الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
المسلم مستمر في العبادة
عباد الله، انقضى شهرنا، ونسأل الله أن يتقبل منا وأن يجبر كسرنا على فراق شهرنا، وأن يعيده علينا، ولكن رب رمضان هو رب شوال وما بعده؛ ولذلك فإن عبادة المسلم مستمرة، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [سورة الحجر:99] فهذه وظيفتنا التي خلقنا الله لأجلها، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [سورة الذاريات:56] فالعبادة لدى المؤمن ليست موسمًا ينقطع، ولكنه عمر تستمر فيه العبادة.
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا لم يروغوا روغان الثعالب، استقاموا على الدين والإيمان، وعندما تفهم آيات الرحمن فهمًا صحيحًا، فإن المؤمن لا يمكن أن يترك أو يستقيم، وقد قال ربه: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الأنعام:162] وإذا كان نبينا ﷺ قد قال: إن من شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه[1] في التعامل مع الخلق، فكيف إذا كان ذا وجهين في التعامل مع الخالق؟! إنها مصيبة عظيمة والله.
عباد الله:إن النبي ﷺ قام يوصي أحد أصحابه وهو عبد الله بن عمرو بن العاص: يا عبد الله، لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل[2]، ولذلك فإن رعاية العبادة بالاستمرار عليها مطلب عظيم، وبعض من قبلنا لم يرعوها حق رعايتها، ونحن يجب أن نرعاها حق رعايتها، ونبينا ﷺ كان إذا عمل عملًا أثبته، وكان أحب العمل إليه أدومه وإن قل.
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [سورة الفاتحة:5]، نعبد بصيغة المضارع تدل على الاستمرارية، وكذلك فإن النبي ﷺ وهو نبي الله كان يخشى على نفسه، ويقول: يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك[3]، وهكذا نحن نحتاج إلى عزيمة صادقة، نحتاج إلى عصيان النفس الأمارة بالسوء والشيطان.
وخالف النفس والشيطان واعصهما | وإن هما محضاك النصح فاتهمِ |
ولا تطع منهما خصمًا ولا حكمًا | فأنت تعرف كيف الخصم والحكم |
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [سورة العنكبوت:69]، فهم يستمرون في المجاهدة، وهناك عبادات فيها معاني، قيام الليل مستمر، وستة شوال بعد رمضان فيها إشارة لمسألة الاستمرار على العبادة.
ثم يا عباد الله، من الذي يعرف هل قبل عمله أم لا؟ قال بعض السلف: "وددتُ أني أعلم أن الله تقبل مني ركعتي"، ذلك أن الله يقول: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [سورة المائدة:27] ولذلك المؤمن بين الخوف والرجاء، يعمل ويخشى أن لا يقبل منه، لكن يرجو أن يقبل، ولا يقطع بالقبول.
صور من عبادة السلف
أيها المؤمنون، يا عباد الله: إذا كان الله قال لنبينا: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [سورة الحجر:99] فما الظن بنا نحن؟! كان السلف -رحمهم الله- أصحاب طاعة، وشوق للعبادة، سفيان بن عيينة يقول: لا تكن كعبد السوء، إذا دُعي أجاب، يعني: تعال قبل النداء، وكذلك قال عدي بن حاتم : "ما جاءت صلاة إلا وقد تجهزت إليها، وأنا مشتاق إليها، وكان عبد الله بن الزبير إذا سجد وقعت الطير على ظهره تظنه جمادًا، وكان منصور بن المعتمر -رحمه الله- يقوم الليل على سطح داره، فلما مات قالت بنت الجيران لأهلها: يا أبتِ أين الجذع الذي كان على سطح جارنا منصور؟ قال: يا بنية، ليس ذاك بجذع، ذاك منصور، لكن من طول القيام، كانت تلك الفتاة الصغيرة تظنه جذعًا، وكانوا أصحاب استمرار في العبادة، وملءٍ للوقت بها، فقيل عن ابن حماد بن سلمة لو قيل لحماد: إنك تموت غدًا ما قدر أن يزيد في العمل شيئًا، وكذلك سفيان بن عيينة، كان عظيم العبادة، ويسأل الله الحج كل سنة، وبلغ إحدى وتسعين وربه يجيب دعاءه، فلما كان في تلك السنة قال: قد استحييت من ربي، فمات ذلك العام!
عباد الله: بعضهم كان يقول لأخته على فراش موته: لا تبك عليّ، فإني ختمت القرآن في هذه الحجرة أربعة آلاف مرة، وأبو بكر بن العياش-رحمه الله- كان يختم أكثر من ذلك، ختم أكثر من ذلك، وهو من أهل القراءة والقراء المشهورين آلاف الختمات في أعمارهم.
وكذلك فإن العبادة كانت قرة أعينهم ولذة نفوسهم، فلما سجد أحدهم سجدة ووقع حريق فقال الناس: حريق، حريق ! فلم يرفع رأسه، فلما قضى صلاته وأخرجوه وعاتبوه وقالوا له: ألم تسمع، النار ؟! قال: ألهتني عنها النار الأخرى.
الصحابي الأنصاري الذي كان يحرس مع أخيه المهاجري في الليل، اضطجع المهاجري، وقام الأنصاري يصلي، فجاء رجل من العدو فرماه بسهم، فنزعه وأكمل صلاته، ثم رماه بسهم ثان، فنزعه وأكمل صلاته، والدم يسيل، ثم رماه بسهم ثالث، فانتبه المهاجري، ثم قال له: هلا أخبرتني، هلا آذنتني، هلا أيقظتني؟! قال: كنت في سورة فلم أحب أن أقطعها، ليس وقع السهام في الجسد بهين، و لا الجراح بغير ذات ألم، ولكن لذة الصلاة تغطت على ألم الجرح.
عباد الله: ذاك الذي كان يقول: ما فاتتني تكبيرة الإحرام منذ كذا وكذا، عشرات السنين، وذاك الذي كان يقول: ما نظرت في قفا إنسان قط؛ لأنه كان دائمًا في الصف الأول، لا يرى قفا شخص أمامه إلا الإمام، وهكذا كانوا على الطاعة مواظبين، ومن فائدة المداومة أن العبد لو مرض أو سافر فإن الله يكتب له مثل ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا، وتأمل في معنى الاستغفار بعد العمل الصالح بعد السلام من الصلاة: استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله، فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ [سورة البقرة:200] فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ [سورة البقرة:198] قال: وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ [سورة البقرة:199] هل كانوا في معصية؟ كلا والله، فما هو وجه الاستغفار أثناء الطاعة وبعد الطاعة؟
الجواب: أنه شعور العبد بالتقصير وأن المؤمن مهما عمل فإنه لم يؤد حق الله، لم يؤد حق النعم، نعم هذه الحواس فكيف بغيرها ؟ لم يؤد حق نعمة الشريعة والأحكام التي شرعها له ربه.
تأمل يا عبد الله، لو كنت على غير ملة الإسلام، أقوام يعبدون عيسى، وآخرون يعبدون الشجر، والحجر، وملاحدة يشركون بالله ويعبدون غيره، فإذا جعلك الله على نعمة التوحيد وعبادته فكيف ينبغي أن يكون شكر نعمتك لها؟ أن جعلك من الموحدين.
نسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا، وأن يتجاوز عنا، نسأله أن يعيننا على ذكره، وشكره، وحسن عبادته، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله، أشهد أن لا إله هو وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبًا ولا ولدًا، وأكبره وأسبحه ولا أشرك به أحدًا، أشهد أنه رب الأولين والآخرين، وقيوم السموات والأرضين، لا إله إلا الله، يفعل ما يشاء، لا إله إلا الله الحي القيوم، لا يموت والجن والإنس يموتون.
وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله الرحمة المهداة، البشير والنذير، والسراج المنير، -صلى الله عليه- صاحب الحوض المورود، والمقام المحمود، والشافع المشفع يوم يقوم الشهود، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد إمام المتقين.
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وذريته الطيبين، وأزواجه وخلفائه الميامين، وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
فضل صيام الست من شوال
عباد الله: مما شرع لنا بعد انقضاء شهرنا، وقيام عيدنا، أن نصوم لله ستًا، من صام رمضان، ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر[4]، بين النبي ﷺ أجرها، فقال: من صام رمضان فشهر بعشرة أشهر، وصيام ستة بعد الفطر، فذلك تمام صيام السنة، وتلا قوله تعالى: مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا [سورة الأنعام:160] فصيام رمضان بصيام عشرة أشهر، وست من شوال بستين يومًا، وهي شهران فتمت السنة.
إن الصيام على مدار العام الحسنة بعشر أمثالها، فما ميزة الست؟ فالجواب: أن ستة شوال أجرها كأجر الفرض وبقية الصيام النافلة بأجر صيام النافلة ؛ لأن رمضان بعشرة أشهر على أجر الفرض، وستة من شوال بشهرين على أجر الفرض، فتتم السنة على أجر الفرض، ومعلوم أن أجر الفرض غير أجر النافلة، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضتُ عليه[5].
من أحكام صيام الست من شوال
ولا يشترط أن تكون هذه الست متتابعة، ولا يشترط أن تبدأ بالثاني من شوال، ثم إن فضل الله عظيم، فلو صامها أيام البيض أو الاثنين والخميس كتب له أجر ذلك أيضًا، وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء [سورة البقرة:261]، والله واسع سبحانه، كريم جواد، يهب من فضله ما يشاء لمن يشاء، ويضاعف لمن يشاء، .
ثم إن من فوائد صيامها أن يعوض نقص الفريضة فإن النبي ﷺ قد أخبرنا أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب يعني للملائكة: انظروا، هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك[6]، يعني الصلاة والصيام، والزكاة، والحج، فيكمل النقص فريضة الصيام من نوافله، ويكمل النقص فريضة الزكاة من صدقاته، ويكمل نقص عمرته وحجه الفريضة من عمره وحجاته النوافل التي قام بها.
وكذلك فإن من أحكام هذه الست أنه إذا أراد أجرها المذكورة في الحديث فإن عليه أن يتمّ رمضان قبل ذلك؛ لأنه قال في الحديث من صام رمضان ثم أتبعه ومعلوم أن رمضان عدته ثلاثون أو تسع وعشرون بحسب البلاد.
وقد قال في الحديث: شهرا عيد لا ينقصان[7] سواء كانت تسع وعشرين أو كانت ثلاثين فإن الأجر كامل، وإذا ثبت هلال شوال بعد تسع وعشرين من رمضان فإن أجرها كأجر الثلاثين، لا ينقص الأجر، وهذا من منّة الله فصارت ست من شوال كسجدتي السهو للصلاة، تجبران النقص، ومعنا الجبران الموجود في زكاة الفطر أيضًا، فقد قال فيها: طهرة للصائم، من اللغو والرفث[8].
وكذلك من أحكامها أن تبدأ بنية، ومعنى ذلك أن يكون عنده نية من الليل، حتى يكتمل أجره؛ لأن من نوى أثناء النهار فأجره من حين نيته، فإذا أراد يومًا كاملًا من الست فمعنى ذلك أن يكون بنية من الليل، وهذا هو الفرق بين النفل المعين كعرفة وعاشوراء وست من شوال، وبين النفل المطلق، هل عندكم طعام؟ فإذا قلنا: لا، قال: إني صائم[9]، فالنفل المعين أجره يكون تامًا إذا كان بنية قبل الفجر.
ومراعاة النساء في هذا الشهر بعدم تكليفهنّ ما لا يطقن أمر جميل ؛ لأن بعض النساء تصوم في شوال أكثر من رمضان من قضاء وست، وقد ذكر بعض أهل العلم أنه إذا استغرقت وسعها في القضاء وانتهى شوال ولم تنتهي الست أنها تكمل ذلك في ذي القعدة، وأن لها الأجر؛ لأن هذا هو ما تطيقه وهو وسعها، إن الخروج التدريجي يا عباد الله من رمضان عبر بوابة الست من شوال ليس خروجًا من الطاعة إلى المعصية، لكن عبور إلى أنواع أخر من الطاعات، ولا مانع من إجمام النفس بالمستحبات، لا مانع من ذلك.
عدوان اليهود على إخواننا
عباد الله: إن إخوان القردة والخنازير قد طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد وإنهم قد قتلوا المؤمنين ولم يرقبوا فيهم شيئًا لا في رمضان، ولا في العيد، فنسأل الله أن يصب عليهم سوط عذاب.
أيها المؤمنون! يا عباد الله، لنا من القرآن في اليهود مشاهد قال الله: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ [سورة الأعراف:176] فإذًا ليس عذابهم في الدنيا والتسليط عليهم مؤقتًا منقطعًا ؛ لأنه قال: إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وكذلك لنا بشارة فيهم أيضًا من قوله تعالى: وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [سورة المائدة:64]، فهذه بشارة ثانية بأن بينهم خلاف اختلاف تباغض، وبين فرقهم من الكره أمر عظيم، وأيضًا فإن الله يخالف بين قلوبهم وقد قال: وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وبشارة ثالثة في قوله : كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ [سورة المائدة:64]، ولذلك لا تستمر حروبهم، ولا يقدرون على الاستمرار فيها، كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ فتنحل عزائمهم أو ينهزمون بسرعة أو يرتدون عن حربهم ويحجمون عنها، لا يستطيعون الاستمرار، والله قال: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ [سورة البقرة:96] فلا يطيقون القتل، وبشارة رابعة في قوله : بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى [سورة الحشر:14] أي مختلفة ليست متفقة وذلك لا يجوز الاغترار بظاهرهم؛ لأنهم في الحقيقة فيما بينهم عداوات، محاكمات، تمرد، اختلافات، وهو أمر واضح لمن دقق في عباراتهم وكيف يلوم بعضهم بعضًا.
ونحن نعلم أن الله ينصر من ينصره، وأن المسلمين إذا لم ينتصروا فليست العلة في تماسك اليهود، ولا في قوة بأسهم، ولا في اجتماعهم، وإنما العلة في المسلمين، فإذا لم ينصروا الله لم ينصرهم، وإذا نصروه جزئيًا نصرهم جزئيًا وهكذا، يكون النصر على قدر النصر إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [سورة محمد:7] وأيضًا فإن الله قد أخبر أنه قد ضربت عليهم الذلة وضربت عليهم المسكنة، واستثنى أمرًا إلا بحبل من الله وحبل من الناس، وباؤوا بغضب من الله، إذًا أي تأخر للنصر عليهم فإنما هو من أنفسنا.
نسأل الله أن يعلي كلمته، وأن ينصر دينه، وأن يظهر عباده الصالحين، نسأل الله أن يهلك عدونا، اللهم اجعل بأسهم بينهم، وخالف بين كلمتهم، وألق الرعب في قلوبهم، اللهم اهزم اليهود والباطنية يا رب العالمين، اللهم إنهم قد أفسدوا في الأرض ونكلوا بعبادك، فاجعل دائرة السوء عليهم، وأتِهم من حيث لا يحتسبون، اللهم اهزمهم وزلزلهم ودمرهم، ودمدمها عليهم.
اللهم إنا نسألك أن تجمع كلمة المسلمين على الحق يا رب العالمين، اللهم اجعل بلاد المسلمين آمنة مطمئنة يا أرحم الراحمين، اللهم اجعلها عاملة بشرعك عامرة بذكرك، اللهم إنا نسألك أن تجعل بلدنا هذا آمنًا مطمئًنا.
اللهم من أراد بلدنا هذا بسوء فامكر به واقطع دابره واجعل دائرة السوء عليه، اللهم آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، واغفر لنا يا عزيز يا غفور، اللهم أخرجنا من ذنوبنا كيوم ولدتنا أمهاتنا، اللهم ثبت أقدامنا وثبتنا على الحق والإسلام والدين حتى نلقاك.
يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، يا مقلب القلب صرف قلوبنا على طاعتك، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع كلمتنا على الحق، وهيئ لنا من أمرنا رشدًا، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وقنا خزي الدنيا وعذاب الآخرة، ربنا أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا وعلى والدينا، وأن أعمل صالحًا ترضاه وأصلح لنا في ذرياتنا إنا تبنا إليك وإنا من المسلمين.، اللهم اغفر لموتنا واشف مرضانا واقضِ ديوننا واستر عيوبنا.
اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك أن تغتال من تحتنا، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا يا رب العالمين، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
-
محمود عبد الحميد
(جزاكم الله عزوجل خيرا شيخى الحبيب محمد صالح المنجد على ما قدمت للاسلام والمسلمين واسئل الله تبارك وتعالى ان يسكنك الفردوس الاعلى انت وجميع من تحب شيخنا يارب بارك الله تعالى فى عمركم وعلمكم واهلكم اللهم امين ونفعنا الله عزوجل بعمركم وعلمكم اللهم امين اللهم صل وسلم وبارك على الحبيب وعلى اله وصحبه)