12- الأربعون القلبية 12، شرح حديث (قِيلَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ)
نص الحديث
الحديث الثاني عشر:
عن عبد الله بن عمرو قال: قيل لرسول الله ﷺ: أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب، صدوق اللسان قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل، ولاا حسد [رواه ابن ماجه: 4216، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه: 3397].
شرح الحديث
قيل لرسول الله ﷺ: "أي الناس أفضل؟" فيه علو همة الصحابة للسؤال عن الأفضل، حتى يعملوه لأنه أكثر أجرًا، فكانوا يسألون عن ذلك كثيرًا.
وقد تنوعت إجابات النبي ﷺ بحسب أحوال السائلين وقدراتهم، فكان يدل كل واحد منهم على ما هو الأفضل في حقه، قال في هذا الحديث: كل مخموم القلب وعرف المخموم، الصحابة ما عرفوا المقصود بالمخموم، وهذا يدل على أن الوحي فوق فصاحة العرب، ولذلك في عبارات أول ما سمعتها العرب من القرآن، مع أنهم كانوا أصحاب شعر وفصاحة، وتركيبات لغوية، عندهم بلاغة، وبديع، وبيان وطباق وجناس، وأمثال، لكن يجي مفسر عند قوله: كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ[المائدة: 64] فيقول -مثلاً-: ويقال: إن هذا سمعته العرب لأول مرة من القرآن، فيه عبارات.
المقصود بقوله: كل مخموم القلب
كل مخموم القلبقال: النقي، رجل مخموم القلب إذا كان نقي القلب، ما فيه غل، ما فيه حسد، ما فيه حقد، كما ذكر [ابن عبد البر في الاستذكار: 7/45].
وفي "مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح": خممت البيت إذا كنسته.
فالمعنى أن يكون قلبه مكنوسًا، يعني منظفًا، من كل ما سوى الله، وما لا يحبه، منظفًا من الأخلاط والأقذار، سليم القلب؛ كما قال الله: إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء: 89].
المقصود بقوله: صدوق اللسان
وقوله: صدوق اللسان كل مبالغ للصدق في لسانه، ما قال: صادق، قال: صدوق يعني هذه مبالغة، فيحصل به المطابقة بين تحسين لسانه وبيانه، فيخرج عن كونه منافيًا، أو مرائيًا مخالفًا.
-طيب- قوله: التقي النقيالنقي طاهر عن محبة غير الله، لا إثم عليه، فهو محفوظ، وبالغفران محظوظ، وبعين العناية ملحوظ: وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي[طـه: 39].
قوله: ولا بغيلا ظلم له، ولا غل، لا حقد فيه، ولا حسد، ولا يتمنى زوال النعمة عن الغير، لا مطالبة عليه لا من الخلق ولا من الخالق، والله أعلم بالحقائق.