الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المقدمة
ففي هذه السلسلة الجديدة من "قصص الصحابة في عهد النبوة"، نتناول واحداً من المؤمنين الموحدين، الذين ربما يدخلون في شرط هذه السلسلة، وربما لا يدخلون.
ولكنه على أية حال رجل من المؤمنين، ينبغي التعريف به، ومعرفة سيرته، التي اعتنى الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- من بين أصحاب الكتب التسعة جميعاً، بذكر سيرته، حتى لا يكاد لا يوجد في كتاب غير الصحيح، صحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل، مثل هذه الروايات المجموعة.
وهذا الرجل، هو: زيد بن عمرو بن نفيل-رحمه الله تعالى و وأرضاه-.
قصة زيد بن عمرو رضي الله عنه
روى البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه: "عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي ﷺ لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بَلْدَحَ قبل أن ينزل على النبي ﷺ الوحي.
فقدمت إلى النبي ﷺ سفرة، فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه.
وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله، إنكارا لذلك، وإعظاما له"[رواه البخاري:3826].
وعن ابن عمر : "أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين، ويتبعه". قبل البعثة النبوية.
"خرج -زيد بن عمرو بن نفيل- إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه، فلقي عالماً من اليهود، فسأله عن دينهم، فقال: إني لعلي أن أدين دينكم، فأخبرني".
يقول زيد بن عمرو لليهودي: "إني لعلي أن أدين دينكم، فأخبرني؟ فقال: لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله، قال زيد: ما أفر إلا من غضب الله، ولا أحمل من غضب الله شيئاً أبداً وأنا أستطيعه، فهل تدلني على غيره؟قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا، قال زيد: ما الحنيف؟قال: دين إبراهيم، لم يكن يهودياً، ولا نصرانياً، ولا يعبد إلا الله، فخرج زيد، فلقي عالماً من النصارى، فذكر مثله، فقال النصراني: لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله، قال: ما أفر إلا من لعنة الله، ولا أحمل من لعنة الله، ولا من غضبه شيئاً أبداً، وأنا أستطيع فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا؟ قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم لم يكن يهودياً، ولا نصرانياً، ولا يعبد إلا الله، فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم خرج، فلما برز رفع يديه، فقال: اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم"[رواه البخاري: 3827].
وعن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله تعالى عنهما- قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائماً مسنداً ظهره إلى الكعبة، يقول: يا معاشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري، وكان يحيى الموؤدة، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها أنا أكفيك مؤنتها، فيأخذها، فإذا ترعرعت، قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك، وإن شئت كفيتك مؤونتها"[رواه البخاري:3828].
ترجمة زيد بن عمرو وسيرته
ترجمة زيد بن عمرو
هذا الرجل زيد بن عمرو بن نفيل، هو والد سعيد بن زيد، أحد العشرة المبشرين بالجنة.
وزيد بن عمرو بن نفيل،هو ابن عم عمر بن الخطاب ، كان ممن طلب التوحيد، وخلع الأوثان، وجانب الشرك، ولكنه مات قبل البعثة النبوية.
إيمان زيد بن عمرو بالنبي صلى الله عليه وسلم
وعامر بن ربيعة حليف بني عدي بن كعب قال: قال لي زيد بن عمرو: "إني خالفت قومي، واتبعت ملة إبراهيم وإسماعيل، وما كانا يعبدان، وكانا يصليان إلى هذه القبلة، وأنا انتظر نبيا من بني إسماعيل يبعث، ولا أراني أدركه" هذا إحساسه "وأنا أومن به، وأصدقه، وأشهد أنه نبي" من قبل البعثة شهد أنه نبي؛ لأنه قد علم أنه سيبعث، ولكنه لم يبعث بعد، ولم يظهر، ولم يخرج. فأشهد الله والناس أنه يؤمن ببعثة النبي ﷺ، ولم يعرفه.
"وإن طالت بك حياة" يقول زيد بن عمرو لعامر بن ربيعة:"وإن طالت بك حياة، فاقرئه مني السلام" إذًا، أنا أحس يا عامر أنني لن أدركه، فإذا أدركته أنت، فاقرئه مني السلام.
قال عامر: "فلما أسلمت أعلمت النبي ﷺ بخبره، قال: فرد ، وترحم عليه، وقال: ولقد رأيته في الجنة يسحب ذيولا[انظر: فتح الباري: 7/143، وأخبار مكة للفاكهي: 6/205، رقم:2353].
مما أصبغ الله عليه من الثياب والنعيم.
بحث زيد بن عمرو عن الدين الحق
وكان من خبره؛ كما روى البزار والطبراني من حديث سعيد بن زيد -ولده- قال: "خرج زيد بن عمرو، وورقة بن نوفل يطلبان الدين"يبحثان عن الدين الصحيح قبل البعثة"حتى أتيا الشام، فتنصر ورقة" دخل في دين النصارى، لكن على التوحيد، يعني تابع عيسى ابن مريم " فتنصر ورقة، وامتنع زيد، فأتى الموصل، فلقي راهباً، فعرض عليه النصرانية، فامتنع"[رواه الطبراني في الكبير: 354].
وقد سأل سعيد بن زيد هو وعمر بن الخطاب، باعتبار أن عمر ابن عمه، يهمه أمره أيضًا، سألا رسول الله ﷺ عن زيد، فقال: غفر الله له ورحمه، فإنه مات على دين إبراهيم[فتح الباري: 7/143].
وعن عروة قال: "بلغنا -عروة من التابعين- أن زيداً كان بالشام، فبلغه مخرج النبي ﷺ، فأقبل يريده، فقتل بمضيعة من أرض البلقاء"[فتح الباري: 7/143].
قال ابن إسحاق: "لما توسط بلاد لخم قتلوه".
وقيل: إنه مات قبل هذا، مات قبل البعثة بخمس سنين، عند بناء قريش الكعبة"[فتح الباري: 7/143].
خلاف العلماء في صحبة زيد بن عمرو
وبناءً على هذا، فإن هذا الرجل يحتمل أن يكون من الصحابة، ويحتمل أن لا يكون، لماذا؟
لأنه إذا جاء على أحد الاحتمالين في تعريف الصحابي دخل، وإلا فلا.
أما تعريف الصحابي، فهو: من لقي النبي ﷺ مؤمناً به، ومات على ذلك.
فمن رأى النبي ﷺ مؤمناً به، هل يشترط في كونه مؤمناً به أن تقع رؤيته له بعد البعثة أو لا؟
فزيد بن عمرو لقي النبي ﷺ مؤمناً به، لكن لا يعرف أن هذا هو النبي، لكن لقي النبي ﷺ، وجلس معه، وتحدث معه، لكن لم يكن النبي ﷺ قد بعث بعد.
لكن لقيه، وهو يشهد أنه نبي الله، وأن هناك نبي هو رسول الله سيبعث، لكن ما كان يعلم أنه هو، فهل يشترط في الصحابي أن يكون قد لقي النبي ﷺ مؤمناً به بعد البعثة، أو أنه يكفي أن يراه قبل البعثة، وهو يؤمن أنه سيبعث؟
فعلى الأول لا يدخل في تعريف الصحابي، وعلى الثاني يدخل في تعريف الصحابي.
ولا شك أنه كان حنيفاً مؤمناً موحداً -رحمه الله ورضي عنه-، فإنه كان قد رفع يديه، وقال: "اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم"[معرفة الصحابة:8/118، وفتح الباري:7/145].
موت زيد بن عمرو على التوحيد والإيمان
وقد جاء عن أسامة بن زيد عن أبيه، قال: "خرجت مع رسول الله ﷺ، وهو مردفي أنا وراءه- في يوم حار من أيام مكة" فلقينا زيد بن عمرو، فقال له: مالي أرى قومك قد شنفوا لك إلى أن قال: "فخرجت أبتغي هذا الدين" فذكر الحديث المشهور باجتماعه باليهودي، وقوله:"لا تكون من ديننا، حتى تأخذ نصيبك من غضب الله" وبالنصراني، وقوله:"حتى تأخذ نصيبك من لعنة الله"[رواه البخاري:3827].
وفي آخر الحديث:"إن الذي تطلبه قد ظهر ببلادك، قد بعث نبي طلع نجمه، وجميع من رأيتهم في ضلال"[رواه أبو يعلى في مسنده: 13/137، رقم: 7212].
فهذا يعني: أنه قد مات -رحمه الله- على التوحيد، وهو يؤمن بالنبيﷺ قبل أن يبعث النبي ﷺ.
وفي الحديث الأول: أن النبي ﷺ لقي زيد بن عمرو بن نفيل، بأسفل بلدح".
بلدح: هو مكان في طريق التنعيم.
ويقال: هو واد.
رفض زيد بن عمرو للأكل مما ذبح على النصب
التقى زيد بن عمرو بن نفيل فيه بالنبي ﷺ قبل البعثة، فقدم إليه النبي ﷺ سفرة، قبل أن يكون نبياً، وهي المائدة التي يكون عليها الطعام.
قيل: إن السفرة كانت لقريش قدموها للنبي ﷺ، فقدمها النبي ﷺ لزيد بن عمرو.
واللحم الذي في السفرة؛ ذبحه القرشيون، وكانوا مشركين، ذبحوه على عادتهم في الذبح على الأنصاب، والأوثان، والأصنام، فلما قدم اللحم لزيد بن عمرو بن نفيل، رفض أن يأكله، وقال: "إنا لا نأكل ما ذبح على أنصابكم".
والأنصاب: جمع نصب، وهي أحجار كانت حول الكعبة، يذبحون عليها للأصنام.
قيل: إن النبي ﷺ كان لا يأكل مما يذبحون عليها، ويأكل ما عدا ذلك، وإن كانوا لا يذكرون اسم الله عليه؛ لأن الشرع لم يكن نزل بعد.
فالطعام الذي قدم لزيد بن عمرو بن نفيل كان قد ذبح على النصب -الأصنام-، وهو يعلم كيف يذبحون، وكان موحداً لا يعبد إلا الله، وزيد بن عمرو يفهم أن الذبح عبادة، وأنه ما دام ذبح على النصب، فلا يجوز أن يؤكل؛ لأنه شرك، وهو موحد على ملة إبراهيم، ولذلك رفض زيد بن عمرو بن نفيل أن يأكل.
عبادة زيد بن عمرو لله وسجوده له
وكان يقول زيد بن عمرو بن نفيل: "عذت بما عاذ به إبراهيم، ثم يخر ساجداً للكعبة"[فتح الباري:7/144].
ما يعرف كيفية الصلاة، ولا الركعات، ولا الأوقات، لكن يعرف أن السجود تعظيم، وأنه يعبد الله، فكان يسجد للكعبة التي بناها إبراهيم لله ، يخر ساجداً لله إلى جهة الكعبة.
"فمر بالنبي ﷺ، وزيد بن حارثة" مر زيد بن عمرو، بزيد بن حارثة والنبي ﷺ وهما يأكلان، فدعياه، فقال: "يا ابن أخي لا آكل مما ذبح على النصب".
قال زيد بن حارثة: "فما رؤي النبي ﷺ يأكل مما ذبح على النصب من يومه ذلك"[معجم الطبراني الكبير:354، وفتح الباري:7/144].
وجاء أيضاً: أن النبي ﷺ لقيه، وكان على بقايا دين إبراهيم الذي كان في قريش، وكان في شرع إبراهيم تحريم الميتة، وتحريم ما ذبح على النصب.
فكان زيد يفهم أنه لا يجوز له أكلها، ولذلك امتنع عن أكلها.
خروج زيد بن عمرو في سبيل البحث عن التوحيد
وكذلك، فإنه كان من أمره: أنه خرج يسأل عن التوحيد، يبحث أين دعوة التوحيد، فلقي عالماً من اليهود، كما جاء في القصة وسأله، وكانت هذه القصة مما جاء أن النبي ﷺ سمعها من زيد بن عمرو، وقال له: ما لي أرى قومك قد شنفوا عليك؟يعني أبغضوك.
فالنبي ﷺ يسأل زيداً قبل البعثة: ما لي أرى قومك قد شنفوا عليك؟ يعني أبغضوك.
قال: خرجت أبتغي الدين، فقدمت على الأحبار، فوجدتهم يعبدون الله،ويشركون به، لقي اليهودي، فقال: "لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله" ولقي عالماً من النصارى، فقال له: "لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله".
وفي رواية: "قال لي شيخ من أحبار الشام: إنك لتسألني عن دين ما أعلم أحداً يعبد الله به إلا شيخاً في الجزيرة، قال: فقدمت عليه، فقال: إن الذي تطلب التوحيد، أو أصل التوحيد قد ظهر ببلادك، وجميع من رأيتهم في ضلال"[فتح الباري: 7/144 - 145].
وفي رواية: "وقد خرج في بلدك نبي، أو هو خارج، فارجع وصدقه وآمن به" قال زيد: فلم أحس بشيء بعد" [فتح الباري: 7/145، دلائل النبوة: 2/126، وأبو يعلى:13/137].
فهذا يدل على أن زيد رجع إلى الشام، فبعث النبي ﷺ، فسمع به، فرجع إليه، ولكنه مات،ولم يدركه.
هذا برز وخرج من أرضهم، قال: "اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم".
وكان يقول لقريش: "ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري".
ويقول أيضا: "إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم"[السنن الكبرى:7/324].
وكان قد ترك عبادة الأوثان، وترك أكل ما يذبح عن النصب.
وفي رواية ابن إسحاق أنه كان يقول: "اللهم لو أعلم أحب الوجوه إليك لعبدتك به"[سيرة ابن إسحاق: 2/96، وفتح الباري: 7/145].
يعني لو أعلم أحب الطرق التي تُحب أن تعبد بها، كيفية عبادة معينة، وجه معين من أوجه التعبد، لعبدتك به، ولكني لا أعلم، ثم يسجد على الأرض براحته.
الأخلاق الحسنة التي تحلى بها زيد بن عمرو
وكان من كريم أخلاق هذا الرجل: أنه كان يحيي المؤودة، كما جاء في الحديث.
والمقصود ب"إحياء المؤودة" يعني: إبقاؤها حية، وإلا فلا يحيي من الموت، أو لا يحيي من العدم إلا الله.
معنى: "يحيي المؤودة" يعيي يبقيها على قيد الحياة، يفتديها أن تقتل، يمنع عنها القتل.
وئد البنات في الجاهلية وطريقة ذلك
وأد الشيء إذا أثقل، وأطلق على دفن البنات، وهن على قيد الحياة.
ويقال: إن أصل هذا: كان نتيجة غيرة على البنت؛ لأن بعض العرب وقع له: أن وحدا آخر سبى ابنته، وأخذها، فاستفرشها ووطئها، وصارت عنده، فلما أراد أبوها أن يفتديها منه، فخيرها الذي سباها، قال: تريدين أن ترجعي إلى أبيك، أو تبقي عندي؟!فاختارت الذي سباها -كل هذا الكلام في الجاهلية- فحلف أبوها -لما رأى هذا- ليقتلن كل بنت تولد له.
قال: ما دامت هذه استغنت عني، واختارت الذي سباها، كل بنت تأتيني سأقتلها-جاهلي-، فتبعه العرب على هذا المبدأ، يعني هذا كان بداية وأد البنات عند العرب، كان نتيجة كما قيل لهذه القصة.
ثم إن منهم من كان يفعل ذلك من إملاق، يعني: خوف الفقر، ولذلك قال الله -تعالى-: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ[الأنعام:151].
فكان العرب يئدون بناتهم خشية الفضيحة، وخشية الإملاق.
ويقولون: الذكر -الولد- الابن يدافع عن نفسه، ويدافع عن أهله، ويعين أباه، ويعمل ويكسب، ويصيد، والبنت هذه ضعيفة، فإما تسبى، فتصبح عارا علينا، أو أنها تكون أيضاً عالة علينا، فإما عار، وإما عالة، فالحل عندهم قتل البنات، وإزهاق أرواحهن.
وكانوا يقتلونهن بطريقتين:
الطريقة الأولى: أن تأتي المرأة الحامل على وشك الوضع إلى حفرة تحفر، فتكون عند الحفرة، وتأتي القابلة التي تستلم المولود، فتولد المرأة، فإذا خرج ذكراً أبقته، وإذا خرجت أنثى في الحفرة مباشرة.
والطريقة الثاني: أن بعضهم كان يستأني بها، وينتظر، فلم يدفنها مباشرة، فإذا بلغت سبع سنين، قال لأمها: زينيها؛ لأزور بها أقاربها، فإذا زينتها وجملتها أخذها في الطريق إلى بئر، ثم قال: انظري فيه، فإذا نظرت، دفعها من خلف، فوقعت على رأسها، وطم عليها الحجارة والتراب، وتموت.
وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ[النحل:58-59].
تحريم الإسلام لقتل البنات
وجاء الله -تعالى- بالإسلام، وحرم وأد البنات، وقتل الأولاد عموماً لأي سبب، وجاء قول الله : وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ[التكوير:8-9].
وسؤالها يوم القيامة ليس سؤال محاسبة؛ لأنها صغيرة غير مكلفة، لكن تُسأل توبيخاً لمن قتلها، فتسأل الوليدة لم قتلت؟والمقصود بالسؤال توبيخ القاتل، وهو أبوها: وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ[التكوير:8-9].
ترغيب الإسلام في تربية البنات
وبالإضافة إلى ذلك جاء الإسلام: بالأجر العظيم لمن أحسن تربية البنات: من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه[رواه مسلم: 6864]. مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاَثُ بَنَاتٍ، وَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ، كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ[رواه البخاري في الأدب المفرد: 76، وصححه الألباني].
فجاء في فضل تربية البنات، وأجر تربيتهن، ما لم يأت في فضل تربية الذكور؛ لأن النفوس قد تثقل عليها البنت.
فبعض الناس يكرهون البنات، وربما إذا كانت قائمة، فجاءها خبر ولادة بنت من أحد أهلها قعدت، أو دعت عليها مباشرة أن يعجل الله أخذها.
وترى بعضهم: إذا جاء سأل الآخر ماذا أتى لك؟
فإذا قال: أتاني ذكر، قعد يهنئه، ويظهر الفرح والاستبشار لقدوم المولود الذكر لصاحبه.
وإذا قال: جاءنا بنت، قال: يا الله! الحمد لله على سلامة الأم!.
يعني هذه البنت المهم -الآن- الأم سليمة، ولا يظهر من الفرح بالبنت والاستبشار، مثلما يظهر في الولد.
حكم التهنئة بالرفاء والبنين
ولذلك: نهينا عن تهنئة الجاهلية: "بالرفاء والبنين!"[رواه أحمد:1738، وقال محققو المسند: "صحيح لغيره"].
لماذا نهينا عنها؟
كما جاء في الحديث الصحيح:النهي عن تهنئة أهل الجاهلية: "بالرفاء والبنين!"[فتح الباري:9/222].
"بالرفاء" يعني: الالتحام والارتفاق والتوافق.وهذا طيب، لا بأس أن تدعو للمتزوج "بالرفاء!" فليست المشكلة بقولهم: "بالرفاء!" إنما المصيبة بقولهم: "والبنين!"لأن أهل الجاهلية كانوا يكرهون البنات، فأي واحد من المتزوجين الجدد، يقال له: "بالرفاء والبنين!".
"والبنين" لماذا؟
جمع: ابن؛ لأنهم يكرهون البنات، فيقولون: بالرفاء والبنين.
هذه هي التهنئة الجاهلية انتقلت إلينا، مع أنه قد ورد النهي عنها.
فتجد بعض الناس إذا كتب بطاقة تهنئة لمتزوج، قال: "بالرفاء والبنين!".
فكل ما أتى من عند الله فحياه الله، ومرحباً وأهلاً، وعلى الرحب والسعة.
واحتساب الأجر في الإنفاق على البنات، ربما يفوق الإنفاق على الذكور، بحسب ما ورد في الأحاديث من فضل الإنفاق على البنات.
كان هذا الرجل يقول للعربي الجاهلي إذا جاءته بنت: "أنا أكفيك مؤنتها!".
مجانبة زيد بن عمرو للأوثان
وقد جاء: أن النبي ﷺ سئل عن زيد، فقال: يبعث يوم القيامة أمة وحده بيني وبين عيسى ابن مريم[السنن الكبرى، للنسائي: 8131، المعجم الكبير للطبراني: 4/483].
وقد ذكر -زيد بن عمرو بن نفيل- أشعاراً في مجانبة الأوثان، وكان يدعو كفار قريش إلى التوحيد، وقد فارق قومه، واتبع ملة إبراهيم، وينتظر نبياً من ولد إسماعيل، ولكن شاء الله وقدر أن يموت قبل ذلك، ولكن النبي ﷺ: ترحم عليه، وبشر أهله أنه من أهل الجنة.
هذا طرف من سيرة هذا الرجل رحمه الله و وأرضاه.
بعض الفوائد المستفادة من قصة زيد بن عمرو رضي الله عنه
أهمية البحث عن الحق
ويؤخذ من هذه القصة فوائد متعددة، فمن ذلك: أهمية البحث عن الحق، وأن الإنسان ما دام يبحث عن الحق، فإنه مأجور.
ركوب المشاق للبحث عن الحق
ويؤخذ –كذلك-: ركوب المشاق للبحث عن الحق، ولذلك سافر ورجع، وسافر مرة أخرى، وكلما دله شخص على شخص، ذهب إليه، وسافر إليه، يبحث عن الحق.
مخاطبة الداعية للعقول
وفيه –كذلك-: استعمال الدعوة مخاطبة العقول في الدعوة.
ولذلك كان يقول لكفار قريش: "الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله، واعجباً لكم، الله أنزل لها من السماء، والماء والكلأ أنبته لها، وخلقها ثم تذبحونها على اسم هبل، واسم اللات،واسم العزى، واسم مناة، تذبحون هذه الشاة على أسماء الأوثان"، وكان ينكر ذلك جداً ينكر ذلك جداً.
رفض المنكر وعدم قبوله
وفيه –كذلك-: أن من عرض عليه شيء منكر لا يقبله.
فهذا زيد بن عمرو من سلامة فطرته، لما قال له اليهودي: "لا تكون على ديننا حتى تأخذ نصيبك من غضب الله! لأنهم قوم مغضوب عليهم.
رفض، وما قال: أدخل في دينكم! رفض، وقال: ما أفر إلا من غضب الله! أنا فررت من غضب الله تريدني أن أدخل في غضب الله!.
وكذلك النصراني، لما عرض عليه أن يدخل في دينه على أن يأخذ من نصيبه من لعنة الله! قال: ما أفر إلا من لعنة الله، كيف أدخل في لعنة الله؟!
التمسك بالحق
وفيه: أن الإنسان إذا عثر على الحق، يتمسك به.
قصارى ما وصل إليه: أن دين إبراهيم هو التوحيد!.إذًا، يبقى على دين إبراهيم! ما يغير الإنسان الحق الذي يعثر عليه، يبقى عليه، ويتمسك به، ولا يتركه.
إنكار المنكرات الاجتماعية وبعض صورها وكيفية إنكارها
و-كذلك- في هذا الحديث: أن على الإنسان أن يحارب المنكرات الاجتماعية الموجودة عند قومه.
فهذا زيد بن عمرو كان يحارب من المنكرات الاجتماعية: وأد البنات.
نحن عندنا يوجد كثير من المنكرات الاجتماعية، فيجب على الدعاة والمصلحين، ويجب علينا جميعاً: القيام بمحاربة المنكرات الاجتماعية الموجودة في المجتمع.
فكان عندهم وأد البنات من المنكرات الاجتماعية، وهي خصلة ذميمة جداً، فيقوم هذا الرجل المصلح بأخذ البنت، وإنقاذها من أبيها، وإحيائها بعد أن كادت تموت، وتدفن حية.
فالمصلح من وظيفة المصلح: أن ينظر في المنكرات الاجتماعية، فيتولى إصلاحها؛ لأن المنكر تنتشر فيه انحرافات بسبب بعد الناس عن الدين.
وقد يكون سبب الانحراف شخص واحد؛ كما في قصة العربي الأول الذي أُخذت ابنته، واختارت أن تبقى عند الذي سباها، فغضب، وأخذته الحمية، وعاهد نفسه أن يذبح كل بنت تأتيه.
فهو سبب هذا المنكر، فهو أولمن اخترعه، ثم فشا -بعد ذلك- في المجتمع.
كثير من المنكرات الموجودة قد يكون الذي دعا لها واحد، واخترعها واحد، ثم انتشرت في المجتمع. وظيفة الدعاة والمصلحين: مجابهة المنكرات الموجودة، ودعوة الناس إلى تركها، وبيان خطرها، وإنقاذ الموقف.
فتجد مثلاً في المجتمع أشياء من أنواع الفواحش، أو من تقصير الحجاب، أومن انتشار الخمر، أو المخدرات، سوس من السوس الذي ينخر في عظم المجتمع؛ فوظيفة الداعية إلى الله : أن يقوم بالمواجهة.
مشكلة المنكرات الاجتماعية: أن الناس قد تألفوا عليها، وأن عليها خلق كثير، فتكون المواجهة صعبة؛ لأنك تواجه عدد، ولا تواجه واحد.
مشكلة المنكرات الاجتماعية أيضاً: أن الذي يرتكبها يحتج بالأغلبية، وينطلق من منطلق الأغلبية. الأغلبية إذا كانوا منحرفين؟!
فإذا أتيت وأنكرت على واحد منهم، يقول: كل العالم يقول هذا!.
وهذه الحجة التي ابتلينا بها.
فكلما دعوت شخصا إلى شيء، يقول: كل العالم يفعل!.
من المنكرات الاجتماعية التي تفشت: بعض منكرات الأعراس -فمثلاً- إدخال الرجل على النساء، وتصوير النساء، فإذا جئت تنكر، يقال لك: كل الأعراس هكذا، كل الناس يفعلون هذا.
الأكثرية ليست دليلاً على الحق
ولذلك، فينبغي الصبر، وأن نبين للناس: أن الأكثرية ليست دليلاً على الحق، ولذلك يقول الله –تعالى- في سورة يوسف: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ[يوسف:103]. وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ[الأنعام:116].
فعمر الأكثرية ما كانت دليل على الحق.
ما هو دليل الأكثرية؟
بالعكس الأكثرية في الأرض كفر، فانظر -الآن- الأعداد، كم مليون نصراني؟ كم مليون بوذي؟ كم مليون هندوسي؟ كم من مليون مشرك؟ حتى من المحسوبين على المسلمين، كم منهم من المبتدعة من أصحاب البدع المكفرة الخارجين عن الدين، والقاديانية، والبهائية، والبابية، والإسماعيلية، الأغاخانية، والباطنية، وفرق الباطنية كلهم محسبين على المسلمين؟
حتى في بعض البلدان، يكتب: مسلم قادياني، مسلم باطني، مسلم إسماعيلي، مسلم درزي، مسلم ملة، فإذا حذفت هؤلاء، وجئت بعد ذلك إلى المحسوبين على المسلمين، وأيضاً تصفي منهم الذين يطوفون بالقبور، والأضرحة، ويسألون الأموات، ويستشفعون بالموتى، ويطلبون من الميت ما لا يقدر عليه إلا الله، ماذا يبقى؟
ولذلك ابن القيم -رحمه الله- قال: "فأهل الإسلام في الناس غرباء، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء، وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع، فهم غرباء، والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة"[مدارج السالكين: 3/196].
فكلما نشدت الحق الصافي كلما ضاقت الدائرة، وضاقت الدائرة، وضاقت الدائرة، فليست الأكثرية أبداً معياراً للتوصل إلى الحق، وهذه حجة باطلة، خصوصاً عندما يكون المجتمع تفشت فيه المنكرات والانحرافات!.
فلو كنا في مجتمع الصحابة، قلنا: والله أكثر أهل المدينة، هكذا.
احتج مالك بعمل أهل المدينة، كان ذلك في عصر النقاء والصفاء.
والمجتمع الإسلامي الأول الذي أسسه محمد بن عبد الله ﷺ، فلو قلت: أكثر أهل المدينة .. كذا، فطيب، ولكن -الآن- لا يمكن أن تحتج بأكثرية الناس على شيء.
ولذلك كان المذهب الغربي الفاسد، قضية التعيين بالأغلبية، واختيار القوانين بالأغلبية، وسن التشريعات بالأغلبية، واختيار الانتخاب بالأغلبية، مبدأ فاسد؛ لأن الأغلبية أصحاب هوى، وإذا ترك الناس أن يشرعوا بالأغلبية، فلا شك أنهم سيشرعون الكفر المحض!.
نسف قضية الاحتجاج بالأكثرية
فأقول: إن مواجهة المنكرات الاجتماعية: يجب أن ينسف فيها للناس قضية الاحتجاج بالأكثرية؛ لأن المنكرات الاجتماعية من طبيعتها: كثرة توالي الناس عليها، وعلى اتباعها.
أهمية إيجاد البيئات الصالحة لمقاومة المنكرات
كذلك، فإن إنكار المنكرات الاجتماعية، يحتاج إلى تكوين بيئات صالحة لتقاوم هذه المنكرات الاجتماعية، فعندما يكثر في المجتمع -مثلاً- البيئات الصالحة التي لا توجد في بيوت أهلها أجهزة اللهو المحرمة، ولا الشاشات.
وعندما يكثر في المجتمع -مثلاً- البيئات الصالحة التي يحرص فيها أهل بيوتها إتيان المساجد مع أولادهم،أو تحفيظ القرآن لأبنائهم، أو عندما ينتشر الحجاب الشرعي، والقفازات والجوارب، ونحو ذلك، فهذا فيه مقاومة، ومزاحمة للشر.
وكذلك عندما يكثر المطبقون للسنة، والحريصون عليها، فيكون في ذلك مزاحمة للذين يتساهلون بها، وهكذا ينتشر الخير.
فهذه وسيلة أخرى: تكوين البيئات الصالحة؛ لأن مواجهة الأكثرية هذه التي جانبت الصواب، بدعوات فردية من هنا ومن هنا، لا تكاد تنجح.
إنما مواجهتها بتأسيس بيئات قوية بذاتها، بحيث تكون دعوة بالقدوة، فعندما يرى الناس النموذج مطبقاً، فهذه خير دعوة، وأحسن من ألف خطبة، وألف كتاب، وألف شريط، وألف داعية يتكلمون.
ثم إن هذه البيئات النظيفة تستقطب من فيهم بذرة خير، فيأتون إليها، ولذلك تأخذ -مثلاً- مراكز تحفيظ القرآن الكريم للنساء على سبيل المثال، عندما توجد البذرة يوجد المجتمع، يقوم مجتمع مصغر فيه العلم، وحفظ القرآن، والوعظ والتذكير.
هذا الذي يصلح مجتمع إدخال الناس فيه هو الذي يصلحهم، يصلحهم إقامة البيئات التي تجذبهم، إقامة البيئة التي تصهرهم، إقامة البيئة التي تحتويهم، إقامة البيئة التي تحميهم، إقامة البيئة التي تعلمهم، إقامة البيئة التي تساندهم وتقويهم إذا اهتدوا، يجد الواحد سند عنده اثنين ثلاثة أربعة عشرة من المتدينين مع مثل حالة، فعند ذلك: سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ[القصص:35].
عند ذلك تكون المواجهة قوية ومثمرة، وإلا نجلس على جهود على فرد وأفراد، وعلى كلام، فهذا لا يكون لا يكون من المقاومة، ولا من الاستمرار على الحق إلا بأمر في غاية الصعوبة.
فهذا -مثال- زيد بن عمرو بن نفيل واحد، ورقة بن نوفل واحد، قس بن ساعدة واحد، آحاد كانوا، فما عملوا شيئا من ناحية التغيير، وما استطاعوا أن يصلوا إلى التغيير.
لكن النبي محمد ﷺ لما بعث أقام المجتمع الإسلامي الذي ترابط أفراده، وتعاقد أفراده، وتعاهدوا وتعاونوا على البر والتقوى، الذين أقاموا الدين في أنفسهم، وبرهنوا لمجتمع قريش أن الإنسان يتغير، فكانوا يرونهم نماذج حية.
فعندما ترى المرأة المشركة التي جعل خبيب عندها أسيراً في بيتها، ترى ولدها الرضيع يدب إلى خبيب، وخبيب سيقتل حتماً، ومحكوم عليه بالإعدام، وهذا الطفل ولد المشركة، وجاء إلى خبيب، فأخذه خبيب، وأقعده في حجره، وجلس يلاطفه، فانتبهت المرأة، وفزعت؛ لأنه كان بيد خبيب موسى يستحد بها -الاستحداد حلق شعر العانة- فهو استعار الموسى ليستحد بها، وهذه من سنن الفطرة، بقيت عنده الموسى، وهو موثق، فدب إليه الولد، فأقعده عنده، وبيده الموسى، فالمرأة لما انتبهت، فزعت ورعبت؛ لأن هذا محكوم عليه بالإعدام -الآن- فرصة أن ينتقم، وبيده الموسي، وهذا الولد طفل، فماذا قال؟نسف هذه الفكرة من رأسها: أتظنين أنني سأقتله؟ كلا، قالت: "والله ما رأيت أسيراً خيراً من خبيب، كان بمكة كان يأكل قطفاً من عنب، وما بمكة من عنب" وهذه -طبعاً- من كرامات أولياء الله! "قطف عنب عند خبيب بمكة، يأكل منه، ومكة ما فيها عنب ألبتة" لكن كرامة الأولياء قبل أن يموت خبيب، ويقتل شهيداً .
إذا، الناس لما يرون النموذج يتأثرون، ويقتنعون، وقد لا يطبق في البداية، لكن تبقى المشاهدة بنفسه بانتظار الوقت المناسب تظهر، وعلى شك تنفيذ لما استقر في النفس من التأثر المسبق.
هذا، والحمد لله رب العالمين.