الأحد 23 جمادى الأولى 1446 هـ :: 24 نوفمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

05- شرح حديث (أَخَذَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ..)

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

نص الحديث الخامس

00:00:04

عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال: أخذ الله -تبارك وتعالى- الميثاق من ظهر آدم بنعمان  قال يعني: عرفة  فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر  نثر الخليقة كلها بين يديه كالنمل الصغار كالذر  ثم كلمهم قبلا، قال: أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ [الأعراف: 172]  الحديث رواه النسائي في الكبرى والإمام أحمد -رحمه الله- وهو حديث صحيح [رواه أحمد: 2455، والنسائي في الكبرى: 11127، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح: 121].

شرح الحديث الخامس

00:01:09

هذا الحديث عن عالم الذر أخذ الله -تبارك وتعالى- الميثاق، الميثاق ما هو؟ العهد.

إذن، الله أخذ العهد على البشر جميعا، على البشر في عالم الذر، أخذ عليهم العهد أنه ربهم، وأن يعبدوه وحده لا شريك له.

المواثيق التي أخذها الله على بني آدم

00:01:35

المواثيق التي أخذها الله -تعالى- على بني آدم ثلاثة؛ كما جاء في الأدلة: ميثاق عالم الذر، وميثاق الفطرة، والميثاق في الرسل والكتب.

ميثاق عالم الذر

00:01:59

أما بالنسبة لميثاق عالم الذر، فإن الله -تعالى- استخرج من ظهر آدم ذريته جميعا، كل البشرية بنعمان.

نعمان هذه منطقة، شف أنت إذا طالع من مكة إلى الطائف إلى طريق الهدا وين تكون عرفة على شمالك.

نعمان هذه المنطقة التي نثر الله فيها ذرية آدم جميعا، لكن صغار جدا كأمثال الذر.

وهذا خبر غيبي أنا وأنت ما نذكر، هل تذكر أنه حصل هذا؟

لا، لكنه حصل، ولو كنا لا نذكره، قطعا حصل.

كيف عرفنا أنه حصل؟

بخبر الوحي الصادق المصدوق، وهذا من العجائب، يعني عجائب عندنا أخبار عن أشياء ما تعرفها البشرية، ولا يمكن معرفتها بدون هذا الطريق، بدون طريق الوحي، ونحن الآن نمر بين نعمان ونمر بالوادي ونمر بمنطقة عرفة، ونرى المنطقة ما نذكر شيئا، لا نتذكر شيئا، لكننا نعلم يقينا أن ربنا في ذلك المكان استخرج ذرية آدم من ظهره جميعا ونثرهم في نعمان أمثال الذر النمل الصغار، وقال لهم مخاطبا جميعا: أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى [الأعراف: 172] كلهم ما أحد اعترض، ولا أحد أنكر،  وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ  [الأعراف: 172].

وقد جاء في الحديث الصحيح يقول الله -تعالى- لأهون أهل النار عذابا يوم القيامة  لو أن لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به. فيقول: نعم  لو الأرض كلها يا ابن آدم يقول الله لرجل من أهل النار: لو كل ما في الأرض من ذهب من أموال من زينة من .. من .. إلى آخره، لو كنت تملكه الآن وأنت داخل النار أكنت تفتدي به؟ مستعد أن تقدمه فداء حتى ما تدخل النار؟ فيقول: نعم مستعد، وأضحي وأعطي كل ما عندي، فيقول: أردت منك أهون من هذا  أنا ما طلبت منك ملء الأرض ذهبا، طلبت منك أهون من هذا  وأنت في صلب آدم ألا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي  متفق عليه [رواه البخاري: 3334، ومسلم: 2805].

أمرتك حين أخذت الميثاق عليك فأبيت إذ أخرجتك إلى الدنيا إلا أن تشرك بي، وأنت مأخوذ عليك العهد، مأخوذ عليك الميثاق.

ميثاق الفطرة

00:05:40

الميثاق الثاني: ميثاق الفطرة: أن الله فطر الناس على توحيده، وأن تعرف النفوس، الفطر أن تعرف ربها، وأن تعرفه واحدا لا شريك له: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ [الروم: 30].

استخرج ربنا ذرية آدم شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم لا إله إلا هو.

 ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه [رواه البخاري: 1358، ومسلم: 2658].

وقال تعالى في الحديث القدسي: إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشيطان فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا  [رواه مسلم: 2865].

ميثاق ما جاءت به الرسل وأنزلت به الكتب

00:06:50

الميثاق الثالث: ما جاءت به الرسل، وأنزلت به الكتب:  رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا  [النساء: 165].

كل المواثيق حتى لا يقول أحد ما جاءنا، ما عرفنا، ما اهتدينا، ما شعرنا، ما حسينا، ما درينا؟

نقول: لا، فطرتك تدلك، والكتاب يدلك، والرسول يدلك، وحتى الأدلة العقلية لو كان عندك عقل صحيح تصل، فأيش صار؟

إما أنه كذب أو وقع ضحية للمكذبين، ولذلك الذي ما وصله الإسلام بشكل صحيح واضح يوم القيامة الله يختبره؛ لأن الله لا يظلم، أولاد المشركين الذين يموتون وهم صغار سئل النبي ﷺ قال: الله إذ خلقهم أعلم بما كانوا عاملين [رواه البخاري: 1383، ومسلم: 2660].