28 رمضان 1432
التعليقات:
0
الزيارات:
13028
التحميل:
1818
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه
أما بعد
فتعليقا على ما جزم به بعض الناس في تصريحات علنية بعدم إمكانية رؤية هلال شوال الليلة القادمة بناء على حسابات في وقت ولادته بالنسبة للغروب ومدة مكثه في الأفق: ستكون ورطة كبيرة لهؤلاء المغامرين إذا ثبت شرعا رؤية هلال شوال ليلة الثلاثاء بشهادة عدد من الشهود الذين لايمكن تكذيبهم
فلا ينبغي التسرّع بالجزم بهذه الطريقة وتثبيط الناس عن تحري رؤية الهلال المأمور بها شرعاً، وبث الشك في الثقات العدول الذين يرونه
وهذا الغلو في الجزم دفع ببعض الجمعيات في أوروبا إلى رصد جائزة تحدٍ قدرها ١٠٠٠ جنيه استرليني لمن يرى الهلال غداً .
وينبغي أن يسعنا ما وسع سلف هذه الأمة وصحابة نبينا صلى الله عليه وسلم، فقد امتثلوا الواجب وهو العمل برؤية الهلال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ) رواه البخاري (1909) ومسلم (1081) .
وقد ذكر طائفة من العلماء منهم ابن تيمية رحمه الله أنه من المعلوم "بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ أَنَّ الْعَمَلَ فِي رُؤْيَةِ هِلَالِ الصَّوْمِ .. بِخَبَرِ الْحَاسِبِ أَنَّهُ يُرَى أَوْ لَا يُرَى: لَا يَجُوزُ".
وذكر أيضا: أن القول باتباع الفلكيين في حساباتهم لم يقله مسلم أبدا. مجموع الفتاوى (25/132).
وعدّ سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله الجزم بعدم إمكانية رؤية الهلال ومتابعة الناس لهذا " من الخطر العظيم والجرأة على دين الله ورسوله، ونبذ ما صحت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء الظهر " وقال رحمه الله :"لا اعتبار شرعا لما سوى الرؤية، أو إكمال العدة ثلاثين في إثبات الشهر، وأن هذا شرع مستمر إلى يوم القيامة. قال الله تعالى: وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا". مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز(15/113، 129)
وعليه فإنه لو لم ير الهلال غدا وصار الأربعاء أول أيام شوال فإن ذلك موافق للشرع أيضا ونكون قد قمنا بواجبنا فيما نقدر عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إِذَا رَأَيْتُمْ الْهِلَالَ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَصُومُوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا) رواه مسلم (1081).
ونحن لا ننكر أهمية علم الفلك بل إن علم الفلك الحقيقي علم جميل ومهم ويقود إلى تعظيم الله والتفكر في خلق السموات والأرض ولايجوز استعماله في مصادمة النصوص ومخالفة الوحي النازل من خالق السموات والأرض بل ينبغي استعماله في الإعانة على تحري الرؤية الشرعية
ونحن لا ننكر أهمية علم الفلك بل إن علم الفلك الحقيقي علم جميل ومهم ويقود إلى تعظيم الله والتفكر في خلق السموات والأرض ولايجوز استعماله في مصادمة النصوص ومخالفة الوحي النازل من خالق السموات والأرض بل ينبغي استعماله في الإعانة على تحري الرؤية الشرعية كاستعمال المواقع والبرامج التي تعين على تحيُّن وقت الرؤية وزاوية النظر وأفضل الأماكن للرؤية ونحو ذلك، ومن هذه المواقع :
والبرامج مثل : Stellarium0.10.6 وغيرها مما يعرفه المختصون والخبراء بهذا الشأن ، نسأل الله الإخلاص والتوفيق والسداد وأن يتقبل منا أجمعين
تغريدات توضيحية
· مما ينبغي الانتباه له أن الشرع علّق الصيام والإفطار في العيد والحج وصلاة الكسوف والخسوف .. بالرؤية لا بالحساب بغضّ النظر عن صحة الحسابات...
· بمعنى لو أن الفلكيين والحسّابين أجمعوا على أن الشهر ٢٩ وأنه يمكن رؤية الهلال جدا وكانت حساباتهم دقيقة ١٠٠٪ ثم جاء غيم وما رأينا الهلال فلن نفطر
· لماذا ؟ لأن شرع الله الذي هو على الرأس والعين جاء بنصٍّ صريح محكم واضح وهو "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" "فإن غمّ عليكم فصوموا ثلاثين يوما"
· ومثال آخر لو جزم الفلكيون والحسّابون أن هناك كسوفا جزئيا في السماء ولكن تصعب رؤيته جدا أو جاء غيم ولم نره ، فهل نصلي ؟ الجواب: لا ، لماذا؟
· الجواب: لأن الشرع علّق أداء صلاة الكسوف بنصّ محكم واضح قال فيه "فإذا رأيتم ذلك.. فافزعوا إلى الصلاة"، وهكذا الحج وعرفة، فمن فهم هذا زال لبسه
والله الموفق
1 - رواه البخاري (1909) ومسلم (1081)
2 - مجموع الفتاوى (25/132)
3 - مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز(15/113، 129)
4 - رواه مسلم (1081)
عدد الزيارات:
1138
عدد الزيارات:
1809
عدد الزيارات:
1276