد لله، (من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى الله له بيتاً في الجنة)[رواه ابن ماجه738]. القطى طائر معروف، والمفحص المكان الذي تبحث عنه لتضع فيه بيضها.

قراءة سورة الإخلاص عشر مرات، (من قرأ قل هو الله أحدحتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصراً في الجنة)، [رواه أحمد15183]رواه أحمد وهو حديث حسن، صلاة ثنتي عشرة ركعة في اليوم غير الفريضة، السنن الرواتب، (ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة)[رواه مسلم728]. رواه مسلم. يعرف الإنسان في الجنة منزله إذا دخلها ولأول مرة مباشرة يتجه إليه مع أنه ما رآه من قبل، كيف؟ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْسورة محمد5-6، قال ابن عباس رضي الله عنه: هم أعرف بمنازلهم من أهل الجمعة إذا انصرفوا إلى منازلهم.

وجاء في الحديث الصحيح (حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمنزله كان في الدنيا)[رواه البخاري2440]. رواه البخاري.

إذن هذه البيوت، وأما المزارع فأنت في الدنيا حتى تحصل على شجرة تثمر تحتاج إلى وقت في الزراعة حتى تنمو، لكن في الجنة تستطيع أن تزرع الآن شجراً مثمراً، إذا كانت أنهار الدنيا تجري في شقوق الأرض وأخاديدها، فإن أنهار الجنة تجري في غير أخاديد، تجري على سطحها، كما جاء عن أنس رضي الله عنه موقوفاً، أما الكوثر فعجب عجاب، قال تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَسورة الكوثر1قال عليه الصلاة والسلام: (هو نهر أعطانيه الله عز وجل في الجنة ترابه المسك، ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل، ترده طير أعناقها مثل أعناق الجزر) جمع جزور وهو البعير، ما أكبرها هذه الطير، أعناقها مثل أعناق الجزر، قال عمر: يا رسول الله إنها لناعمة، فقال عليه الصلاة والسلام: (آكلتها المؤمنون الذين يأكلون منها أكثر نعيماً).[رواه أحمد12893]رواه أحمد والحديث صحيح.

في الدنيا نساء وفي الآخرة نساء لكن شتان شتان، النساء من المؤمنات إذا دخلن الجنة تغيرت الواحدة تغيراً عظيماً، فلم تعد مثل حالها في الدنيا أبداً، والآن في الدنيا تنتظر المسكينة أحياناً مدة طويلة حتى يأتيها شخص مناسب، وقد لا يأتيها، وقد يأتيها شخص مطعون فيه، وقد يعاند أهلها، ويؤخرون زواجها، وقد يستولون على مهرها، وقد تبقى المسكينة بغير زواج طيلة عمرها، في الجنة تزوج مباشرة ولو ما تزوجت في الدنيا؛ لأنه لا يوجد في الجنة عزب، لا يوجد أعزب، لا ذكر ولا أنثى، إن كان لها رجل صالح دخل الجنة كانت معه، وإن لم يكن لها، امرأة فرعون، مريم، قيل: من زوجات نبينا صلى الله عليه وسلم، تزوج بالصالحين في الجنة، ممن تزوج أو لم يتزوج، وربها يغنيها إذا دخلت جنته، لكن هي في الدنيا كم تنتظر المسكينة، وقد لا تحصل على مطلوبها، وقد تبتلى بزوج سيء فاجر، تعاني معه أشد المعاناة، يعسفها يظلمها، في المقابل الرجل في الدنيا سيجمع المهر ويبحث عن زوجة وقد يجد وقد لا يجد، وقد يجد أيضاً زوجة يبتلى بها، أو فيها سيئات، وقد لا يتفقان فيكون الطلاق والفسخ، وكم يعاني حتى يتزوج، وصعوبات صعوبات، يجمع المهر وشروط النكاح، والتكاليف، والأثقال على ظهره، وديون حتى يتزوج، ثم قد لا يوفق في زواجه، وأيضاً هي إذا حاضت حاض معها، وإذا نفست نفس معها، لكن النساء في الجنة غير، حور عين، مرأة شابة حسناء جميلة بيضاء شديدة سواد العين في شدة البياض يحار فيها الطرف من رقة جلدها وصفاء لونها وسعة عينيها، كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌسورة الصافات49في الصفاء في النقاء في البياض، في النعومة، البيض إذا قشر كيف تكون نعومته وصفاؤه، المرأة في الجنة أعظم، أجمل، أنعم، قال تعالى:أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌسورة البقرة25يعني: من الأذى والحيض والغائط والبول والنخامة والمني...، قال الطبري: طهرن من كل أذىً وقذىً وريبة، وما أشبه ذلك من الأدناس والمكاره مما يكون في الدنيا، وكذلك حتى الأشياء المعنوية، فليس في نساء الجنة أخلاق ذميمة، أو عيوب ومثالب وكيد ودنس، ما فيها إلا الجمال، ما فيها دمامة، بل هن خيرات حسان، مطهرات اللسان، قاصرات الطرف، لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان، كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُسورة الرحمن58في صفاء الياقوت وبياض المرجان، كأمثال اللؤلؤ المكنون، هل نظرن إلى الدر في الأصداف كيف يكون صافياً نقياً، لامعاً، لم تمسه الأيدي، قال الله تعالى: وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًاسورة النبأ33، أبكاراً عرباً أتراباً متحببات لأزواجهن في سن واحدة، في الثالثة والثلاثين، حسان الأخلاق حسان الوجوه، خيرات الأخلاق حسان الوجوه،   قاصرات الطرف لا ينظرن إلى غير أزواجهن، مقصورات في الخيام، لا يحتجن إلى الخروج، خيمتها مليئة بالنعيم، تخرج لماذا، (ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما) يعني ما بين السماء والأرض، (ولملأته ريحاً). الطيب، (ولنصيفها) يعني الخمار على رأسها (خير من الدنيا وما فيها). [رواه البخاري2796]رواه البخاري.

ليت هؤلاء الذين يريدون بتزهيد المرأة في الحجاب، وليت بعض المتبعات لهم والمغرورات بقولهم يعني يسمعن شيئاً عن حجاب الحور العين، إذا كان أهل الدنيا يعجزون ويكسلون حتى في وطء النساء فيجهد ويتعب وأيضاً قد يصاب بأمراض ولا يستطيع، وقد يصاب بالعجز، النبي صلى الله عليه وسلم قال عن أهل الجنة: (إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع).[رواه أحمد18783]رواه أحمد بإسناد صحيح.

فيا خاطب الحسناء إن كنت راغباً *** فهذا زمان المهر فهو المقدم

وأقدم ولا تقنع بعيش منغص *** فما فاز باللذات من ليس يقدم

إذا كانت أوصاف الحور العين بهذه المثابة فإن المؤمنة التي تدخل الجنة تفوقهن أخلاقاً وجمالاً، كما ذكر ابن القيم رحمه الله أن نساء الدنيا أجمل؛ لأنهن دخلن الجنة جزاءً على طاعتهن، والحوراء خلقت ليجازى بها صاحب الطاعة، لكن الصابرة المطيعة المؤمنة تجازى هي إذا دخلت الجنة، وليست فقط جزاءً لغيرها، الأولى المرأة إذا دخلت الجنة من أهل الدنيا الصابرات المؤمنات تكون ملكة آمرة، قال العلماء: الذي يظهر أن نساء الدنيا -يعني إذا دخلن الجنة من المؤمنات- خير من الحور العين حتى في الصفات الظاهرة، والجنة ونعيمها ليست خاصة بالرجال دون النساء، كما قال تعالى: أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَسورة آل عمران133يعني: من الجنسين، وقال: وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًاسورة النساء124.

ولما يقول بعض الناس شوق الرجال للجنة بذكر الحور العين فماذا للنساء؟ ولماذا لم يذكر لهن من هذا؟ فنقول: إن من طبيعة المرأة الحياء، ولذلك فإن الله عز وجل لا يشوقهن بما يستحين من ذكره، ولكنهن يعلمن حقيقة أنه ليس في الجنة عزباء، وأنها إذا دخلت صار لها أضعاف أضعاف ما تتمنى، فهي تتمنى وهي تلتذ أيضاً.

في الدنيا ملك وفي الجنة ملك، إلا أن ملك الإنسان في الدنيا للأموال والعقارات والمقتنيات ناقص؛ لأنه مسبوق بعدم، وحتى يحصل هذه يحتاج إلى مكافحات مجالدات، وثم منغص عليه قد يسرق منه، قد يغصب منه، قد ينهب، قد يفرض عليه فيه جزاءات وشروط وشراكات محددات وغرامات، ثم محكوم عليه بالزوال، ومحاسب عليه في الآخرة، خلاص تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءسورة آل عمران26، ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام كان يقول: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة)[رواه البخاري2961]أما ملك الجنة فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: (موضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها)[رواه البخاري3250]، وبالتالي فإن الحماس لهذه يجب أن يكون أضعاف أضعاف الحماس للعمل في الدنيا، العمل الدنيوي، في الدنيا طعام وفي الجنة طعام، لكن طعام الدنيا مسبوق بالتعب في تحصيله، والتعب في مضغه وأكله، والتعب حتى في إخراجه، والذي عنده إسهال أو انقباض أو عنده قولون عصبي، أو عنده ضعف بصر، آفات تلحق بالإنسان، حتى يعني لو أخرج إخراجاً سليمة فهذه نجاسة منتنة، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: (إن مطعم ابن آدم جعل مثلاً للدنيا وإن قزحه وملحه) يعني: وضع فيه توابل وبهارات وملح، (فانظروا إلى ما يصير)[رواه أحمد20733]، يعني أيش الفضلات في الأخير هذه تتحول إلى أيش. رواه أحمد وهو حديث صحيح.

وبعضهم أصلاً يكسب مال حرام ويأتي بطعام حرام ويغذي ذريته من حرام، مع الأسف، طعام الجنة في المقابل، لا يحتاج إلى عناء في تحصيله، قُطُوفُهَا دَانِيَةٌسورة الحاقة23، قال: وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًاسورة الإنسان14، قريبة إليهم، أغصانها تدنو، يتعاطونها بكل راحة، وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍسورة الرحمن54، قريب في متناول اليد، قال مجاهد: إن قام ارتفعت بقدره وإن قعد تدلت له حتى ينالها، وإن اضطجع تدلت له حتى ينالها، هذا معنى قول الله تعالى: وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًاسورة الإنسان14، وقال تعالى: وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاسورة الإنسان15، الخدم يطوفون، الخدم أصلاً الخدم، قال الله تعالى: إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًاسورة الإنسان19، الخدم، إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا، الحلي التي على الخدم لا توصف، الآن الخادمة متمردة شغل ناقص، ما تهتم بالطهارة والنجاسة، ومؤامرات، وإيذاء لأهل البيت، وتهرب وقد أنفق على جلبها كذا وكذا، وأحياناً تعاند، كم، كم، أحياناً تتلف الأواني، تكسر، لكن خدم أهل الجنة مطيعون، جمال عجيب، إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا، يدخلون عليهم، يطوفون عليهم رائحين جايين، رائحين جايين بأواني الطعام، طعام الدنيا ينقطع، ويأتي في الصيف ما لا يأتي في الشتاء، ويأتي في الشتاء ما لا يأتي في الصيف، طعام الجنة دائم لا ينقطع، مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُسورة الرعد35، طعام عجيب طيب لذيذ حلال، الطير يخر بين يدي من يشتهيه مشوياً، قال الله تعالى: وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَسورة الواقعة20-21، كما مر معنا كأعناق الجزر، الآن حتى يصيد الواحد كم سيعاني، وحتى يطبخ ما صاده، وفي أطعمة تتعفن، وأطعمة تعفن المعدة، لكن الجنة لذيذة، أطعمة لذيذة، ما على من أكلها من داء ولا آفة، ولا ضرر، وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَسورة المرسلات42، وقال تعالى: وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَسورة الواقعة20، العين تلتذ بالمنظر قبل لذة المطعم، شراب أهل الجنة لذيذ الطعم، مختلف اللون والنوع، مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُالماء غير آسن واللبن ليس بحامض ما فيه حموضة وفساد، وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَيعني: لا صداع في الرأس، لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَسورة الصافات47لا يُنزِفون ولا يُنزَفون، لا تذهب العقول ولا مغص في المعدة ولا صداع في الرأس، وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى، شف عسل الدنيا مغشوش وفيه شوائب، وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْسورة محمد15، وقال: إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًاسورة الإنسان5.

أواني أهل الدنيا تصدى وتتلف وتنكسر وتسرق وتنقص، سبحان الله، قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًاسورة الإنسان16في الجنة يعني الكوب هذا حسب ما تريد بالمقاس الذي تريد، أهل الجنة يطاف عليهم بصحاف وأكواب من ذهب كما قال عليه الصلاة والسلام،(لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافهما فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة).[رواه البخاري5426 ومسلم2067]رواه البخاري ومسلم.

 عوضهم وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا *قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًاسورة الإنسان15-16، عمرك شفت في الدنيا كوب زجاجي من فضة، زجاج من فضة هذا ما يوجد في الدنيا، في الجنة قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ، قوارير يعني زجاج، ولكنها من فضة، يعني شفافة كالزجاج ولكن من الفضة الخالصة.

وفي الدنيا خمر وفي الآخرة خمر، ولكن شتان بين هذه وهذه، وقال تعالى: يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ*بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَسورة الصافات45- 46، وقال: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ* بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ *لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَسورة الواقعة17-19، الله سبحانه وتعالى أكرم المؤمنين بخمر الجنة لما تنزهوا عن خمر الدنيا، ولكن خمر الآخرة ما فيه آفات خمر الدنيا، هذا يصيبهم بالأمراض كما قال ابن عباس: في الخمر أربع خصال: السكر والصداع والقيء والبول، فذكر الله خمر الجنة فنزهها عن هذه الخصال، خمر الآخرة منزه عن خمر الدنيا من جميع الوجوه، من حيث اللون جارية، بيضاء، لونها مشرق حسن بهي، وطعمها لذة للشاربين، رائحتها زكية، ليست كرائحة خمر الدنيا، لو يشم فم السكران مقرف منتن، وخمر الدنيا فيها الوجع، وخمر الآخرة لَا فِيهَا غَوْلٌسورة الصافات47، ما في وجع ولا صداع ولا تذهب العقل، ولا تسبب فحشاً في القول، ولذلك قال الله: يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌسورة الطور23، لكن كأس الدنيا فيها اللغو وفيها التأثيم، خمر الدنيا نجسة، أما خمر الآخرة قال: وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًاسورة الإنسان21، لا تنقطع خمر الجنة، يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍسورة الصافات45، يعني أنهار جارية، خمر الدنيا شوف الأمراض والمصائب التي تحدث، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن.

الدنيا فيها نوم ويحتاجه أهلها ولو ما نام الإنسان أرق، لكان مريضاً، لكن في الجنة لماذا ينام، أصلاً لو نام انقطع عن اللذة، وهذا لا يناسب حاله، ولذلك أهل الجنة ما ينامون، ولذلك ما عندهم كوابيس، أهل الدنيا ينامون وعندهم كوابيس في النوم.

الدنيا فيها نوم ويحتاجه أهلها ولو ما نام الإنسان أرق، لكان مريضاً، لكن في الجنة لماذا ينام، أصلاً لو نام انقطع عن اللذة، وهذا لا يناسب حاله، ولذلك أهل الجنة ما ينامون، ولذلك ما عندهم كوابيس، أهل الدنيا ينامون وعندهم كوابيس في النوم.

سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم:(أينام أهل الجنة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون)[رواه الطبراني في الأوسط919]، بما أنهم لا يموتون، كذلك لا ينامون، لا الموتة الصغرى ولا الموتة الكبرى، في الدنيا الواحد إذا أكل وشرب يحتاج إلى ماذا؟ النتيجة البول والغائط، قضاء الحاجة، أسعفوني بالحمام، لكن في الجنة ما في عرق ولا بول ولا قيء ولا غائط ولا بصاق ولا مخاط ولا أوساخ ولا نتن أظفار ولا ولا، ما في أشياء إخراجية منتنة.

قال عليه الصلاة والسلام: (إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون ولا يبولون لا يتغوطون ولا يمتخطون)، قالوا: فما بال الطعام؟ قال: (جشاء، ورشح كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس)[رواه مسلم2835]، فيستمر الأكل مع عدم الحاجة إلى قضاء الحاجة، ولذلك رشحهم المسك، يعني إذا امتلأ البطن يتجشأ ويرشح منه رشح كرشح المسك، فيضمر البطن فيأكل مرة ثانية وهكذا في تواصل، أما أكل الدنيا السكر والكلسترول وأنواع الآفات، وبكتيريا، جرثومة إيكولاي، لا الخضروات والفواكة ناجية ولا، أنفلونزا الخنزير، أنفلونزا الطيور، الدجاج، جنون البقر، مليئة بالآفات، الدنيا مليئة بالأمراض والأسقام والأدواء، نصب وصب هم حزن أذى غم نفسي وبدني، لكن الجنةسَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْسورة الرعد24، سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْسورة الزمر73، سلام يعني سالمون من الأمراض والآفات، كما قال عليه الصلاة والسلام: (ينادي منادٍ إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أنت تنعموا فلا تبأسوا أبداً، فذلك قوله عز وجل:وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَسورة الأعراف43)[رواه مسلم3837]. رواه مسلم.

أين مناخ الدنيا وأجواء الجنة، شف الآن نحن نعاني حر ورطوبة شديدة، غبار، انعدام الرؤية، وأيضاً برد زمهرير، أعاصير، مكدرات لا ترسوا على حال، تغيرات تقلبات جوية مناخية، تصحر، جفاف، مرة يدخلون في فصول زوابع، حرارة شديدة، (إذا اشتد الحر فابردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم)[رواه البخاري534 ومسلم615]، لكن أجواء الجنة كيف هي؟ مناخ طيب لذيذ، معتدل، لا حر ولا برد مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًاسورة الإنسان13، لا حر مزعج ولا برد مؤلم، ووقى الله أهل الجنة منهما، الظل قد يوجد لكن حار، لكن ظلال الجنة، ظل ظليل، ظل ممدود، لكن النار ظل من يحموم، الجنة فيها ظل وما فيها شمس، والظل لا يزول بل هو باق قال تعالى: أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَاسورة الرعد35، يعني: وظلها دائم أيضاً، ليس في الجنة ليل باتفاق العلماء، كله نهار، مع أنه لا يوجد فيها شمس، ولا ينامون، ما يحتاجون ليل للنوم.

وهم يتلذذون بكل طيب *** وأبدان لهم كسيت حريراً

فلا يلقون في الجنات شمساً *** ولا يلقون فيها زمهريراً

لقد قال المهيمن إن هذا *** لمن قد كان في الدنيا شكوراً

طهوراً عابداً ثقة كريماً *** سليم القلب متقياً صبوراً

تقياً مسلماً سلماً سليماً *** رضياً عالماً علماً خبيراً

المتاع، في الدنيا متاع وفي الآخرة متاع، لكن متاع الجنة، وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَسورة الزخرف71، فيها فرح القلب، وقرة العين، وسرور النفس، وكل ما تشتهي، مطاعم، مشارب، ملابس، مناكح، قصور، مساكن، أنهار، لذة عيون، مناظر جميلة حسنة بهيجة مونقة، مزخرفة، لكن متاع الدنيا، قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى}سورة النساء77، نعيم الجنة كامل من كل الوجوه، نعيم الدنيا ناقص، مسبوق بعدم وملحوق بفناء، نعيم الجنة ينال بلا تعب ولا مشقة في الجنة، نحن نتعب، يتعب الآن ليرتاح فيما بعد، نعيم الدنيا ينال بتعب ومشقة شديدة، يناله أحياناً بعد جهد جهيد، وربما يقاتل عليه.

سعادة الجنة دائمة لا تنقطع عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍسورة هود108يعني: غير مقطوع، وسعادة الدنيا مؤقتة زائلة فانية، اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ، يعني لو قال، والله هذه الألعاب الالكترونية خطيرة، وهذه أفلام ساحرة، وهذه سياحة شيء، وأسفار، لكن وبعد ذلك، وبعد ذلك، ألعب حتى تتعب، يعني اللعب متعب يعني، وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ، لكن أيش نهايته؟ قال: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًاسورة الحديد20، وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌسورة الرعد26سريع الزوال، سريع الانقضاء، كأحلام النائم، عاشق الدنيا يعني هذا مسكين؛ لأنه يعشق فانياً ذاهباً زائلاً، لكن عاشق الجنة، خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًاسورة الكهف108،فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍسورة الحاقة21، سعادة مستمرة، وسعادة الآخرة تكريم وتشريف، وسعادة عظيمة، سعادة الدنيا ابتلاء وامتحان واختبار، سعادة الآخرة ليس فيها منغصات ولا مكدرات، سعادة الدنيا محفوفة بالمكدرات والمنغصات، لذات الآخرة كلها حلال، لذات الدنيا فيها حلال وفيها حرام، في الحلال حساب وفي الحرام عقاب، ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِسورة التكاثر8، سعادة الآخرة ليس فيها مخاطر، ولا مخاطرة بالنفس ولا المال ولا الجاه ولا السمعة ولا الأهل، لذات الدنيا محفوفة بالمخاطر من كل حدب وصوب، سعادة الآخرة لا تلحق بموت، وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَاسورة هود108خلاص، لكن سعداء الدنيا يموتون كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍسورة الرحمن26.

ولذلك فإن اللذة الحقيقة، الحياة الحقيقة الدائمة، الحياة الآخرة لَهِيَ الْحَيَوَانُسورة العنكبوت64، أيش يعني الحيوان؟ الدائم، الدائمة.

وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها *** ولم يك فيها منزل لك يعلم

فحي على جنات عدن فإنها *** منازلك الأولى وفيها المخيم

ثم في الجنة شيء هذا ما يعني يفوق كل ما تقدم، لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌسورة يونس26الزيادة: النظر إلى وجه الله، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ *إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌسورة القيامة22-23 }، فوق ما يتمنى أهل الجنة، (إذا دخل أهل الجنة الجنة) قال: (يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار، قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل)، ثم تلا النبي عليه الصلاة والسلام هذه الآية: لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌسورة يونس26.)[رواه مسلم181].

وحي على يوم المزيد الذي به *** زيارة رب العرش فاليوم موسم

يقول سلوني ما اشتهيتم فكل ما *** تريدون عندي إنني أنا أرحم

فقالوا جميعاً نحن نسألك الرضا *** فأنت الذي تولي الجميل وترحم

فيعطيهم هذا ويشهد جمعهم *** عليه تعالى الله فالله أكرم

أهمية مفهوم المقارنة بين الدنيا ونعيم الجنة في معالجة القلب.

00:39:42

هذا مفهوم المقارنة أيها الإخوة مهم جداً حتى نرتبط بالآخرة، ولو الواحد منا انغمس في نعيم من نعيم الدنيا كيف يعالج قلبه؟ بذكر نعيم الجنة، اذكر نعيم الجنة يا أخي هذه كلها تذهب، والنبي عليه الصلاة والسلام لما كان عنده حصير أثر في جنبه عمر يعني كان يريد له شيئاً من ملك الدنيا، فالنبي عليه الصلاة والسلام رفض، رفض، قال: (يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟)[رواه مسلم1479]، هذه التربية النبوية، مقاومة الافتتان بالدنيا بماذا؟ بذكر نعيم الجنة.

فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍسورة القصص79، ماذا قال أهل العلم: وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌسورة القصص80.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنان، وأن يرزقنا فيها الفردوس الأعلى، نسأله عز وجل أن يحيينا مؤمنين ويتوفانا مسلمين ويلحقنا بالصالحين، ونسأله أن يجعلنا من ركاب أفراس اليواقيت، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إنْ الله أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت)[رواه الترمذي2543]رواه الترمذي وهو حديث حسن.

أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1 - رواه الترمذي2525
2 - رواه مسلم2838
3 - رواه البخاري1792 ومسلم2433
4 - رواه ابن ماجه738
5 - رواه أحمد15183
6 - رواه مسلم728
7 - رواه البخاري2440
8 - رواه أحمد12893
9 - رواه البخاري2796
10 - رواه أحمد18783
11 - رواه البخاري2961
12 - رواه البخاري3250
13 - رواه أحمد20733
14 - رواه البخاري5426 ومسلم2067
15 - رواه الطبراني في الأوسط919
16 - رواه مسلم2835
17 - رواه مسلم3837
18 - رواه البخاري534 ومسلم615
19 - رواه مسلم181
20 - رواه مسلم1479
21 - رواه الترمذي2543