الأحد 23 جمادى الأولى 1446 هـ :: 24 نوفمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

عداوة الكافرين للإسلام


عناصر المادة
الخطبة الأولى
الصراع مستمر
من أسباب عداوة الكافرين للإسلام
وسائل الصد عن سبيل الله
الخطبة الثانية
الحرب على الإسلام وفعل الخير
قضاء الصوم قبل رمضان

الخطبة الأولى

00:00:04

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

الصراع مستمر

00:00:52

عباد الله: إن ربنا قد أخبرنا في كتابه العزيز أنه جعل الحق والباطل في صراع إلى يوم الدين: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًاسورة الفرقان:31، وأخبرنا أن أعداءنا لا يزالون يقاتلوننا حتى يردونا عن ديننا ما استطاعوا، وأنهم سيبذلون في ذلك أموالاً وأرواحاً: وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَسورة البقرة:217، وهذا الصراع لحكمة ربانية عظيمة؛ يتبين أهل الحق، ويتبين أهل الباطل، ويستحق أهل الباطل دخول النار، فلا تكون لهم حجة يوم القيامة إذا دخلوها، ويكرم الله أهل الثبات على دينه بجنات النعيم التي خلقها بيده، وجعلها مكرُمة لأهل الصبر والثبات.

من أسباب عداوة الكافرين للإسلام

00:02:26

إن هؤلاء الذين يحاربوننا اليوم على شتى الأصعدة ينطلقون من حسد وبغي، قال : وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّسورة البقرة:109، وكثير منهم يعلمون عن دين الإسلام ما تقوم به الحجة عليهم، ويشاء الله أن يُجريَ من الأحداث ما يقيم به الحجة عليهم، ويلتفت إلى هذا الدين يقرؤون عنه ويسمعون، يدرسونه ويتعلمون، فأما أكابر مجرميهم فإنهم يعلمون عن دين الإسلام شيئاً كثيراً، وهم يخططون لحربه، والنيل من أهله، ويمكرون مكر الليل والنهار، وأما عوامُّهم وجهَّالهم والناعقون الذين معهم، فإنهم يسمعون بالأحداث، فيسألون عن هذا الدين، ويأخذون من الكتب، وغيرها من المصادر ما يحاولون به معرفة شيء عنه، فقد تقوم عليهم الحجة من خلال ذلك، وهذه وسيلة من وسائل عباد الله لإقامة الحجة على الكفار؛ لأن الله جعل من وظيفة هذه الأمة أن تقيم الحجة على غيرها: لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِسورة البقرة:143، فنحن يجب علينا أن نبلغ، والله تعالى يُجري أقداراً وأحداثاً يعيننا بها في تفتيح أعين أولئك القوم وآذانهم ليسمعوا عن دين الإسلام، إنها الفرصة العظيمة، لكننا نعلم حقاً أن أكابر مجرميها من اليهود والصليبيين يعلمون تماماً حقيقة هذا الدين، وهم قد غزوه كثيراً فيما مضى في حملاتهم، وهم أفسدوا في كثير من أراضي المسلمين بغياً وعدواً، تجبراً وتعاظماً، جحوداً للحق وغروراً: وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَسورة آل عمران:24، واغترار الكفار بقوتهم قديم، وهي سنة عاد: وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةًسورة فصلت:15، وعصبيتهم المقيتة، وتشبثهم الأعمى، وجهلهم المركب الذي يدفعهم للاستمساك بما هم عليه، ورفض الحق: وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْسورة البقرة:120 إنهم مهما بلغ بهم التقدم العلمي التقني الدنيوي فلا يزالون يقلدون آباءهم وأجدادهم تقليداً أعمى، سنة واحدة متصلة عن كفار قريش إلى يهود العصر وصليبيه: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَسورة البقرة:170.

ثم إن تعلقهم بالدنيا، ورضاهم بها، واغترارهم بزينتها يدفعهم كذلك للبقاء على مناصبة أهل الإسلام العداء ليكون لهم العلو في الأرض، فيستمتعوا بها: الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍسورة إبراهيم:3.

إن اغترار أولئك القوم بعدد سكانهم، وكثرة أموالهم وأرصدتهم وصناعاتهم وثرواتهم وميزانياتهم إنه يعميهم عن اتباع الحق: وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَسورة سبأ:35، وقال رداً عليهم: وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَسورة سبأ:37، إن الطغيان يُعميهم.

إن هذا الغرور الذي هم عليه يجعلهم يتواصون بالباطل: أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَسورة الذاريات:53، أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَسورة الطور:32، إنها سنة واحدة ممتدة من فرعون إلى أئمة الكفار في هذا الزمان، قال تعالى: اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىسورة طـه:24، فهذا فرعون يغتر بحضارته: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِيسورة الزخرف:51، يغتر بما عنده من الدنيا، وهؤلاء القوم كذلك يغترون بما عندهم من الدنيا؛ فيغرهم ذلك، ويمنعهم ويعميهم عن اتباع الحق.

ثم إن هؤلاء أعوان إبليس قد جندهم إبليس في المعركة ويوم القيامة سيتبرأ منهم، كما قال تعالى: وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌسورة إبراهيم:22.

ويجب على المسلم أن يعرف سبيل المجرمين؛ لأن الله تعالى فصَّل الآيات من أجل استبانة ذلك، فقال: وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِأي: نوضحها ونبينها، ونميز بين طريق الهدى وطريق الضلال، وطريق الغي وطريق الرشاد، قال: وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَسورة الأنعام:55 لتظهر لكم يا معشر المهتدين، لتعرفوها حق المعرفة، حتى لا تتبعوها، ولا تغتروا بها: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍسورة القمر:47.

وكذلك فإن الرغبة في الهيمنة والسيطرة هي التي تدفعهم أيضاً إلى الوقوف من أهل الإسلام هذا الموقف العدائي الذي يريدون من خلاله السيطرة على أموالهم وبلدانهم وثرواتهم، والمجرمون يفسدون في الأرض ولا يصلحون، ومهما قالوا: إنهم يريدون الإصلاح والإعمار والبناء فإنهم كذبة، والواقع يشهد بذلك: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَسورة البقرة:11.

كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَسورة المائدة:64، فهم يوقدون نيران الحرب باستمرار، كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًاالسعي يدل على المواظبة والجد والاستمرار في هذا العمل المُشين، وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَسورة المائدة:64 فهم يفسدون البيئة، ويفسدون الحرث والنسل، كما أخبر وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَسورة البقرة:205.

وسائل الصد عن سبيل الله

00:11:22

عباد الله: إن لهؤلاء وسائل للصد عن دين الإسلام، ومحاربة دين الإسلام، إن لهؤلاء طرقاً في محاولة إطفاء ذلك النور الذي يريد الله أن يتمه، ويريد هؤلاء أن يطمسوه، فمن الأشياء التي يتبعونها والطرق: إثارة الشكوك والشبهات، وإطلاق التهم على أهل الإسلام المخلصين، والدعاة الصالحين: كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌسورة الذاريات:52، يشككون في النيات، إنهم يشككون في مقاصد الصالحين، إنهم يطلقون التهم الباطلة: وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌسورة الحجر:6،  وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌسورة ص:4.

وقد اتفق أئمة الكفار في صناديد قريش عندما أوشك دخول موسم الحج فقال قائلهم: يا معشر قريش إنه قد حضر هذا الموسم، وإن وفود العرب ستقدم عليكم، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا؛ فأجمعوا فيه رأياً واحداً، ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضاً، واتفقوا على أن يصفوه بالسحر؛ لأنه يفرق بين الأقارب، ولكن شاء الله أن ينتشر دينه، واتهموه بالكذب: وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌسورة ص:4، واتهموه بالإتيان بالأساطير: وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًاسورة الفرقان:5، وقالوا: إنه يتلقى من مصادر أجنبية: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ؛ لأنهم اتهموا النبي ﷺ بأنه يتعلم القرآن من نجار رومي بمكة، فرد الله عليهم فقال: لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ لسان النجار الرومي الموجود بمكة أعجمي؛ لأنه أصلاً من الروم، فاللكنة فيه، لسانه ليس بعربي، وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌسورة النحل:103، فأخرسهم بالقرآن، وتولى الله الرد على هذه الفرية، يتهمون المؤمنون بالضلالة: وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَسورة المطففين:32، ثم يلمزون، ويغمزون، ويسخرون، يضحكون من المؤمنين، والمؤمنون أفضل منهم.

وكفار اليوم ينعتون المسلمين بالتطرف والإرهاب، والوحشية والتشدد والأصولية، ونحو ذلك، وتنطلق ماكيناتهم الإعلامية في تزوير الحقائق، وتشويه سُمعة أهل الإسلام، كما انطلقت ماكينة قريش الإعلامية، فروى الإمام أحمد والبيهقي عن ربيعة بن عباد من بني الديل -وكان جاهلياً فأسلم-، قال: "رأيت رسول الله ﷺ في الجاهلية في سوق ذي المجاز، وهو يقول: يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، والناس مجتمعون عليه، ووراءه رجل وضيء الوجه أحول ذو غديرتين -أي: من الشعر- يقول: إنه صابئ كاذب، يتبعه حيث ذهب" يتكلم النبي ﷺ، وهذا يقول وراءه: صابئ خرج عن دين قومه، كاذب، "فسألت عنه، فقالوا: هذا عمه أبو لهب"[رواه أحمد (18234)]، وفي رواية: "رأيت رسول الله ﷺ بذي المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله، ووراءه رجل أحول" تقدُّ وجنتاه "وهو يقول: يا أيها الناس، لا يغرنكم هذا عن دينكم ودين آبائكم، قلت: من هذا؟ قيل: هذا أبو لهب" [رواه البيهقي في السنن الكبرى (177727)].

ومن شدة هذا المكر الإعلامي في التشويه، وقلب الحقائق، والاتهامات الباطلة التي توزعت قريش أدوارها، فهم إذا جاء الناس من العرب في موسم الحج -في التجمعات والأسواق- يقولون عن نبي الله ﷺ ما يقولون من الباطل، حتى أن الطفيل بن عمرو الدوسي سد أذنيه بالقطن من هول ما سمع منهم، ومن التحذير؛ لئلا يسمع كلامه ﷺ، ولكن شاء الله أن تصل الكلمات المباركات الطيبات إلى أذن هذا الصحابي الجليل فيدخل في الإسلام.

وكانوا يستعملون الضغط على الشخص من خلال أقاربه، فروى البخاري في التاريخ، والبيهقي من حديث عقيل بن أبي طالب قال: "جاءت قريش إلى أبي طالب -إلى عم النبي ﷺ، فقالوا: إن ابن أخيك هذا قد آذانا في نادينا -ومسجدنا-؛ فانهه عنا، فقال: يا عقيل، ائتني بمحمد، فانطلق إليه، فاستخرجته من كنس -يعني بيت صغير- فجاء به في الظهيرة في شدة الحر، فلما أتاهم" أي النبي ﷺ إلى عمه أبي طالب، وفي المجلس رؤساء قريش، "قال أبو طالب: إن بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم، فانته عن أذاهم، فحلق رسول الله ﷺ بصره إلى السماء، فقال: ترون هذه الشمس؟ قالوا: نعم، قال: فما أنا بأقدر على أن أرد ذلك منكم على أن تشعلوا منها شعلة[رواه البخاري في التاريخ (230)] لا أستطيع أن أدع الحق، ولا إعلان الحق كما أنكم لا تستطيعون الإتيان بشعلة من الشمس، ولو جئتم بشعلة من الشمس ما تركت هذا، فكان ﷺ يرفض السكوت عن الحق، وهذا من أهم أسباب المواجهة، من أهم الوسائل عدم التنازل عن الحق، عدم التنازل عن قوله، عدم التنازل عن إبلاغه، عدم التنازل عن بيانه، عدم التنازل عن توضيحه، لا تراجع، لا مساومات، في المبادئ لا مساومات، لا يمكن التنازل، لا يمكن التنازل، هذا الحق من عند الله، النبي ﷺ كف عن قتالهم؛ لأنه لا يقدر عليه، وليست الحكمة أن يقاتلهم، لكن لم يكف أبداً عن إعلان الحق، مسألة تبليغ الحق، وإعلان الحق لا يمكن السكوت عنها فضلاً عن التنازل، التنازلات مستحيلة، لا يمكن التنازلات، لا يمكن للنبي ﷺ أن يحذف شيئاً من منهجه، ولو أراد أن يفعل ذلك ماذا سيحدث له؟ إذا غيَّر أو بدل ماذا سيحدث له؟ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ۝ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَسورة الحاقة:45-46، وإذا أراد أن يفتري غيره ليتخذوه خليلاً ومقرباً، ولو تنازل شيئاً قليلاً ماذا قال الله؟ إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِسورة الإسراء:75، فلا يجوز التنازل، ولا يجوز السكوت عن إبلاغ الحق، هذا دين يجب أن يستمر إبلاغه، هذا دين يجب أن يستمر بيانه وتوضيحه، وإلا ما هي وظيفة الرسول؟ وما هي وظيفة الدعاة من بعده؟.

ومن الأساليب التي اتخذوها في مواجهة الحق: التهديد والوعيد، روى أحمد والبخاري عن ابن عباس قال: "قال أبو جهل: لئن رأيت محمداً يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ، فقال: لو فعل ذلك لأخذته الملائكة عياناً" [رواه البخاري (4576)، وأحمد (3303)]، وفي رواية: "مر أبو جهل بالنبي ﷺ وهو يصلي، فقال: ألم أنهك أن تصلي يا محمد؟!" يعني أن تعلن الصلاة، تصلي عند الكعبة أمام الناس؛ فيراك القادم من بعيد ومن قريب، وأهل مكة وغير أهل مكة؛ لأن الصلاة عند الكعبة هي إعلان للتوحيد، وعبادة رب العالمين، "ألم أنهك أن تصلي يا محمد؟! لقد علمت ما بها أحد أكثر نادياً مني، فانتهره النبي ﷺ، فقال جبريل: فَلْيَدْعُ نَادِيَه ۝ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَسورة العلق:17-18" [رواه الحاكم (3809)]، وفي رواية صحيحة أن أبا جهل حاول فعلاً أن يأتي النبي ﷺ ليفتِك به عندما رآه يصلي، وليطأ رقبته في السجود، "فما فجِئهم منه" أي الكفار وهم يرون المشهد "إلا وهو" أبو جهل "ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه" يتراجع إلى الوراء وهو ماد يديه إلى الأمام كأنه يدفع شيئاً يتقي به، "فقيل له: مالك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهولاً وأجنحة، فقال رسول الله ﷺ: لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً" رواه مسلم [رواه مسلم (5005)].

لقد هددوه بالقتل، وسعوا في إيذائه، ضربوه، شتموه، أغروا سفهاؤهم به، وضعوا الشوك في طريقه، قالوا: كاذب، ولا أعظم على الصادق من أن يتهم بالكذب! قالوا: خائن، ولا أعظم على الأمين من أن يتهم بالخيانة! خنقوه بثوبه، قام ذلك العتل الزنيم بخنق النبي ﷺ، فدفع عنه أبو بكر الصديق ، أذاقوا أصحابه صنوف العذاب، وأُلقي خباب على الحديد المحمى، ووضعت الصخرة على صدر بلال، وألقي في الشمس الحارة، وقُتلت أم عمار بن ياسر، وذهب أبوه إلى الله ، وكانوا يضربون المسلم حتى لا يستطيع أن يستوي قاعداً من شدة الضر.

ومن المواجهة أنهم سعوا في التشويش على الدعوة: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَسورة فصلت:26 شوشوا، إذا سمعتم القرآن ارفعوا أصواتكم بالصياح، شوشوا عليه؛ لئلا يسمعه آخرون، ولئلا تسمعوه أنتم، لمَّا حاول أبو بكر الصديق أن يصلي بفناء داره، وجعل يتقصف عليه نساء المشركين وأولادهم؛ يعجبون منه، وكان رجلاً بكَّاء ، جاؤوا إلى من أجاره: أجرت أبا بكر، إما أن ترد الجوار، أو ليحدثن ما يحدث، سنخفر جوارك، ومن أشد شيء على العرب أن يخفر عهده، وأن الشخص الذي استجار به يحصل له أذى، إما أن تخبر الصديق أن يدخل بيته، ويصلي في الداخل؛ لأننا لا نريد إعلاناً، من أشد شيء على الكفرة إعلان أهل الحق للحق، وهكذا لا يريدون سماع الحق، ولا أن يسمعه أولادهم، ولا نساؤهم، ولا أن يسمعه الناس: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَسورة فصلت:26.

استعملوا الإغراءات، "وجاء عتبة بن ربيعة للنبي ﷺ يقول: يا ابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً" أغروه بالمنصب "قال: وإن كنت تريد به شرفاً سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك" أغروه بالملك "قال: قال: وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا" أغروه بالعناية الطبية الفائقة "قال: وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه لا تستطيع رده عن نفسك؛ طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل -الجني- حتى يداوى منه، فلما فرغ عتبة"، ورسول الله ﷺ يستمع مسلسل الإغراءات "قال: أقد فرغت يا أبا الوليد؟قال: نعم، قال: فاسمع مني واحدة بواحدة، ما دام سمع منه فلا بد أن يسمع في المقابل "قال: بسم الله الرحمن الرحيم ۝ حم ۝ تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ۝ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَسورة فصلت:1-4 ثم سردها ﷺ، حتى انتهى إلى موضع السجدة منها فسجد: "أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَسورة فصلت:13" فيها تهديد "قال: قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك " حديث حسن [سيرة ابن هشام (1/294)].

عباد الله: لا تنازل، لم يتنازل النبي ﷺ، وأسمع الكافر، والآيات واضحة: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ۝ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ۝ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُسورة الكافرون:1-3 لا تنازل، ولا التقاء في وسط الطريق إطلاقاً، إعلان الحق، هذا أوجب الواجبات في الحملة مع الأعداء الشرسة.

اللهم إنا نسألك الثبات على الأمر، والعزيمة على الرشد، اهدنا لاتباع الحق يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من المفلحين.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

00:29:35

الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، الحي القيوم ذي الجلال والإكرام، مالك الملك ، أشهد أن لا إله إلا هو العزيز الوهاب، وأشهد أن محمداً رسول الله الداعي إلى طريق الحق والصواب، وأشهد أن أصحابه وأولياءه وخلفاءه أولوا الحق والألباب، اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه وذريته ما توالى الليل والنهار يا عزيز يا غفار، وارض اللهم عن من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

عباد الله: هذه أساليب الكفار في المنع والتضييق عندما منعوا النبي ﷺ من إظهار دينه: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ۝ عَبْدًا إِذَا صَلَّى ۝ أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَىسورة العلق:9-11، وأمر الله نبيه أن يبلغ ويستمر في الإعلان، لا يسكت إطلاقاً: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَسورة المائدة:67.

كان النبي ﷺ يعرض نفسه في الموقف ويقول: ألا رجل يحملني إلى قومي؛ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي[رواه الترمذي (2925)].

وهكذا ضُيِّق عليه، وحوصر في الشعب ﷺ، وأثيرت عليه المخاوف، أُثير عليه الخوف حتى قال: لقد أُخفت في الله، وما يخاف أحد[رواه الترمذي (2472)] ما أخيف أحد مثل ما أخيف النبي ﷺ، ابتلي ﷺ لكن هل خافهم فترك تبليغ دينه؟ كلا.

واستمر النبي ﷺ يبلغ، ويأتي المواسم وأسواق العرب، ثم تهيأت فرصة الهجرة، فلا يمكن أن يتركوه يهاجر: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَسورة الأنفال:30، ولما هاجر أصحابه إلى الحبشة بعثوا اثنين منهم -من قريش- محاولة الإتيان بهؤلاء الفارين، مطاردة إلى أقصى الدنيا.

الحرب على الإسلام وفعل الخير

00:32:16

لقد ادعوا المآثر والفضائل، وقالوا: نحن أهل السقاية والعمارة، فقال الله رداً عليهم: أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِسورة التوبة:19، لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ، فأين عمارة الدين قبل عمارة المبنى؟! ولذلك فإن ادعاء المآثر والفضائل، وأنهم أهل الرعاية والوفادة والسقاية والخدمة ردها الله عليهم، وهكذا الكفار اليوم عندما يدَّعون أن عندهم أدوية وأمصالاً ينفعون بها البشرية، وأن عندهم هيئات لمكافحة الفقر، وأن عندهم أشياء لمحو الأمية، وأن عندهم وعندهم، فإن عندهم ما يطغى على هذا بكثير، وهو حرب الحق وأهله، فما فائدة كل أعمال البر والخير التي يقومون بها في علاج الأمراض التي تصيب البشرية وغزو الفضاء والاختراعات، وهم يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً؟! وهذا الذي لا يفهمه كثير من أذنابهم ممن ينتسبون إلى الإسلام، إذا حدثته عن الكفار، قال: ألم يخترعوا كذا؟ ألم يريحونا في التكييف والكهرباء، والأمصال والأدوية، والسيارات والطيارات؟ فقل: أين هذا من صدهم عن سبيل الله وابتغائها عوجاً؟! أين هذا من محاولاتهم لإطفاء نور الله؟! عند الله في الميزان الشرعي، ما الذي يُنظر إليه؟.

هم يريدون من الدين نسخة معدلة بزعمهم، مشوهة في نظرنا، مبتورة ناقصة، لا يريدون ديناً فيه تميز المسلم عن الكافر أبداً، يريدون شيئاً واحداً، الوزن واحد، والنظرة واحدة، لا يريدون أن يشعر المسلم بأي بغض أو كره أو عداء لأهل الكفر، لا شك أن هذه المحاولات الآثمة لإطفاء نور الله، والصد عن سبيل الله، إنهم يريدون محاصرة الإسلام، ومحاصرة صدقات المسلمين، ومحاصرة العقيدة الصحيحة بالاتهامات، والكلام الذي أطلقه أعداء دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله من قديم، من الصوفية المنحرفين، وغيرهم من الذين كانوا يشركون بالله أولياء وأقطاب وقبور، نفس الدعوة التي يأتي بها الصليبيون واليهود اليوم عندما يقولون وينعقون: الوهابية، الوهابية، الخطر، السلفية، الخطر، ونحو ذلك، إنهم يريدون صد الناس عن دعوة الحق، وهم يعلمون -هم درسوها- الفرق ما بينها وبين غيرها من أنواع الانحرافات؛

ولذلك فإنما ينطقون به ليس عبثاً إنما هو منطلق عن دراسة قام بها أولياؤهم ومستشرقوهم لهذا الدين، هم يريدون من الدين نسخة معدلة بزعمهم، مشوهة في نظرنا، مبتورة ناقصة، لا يريدون ديناً فيه تميز المسلم عن الكافر أبداً، يريدون شيئاً واحداً، الوزن واحد، والنظرة واحدة، لا يريدون أن يشعر المسلم بأي بغض أو كره أو عداء لأهل الكفر، مع أن هذا من صميم دين الإسلام، ولا بد أن يعاجلهم الفشل؛ لأن هذا موجود في القرآن، وإبراهيم والذين معه قالوا لقومهم: إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًاسورة الممتحنة:4 العداوة والبغضاء، فكيف تحذف هذه من القرآن الكريم؟ كيف؟ لا سبيل.

اللهم إنا نسألك أن تعجل بأخذهم يا عزيز يا قوي يا متين، اللهم رد كيدهم في نحورهم، اللهم إنا نسألك أن تفني قوتهم، وأن تذهب باطلهم، اللهم إنا نسألك النصر عليهم يا رب العالمين، اللهم أنقذ المسلمين من مكرهم وشرهم، اللهم أنزل بهم بأسك وسطوتك ونقمتك يا رب العالمين.

اللهم انصر الإسلام وأهله، ودمر أهل الكفر المعاندين.

قضاء الصوم قبل رمضان

00:37:18

وأعلموا من في بيوتكم بأهمية قضاء الأيام التي فاتت من رمضان الماضي لمن عليه قضاء قبل دخول رمضان الآتي، فإنه يجب على من كان عليه صيام من رمضان الفائت أن يبادر بقضائه قبل قدوم رمضان الجديد، فأما إن كان العذر مستمراً كامرأة كانت حاملاً في رمضان الماضي فولدت، ثم أرضعت، ثم حملت مرة أخرى، فعذرها مستمر، حمل، ولادة، نفاس، رضاع، حمل مرة أخرى، فهي معذورة، وليس عليها إلا الانتظار حتى تستطيع لتقضي ما فات، مع ما يأتيها من رمضان الجديد إذا فاتها منه شيء، وفي هذه الحالة ليس عليها إلا القضاء فقط، فلا فدية على المعذور، وإنما عليه القضاء فقط، ومن أخبره الأطباء أنه لا يستطيع الصوم لا الآن، ولا مستقبلاً، في تقديرهم واجتهادهم أن مرضه مزمن، وأنه لا شفاء منه في المنظور البشري، فإن عليه أن يخرج الفدية إطعام مسكين عن كل يوم، ويجزئه ذلك، وهذا من رحمة الله، ورخصته لعباده.

اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فإنك علينا قادر، ودبرنا فإنا لا نحسن التدبير، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، اللهم آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، واغفر لنا يا عزيز يا غفور.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

1 - رواه أحمد (18234)
2 - رواه البيهقي في السنن الكبرى (177727)
3 - رواه البخاري في التاريخ (230) 
4 - رواه البخاري (4576)، وأحمد (3303)
5 - رواه الحاكم (3809)
6 - رواه مسلم (5005)
7 - سيرة ابن هشام (1/294)
8 - رواه الترمذي (2925)
9 - رواه الترمذي (2472)