الخطبة الآولى
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
فضل الإمامة في الإسلام
فإن الإمامة وظيفة الدين المهمة في مساجد المسلمين، تولاها رسول الله ﷺ، وتولاها خلفاؤه من بعده، ولم يختاروا لها إلا الأفضل، فهذه الوظيفة العظيمة في إمامة المسلمين، وقيادتهم في هذه الفريضة، وهي أعظم أركان الدين العملية، وإمامة الناس في الصلاة مسؤولية عظيمة، وأهميتها في تعدي النفع ظاهره، وفضيلتها واضحة، وقد قال النبي ﷺ الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين[رواه أبو داود:517].، وفي رواية: الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن[رواه الطبراني: 8097]، فأرشد الله الأئمة وعفا عن المؤذنين، ضامناً في الحفظ والرعاية، ضامناً يحفظ على القوم صلاتهم، إن في عهدته صلاة المقتدين به، وصلاتهم مقرونة بصحة صلاته، فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم، وكذلك فإن الحفظ والرعاية أمانة، فعليه أن يحفظ على القوم عدد ركعاتهم، وما يقرأ عليهم فيها، وأيضاً فإنه يتحمل عن المأمومين القراءة في بعض الأحوال، كما يتحمل عنهم القراءة إذا دخل المأموم، والإيمان راكع مثلاً فتسقط قراءة الفاتحة على المأموم، مكتفي بما حصل من قراءة الإمام، وكذلك فبعض ما يحصل من الأخطاء من المأموم خلف الإمام يكفيه أنه مقتد بالإمام ليسقط عليه سجود السهو في عدد كبير من حالات السهو من المأموم وراء الإمام.
وقوله ﷺ: اللهم أرشد الأئمة أي: أرشدهم للعلم بما تكفلوا به والقيام بما في عهدتهم، وتحمل الأمانة التي انيطت بهم، واغفر للمؤذنين ما عسى أن يكون منهم من تفريط في الوقت الذي تأخروا عنه أو تقدموا، وكذلك فإن الإمامة عند عدد من العلماء هي أعظم من الأذان، وعند بعضهم الأذان أعظم، وقيل: إن فائدة الإمام أعظم؛ فلذلك كان فضله إذا قام بحق الإمامة أكبر، وهذا خليفة رسول الله ﷺ في مقامه، وهذا خليفة بلال، وكذلك فإن على الإمام إذا صلى أن يحسن، وقد قال النبي ﷺ: لإمام ضامن فإن أحسن فله ولهم، وإن أساء يعني: فعليه ولا عليهم[رواه ابن ماجه:981].
أحكام الإمام والمأموم في الإسلام
وكذلك فإنه ﷺ قال: يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم، وإن أخطئوا فلكم وعليهم، وهكذا إذا انتقص من الصلاة، فلم يصل بطمأنينة، أو صلى بجهل، أو جعل نيته المال، ولا يقصد نفع الناس ولا تعليمهم الصلاة، ولا إمامتهم فيها، وينبغي على الإمام أن يراعي أحوال المأمومين، وقد قال النبي ﷺ: واقتد بـأضعفهم[رواه أبو داود:531] وهذا في حديث عثمان بن أبي العاص، قلت يا رسول الله: اجعلني إمام قومي، فقال: أنت إمامهم واقتدي بأضعفهم[رواه أبو داود:531]، أي: أمهم، واقتدي بأضعفهم، أي: أسلك له السبيل الذي تراعي فيه حاله، وإمام المسجد مسؤول عن المسجد ليس دوره مقتصره على الإمامة، فهو كالسلطان في سلطانه فعليه أن يحسن تدبيره والقيام عليه وتوفير ما يلزمه له، إن الإمامة مقصد سني، وهدف سام، إن الإمامة وظيفة خطيرة، فيها قيادة الناس، في هذه العبادة العظيمة، ينبغي على الإمام أن يحسن الإمامة وقيادة الناس، والتشاور معهم؛ لما فيه المصلحة إنه يعلمهم أيضاً دينهم، فهو يدرسهم يقرأ عليهم، يشرح لهم، يجيب عن أسألتهم إذا استطاع، ولا ينزلق في هاوية الإفتاء بغير علم، وأنه أيضاً يتفقد الغائبين، ويزور المرضى، ويسعى في حاجات جماعته، ويعلم جاهلهم، وينبه غافلهم، وينصح مسيئهم، ويصلح ذات بينهم، ويقرب بعضهم من بعض، إنه يسعى في إصلاح الشقاق العائلي، ومنازعات الجيران، وهكذا من الوظائف التي تخلى عنها كثيراً من الأئمة مع الأسف، بل ربما رغب البعض من القادرين على الإمامة رغبوا عنها، وطمعوا فيها غير الصالحين لها، وبعضهم يطمع فيها للمال، ومغنم الدنيا بينما ينبغي أن تكون النية نفع المسلمين، وإفادتهم بإسماعهم كتاب الله، وأن يقودهم في الصلاة كما كان النبي ﷺ يصلي، وأن يؤدي ما عليه، يؤم القوم أقرهم لكتاب الله، قال النبي ﷺ: وليؤمكم أكثركم قرآنا[رواه البخاري:4302]،
وذهب بعض العلماء إلى تقديم الأفقه وأنه مقدم على الأقرأ؛ لأن الذي يحتاج إليه من القراءة مضبوط محدود، والذي يحتاج إليه من الفقه، في الحالات الكثيرة التي يمكن أن تطرأ في الصلاة غير محصور، وأنه إذا كان لا يحسن أحكام الصلاة، فكيف يصلي ولو كان حافظاً للقرآن؟
وبالجملة فإن النبي ﷺ قال: إن كانوا في القراءة سواءً فأعلمهم بالسنة[رواه أبو داود:583]، وهذا يبين أهمية الفقه في القضية، فإذا كان لا يحسن أحكام الصلاة، وأحكام سجود السهو، فلا يتقدم ولو كان أحفظ، فإن هنالك قدراً من الفقه لا يصلح أن ينقص الذي يتقدم الناس للإمامة، فإذا كان لديه الفقه المطلوب للصلاة، يقدم الأحفظ لأجل حديث النبي ﷺ، وإمام المسجد الراتب أحق بالإمامة، لا يجوز لأحد أن يتقدم عليه، وعلى الجماعة أن يصبروا عليه فقد يتأخر لعذر ولكن كذلك عليه أن لا يشق عليهم، وأيضاً، فإن هذه الإمامة من منازل إمامة الدين، فليحفظ صاحب الأمانة فيها أمانته، وإذا صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم السقيمة والضعيفة وذا الحاجة، وليس معنى هذا أنه يتهور في صلاته لا يطمئن فيها، أو أنه ملزوم بقراءة قصار السور، كلا، إن النبي ﷺ علم معاذ أن يقرأ بسبح والغاشية والشمس وضحاها، وكان ﷺ يقرأ إذا السماء أنشقت، وكذلك يقرأ من طوال المفصل، ومن أواسط المفصل، ومن قصار المفصل.
عباد الله: إن النبي ﷺ علم الأئمة الرحمة بالمصلين، عندما تجوز في صلاته أي: أختصرها من أجل بكاء صبي كان مع أمه في المسجد، ويمكن الإمام الداخل من تحصيل الركوع بإطالته شيء ما دون أن يشق على بقية المأمومين مراعاة لأخيه المسلم هذا الذي سيفقد الركعة لو لم يحصل الركوع، وأيضاً فإن الإمامة لا يجوز أن يولاها الفاسق، وهو الخارج عن حد الاستقامة بارتكاب كبيرة من كبائر الذنوب.
الفسق فسقان: فسق عملي، وفسق اعتقادي.
الفسق الاعتقادي: كالبدع المختلفة، لا يؤم الناس مبتدع.
والفسق العملي: ارتكاب الكبائر، والإصرار على الصغائر، فإنه لا يجوز أن يولى الإمامة الزاني والسارق والمرتشي، وشارب الخمر، والكذاب، وصاحب الدخل الحرام.
عباد الله: إن الصلاة خلف الفاسق مكروهة، تصح ولكن ينبغي عليهم أن يغيروه إذا كان فاسقاً عاصياً لله؛ لأنه لا يصلح أن يتولى هذه الوظيفة العظيمة من هو مقيم على معصية الله تعالى، والعاجز عن الركوع والسجود والقعود، لا يؤم إلا بمثله ممن هو مساويه في العجز أو أكثر عجزاً منه، أما إذا طرئ على الإمام طارئ في الصلاة فاحتاج إلى القعود قعد الإمام في الصلاة فصلوا خلفه، ولو كانت الحاجة طارئة صلى وصلوا خلفه قعوداً في الصلوات، وإن كان العجز تاماً قدم غيره وتنحى هو عن هذا المنصب، وكذلك فإن صاحب الحدث الدائم عليه أن يقدم غيره احتياطاً في الدين؛ لأن بعض العلماء رأى عدم صحة الصلاة خلفه، والإمام عليه أن يراعي الأمانة فلا يصلي بالناس إلا على طهارة، والنبي ﷺ قطع الصلاة عندما تذكر أنه ليس على طهارة، وذهب واغتسل ورجع، ومن به علة في لسانه تمنع الاتيان بالحروف مستقيمة، أو الاعجمي الذي لا يحسن النطق بالحاء والغين والعين ونحو ذلك من الحروف لا يجوز له أن يصلي إلا بمن هو في مثل حاله من الأعاجم مثله مثلاً، فإذا كان الأعجمي فصيحاً يقرأ العربية بشكل سليم، فإنه يؤم أما إذا كان يبدل الحروف، فكيف يجوز للعربي وراءه أن يصلي وهو يسمع الهمد لله بدلاً من الحمد، وهكذا وهكذا، يسمع الطاء تاء وهكذا يسمع الضاد دالاً ونحو ذلك من تغيير الحروف المؤدي إلى تغيير المعاني، وإذا طرأ على الإمام ما أفسد طهارته في الصلاة فإنه يستخلف غيره وينسحب هو، وعلى المأمومين أن يكونوا من أولي الألباب وراءه فينتبهوا لما طرأ في الصلاة فينبهوه إذا أخطأ، ولا يزالون ينبهونه على خطاءه إذا لم يكتشفه من أول مرة وعليهم أن يتابعوه في الصلاة إلا على ما كان باطلاً فإنهم لا يتابعونه عليه، كالقيام إلى الركعة الخامسة، وإذا نسي التشهد الأول فقام قاموا خلفه، كما صح ذلك في السنة.
اللهم إنا نسألك أن تفقهنا في الدين، وأن ترزقنا اتباع سنة المرسلين، وأن تجعلنا من القائمين بحقوقك يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن تعيننا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له رب الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً رسول الله -صلى الله عليه- وعلى آله وصحبه أجمعين.
يلي الإمام أولو الأحلام والنهى من الناس
عباد الله: يلي الإمام أولو الأحلام والنهى، أصحاب العلم والفقه، وأهل العقول الراجحة؛ لينبهوه ليفتحوا عليه، وهكذا يأتم بهم من بعدهم، قال ﷺ: تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم[رواه مسلم:438] ، واستحباب الدنو من الإمام، من الطاعات ينبغي على المسلم أن يحرص عليها، وأول صفاف الرجال خيرها، وشرها آخرها، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله.
عباد الله: إن المأموم إذا كان داخل حدود المسجد يسمع صوت الإمام يصح الاقتداء، وإذا اتصلت الصفوف إلى خارج المسجد، وكانوا يرون من أمامهم، الذين هم في خارج المسجد يرون الصفوف التي أمامهم فيقتدون بها، صح الاقتداء، أما إذا كانوا لا يرون الصفوف الأمامية، ولا يسمعون صوت الإمام فلا يصح الاقتداء، وكذلك ليحذر الذين يصلون في خارج المسجد من الصلاة في أماكنهم وفي المسجد مكان، وليحذروا من التقدم على الإمام، فإن بعض الناس يتقدمون عن مستوى الإمام بدون حاجة ولا ضرورة.
عباد الله: إن الإمام يؤمهم في السرية والجهرية، ولا بأس أن يسمعهم أحياناً شيئاً مما يقرأه في السرية إذا دعت حاجة التعليم إلى ذلك، والإمام يضبط قوله: غير المغضوب عليهم ولا الضآلين ويقول: آمين، ليقولوا معه آمين، فمن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم ذنبه، لا تجوز مسابقة الإمام، وموافقته الإتيان بالحركة معه مكروهة، ومخالفة شرعية لحديث النبي ﷺ: إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا [رواه البخاري:378] ، نكبر بعده مباشرة، لا نتقدم عليه، ولا نكبر معه، ولا نتأخر عنه ونتباطأ، إذا كبر فكبروا، ولا تكبروا حتى يكبر، وإذا ركع فاركعوا، ولا تركعوا حتى يركع، وإذا قال سمع الله لمن حمده: فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد، أو لك الحمد، أما إضافة الشكر فليس من الدين في شيء، وإذا سجد فاسجدوا ولا تسجدوا حتى يسجد، وإذا صلى قائماً فصلوا قياماً، وإذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً أجمعين، إنما جعل الإمام ليؤتم به.
إذاً هذه هي الفائدة الأساسية لوجود الإمام، وينبغي على المأمومين أن تنضبط حركاتهم بحركات إمامهم.
عباد الله: وارتفاع الإمام عن المأمومين أو عن بعضهم، تصح به الصلاة، والارتفاع اليسير معفو عنه وقد صلى بهم النبي ﷺ صلى بهم مرة على المنبر.
عباد الله: إن هذه الصلاة أمانة عظيمة ينبغي على الأئمة والمأمومين القيام بحقها، عباد الله، إن الله على كل شيء قدير، وأنه يرينا من الآيات ما يستعجب منه الناس، ويستغربون، وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَالمدثر:31، وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الفتح:4، وهذه الليلة التي فاتت في الليلة الفائتة قضى الله على الكفار بمصيبة قطع الكهرباء، عن أكثر من تسعة آلاف وثلاث مائة ميل من بلدهم، وفي بلدهم الآخر مساحات شائعة قالوا: صاعقة، وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِالرعد:13.
فانظر إلى البشر ما أضعفهم وانظر إليهم ما أحقرهم، وانظر إليهم ماذا يساوون إذا نزل قضاء الرب؟ صاعقة أحرقت مكائن في محطاتهم الكهربائية، فماذا أغنى عنهم جمعهم وما كانوا يستكبرون؟
قدرة الله ترجع أهل الفطر السليمة إليه
عباد الله: إن البشر ضعفاء، لكن الضلال الطغاة يتحدون الرب بالمعاصي التي يعملونها في الأرض والإفساد، ولكن الله بالمرصاد، وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً فاطر:44 لما قال الله تعالى للكهرباء أن تنقطع بكن انقطعت إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُيس:82 انتابهم الذعر، وخرج الملايين إلى الشوارع، وتعطلت الأعمال وتوقفت الأشغال، وحتى الناس في الطبقات العليا من المباني الذين لا تصعد إليهم المياه إلا بمضخات الكهرباء ماذا حصل لهم؟ وهكذا الذين حشروا في قطارات الأنفاق ماذا كان شعورهم؟ رهبة ورعب منتشر وهكذا ساد الهلع تلك المناطق وسط المخاوف، والله يرغم أنوف أقوى الكفرة في الأرض، بما يقدره من الأحداث والأقدار بأيدي العباد، أو بفعل منه تعالى مباشرة، وهكذا ماذا أغنت المصانع والآلات، والمخترعات، وصواريخ الفضاء، تعطلت المطارات، وحتى أجهزة التفتيش لم تعد تعمل، ثم قعدوا يدوكون، والعملة تنزل فجأة، وهكذا يضرب الاقتصاد والصناعة والمعيشة أمور كثيرة؛ لأن الدنيا بيد الرب يقضي فيها كيف يشاء، ويقلب الأمور كيف يشاء، يعطي ويمنع، يغني ويفقر، يمنح ويسلب، ، لا تفيد الشاشات الالكترونية، ولا محطات التحكم ولا المراقبة إذا جاء قدر الله يا عباد الله، إن في الأحداث لآيات، فأين القلوب العاقلة؟ إن كثيراً من الناس عن آيات الله لغافلين.
عباد الله: ثم تأتي موجات حر عارمة بعد موسم أعاصير، ويقتل في بلد أوروبي واحد ثلاثة آلاف بالحر، إنه شيء مدهش! ولذلك قالوا: مرض الحر أشد من أمراض فتاكة أخرى القتلى بالآلاف، شيء عجيب ترتفع درجة الحرارة في بلاد ليس من المعهود أبداً أن تصل الحرارة فيها إلى هذه الدرجة، فمن الذي يتحكم بدرجات الحرارة إذاً؟ يرفع ويخفض، الله ، يرفع ويخفض يذيقهم البأس بما كانوا يصنعون، يذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون.
عباد الله: إنها آيات والله تدل على عظمة الله، وقدرة الله، وأن المسلمين إذا لجأوا إلى الله نصرهم الله، ولو كان الأعداء من كانوا في تقدمهم العلمي، وفي قوتهم الدنيوية، فإن الله أقوى منهم، وأن الله قادر على تعطيل مفاعلاتهم، ومطاراتهم، وأسلحتهم ومحطاتهم عبرة لأولي الألباب.
اللهم زد الكفار عذاباً فوق العذاب، اللهم أشغلهم بأنفسهم، وسلط عليهم جنودك يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن ترينا فيهم من الآيات ما تثبت به أفئدة المؤمنين، اللهم انزل نصرك على المؤمنين، اللهم انصر عبادك المجاهدين، اللهم أعلي كلمة الدين، وارغم أنوف المشركين، اللهم أذل اليهود والصليبين، اللهم إنا نسألك الهزيمة لهم، والنصر عليهم، يا رب العالمين، اللهم حرر بلاد المسلمين منهم واجعلهم عبرة للمعتبرين، اللهم اجعلنا في بلادنا آمنين مطمئنين، اللهم آمنا في أوطاننا يا رب العالمين، اللهم انشر الأمن الإيمان في ربوعنا وربوع المسلمين، اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فأقبضنا إليك غير مفتونين، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.