الخميس 20 جمادى الأولى 1446 هـ :: 21 نوفمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

مصادر المعلومات


عناصر المادة
مقدمة
سرعة انتشار الأخبار عبر التقنيات الحديثة
التطبيقات العملية في النصوص الشرعية عبر الشبكة
بعض مظاهر التقنيات الحديثة المذهلة
استخدام التقنية الحديثة للحصول على المعلومات
مصاد المعلومات الصحيحة
مصادر المعلومات الفاسدة
قواعد في مصادر المعلومات والتلقي
التثبت من خبر الفاسق والمجهول
عدم نقل ونشر كل ما يسمع ويرى
الاعتماد على الحقائق
انتحال الشخصيات: المحاذير والمخاطر
أهمية التأصيل الشرعي في مواجهة الشبهات
مصادر المعلومات المفتوحة
الصحف الإلكترونية والشبكات الإخبارية
وصايا وضوابط إنشاء المواقع على الشبكة العنكبوتية

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على محمد بن عبد الله خاتم النبيين، وإمام المرسلين، وقائد الغر المحجلين، صلى الله عليه وعلى آهل وصحبه، ومن سار على هديه، واقتفى أثره، واتبع سنته إلى يوم الدين.

مقدمة

00:00:36

أيها الإخوة والأخوات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله في مجلسنا هذا الذي نتذاكر فيه وإياكم عن موضوع من الموضوعات التي لها علاقة بالاعتقاد في الأصل، وهو مصدر التلقي، ثم نتحدث عن ما حصل في الواقع من هذه الجهة، خصوصاً وأننا في عصر انفجار التقنية والمعلومات التي تشهد فيها حياتنا طفرة واسعة في تعدد وسائل الإعلام، ومصادر المعلومات، وتناقل الأخبار، وسهولة حفظ المعلومات واسترجاعها، والتواصل بين القريب والبعيد، ومتابعة الأحداث اليومية محلية وعالمية، وصار الناس يعيشون في قرية صغيرة مع هذه الطفرة العلمية والتقنية المذهلة، صار عصرنا عصر الاتصالات، وعصر المعلومات، وأصبحت المعلومات في متناول أيدي الأغلبية حتى تغير السؤال من: هل حصلت على المعلومة؟ إلى هل أنت متأكد من صحة هذه المعلومة؟

سرعة انتشار الأخبار عبر التقنيات الحديثة

00:01:52

الأخبار يعرفها أكثر الناس خلال ثوان ودقائق ينتشر الخبر، وتنتشر المعلومة، أياً ما كانت صحة وكذباً، والقاصي والداني، واعتماد الناس في استقاء المعلومات والأخبار ليس فقط على النشرات، ولا على الصحف الورقية، ولا على الكلام المتناقل على الألسنة، بل تعددت هذه المصادر والأخبار عند الجيل المعاصر لتشمل مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك سواء كانت مسموعة أو مرئية أو نصية، والصحف الإلكترونية، ومحركات البحث، ومنتديات حوارية، وغرف الدردشة، ومصادر المعلومات المفتوحة، كال "ويكيبيديا"، والمدونات، وتطبيق الأجهزة الذكية، ورسائل الجوالات الإخبارية، والمجموعات البريدية، وغيرها.

ونحن الآن نعيش في طفرة في هذا الجيل عجيبة، مع الشاشات الأربعة في التلفزيون، وكذلك الجوال، والحواسيب، والأجهزة الكفية.

التطبيقات العملية في النصوص الشرعية عبر الشبكة

00:03:08

 هذا ولا شك أن له علاقة بهذه الشبكة التي خلقها الله وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ  [الصافات: 96]، ولا ينقضي العجب إذا قارنا واقع الشبكة بأحاديث النبي ﷺ وهو الذي قال لنا في الحديث الذي رواه أحمد: لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن، ويكثر الكذب، وتتقارب الأسواق، ويتقارب الزمان  [رواه أحمد: 10724، وقال محققو المسند: "إسناده صحيح"]، وفي رواية: ويقترب الزمن، ويكثر الهرج ، قيل: وما الهرج؟ قال: ((القتل)).

فسر الخطابي تقارب الزمان بما ورد في الحديث الآخر: لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة [رواه أحمد: 10943، وقال محققو المسند: "إسناده صحيح على شرط مسلم"]، قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "الذي تضمنه الحديث قد وجد في زماننا هذا؛ فإننا نجد سرعة مر الأيام مالم نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا" [فتح الباري: 13/16].

نحن الآن نجد سرعة أكثر من الذي وجدها الحافظ ابن حجر قبل سبع مائة سنة بالتأكيد.

يقول الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-: التقارب المذكور في الحديث يفسر بما وقع في هذا العصر من تقارب ما بين المدن والأقاليم وقصر المسافة بينها بسبب اختراع الطائرات والإذاعة، وما إلى ذلك.

الشيخ يقول: الإذاعة، نحن الآن نقول: الشبكات، ووسائل الاتصال الحديثة.

أما قضية تقارب الأسواق الوارد في حديث أحمد المتقدم فقد ذكر الشيخ حمود -رحمه الله- في كتابه: "إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والمراحل وأشراط الساعة": الظاهر -والله أعلم- أن ذلك إشارة إلى ما وقع في زماننا من تقارب أهل الأرض بسبب المراكب الجوية، والأرضية والآلات الكهربائية التي تنقل الأصوات، كالإذاعات، والتلفونات الهوائية التي صارت أسواق الأرض متقاربة بسببها، فلا يكون تغير في الأسعار في قطر من الأقطار إلا ويعلم به التجار، أو غالبهم في جميع أنحاء الأرض"، يقول الشيخ: فقد تقاربت الاصوات من هذه أوجه: سرعة العلم بما فيها، وسرعة السير، ومقاربة بعضها بعضا في الأسعار [إتحاف الجماعة: 2/196] انتهى ملخصاً.

نقول أيضاً: الآن بين كل مولين فيه مول.

تقاربت أيضاً من جهة الكثرة والازدحام.

من خلال الشبكة تقارب الأفكار أصبحت أوضح؛ لأنك الآن تفتح كل الأسواق في الشبكة وتشتري وتبيع.

فهل هناك مثال أوضح على تقارب الأسواق من خلال البيع الإلكتروني عبر الشبكات؟

لا يكاد يعرف مثال أوضح على تقارب الأسواق مما حصل الآن من خلال الشبكة، ولذلك انتشرت التجارة الإلكترونية وهي في تزايد، فالانتشار الحاصل فيها واضح من حديث النبي ﷺ في أشراط الساعة في قوله:  إن بين يدي الساعة فشو التجارة ، ونحن نعرف الآن فشو التجارة من خلال الأسواق الكثيرة والمحلات الكثيرة، وتفتح محلات وستستأجر، وتفتح أسواق مركزية وتستأجر، يعني فشو التجارة بجميع الأنواع وعبر الشبكة بلا شك.

ممكن أيضاً هذه الشبكة تفسر لنا حديثاً في أشراط الساعة بانتشار الزنا؛ كما رواه البخاري  ويظهر الزنا [رواه البخاري: 80، ومسلم: 2671]، وفي رواية الحاكم:  وتشيع الفاحشة [رواه الحاكم: 8564، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" وصححه الذهبي في تعليقه على تلخيص الحبير: 8564]، فيوجد على الشبكة مواقع هائلة جداً من المواقع التي تسمى بالإباحية، مواقع الفحشاء، وينظم يومياً مئات المواقع الإباحية تدخل عبر هذه الشبكة.

-طبعاً- الشبكة من جهة انتشار الربا أيضاً؛ لأن هذه المعاملات التي تتم بهذه البطاقات الإلكترونية والممغنطة عبر الشبكة كثيرة جداً، وقد جاء في حديث أشراط الساعة: ويظهر الربا  [رواه الطبراني: ].

كذلك فإن من التطبيقات العملية في النصوص الشرعية عبر الشبكة: قضية انتشار الكذب؛ فقد روى ابن حبان في صحيحه: ويكثر الكذب  [رواه أحمد: 10724، وابن حبان في صحيحه: 6718، وقال محققو المسند: "إسناده صحيح"] في أشراط الساعة، كما قال ﷺ، والآن كذبة واحدة في موقع مثل: فيس بوك، وتويتر، وإعادة التغريد، وإعادة الإرسال، وإعادة التدوير، يمثل انتشاراً كبيرا للكذبة حتى ربما وهي تنتشر يبدأ البعض في الاعتذار عن الكذبة، وأن الخبر كان مكذوباً، وغير صحيح، فهو من جهة انتشار الكذب وارد في النصوص أيضاً تطبيق مباشر.

بعض مظاهر التقنيات الحديثة المذهلة

00:08:19

ولما كان الشباب والفتيات اليوم قد أقبلوا على هذه الشبكة بأنواع ما فيها من الاستعمالات، أنواع الاستعمالات الموجودة في الشبكة، فإن الحاجة تدعو فعلاً إلى قضية تذكير الناس بهذا الوضع، وماذا يتطلب، اللوحيات والجوالات.

وكذلك اندماج هذا التليفزيون مع الجوال، مع شبكة الإنترنت في أجهزة واحدة، وظهور ما يسمى باسمارت فون، وعالم التطبيقات، هذا عالم واسع جداً الآن، في آبل استور، في اندرويد، في الأنظمة العالمية وتطبيقات تعمل متوافقة مع موديلات مختلفة للأجهزة، المكتبات الرقمية والنشر الرقمي، السحابة الإلكترونية، الشبكات الاجتماعية، الببلز، أو الفاقعات، وكذلك بطاقات نقل المعلومات المتصلة بالأجهزة، وأيضا التعليم الإلكتروني، والمناهج التعليمية، الوسائل، أي المغلقة والمفتوحة، منصات الأفكار التي يضع فيها الناس أفكارهم وتنتشر من خلالها استثمار وسائل الاتصالات أو شركات الاتصالات عبر هذه الشبكة، الأقمار الصناعية، خطوط الكابلات البحرية، وكذلك الكلاود بلير، الاستواند فيديو، الآن كيك ينقل في 36 ثانية، كأنه تويتر يوتيوبي جامع بين القصر والتطبيقات المصورة والصوتية، منصات الألعاب كلها تحوي أفكاراً مع اللعبة، وتحوي أشياء متعددة من المؤثرات على العقل والقلب.

كذلك مواقع تحضير الإجابات هذه صارت أيضاً من الأمور التي يسهل الوصول إليها عبر محركات البحث بطريقة مدهشة.

استخدام التقنية الحديثة للحصول على المعلومات

00:11:00

أمام هذا الموضوع صار عندنا عدة تحديات في الشباب والتقنية، كيف يستعمل الشباب هذه التقنيات سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً؟ ما هي الحاجة إليها وكيفية الاستعمال، والتحديات أثناء الاستعمال، وكيف نتعامل التعامل الصحيح معها؛ لأنها موجودة في أيدي الكبار والصغار، وكذلك فإن تلقي المعلومات من خلالها الآن وارد جداً وواضح.

وبعض الناس يقولون: صار عندي سؤال، اتصلت على الشيخ مشغول ما يرد، ما في داعي الاتصال على الشيخ أصلاً، فتحت الشبكة، وبحثت عن مسألتي وطلعت كذا.

طلعت بكذا، هذه قضية الآن خطيرة، هو يبحث الآن عن جواب شرعي في المسألة، معناها يريد شيئاً يتعلق بأحكام رب العالمين.

لنأخذ مثالاً عملياً، واحد أو واحدة يبحث عن اسم: روان، هل هو جائز أو لا؟

هذا ما اتصل بشيخ ولا بمتخصص في اللغة، أين جوجل؟ معنى روان، من ضمن نتائج البحث، أو أول نتائج البحث إجابات جوجل، ماذا يوجد في إجابات جوجل في هذا الموضوع؟ يوجد المعلومات التالية: كلمة "روان" متخذة من نهر من الجنة وهو الريان.

كلمة "روان" جمع رانية، وهي التي تطيل النظر إلى من تحب أو المحدقة إلى شيء كثير الجمال دون أن ترمش أجفانها.

"روان" اسم فارسي معناها الروح.

صوت الشلال.

اسم لنهر في الجنة.

مدينة في فرنسا.

فرخ البط.

حوض من أحواض الجنة.

أنا اسمي روان، ومعناه الوردة الجميلة الوحيدة في الصحراء.

الله أعلم كنت أتابع برنامج اسمه معاني الأسامي وأنا صغير تبع أطفال، وتأتي كل طفلة وتقول اسمها ويعرفونه، وجاءت بنت اسمها: روان، وقالوا: روان، معناه أظن الريش الناعمة.

الروان، بنت في اللغة الكردية تعني الفصيح.

أنا أحب الاسم هذا مهما كان معناه، أعتقد والله أعلم أنه ابن الغزالة، أو ابن البطة الصغير، أو أنه نهر اللبن في الجنة يدعى روان.

بالنسبة للأخ الذي قال: ما علاقة الاسم بالفتوى؟ لا تحملوا الدين فوق طاقته؟ الرسولﷺ قال: أنتم أعلم بأمور دنياكم [رواه مسلم: 2363]، ويقول المثل: أعط الخبز للخباز.

كنت أقرأ في موقع أجنبي صادفني اسم: "روان" يعني: الحساسة، اسم "روان" هو الوسيع أعتقد؛ لأنه اسم بنت في صفي كان اسمها روان، روان صوت قراءة القرآن في وقت الفجر.

"روان" أظن أن معناه نهر العسل في الجنة.

هذا الموجود طبعاً، وهناك من قال أنه: "روان" اسم مخطوطة لابن بطوطة، أنه في سيلان شجرة تشبه شجرة الخلد التي كانت في الجنة، مخطوطة لابن بطوطة، فوطة مسفوطة، مخطوطة لابن بطوطة.

الآن -يا إخوان- لما نرجع إلى مصادر المعلومات هنا في مشكلة كبيرة جداً جداً؛ لأن مصادر المعلومات شرعاً ما هي؟ يعني العلم، العلم الحقيقي ما هو؟

العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولو العرفان

فالعلم الحقيقي العلم الذي هو يعني: يتكأ عليه، ويعتمد عليه، والعلم الذي تنجو به من النار، والعلم الذي يهدي قلبك، والعلم الذي ينور نفسك، والعلم الذي يفتح لك باب السعادة، والعلم الذي يؤدي إلى الجنة هو العلم علم الكتاب والسنة، هذا هو العلم، وسواء كانت القضية مسألة فقهية حكم في صلاة وفي صيام، أو معنى اسم، واحد يبغى يسمى بنته الآن، يمكن يطلع اسم صنم، يمكن يطلع اسم معناه مذموم، اسم معناه سيئ، فالآن ما هي المرجعية في هذا؟

أنتم ترون الآن عملياً أن هناك مواقع يدخل فيها من هب ودب ويكتب.

فإذًا ماذا نتوقع؟

قبل أن نخوض في الحديث عن قضية الجيل الجديد ومصادر المعلومات، لا بد أن نبين بعض القواعد الشرعية، قال تعالى: وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء: 36]، فهذا هو المنهاج الإسلامي الأصيل في التعاطي مع المقولات والآراء، وما يقال وما يسمع، وأن المسلم لا يجوز له ان يتتبع ما ليس له به علم؛ لأن الله قال في الآية: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُول [الإسراء: 36]، قال قتادة -رحمه الله-: "لا تقل رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم، فإن الله سائلك عن ذلك كله" [تفسير ابن كثير: 5/69].

 وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ [الإسراء: 36]، لا تتبع مالم تعلمه علم اليقين، وما لم تتثبت من صحته من قول يقال، أو رواية تروى، من ظاهرة تفسر، أو واقعة تعلل، أو حكم شرعي، وعلى رأس ذلك قضايا الاعتقاد، الآن أنت الآن لما تعتقد أنه هناك نهر في الجنة اسمه: روان، هذه عقيدة، هذه مسألة عقدية، ما هي مسألة فيزيائية، كيميائية، جيولوجية، فلكية، هذه مسألة عقدية، فلما تعتقد أن الاسم نهر اللبن في الجنة اسمه: روان، وإلا نهر العسل في الجنة اسمه: روان، أو أحد أبواب الجنة اسمه: روان، هذه قضية عقدية؛ لأن الجنة لا يجوز الواحد أن يدعي مالم يعلم أنه فيها بدون دليل، ما يجوز أن يدعي شيئا فيها بدون دليل، أين الدليل؟

الدليل قال الله، قال رسول الله ﷺ.

مصاد المعلومات الصحيحة

00:17:59

الآن مصادر الأحكام معروفة: الكتاب، والسنة، وإجماع العلماء، والقياس الصحيح، والقياس الصحيح يحتاج إلى مجتهد حتى يعرف المقيس عليه، والمقيس، ووجه الشبه، إلى آخره، وتحقيق المناط، وتنقيح المناط.

الكتاب والسنة، والإجماع، القياس، مصادر المعلومات في الشرع الإسلامي، الكتاب السنة.

-طيب- كلام الصحابة، كلام سلف الأمة مما أجمع عليه سلف الأمة؟

مصادر المعلومات الفاسدة

00:18:36

-طيب- هل المنامات من مصادر المعلومات؟ هل آراء الرجال العادية من مصادر المعلومات؟ يعني: يأتي واحد يكتب يقول: أظن معناها كذا، هل الظن من مصادر المعلومات؟ الله قال: وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا  [النجم: 28]،  إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ  [النجم: 23]،  إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ [الجاثية: 32].

فلما يأتي واحد يقول: يعني كأنها كذا، الله أعلم، هذا إنسان يظن، هل يصح أن يبنى على ذلك، على هذا الظن؟

فالتثبت من الأخبار ومن الظواهر ومن الأحكام، ومن صحة الأحاديث والنصوص أمر عظيم، ولا يمكن أن يتم إصلاح ولا صلاح إلا بناءً على معلومات صحيحة.

إذا فيه معلومات خاطئة أو أوهام، ستؤثر على القلب، ستؤثر على العقل، ستؤثر على طريقة التفكير، يعني لو استقرينا غلط راح تكون النتائج على نتائج غلط، ما يبنى على الباطل باطل، وراح يكون عندنا نتائج عملية خاطئة، راح يكون عندنا بناء فكري خاطئ، راح يكون عندنا أشياء تؤسس في النفس من الأباطيل، من الأوهام، عمل الشيطان.

ما بالكم من شخص يؤسس معلوماته على أوهام، خرافات، على دجل، على شعوذة، الشبكة مليئة بالدجل والشعوذة، بكل وسائط النقل الإلكتروني، الواتس أب، وغيرها الشبكات، فيه أحاديث موضوعة، وفيه ضعيفة، وفيه بدع تروج، فيه بدع تروج بطريقة متعمدة، أو غير متعمدة، ما في ملة أو نحلة في الأرض من المذاهب الباطنية الباطلة، أي شيء قاديانية، باطنية، بهائية، رافضة، كله يروج عبر الشبكة؛ لأن هذا بالنسبة له فرصة لنشر مذهبه، وكله يصب في جوجل، كله يصب في عين واحد، مكان واحد، والناس لما تبحث يخرج لها من كل صوب، من كل ما هب ودب.

-طيب- ما الميزان؟ طيب كيف نختار؟ أنت تبني على نتيجة بحث؟

طيب ممكن أول ثلاث أربع نتائج بحث باطلة.

فما هي معاييرك في أخذ المعلومات عبر هذه الوسائط الإلكترونية؟

حتى لو كانت قنوات فضائية، قلنا الشاشات التي يتفرجون عليها الناس الآن فيها شاشات تليفزيون، وفيها شاشات جوال، وفيها شاشات كمبيوتر، وفيها شاشات لوحية، الأجهزة الكفية، لا يصح أن يأخذ المؤمن خبراً أو قولًا أو رأيا بلا تمحيص وبلا موازين شرعية، بحيث تتلاطم فيه أمواج الشبهات، وأمواج الضلالات، يصير هو مصب لمشارب مختلفة، فماذا ستكون عقليته؟ كيف ستكون طريقة تفكيره؟ كيف يكون توجهه؟ وهو عبارة عن خلطة كبيرة من الباطل والحق، والظن واليقين، والوساوس والشبهات، وسنة وبدعة، ومعروف ومنكر، وأشياء صحيحة، وأشياء مكذوبة باطلة، موضوعة، ووساوس وأوهام وخرافات ودجل، ما راح يكون نفسية الجيل؟ كيف راح يتعامل هذا؟ كيف سيتم تعاملهم مع الواقع؟

قواعد في مصادر المعلومات والتلقي

00:22:17

من القواعد الشرعية عندنا معرفة مصادر التلقي ماهي؟ مصادر التلقي الموثوقة إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى  [النجم: 4]، هذا تأكيد أن هذا يجب الثقة به، هذا مصدر صحيح تماماً، الإنترنت، جوجل، هذا ليس مصدراً صحيحاً تماماً، المعلومات التي تنشر أو التي تطبع على أوراق أو كتب ليس طبعها أو نشرها يحتج به، فلو واحد جاء وقال: كذا كذا الواجب، ليه؟ أنا متأكد اني قرأته في الشبكة، ماذا يعني قرأته في الشبكة؟ وما تمثل الشبكة بالنسبة لميزان الشرع في الحق والباطل؟

ثم عندنا الرجوع إلى أهل العلم:  فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [الأنبياء: 7]، هل جوجل؟ هل الذهاب العشوائي للمواقع هو سؤال لأهل الذكر؟

ولنفترض -يا أخي- أنك اهتديت إلى موقع موثوق بمعنى: أنه فتوى مثلا أو المعلومات التي موضوعة فيه موثوقة، والقائمين على الموقع موثوقين، القائم عليه عالم موثوق معروف، شهدت له الأمة، كيف تعرف أن سؤالك هو هذا السؤال الموجود؟ لأن المستفتي قد يظن أن هذا هو سؤاله، بينما لا يكون الجواب الموضوع هو جواب لسؤاله، هو يظن أن السؤال نفس السؤال، لكن في الحقيقة لا، فالله لما قال: فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ [الأنبياء: 7]، أهل الذكر ليبينوا للناس ما هو الجواب.

أنت ممكن تسأل وتقرأ مثلاً من أهل الذكر تقول : يا اخي أنا قرأت في الشبكة كذا هل هذا صحيح؟ أنا سؤالي كذا، ووجدت في الشبكة كذا، هل هذا صحيح؟

نعم توجد أشياء مطابقة مائة في المائة، يعني مثلا: لو كان سؤالك ما هي كفارة اليمين؟ وذهبت إلى موقع موثوق ووجدت سؤالاً ما هي كفارة اليمين؟

هذا واضح؛ لأنه في تطابق مائة في المائة، لكن ما رأيك لو واحد جاء عنده مسألة قال: أنا قلت لزوجتي: والله لا تخرجين وإن خرجت فأنت طالق، والله لأطلقنك لو خرجت، والله سأعاملك مثل أمي لو خرجت، والله أنت مثل أمي لو خرجت، والله تكونين علي حرام لو خرجت، والله أنت حرام علي إذا خرجت، فيها صيغ منجزة، وفيها صيغ معلقة، وفيها صيغ فيها يمينان، فيه صيغ فيها يمين واحد، فيه صيغ على الحال، وفيه صيغ على الاستقبال، وكل واحدة لها جواب، فلما يأتي يقول: وجدت سؤالاً يشبه سؤالي، لكن ممكن يكون يختلف في النتيجة تماماً، يمكن يكون هذا جوابه عليه كفارة يمين، وهذا جوابه ما عليك شيء أصلاً، وهذا جوابه تقع طلقة، وهذا جوابه عليه كفارة يمين، وكفارة حلف الطلاق، هذا جوابه عليه كفارة ظهار، وهذا جوابه عليه كفارة يمين وليس عليه كفارة ظهار.

الآن هذه الدقائق وهذه التفصيلات من الذي يعلمها،  فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ ، فإذًا لا يمكن أن تحل الشبكة مكان أهل الذكر تماماً بحيث تكون هي أهل الذكر إلا أن تكون الشبكة هي الواسطة بينك وبين أهل الذكر، هذا صحيح، إذا تأكدت أن هذا الشخص من أهل الذكر فاتصلت به بالشبكة، فالشبكة ليست مصدراً وإنما الشبكة صارت وسيلة اتصال بأهل الذكر، فاسألوا أهل الذكر مشافهة مواجهة بالاتصال، بالرسالة، أسألهم، لكن في النهاية ستأخذ الكلام منهم، والشبكة واسطة، لكن الشبكة ليست مفتياً، وليست الشبكة مصدر الفتوى، الشبكة وسائط نقل، والله أمر بالرجوع إلى أهل العلم، وهذا الرجوع عام في جميع المسائل، طبعاً المسائل الشرعية، وأهل الذكر وأهل العلم، يعني: ذلك يتضمن تحريم الجهال، وقال تعالى:  الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا  [الفرقان: 59]، استعلم من هو خبير وعالم به تعالى، اتبعه واقتدِ به.

التثبت من خبر الفاسق والمجهول

00:27:05

من القواعد نقول للشباب الآن في عالم الشباب والتقنية، في قضية الجيل الجديد ومصادر المعلومات: التثبت من خبر الفاسق والمجهول، هذا أصل شرعي، يعني: لما تدخل على الشبكة لازم تستصحب أصولاً شرعياً، لازم يكون فيه قواعد عند الدخول، الدخول ممكن تدخل من جوالك، ممكن تدخل من أي جهاز، ممكن ترد عليك ضربة الآن صوت، تطلع أنت مقصود، لست قاصداً، أحيانا أنت تبحث أنت تقصد، أنت، الكثير من الأحيان تكون أنت مقصود بالمعلومة التي وصلت، أرسلت إليك عبر الواتس أب، أو على البريد الإلكتروني تبعك، على موقعك في الفيس بوك، أنت مقصود، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ  [الحجرات: 6]، فأدب الله أولي الألباب بهذه الآداب، ونهاهم عن الاعتماد على خبر الفاسق، ولا يجوز أخذه مجرداً، بل يجب التبين والتثبت في ذلك لما في تركه من الخطر الكبير، والوقوع في الإثم؛ لأن الخبر الصادق العدل هو الذي يعتمد عليه، وأما غير ذلك فيقود إلى الندامة، والتبين والتثبت بالقرآن والدلائل حتى نعلم هل هذا صدق أم كذب، فالخبر الصادق مقبول، والخبر الكاذب مردود، وخبر الفاسق متوقف فيه.

قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: "التثبت في سماع الأخبار وتمحيصها ونقلها وإذاعتها والبناء عليها أصل كبير نافع أمر الله به ورسوله، ثم قال: فمن تحقق وعلم كيف يسمع وكيف ينقل، وكيف يعمل فهو الحازم المصيب.

بعض الناس في النقل يظللها بالماوس ويرسل، تقول: كيف هذا ؟

يقول: إي والله الماوس آخر كلمتين ما شبكت.

آخر كلمتين يمكن تغير الكلام كله، المفهوم منه، فكيف تنقل؟

ما في الماوس ما لقط آخر كلمتين، كيف تنقل؟ كيف تعمل؟

والذي يعمل بهذا الهدي حازم مصيب، وبضد ذلك، يقول الشيخ أحمد: الطائش مآله الندامة، قال ابن أبي أويس: "سمعت مالكا يقول: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذونه. لقد أدركت سبعين ممن يقول: قال رسول الله ﷺ عند هذه الأساطين وأشار إلى المسجد، فما أخذت عنهم شيئاً، وإن أحدهم لو أوتمن على بيت مال لكان أميناً، إلا أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن" يعني: فهم، حفظ، استيعاب "لم يكونوا من أهل هذا الشأن" [ترتيب المدارك وتقريب المسالك: 1/136] لكن في أمانة لو استؤمن على بيت المال.

عدم نقل ونشر كل ما يسمع ويرى

00:30:21

رابعاً: -من القواعد-: عدم نقل ونشر كل ما يسمع وكل ما يرى، وكل ما يعلم، عن حفص بن عاصم قال رسول الله ﷺ:  بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع [رواه مسلم: 5] إذًا هذا زجر عن التحديث بكل ما سمع الإنسان، ترى من زمان لما الواحد كان يسمع خبراً حتى ينشره في القرية، حتى ينشره في البلد يعني: يحتاج أن يأتي مجلس القوم ويتكلم، ويروح مجلساً ثانٍ ويتكلم، مجلس ثالث ويتكلم، ويخبر زوجته فتنشر، ويخبر ناساً في الحي، ويمكن الخبر حتى ينتشر يحتاج إلى وقت، الآن ما يحتاج، خبر قرأته ريتويت، طيب هذه ما تأخذ ضغطة زر ولا ثانية، ثانيتين، إذًا لا بد يكون فيه قواعد تجعل الواحد يتوقف يفكر، يمحص، يتحرى قبل ما يسوي إرسال، ريتويت إلى آخره من أزرار الإرسال.

لأن التحديث بكل ما سمع بناء على هذا يعتبر في النهاية نوع من الكذب، لماذا؟ لأنه سيقع في الكذب ولا بد؛ لأن بعض ما يسمع غير صحيح، فلما يقول: كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع  [مسلم: 1/10]، معناها: ليحدث بكل ما وصل إليه، أي شيء يرسل إليك ترسله، أي شيء يصلك ترسله أن هذا وقوع في الكذب يقيناً؛ لأن بعض المرسلات إليك غير صحيحة.

والذي نجده الآن في البريد في تويتر، في فيس بوك، في الواتس أب، إلخ.. أن حجم التداول ضخم جداً، أنت الآن ممكن تقول: الفيس بوك فيه مليار، التويتر فيه ثلاث مائة مليون مشترك، لكن الثلاث مائة مليون كم خبراً تداولوا؟ وتدريجياً يفتح كيك ، يأتي يقول: هل تريد أن تتصل بالفيس بوك، وتويتر يوصل على فيس بوك، والكيك يوصل على الفيس بوك، وهذا فيه بريد إلكتروني، وهذا فيه، هل في النهاية الشبكات داخلة في بعض، يعني: المليار في فيس بوك يوصلك لتويتر، وثلاث مائة في تويتر يوصلون وكذا الذي كذا مليون الذي في الكيك، الآن دخلوا في الفيس بك، وبالتالي فإن عملية التداخل والتشابك الحاصلة ستؤدي إلى دوران عدد هائل، إلى دورانات أعداد هائلة من الرسائل المتداولة والمتبادلة بين الأفراد والمشتركين وأصحاب المواقع بهذه الوسائل.

وبعض الناس يظن أن حجم التدوير أو حجم التبادل أو حجم الريتويت يدل على أنه هذا صواب، وليس بصحيح، فقد يكون خبراً عجيباً طريفاً، جعل بعض الناس يرسله للإضحاك، بينما قد يكون هو كذبة من الكذبات، قال الحسن البصري: "خرج عندنا رجل من البصرة فقال: لأكذبن كذبة يتحدث بها الوليد" يعني: الطفل الصغير، قال الرجل: "فما رجعت إلى منزلي حتى ظننت أنها حق، لكثرة ما رأيت من يتحدث بها"، هو نفسه الذي كذبها يقول: "ما رجعت إلى بيتي حتى ظننت أنها حق"، هو كذبها، لكن من كثرة ما تداولها الناس شك في نفسه، شك أنه يكون هو صح، الكلام هذا من كثرة المتداولين.

الاعتماد على الحقائق

00:34:33

القاعدة الخامسة: الاعتماد على الحقائق، وليس على الظن:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ  [الحجرات: 12]، البناء على الظنون والتخرصات والرجم بالغيب هذه كارثة،  وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا [النجم: 28]، وقال ﷺ:  إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث  [رواه البخاري: 5143، ومسلم: 2563].

وقوله: وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ  [الأنعام: 116] الخرص التخمين والكذب، ثم الاعتماد على كلام العامة.

الله ذم المنافقين، إذا سمعوا خبراً، أذاعوا به، نشروه على طول، نشروه مباشرة: وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ  [النساء: 83]، عرفوا الصواب وأتوا به على وجه.

وبعض الناس تقول له اليوم: من أين تلقيت هذه المعلومة؟

قال: والله ما أدري جاءت، ما أدري هي جاءت من الإيميل أو شفتها في فيس بوك، أو كانت في تويتر، أو مدري أنا قرأتها في الفيس بوك، في الواتس أب، أو...

كيف يا جماعة المسلم عنده ميزان، فيه مصادر معلومات، فيه حق وباطل، فيه حق ويقين، فيه وهم وحقيقة، فما يعني؟ وكم من الأوقات تضيع في أشياء لمجرد أنه حصل فيها تداو؟، المعلومات التي يبحث عنها الإنسان في الحياة إما أن تكون معلومات شرعية، تفسير آية، معنى حديث، حكم فقهي مثلاً، وقد تكون معلومات طبية أو تاريخية، لغوية، خبر من الأخبار، فكل خبر له أهل فن مختصون به، المعلومة الطبية من أين ستأخذها؟ المعلومة الفلكية من أين ستأخذها؟ المعلومة الجيلوجية من أين ستأخذها؟ المعلومة الإخبارية، المعلومة الشرعية، فلا بد من العودة لقضية التخصصات، فسألوا أهل الذكر في كل فن من الفنون، فسألوا أهل الذكر في كل مجال من المجالات.

التجارة والمعلومات الاقتصادية لها مصادر خاصة، وهناك مواقع جادة وفيه مواقع ما هب ودب، فيه مواقع لها مصداقية معينة، فيه مواقع مجربة.

إذًا، الحاذق العاقل الذي يحرص على المعلومات الثابتة المستقرة من مصادرها الصحيحة.

نحن الآن عندما نعيش في عالم من مواقع التواصل التي تنتشر انتشاراً مذهلاً، طبعاً مثلما ينتشر عندنا العرب، مثلا نقول: فيس بوك وتويتر أيضاً، موجود عند الأعاجم مواقع، وعند الروم يعني العالم الغربي مثلا موجود، الهند، إندونيسيا، أفريقيا، وفيه أشياء أحياناً قد تكون منتشرة في مكان أكثر من مكان، وموقع ماي سبيس منتشر مثلاً في أمريكا من أكثر المواقع، الكيك أكثر بلد يستعمله هنا، الموقع أصلاً أمريكي، معناها أن فيه ناس تبحث عن أي شيء، كأنه فيه ناس فارغون يريدون أن يقضوا الأوقات في أي حاجة، فيدخلوا بهذه المواقع لكن بنوع كأنه من الخبل استهبال، جنون، غير قضية مسألة استعمال المرشد، هذه مسألة أخرى، فنقول: إن هذه المواقع انتشرت، ايدنت، جايكو، باونس، وستويت، وجول بلس، إلى آخره.. طبعاً فيس بوك، وتويتر.

إذا كانت المواقع الكبار: جوجل واحد، فيس بوك اثنين، يوتيوب ثلاثة، على مستوى العالم.

-طيب- هذه المواقع منبت خصب لأصحاب الأهواء والشهوات والبدع، هذه وسائل نشر لليهود والصليبيين والباطنية، والكفرة، وأهل الشهوات، وأهل الدنيا، وأهل الهوى، كله ينشر، هذه محلات، والناس هؤلاء أصحاب بضائع يعرضون، فإذا كنت ستجد العالم والجاهل، والصادق والكاذب، والسني والمبتدع، والمعروف والمجهول، والذي باسم حقيقي، والذي باسم مستعار، فكيف يتم التلقي؟

يا إخوان: الآن كثير مما يبحث عنه كثيراً ما هو فقط الفتوى، بعض الناس ربما يتورع في الفتوى تورعاً لا بأس به، لكن في مجال الاستشارات، ما رأيكم؟ يعني: تجد من يدخل موقعاً من المواقع، ويقول: عندي المشكلة الفلانية، أذكر حول الكعبة الطواف، كان مطوف يطوف ناساً ويرفع الصوت، فيبدو انضموا معه ناس من غير الزبائن الخاصين، بعدما انتهوا الزبائن الخاصين طوف وراح، فبقي بعض هؤلاء الذين يدورون بقي لهم شوطان أو ثلاثة، فإذا بامرأة قالت: ما في أحد يلقنا شيء، الناس تبغى أي واحد يرفع، أي واحد يتكلم، افعلوا كذا ليفعلوا، ولذلك قضية الاستشارات ممكن واحد يقول مثلا: أنا زوجتي كذا، قد يفشي سراً اجتماعياً شرعاً لا يجوز إفشائه، ويطلب المشورة من ناس ليسوا من أهل المشورة، ويمكن البعض من يشير عليه بشيء قد يكون كارثة، يمكن يدمر البيت، يمكن يزيد الأمور سوءاً.

وقد يكون للبعض الذين يدخلون أناس من المغرضين، لا يرقبون فيكم إلاً ولا ذمة: لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ  [آل عمران: 118].

وأيضاً يوجد من يجند لأفكاره الهدامة، يوجد من يعمل روابط مع ناس شباب فتيات، لتجنيده في أفكاره الهدامة، فإذاً الحذر عند الدخول مطلوب، قال محمد بن إسحاق الأصبهاني: طفت الشرق والغرب مرتين، فلم أتقرب إلى كل مذبذب، ولم أسمع من المبتدعين حديثاً واحداً.

بعض السلف إذا مر بمبتدع يغلق أذنيه، يقول له كلمة، يقول: ولا نصف كلمة.

مواقع التواصل الاجتماعي هي التي تطوف بك شرقاً وغرباً، يعني: ما يحتاج أن تذهب على رجليك هي تطوف بك، لكن هل يحدث متابعة لمبتدعين؟ لمذبذبين لأصحاب شبهات؟

كل مؤلف تقرأ له، أو مغرد تتابعه يترك في تفكيرك مسارب وأخاديد، فلا تقرأ إلا لمن تعرفه بصحة العقيدة، وعمق التفكير، وسلامة التفكير، وحسن التعبير، وحرارة القلم، واستقامة الضمير.

انتحال الشخصيات: المحاذير والمخاطر

00:42:57

إن مسألة انتحال الشخصيات خطر آخر، ويتعلق بموضوع مصادر المعلومات الجيل الجديد والشباب، والتقنية في التعامل، قضية انتحال الشخصيات، فلا يقتصر خطر التلقي على مجرد أخذ من مجهول، بل هناك ادعاء لمعلوم، واضح يا إخوان، أي تلقي من مجهول، وفيه واحد يدعي شخصاً معلوماً ويبدأ الناس يأخذون منه على أنه من فلان، وإذا قال كلاماً حملوه المسؤولية، كيف الشيخ فلان يقول كذا؟ تأكدت أول شيء أنه الشيخ فلان، أو واحد انتحل شخصيته، وهل أي شخص وضع صورة شيخ فلان، ووضع اسم فلان خلاص هو فلان فعلاً، في عالم الانتحالات هذا، فإنشاء حسابات باسم عالم أو أياً ما كان شخص له منصب، وانتحال شخصية والكلام بلسانه، وأحياناً بعضهم يكتب: فتاوى على ألسنة أشخاص، قد يكون مغرضاً أو هو بالنسبة له يعتبرها تسلية يقول: خلينا أمثل دور الشيخ، وأفتي خل الناس يسألون ونشوف، أجرب نفسي يمكن يفتح عليه، يعني إبليس يفتح له، ممكن.

وبعضهم يطلع بيانات وتهديدات، وكلام على أنهم أشخاص معينين وهو ليس كذلك، بل إن بعضهم ينتحل شخصية مشهور من المشاهير سواء كان من المغنين أو الممثلين أو اللاعبين، لماذا؟ ليصطاد الفتيات، والمسكينة تتوهم أنه هذا الفنان المشهور يراسلها، الآن يثني عليها، وعلى أسلوبها، وعلى..، معقولة اللاعب فلان بنفسه يكلمني، المغني فلان هو نفسه يكلمني، الممثل فلان هو معاي على الخط، وتبدأ بإعطاء الأسرار والأسماء والعناوين، والمراهقون بعضهم أغرار، يعني: ما يستوعب خطر ما يفعل، لا يستوعب، بعضهم لو يقول: شغل لي الكاميرا يشغل، وقد يكون قلة دين، وقد يكون قلة خبرة، وقد يكون قلة عقل، كم رقمك؟ خذ، هذه البنوك لا زالت تحذر الزبائن تقول: لا تعط رقمك السري لأي واحد يتصل عليك ولو زعم أنه من البنك، لأنه فيه ناس تتصل معاك فلان الفلاني، نعم، عندك حساب عندنا في البنك الفلاني، نعم، كذا كذا، عندنا تحديث بيانات بالله، اسم فلان، كذا فلان، الرقم السري كذا، مسكين، فهذه البساطة والسذاجة موجودة عند فئة من الناس، موجودة، وقد تكون عند بعض الفتيات يمكن أنها مسكينة، في بيت محافظ، ما خبرت الشر، ما خبرت هذه المخاطر.

بعض الناس بعدما وقع في المصيبة يقول: معقول في العالم ناس أشرار زي كذا، معقول طبعاً وأكثر لكن لا يوجد حصانة، والنبي ﷺ لعن المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء  [رواه البخاري: 5886] المسترجلات من النساء، والمترجلات من النساء.

وقضية أيضاً أنه يدعي أنه أنثى، وهو ذكر يدخل في اللعن، يدخل في اللعن هذا المدعي يضع صورة بنت واسم بنت، وهو ليس كذلك، وهي تضع اسم رجل وصورة رجل.

حديث النبي ﷺ الذي لعن المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء  [رواه البخاري: 5886].

ما مدى انطباقه على هذه الحالة؟

أما الوقوع في العشق المحرم، والصور السيئة، وهدم البيوت، وتفريق الأسر، وتشرد الأولاد، والفشل في الدراسة، شيء هائل.

يعتمد كثير من الناس في معرفة الأخبار، والمعلومات على محرك البحث العالمي جوجل، بلغ من عالميته أنه يحتل الصدارة ثمان سنوات بلا منازع وفقاً لموقع ألكسا حتى الآن، صار بعض الناس يعتقدون في قرارات أنفسهم أن هذا المحرك يعرف كل شيء، عن أي شيء، ولا يعلم كل شيء عن أي شيء إلا رب العالمين، لا محرك البحث، ولا غيره.

 وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا [طـه: 110]، وقد أحاط بكل شيء علماً سبحانه وتعالى.

وبعض الناس يظن خلاص أي شيء، اي شيء، ماذا أفعل أنا الآن، ماذا سيحدث غدا؟ ماذا سيحدث بعد أسبوع؟ لا يعلم الغيب إلا الله.

طبعا في التقنية إبداع، التقنية حققت سبقاً عظيماً، التقنية سهلت أموراً كثيرة، التقنية فتحت عوالم كانت مغلقة.

التقنية لها فوائد هائلة جداً جداً جداً، ولا نزاع في ذلك، ولسنا الآن في مجال الإشادة بالتقنية وفوائد التقنية وما الأشياء التي يمكن نجنيها من التقنية، هذا أكثر الناس يعرفونه، التعديد والتفصيل في مسألة الحرام، الشرع ما قال لنا مثلاً: لحم الغزلان حلال، ولحم الأرانب حلال، لحم الطيور حلال، لحم الضبع، والبقدونس والبقل والكراث والفجل والبصل، والملوخية، الشرع لما فصل فصل ماذا ؟ فصل لكم ما حرم عليكم، نحن نحتاج إلى ذكر الممنوعات حتى تجتنب، لأن الحلال والمباح هائل، لكن طبعاً في مجال نفع الدين، والأفكار الجيدة، من الجيد أن تذكر كيف تستعمل التقنية في الأشياء الإيجابية؟ الدعوة إلى الله، نشر الدين، حل مشكلات الناس النفسية، الاستشارات الاجتماعية، تقديم الحلول الأسرية، الآراء الاقتصادية.

يا أخي بعض الناس يريد يعرف أين يحفظ أمواله؟

بعض الناس يريد أن يعرف كيف يستثمر أمواله؟

بعض الناس يريد أن يعرف هل المجال الفلاني في الاستثمار مناسب أو لا؟ كما يقولون: عنده قرشين، يريد أن يعرف الآن يستثمرها في ماذا، وهو يتمنى أن أحد يعطيه رأياً صحيحاً.

التقنية تعطي مجالات خصبة جداً التعاون على البر والتقوى، لا إله إلا الله، وسبحان الله ماذا يمكن أن تفعل التقنية في باب التعاون على البر والتقوى، وقضية الوصول للمعلومة وسهولة الوصول للمعلومة.

وكنت مثلاً لو أردت أن تجمع طرق الحديث في السابق كم ستأخذ من الوقت؟

الآن ممكن تجمع بضغطة زر تجيب لك طرقاً في الحديث، يعني: إعانة الباحثين، المراكز العلمية.

لكن مرة أخرى نحن الآن نريد ننبه موضوعنا التنبيه على المحاذير والمخاطر، لو جربت وكتبت حد الرجم في جوجل، تأتيك خمس مائة وثمانية وعشرين ألف نتيجة بحث، بعد أسبوع ستأتيك أكثر، لو استعرضت النتائج ستجد العجب العجاب، في بعض المواقع الموثوقة ستجد حد الرجم الزاني المحصن ثابت بالكتاب والسنة، وإجماع الأمة، لكن ستجد أيضاً شبهات حول حد الرجم، ستجد أيضاً من العناوين أكذوبة حد الرجم للزاني المحصن، ستجد عنواناً في جوجل حد الرجم ليس من دين الإسلام، وهكذا..

إذًا نتائج البحث ممكن تقودك إلى مواقع إلحادية تشكيكية، يعني: تعتمد على عقل صاحبها بدلاً من الكتاب والسنة، كذلك إجابات من مجاهيل، كذلك أهل البدع يشاركون، ولو أخذنا إجابات جوجل مثلاً فإن هذه الإجابات في فروع كثيرة جداً فيها شيء نافع، ومفيد ومجمع وعصارات، يعني: خلاصات أفكار وخبرات مضافة، لكن يوجد فيها كلام مجاهيل، يجيب المسلم والكافر، الفاسق والعدل، العالم والجاهل، الكبير والصغير، الذكر والأنثى.

المشكلة العشوائية في تلقي المعلومات، وتعريض الناس إلى التضليل، الأسئلة مفتوحة يقول لك: اسأل في التفسير، اسأل في الحديث، أسأل في فتوى، اسأل في مشكلة اجتماعية، اسأل سؤالاً طبياً، اسأل سؤالاً فلكياً.

طرح سؤال في إجابات جوجل نصه: لماذا لا ترتدي بعض النساء العربيات المسلمات الحجاب؟ هذا سؤال طرح جاء واحد كذا طرحه، ما قصده؟ الله أعلم، كم عدد الإجابات والمشاركات؟ سبع مائة وسبعة وسبعين، الإجابات التي كتبت ما الخلاصة؟

لا يوجد بتاتاً لا في الكتاب ولا في السنة ما يدل على وجود شيء اسمه فريضة الحجاب، واحد كاتب أختي المسلمة المتحجبة نحن وإن كنا لا نشك في حسن إيمانك نريدك فقط أن تعلمي أن الحجاب الذي ترتدينه ليس فرضاً إسلامياً لازماً، وإنما هو من العادات والتقاليد.

الإجابات هكذا تقدم للناس، الحجاب من العادات والتقاليد، قد توجد أحياناً كذا امرأة مبتعثة مثلاً غاصت في الكفر، واستحوذ عليها شياطين الإنس والجن، تضع لك مثلا فيديو الحجاب ماله علاقة بالأخلاق، أنا مثلاً ممكن أكون عفيفة، ونظيفة وطاهرة، وغير متحجبة، زي ما أني طالعة قدامكم الآن، وممكن واحدة تكون أخلاقها ممتازة، وتعاملها مع الناس ممتاز، ومتفوقة في دراستها، ومنتجة في وظيفتها وما هي محجبة ما علاقة الحجاب بالإنتاج والتفوق الدراسي، والسعادة في الدنيا، وفي الحياة؟

فيبدأ بعض الناس يقول: الحجاب ما هو؟ لماذا؟ المشكلة فينا يا إخوان ما في تأسيس يعني: أنت تعال جيب هذا الذي يدخل على الحسابات، اسأله يا أخي ما هو دليل الحجاب بالقرآن والسنة؟ يقول: ما أدري والله، طيب ما معلوماتك عن الحجاب؟ لماذا أنت زوجتك أو أختك أو أمك لماذا تتحجب؟ ما أدري المجتمع عندنا يتحجبون كذا بهذه البساطة، يعني: أنت ما عندك تعبد لله بالحجاب، ما تعرف ولا دليل؟

أي دليل يا جماعة،  يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ [الأحزاب: 59] مثلاً، وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى  [الأحزاب: 33] مثلاً، في أدلة من القرآن والسنة، لكن صاحبنا ما يعرف ولا دليل، فلما تطلع واحدة تقول: انا نظيفة وعفيفة وطاهرة ما أني محجبة وما عندي حجاب، وأنا متفوقة في العمل والدراسة، وهذا دليل على أن الحجاب ماله دخل، وبعض الناس يصدق هذا، هذه المشكلة.

أهمية التأصيل الشرعي في مواجهة الشبهات

00:55:13

تحدثنا -أيها الإخوة- عن أهمية التأصيل الشرعي في مواجهة الشبهات الملقاة، لازم يكون عندنا تأصيل شرعي، تعرف على الأقل الأدلة الأساسية للمسائل في الكتاب والسنة، فيما أوجب الله، وحرم الله، وهذا العلم الشرعي، ما أهمية التأصيل هذا، أنك تعرف الأدلة الأساسية للمسائل حتى لو واحد ناقش، لو واحد طرح شبهة، يكون فيه جواب، يعني مثلا: واحد كتب في قضية الحجاب المسألة السابقة، بكل بساطة هي حرية شخصية، تبغى تتحجب ما تبغى تتحجب المسالة راجعة لك، هذا الكلام يجب أن يواجه، يقال: كيف يا أخي حرية شخصية والله يقول كذا، وكيف حرية شخصية والرسول ﷺ يقول كذا، هذا الجواب الدامغ، هذا الجواب المؤسس، هذا الكلام المؤصل الذي نحتاجه في وجه الشبهات اليوم.

مصادر المعلومات المفتوحة

00:56:15

وأيضا تكلمنا عن موضوع أنه مصادر المعلومات المفتوحة؛ مثل الويكيبيديا على سبيل المثال، التي تعني موسوعة سريعة، موسوعة معلوماتية ضخمة، الويكيبيديا تحتل الآن سادس المواقع الأكثر تصفحاً في العالم، موقع ما هو سهل، لكن طبعاً هذه موسوعة حرة، هي عبارة عن استكتاب الناس، يعني: استطاعت الشركة أنها تستكتب الناس بحيث أنه كل واحد يكتب مجاناً، مثل الصحيفة لها محررون، لها كتاب مقالات، الويكيبيديا استطاعت أن تجند الناس في العالم إلى أن يكتبوا هم يكتبوا، لكن هؤلاء الكتاب فيهم المعروفون وفيهم المجهولون، فيهم المسلمون وفيهم الكفار، فيهم المغرضون، وفيهم الطيبون، وفيهم الخبثاء، فيهم أهل السنة، فيهم أهل البدعة.

محررو الموسوعة ليسوا متخصصين بالضرورة، ممكن أي واحد يكتب في قضية طبية.

وأحياناً يكون فيه أهداف خبيثة، تخريب، التأثير على الرأي العام، تزوير الحقائق، وبالتالي فإن المحرر الذي يكتب مجهول بالنسبة لنا، حتى حذرت دراسة استرالية لباحثين من جامعة دياكن الأكاديميين من استخدام ويكيبيديا كمصدر موثوق للمعلومات؛ لأنها تحرم من المعلومات الدقيقة، وإن اعتماد الطلاب على ويكيبيديا التي توصف بأنها موسوعة حرة كمصدر للمعلومة يخلق جيلاً غير قادر على إيجاد المعلومة المناسبة من مصدرها الصحيح، هذا بعد دراسة وليس من ناس مسلمين، وبالتالي فريق المحررين المتخصصين الثقات في أي قضية طبية، فلكية، اجتماعية اقتصادية هو المطلوب، وليس أي واحد يكتب.

الصحف الإلكترونية والشبكات الإخبارية

00:58:26

رابعاً: الصحف الإلكترونية، والشبكات الإخبارية كثيرة جداً جداً، على سبيل المثال في العالم العربي: في عام 2012 جريدة اليوم السابع بلغ زوارها 843 مليون، بلغ عدد الزيارات في الشرق الأوسط 843 مليون زيارة، بإجمال زوار 145 مليون زائر، وهذا معناه وجود 145 مليون جهاز كمبيوتر يتصفح هذا، والزائر الواحد يقضي سبع دقائق، يتصفح أربع صفحات في المعدل، الناس تريد أخباراً تدخل على المواقع الإلكترونية الإخبارية، لكن من هو المراسل؟ من هو المحرر؟ من هو الناشر؟

أنت تجد كل شيء، غث سمين، جيد رديء صدق كذب، موجود، هي عملية تشويه المسلمين، عملية إشاعة فاحشة للذين آمنوا، عملية طعن في الأعراض، كله موجود، فقضية المصداقية والواقعية والموضوعية هذه صارت عملية استفهام كثيرة، وحتى تهتدي إلى موقع أو موسوعة، أو صحيفة إلكترونية، أو موقع فتوى، أو أشياء جربت من قبل، أو يقوم عليها ناس معروفين حتى تتبع الشيء من بابه.

ونحن أهل الإسلام مكلفين بالعدل في الناس، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ  [المائدة: 8]، فنحن ما نرد الحق، لأجل الشخص الذي قال به فلان، ما دام حق خلاص، نقبله، قال: صدقك وهو كذوب، الشيطان، علمه قراءة آية الكرسي قبل النوم، لكن بعد ماذا؟ الضغط.

وصايا وضوابط إنشاء المواقع على الشبكة العنكبوتية

01:00:28

والوصايا والضوابط الشرعية لمن أراد إنشاء مواقع فيما يتعلق بالأخبار مهمة جداً في قضية تحريها، من مصدرها؟ والضبط في نقلها، والصحة في صياغتها، والوضوح في عرضها.

وسبق أن ذكرنا أدلة حول الموضوع، يعني قول الله -سبحانه وتعالى-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا  [الحجرات: 6]، هذه قاعدة.

 كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع [سبق تخريجه] هذه قاعدة.

((الرجل يكذب الكذبة تبلغ الآفاق يعذب في القبر، يشرر عينه وفمه وأنفه، شرره من الأمام إلى الخلف، لماذا؟ يأتي بالكذبة تبلغ الآفاق.

 وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء: 83] هذه قاعدة.

هذه قواعد شرعية الله أدبنا بها، وذكرها لنا حتى ما نستعجل، حتى ما نخطئ، حتى لا نجور، لا نظلم، لا نتهور، لا نخطئ على أناس، في حق أناس، ما يجوز نشر أخبار الفضائح، من ستر مسلماً ستره الله، حتى لو الذي صاحب الفضيحة هو أصلاً نشرها، هو أصلاً ما يبالي بالستر، فيه ناس يحبون أن تشيع الفاحشة، وتستسهل وخلاص صار كل واحد عارفها.

يقول ابن رجب: "قال بعض الوزراء الصالحين لبعض من يأمر بالمعروف: اجتهد أن تستر العصاة فإن ظهور معاصيهم عيب في أهل الإسلام" [جامع العلوم والحكم: 2/292].

وتجنب نشر الأشياء التافهة، عن الساقطين والساقطات.

أنت تبغى تخدم التوحيد، ترى أن تخدم دين الله، أنت تبغى تعرف مشكلات الناس النفسية، أنت تبغى تعالج الأوضاع الاجتماعية، أنت تبغى تصلح الأوضاع الاقتصادية، بعض الناس يثيرون النعرات القبلية مثلاً، عصبيات جاهلية، يثيرون في وسائل الإعلام، إلى آخره..

كذلك موقع مثل موقع اليوتيوب ما نشر عورات؟ نشر غسيل؟ مواقع التواصل الاجتماعي هذه أحياناً تطلع أسرار الناس، يكون الواحدة عندها مشكلة مع زوجها الآن تفاقم الوضع، تأزمت نفسياً على تويتر على طول، على الواتس أب، على أي شيء، تكتب صار عندي كذا كذا ما رأيكم؟ أنت الآن طلعت أسرار زوجك، وأنت طلعت أسرار عائلتك، وأنت نشرت غسيل أهلك، وأنت، ليه يا جماعة؟ هذه مواقع نكب العفش، ونشر الغسيل المتسخ يعني في الأخير خلاص، وممكن طبعاً الآن مع المواقع واحد أو واحدة تصور نفسها وماذا تفعل، والموقف الذي حصل فيه، وينشر، ويعتبره أنه شهوة النشر، فيه شيء الآن شهوة النشر، إني أنا أول واحد نشرت الخبر، أنا أول واحد وضعت المعلومة، أنا أول واحد نشرت الصورة، أنا التقطت لنفسي موقفاً وسويته وحطيته.

تجد بعض الناس يقول: أنا خلاص من أجل شهوة السبق، صارت مشكلة يصور ويضعها، أنت ما وضعت يا أخي؟ صورت عورات مسلمين، أسرار مسلمين، يعني: أنت الآن هتكت حرمة بيت، أنت الآن تصور من داخل البيت، الصغار يصورون من داخل، ممكن يصور أمه وهي تطبخ في المطبخ، ممكن يصور أي شيء، وينشر وعلى طول، ما هذا؟ ما في حرمات؟ يعني: أين حفظ العورات؟ أين ستر العورات؟

الأحاديث هذه كلها التي جاءت في قضية الوعيد لمن هتك ستر مسلم أو مسلمة، يا أخي البيوت ما يجوز تدخل حتى تستأذن، وإنما جعل الاستئذان من أجل غض البصر ، حتى عينك ما تقع، عينك ما تقع على عورة أو شيء لصاحب البيت، هو ما يطلع عليها، لازم تستأذن وتطرق الباب وتسلم قبل الدخول، وما تكون في شق الباب تجي من الناحية الثانية، حتى لو فتح الباب، ممكن يفتح الطفل الصغير.

هذه آداب الاستئذان كلها منتهكة الآن في هذه المواقع، هذه مواقع النشر، انشر، وفيها فائدة؟ نعم، فيها فوائد، ممكن تنقل محاضرات، مقاطع وخطب مؤثرة وأشياء وفتاوى، ومواعظ، وإصلاح اجتماعي، وإصلاح نفسي وإصلاح أسري، لكن في المقابل ماذا ينقل أيضاً؟

المنتديات الحوارية، ما الذي يحدث فيها الآن؟ ما يسمى بالشات ما الذي يحدث فيها الآن؟ قضية أنه يرشد الناس بعضهم بعضاً إلى الأشياء الموثوقة، يقال: والله هذا موقع الرئاسة العامة والبحوث العلمية والإفتاء، هذا موقع الإسلام سؤال وجواب، هذا موقع الشبكة الإسلامية، هذا موقع المنتديات الهادفة، هذا ملتقى أهل الحديث، هذا ملتقى أهل التفسير، هذه شبكة الألوكة، تبغى مقالات، هذا موقع المختار الإسلامي، هذا موقع صيد الفوائد، هذا موقع كذا، البرامج التلفزيونية، أحياناً بعض الشبكات باسم معين، تنتج يتبين منها حسن الحقيقة، حسن العرض، ما فيها مؤثرات صوتية تشبه الموسيقى، أو هي في الحقيقة موسيقى، وإن زعموا أنها مؤثرات صوتية وخلاص دخلتوها في المكسرات، والأجهزة وحطيت اتراك ثري وفور وفايف، وخلاص، في التركات ما صارت؟ والساوند، يعني: الأجهزة سويتوها موسيقى العنب الخمر، أصله عنب، لكن بعد ذلك.

وجود الدلالة على الأشياء الموثوقة في العقيدة، في الفقه، في التفسير، في الحديث، في صحة الأحاديث؛ لأن بعض الناس ينشرون الكذب عن الرسول ﷺ: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار [رواه مسلم: 3]، وهناك قنوات لها مواقع، صار اشتبكت الآن الشبكة يعني: خلاص صارت محطات التلفزيون على الشبكة، والشبكة على محطات التلفزيون، أشياء تنتزع من سياقها أحياناً، تجميع أخطاء في عرض واحد، مثلاً: سقطة داعية، الدعاة بشر يقع منه سقطة، تجميع سقطات فلان، تجميع سقطات فلان، هو لو كان داعية خير وأكثر ما يقوله حق ما نروح نتتبع عورات المسلمين: من تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته، وتتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته  [رواه الترمذي: 2032، وقال الألباني: "حسن صحيح" كما في صحيح الترغيب والترهيب: 2339].

تسليط الأضواء على الأخطاء على شخص لو كان مبتدعاً، لو كان عنده انحراف، عنده فكر علماني ليبرالي، لوثات، بعض ناس عندهم لوثات خطيرة، ممكن يقول: أنا ليبرو إسلامي، كيف ليبرو إسلامي؟ يعني: هل يكون الإنسان حيواناً، إنسان كذا بهيمة؟ يعني كذا واحد يقول: أنا ليبروا إسلامي، معناها هو يقول: أنا إنسان بهيمة، ما في، إنسان أو بهيمة، فهذا يعتبر خداج، يعني: هذا تخليط، يعتبر تخليط، ولذلك فإن التفريق بين من يجب ستره، وبين من يجب فضحه، هذا يحتاج إلى علم شرعي؛ لأنه قد يكون هذا داعية سوء وخبيث، هذا يجب التحذير منه، وفلان حتى لو أخطأ، ممكن يقال: أنه خطأ بدون ما يسقط الشخص، أنت الهدف أن تعرف إذا خطأ انتشر يجب أن ينشر أيضاً التصويب.

لكن فيه فرق بين نشر التصويب، وبين إسقاط القائل، أنه هذا كأنه لا يساوي شيئاً.

وعندما يكون هناك منافقون يتكلمون ويروجون، قد يؤتى بواحد فيه جهل وفيه غباء، ويقال له كذا على الملأ: ماذا تنوي أن تقول؟ أنا أريد أن أقيم الشريعة، وما هي طريقتك في ذلك؟ سأهدم الأهرامات وأقتل كل الصليبيين والنصارى، هو متعمد أن يؤتى به بهذا الغباء وبهذا الكلام لماذا؟ للتشويه.

ثم أما الانحيازات في قضية العرض وماذا يعني؟ يعني: كيف تلبيس الحق بالباطل؟ هذا تخصص، أنا أتمنى، هذه مسألة: تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ  [آل عمران: 71]، التلبيس هذا لا بد من كشفه، التخليط بيان الحقيقة، لا بد من كشفها؛ لأن هذا فيه إنقاذ للدين، فيه تبرئة الدين من مشوهات، من مشوهين،تبرئة الناس الأبرياء، الناس الأبرياء هذا واجب شرعاً إظهار براءتهم؛ لأن حديث قصة الإفك في حديث عائشة فيه فوائد كبيرة منها أن الله برأ عائشة، هذا لوحده مكسب كبير جداً، خرج من وراءه هذه الآيات، يعني: سورة النور، براءة عائشة -رضي الله عنها-، فإظهار براءة الأبرياء هذا مقصد شرعي.

كذلك مسألة: إثارة الفتن: لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ [الأحزاب: 60] من هم المرجفون؟ ما هو الإرجاف؟ الذين يذكرون من الأخبار ما يضعف المؤمنين، ويقوي المشركين، هكذا قال العلماء في التفسير، إرجاف، تخذيل، تحبيط لأهل الإسلام، وفي الجانب المقابل تشجيع، تحفيز لأهل الشرك وأهل الباطل.

إذا قلنا: إن الشباب الآن يتعاملون مع التقنية، ويا جماعة ويا شباب، يا فتيات انتبهوا في قضية مصادر المعلومات، هذه مسألة حساسة جداً مصادر المعلومات، ولما قلنا: العلم، قال الله، قال رسوله ﷺ بوحيه، يا جماعة الوحي ميزته: أنه لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ  الوحي ميزته: أنه تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت: 42]، الوحي ميزته: أنه ما يمكن يطلع لك يوم من الأيام خطأ، أنه في شيء أحسن منه، هذا هو أحسن حاجة، هذا أصح شيء، هذه ميزة الوحي، ولذلك تأخذ وأنت مطمئن، تنفذ وأنت كسبان، أنت غانم، هذه أمور العقيدة والفتاوى، والمسائل الشرعية.

حتى المواقف الشرعية من الأحداث، قضية زلزال، بركان، إعصار، إلخ..

الآن فيه نصوص شرعية في الموضوع  وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ [الرعد: 31]،  وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ  [النساء: 79]، فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [الشورى: 30] فيه آيات نصوص واضحة في تعليل هذه الأشياء.

يأتي واحد يقول: لا، هذه ظواهر طبيعية ما لها علاقة بالإسلام والكفر، الله يؤاخذ الناس، يعني: على أشياء يعاقبهم، لله عقوبات الدنيا، وهكذا فقط هو ينظر إليهم، ولا يحدث شيء، لا، فيه أشياء تحدث منه .

ولما نقول: التأكد والتبين ما هو خاص بالأخبار الشرعية، حتى المعلومات الطبية، ممكن واحد الآن يأخذ كذا طب شعبي، يصف دواء يأخذ أي شيء من الشبكة، انظر وصفات التخسيس، وتبيض البشرة في الشبكة، شيء مهول جداً، وربما يكون بعض هذه الأشياء ضار، مواقع الزواج، أليس بعضها مواقع دلالة على الحرام في الحقيقة؟

 وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ  [البقرة: 220]، هذه آية عظيمة.

فالتدقيق والتحري، التوثق، ما هذا الموقع؟ من وراءه؟ من هي الجهة؟ من هو الشخص؟

ومن الإشكالات التي تقع في تلقي الجيل الجديد لمصادر المعلومات في الشبكات وغيرها: المعلومة التي تجيء سهلة، وأحياناً تأتي ملونة، يعني: معروضة بطريقة مغرية، لكن هو في الحقيقة حديث مكذوب، بدعة من البدع، والشاب ينشر أو الفتاة وهو يظن أنه يخدم الدين وهو في الحقيقة يسيء  من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار  [سبق تخريجه].

أحياناً تضيع أوقات في معلومة جابها واحد، يا جماعة أنا قرأت كذا، ومتأكد، أنا متأكد، يطلع في الأخير كتاب بدعي، كتاب من كتب الباطنية، من الفرق المنحرفة التي أخبر النبي ﷺ: تفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة  [رواه ابن ماجه: 3993، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 204] اثنان وسبعون فرقة تنشر على الشبكة الآن، أو سبعون، أو ستون، تنشر على الشبكة الآن، هذه فرصة بالنسبة لهم في ترويج باطلهم.

وكذلك فإن المواقع الاجتماعية قادرة على تشكيل بيئة فكرية افتراضية، البيئة الفكرية الافتراضية تشكل العقليات، تصوغ الشخصيات، تدفع إلى أعمال معينة، تنشئ رأياً عاماً، ورائها ناس ودراسات، وأمم تشتغل، وكثير منها للأعداء، فمن هو الضحية في هذا؟

هناك أطفال يتلقون، بالبحث والدراسة وجدوا أن الأطفال من سن ثلاثة إلى أربعة أكثر من يستخدم التقنية المرئية، الذي هي الفيديو، يشوفون أفلام الكرتون، وغيرها، من سن ستة إلى سبع سنوات يستخدمون المواقع يستخدمون المواقع التي فيها الحوار، وتبادل أشياء، إلخ.. ومن سن عشرة وأحد عشر يستخدمون مواقع الاتصالات، تقنية الاتصالاتية، ماذا يكون في الأشياء المرئية، والأشياء الحوارية والأشياء الاتصالاتية هذه؟ هذه كلها المحتوى، لماذا لازم تنشئ عند المسلمين مؤسسات صناعة محتوى؟ لأن صناعة المحتوى هذا أخطر شيء، إذا صنعت المحتوى بعد ذلك انشره نصياً، مرئياً، صوتياً، انشره بجميع الوسائل؛ لأنه عندنا محتوى صح.

فمن أعظم الصدقات الجارية: إنشاء مؤسسات صناعة محتوى شرعي صحيح، موثوق.

إن السهولة التي تعرض بها الأشياء اليوم تحصل عليها فتنة حقيقة، الآن سهولة الوصول، سهولة الحصول على المعلومة فتنة، لكن من الذي سيستعمل النعمة، نعمة الشبكات هذه بطريقة صحيحة شرعاً؟ من الذي يعرف أن السؤال الذي عنده هو السؤال الموجود في الموقع تبع الفتوى هذه؟ والفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان، ممكن تكون الفتوى مثلاً لواحد يعيش في جالية في الغرب أو الشرق اضطرارية لوضع خاص، هل يصلح أن تعمم هذه الفتوى الاضطرارية؟ واحد أفتي ضرورة، هو سأل المفتي قال: أنا الآن وضعي كذا، كذا، كذا، وإلا أموت، أفقد أحد أعضائي، إلخ.. فقال له: يجوز لك في هذه الحالة.

يأتي واحد من الخارج أو من الداخل من أي مكان يفتح، يقول: هذا الشيخ قال: يجوز، قال: يجوز في هذه الحالة المعينة، ما هو يجوز بإطلاق، وقد يجوز لإنسان في ظرف ما لا يجوز لغيره:  مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ  [القلم: 36].

مراكز البحوث وإنشاؤها، لو كان عندنا ويكيبيديا إسلامية شرعية، لو كان هناك كتاب ومحررون لا شك أننا سنتقي شراً كثيراً، ولذلك ينبغي التركيز، الإخلاص، التحري والتثبت، التعاون، اللجوء إلى أهل التخصص: فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ [الأنبياء: 7] التخصص، البحث عن المتخصصين، الأماكن المعروفة الموثوقة.

نسأل الله الهداية والسداد والرشد، وأن يدلنا على الحق، وأن يعيننا على العمل به.

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.