الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
سنة التغيير
عباد الله: ربكم في كل يوم هو في شأن يخفض ويرفع، يعز ويذل، يغني ويفقر، يصح ويمرض، ، على كل شيء قدير، فنجوم تولد وأخرى تموت في هذا الكون، وغيث بعد جفاف، وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُسورة الشورى28، أرض تحيا بعد موتها: وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَاسورة يــس33ليل ونهار يتعاقبان، نور وظلام يختلفان: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةًسورة الفرقان62 والإنسان صاحب نصيب وافر من هذه التغييرات ما بين قوة وضعف، وضعف وقوة: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةًسورة الروم54، وكذلك في عزه وذله: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاءسورة آل عمران26، وهكذا ما بين نصر وهزيمة: وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِسورة آل عمران140، ما بين غنى وفقر: اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقَدِرُسورة الرعد26وهكذا المؤمن تتغير عليه الأحوال نعم، لكنه يعبد الله في السراء والضراء، فإذا أنعم الله عليه شكر، وإذا ابتلاه صبر، وإذا جاءه أمر مكروه رجا أن يكون فيه خير متأملاً قوله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْسورة البقرة216، وهذا لأن العبد لا يعلم والله يعلم الغيب عنده: وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَسورة البقرة216.
عباد الله: هذا التغيير سنة من الله لكنه لا يغير على عباده بشر إلا إذا غيروا هم وأحدثوا، كما قال ربنا: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْسورة الرعد11 لا يغير عليهم من النعمة إلى النقمة، لا يغير عليهم من الغنى إلى الفقر، لا يغير عليهم من العز إلى الذل، لا يغير عليهم من الأمن إلى الخوف إلا إذا أحدثوا هم، أحدثوا شركاً معاصي بدعاً، خرجوا عن شرعه، حادوه، وعصوه، وخالفوا أمره، غير عليهم بشر، فإذا تابوا وأنابوا ورجعوا غير عليهم إلى الخير: ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْسورة الأنفال53، والله يغير للمؤمنين إذا تابوا إليه يغير الأحوال لتكون في مصلحتهم، والمهم أن نكون نحن دائماً محكمين لشرعه قائمين بأمره وليس إذا دعينا للحق إن كان من مصلحتنا أجبنا وإن كان بخلاف هوانا عصينا، كلا؛ لأن الله قال عن المنافقين: وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَسورة النور48-50.
عباد الله: لا هيمنة مطلقة في العالم إلا الله، لا شرق ولا غرب، لا قوة عظمى ولا صغرى: وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌسورة القلم45، ومن عجيب مكر الله تعالى بأعداء الدين أنه يرد كيدهم في نحورهم، وأنه يجعل تدميرهم في تدبيرهم، والله يغير الأحوال لصالح المسلمين، إذا صدقوا مع الله أجرى الله أقداراً في العالم يغير بها الأحوال لمصلحة المسلمين.
أهمية الصدق في التغيير
النبي ﷺ لما صدق مع ربه هو وأصحابه أجرى الله أحداثاً عجيبة، منها ما كان قبل مدة من حدوث الأمر في الظاهر لمصلحة المسلمين، فالله قدر حادثة أصحاب الفيل في مكة ليسلط الضوء على هذا البلد في هذا العام، وهو عام بدء حياة النبي ﷺ، ثم صارت مكة معظمة عند العرب وازداد تعظيمها وصاروا يأتون إليها فكان ذلك سبباً في سماع كثير من العرب من القبائل المختلفة عن الإسلام من النبي ﷺ في مكة لأن العرب صاروا يأتونها وجعلوا مكة آمنة، لو رأى الواحد منهم قاتل أبيه في مكة ما فعل له شيئاً، فكان هذا سبباً في معرفة عدد من الناس من القبائل المختلفة للإسلام بما جعله الله في مكة.
يوم بعاث يوم قدمه الله لرسوله ﷺ، تقول عائشة رضي الله عنها: "كان يوم بعاث يوماً قدمه الله لرسوله ﷺ، فقدم رسول الله ﷺ وقد افترق ملأهم" كان هناك حروب بين الأوس والخزرج في يثرب، ما قدم النبي ﷺ المدينة إلا وقد صارت هذه مجهزة للنبيﷺ بأقدار وأحداث أجراها الله.
قالت عائشة: "وقد افترق ملأهم وقتلت سرواتهم" يعني: سادتهم رؤساؤهم؛ ولذلك كان عليه الصلاة والسلام بينهم رئاسته لهم واضحة، فقدمه الله لرسوله ﷺفي دخول الإسلام.
أجرى الله أيضاً من الأحداث: أن اليهود في الجاهلية كانت تتوعد الأوس والخزرج في يثرب أنه سيخرج نبي يتبعونه ليقتلون الناس معه، وقال عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من الأنصار: فينا والله وفيهم، يعني: في الأنصار وفي اليهود الذين كانوا جيرانهم، نزلت هذه القصة، يعني قول الله: وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ سورة البقرة89.
قال: كنا قد علوناهم دهراً في الجاهلية ونحن أهل الشرك وهم أهل الكتاب، فكانوا يقولون، يعني: مهددين، إن نبياً الآن مبعثه، جاء وقته، قد أظل زمانه نتبعه فنقتلكم قتل عاد وإرم، فلما بعث الله رسوله اتبعناه وكفروا به، فكانت هذه القصة هذا الحوار من اليهود سبباً لسبق الأنصار للإيمان بالنبي ﷺ، هل رأيتم ذلك الإخراج الذي أخرجت به قريش في ظلمها النبي ﷺ من مكة، دفعوه وأصحابه للخروج: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ماذا كانت نتيجته؟ هو شر في الظاهر تشريد، ولكن الحقيقة مذكورة في آخر الآية: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَسورة الأنفال30، لقد كان سبباً لإقامة الدولة الإسلامية، هذا الإخراج الذي فعلته قريش في وقتها كان سبباً لظهور وقيام الدولة الإسلامية.
صلح الحديبية ظاهر الشروط مجحفة جداً بالمسلمين، حتى تبرم منها الصحابة، وقال المسلمون: سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلماً، يعني: من أسلم من قريش نرده إليهم إذا جاءنا، والذي يفر منا إليهم مرتداً لا يردونه، رأوه إجحافاً، وهذا في الحقيقة في الظاهر، لكن كانت شروط هذا الصلح في حقيقتها، الصلح هذا نفسه خيراً عظيماً للمسلمين، اعترفت قريش أولاً بالمسلمين ككيان ودولة، دخلت المهابة في قلوب المشركين والمنافقين وقد تفرغ النبي عليه الصلاة والسلام للجبهة الداخلية، أعطت الهدنة فرصة عظيمة لنشر الإسلام وصارت القوافل الدعوية النبوية تجول جزيرة العرب آمنة نتيجة صلح الحديبية، والنبي ﷺ صار ظهره في المدينة آمناً لا تستطيع قريشاً الآن حسب الصلح أن تغدر وتسبق إليه، فكان يخرج لإخضاع بقية العرب، ومكن هذا الصلح من تجهيز غزوة مؤتة حتى خارج الجزيرة، وأرسل النبي ﷺ رسائل إلى ملوك فارس والروم، وكان هذا الصلح سبباً لفتح مكة؛ لأن قريش لما نقضته كان سبباً مشروعاً للنبي ﷺ لغزوهم.
وهكذا على مر التاريخ نرى أن الله يجري أحداثاً لمصلحة المسلمين: التتر ذلك السيل الهادر المجرم المخرب الذي قتل الملايين وأحرق مدن المسلمين، ماذا كانت النتيجة في النهاية؟ دخل التتر في الإسلام، ذابوا داخل المسلمين، الأزمة الاقتصادية العالمية المالية كانت سبباً لإثبات صحة شرع الله وفساد النظم الأخرى، لا شيوعية ولا رأسمالية، بل صار بعض دهاقنة العالم من غير المسلمين يقولون: نظن أننا بحاجة لقراءة القرآن بدلاً من الإنجيل لفهم ما يحدث عندنا وفي مصارفنا، هذه الأزمة العالمية الكبرى أثبتت إفلاس تلك الأنظمة، وبدأت الأنظار تتطلع إلى ما عند المسلمين، ولا زال المسلسل مستمراً ويقولون: إن القادم أعظم، يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَسورة الصف8، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَسورة الصف9.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والمواعظ والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا الله، وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، أشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ونبيه ورسوله الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وذريته الطيبين وأزواجه وخلفائه الميامين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبيك محمد إمام المتقين وقائد الغر المحجلين والشافع المشفع يوم الدين، أوردنا حوضه واجعلنا من أهل شفاعته يا أرحم الراحمين.
نصرة الله لدينه
عباد الله: تكفل الله بنصر دينه، والله متم نوره والحق الذي أنزله ولو كره الكافرون لهذا الحق وأرادوا إطفاءه، والتغيير سنة كونية لا بد أن تحدث، وهكذا نرى تغييرات كثيرة تصب في النهاية في مصلحة المسلمين قطعاً، كما جاءت الوعود الإلهية في الكتاب والسنة النبوية بهذا الشأن: إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها[رواه مسلم2889]، قريباً علقت صحيفة يهودية على أحداث إحدى عشر سبتمبر بمناسبة مرور أكثر من عشر سنين عليها: بأن هناك انعكاسات خطيرة من وجهة نظرهم لهذه الأحداث، وهي أنه دخل بعد هذا الحدث من الأمريكان في الإسلام قرابة أربعة وثلاثين ألفاً في تلك السنة، وأنه لا يزال يدخل في الإسلام في أمريكا من أهلها ما لا يقل عن عشرين ألفاً سنوياً بعد تلك الأحداث، هذه التي كانت في الظاهر لنا كانت ولا شك أمراً مكروهاً بما أفرزته من أشياء فيها تضييق كبير على المسلمين، لكن سلطت الأضواء على هذا الدين، وكثير من الناس في الأرض الذين لم يكونوا سمعوا بالإسلام قد سمعوا به.
نصر الإسلام أيها الإخوة شيء حتمي قدري مهما قوي الشرق والغرب لا بد أن يأتي اليوم الذي يعلي الله فيه راية الدين، يقول ربنا في كتابه: مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ الذي يظن أنه ما في نصر للمسلمين، ولا في تمكين في الأرض لهم، وأن الوضع ميئوس لهم، فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء يعني: حبل، إِلَى السَّمَاء قيل: سقف بيته، والسماء كل ما علاك في اللغة، ثُمَّ لِيَقْطَعْ يعني: هذا الحبل ليختنق، فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء قال بعض المفسرين: ليتوصل إلى بلوغ السماء فإن النصر يتنزل منها، ثم ليقطع إن قدر هذا النصر الذي سينزل، ولن يستطيع، من كان يظن أن الله لن ينصر رسوله ﷺ، وأن دينه سيضمحل فإن النصر ينزل من السماء من عند الله، فليمدد هذا الظان بسبب وحبل وليرتقي إلى السماء ثم ليقطع النصر النازل إذا استطاع.
قال تعالى في آخر الآية: فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ سورة الحـج15ما يكيد به النبي ﷺ وما يحرص به هذا العدو على إبطال الدين، هل يذهبن كيده ما يغيظ ما يغيظه من نصرة دين الله، فهذا استفهام بمعنى النفي لن يستطيع، فيا أيها المعادي للدين! هذا معنى الآية، مهما فعلت من الأسباب وسعيت في كيد النبي ﷺ فإن كيدك في تباب، والله سيتم نوره رغم أنف هذا العدو.
إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُسورة غافر51 قال الله: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ سورة الروم47 سيجري الله إذن من الأقدار والأحداث والتحولات والتغييرات ما يكون فيه في النهاية نصر المسلمين، لكن المهم بالنسبة لنا نحن ونحن لا نعلم الغيب ولا نعلم متى يأتي النصر المبين، نحن يجب أن ننصر الله؛ لأن هنالك سنن إذا نصرنا الله نصرنا: إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ سورة محمد7، وقال تعالى: وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَسورة الصافات171-173.
أسباب تأخر النصر
وتأخر النصر لحكمة يريدها الله من: اصطفاء شهداء، بيان المنافق، ظهور أمر الصادق، من الذي يقدم في الخير ومن الذي يحجم، من الذي يبقى وفياً للدين ومن الذي يتولى عن الدين إذا كانت الجولة لغير المسلمين، تتكشف الحقائق، وهنالك دائماً مبشرات يصبر بها الله الطائفة المنصورة التي تبقى على الإسلام والسنة والتوحيد إلى قيام الساعة، منها: الظهور البياني، ما في أحد يناظر عالماً مسلماً صاحب بيان فيغلبه أبداً ما حصلت، لا يوجد صاحب بدعة يناظر صاحب سنة متمكن عنده علم وبيان فيغلبه، ولا يوجد صاحب شرك أو كفر أو صاحب دين آخر غير الإسلام يناظر عالماً في الإسلام صاحب بيان فيغلبه.
ومن البشائر: ظهور المطالبة بتطبيق الشريعة في الأرض، حتى بعض غير المسلمين كما تقدم في الأزمة المالية، وأيضاً حصول السنن الكونية بنهاية الظالمين إنه أمر مجشع جداً وباعث على الفأل في نفوس المسلمين.
اللهم عجل بفرج المسلمين يا أرحم الراحمين، انصر دينك وكتابك وسنة رسولك ﷺ، اللهم عجل فرجاً وفرج المسلمين يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك أن تثبت في بلادنا الأمن والإيمان، اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيبونا، واهد ضالنا، وثبت أمننا، واقض ديوننا، واكبت عدونا، وفرج كروبنا.
اللهم إنا نسألك يا أرحم الراحمين أن تخرجنا من ذنوبنا كيوم ولدتنا أمهاتنا، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا.
صيام ست من شوال
عباد الله: ستة شوال اليوم بعشرة، ستة أيام في عشرة بستين يوماً، فهذه تعدل صيام شهرين، ورمضان شهر في عشرة بعشرة أشهر اكتملت السنة، كأنه صام السنة، ومن حافظ على هذه السنة في كل سنة كأنما صام الدهر، قد يقول قائل: الحسنة بعشر أمثالها عموماً، حتى لو صام اثنين خميس أيام البيض، أي يوم من الأيام في خارج شوال فما هي الميزة في ستة شوال؟
إذن الجواب: الصيام نوعان: صيام فرض وصيام نفل، أيهما أعظم أجراً صيام الفرض أم صيام النفل؟ صيام الفرض أعظم أجراً، صيام رمضان بعشرة أشهر كأن الله أعطاك صيام عشرة أشهر أجرها فرضاً، وستة شوال شهر بشهرين كأنك صمت شهرين فرضاً، فإذن أجر الشهرين في ستة شوال أجر فرض، وعندما تصوم نوافل أخرى غير شوال فالحسنة بعشر أمثالها أجر نفل، وهذه ميزة ستة شوال، ومن لم تستطع لتوالي عذرها فإنها تقضي أولاً ثم تصوم حتى لو دخلت في ذي القعدة والله يتقبل منها حيث حبسها وأخرها العذر.
اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا ألا تفرق جمعنا إلا بذنب مغفور وعمل مبرور وسعي متقبل مشكور، آمنا في الأوطان والدور وأصلح الأئمة وولاة الأمور واغفر لنا يا عزيز يا غفور، اغفر لآبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا يا أرحم الراحمين.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
-
علي أحمد شامي
جزاك الله عنا وسائر المسلمين خير ماجزى داعيا إلى الله عن أمته، وبارك الله في جهودك المشكورة،وأدامك الله ذخرا وعونا لكل مسلم