أترك المجال لإخواني: أحد عنده تعليق أو عنده سؤال أو عنده حاجة قبل أن نتوقف للصلاة؟
اختلاف المذاهب، إذا افترضنا أن حجاجك من غير السنة، كيف ستتعامل معهم؟
ج: أول ما بدأت أنت به قضية اختلاف المذاهب، اختلاف المذاهب أنا سأراعي لما يأتي ناس من شمال أفريقيا ربما أحضر لهم واحداً عنده إلمام بمذهب مالك؛ حتى لا أشوّش عليهم؛ مشايخ بلدانهم يفتونهم على مذهب مالك، فآتي لهم بواحد يفتيهم على مذهب آخر فيصير عندهم ارتباك، وخصوصًا يمكن يكون هم أتوا معهم بشيخ على مذهب معين، فربما أوصي المشرف أولاً إذا معهم واحد صاحب علم، ليس جاهلاً، على مذهب معتبر، لن أتدخل في هذه المسألة، بمعنى أن أدع المشرف أو الشخص الآخر يذكّرهم معاني الحج، معنى التلبية، الأشياء الإيمانية ترك المعاصي، التوبة إلى الله، الأذكار، إلى آخره، ما أذهب أتدخل إذا معهم واحد على مذهب معتبر لن أتدخل في هذه القضية، إذا ما عندهم، نأتي لهم بطلبة علم ويفتونهم بما يعرفونه بالراجح بالدليل.
إذن، المسألة حيادية ما فيها مذهب معين لكن إذا كان هناك مذهب سنراعي هذا الشيء ولن نلخبط عليهم أو نعمل لهم إرباك أو تشويش في هذه القضية، وسنقتصر على الأشياء الإيمانية.
بالنسبة للنوع الآخر من الاختلاف؛ لأن هناك عندنا الاختلاف الجائز الذي هو هذا حنفي، هذا مالكي، هذا شافعي، هذا حنبلي، إلى آخره، أما عندما تأتي تقول لي: هؤلاء من القاديانية فرضًا، والقادياني يعتقد أن غلام أحمد القادياني نبي، وأن محمداً ﷺ ليس خاتم الأنبياء! وأن هذه لها تبعات أخرى.
هنا سيقوم الإنسان بما يقدر عليه من بيان الحق، بما يقدر عليه، إذا استطعت أن أبين سأعمل، تبين بدون مفسدة أكبر؛ لأن من شروط النهي عن المنكر: ألا يترتب عليه مفسدة أكبر من الإنكار، فلو ترتب على إنكار المنكر مفسدة أكبر، فهذا عذر في تأخير الإنكار أو السكوت عنه إلى أجل، ولا يعدم الإنسان إذا كان حكيمًا أنه يتوصل إلى بيان الحق بطريقة لطيفة بعيدة عن التصادم المباشر الذي يُحدث أثراً سلبياً؛ بحيث ما عاد يأخذ منك لا أول ولا تالي، على الأقل تجعلهم يحبون دعاتنا، هؤلاء الدعاة يتصرفون معهم بشكل حسن بحيث يحبوهم، حتى ولو ما كلمناهم عن شيء إلا آخر حاجة وهو ذاهب المطار، خذ هذه هدية معك، يكون فيها شيء من بيان الحق، بعد ذلك كل واحد يقرأها لنفسه لو أخذنا إيميلاتهم وأرسلنا لهم، أقصد أن المؤمن كيّس فطن، أنت تريد تبين له ترشده تهديه تدله على الحق فماذا ستفعل؟ هذا، فإذن، الحق يبلغ بالممكن، والميسور لا يسقط بالمعسور، وأنا أقول لو حبونا كدرجة أولى وحتى لو ما أخذوا شيئًا إلا لاحقًا، وهذا الذي تمكنت منه أنت تعمل الذي تقدر عليه، لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة: 286].
س/ نحن كرؤساء مجموعات أحياناً نُسأل عن أشياء تخص أمور الحج، فما هو الكتاب الذي تنصحنا بقراءته لنستطيع الرد من خلاله على الأسئلة التي تقدّم لنا من الحجاج؟
ج/ الجهات المعنية دعني أقول: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، أو وزارة الشؤون الإسلامية، حتى وزارة الحج، وحتى لو أخذنا جهاز الإرشاد في الحرس الوطني، لو أخذنا الأجهزة الدينية التابعة للأمن العام وغيره، توزّع في كل عام في الحج أعداداً هائلة، من أشهر الأشياء التي وزعت في مناسك الحج : رسالة لطيفة للشيخ ابن باز وابن عثيمين في مناسك الحج، ومثل شيخنا - رحمه الله - حج أكثر من ستين مرة، فمر عليه مشاكل الحجاج، أنا مرة سألته - رحمه الله - قلت له: هناك واحد ذهب ليرمي عنه وعن أمه، أمه ما تقدر ترمي، هي ثلاث جمرات كل واحدة سبعة يعني واحد وعشرين، هو أخذ معه اثنين وأربعين على أساس يرمي في الجمرة الأولى سبعة عنه وسبعة عن أمه، وثانية سبعة عنه وسبعة عن أمه، والثالثة سبعة عنه وسبعة عن أمه، المشكلة في الحج في الاختراعات، لو الحاج مشي على الخطة على المناسك المكتوبة أخذ مثلا مناسك الحج والعمرة مثلا للشيخ ابن باز وإلا للشيخ ابن عثيمين مشى عليها، المشكلة في الاختراعات، هذا الأخ لما راح يرمي الأربعة عشر التي للأولى، أخذ اثنتين مع بعض وقال: اللهم عني وعن أمي ورمى بعدين أخذ ثنتين اللهم عني وعن أمي ورمى، وبعد ذلك أخذ ثنتين اللهم عني وعن أمي، يعني ما رمى سبعة عنه ثم سبعة عن أمه، كانت انحلت المشكلة، راح ليخترع، المشكلة عندما يخترعون، فهنا تأتي المشكلة، فقلت له: يا شيخ الآن هذا تعتبر عنه وإلا عن أمه وإلا عنه وعن أمه وإلا لا عنه ولا عن أمه فقال الشيخ: أجّلها لغد نتأمل فيها ما تعجل وأفتى فيها، ثاني يوم كلمته وقال: هذه الأقرب والله أعلم أنها عنه فقط وأمه إذا رجعت تذبح دم؛ لأنه كأنه ما رمت ولا رمى عنها؛ لأنها رمية واحدة بيد واحدة تعامل معاملة الحصاة الواحدة، فأقول مثل رسالة الشيخ في مناسك الحج والعمرة معروفة وواضحة ومشهورة وسهلة، وهؤلاء ناس مثل الإمام عطاء بن أبي رباح، هذا حج أيضًا حوالي سبعين سنة، سبعين مرة، فكان عطاء مفتي الحج، سليمان بن عبد الملك لما عرضت مسألة في الحج قال لهم: من نسأل؟ فقالوا له: عطاء، فأخذ ولديه وذهبوا لعطاء، عطاء - رحمه الله - أسود مشلول حتى رقبته داخلة في صدره حتى مرة كان يقول من اللطائف: كان عطاء يدعو وفيه عجوز جنبه يقول: اللهم أعتق رقبتي من النار، قالت: وأي رقبة لك يا بني؟ فهو ما أعطاه الله شكلاً، لكن أعطاه الله علمًا، لما جاء سليمان الخليفة يسأل، تقول: عطاء تحرك أو صار شيء؟ أكمل صلاته حتى خلص بعد ذلك التفت قال له السؤال أعطاه الجواب، ورجع يكمل صلاته، فقال سليمان لولديه: "يا بَني اطلبوا العلم فإني والله لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود" [تاريخ دمشق لابن عساكر: 40/375].
يعزون العلم ولذلك الله أعزهم؛ لأنهم أعزوا العلم فعلى أية حالة مثل كتب المناسك هذه المختصرة لطيفة وموجودة، ممكن أن تستفيدوا كثيراً من مركز الدعوة والإرشاد في مكة مراكز توعية الجاليات في مكة عندكم مؤسسة مهمة اسمها مشروع تعظيم البلد الحرام هذه مؤسسة ناجحة وناس من أهل مكة وشباب من شباب مكة، يعينون الحجاج في الحرم وفي غير الحرم ممكن التعاون بين المؤسسات يطلع حاجات جميلة يعني.
س:حج يسموه فاخراً وحج يسموه سريعاً، والحجاج اليوم عندنا يصل يوم 8 ويغادر يوم 12، ثم يوكل في بعض المشاعر من يقوم بها، فكيف يوكل الحاج في الرمي؟
ج: هذه نقطة مهمة، الواحد عندما يكون هو مؤسسة طوافة أول واجب عليه أنه يجعل هؤلاء الناس يحجون مثل ما فرض الله، وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ [آل عمران: 97]، خذوا عني مناسككم أنا مسؤوليتي الأولى كذا يحس أنه هو مسؤوليته الأولى أنه يرجع وحجه صحيح، ليست القضية أنه جاء وحج كلفتة وذهب، سبحان الله عندما يفهم الحاج أنه ليس همًا نزيله، لا، هذه فرصة عظيمة نريد نغتنمها، الواحد يرجع غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يعني ممكن يرجع "مغفوراً له ما تقدم من ذنبه" يعني كما ورد في الحديث: كيوم ولدتكم أمهاتكم [رواه البخاري: 1521]. ولذلك مهم نشرح لهم الحج حسب السنة كيف، الحج حسب السنة سهل، أنت عندما تقرأ عليهم حجّة النبي ﷺ الخطوات خطوات الحج، أو تدع طالب علم يفهمهم إياها، أو توزعها عليهم أول ما يوصلون؛ بحيث أن هذا البرنامج هذا ما يجب أن تمضي عليه، أما الحج هذا السريع والله بعضهم تسمع أحيانًا حج مضحك أنه جاء عرفة جاء على طول على عرفة وراح بعد المغرب مر في مزدلفة كذا مرور وعلى منى راح رمى جمرة العقبة وراح طاف وسعى وعلى المطار والله يا أخي هذا تلاعب، هو يقول لك: هذا حج إكسبرس! ويضحك، هذا تلاعب؛ لأن الله قال في كتابه: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ [البقرة: 196]، أَتِمُّوا تأتي بها كاملة، يعني إذا كنت تريد أن تلعب فلا تحج أصلاً، والله لو لم تكن حجة فريضة أنا أنصحه أنه لا يحج، لو واحد يقول لك: حجة نافلة 24 ساعة، نقول: يا أخي لا تحج أحسن لك، نافلة لماذا تأتي تلعب وتأخذ إثماً، لا تحج أصلا، وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ وإلا لا تحج فمسؤوليتنا نبين لهم وبعدين إذا هو عاند اتركه، أنا أرى أن صاحب مؤسسة الطوافة والمسؤول إذا بين لهم الحج أعطاهم البرنامج ووزعه عليهم ظهر من يشرح بعد ذلك، الذي يعاند دعه، لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ [الغاشية: 22] لكن أنا لو أستطيع أني أمشيهم والحاج بالمناسبة سهل الانقياد باعتبار أنه جاء خالٍ لو علمته سيتعلم، لو قلت له: لا نعمل كذا، ونعمل كذا، وهذه قبل، وهذه بعدُ، نوعًا ما إلى الاستجابة أقرب، فيه كم عنصر ممكن يكونون مشوشين ومعاندين، هؤلاء دعهم، يتحمل ذنبه عليه لكن في الجملة نحن إذا وضحنا الحق لهم وضحنا الصحيح، بعد ذلك الذي ما يريد يستجيب يريد يعاند، يريد يطوف الوداع قبل الرمي ماشي طيب، الرسول ﷺ سُئل: طفتُ قبل أن أرمي؟ لا بأس، ذبحتُ قبل أن أرمي؟ لا بأس، عندك من منتصف ليلة مزدلفة تبدأ أعمال الحج، العمل الذي يقع بعد منتصف ليلة مزدلفة سواء كان طوافاً أو سعياً أو رمياً أو ذبحاً أو حلقاً، عند جمهور العلماء يصح، صحيح أنه يقعد في مزدلفة وفي المشعر الحرام وفي الإسفار قبل طلوع الشمس يدفع إلى منى ويلتقط الحصيات وهو ماشي ويروح إلى جمرة العقبة ويرميها ثم يحلق ويذبح ثم يطوف ويسعى في ترتيب في السنة هذا الأفضل، لكن لو خالف الترتيب لا مانع لكن ما هو يخالف الترتيب معناه يخالف أي شيء يروح يرمي الوسطى قبل الصغرى لا يصح، يروح يؤجل أعمالاً إلى بعد طواف الوداع لا يصح، يطوف الوداع ويبيت في مكة ويطلع من غير إعادة الوداع مرة أخرى، هناك أشياء مثلاً عن العاجز إنابات صحيحة، مثلاً الرمي عن العاجز لكن ما يمكن الطواف والسعي عن العاجز لازم يطوف ولو على عربة، لا يصح، وأحياناً تصير نوادر فيها مثلا مرة جاء وحط العجوز على العربية وبدأ قال: وضعتها من هنا ونامت من هنا! ولما انتهينا يا حجة انتهينا، قومي! هذه معناها طول السعي كانت نائمة لا نية، كذا السعي لازم يعيده بخلاف ما لو نعس أثناء السعي يصح، لكن إذا نام من أوله إلى آخره ترى الحج فيه دقائق فيه كذا أشياء دقيقة أحياناً تصير فنقول: نعم جزاك الله خيراً على لفت النظر على أنه نحن نهتم نعلمهم ونرشدهم نعطيهم المجال يحجون صح، نقول: هذا وقت الرمي الآن، نحن جهزنا وسائل نقل في هذا الوقت؛ لأنه أنت لما تجهز له وسائل النقل في الوقت الشرعي أنت دفعته بطريق غير مباشر أنه يروح يرمي في الوقت الشرعي بخلاف لو أنك سويتها في أي وقت فإن شاء الله كلنا حريصون على القيام بهذه المهمة على ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه ﷺ والله يوفقكم ويأخذ بأيديكم ويعينكم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.