السبت 9 ربيع الآخر 1446 هـ :: 12 أكتوبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

فضيحة المشعوذين


عناصر المادة
الخطبة الأولى
تعريف الجن ووجودهم
تعامل الشياطين مع الكهان
أعمال وقدرات الجن
كلام لشيخ الإسلام في كشف أعمال إخوان الشياطين
الخطبة الثانية

الخطبة الأولى

00:00:05

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [سورة آل عمران:102]. 

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [سورة النساء:1].يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [سورة الأحزاب:70، 71].
أما بعد:
فحديثنا اليوم أيها الإخوة عن خلق من خلق الله تعالى، منهم المؤمن ومنهم الكافر، عمد كفارهم إلى إغواء المسلمين، وحرفهم إلى الشرك، واستعملوا من أجل ذلك أنواع القدرات التي عندهم لإضلال الإنس، فاستجاب لهم كثير من الإنس، واستعانوا من أجل تحقيق غرضهم بأمر الشيطان كبيرهم بوسائل متعددة، ومن ذلك هؤلاء الكهان والعرافون المنتشرون، والمشعوذون وغير ذلك.
ومن سبب طرح هذا الموضوع ما سمعته من عدد من الإخوان، الذين سألوا عن أشخاص يذهبون إليهم، لمعرفة مكان السحر فيدلونهم عليه، ومكان المفقودات والمسروقات فيدلونهم عليه، ويجرون عمليات بدون جراحة، ويستأصلون الأورام، ويزيلون العاهات، ويقرأون البطاقات الشخصية، ويعدون النقود في الجيب، ويخبرون الإنسان بأحوال خاصة ربما لا يعرفها إلا هو، ويكون كلامهم صحيحًا.
وبدأت تجد الناس يصطفون طوابير على هؤلاء المشعوذين المتصلين بالشياطين، رجاء شفاء، أو معرفة مفقود، وبعضهم عن فضول وحب استطلاع.
فنريد أن نتعرف في هذه الخطبة على طرق هؤلاء الشياطين، ووسائلهم، وما هي ألاعيبهم؟ وما هي القدرات التي عندهم؟ لكي يبين بعد ذلك ويستبين للمسلم حقيقة هؤلاء، ولكي يكون الإنسان على بصيرة من أمره، خصوصًا وأن القضية قد دخلت حتى عالم الألعاب، فيحدثونك عن لعبة أو ألعاب تباع في السوق، رقعة تبسط عليها أشياء، ثم يشير السهم أو القطعة إلى جواب محدد، وتتحرك هذه القطعة على الرقعة بمفردها، بدون أن يمسها الشخص، ونحو ذلك، فما هي الحقيقة؟ وما هو حكم الشرع في هذه الأشياء.

تعريف الجن ووجودهم

00:04:52
أولًا: لابد أن نعود إلى الجذور، لابد أن نعود للكلام عن الجن، هذا العالم الذي خلقه الله تعالى كما خلق عالم الإنس وعالم الملائكة، والحمد لله رب العالمين، والعالمين جمع عالم.
 الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الفاتحة:2] أخبرنا الله تعالى أنهم خلقوا من النار، فقال وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ [سورة الحجر:27]، وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ [سورة الرحمن:15]، ومارج النار طرف اللهب.
وقال النبي ﷺ: خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من نار، وخلق آدم مما وصف لكم.
وخلق الجن متقدم على خلق الإنس، فكانوا قبلهم في الأرض، بدليل قوله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ۝ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ[سورة الحجر:26-27].
وقيل في سبب قول الله تعالى، في كلام الملائكة لما قالوا لربهم في خلق آدم: قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ [سورة البقرة:30]، قالوا إن الملائكة توقعت أن يكون هذا شأن المخلوق الجديد؛ لما رأوا من المخاليق الذين قبله على الأرض من الجن، الذين أفسدوا فيها وسفكوا الدماء.
وسمي الجن جنًا لاستتارهم: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ [سورة الأنعام:76]، واستجن بالشيء أي اتقى به واختفى وراءه.
وأخبرنا النبي ﷺ عن أصنافهم، وعن شيء من قدراتهم، فقال في الحديث الصحيح: الجن ثلاثة أصناف: فصنف يطيرون في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون، فأخبرنا بقدرتهم على الطيران، وأخبرنا بقدرتهم على التشكل في هيئة حيات وكلاب.
ولا مجال للتكذيب بعالم الجن ألبته، ومن أنكر وجود الجن فهو كافر، لماذا؟ لأنه كذب الله تعالى الذي قال في محكم تنزيله: وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ [سورة الحجر:27]، قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ[سورة الجن:1]، وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ [سورة الأحقاف:29]، فالمكذب بوجود الجن كافر.
ولم يكذب به إلا طائفة من الفلاسفة والعقلانيين، وبعضهم زعموا أن الجن نوازع الشر في النفس الإنسانية، وأنهم ليسوا خلقًا مستقلًا، وأنكروا وجودهم.
وهؤلاء ولاشك ضلال، فإن المعرض عن كلام الله ورسوله لا يكون إلا ضالا، وقد أخبرنا النبي ﷺ أنه التقى بهم، ودعاهم إلى الله تعالى، وقال: إنه أتاني وفد نصيبين-وهي بلدة- ونعم الجن، فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم ألا يمروا بعظم ولا روثة إلا وجدوا عليها طعاما، فكان منهم المؤمنون الذين انطلقوا في الأرض، يستمعون لأي شيء يدل على منع اختراق الخبر من السماء: وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ۝ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى [سورة الأحقاف:30]، ودعوا قومهم إلى الله تعالى. 
وكان منهم الفقهاء، لما قرأ عليهم النبي ﷺ سورة الرحمن، فكان إذا مر بقوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ[سورة الرحمن:13]، قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد.

تعامل الشياطين مع الكهان

00:08:59

ولكن كثيرا منهم كفار وضلال وفسقة هؤلاء الجن، ولذلك فإنهم شياطين، الشيطان اسم لكفار الجن، للكافر من الجن، وهم كثيرون جدا، وكانوا يسترقون الخبر من السماء، يركب بعضهم فوق بعض، ليستمعوا الخبر من السماء.

الشيطان اسم لكفار الجن، للكافر من الجن، وهم كثيرون جدا، وكانوا يسترقون الخبر من السماء، يركب بعضهم فوق بعض، ليستمعوا الخبر من السماء.

كما قال النبي ﷺ: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كالسلسلة على صفوان -يعني كصوت جر السلسلة على الصخرة، وهو صوت عظيم- فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق للذي قاله، الذي قاله الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترقو السمع -الجن الذين يركب بعضهم فوق بعض إلى السماء، يستمعون شيئًا من كلام الملائكة عن أوامر الرب في مرض فلان، أو شفاء فلان، أو موت فلان، أو زلزال في مكان كذا، ونحو ذلك من الأحداث الأرضية- فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقوا السمع هكذا واحد فوق الآخر وصف سفيان راوي الحديث بعضهم فوق بعض، فرج أصابع يده اليمنى، نصبها بعضها فوق بعض هكذا، هكذا بعضهم فوق بعض، يركب بعضهم فوق بعض، يستمعون هذه الأوامر بصوت الملائكة الذين نقلوها، قال النبي ﷺ: فربما أدرك المستمع الشهاب قبل أن يرمي بها إلى صاحبه -أي: الذي تحته يخبر بعضهم بعضًا- فيحرقه -ولا تصل الكلمة إلى الأرض- وربما لم يدركة -أي: الشهاب- حتى يرمي بها إلى الذي يليه، إلى الذي هو أسفل منه، حتى يلقوها إلى الأرض، فإذا وصلت الكلمة إلى الأرض من خبر غيبي سيحدث- فتلقى على فم الساحر -الجن هؤلاء الشياطين المتعاونين مع الساحر يأتون إليه بالخبر، إلى هذا الكاهن، فيكذب معها مائة كذبة، فيصدق من قبل المغفلين في الأرض من الإنس، الذين يأتون طوابير فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا بكذا وكذا، فوجدناه حقًا للتي سمعت من السماء في صحيحه.

فالناس لا يذكرون من كلام الكاهن إلا الشيء الذي حصل، ويقولون: أخبرنا بوقوع كذا ووقع، ولا يذكرون الكذبات الكثيرة التي يخبرهم بها من عالم الغيب من التي لا تقع.
وبعض هؤلاء الكهان أذكياء يستخدمون ذكاءهم في الشر، فربما يخبرهم عن أشياء متوقعة الحصول، وأشياء لا يبعد وقوعها تعرف بالاستنتاج مثلًا، فلا يكتشفون أمره.
إذًا لو فرضنا أن كاهنا أو عرافًا أو ساحرًا أخبر شخصًا بأنه سيقع حدث، وهذا الحدث لا يمكن استنتاجه ولا معرفته أو توقعه ووقع كما قال، فربما يكون مما زوده به شيطانه من الأخبار التي يسترقها الجن من السماء، ولكن: كم نسبة الصدق في كلامهم؟ واحد في المائة، وكم نسبة الكذب في كلام الكهان؟ تسعة وتسعين بالمائة، لكن المغفلين لا ينتبهون إلا لهذا الخبر الواحد الذي تحقق، ويقولون يعلم الغيب، ولا يعلم الغيب إلا الله.

أعمال وقدرات الجن

00:13:27

وقد أخبرنا الله تعالى أنهم أصحاب قدرات عجيبة، وسخر الجن لنبيه سليمان، فكانوا يقومون له بالأعمال الكثيرة، قال الله وَمِنْ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ۝ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ [سورة سبأ:12، 13]، فيعملون له ما شاء، سخرهم الله له، سلطه عليهم، لا يستطيعون أن يخالفوا أمر سليمان، ومن خالف أذاقه الله من عذاب السعير وهو الحريق فيحرق.

والمحاريب: هي المساجد والأبنية الكبيرة. والتماثيل: قيل من غير ذوات الأرواح، ولو كانت من ذوات الأرواح فيحمل على أنه لم يكن حرامًا في شريعة سليمان مثلا. وجفان كالجواب: أي: أنهم يعملون له أحواض كبيرة جدًا للماء، وقدور راسيات: يعني ثابتات في أماكنها لا تتحرك من عظمها واتساعها، قدور يطبخ فيها طعام جيش سليمان الذي كانت تحمله الريح، غدوها شهر ورواحها شهر، ملك لا ينبغي لأحد من بعده، ولا يكون عند الكفار المتقدمين ولا المتأخرين مهما بلغوا أسباب القوة لا ينالون أبدًا ما نال سليمان من أسباب القوة.

إذًا لهم قدرات عجيبة، ومن قدراتهم: استطاعتهم لنقل الأشياء عبر الجدران، والطيران بها في المسافات الشاسعة، وإحضارها وإدخالها عبر الجدران مرة أخرى الجدران إلى مكان ما، ولذلك قال سليمان وهو يفكر في طريقة لدعوة ملكة سبأ إلى الله، وكيف يقنعها؟ قال يستشير من حوله من أولياء الله الصالحين، ومن الجن الذين سخرهم الله له: قَالَ يَا أَيُّهَا المَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ۝ قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ [سورة النمل:38، 39]، فهذا الجني الشديد كان يستطيع ولم يكن يكذب في دعواه، كان يستطيع أن يأتي بعرش ملكة سبأ من داخل قصرها في اليمن، ويضعه داخل قصر سليمان في الشام قبل أن يقوم سليمان من مقامه.

إذًا قضية استطاعتهم لنقل الأشياء عبر الجدران والأجسام الصلبة، والطيران بها تلك المسافة الشاسعة في وقت قصير جدًا للغاية أمر مقدور لهم، أخبرنا الله عنه، لا مجال للتكذيب به، فاستخدمت الشياطين هذه القدرات في إضلال الناس في إضلال الإنس: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [سورة الجن:6].

وهذا المنطلق الذي ننطلق به في استكشاف كل القصص التي يأتي بها الناس ويتداولونها، عن أشياء خارقة خرقت العادة التي يعرفونها. ونقول: انتبهوا يا عباد الله، فليس كل خارقة كرامة من الله، ليس كل خارقة تدل على صلاح صاحبها.

والنبي ﷺ كان يمتحن الدجالين، وذهب إلى عبد الله بن صياد، وكان قد ظن أنه الدجال، وكان النبي ﷺ حريصًا على كشف أمره، فقال له: قد خبأت لك خِبأً يقول النبي ﷺ لعبد الله بن صياد مختبرًا له، خبأت لك مفاجأة، قال عبد الله بن صياد: الدخ الدخ، والنبي ﷺ كان قد خبأ له سورة الدخان، فقيل: إن شيطان عبد الله بن صياد قد أوصل إليه الخبر من السماء، ولكن الخبر وصل ناقصًا، ما وصلت كلمة الدخان كاملة لعبد الله بن صياد، وصلت ناقصة: الدخ الدخ، ولذلك قال له ﷺ: اخسأ فلن تعدو قدرك، قال له: إخسأ فلن تعدو قدرك يعني إنما أنت من إخوان الكهان، والكهان يأتونك، الشياطين يأتونك بهذا الخبر ويخلطون فيه، فلذلك أتوه به ناقصًا، وترجح وعرف بعد ذلك أن عبد الله بن صياد ليس هو الدجال المنتظر الأكبر، وإنما هو دجال من الدجاجلة يعينه الشياطين.

وهكذا أعانت الشياطين مدعي النبوة بعد النبي ﷺ من أجل فتنة الناس، فهذا الأسود العنسي الذي ادعى النبوة كان له من الشياطين، ثبت تاريخيا من يخبره ببعض الأمور المغيبة، وكذلك مسيلمة الكذاب كان معه من الشياطين من يخبره بالمغيبات، ويعينه على بعض الأمور.

كلام لشيخ الإسلام في كشف أعمال إخوان الشياطين

00:19:31

قال شيخ الإسلام -رحمه الله- كاشفًا زيف هؤلاء ومن كلامه ننقل هذه الدرر النفيسة، والتجارب العظيمة له -رحمه الله- مع هؤلاء في كشف أحوالهم.

ينقل تاريخيًا ومن واقعه، قال: "وأمثال هؤلاء كثيرون: مثل الحارث الدمشقي الذي خرج بالشام زمن عبد الملك بن مروان وادعى النبوة، وكانت الشياطين يخرجون رجليه من القيد، هو مقيد ويخرج من القيد، وتمنع السلاح أن ينفذ فيه، الشياطين تمنع السيوف والرماح من النفوذ في جسد هذا الدجال.

وهذا يذكرنا بما يفعله بعض أصحاب الطريقة الرفاعية الصوفية الضلال، من ضرب أجسادهم بالشيش، وما يفعله بعض الذين يستعينون بالشياطين في بعض السيركات أو الحفلات التي يعملونها، من ضرب أنفسهم بسكاكين أو بسيوف، ولا يخرج منه قطرة دم واحدة، وليس خداع نظر، شيء حقيقي. ما هو التعليل؟ عندما يعرف المسلم الحقيقة لا تنطلي عليه الأباطيل، الاستعانة بالشياطين.

إذا كان الشيطان يستطيع أن يستخرج عرش ملكة سبأ وهو جسم كبير عبر الجدار جدران، فكذلك يستطيع أن يمنع اختراق السيف لجسم شخص، أو أن يخترقه دون إيذاء، كما يخترق عرش ملكة سبأ جدران قصرها، وتمنع السلاح أن ينفذ فيه، وتسبح الرخامة إذا مسحها بيده، هذا الدجال كان إذا مسح رخامة سبحت، صوت التسبيح صادر ممن؟ من الشياطين الذين يعينونه، لأي شيء؟ لإضلال الناس.

وكان يرى الناس رجالًا وركبانًا على خيل في الهواء ويقول: هي الملائكة وإنما كانت جنا، فالجن تتشكل بأشكال يراها هذا الدجال، ويظنها ملائكة تنزل عليه بالوحي، وفعلًا يلقون في سمعه كلمات.

وهكذا مسيلمة كان يسمع شيئًا في أذنه فعلًا، وهو مما تنزلت به الشياطين.

ولذلك لا يمكن أن تجعل الأحوال الشيطانية هذه دليلًا على أن هذا الرجل ولي من أولياء الله، ولا يمكن أن تجعل أي: خارقة من خوارق العادات دليلًا على أن هذا رجل صالح، أبدًا، فإنه قد يكون مشركًا عظيمًا من المشركين تساعده هؤلاء الشياطين.

ومن كذلك طرقهم أنهم ربما تكلموا بألسنة مختلفة على لسان هذا الدجال، كما يتكلم الجني على لسان المصروع، ولذلك يحدثك بعض الأشخاص الذين ذهبوا إلى بعض العرافين أنهم سمعوا منه مرة صوت طفل، ومرة صوت امرأة، ومرة صوت رجل، ومرة صوتًا نحيفًا، ومرة صوتًا غليظًا، وأنه دخل في غيبوبة وأغمض عينيه، وصار يتكلم وهو نائم، ونحو ذلك، وكل ذلك من فعل الشياطين تتكلم على لسانه، وربما لا يدري بما يخرج منه.

ومن هؤلاء، من هؤلاء الدجالين يقول شيخ الإسلام -رحمه الله- في المجلد التاسع عشر من فتاويه: "من يأتيه الشيطان بأطعمة وفواكه، وحلوى، وغير ذلك مما لا يكون في ذلك الموضع، فاكهة من بلاد بعيدة لا توجد في هذا البلد يأتيه بها في هذا البلد، ومنهم من يطير به الجني إلى مكة أو بيت المقدس أو غيرهما، ومنهم من يحمله عشية عرفة ثم يعيده من ليلته.

وهذا الذي ادعى ممن يسمون بأهل الخطوة من الصوفية، الذين كانوا يذهبون في ليلة ويعودون في نفس الليلة، ويخبرون الناس بأشياء في عرفة ممن لقوا من فلان وفلان، وعندما يعود الحجاج يتبين أن كلامهم صحيح، كيف؟ حملتهم الجن. وليس بغريب -يا إخوان-، مادام أنهم يستطيعون حمل عرش سبأ من اليمن إلى الشام قبل أن يقوم سليمان من مقامه، فلا تستغرب أن يحملوا شخصًا إلى عرفة ويعودوا به، ليس ذلك بغريب ولا مستحيل، ليس ذلك بمستحيل، وهو بالنسبة إلينا غريب.

ولكن هؤلاء الذين يذهبون بهم إلى الحج قال شيخ الإسلام -رحمه الله: "فلا يحج حجًا شرعيًا، بل يذهب بثيابه، ولا يحرم إذا حاذى الميقات" فهو يتكلم عن مسألة لها علاقة بإحرامنا بالطائرة اليوم، من فوق إذا حاذى الميقات. "ولا يحرم إذا حاذى الميقات، ولا يلبي، ولا يقف بمزدلفة، ولا يطوف بالبيت، ولا يسعى بين الصفا والمروة، ولا يرمي الجمار، بل يقف بعرفة بثيابه، ثم يرجع من ليلته، وهذا ليس بحج".

إذًا هؤلاء أهل الخطوة، إذا سمعتم مرة عمن يسمى بأهل الخطوة، كثير منهم دجالون كذابون، لا يستطيعون الاستعانة بالجن أصلًا، ومنهم نفر قليل تعينه الشياطين فعلًا.

ومن طرق الشياطين أن المخلوق قد يستغيث بشخص حي أو ميت، سواءً كان هذا المستغيث مسلمًا، أو نصرانيًا، أو مشركًا، فيتصور له الشيطان بصورة ذلك المستغاث، فيظن الشخص أنه هو هو، فإذا نادى مستغيثًا وافلاناه، يا فلان أغثني، ظهر الشيطان بصورة البدوي، ظهر الشيطان بصورة أبو العباس المرسي، العيدروس، أو أي ولي من الأولياء المزعومين تشكل الشيطان بصورته.

النبي ﷺ أخبرنا أن الشياطين يتشكلون بحيات وكلاب، إذًا يمكن أن يتشكلوا بصورة شخص أيضًا، وحدث ذلك، وهنا يلبس على هذا الإنسي المسكين ويظن أنه فعلًا أن الاستغاثة صحيحة، وأن الشيخ أغاثه، وأن الميت حضر وأنجده.

قال شيخ الإسلام -رحمه الله: ومن هؤلاء من يتصور له الشيطان، ويقول له: أنا الخضر، وربما أخبره ببعض الأمور، وأعانه على بعض مطالبه، ماذا تشتهي؟ عنب من المكان الفلاني، فيأتيه به، كما قد جرى ذلك لغير واحد من المسلمين واليهود والنصارى، وكثير من الكفار بأرض المشرق والمغرب، يموت لهم الميت، فيأتي الشيطان بعد موته على صورته، وهم يعتقدون أنه ذلك الميت، وهذا تفسير عملية تحضير الأرواح، هذا هو التفسير الحقيقي لعملية تحضير الأرواح، وسيأتي عليها كلام بعد قليل -إن شاء الله.

فيأتي هذا الشيطان بصورة الميت ويكلم الشخص بأمور دقيقة تتعلق بالميت، وقد أخبرني أشخاص عن أمور حدثت لهم من هذا القبيل فعلًا، يأتيه بصورة أبيه، أو يأتيه بصورة لا يراها، ويقول له: أنا روح أبوك، وبصوت أبيه، لأن القرين الشيطان الذي مع الأب يعرف صوت الأب، ويقلد صوت الأب، وإذا كانوا ينقلون الأشياء ويتشكلون فهم يقلدون الأصوات أيضًا، ويصف له أشياء دقيقة في البيت لا يعرفها إلا الولد والأب الذي مات، وفعلًا يرجع يخرج الواحد من عند المشعوذ والعراف مذهولًا، بسبب أنه لا يعرف حقيقة القضية.

ونظرًا لانتشار قضية الدجالين والعرافين والمشعوذين جدا، فإننا نؤكد ونركز على هذه المسألة تدخل الشياطين لإغواء الإنس، ويصدق الإنسان فعلًا بالعراف ليوقعه في الشرك.

قال شيخ الإسلام -رحمه الله: "وربما يكونون قد أحرقوا ميتهم بالنار كما تصنع كفار الهند، فيظنون أنه عاش بعد موته، ومن هؤلاء شيخ كان بمصر، أوصى خادمه فقال: إذا أنت مت فلا تدع أحدًا يغسلني، فأنا أجيء وأغسل نفسي، فلما مات رأى خادمه، رأى خادمه شخصًا في صورته، فاعتقد أنه هو دخل وغسل نفسه، فلما قضى ذلك الداخل غسله غاب، وكان ذلك شيطانه.

فإذًا لا تستغرب إذا سمعت ببعض الأخبار فإن القضية واضحة، واضحة لأهل الحق وضوح الشمس، دجالون ومشعوذون كهنة وسحرة وعرافون يتعاونون مع الشياطين، لإضلال الناس، وهؤلاء المساكين الذين لم يستقر التوحيد في قلوبهم ينخدعون.

نسأل الله تعالى أن ينور بصائرنا، ونسأله أن يجعلنا على الحق مستقيمين، وبالتوحيد وعلى التوحيد وبالتوحيد عاملين، إنه سميع مجيب قريب.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

00:30:12

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، أشهد أن الله ولي الصالحين، ورب الأولين والآخرين، وخالق الجن والإنس والناس أجمعين، يخلق ما يشاء، كما يشاء، على ما يشاء ، لا معقب لحكمه، ولا يسأل عما يفعل، لا يسأل عما يفعل، وهو الحكيم الخبير.

ومما ذكره شيخ الإسلام -رحمه الله- أنه ربما يرى شخص في المنام: أن شعره قد قص، أو أنه لبس طاقية، فيصبح وقد قص شعره فعلا، وألبس تلك الطاقية، ويكون ذلك بفعل الشياطين، قصوا شعره في المنام، وبعد ذلك يصدق ببقية المنام، ويكون فيه من الشرك والكفر ما الله به عليم.

وكذلك فإن من هذه الطرق أيضًا مناداة عباد القبور من داخل القبر، وهو شيء تفعله الشياطين، فلا تكذب من قال لك: سمعت الشيخ من قبره يتكلم، فربما يكون صحيحًا، ولكن من الذي تكلم؟ الشيطان.

قال شيخ الإسلام -رحمه الله: "وقد يضعون مصروعًا عند القبر فيغادره الشيطان ويقوم بعافية، ليتوهم الناس أن الولي الذي في القبر عالجه، وإنما فعلت ذلك الشياطين وغادرت المصروع ليستقر عند الناس أن الميت الذي في القبر هو البركة التي عالجت هذا المصروع، وإذا قرئت آية الكرسي هناك بصدق بطل هذا، فإن التوحيد يطرد الشيطان، ولهذا حمل بعضهم في الهواء، حملته الشياطين، فقال: لا إله إلا الله، فسقط على الأرض.

ومثل أن يرى أحدهم أن القبر قد انشق وخرج منه إنسان فيظنه الميت وهو شيطان، ومثل المناداة من المغاراة والجبال والكهوف، يأخذون إليها الشخص، يذهب إليها بعض الناس ويسمعون أصواتًا من داخل المغارات والكهوف، وما هي إلا شياطين.

قال شيخ الإسلام -رحمه الله: "ومن أعظم ما يقوي الأحوال الشيطانية سماع الغناء والملاهي، وهو سماع المشركين، وهذا هو الذي يفعل في حفلات الزار لمن سمع بها، وهي الحفلات التي يجتمع فيها أناس يضربون بالدف  بالطبول العظيمة بأصوات عالية جدًا، ويرقصون رقصات جنونية، حتى يؤدي بهم الأمر إلى الوقوع في حالة إغماء ونحو ذلك، ثم تتكلم الشياطين على ألسنتهم، وتحضر حفلات الزار؛ لأن الغناء والطبل يجر الشياطين، كما أن القرآن يطردهم.

وربما خاطبهم من عصفور، أو من ثمرة، أو من حجر ونحو ذلك، وربما جاءهم بصورة جميلة، وزعم أنه ملك يريد أن يزوره، وبعد ذلك تأتي الشركيات والأمر بالشرك، والأمر بالسجود له والصلاة له، وذبح شيء له، ولذلك بعض الدجالين يقول: من شرط العلاج أن تذبح ديكًا أسود لكن لا تقول بسم الله، لو قلت: باسم الله ما ينفع العلاج، وبعض الشياطين يأمرون الكهان الذين يتعاملون معهم أن يخنقوا لهم، يخنقوا خنقًا دابة بدون ذكر اسم الله عليها، وهكذا.

قال شيخ الإسلام: "أخبر بعض الشيوخ الذين كان قد جرى لهم، قال: يرونني الجن شيئًا براقًا مثل الماء والزجاج، ويمثلون له فيه ما يطلب من الأخبار".

وهذا شيء قد حدثني عنه شخص ذهب إلى عمان، قال: ذهبنا إلى ساحر، فوضع لنا طستًا فيه زئبق، سطح عاكس لماع للغاية، فقال له الرجل: أريد أن أرى أهلي في البلد، في البلد التي جاء منها، في الخبر، في الدمام، قال: فجعل يتمتم بأشياء، ثم صفا ذلك السطح وظهرت صورة البلد، ثم ظهرت صورة الحي، ثم ظهرت صورة الحارة، ثم ظهرت صورة العمارة، ثم ظهرت صورة الشقة، قال: فرأيت أولادي يلعبون ما في شيء، لا يوجد شيء في هذا مستنكر من جهة الوقوع، إذا كان الإنس قد نقلوا الأشياء عبر الهواء بالبث المباشر حيًا على الهواء، ترى في بيتك ما يحدث في أمريكا، فلا يستطيع الجن أن ينقلوا على سطح هذه الصورة، على هذا السطح صورة أولاده؟ يستطيعون! يستطيعون! ولكن القضية فيما بعد ذلك، فيما يأمرهم به هذا الدجال أو الساحر من الكفر والحرام.

وبعضهم يقولون: لا يأخذون نقودًا، ليضلوا الناس، لا يأخذون نقودًا، أو لا يأخذ نقود في البداية، يقولون: نحن ما نفعل، ما فعلناها إلا خدمة واجب علينا، طاعة، عبادة، تفريج كربة، ما يأخذون نقود، ويظهرون العفة وهم يتعاملون مع الشياطين قطعًا وبلا شك، والذي يسمع الأخبار لا يمكن أن يقول إلا هذا، لا يمكن أن يقول إلا هذا.

أيها الإخوة: إن إدراك هذه الأشياء يفسر لك كثيرًا من الحركات، وبعض الألعاب يقولون: وضعناها وتحركت أمامنا، وأشارت إلى السهم المعين، ومن الذي يحركها؟ هو الشيطان، الشياطين الذين يضلون الناس.

ومن الأشياء أنهم يقولون للساحر بكتابة العزائم والطلاسم لكي يساعدونه، يكتب القرآن بدم الحيض والنجاسات! وهذا مستخدم عندهم، ويعكسون السور من آخرها إلى أولها، وبعض هذه الأوراق لو فتحتها وجدت فيها استغاثات واضحة بجني أو شيطان، يا... ويذكر اسمه بعد ذلك، ومن شروط الرقية أن تكون بالقرآن، بالكلام العربي مما يعرف، ليست مشتملة على شرك، لا يعتقد أنها تنفع بذاتها، وكثير يأخذون هذه العزائم والتمائم وهذه الأشياء المربوطة.

وبالجملة فإن الشياطين هم الذين يفعلون كثيرًا من هذه الأشياء بالتعاون مع شياطين الإنس لإضلال هؤلاء المساكين، وكثير منهم لا يفهمون، ولا يدركون، ولا يعقلون، ويرجعون مخدوعين.

قال لي شخص بالأمس: قال: شاب صغير في الأردن يذهبون إليه طوابير، يقول للشخص: أنت تحتاج إلى عملية، ولا يدخل إلا معه لوحده في الغرفة، ويقول له: مهما سمعت من أصوات فلا تكترث، ويجري العملية دون أي جراحة، ويخرج من عنده.

يمكن أن يقع ذلك من الشياطين التي تعينه، إذًا الشيطان يمكن أن يعمل عمل البنج، يمكن أن يعمل عمل البنج، وأن ينخش عرقًا فيسكنه، فلماذا إذًا لا يُعمل شيء مثل هذا؟

وهنا قد يقول قائل: فما حكم الاستعانة بالجن في الأمور المباحة؟ ولماذا تحرمون علينا الذهاب إلى هؤلاء وهم يعملون أشياء مباحة؟

والوقت قد ضاق -أيها الإخوة- فلعلنا إن شاء الله نأتي على ذكر هذا الموضوع، وأمور أخرى متعلقة به في خطبة قادمة بحول الله وقوته، ونقول هذا الكلام إحقاقًا للحق، وإبطالًا للباطل، وردعًا لكل من تسول له نفسه الذهاب إلى هؤلاء المشعوذين، أو الانخداع بهم، مع أن كثيرًا منهم كذابين أصلًا، لا عندهم جن ولا شياطين ولا عفاريت، لكنهم يضحكون على الناس ويشوشون عليهم، ولذلك المسلم على بصيرة من أمره والحمد لله، والموحد يعرف ربه، ويعرف أن الله خلق هذه الأشياء ، وأنهم لا يخرجون عن إرادته، ولا عن مشيئته قيد أنملة هؤلاء، كلهم تحت قهره وأمره يفعل ما يشاء.

وأشهد أن محمدًا رسول الله، النبي الأمي، الذي أرسله الله رحمة للعالمين، فكشف أخبار الدجالين، وبين لنا صفات الدجالين، ونهانا عن الذهاب إلى العرافين والكهنة والمشعوذين، وأخبرنا أنه من ذهب إلى عراف لم تقبل له صلاة أربعين يوما، وأن من صدق كاهنًا بما أخبره فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ.

اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، اللهم إنا نسألك أن تجنبنا كيد الشياطين، ودجل الدجالين، اللهم أرنا التوحيد وبصرنا به، وارزقنا التمسك به يا رب العالمين، وباعد بيننا وبين الشرك وأهله، إنك على كل شيء قدير، وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.