الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، دين الله واحد، إن الدين عند الله الإسلام، ارتضاه لعباده، الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة: 3], صراط الله واحد وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام: 153].
العزة في اتباع الإسلام والتمسك بهديه
العز كل العز بالنسبة لنا في اتباع الدين والشرع والتمسُّك بهذه العقيدة وهذا المنهج وهذا الصراط المستقيم تمسك المسلم والمسلمة وتربية الأولاد الصغار على ذلك ينشئ يقيناً جازمًا واعتزازًا شامخًا بهذا الدين مما يكون المناعة والحصانة ضد أي هزيمة نفسية أو اختراق غربي أو شرقي للشخصية الإسلامية، هذه المسألة في غاية الأهمية، من المهم جداً في هذا الزمن تحديداً أن تكون العزة الإسلامية في نفوسنا أعلى ما يمكن وأقوى ما يمكن مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا [فاطر: 10]، وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون: 8]، الاعتزاز بالطاعة، الاعتزاز بهذه العقيدة، الاعتزاز بالإيمان، الاعتزاز بالعلاقة مع الله، الاعتزاز بعبادة الله، الاعتزاز بتوحيد الله، الاعتزاز بهذا القرآن، لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ [الأنبياء: 10]، شرّفكم به وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ [الزخرف: 44]، أيُّ شرف لنا ولمن اتبعه وعمل بما فيه، أمة الإسلام الأصل أنها أمة واحدة إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [الأنبياء: 92]، لا زال أعداؤنا يحاربوننا ويريدون أن يصدونا عن ديننا وأن يسلخونا من هذه العقيدة وهذا الإيمان، ومن السبل الإغراء بتقليدهم والانقياد لهم، النبي ﷺ بالوحي عرف ذلك وحذرنا منه من نزول هذا الدين وفي نزول هذا الدين قال: لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو سلكوا جُحْر ضبِّ لسلكتموه قلنا: يا رسول الله اليهود النصارى؟ قال: ((فمن؟)) يعني من غيرهم؟
من أعني غير هؤلاء؟ [رواه البخاري: 3456، ومسلم: 2669].
دعوات جاهلية للنيل من سيادة الإسلام
قامت دعوات قومية، دعوات عالمية، دعوات أممية، الغرض منها إذابة المسلمين، أن يجعلوا جزءاً من بوتقة فيها الكل، خلط الحق بالباطل بالكفر بالإسلام بالشرك بالتوحيد بالسنة بالبدعة بالطاعة بالمعصية ويكون ما يسمى بالدين العالمي أو الملة العالمية، وهذه كانت دعوى خطيرة جدًا ترتب على هذا الموضوع أو للوصول إليه لا بد من تحطيم الثوابت الشرعية فباسم تطوير الشريعة تجديد الخطاب الديني تطوير اللغة العربية انتشرت دعوات خطيرة جداً ومنها الدعوة إلى تقليد الغالب، أن ما دام هؤلاء القوم فوقنا في الدنيا فيجب أن نقلدهم وأن نحذوا حذهم حتى نصل إلى مستواهم، هم يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا لكن ماذا بالنسبة للأخلاق؟ وقبلها ماذا بالنسبة للعقيدة؟ ماذا بالنسبة للتوحيد؟ وماذا بالنسبة للآداب أيضًا؟ يزعمون التقدم واللحاق بالمدنية يعني التطور، لكن في الحقيقة ماذا يوجد لديهم على أبسط الأشياء؟ مثلاً في آداب قضاء الحاجة؛ هل عندهم استنجاء؟ هل عندهم إزالة نجاسة؟ ما عندهم، فكيف سيكون عندهم النجاسة المعنوية نجاسة الشرك والكفر؟ هل يمكن أن نلغي شخصياتنا الإسلامية والمزايا العظيمة التي جاء بها هذا الدين لنمشي وراءهم ونسير خلفهم ونذوب في قوالبهم؟ ولذلك الآن من أهم الأمور الحذر من ذوبان الشخصية الإسلامية من التغريب من عمليات التذويب التي تقع، وصحيح أن المغلوب مولع بتقليد الغالب، لكن نحن عندنا دستور يقول لنا: وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ [آل عمران: 139]، إذا كان أولئك الأعلون في الأقمار الفضائية أو في التقنيات، التحكم ونحو ذلك من أوجه التقدم الدنيوي، لكن نحن في قضية العلاقة مع الله متفوقون عليهم بشكل كبير، حتى العلاقة فيما بيننا، مثلاً قوانين الإرث لدينا، هم يورثون الكلاب والقطط، قوانين الإرث لدينا متطورة أكثر منهم بكثير، في قضايا الحياة الاجتماعية وما لدينا من تشريع الزواج وتحريم الشذوذ والحرام والفاحشة والزنا، إلى آخره، هم ممكن الواحد يضع أي اسم، نحن ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ [الأحزاب: 5]، نحن قوانين الأسرة لدينا متطورة أكثر بكثير مما لديهم ،شريعتنا عمومًا ما يمكن أن يتفوقوا علينا بشيء، هم ما تقدموا علينا إلا بأمور دنيوية وهم فرحون بما عندهم من العلم في الأمور الدنيوية لكن كمنهج كحياة كشريعة كعبادة كأخلاق وآداب نحن متفوقون قطعاً، والذين يريدون اليوم الاستبدال يعني إبعاد الإسلام والحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي واللغة العربية، وطمس معالم الشخصية الإسلامية والولاء بين المؤمنين، الذين يريدون إذابة الفواصل وإذابة الحدود وجعل المسلم تبع مجرد رقم تبع لغيره، نبذ الإسلام ولغة العرب، والقضاء على الهوية الإسلامية، والعلمنة يعني فصل الدين عن الحياة عن الاجتماع عن الإعلام عن التعليم عن السياسة، ومن المنافذ إلى ذلك تعظيم العقل بمعنى أن يصير العقل هو المصدر، طيب عقلي غير عقله غير عقلك، فإذاً أي عقل الذي سنحتكم إليه؟ لكن لما يكون هناك شريعة واحدة يسير عليها الجميع يحصل الانضباط، الدعوات التي قامت في قضية التغريب وإذابة الشخصية الإسلامية كانت في عدة مجالات منها مجال المرأة والأسرة، أعداؤنا يعلمون جيدًا مكانة المرأة، وأن إفساد الأمة يكون من خلال إفساد المرأة، المرأة الحاضنة التي تربي الأجيال، المرأة التي تضبط كثيرًا من تصرفات الرجال، وكان الاختراق في هذا المجال في الدعوة للتبرج نزع الحجاب، الزعم أن الدين عادات وتقاليد، وأن الحجاب من ضمن العادات والتقاليد، أن الطهارة طهارة القلب، ويؤتى بالعبارات الشيطانية، كم من محجبة تخفي تحتها فحشاً وكم من متبرجة تخفي في قلبها طهراً، الله يقول: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ [النور: 31]، الله يقول: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب: 33]، الله يقول وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النور: 31]، الله يقول: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ [الأحزاب: 59]، هذه قوانين وضعها خالق النفس البشرية، خالق نفس الذكر ونفس الأنثى، والذي يعلم ما يصلح لهما وما يصلحهما، اختراق آخر في قضية الاختلاط بين الجنسين والعمل على هذا ليلاً ونهاراً، وعناوين شيطانية براقة، الاختلاط ضرورة نفسية واجتماعية، الاختلاط رقي وتحضر ونحو ذلك، إلى متى تبقى المرأة حبيسة الجدران؟ كيف يتنفس المجتمع برئة واحدة؟ أيظل نفسه معطل؟ وهكذا، من الذي يقول بأن المرأة إذا مارست دورها الصحيح في الأسرة والحاجة خارج البيت كأن تدرس بنات جنسها وتعالج بنات جنسها ونحو ذلك أنها بهذه الكيفية سيكون المجتمع نصفه معطل، هم لا يعترفون بالعمل في البيت، الآن الغرب يعطي رواتب أمومة، يعطي مقابل أمومة، يعرفون قيمة الأمومة، وبعض بني قومنا يريدون اللحاق بما ثبت لدى الغرب نفسه بطلانه، الله يقول: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] فالتبرج والاختلاط الذي تحصل الدعوى إليه اليوم في الشارع والمدرسة والجامعة والمكتب والمتجر والمنتزه إلى آخره، والقوانين الجديدة هذه التي تسمى بقوانين الأمم المتحدة للتنمية المستدامة التي فيها فتح الحريات الكاملة للعلاقات ين الجنسين على مصراعيها، علاقات الشذوذ تقنن وتجعل أمراً مشروعاً في المجتمع الدعوى لممارسة المرأة كل الأعمال حتى الأعمال الثقيلة، حرية الإجهاض، حرية العلاقة الجنسية، وقريباً نشروا إعلانًا أن هناك دراسة على مجموعة من فتيات الثانوية اللاتي يمارسن العلاقة المحرمة مع الشباب، ركزوا في ضمن المجموعة على واحدة منهن صارت حاملاً وأظهروا شخصيتها على أنها شخصية فاشلة لماذا ليس كل اللاتي مارسن الحرام فاشلات؟ لا كلهن نجحن إلا هذه فشلت؛ لأنها لم تستطع منع الحمل، إذن الملاحظة الآن أن الفشل عندهم هو الحمل وليس إقامة العلاقة، إقامة العلاقة هذا أمر مفتوح، قضية الحرية الجنسية عندهم تعالج بالصحة الجنسية والمهم أنه ما يكون هناك أمراض إذا اتخذت الوسائل الطبية الكفيلة انتهينا، وصل الاغتصاب عندهم إلى حد مفزع، 20% من الطالبات يتعرضن للتحرش في المدارس الأمريكية، طالبة جامعية من بين كل خمس طالبات تتعرض لمحاولة اعتداء جنسي خلال السنة الدراسة الأولى، 18% من الطالبات المستجدات تعرضن للاغتصاب حقيقة قبل دخول الجامعة، طبعا هذه اللي تعرضن للاغتصاب 18% لكن اللاتي مارسن الحرام أصلاً أعدادهن أكبر من ذلك بكثير، يعني بالتراضي كثير، الاختلاط يفتح أبواب الحرام بالتأكيد، يكفي أن نعلم أن 19 مليون امرأة في الولايات المتحدة الأمريكية تم اغتصابهن، في ألمانيا تسجل 35 ألف جريمة اغتصاب كل عام، مليون طفل يولدون من جرائم الزنا والاغتصاب في الولايات المتحدة، عمليات الإجهاض أكثر من مليون عملية سنوياً.
زعموا السفور والاختلاط وسيلة | للمجـد قوم في المجانة أغرقوا |
كذبوا متى كان التعرض للخـنا | شيئاً تعز به الشعوب وتسبقُ |
مسألة الإغارة على قوامة الرجل، استهداف قوامة الرجل على المرأة والهجوم على هذا المبدأ الشرعي العظيم بزعم الحرية المطلقة للمرأة، لا ولي ولا محرم في السفر، وبزعم أنها الآن بلغت من النضج والرشد مبلغًا يجعلها لا تحتاج إلى هذا، وأنها تسافر وترجع وتأتي وتذهب بدون أي مرافقة من رجل أو أي إشراف، تتزوج بدون ولي، يدغدغون مشاعر النساء باسم الحرية، صارت الآن القوامة مستهدفة من قبل قوانين الأمم المتحدة، تعتبر شيئًا منبوذًا عالميًا، القضية خطيرة جدًا؛ لأنهم يريدون حتى المجتمعات الإسلامية لا يتركونها في حالها ويعتبرون أن ما عندنا اضطهاد للمرأة وظلم لها، وظيفة الأخوات والنساء والبنات الفتيات المسلمات رفع الصوت بالكتابة، رفع الصوت بإبلاغ من يمكن إبلاغه بأي طريقة مناسبة أن المرأة في ظل الشريعة ليست مضطهدة على الإطلاق، بل هي مكرمة ومعززة، هذا الصوت لا بد أن يصل ممثلاً عن النساء؛ لأنه لا يوجد ما يسكت هذه الدعوات مثل الأصوات النسائية التي تقول: نحن مستمتعات بالشريعة، نحن آمنات في ظل الإسلام، نحن مرتاحات ومسرورات تحت أحكام هذا الدين.
إقحام المرأة للعمل في كافة المجالات
من الوسائل في هذا التغيير والتغريب: الدعوة إلى أن تعمل المرأة في كافة المجالات، فن، رياضة، أعمال ثقيلة، ميكانيكية، ورش، أي شيء، مصانع، في جميع الأصناف والأعمال، حتى ما يصير هناك أي تفرقة بينها وبين الرجل، وإذا أثبت العلماء أن الفرق بين الذكر والأنثى على مستوى الخلية، على مستوى الخلية يوجد فرق بين الذكر والأنثى، تركيبة الدماغ، وزن الدماغ، العروق والشرايين، يوجد فروق حقيقية جسدية وعقلية ونفسية وقلبية، فكيف تريدون المساواة من كل وجه؟ المرأة تحمل تريدون الرجل يحمل؟ تريدون المرأة ما تحمل؟ لا يملون من الحديث عن التعليم المختلط، العمل المختلط، إلى آخره، ثم تأتي الوسائل الخطيرة في تحريض المرأة على المطالبة بحقوقها، زعموا أنها تفعل ما تشاء، سنخرج من عصر الجواري والإماء إلى آخره، نشر الأدب الساقط الخادش للحياء، إسقاط حياء المرأة المسلمة، إذا زال الحياء ما بقي شيء، رواية ساقطة، مقالات تسمى أدبية، أشعار ماجنة، رسوم عارية، أفلام فاحشة، يصورون من يقوم بهذه الأدوار أبطالاً ويعظمّون بطل القصة وبطلتها، والقضية كلها علاقة محرمة وارتكاب فواحش وعواطف تحت اسم الحب ممارسة الحب، والحب مفهوم أعلى من ذلك بكثير، من الأساليب الرخيصة في هذا التغريب ما يزعمونه مثلاً فناً، لا بد يدفع بها؛ لأن تمثل وتأخذ الأدوار وتعلو المسارح وتعمل في عرض الأزياء ومسابقات ملكات الجمال وغير ذلك، يريدون إدخال وسائل إعلام جديدة في المجتمعات التقليدية لتغيير العادات وتغيير السائد وإحداث التمرد على السائد، ماذا يوجد في أفلامهم؟ العاشق يخون عشيقته، ليس مع عشيقة واحدة وإنما عشيقة ثانية وثالثة وهكذا، صارت الآن خيانة مما يستعان به في هذه الإذابات والتغريبات، وبطبيعة الحال أن تذهب هؤلاء النساء في المجتمعات الإسلامية للعيش هناك، والعيش هناك بحر متلاطم من الفساد والإفساد، وبالتالي تذوب شخصيتها، ومع الوقت تألف، الإنسان إذا ألف المنكر يهون عليه ارتكابه والوقوع فيه، وكذلك الدخول في علمنة التعليم الموجودة في الخارج؛ لأنه في الخارج قد يدرسون فلسفة، في الكورسات الأولية في الجامعات أشياء تستهدف عقيدة وجود الله فالإلحاد لديهم منتشر، لا يوجد إله، الكون جاء بانفجار كهرومغناطيسي تجاذبات كهرومغناطيسية، الانفجار العظيم، ونحو ذلك من الأفكار التي تلغي فكرة وجود إله له حق، خلق، وله حق التشريع، ويعبد من البشر الذين خلقهم، المسألة عندهم مجتثة، وهذا الوضع عندما تذهب هؤلاء النساء وحتى الشباب إلى الخارج ويدرسون هذه الأشياء ماذا سيحصل لديهم؟ هل كل الشباب والشابات لديهن أو لديهم حصانة ضد هذه الأفكار الإلحادية والتشكيكات؟ وماذا سيحدث إن ذهب واحد في مقابل آلاف مقابل بيئة خطيرة جدًا من الركام من الكفر؟ ماذا سيحدث؟
الدعوة إلى التخلُّص من اللغة العربية الفصحى
صار التغريب حتى في الدعوة إلى التخلص من العربية الفصحى واعتبارها عائق من معوقات التقدم والتطور، والدعوة إلى التدريس بالكامل باللغة الأجنبية، ولا شك أن هذه الوسائل خطيرة جدًا لها آثارها على المجتمعات الإسلامية، والمسألة لها وطأة ثقيلة، والحقيقة أنه خطر لا بد من التصدي له، ماذا يمكن أن نعمل في سبيل ذلك؟ ونريد أن نعرف كيف نواجه هذا الأدب المنحل بث الشُّبهات الذي يحدث تباعًا؟ الطعن في حُجّية السنة، قلب المفاهيم، إعادة حتى تسمية الفضيلة، كلمة الفضيلة إطلاقها على أشياء أخرى غير التي أُطلق عليها الشرع، انتقاد الأحكام الشرعية، انتقاد الحجاب في مقابل ترويج وسائل أخرى أو ألبسة فاسدة أخرى، قضية تطبيع الحرام أن الحرام يصبح شيئًا طبيعياً، بهذه الدراما المدبلجة وبغيرها، وبالبرامج التفاعلية، وببرامج ما يسمى ببرامج الواقع التي تعرض العلاقات المحرمة هذه، وكيف يعيشان سوياً على الهواء مباشرة، النبي ﷺ قال: تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً ، معنى الحديث: أن الفتن تتابع على القلوب كتتابع أعواد الحصير، هل رأيتم الحصير المنسوج كيف تتابع أعواده؟ كذلك تتابع الفتن على القلوب، تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً يعني: تتابع عليه، فأيُّ قلب أُشربها نُكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نُكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض صار عنده حصانة، صار عنده مناعة، صار عنده قوة والآخر أسود مربادًا بين السواد والغبرة كالكوز مجخيًا يعني: منكوسًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أُشرب من هواه [رواه مسلم: 144].
لقد مللنا حتى من موضوع تشويه التاريخ الإسلامي، تشويه الشخصيات الإسلامية، رجال صالحون عظماء كبار قادة خليفة، هارون الرشيد الذي كان يحجُّ عامًا ويغزو عامًا بماذا صوِّر؟ حتى السلطان العثماني سليمان أُطلق عليه سلطان الحريم وحريم السلطان كأنه صاحب لهو ومجون وفساد وهو من هو في التاريخ الإسلامي في إعزاز الأمة الإسلامية المفسد يسمى مصلحًا، والمصلح يصبح خائنًا، وهكذا أمام هذا ماذا بأيدينا أن نعمل؟ أولاً: لا بد أن نعتقد بأن الله ناصر دينه، وأن كل المؤامرات على الإسلام ستنهار، وأن الله لما قال: وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ [غافر: 25] سيذهب وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ [فاطر: 43]، ونحتاج في ترسيخ موعود الله في نفوسنا أن نستحضر الوسائل الأسباب الشرعية التي يجب أن تبذل في ذلك، من ترسيخ الإيمان، ترسيخ العقيدة الإسلامية، تعميق انتماء المسلمين إلى دينهم إلى أمتهم نحن لسنا مفسدين في الأرض، الآن عندما نسمع عن أخبار تفجيرات في أماكن عشوائية في أوروبا، أو في غيرها، هل الإسلام يأمر بهذا بهذه الطريقة؟ لا، ومعروف أن مفاسد هذه الأشياء على الإسلام ومحاصرة المسلمين عظيمة جدًا، إذن، هناك أيادٍ خفية تحرِّك المدسوسين والمسيرين للقيام بمثل هذه الأعمال؛ حتى يُضطهد المسلمون في الغرب، حتى يحاصر الإسلام في أوروبا والغرب، وإلا ديننا ليس هكذا بالتأكيد، ولا هكذا أُمرنا أن نعمل على النساء وعلى الأطفال، هذا لا يمكن أن يكون عملاً تأمر به الشريعة، نحن ديننا واضح، ديننا ليس فيه أسرار، الإسلام دين ليس فيه أسرار، الإسلام دين مكشوف، دين واضح للبشرية، هذا الكتاب القرآن، أكثر من ستة آلاف آية، فيها آيات سرية؟ أقسام سرية في القرآن؟ لا والله هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ [الحج: 78]، صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُون [البقرة: 138]، على عهد موسى حدثت حادثة يقول ﷺ ينقلها لنا بالوحي، انتسب رجلان على عهد موسى فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان حتى عدّ تسعة يعني: من آبائه مفتخرًا بالنسبة يقول للآخر: فمن أنت لا أُم لك؟ قال الآخر: أنا فلان بن فلان بن الإسلام، فأوحى الله إلى موسى أن هذين المنتسبين: أما أنت أيها المنتسب إلى تسعة في النار، فأنت عاشرهم؛ لأنه انتسب إلى قوم في الجاهلية آباء في الجاهلية أنت عاشرهم في النار لافتخارك بهم وتعاليك على أخيك المسلم، قال: وأما يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة [رواه أحمد: 21178، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 1492] .
يقول عمر : "إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله" [رواه الحاكم: 207، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين]. لا بد أن نفتخر بهذا القرآن، لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ [الأنبياء: 10] لا بد أن نستمسك بهذا الوحي، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا [آل عمران: 103] ، وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [آل عمران: 101]، تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم [رواه مسلم: 1218] لا بد من العودة إلى الأصالة، جوهر الإسلام الصحيح بعقيدته النقية، بنصوصه من الكتاب والسنة، بفهم الصحابة والسلف لهذه النصوص لا بد أن نعود إلى ذلك النبي ﷺ أخبر الصحابة قال: إنها ستكون فتنة [رواه أبو داود: 4256، والترمذي: 2194، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 2431]. قالوا: وكيف نفعل يا رسول الله؟ لاحظوا الجواب العظيم، لاحظوا الجواب النفيس، قال: ترجعون إلى أمركم الأول الأصالة عزة، وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون: 8]، الإسلام يعلو ولا يُعلى كما قال ﷺ، نحن نتمسك بقِيمه بتعاليمه، بأحكامه، بشعائره، نفتخر بالانتساب إليه، نتمسك بما فيه، نجهر نعلن نقول ذلك، ما عندنا فيه أسرار ولا عندنا شيء نخشى منه، نحن أهل الإسلام ما عندنا شيء يُخْجل يفشّل، لا يوجد.
كذلك لا بد لنا من الاعتماد الكامل والمرجعية الكامل للقرآن والسنة، لا بد يكون فيه مرجعية للوحي كاملة تامة، إذا تنازعنا في شيء نرده إلى الله والرسول فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأنعام: 155] أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ [العنكبوت: 51] تركتُ فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما بأيمانهم نوران ذكر وسنة *** فما بالهم في حالك الظلمات، كما تعجب الشاعر قال ﷺ لعمر: أمتهوِّكون فيها يا ابن الخطاب متحيرون حتى ترجعوا لكتب أخرى والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى ﷺ كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني [رواه أحمد: 15156، وحسنه الألباني في الإرواء: 1589].
أما الذين يعتمدون على فلسفات شرقية وفلسفات غربية إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ [النجم: 23]ثم لا بد نؤصل مفهوم الاقتداء بالنبي ﷺ اتباع السنة، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي [آل عمران: 31]، علامة الصدق في المحبة اتباع النبي ﷺ نبي الأمة، فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ [النساء: 65]، فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63].
هذا الحديث: عليكم بسنتي قال: عضُّوا عليها بالنواجذ [رواه أحمد: 17142، والترمذي: 2676، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 937]. ثم لابد من الإجراءات العظيمة، الانضباط بفهم الصحابة والتابعين، كثير من الناس يزعم أنه يتبّع القرآن والسنة، لكن يأتي بدليل يفسّره على هواه، يأتي بفهم غريب، يأتي بمعنى ليس في لغة العرب، يدّعي أنها قراءة جديدة للنص، يدّعي أنها إعادة فهم للنص، يدّعي أن هذا تطوير للنص، أين الصحابة؟
قال الشافعي - رحمه الله -: "هم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استُدرك به علم واستُنبط به، وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من آرائنا لأنفسنا" [إعلام الموقعين: 1/63]. الآن الكلام في تفسير الكتاب والسنة، ليس الكلام في قضية اختراع الطائرات والصواريخ والتقنية والتحكُّم، اخترع كما تريد، الإسلام فتح لك المجال، اكتشف، وسيروا في الأرض، وانظروا في ملكوت السماوات والأرض، لكن نتكلم الآن في قضية المرجعية في الفهم، المرجعية في الشرح إلى من؟ كل واحد يفهم على هواه أم ماذا؟ لا بد نعود إليه نقيًا، من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد [رواه البخاري: 2697، ومسلم: 1718]، إذن البدع تُحارب، الدين يُنقّى، كل شائبة كل دخيل يُطرد يُنبذ، ثم لا بد أن نعتقد أننا على الحق ما يصبح الإنسان مهتزًا، وإذا تصرف مسلم بتصرُّف خاطئ نقول: خطأ، قام مسلم بقتل أطفال في الغرب مثلا قتل عشوائي نقول: خطأ، ديننا لم يأمر بهذا إذا فعله جاهل أو مدسوس أو مسيّر، الإسلام برئ منه، نحن المسلمين لا نوافق على هذا، نحن المسلمين براء من هذا، هذا ليس من ديننا، نعلن، ماذا نخشى؟ ليس شيئًا في ديننا نخجل منه؛ لأنه ليس في ديننا أصلاً، وفي الوقت الذي نحن نعتقد فيه أن الحق والباطل لا يستويان، أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [القلم: 35- 36]، لا يستويان لا في الدنيا ولا في الآخرة، لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ [الحشر: 20]، إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ [البينة: 6] وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران: 85] .
ولما سأل بعض أهل الأ ديان الأخرى عالمًا مسلمًا: ما بالكم تتزوجون من نسائنا ولا نتزوج من نسائكم؟ قال: نحن آمنا بنبيكم نحن آمنا بموسى وعيسى فنتزوج من نسائكم، فآمنوا بنبينا تتزوجون من نسائنا، الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ [المائدة: 5] الآية.
الاعتزاز بالهوية الإسلامية
من أهم الأمور الاعتزاز بالهوية الإسلامية المظهر الإسلامي وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت: 33]، كما قال الحسن البصري: هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحب الخلق إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحاً في إجابته، وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ طريقنا طريق الأنبياء كل الأنبياء كانوا على الإسلام العام والتوحيد اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف: 59]، وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ [البقرة: 132]، يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [البقرة: 132]، وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون: 8].
ثم نحن نري الآخرين ديننا، لا نستحي أن نريهم ديننا، لو أدركت الصلاة في مطار دولي ماذا تفعل؟ تنتحي جانبًا في زاوية ولو ما وجدتَ إلا هي تصلي فيها، ويرى الناس صلاتنا، ما عندنا أسرار ولا عندنا شيء نخشى منه، المسلم الذي يربّي أولاده على الاعتزاز بالإسلام ويربِّي بناته على الاعتزاز بأمور دينهن وبالحجاب، وعندما يرانا الآخرون في المؤتمرات في المنتديات في الملتقيات، والمسلم حريص فعلاً على دينه، ولذلك أعداؤنا يريدون تخويف الناس من الإسلام، انظروا إلى تصرفاتهم، يعملون ما يستطيعون لتخويف الناس من الإسلام؛ لأن الإسلام لو تُرك هكذا وحده ينتشر موافق للفطرة سيقبله القريب والبعيد، وإذا كان عندنا - وهذه من أعظم ما نحرص فيه على الاعتزاز - من وسائلنا في الاعتزاز الدعوة إلى الله الدعوة إلى هذا الدين ندعو إلى هذا الدين، هذه الدعوة من أعظم سبل الدفاع في المقاومة ولما نقدم لهم ما لدينا بالأسلوب الجميل لماذا لا يتبعون؟ ألا يخاطب العقل؟ أليس موافقًا للفطرة؟ ومن بقي عندهم منهم بقية فطرة سليمة سيرى ذلك حقًا واضحًا، وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران: 139]، بدينكم ومنهجكم وشريعتكم وأحكامكم وكتابكم، سلوكياتنا أخلاقنا آدابنا مستقلة، ليس منا من تشبّه بغيرنا [رواه الترمذي: 2695، والطبراني في الأوسط: 7380، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 5434]. من تشبه بقوم فهو منهم [رواه أبو داود: 4031، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 6149].
ولذلك انظر الهيئة الإسلامية في صبغ الشعر وإعفاء اللحية وحف الشوارب والصلاة في النعال وأكلة السحور أشياء كثيرة في اللباس في العادات في الزينة في الهيئة في الآداب في السلوكيات في العبادات موجود لنا شخصية مستقلة، أحكام واضحة جدًا، مستقلة في الهدْي الظاهر وفي الأمر الباطن، المسلم ما يصلح يكون عنده صغار وضعف وانهزامية وذُل، وكل ما كان من خصائص الأقوام الآخرين فليس لنا به علاقة، ولا يمكن أن نتبناه أو نتخذه أبدًا، ولقد نُهينا عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها، ولا نتخذ أي شعارات من شعارات الأقوام الآخرين فلنا هذا التاريخ وهذه اللغة حتى التأريخ والأسماء، وننظر الآن حتى أسماء المحلات، بعض المسلمين أسماء أولادهم ضاعوا فيها، مسألة الأعياد إذن، لا بد يكون عندنا روح الدفاع عن اللغة العربية عن الإسلام بالذات لما تقع أحداث كبيرة والعالم يسأل: هل هذا الإسلام فعلاً؟ يجب أن يكون عندنا حكمة وعندنا أساليب في التعريف بالإسلام، عندما يقال: أنتم تهينون المرأة، نقول: لا، عندنا قدرة على التعريف بحقوق المرأة وتكريم الإسلام للمرأة، استوصوا بالنساء خيراً [رواه مسلم: 1468]، حديث، اللهم إني أُحرّج حق الضعيفين اليتيم والمرأة [رواه أحمد: 9666، وابن ماجه: 3678، والنسائي في السنن الكبرى: 9104، وحسنه الألباني في الجامع الصغير: 2447]، حديث، النساء شقائق الرجال حديث، [رواه أبو داود: 236، والترمذي: 113، وحسنه الألبان في صحيح أبي داود: 95]
ولما روعيت المرأة في أشياء معينة؛ في أحكام الجمعة والجماعات وغيرها؛ لطبيعتها جعلت لها ذمة مالية خاصة وملكيتها صحيحة، الشرع يوجب الإنفاق عليها، سورة من أطول سور القرآن اسمها: "سورة النساء" لا يوجد سورة الرجال، ثم تنشئة الفتيات على العفاف، خلق الحياء العفاف مهم جدًا في المقاومة، والتنشئة كذلك على الدين والتوحيد سيرة الصحابة وأمهات المؤمنين، الثقة الشجاعة الثقة بالله، كذلك فإن الله قد أمرنا بتقواه وأمرنا بخشيته، فنسأل الله أن يجعلنا ممن يخشاه وممن يتقيه إنه سميع مجيب كريم .