الأربعاء 10 جمادى الآخرة 1446 هـ :: 11 ديسمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

13- قصة الفيل


عناصر المادة
نص القصة
المعنى الإجمالي للقصة
آيات الله الباهرة وشواهد قدرته تعالى في هذه القصة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:

نص القصة

00:00:13

فمن القصص التي قصها الله علينا في كتابه هي قصة الفيل، قال أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ۝ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ۝ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ۝ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ۝ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ [الفيل: 1-5].

المعنى الإجمالي للقصة

00:00:48

وقد وردت في كتاب الله هذه القصة في غاية الإيجاز والإعجاز، وفي السنة النبوية إشارات إلى أحداث من هذه القصة، فمن ذلك أن النبي ﷺ بركت ناقته، وهو قاصد مكة للعمرة عام الحديبية، فقالوا: خلأت القصواء، أي تركت السير، وتمردت، واستعصت، فقال النبي ﷺ: ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ليس من خلقها الامتناع والرفض، ليست تحرن وترفض الانقياد، قال: ولكن حبسها حابس الفيل[رواه البخاري: 2731].
من هو حابس الفيل ؟ الله فهو الذي حبس ناقة رسوله عن المضي.
ومن ذلك أن النبي ﷺ لما فتح الله عليه مكة قام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين [رواه البخاري: 2434، ومسلم: 1355].
وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عند الحاكم في المستدرك: أقبل أصحاب الفيل حتى إذا دنوا من مكة استقبلهم عبد المطلب، فقال لملكهم: ما جاء بك إلينا، ما عناك ألا بعثت فنأتيك بكل شيء أردت، فقال: أخبرت بهذا البيت الذي لا يدخله أحد إلا أمن، فجئت أخيف أهله، فقال: إنا نأتيك بكل شيء تريد فارجع، فأبى إلا أن يدخله، وانطلق يسير نحوه، وتخلف عبد المطلب، فقام على جبل، فقال: لا أشهد مهلك هذا البيت وأهله، ثم أنشأ يقول:
اللهم إن لكل إله حلال فامنع حلالك
لا يغلبن محالهم أبدًا محالك
اللهم فإن فعلت فأمر ما بدا لك
فأقبل مثل السحابة من نحو البحر حتى أظلتهم طيرًا أبابيل، التي قال الله تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ [الفيل: 4]، فجعل الفيل يعج عجًا، فجعلهم كعصف مأكول". [المستدرك: 3974، وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي].
هذه القصة كانت في عام ولادة النبي ﷺ وكان أصحاب الفيل نصارى أهل كتاب، وكان أبرهة قد صنع بيتًا في اليمن، سماه الكعبة اليمانية، أراد أن يصرف به الحجاج عن مكة إليه، فخرج اثنان من العرب حتى قدما اليمن، فأحدثا فيها أي جعلا فيها النجاسة، ولطخاها، فلما بلغ ذلك أبرهة، أقسم أنه يأتي البيت العتيق فيخربه، وكان أحد خونة العرب، وهو أبو رغال أجاب طلب أبرهة أن يدله على الطريق إلى مكة، فاعتبر عند العرب خائنًا حتى عند الكفرة منهم، ولما مات ودفن صار من عادات العرب إذا مروا بقبر أبي رغال رجموه بالحجارة، أي واحد يمر بالقبر يرجمه بالحجارة تعبيرًا عن كرههم لهذا الخائن الذي دل أبرهة على الطريق، ولا شك أن أهل الكتاب أحسن حالاً من عبدة الأوثان، ولم تكن هذه الحادثة كرامة لأهل مكة، ولا لعبد المطلب، فإنهم كانوا على الشرك إنما كانت كرامة من الله للبيت العتيق، وكانت لفتًا لأنظار العالم إلى هذه البقعة التي هي أعظم البقاع عند الله، ولفت أنظار العالم إلى هذا المكان الذي سيولد فيه النبي ﷺ، كان ذلك الحدث الضخم الغريب العجيب الذي لم يسمع به العالم من قبل، أن طيورًا تأتي بحجارة، ترجم جيشًا فيه الفيلة التي تتراجع مذعورة، والتي ترفض الذهاب إلى البيت العتيق، واقتحام الحرم ويتساقط الجنود بهذه الحجارة، والذين لم يموتوا لحظتها ماتوا في طريق العودة، بما فيهم أبرهة.


هذه الحادثة العجيبة سلطت الضوء عالميًا على مكة في ذلك العام، كأن الله يريد أن يلفت أنظار العالم إلى من سيولد في ذلك المكان، وسيكون له مع هذه الكعبة شأن عظيم، ألا وهو محمد ﷺ.
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ [الفيل: 1] ألم تخبر؟ ألم تعلم؟ ألم تسمع؟ استفهام تقريري، والخطاب للنبي ﷺ، وهو عام لكل أحد، ألم تروا ما فعلت بأصحاب الفيل؟
إذا رأيتم ذلك، وعلمتموه، فاعرفوا منتي عليكم يا أهل مكة، إذا رأيت آثار فعل الله بالحبشة، وسمعت الأخبار به متواترة، لقد قامت مقام المشاهدة لك، امتن الله على قريش، وصرف عنهم أصحاب الفيل الذين كانوا أقوى منهم، لا طاقة لقريش بمقابلتهم، عبد المطلب انسحب إلى الجبل، أباد الله ذلك العدو، وأرغم أنوفهم، وخيب سعيهم، وأضل عملهم، وردهم بشر خيبة، وكانت تلك الحادثة سببًا لشهرة قريش، واجتماع العرب عليهم، ولفت الأنظار لهذه القبيلة التي سيولد منها النبي ﷺ، وأوسطهم نسبًا، محمد بن عبد الله.
ولما أهلك الله تعالى أصحاب الفيل أخبر عنهم، فقال: أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ [الفيل: 2] الكيد إرادة المضرة بالغير عن طريق الخفية، هذا الكيد كان في نفوسهم، خططوا له من قبل، أرادوا تخريب بيت الله العتيق، ولكن الله خرب هذا الكيد وجعله في تضليل، وأذهبه فلم يتمكنوا من عمل شيء، معنى فِي تَضْلِيلٍ يعني: في تضييع وإبطال، يقال: ضلل كيده يعني جعله ضالاً ضائعًا، مثل قول الله: وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ[غافر: 50]، يعني: أنهم لن يؤجروا عليه، وأنه ضائع.
وقال: وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ [الفيل:  3]، أبابيل هذه يمكن أن يؤخذ منها استراتيجية القصف العسكري بالطائرات في هذا الزمن، لأن أبابيل ورد للعلماء فيها خمسة أقوال:
أنها المتفرقة من ها هنا وها هنا وها هنا.
ثانيًا: أنها المتتابعة يتبع بعضها بعضًا، أسراب متتابعة.
ثالثًا: الأبابيل الكثيرة.
رابعًا: أنها الجمع بعد الجمع.
وخامسًا: أنها مختلفة في الألوان.
وأبابيل جمع  لا مفرد له في اللغة، لا يوجد له مفرد، كما لو قلت لك: نساء جمع ما مفردها؟ لا مفرد لها، هناك أسماء في اللغة جمع لا مفرد لها.
وقوله: تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ [الفيل: 4]، سجيل: قيل: هي بمعنى سجين، وهو النار.
وقيل: سجيل حجارة مرسلة.
وقيل: سجيل طين متحجر.
وقيل: سجيل معناه الشديد.
وقيل: سجيل اسم السماء الدنيا.
ورجح الشيخ الشنقيطي رحمه الله أن سجيل معناها طين شديد القوة، وهذا له شواهد في القرآن، مثل قول الله تعالى: قالوا إِنَّآ أُرْسِلْنَا إلى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ [الذاريات: 32-34]، وهي الحجارة من الآجر المطبوخ، الطين المطبوخ، وقال تعالى: فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ [هود: 82 ]. [أضواء البيان: 9/300].


ماذا كانت نتيجة هذه الحجارة، لما رموا بها، قال تعالى: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ [الفيل: 5] ما هو العصف؟ هو التبن، ورق الحنطة، مأكول الدواب، القشرة التي على الحبة، ورق البقل إذا أكلته البهائم فرثته، فصار درينًا، كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ أرأيت ورق الزرع الذي يبقى في الأرض بعد الحصاد، تعصفه الرياح، وتأكله المواشي هذا عصف.
وقيل: هو التبن، وقال ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ [الرحمن: 12]، تعصف به الريح، فتفرقه عن الحب، الورقة التي على الحبة إذا جاءتها الريح وفرقتها، كيف يكون هوانها؟ كيف تكون خفتها؟ هكذا صاروا كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ، مثل الحب الذي أكل لبة وبقي قشره، مَأْكُولٍ الذي أكل، مثل الزرع والتبن إذا أكلته الدواب وألقته روثًا، ثم جف، وتفرقت أجزاؤه، هكذا شبه تقطع أوصالهم، وكذلك شبههم بالزرع الذي أكل حبه، وبقي تبنه، فهم في حالة سيئة جداً مريعة.

آيات الله الباهرة وشواهد قدرته تعالى في هذه القصة

00:15:01

لما دنا مولد النبي ﷺ تقاطرت آيات نبوته، وظهرت آيات بركته، ومن أعظمها وأشهرها أصحاب الفيل، وكانت هذه القصة في زمن كان النبي ﷺ حملا في بطن أمه في مكة، لقد ولد بعد خمسين يومًا من الفيل، وبعد موت أبيه في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول.
قيل: إن الله حمى أمه من الاسترقاء، لأن هؤلاء لو انتصروا لربما ساقوا نساء أهل مكة سبي، وفيهم آمنة، وهي حامل بالنبي ﷺ، فأهلكهم الله صيانة لنبيه أن يجري عليه السبي حملاً أو وليدًا، لم يكن لقريش من الحسنات ما يشفع لهم عند الله فيكرمهم بهذه الكرامة، إنهم وثنيون، بل إن أبرهة أحسن دينًا منهم لأن أبرهة نصراني وهؤلاء وثنيون، فالله لا يكرم الوثنيون بإهلاك أهل الكتاب، لكن هذه كرامة للبيت العتيق، لمكة، للحرم، للنبي ﷺ، ألا تؤخذ أمه في السبي وهي حامل به.
لو قال قائل: الكعبة جرت عليها أقدار بعد ذلك، والحجاج خربها، والقرامطة سرقوا الحجر الأسود، وقتلوا الحجاج، لم لم تحصل هذه القصة؟ أو هذا الإهلاك لمثل هؤلاء؟
فالجواب إن الذين تعرضوا للكعبة هذا التعرض كالحجاج وغيره، كان بعد استقرار الدين، وانتشار الإسلام في العالم، فالنبوة قد أسدت، والرجال قد جاءت، فالحالة مختلفة، ولما انتشر في العرب ما صنع الله بجيش الفيل تهيبوا الحرم، وأعظموه، وزادت حرمته في النفوس، ودانت العرب لقريش بالطاعة، واجتماع العرب على قريش الآن مهم، لأن النبي ﷺ سيظهر فيهم، وسوف يتغلب عليهم، فإذا صارت قريش الآن معظمة عند العرب ولها المنزلة، ثم غلب النبي ﷺ قريشًا، ماذا يعني ذلك عند العرب؟
يعني: عندما يعظم العرب قريشًا، وتصبح أهم قبيلة، ولها الكلمة مقدمة فيهم، وتلفت الأنظار إلى هذه القبيلة، سيكون فيها هذا النبي بعد ذلك، سيكون محط الأنظار، وعندما يتغلب على هذه القبيلة سيعرف العرب أن هذا الرجل له مكانة عند ربه، والله ينتصر لبيته الذي بناه خليله إبراهيم، ويمنع هؤلاء النصارى من تخريبه، وهكذا كان هذا البيت العتيق عند الله بمنزلة عظيمة، فلأجله وحمايته أيضاً أرسل هذه الطير العظيمة.


العقلانيين الذين يسمون تجاوزًا بالعقلانيين، وإلا ليس عندهم عقول صحيحة، فهم من المنحرفين الملوثين الذين يقدمون العقل على النقل، ويقدمون عقولهم العفنة على نصوص الشريعة، تلاميذ جمال الدين الأفغاني المنحرف الضال الزائغ في العقيدة، ويعتبر عند بعض الناس مصلحًا عظيمًا، وهو مخرب كبير في الدين، هذا الرجل الباطني الرافضي دخل على المسلمين فظنوه مصلحًا كبيرًا، وله تلاميذ في العصر هذا، أوجد جراثيم خبيثة أصيب بها عدد ، ممن يسمون مفكرين، فيقدمون عقولهم على النص الشرعي، إذا تعارض العقل مع النص عندهم يقدم العقل، ويرمي النص جانبًا مع أن عقله خاطئ، والنص صحيح، بعضهم بسوء نية، وبعضهم بجهل، وبعضهم بزيغ أزاغه الله، وبعضهم مقلد للآخر، فهم درجات، أي شيء لا تقبله عقولهم يرفضوه، وبعضهم له حسنات لكن كان من سيئاتهم تأثرهم بهذا المذهب الخبيث، قالوا في هذه الآية: طَيْرًا أَبَابِيلَ ۝ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ [الفيل: 3-4]. قالوا: كيف بحجر يقتل شخصًا والفيل والجيش؟ هذا غير معقول، قالوا: لأنه لا يقبله العقل،
يا أخي: إن الله على كل شيء قدير، إذا كان هذا لا يدخل العقل الطائر له جناحان عن اليمين والشمال، الله قال عن الملائكة: أنهم أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ [فاطر: 1]، أين تركب الجناح الثالث بعقلك؟ والملك له أربع أجنحة، وجبريل له ستمائة جناح.
هذه الطيور من أين جاءت؟ الله أعلم.
وإلى أين ذهبت بعد ذلك؟ من أين أتت بالحجارة؟ الله أعلم، هذه أخبار غيب نحن علينا أن نصدق، هذا قرآن، وحي نحن علينا أن نصدق.
قالوا: إن هذه جراثيم مرض الجدري، هذا كلام محمد عبده، طيب إذا دخل مرض الجدري في شخص متى تؤثر فيه؟ وترتفع الحرارة وتأخذ مفعولها ويظهر الأثر؟ ومتى يموت؟
فيقال لهم: حتى الكلام الذي أتيتم به لا يقبله العقل. قالوا: الميكروبات، وكيف يفرق هذا الميكروب بين القرشي والحبشي، فيجيء على الحبشي ميكروب يشيله والقرشي يتأخر عنه، يبعد عنه؟


وكيف يفتك هذا الميكروب بالقوم بهذه السرعة، ويجعلهم عصفًا مأكولاً؟
فسروا لنا بعقولكم كيف الجذع الذي خطب عليه النبي ﷺ ثم صعد المنبر، فبكى بكاء الصبي؟ كيف جذع يبكي بكاء الصبي؟
النبي ﷺ نبع الماء من كفه من بين العصب والعظم واللحم، كيف ينبع الماء من كفه؟ يدخل هذا بالعقل؟
حتى نعيم الجنة أنهار الجنة تجري فوق أرض الجنة ليس في أخاديد.
وقال الله: قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ [الإنسان: 16]، قوارير قارورة يعني: من زجاج شفافة، هذه معنى كلمة قارورة في اللغة، ومن فضة، معروفة الفضة كيف تكون شفافة من فضة، ليس في الدنيا شيء من فضة وشفاف، فإذا كانت القضية ما يقبله عقولنا قبلناه، وما رفضته عقولنا رفضناه، فمعنى ذلك أننا سنرفض أشياء كثيرة من عالم الغيب، سنرفض وجود الملائكة، والجن، والشياطين، والمعجزات، العقل له حدود، العقل مخلوق، ولذلك ينبغي أن نسلم للوحي، الله قال: حجارة، فلا نقول: ميكروبات، يعني: كأنه لا يرضى بكلام الله، وهذه قضية خطير جداً.
إذًا ينبغي الاستسلام للنصوص الشرعية، وعدم الاعتراض عليها، وعدم المشاغبة، نتلقى الوحي ونحن مطمئنون، ولذلك موقف المسلم من هذا الاستسلام لما جاء عن الله ورسوله.
لقد كانت هذه الحادثة ذات أثر كبير جداً لدرجة أن العرب صاروا يؤرخون بها، وصاروا يقولون عام الفيل، ويؤرخون لما بعده، وثاني عام بعد عام الفيل، وثالث عام بعد عام الفيل، وهكذا، وكانت هذه القضية توطئة لبعثة النبي ﷺ بعد ذلك في مكة، ولفت أنظار العرب والعالم لما سيحدث في هذه البقعة، من الأرض.
وفيها بيان قدرة الله العظيمة كيف أهلك هؤلاء، ومثال وشاهد لقوله تعالى: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [المدثر: 31]، وصلى الله على نبينا محمد.