الخميس 19 رمضان 1445 هـ :: 28 مارس 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

عقائد الأمة الملعونة


عناصر المادة
الخطبة الأولى
عداوتنا لليهود عدوة دينية
عقيدة اليهود في الله 
نظرة اليهود لغيرهم من الأنبياء الأمم
صفات اليهود في القرآن الكريم
نداء للأمة
الخطبة الثانية
الجهاد هو الحل

الخطبة الأولى

00:00:05
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدً عبده ورسوله.
أما بعد:
فلا زالت قلوب المسلمين مع إخوانهم في أرض فلسطين، ولا زالت ألسنت المسلمين تلعن اليهود، وتدعو عليهم بما اجترأوا على بيوت الله، وعلى أرواح خلق الله، ولا زال المسلمون يتفاعلون مع القضايا والأحداث التي تتوالى على تلك الأرض الإسلامية المحتلة. 

عداوتنا لليهود عدوة دينية

00:01:06
أيها المسلمون: يا أخوة العقيدة: و يا حماة الإسلام: و يا أنصار الدين: إن قضيتنا مع هؤلاء اليهود ليست قضية سياسية، وليست قضية نابعة من غصب أرض، أو اعتداء فقط، بل إن القضية لها جذور عميقة أكبر من ذلك بكثير، وهي العداوة بيننا وبينهم، هذه العداوة ليس منشأها فقط اعتداءات إذا حصلت سرنا، وإذا هدأت هدأنا. 

بل إن القضية -أيها الإخوة- قضية عقدية صرفة، ومسألة دينية بحتة، إن المسألة تتلخص في أن اليهود أعداء الله، وأننا نحن المسلمين نعادي أعداء الله، ولذلك فإننا  نعاديهم.

إن القضية -أيها الإخوة- قضية عقدية صرفة، ومسألة دينية بحتة، إن المسألة تتلخص في أن اليهود أعداء الله، وأننا نحن المسلمين نعادي أعداء الله، ولذلك فإننا  نعاديهم.

وبناء على ذلك، فلو أن القضية هدأت، والأحداث قد سكنت، ولنفترض أن القوم قد اعتذروا، أو قدموا تعويضات مع أن ذلك بعيدًا عنهم، لنفترض أن ذلك قد حدث، فهل انتهت المسألة بالنسبة لنا أم لا؟ هذا هو السؤال الكبير.

عباد الله: قضيتنا معهم قضية حرب عقيدة، وإن المسألة مسألة تاريخية، والقضية متصلة بالله ، ومعادتنا لهم، والبغضاء في نفوسنا؛ لأجل أنهم أعداء الله أولًا، وهكذا يجب أن تستمر القضية، وإن الذين ينظرون إلى المسألة أنها أحداث، وأنها قد تسكن، وأن العرب واليهود قد يرجعون إلى طاولة المفاوضات، وأن تلك القرارات يمكن أن تهدأ القضية، فهم مخطئون جدًا بالنظر إلى أصل المسألة، وسبب العداوة بيننا وبينهم.
إن هؤلاء النفر، إن هؤلاء اليهود، إن هؤلاء الشذاذ، إذا نظرنا إلى دينهم، وعقيدتهم عرفنا منشأ العداوة بيننا وبينهم، إنهم يتبنون التلمود، والتوراة المحرفة، هذا التلمود الذي هو مجموعة التعاليم والشرائع التي قالها وسنها رؤساء الدين اليهودي عبر التاريخ من كبار الحاخامات، وعلى رأسهم يهوذا الرئيس يقدس اليهود التلمود بل يعتبرونه أهم من التوراة، وقد جاء في أقوال كرافت اليهودي: "اعلم أن أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء".
وقال روسكي وهو أحد حاخاماتهم: "إن أقوال الحاخامات أهم من شريعة موسى"، وقال الرابي مناحم: "إذا قال لك الحاخام إن يدك الشمال هي اليمنى لا يجوز لك أن تنبذ كلامه"، وجاء في التلمود: "من يجادل حاخامه أو معلمه فقد أخطأ، وكأنه يجادل العزة الإلهية".
ويقول التلمود صراحة: "إن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها، أو تغييرها ولو بأمر الله".

عقيدة اليهود في الله

00:05:24
هؤلاء قد جاء سبهم لله كما أخبرنا الله تعالى في كتابه عن نماذج: وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ [سورة المائدة:64]، وقالت اليهود: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [سورة آل عمران:181].
وهم يقولون في التلمود أشياء كثيرة، يقولون: "ليس الله معصوم عن الطيش، والغضب والكذب". تعال الله عما يقولون علوًا كبيرًا، ويقولون: "إن الله يقضي ثلاث ساعات من النهار يلعب مع ملك الأسماك"، نصوا عليه ما اتخذ الله السماوات والأرض لعبًا ولهوا: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا [سورة ص:27].
هؤلاء الذين يتهمون ربهم أنه يلعب ثلاث ساعات باليوم ماذا نتوقع منهم؟ ويقلون في التلمود: "اليهودي أحب إلى الله من الملائكة، فالذي يصفع اليهودي كمن يصفع العزة الإلهية". هؤلاء الذين يقولون في تلمودهم: "إن الله يستشير الحاخامات على الأرض حين توجد معضلة لا يستطيع حلها في السماء"، تعال الله عما يقول هؤلاء علوًا كبيرًا: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [سورة الإسراء:44].
يقول: للشيء كن فيكون، لا يصعب عليه شيء، ولا تخفى عليه ذرة في السماوات ولا في الأرض، وهو الله في السماوات والأرض، يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ [سورة آل عمران:40]، ويحكم ما يشاء ، فهل علمنا إذًا لماذا نحن نكرههم؟ ولماذا نحقد عليهم؟ لأن هذا موقفهم من ربنا الذي نحن نقدسه، والذي نحن نجله، ونعبده، ونطيعه، يجب علينا ونحن نقدس ربنا وهم يهينونه، ونحن نسبحه، ونحمده ونوحده، وهم يسبونه، ويشتمونه، فهذا هو أساس القضية بيننا وبينهم. 

نظرة اليهود لغيرهم من الأنبياء الأمم

00:07:57
ثم ما هي نظرتهم إلى غير اليهود؟ يقولون في التلمود: نطفة غير اليهودي كنطفة باقي الحيوانات، ويقولون: "يجب على كل يهودي أن يبذل جهده لمنع استملاك باقي الأمم في الأرض؛ لتبقى السلطة لليهودي وحدهم"، ويقولون: "النعيم مأوى أرواح اليهود، ولا يدخل الجنة إلا اليهود"، ويقولون: "لو لم يخلق الله اليهود؛ لانعدمت البركة في الأرض"، ويقولون: "الخارجون عن دين اليهود خنازير نجسة"، ويقولون: "أرواح اليهودي عزيزة عند الله"، وبالنسبة إلى باقي الأرواح، فالأرواح غير اليهودية أرواح شيطانية تشبه أرواح الحيوانات، ويقولون عن نساء غير اليهود: "اليهودي لا يخطأ إذا اعتدى على عرض غير اليهودية"؛ لأن كل عقد زواج عند غير اليهود باطل، فالمرأة غير اليهودية تعتبر بهيمة، والعقد لا يقوم بين البهائم، ويقولون: "لليهودي الحق في اغتصاب النساء غير اليهوديات"، ويقولون: "الزنا بغير اليهودي ذكورًا كانوا أو إناثًا لا عقاب عليهم فيه؛ لأنهم من نسل الحيوانات"، ويقولون: "ليس للمرأة اليهودية أن تشكو إذا زنا زوجها بأجنبية في بيت الزوجية"، ويقولون: "اللواط بالزوجة جائز".
ثم إذا انتقلوا حتى إلى النصارى يقولون عن عيسى : "إنه كان ابنًا غير شرعي، حملته خلال فترة الحيض، وكانت تتقمصه روح شريرة، وأنه مجنون، ومشعوذ، ومضلل، وأنه صلب، ودفن في جهنم"، ويقولون: "إن يسوع مات كبهيمة ودفن في كومة قذرة حيث تطرح الكلاب والحمير النافقة"، ويقول التلمود عن المسيح: "إنه أحمق، ومجذوم، وغشاش بني إسرائيل".
وهكذا، وهكذا، وهكذا يقولون، وتجد ذلك في تلمودهم، بل إن بعض النصارى قد غاروا مما كتبوا اليهود عن يسوعهم، فلذلك قاموا بتأليف الكتب، وبيان مخازيهم كما فعل الأب أي بي فرانتس في فضائح التلمود. 
هؤلاء الذين يقولون عن المسيح: "إنه الآن في جهنم في ماء عفن يغلي"، هؤلاء يقولون ويعتقدون: "بأن اليهودي إذا قتل شخص بغير طريقة بطريقة غير مباشرة فلا حرج عليه، وإن من حق الحاخامات الكبار أن يحاصروا جيرانهم بالجوع حتى الموت، وليس عليهم شيء".
وكذلك يقولون: "إن للحاخام الأكبر أن يمارس الجنس مع البنت في الثالثة من عمرها بل ومع الذكر كذلك".
وأما نبينا  ﷺ فإنه قد جاء في التلمود: "حيث أن المسيح كذاب، وحيث محمد أعترف به، والمعترف بالكذاب كذاب مثله، يجب أن نقاتل الكذاب الثاني كما قاتلنا الكذاب الأول"، وموفقهم من نبينا ﷺ في المؤامرات الكثيرة التي حاكوها ضد المسلمين في المدينة، ونقضهم للعهد، ودسهم للسم في الشاة المسمومة، وتحالفهم مع المنافقين، واتفاقاتهم مع كفار قريش في معركة الخندق الذي أعقبها فتح بني قريظة، وغير ذلك من اثارت الشبهات بين المسلمين، وذهابهم إلى قريش، وقولهم عن المشركين: هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا [سورة النساء:51].
كل ذلك من مكرهم وكيدهم بنبي الإسلام ﷺ روى ابن سعد عن عائشة بإسناد حسنه الحافظ -رحمه الله- قالت: كان يهودي قد سكن مكة، فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله ﷺ، قال: "يا معشر قريش، هل ولد فيكم الليلة مولود؟" قالوا: لا نعلم، قال: انظروا فإنه ولد في الليلة في هذه الليلة فيكم مولود، قال: فنظروا، قالوا: لا نعلم، قالوا: انظروا فإنه ولد في هذه الليلة نبي هذه الأمة أحمد الآخر بين كتفيه علامة، فانصرفوا فسألوا، فقيل لهم: ولد لعبدالله بن عبد المطلب غلام فسماه محمدًا، فالتقوا به فالتقوا بعد من يومهم، فأتوا اليهودي في منزله، فقالوا: أنه ولد فينا مولود، قال: أبعد خبري أم قبله، قالوا: بل قبله، قال: فذهبوا بنا إليه، فخرجوا معه حتى دخلوا على أمه، فأخرجته إليهم، فرأى الشامة في ظهره. أي: خاتم النبوة، فغشي على اليهودي ثم أفاق، فقالوا: ويلك مالك، قال: ذهبت النبوة من بني إسرائيل، وخرج الكتاب من بين أيديهم، وهذا مكتوب يقتلهم، ويبز أحبارهم. أي: يغلب الأحبار، فازت العرب بالنبوة، فهم قد عرفوه من يوم ولد، عرفوه من مولده أنه رسول الله ﷺ لكن ماذا كان الموقف؟ عرفوه من يوم مولده، وبعد يوم مولده، ولما هاجر إليهم، وأول من أكتشف قدومه إلى المدينة يهودي وفاء على سطح حصن لهم، فرأى النبي ﷺ وأبا بكر لابسين ثوبين أبيضين، فعرفه بصفته من بعد، فلم يملك نفسه أن نادى -يا بني قيلة- هذا حظكم. ينادي الأنصار نسي نفسه فأدهشته فأدهشه الوصف فنادى. 
وكذلك روت صفية بنت حيي -رضي الله عنها- لم يكن أحد من ولد أبي وعمي أحب إلي منهما، لم ألقهما في ولد لهما قط أهش إليهما إلا أخذاني دونه، فلما قدم رسول الله ﷺ قباء غدا إليه أبي وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين عند الفجر، فوالله ما جاءنا إلا مع مغيب الشمس، فجاءنا فاترين كسلانين ساقطين، يمشيان الهوين، فهششت إليهما كما كنت أصنع، فو الله ما نظر إلى واحد منهما، فسمعت عمي أبا ياسر يقول لأبي: أهو هو؟ قال: نعم والله، قال: تعرفه بنعته وصفته؟ قال: نعم والله، قال: فماذا في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بقيت".
لقد تمثلت هذه العداوة اليهودية بسب نبينا ﷺ والتآمر عليه، ونسجوا الأشعار في حياته، وكانت قصة مقتل بعضهم لأجل ذلك واغتياله.
وهكذا يفعلون في هذا الزمان فهذه المرأة اليهودية ترسم خنزيرًا على جدار ثم تكتب عليه اسم نبينا ﷺ، وفي اليوم الماضي في مدينة نابلس بجانب إحدى المستوطنات كتبوا سبًا شنيعًا، وقذفًا فضيعًا لنبينا ﷺ على جدار، ووقعوا عليه بنجمة يهود، وكان ذلك سببًا في مزيد من اشتعال المواجهات بين المسلمين واليهود، فالقضية تاريخية، وممتدة من القديم إلى الحديث.
ونحن نعاديهم لا لأجل أرض بالأساس، ولا لخلافات سياسية، ولا لقضية انقسام المياه، ولا لغير ذلك، وإنما لأنهم سبوا الله، وأنبياءه، ونبينا ﷺ وأنهم كفروا وأشركوا.

صفات اليهود في القرآن الكريم

00:16:39
وإذا تأملت -يا عبد الله- في عدد الآيات التي في كتبنا المعنية باليهود لوجدت شيئًا كثيرًا مدهشًا يدل على أن القرآن يؤكد على أهمية العداوة لهؤلاء، وكشف صفاتهم، وبيان مثالبهم: يَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [سورة آل عمران:75]، سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ [سورة المائدة:42]، وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ [سورة آل عمران:21]، كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ [سورة البقرة:100]، وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا [سورة المائدة:64]، يقولون: لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ [سورة آل عمران:75]، هم الذين طلبوا من موسى أن يُرِيهم الله جهرة، وهم الذين قاموا بعبادة العجل، وأشركوا بالله، ولا زالت طائفة منهم إلى الآن معروفة بعباد العجل موجودة الآن يعلقون العجل قلادة في رقابهم.
هذا جزاء ربهم لما أنقذهم من فرعون، وهكذا لان الحجر أمام قسوة قلوب بني إسرائيل، وهكذا كفروا نعمة الله لما نوع عليهم الطعام، وخانوا عهد الله عند جبل الطور، وهكذا عابوا موسى، وحتى سبوه، وقذفوه بمرض في عورته، وهم جبناء عن دخول الأرض المقدسة، وجبنوا فلم يقاتلوا، وقالوا بكل وقاحة لموسى: اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا [سورة المائدة:24].
ولذلك كتب الله عليهم التيه، التيه في سينا يخرجون من الصباح، فلا يأتي عليهم المغرب إلا ويجدوا أنفسهم في المكان الذي بدأوا منه البحث، هؤلاء الذين بدلوا أوامر الله، ولما بعث الله لهم طالوت ملكًا انتقدوا ذلك، مع أن القضية وحي من الله، ورفضوا أن يقاتلوا معه إلا قليل منهم.
وهؤلاء الذين جاء القرآن ببيان العظائم الكبيرة التي فعلوها، والمزاعم الشنيعة التي افتروها، فإنهم قالوا: نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ [سورة المائدة:18]، وقالوا: عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ [سورة التوبة:30]، وقالوا: إنهم لا يعذبون في النار إلا أيام معدودة.
ونحن نخلفهم فيها، وزعموا أن الجنة مقصورة عليهم، وأن الله معهم، وأنه فضلهم على العالمين دائمًا وأبدًا، وأن إبراهيم يهودي، وإبراهيم بريء من اليهود، وأنهم ورثة الأرض المباركة، والأرض لله يورثها من يشاء من عباده الصالحين، استحفظوا التوراة فضيعوها، وكتبوا، وزادوا، ونقصوا، وحرفوا، وجعلوا يكتبون بأيديهم ويقولون هذا من عند الله، ويؤمنون ببعض، ويكفرون ببعض، وحرفوا حتى في الأحكام الفقهية، فيقولون: الإرث للأب الأكبر للأبن الأكبر، وليس للبقية شيء.
وهكذا هؤلاء اليهود الذين افتروا حتى على الملائكة، وقالوا: إن جبريل عدونا، وكذلك ميكائيل، ثم إنهم محرفون حاسدون للمسلمين، حسدونا على الجمعة، وعلى التأمين، وعلى دين الإسلام، وكفروا بالنبي ﷺ حسدًا من عند أنفسهم، خانوا وضلوا وأضلوا، إنهم فجار سفهاء، أذلا جبنا إنهم يكتمون الشهادة، ويفسدون في الأرض كما قال الله: وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [سورة التوبة:34] وينقضون العهود والمواثيق.
وكذلك فإن قلوبهم قاسية، فلذلك غضب الله عليهم ولعنهم وضرب الذل عليهم، وهم لا يزالون يسيرون من إفساد إلى إفساد، وقد ذهب شيخ المفسرين ابن جرير -رحمه الله- إلى أن الإفساد الأول والثاني قد انقضى المشار إليه في آية بني إسرائيل في سورة الإسراء في سورة بني إسرائيل، وبعض المعاصرين يقول: إنما نحن فيه هو الإفساد الثاني، وعلى أية حال فإن الله قد قال: وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا [سورة الإسراء:8] أي: وإن عدتم إلى الاستعلاء في الأرض والإفساد فيها عدنا إلى الانتقام منكم. 
وهذا وعد من الله، ووعد الله لا يتخلف، وبما أنهم الآن قد استعلوا في الأرض، وعلو علوًا كبيرًا، وأفسدوا فيها، ولا يزالون يفسدون فإن وعد الله لن يتخلف، وسيحل بهم الدمار قطعًا؛ لأن الله قال: وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا [سورة الإسراء:8]، فها قد عادوا إلى الإفساد وسيعود الله إلى الانتقام، ولابد أن يحدث ذلك.
أيها المسلمون: إن إفسادهم كبير، إن نشر التحلل في الأرض، والفاحشة من جراء هؤلاء، هم الذين قالوا: فبروتكولاتهم التي اتفقوا عليها، وقد تمكنا من تضليل الشبان من غير اليهود، وإفسادهم خلقيًا نريد من الشباب في الثانويات والجامعات والمتوسطات والكليات، وغير ذلك أن يسمعوا إلى هذه الكلمات التي يقولها اليهود في بروتكولاتهم التي اتفقوا عليها، وقد تمكنا من تضليل الشبان من غير اليهود، وإفسادهم خلقيًا وحملهم على البلادة عن طريق تعليمهم مبادئ التي نعتبرها نحن باطلة على الرغم من إيحائنا بها منذ كادوا للمسلمين في عقائد عبد الله بن سبأ، وما تلى ذلك من أنواع الفرق التي خرجت ووراءها اليهود تعيث فسادًا في عقائد المسلمين في الصحابة، في القضاء والقدر، في صفات الله، وراءها يهود.
وهكذا في العصر الحاضر الماركسية، والاشتراكية، وغير ذلك من وراءها اليهود، قالوا: ولكي نبعد الجماهير من الأمم غير اليهودية على أن تكشف بأنفسها أي: خط عمل جديد لنا سنلهيها بأنواع شتى من الملاهي والألعاب، وهلم جرا، وسرعان ما سنبدأ الإعلان في الصحف داعين الناس إلى الدخول في مباريات شتى من كل أنواع المشروعات كالفن، والرياضة، وما إليها، إن هذه المتع الجديدة ستلهي بهن الشعب حتمًا عن المسائل التي سنختلف فيها معه، وحال ما يفقد الشعب تدريجيًا نعمة التفكير المستقبل بنفسه، سيهتف جميع معنا لسبب واحد هو أننا سنكون أعضاء المجتمع الوحيدين الذين يكونون أهلًا لتقديم خطوط تفكير جديدة، وهذه الخطوط سنقدمها متوسلين بتسخير آلاتنا وحدها، ويكفي الآلة الإعلامية الضخمة التي لهم من أمثال الأشخاص الذين لا يستطاع الشك في تحالفهم معنا.
إن دور المثالين المتحررين سينتهي حال ما يعترف بحكومتنا، كلام قالوه قبل مائة سنة، وسيأدون لنا خدمة طيبة حتى يحين ذلك الوقت. كلام قالوه قبل مائة سنة، إن الذي يعرف حجم المؤامرة ليندهش فعلًا من ذلك التخطيط، وذلك التنفيذ، والمدهش أكبر غفلتنا نحن، وكيف سمحنا بالأحوال أن تصل إلى ما وصلت إليه الآن؟ ثم مكرهم لا يتوقف بأبنائنا وبناتنا، وزوجاتنا وأزواجنا.
لقد حاول اليهود لما رأوا كثرة نسل المسلمين عملية التعقيم، قالت قولدمائير -عاملها الله بما تستحق-: "لا استطيع النوم عندما أفكر في عدد الأطفال العرب الذين يولدون في كل لحظة"، ولهذا أقدم اليهود على وضع مواد كيميائية لمنع الإنجاب، وتعقيم الفتيات في خزانات المياه التي يشرب منها سكان المخيمات في فلسطين المحتلة، وفي غيرها من الأماكن التي استطاعوا أن يصلوا إليها.
وهكذا عبثوا في مناهج التعليم التي كانت تدرس في الضفة الغربية وغزة قبل سبع وستين، ففي مناهج التربية الإسلامية لجأوا إلى حذف الآيات، والأحاديث التي تحث على الجهاد في سبيل الله، وفي منهاج الصف الأول الأعدادي حذفت موضوعات من السيرة النبوية مثل: معارك النبي ﷺ مع اليهود.
وكذلك ثبات الرسول ﷺ وتفانيه في نشر الدعوة، وحذف فصل عن نظام الحرب والجندية في الإسلام، وكذلك تم حذف تلاوات مقررة؛ لأنها تتناول آيات عن اليهود، وفي مناهج الاجتماعيات كثفوا المعلومات عن تاريخ إسرائيل، وفي منهج الصف الخامس الابتدائي يحتل الحديث عن العبرانيين ثلث المنهج؛ لإقناع الطلاب، والاستقرار في أذهانهم أن فلسطين بلد يهودي منذ القديم، وعبثوا حتى في كتب الجغرافيا التي تبين إلى أين وصلت الفتوحات الإسلامية؟ ونصوا في كتاب إسرائيل وجغرافيا الوطن على أن الحدود الطبيعية لإسرائيل تمتد من مكان كذا إلى مكان كذا.
وأما إذا نظرت إلى خيانتهم للعهود، ونبذهم للمواثيق التي فعلوها في كامبديفيد في العصر الحديث، وما بعده من الاتفاقيات لتجدن أمرًا عجب، حتى قال بيجن الهالك: ليس في اتفاق كنب ديفيد أي تاريخ محدد، فقد ورد فيه أنه سيتم تطبيق الإدارة الذاتية خلال سنة لم نوافق على موعد كهذا لا في كنب ديفيد، ولا في نيويورك ولا في غيرها.
لماذا أيها الإخوة؟ لماذا كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ [سورة البقرة:100]؛ لأن الله قال ذلك وصفه، وهم يستندون إلى قضية دينية لديهم، فقد جاء في توراتهم المحرفة التي يدرسونها لأبنائهم اليهود: "لا تقطعوا عهدًا مع سكان هذه الأرض"، وجاء في التلمود: "على اليهودي أن يؤدي عشرين يمينًا كاذبة، ولا يعرض أحد إخوانه اليهود لضرر ما"، لماذا جعلوا يوم الغفران عيد لهم؟ لتكفير الأيمان الكاذبة، والخلف بالعهود والمواثيق، جاء في الكنز المرصود في أحد الكتب المقدسة عندهم: "أما يوم الغفران العمومي فهو اليوم الذي يصلي فيه اليهود صلاة يطلبون فيها الغفران عن خطياهم التي فعلوها، والأيمان التي أدوها زورًا، والعهود التي تعهدوا بها ولم يقوموا بوفائها"، وتقام هذه الصلاة في محفل عمومي ليلة عيد، وينطق بها الكاهن بمساعدة حاخامين، ويحصل ذلك في يوم واحد من كل سنة.
فإذًا يقولون: "أنهم سيغدرون في كل العهود، وأن عندهم عيد الغفران الذين يعملون فيه الصلوات؛ لتكفير الخيانات التي يقومون في العهود".
وهكذا إذًا -أيها الإخوة- وهكذا لا نتوقع منهم سلمًا أبدا، فأي عقد يعقدونه سيخونون فيه قطعًا؛ لأن عندنا دليل حتمي موثوق به مؤكد، قال الله: كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ [سورة البقرة:100]، وإذا كان في عقيدتهم أنهم يصلون في يوم الغفران لتكفير ذلك؛ لأنه لا يجوز لهم في عقيدتهم أن يعملوا عهدًا، ولا اتفاقًا يقطعونه على أنفسهم مع أحد من أهل الأرض.

نداء للأمة

00:28:28
أيها الأخوة: إن الإنسان المسلم ليحزن فعلًا أن يرى الأمور تصل إلى هذا الحد.
أمتي هل لك بين الأمم منبر للسـيف أو القلـم
أتلقاك وطرف مطرق خجلًا من أمسك المنصرم
أمتي كم غصة دامية خنقة نجوى علاك في فمي
أي جرح في إباءي راعف فاته الأسى فلم يلتأم
الإسرائيل تعلو راية في حما المهد، وظل الحرم
إن أرحام السبايا لم تلد للعلى غير الجبان المجرم
كيف أغضيت على الذل ولم تنفض عنك غبار التهم
فيما أقدمت وأحجمت ولم يشتف الثأر، ولم تنتقم
أو ما كنت إذا البغي اعتداء موجة من لهب أو من دمي

اسمع نوح الحزانى واطرب.

وهكذا يفعلون الآن يقتل المسلمون في فلسطين، وهؤلاء يسمعون الطرب والغناء.
اسمعي نوح الحزنى واطربي وانظري دمع اليتامى وابسمي
واترك الجرحى تداوي جرحها وامنع عنها كريم البلسم
وادع القادة في أهواها تتفانى في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت ملأ أفواه الصبايا اليتمي
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
أمتي كم صنمًا مجدته لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه إن يكن راعي عدو الغنم
فاحبس الشكوى فلولاك لما كان في الحكم عبيد الدرهم

قالها شاعر مسلم وهو يصف حال الأمة في تسلط اليهود عليها، وما حل بها من الترويض، وألوان الذل والهوان، ولكن هذه الأحداث توقظ -إن شاء الله- هؤلاء المسلمين وقد وحدت بينهم المصيبة، وجعل التواصل بينهم وبين إخوانهم المسلمين عامًا وشاملًا، وعبرت جموع مسلمة عن موقفها تجاه ما يحدث.

وهكذا -أيها الأخوة- ينطلق مفهوم الجسد الإسلامي الواحد، ينطلق من نفوس المسلمين الذين يتمنون أماني، ولو صدقنا مع الله فستتحقق الأماني، وسيأتي النصر بإذن الله .
ونحن نسأل الله أن يحيينا على الإسلام، وأن يميتنا على الإسلام، وأن يحفظنا بالإسلام قائمين، وبالإسلام قاعدين وراقدين، وأن ينصرنا على الأعداء واليهود الغاصبين.
 أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

00:31:20
الحمد لله رب العالمين، الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له، رب الأولين والآخرين، أشهد أنه الله الحي القيوم، مالك الملك، خلق فسوى، وقدر فهدى، وأشهد أن محمدًا رسول الله، الرحمة المهداة، البشير، والنذير، والسراج المنير.

الجهاد هو الحل

00:31:46

عباد الله: إن القضية لا يحلها إلا أمر واحد نعرفه، ونوقن به، ونؤمن به إيمانًا تامًا، وهو الجهاد في سبيل الله، لقد عرفت ذلك جماهير الأمة، فنادت به شرقًا وغرب، وطالبوا به لا يحلها إلا الجهاد في سبيل الله حقا.

إن القضية لا يحلها إلا أمر واحد نعرفه، ونوقن به، ونؤمن به إيمانًا تامًا، وهو الجهاد في سبيل الله، لقد عرفت ذلك جماهير الأمة، فنادت به شرقًا وغرب، وطالبوا به لا يحلها إلا الجهاد في سبيل الله حقا.

لقد خاف اليهود خوفًا عظيمًا من رفع نداءات الجهاد بين المسلمين.

إن هذه القضية هي التي تقض مضجعهم حقًا، إن المسلمين ينظرون إلى الشهادة في سبيل الله أنها كرم عظيم من الله؛ لأنهم يعلمون تلك الآية جيدًا، ما الذي يحركهم: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [سورة التوبة:111].
أيها الأخوة: إن قضية الجهاد هي التي يريد الأعداء إماتتها بأي طريقة، ويريدون إلهاء جماهير المسلمين بالفنون والرياضة، والأغاني والأفلام، وسائر الترهات، والسفاسف، وإشعال جذوة الشهوات، وإيقاد نيرانها واروها حتى ينشغل المسلمون عن الجهاد، لكن الله له أقدار يقدرها، وأمور يقضيها فتوقظ أحداث في نفوس المسلمين قضية الجهاد أكثر من ما توقظها آلاف الخطب، وآلاف الكتب؛ لأن بالسيف أمور لا توقظ إلا به، لقد كان هناك حوار بين ضابط يهودي، وآخر مصري بعد حرب الثمانية والأربعين، عندما سأل الضابط المصري الضابط اليهودي، لماذا لم تهاجموا قرية صور باهر؟ فقال بكل صراحة: إننا لم نهاجم صور باهر؛ لأن فيها قوة كبيرة من المتطوعين المسلمين المتعصبين، فدهش الآخر وسأل فورًا: و ماذا في ذلك لقد هجمتم على مواقع فيها قوات أكثر، وفي ظروف أصعب؟ فقال اليهودي: إنما تقوله صحيح، لكننا وجدنا أن هؤلاء المتطوعين من المسلمين المتعصبين يختلفون عن غيرهم من المقاتلين النظاميين يختلفون تمامًا، فالقتال عندهم ليست وظيفة يمارسونها وفق الأوامر الصادرة، بل هو هواية يندفعون إليها بحماس وشغف جنوني، وهم بذلك يشبهون جنودنا الذين يقاتلون عن عقيدة راسخة لحماية إسرائيل، ولكن هناك فارقًا عظيمًا بين جنودنا وهؤلاء المتطوعين المسلمين، إن جنودنا يقاتلون لتأسيس وطنًا يعيشون فيه، أما الجنود المتطوعون من المسلمين فهم يقاتلون ليموتوا، إنهم يطلبون الموت بشغف أقرب إلى الجنون، ويندفعون إليه كأنهم الشياطين -على حد قوله-، إن الهجوم على أمثال هؤلاء مخاطرة كبيرة، يشبه الهجوم على غابة مملؤة بالوحوش، ونحن لا نحب مثل هذه المغامرة المخيفة، ثم إن الهجوم عليهم قد يثير علينا المناطق الأخرى، فيعملون مثل عملهم، فيفسدون علينا كل شيء، ويتحقق لهم ما يريدون، ثم قال له الآخر: قلي برأيك الصريح ما الذي أصاب هؤلاء حتى أحبوا الموت؟ فقال: إنه الدين الإسلامي يا سيادة الضابط، ثم تلعثم فقال: إن هؤلاء لا يزالون ضحايا تعسا لوعد الإسلام لهم بالجنة بعد الموت إلى آخر كلامه.
وفي النهاية قال اليهودي: أنا سعيد بلقائك، وأتمنى أن نلتقي لقاءً قادمًا لنتعاون في جو أخوي لا يعكره علينا المتعصبون من المسلمين المهووسين بالجهاد، وحب الاستشهاد في سبيل الله، فالقضية هذه خلاصتها -أيها الإخوة- التي عبرت عنها هذه المحاورة مما يخاف اليهود؟ ما هو الذي يرعبهم؟ ما هو المفتاح في التغلب عليهم؟ أن يوجد هؤلاء المسلمين المستعدين بالتضحية بأنفسهم في سبيل الله.
أيها الأخوة: تقول الأمهات الفلسطينيات الآن في القدس: إن أولادنا لا يخرجون من البيت لمواجهة اليهود يوميًا إلا بعد أن نوصيهم بتقوى الله، وإخلاص النية يخرجون متوضئين، ومصلين، وصائمين حتى إذا أدركت أحدهم الشهادة يلقى الله مستعدًا بالأعمال الصالحة، يوجد إذًا الآن هذه النوعيات التي تخرج بدون سلاح، ما معهم إلا الحجارة لمواجهة اليهود الذين يقولون هم وأعوانهم: كفوا عن رجم الحجارة، يقولون: إننا نحن المعتدين؛ لأننا نقذف الحجارة، وأن القضية لن تهدأ حتى تتوقف الحجارة، فكيف لو كانت الحجارة أمرًا آخر.
فإذا بدأت الأمهات يعددن الأولاد قبل الخروج من البيت للمواجهات بالتذكير بتقوى الله، والنية الصالحة، وأن الولد يخرج متوضئًا مصليًا متمًا فروضه قد شرع في صوم ذلك اليوم؛ لأنه يتوقع أن يكون مقتولًا في أثناء النهار، فيريد أن يلقى الله بأنواع من الأعمال الصالحة، هذا هو الاستعداد للجهاد لو تطور هذا الأمر وزاد وانتشر، وتعدى الحدود لوجدت أن اليهود قد انقلبوا إلى شيئًا آخر، ونحن نعلم جميعًا هذا الأمر.
إذًا إحياء فريضة الجهاد بثها في نفوس الأبناء والآباء، وأن تقوم الأمهات بدل من الصفق بالأسواق، والاستشراء في شراء المتع الزائلة، وأنواع الملاهي، ونحو ذلك من إضاعة الأوقات، أن يقمن بتربية جيل يحب الشهادة في سبيل الله ويعشقها، وأنه إذا قيل له يا خيل الله اركب، وهبوا للجهاد قاموا لا يلوون على شيء، يسابقون الريح ليقدموا أرواحهم في سبيل الله.
أيها الأخوة: إننا ندرك حقًا في هذه الأحداث أنه لا يوجد بين اليهود حمائم وصقور، ودعاة سلام، ودعاة حرب كما يقول بعض الناس، بل إن الشخصيات التي تدعو اليوم إلى الضرب على الفلسطينيين بشدة هي الشخصيات التي كانت محسوبة على جناح الحمائم ودعاة السلام كما يقولون، ما وجدنا والله حمائم وصقور، وإنما وجدنا كلاب وحمير، وقردة وخنازير، وأناس يريدون بجميع فرقهم وأجنحتهم المكر بالإسلام والاعتداء عليه.
أيها الأخوة: إن انتشار الوعي بين الناس بكره هؤلاء مكسب عظيم، يشتكي اليهود الآن في مصر أن المسلمين لا يشترون منهم، ولا يتعاملون معهم بدأوا يشتكون من أمور من المقاطعة، وأن السلام لم يأد إلى نتيجة.
والموقف من مقاطعة البضائع -يا عبد الله- كلما أمكن الاستغناء عن شيء مما يصدره هؤلاء فافعل ذلك، فرب شيء يقدر عليه، وآخر لا يقدر عليه، ومن المفيد الطيب زيارة لبعض هؤلاء المسلمين الجرحى الذين أوتِيَ بهم في بادرة طيبة إلى بعض بلدان المسلمين؛ لكي يُعالجوا بعد أن فاق العدد أربعة ألاف جريح، وعجزة مستشفيات فلسطين عن أن تسع هؤلاء، ويوجد في مستشفى الدمام المركزي طائفة من هؤلاء، فلو اصطحب مسلم معه شيئًا يمتع به ناظري أخيه المسلم من فائدة في شيء مكتوب أو مسموع، مع عبارة مؤاساة وشد أزر، وإظهار للعلاقة لكان ذلك أمرًا حسنًا، بدلًا من اصطحاب الزهور في عادات النصارى.
أيها الأخوة: الأمة فيها خير والحمد لله، وفيها طاقات، وفيها أشياء كثيرة لكنها لا تظهر أحيانًا إلا مع الأحداث، والشيء الكبير الذي ينبغي أن نحفظه من هذه المدرسة التي قام سوقها الآن أنه لا يمكن السلام مع هؤلاء، ولا يجوز قبول التطبيع معهم، وإنما يجب أن تبقى الأمة مستنفرة، وتستكمل الاستعدادات ليوم الملاقاة الأكبر الذي ينزل الله فيه النصر على المسلمين.
اللهم اجعله عاجلًا غير آجل يا رب العالمين، اللهم اكتب لنا النصر على اليهود، اللهم إنا نسألك أن تعجل فرج المسلمين يا فارج الهم، وكاشف الغم فرج همومنا، واكشف غمومنا، وانصرنا على عدونا، اللهم إنهم لا يعجزونك، اللهم سلط عليهم عذاب من فوقهم، ومن تحت أرجلهم، اللهم إنا نسألك أن تمد المسلمين بمدد من عندك، وعون من عندك، اللهم انصر المسلمين في الشيشان، وكشمير والفلبين، وسائر الأرض يا رب العالمين، قاتل اليهود والنصارى، وسائر المشركين، اجعل بأسهم بينهم، واجعل تدبيرهم تدميرًا عليهم، وألحق المنافقين من هذه الأمة بهم خسارى يا رب العالمين اكشف أستارهم، اللهم إنا نسألك أن تظهر في المسلمين من يرفع لواء الجهاد ويقودهم إلى العز والتمكين في الأرض كما وعدت عبادك الصالحين، أصلحنا في أنفسنا، وأصلح بيوتنا وأولادنا، اللهم إنا نسألك أن تجعلنا متمسكين بشرعك، اصرفنا عن الفحشاء والمنكر، نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات يا بديع السماوات والأرض، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الصافات:180- 182].