الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
أهمية التوحيد
فإن الله خلق السموات والأرض بالحق وهو الواحد: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌسورة الإخلاص1وجعل توحيده أعظم الفرائض على الإطلاق، فأعظم معروف في العالم هو توحيد الله، وأعظم منكر في العالم هو الشرك بالله، وكل ما كانت البشرية تتعرض للشرك يرسل الله رسولاً من عنده يعيدهم إلى التوحيد كما حصل مع قوم نوح، كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام، ثم حصل الشرك فأرسل الله نوحاً يدعوهم أن يعبدوا الله ما لهم من إله غيره، ليس لهم إله غير الله، قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَسورة الأنعام19.
عباد الله: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءسورة النساء48وأول أمر في القرآن: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَسورة البقرة21أمر بعبادته وحده لا شريك له توحيد، وأول نهي في القرآن: فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَسورة البقرة22نهي عن الشرك.
ولا إله إلا الله كلمة التوحيد، وكلمة الإسلام، وكلمة الإخلاص، لا نعبد ولا نخضع ولا نصلي ولا ندعو ولا نذبح ولا ننذر إلا لله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَسورة الأنعام162-163والله خالقنا، وخلق السموات والأرض، والله رازقنا: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقهاسورة هود6 أفيعبد غيره؟ أفيشرك معه في العبادة؟ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُسورة البقرة163منفرد في أسمائه، وفي صفاته، وفي أفعاله، ليس له شريك، ولا شبيه، ولا مثيل، ولا نظير، لا خالق غير الله، ولا مدبر إلا الله، فهو المستحق للعبادة وحده لا شريك له، كل العبادات له تصرف، تفرد بالخلق، والملك، والتدبير، أيدعون معه غيره؟ المتفرد بالثناء، والمجد، والجلال، والكمال، والعز، والجمال، والخير، والإحسان، والبر، والإفضال، لا يعلم الغيب إلا الله: قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُسورة النمل65لا يكشف الضر سواه: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُسورة النمل62، لا يتصرف في الكون غيره: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍسورة سبأ22، لا يعاونه أحد، ولا يحتاج إلى إعانة أحد، ليس لله تعالى شريك: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَسورة الشورى49، ولقد عرف إبراهيم ربه فأظهر توحيده وأعلنه: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِسورة الشعراء80، فلا يشفي إلا الله هو الشافي لا شافي إلا هو.
ولذلك أيها المسلمون كان التوحيد هو سر الخلق والأمر، قام الخلق والأمر بالتوحيد، وثبت بالتوحيد، وابتدأ بالتوحيد، وهكذا لا ثواب، ولا عقاب إلا مبتدئ بالتوحيد، ومنتهي بالتوحيد، والأصل الذي بنيت عليه الملة الحنيفية هو هذا الأساس: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَسورة النحل36هذا ملخص دعوة الرسل، هذا أساس دعوة الأنبياء: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِسورة الأنبياء25، كل نبي يحذر قومه: يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُسورة الأعراف59.
القرآن يدور على التوحيد، الحديث والسنة تدور على التوحيد، لا تخلو سورة من سور القرآن إلا وفيها ثناء للتوحيد، إما بإخبار عن الله، وأسمائه وصفاته، أو أمر بعبادته وحده لا شريك له، أو نهي عن الشرك به، أو أمر بطاعة الله ، ونهي عن معصيته، أو إخبار عما أعد الله للموحدين من النعيم، والفوز، والنجاة، والنصر في الدنيا والآخرة، أو إخبار عما يحل بالمشركين من النكال بالدنيا، وما سيحيق بهم في الآخرة، وإذا تأملنا السور المكية التي نزلت على النبي ﷺ في أول الدعوة، كلها موضوعها التوحيد، هكذا بدأ النبي ﷺ.
ثمرات التوحيد
إن للتوحيد ثمرات عظيمة، إن هذه الألوهية إذا كانت بتوحيد العبد لربه نقية فهو لا يعبد إلا سيده ومولاه، فإن لا إله إلا الله مفتاح الجنة، ولأجلها بعث الأنبياء، ولأجلها قام سوق الجهاد، ولأجلها حقت كلمة الله على جميع العباد، ما ذكر اسمه لا إله إلا الله في قليل إلا كثره، ولا عند خوف إلا أزاله، ولا عند كرب إلا كشفه، ولا عند غم إلا فرجه، ولا عند ضيق إلا وسعه، ولا تعلق به ضعيف إلا أفاده القوة، ولا ذليلاً إلا أناله العز، ولا فقيراً إلا أصاره غنياً، ولا مستوحشاً إلا آنسه، ولا مغلوباً إلا أيده ونصره، ولا مضطراً إلا كشف ضره وأعانه، ولا شريداً إلا آواه.
توحيد الله تكشف به الكربات، وتستنزل به البركات، وتجاب به الدعوات، وتقال به العثرات، وتستدفع به السيئات، وتستجلب به الحسنات، وهو الذي قامت به الأرض والسموات، به أنزلت الكتب، وبه أرسلت الرسل، وبه شرعت الشرائع، وبه قامت الحدود، وبه شرع الجهاد، وبه انقسمت الخليقة إلى سعداء وأشقياء، وبه حقت الحاقة، وبه وقعت الواقعة، وبه وضعت الموازين القسط، ونصب الصراط، وقام سوق الجنة والنار، وبه عبد الرحمن وحمد، وبحقه بعثت الرسل، وعن التوحيد السؤال في القبر، ويوم البعث والنشور، وبه الخصام، وإليه المحاكمة، وفيه الموالاة والمعاداة، وبه شقي من جهل وترك حقه فهذا هالك.
عباد الله: فضل التوحيد عظيم، من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب كما هي حال السبعين ألفاً أول من يدخل الجنة، تغفر الذنوب بالتوحيد: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة[رواه الترمذي3540]حديث صحيح قدسي عن ربنا تبارك وتعالى.
التوحيد تفرج به الكربات، ماذا قال ذو النون؟ لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَسورة الأنبياء87التوحيد يمنع الخلود في النار؛ ولذلك إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يقول الله تعالى: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان[رواه البخاري22]، إن التوحيد يحصل لصاحبه الهدى والكمال والأمن التام: الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍيعني: بشرك، أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَسورة الأنعام82، السبب الوحيد لنيل رضا الله، وشفاعة رسول الله ﷺ يوم الدين هو هذا التوحيد: أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو من نفسه[رواه البخاري99]، قبول الأعمال جميعاً يتوقف على التوحيد: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَسورة الزمر65، إذا اكتمل التوحيد في القلب حبب لصاحبه الطاعة، وكره إليه الفسق والمعصية.
إن هذا التوحيد يحرر العباد من رق المخلوقين، والتعلق بهم، ورجائهم، والخوف منهم، ويجعل النفس متعلقة بالله ترجوه وتخافه، التوحيد إذا تم واكتمل في القلب يصير العمل القليل به كثيراً، تضاعف به الأجور، وترجح به كفة الميزان، تكفل الله لأهله بالفتح والنصر في الدنيا، وكذلك الهداية، والتيسير، وإصلاح الأحوال، يدفع الله عن الموحدين شرور الدنيا والآخرة.
بداية وقوع الشرك
وعندما عم الشرك الأرض، ونظر الله إلى أهلها، فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، لماذا مقتهم عربهم وعجمهم؟ لشيوع الشرك فيهم، لما جلبت الأصنام إلى جزيرة العرب الذي جلبها عمرو بن لحي الخزاعي أتى بها فنصبها حول الكعبة، ودعا الناس لعبادتها، وتكاثرت الأصنام بعد ذلك، وغيرت ملة إبراهيم ، غير الدين، بعث الله محمداً ﷺ للبشرية جميعاً بالتوحيد ومحاربة الشرك، حارب النبي ﷺ عشيرته، وقومه، وقبيلته، حارب العرب، ثم حارب العجم، وهكذا جرد المسلمون الجيوش للجهاد في سبيل الله لماذا؟ لإقامة التوحيد، وكسر الشرك وإزالته، والشيطان يريد أن يوقع الناس في الشرك، أخذ العهد على نفسه أن يفعل بهم هكذا، وقال الله في الحديث القدسي: وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم[رواه مسلم2865].
وقع الشرك أول ما وقع في البشرية في قوم نوح كما قال ابن عباس عن الأصنام المشهورة: ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، قال: "أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً، وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت" [رواه البخاري4920]، قال محمد بن قيس عنه أنه قال: "كانوا قوماً صالحين من بني آدم، وكان لهم أتباع يقتدون بهم فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم: لو صورناهم كانوا أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم فصوروهم، فلما ماتوا، وجاء آخرون دب إليهم إبليس فقال: إنما كانوا يعبدونهم، وبهم يسقون المطر فعبدوهم" رواه ابن جرير، فصارت هذه الأصنام بهذا التصوير على صور الصالحين سلماً إلى عبادتها، وكلما عبد من دون الله من قبر، أو مشهد، أو صنم، أو ضريح، أو طاغوت، فالأصل في عبادته هو الغلو، قال ابن عباس : "فلو جاءهم اللعين وأمرهم من أول مرة بعبادتهم لم يقبلوا ولم يطيعوه، بل أمر الأولين بنصب الصور لتكون ذريعة للصلاة عندها ممن بعدهم، ثم تكون عبادة الله عندها ذريعة إلى عبادتها ممن يخلفهم"، يعبدون الله عند هؤلاء ليتحمسوا، ويتذكروا أصحاب الصور، هكذا يبدأ الشيطان بخطته، ثم بعد ذلك تتطور الأمور إلى الأسوأ، وهكذا يتخذ صاحب هذه الصورة إلهاً يعبد من دون الله.
الشرك خطير ولذلك خشي إبراهيم على نفسه وعلى ذريته منه فقال يدعو ربه: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِسورة إبراهيم35-36قال ابن القيم رحمه الله: التوحيد حساس يخشى على المسلم من خدشه، التوحيد ألطف شيء، وأنزهه، وأنظفه، وأصفاه، فأدنى شيء يخدشه ويدنسه ويؤثر فيه، فهو كأبيض ثوب يؤثر فيه أدنى أثر، وكالمرآة الصافية جداً أدنى شيء يؤثر فيها؛ ولهذا يشوش التوحيد في القلب: اللحظة، واللفظة، والشهوة الخفية، فإن بادر صاحبه وقلع ذلك الأثر بضده وإلا استحكم وصار طبعاً يتعسر عليه قلعه.
تحذير النبي ﷺ أمته من الشرك
حذر النبي ﷺ من الشرك، وسدت الشريعة الأبواب الموصلة إلى الشرك، والذرائع الموصلة إلى الشرك، حسمت المادة، وهكذا كان ﷺ يخوف من الشرك، ويبين للأمة الشرك الخفي كما حذرهم من الشرك الجلي، والشرك الأكبر، والأصغر؛ ولذلك حذرنا لأن من أشراط الساعة أن تلحق قبائل من هذه الأمة بالمشركين، قال ﷺ: ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان[رواه أبو داود4252]رواه أبو داود وهو حديث صحيح، حذرنا من الغلو فقال: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا: عبد الله ورسوله[رواه البخاري3445].
أخبرنا عليه الصلاة والسلام عن طغاة يعبدون من دون الله وقال لنا وهو يدعو ربه: اللهم لا تجعل قبري وثناً، لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد[رواه أحمد7311]رواه أحمد وهو حديث صحيح.
إذاً: لا يجوز اتخاذ الأضرحة على القبور، فقد نهى ﷺ عن البناء على القبر، وعن النقش، وعن الكتابة، وعن التجصيص، وعن الإنارة، كل ذلك سداً لطريق الشرك، والغلو بالمقبورين.
لقد جاءت الآية صريحة وواضحة في عدم دعاء الأموات: إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْسورة فاطر14، قال : إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْسورة الأعراف194فلا يجوز اتخاذ الأضرحة على القبور، ولا بناء المساجد عليها، وأن يؤتى إليها ليطلب من أصحاب القبر ما يطلب، نهى الله عن الشرك، وبين لنا نبيه ﷺالألفاظ حتى أدق الألفاظ كالقسم بغير الله وأنه من الشرك: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك[رواه الترمذي1535].
وهناك في الأمة من وقع في الشرك وأعاد مذهب عمرو بن لحي الخزاعي، وبنى الأضرحة على القبور، وصار لها طقوساً، ومناسك حج لهذه المشاهد والقبور والأضرحة.
عادت الوثنية مرة أخرى، يتوجهون إلى الأولياء، والمقبورين بالدعاء، والطلب: يا فلان أغثني، يا فلان اشفني، يا صاحب الزمان، يا ولي المدد، ونحو ذلك، من هو المغيث؟ من هو النافع الضار النصير العليم الشافي الرزاق؟ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَسورة غافر60الذبح لمن؟ لله: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْسورة الكوثر2قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَسورة الأنعام162-163؛ ولذلك لا يجوز أن يهدى للميت لا طعام، ولا زيت، ولا نقود، وهذه من مظاهر الشرك.
مظاهر الشرك في الواقع المعاصر
فماذا حل بالعالم الإسلامي؟ ماذا حل بالمسلمين؟ حسب نشرة المعهد العالمي للإحصاء في فرنسا وهم يحصون ما عندنا من المظاهر ربما أكثر مما نفعل، يقول التقرير: وصل عدد القبور والأضرحة التي يطاف حولها وتقدم لها القرابين إلى عشرين ألف ضريح، وهكذا أضرحة منتشرة في أنحاء بلاد المسلمين، حتى قال بعض من رصد هذه الظاهرة: إنه توجد في بلد واحد من بلاد المسلمين في أفريقيا أضرحة منتشرة في ستة آلاف قرية، ومراكز لإقامة الموالد للمريدين والمحبين، ومن الصعب أن يوجد على مدار السنة يوم ليس فيه احتفال بمولد ولي يأتون إلى قبره فيقيمون تلك الطقوس، وبعض المقبورين المدفونين في تلك القبور قد يكونون من الصحابة، أو التابعين، أو الصالحين، والأولياء، وبعضهم من المشركين قد عظموهم أيضاً، ولا يجوز الغلو لا بنبي، ولا بولي، ولا بصحابي، ولا بتابعي، ولا برجل صالح، ولا بغير صالح، الغلو حرام، المسألة متعلقة بالعبودية.
وقبل نحو من مائة وأربعين عاماً ذكر بعض المؤرخين في دمشق وحدها مائة وأربعة وتسعون ضريحاً ومزاراً يزار أصحابها ويتبرك بها، وفي الأستانة عدو فيما مضى أربعمائة وواحد وثمانين جامعاً في تركيا لا يخلو جامع منها من ضريح، وفي الهند أكثر من مائة وخمسين ضريحاً مشهوراً يؤمها الآلاف من الناس، وفي بغداد أكثر من مائة وخمسين مما بني على هذه القبور أضرحة، وفي الموصل أكثر من ستة وسبعين ضريحاً مشهوراً، وفي مناطق نائية وقريبة وبعيدة، وهكذا في أوزبكستان، وطشقند، والجمهوريات السابقة، مزارات مزعومة مكذوبة، أو فعلاً فيها ناس من الأموات من المسلمين يعبد أصحابها من دون الله.
وتخترع الأحاديث لبيان فضلها، وأن من حج إلى الولي الفلاني فإن حجته إليه تعدل عشرين حجة، ومن اعتمر عند قبره وطاف وحلق تعدل عشرين عمرة، زيارة القبر الفلاني تعدل عشرين حجة، وهكذا صارت المسألة منافسة للبيت العتيق، يؤتى صاحب القبر والضريح يلتمس، ويدعى، ويرجى، يطلب منه النفع والضر والغوث، ومن هو المغيث، ومن هو الذي يعبد، ومن المستحق للعبادة وحده لا شريك له؟ إنه الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وقد قال النبي ﷺ: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد[رواه البخاري1330]إذاً فهم يقصدون القبور للصلاة عندها، والواحد منهم يقف خارج القبة هكذا ورد في مناسك شركهم، إذا أتيت فقف خارج القبة، وارم بطرفك نحو القبر، وقل: يا مولاي، ثم انكب على القبر، وقل: أتيتك خائفاً فآمني، وأتيتك مستجيراً فأجرني، وهكذا يعلمون العوام كيف يشركون بالله، وتفاصيل الشرك، وهكذا الوثنية تقام مظاهرها، ويقال عنها عتبات مقدسة وأضرحة، وما الذي جاء به الإسلام هدم كل ما كان على قبر كما بعث النبي ﷺ علياً بماذا بعثه؟ أن لا أدع قبراً مشرفاً إلا سويته[رواه مسلم969]، إذاً: لا تدع قبراً مشرفاً إلا سويته، ممنوع البناء فوق القبور، والارتفاع عليها، إنه يؤدي إلى عبادتها من دون الله.
اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مؤمنين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا ند له ولا شريك، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق فسوى، وقدر فهدى، وأشهد أن محمداً رسول الله، الرحمة المهداة، البشير والنذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وخلفائه وزوجاته وذريته الطيبين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أشهد أنه رسول الله حقاً، والداعي إلى سبيله صدقاً، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، أمرنا بالتوحيد، ونهانا عن الشرك، وبين لنا عليه الصلاة والسلام ما نحذر.
عباد الله: الابتلاء العظيم عندما يظن بعض الناس أنهم يحسنون صنعاً وهم يشركون بالله: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًاسورة الكهف103-105، عندما يقال للعامي: من زار الولي، أو الإمام الفلاني، أو القبر الفلاني يكتب له بكل ركعة يركعها عنده ثواب من حج ألف حجة، واعتمر ألف عمرة، وأعتق ألف رقبة، ووقف في سبيل الله ألف ألف مرة مع نبي مرسل، وبكل خطوة تخطوها للقبر ولصاحب القبر مائة حجة، ومائة عمرة، وعتق مائة رقبة، ومائة حسنة، وتحط عنك مائة سيئة، ماذا سيكون موقف هؤلاء الجهال؟ إنه المسارعة، فمن الذي لا يريد ألف حجة، وألف عمرة، وألف رقبة، وألف معركة شهدها في سبيل الله، وألف حسنة، من الذي لا يريد هذا؟! وهكذا تنطلي هذه الأكاذيب على أولئك الجهلة فيعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم، يطلبون من غير الله، يلجئون إلى غير الله، يرجون غير الله، يتعلقون بغير الله، يبكون الدموع، إنهم يخشون، ويرجون، ويخافون، وهذه العبوديات وهذا التوحيد: الخوف، والرجاء، والمحبة، والخشية، أفيصرف لغير الله؟ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةًسورة الغاشية2-4 وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًاسورة الفرقان23، لقد اجتهدوا، وسافروا، وأنفقوا، وتعبوا، ونصبوا من أجل القبر، والضريح، والقيام بهذه الشعائر، والطقوس، قال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًاسورة النور39 ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وإذا حاولت أن تشرح لهم شيئاً قالوا: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى.
هكذا معنى الكلام، أمور تناقض الإسلام، وتخالف حتى العقل الصحيح، ألم يأتك نبأ الذين يأكلون بعض عظام الموتى المتساقطة من تشديد المقابر رجاء البركة، ويأكلون العيدان التي في المقابر، ويمصونها، ويلعقونها، ويمضغونها، ويقبلون الشبابيك، والعتبات، ويلحسون، ويأخذون الغبار يستشفون به، وفي إقليم البنجاب بلدة صغيرة في شهر محرم من كل عام يفتح الباب لمدة خمس ليالٍ من يستطيع الوصول إلى ضريح بابا فريد الدين يتخلص من الآثام والمعاصي التي ارتكبت في السنة الماضية كلها، ويبدأ عاماً جديداً، لماذا؟ قالوا: هذا أحد الأولياء والأقطاب يقال له بابا فريد الدين منذ أكثر من سبعمائة وخمسة وستين عاماً مات، فبنوا له هذا الباب وبناءً على رؤية لأحد تلاميذه، وبشارة سمي بباب الفردوس؛ لأنه قد ألهم بأن من دخل هذا الباب فقد أمن عقاب الآخرة، ويسمى الباب باب الجنة وباب الفردوس، وإذا صار موعد فتح الباب احتشد عنده الكبراء، والتجار، والمرموقون في الناس، ويرفعون الأكف، ويدعون ليمنحوا الشرف العظيم، وهكذا تتبادل التهاني ابتهاجاً بالذهاب إلى ذلك المكان.
ولم ينته الأمر إلى مجرد وجود أضرحة للأولياء، بل وصل الأمر إلى أضرحة دواب الأولياء، ففي إحدى مدن بلاد الساحل الشامي مدفن الفرس التي كان يركبها الولي المغربي، لا تزال تزار، وتبخر، وهكذا، ما الفرق بين هذا وأكوام من التراب، والحجارة، والأخشاب، والنحاس، والحديد المذهب، وغير المذهب.
بل إنه يتزاحم في مولد البدوي على حمار يأتي به دراويش الطريقة الشناوية إلى قبر السيد لنزع شعرات من جسمه تصنع منها أحجبة، وهكذا لما اقترب شخصان من بلد، ولم يكون عندهما شيء، وأوشكا على الهلاك، ولم يكن لهم إلا حمار قال أحدهما لصاحبه: سأقتله وأدفنه وتذهب أنت إلى القرية لتنادي أهلها: بأن الولي قد مات وهو في الطريق إليكم فدفناه، وأوصانا أن تبنوا عليه قبة وضريحاً، وهكذا فعل قتل حماره، ودفنه، وذهب الآخر ليستفزع بهم، فجاءوا يهرعون فبنوا عليه ضريحاً وقبراً يزار، وهذا السادن يأخذ من المال الذي يرمى عنده، قبة على حمار، ضريح على دابة.
وبعضهم يرى بأن القرى التي ليس فيها أضرحة ليس فيها بركة، ويتندر بأهلها، وأضرحة أخرى فيها صناديق للنذور، وفيها ضرائب حكومية، وأموال للسدنة، والعاملين عليها نصباً واحتيالاً.
وقد كان لهذه الأضرحة في التاريخ الإسلامي مواقف في غاية الخزي من القائمين عليها، ومن الضلال المشركين، فلما اقترب الجنود الفرنسيون من إحدى مدن تونس فيما مضى في عهد ما يسمى بالاستعمار، واستعد أهلها للدفاع عنها، جاءوا إلى إمامهم يستشيرونه وهو صاحب الضريح، فدخل ثم خرج من الضريح مهرولاً يقول لهم: الشيخ ينصحكم بالتسليم، فاتبع أولئك البسطاء قوله، واستسلموا لعدوهم، وهكذا عرف الاستعمار الإيطالي وغيره كيف يؤتى المسلمون في تلك الأماكن، فكانوا يتصلون ببعض القائمين على الطرق الصوفية ليقولوا للناس ولأتباعهم مثل هذا الكلام.
وهكذا في بعض بلاد الشمال الأفريقي اليوم أيضاً أضرحة تؤم ويتبرك بها، واكتشف أن واحداً منها كان لراهب نصراني، ولم يصدق الناس ذلك حتى نبش القبر وعثر بداخله على الصليب، إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِسورة الأعراف194-195.
الشرك سبب تخلف المسلمين
عباد الله: إن أعظم أسباب تخلف الأمة وضعف الأمة هو فشو الشرك فيها، وعندما تتخذ هذه العتبات المقدسة والأضرحة، وعندما يعمل لها الحساب، وعندما تعتبر من ضمن الآثار التي يجب المحافظة عليها، وعندما يستقتل دونها، فما معنى ذلك؟ ما هو الفرق بين هذا الشرك، وشرك قريش؟
لا واسطة في هذا الدين بين العبد وربه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِسورة البقرة186، وهكذا لو قاموا في صعيد واحد فسألوا ربهم فأعطى كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عنده شيئاً؛ ولذلك لا بد أيها الإخوة أن نتمسك بديننا ورأس الدين شهادة أن لا إله إلا الله، وأن نعرف معناها، وأن نحبها، وأن نحب أهلها، ولا بد أن نقيم التوحيد، وأن نربي أولادنا عليه، وأن نحذرهم من الشرك.
والشرك فاحذره فشرك ظاهر | ذا القسم ليس بقابل الغفران |
وهو اتخاذ الند للرحمـ | ن أياً كان من حجر ومن إنسان |
يدعوه أو يرجوه ثم يخاف | ويحبه كمحبة الديان |
والله ما ساووهم بالله في | خلق ولا رزق ولا إحسان |
هم لا يقولون: هذا الولي خلقنا، لا.
فالله عندهم هو الخلاق والر | زاق مولى الفضل والإحسان |
كما كان قريش يقولون، وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُسورة لقمان25ولكن هذه تصرف لها العبادات لتقربهم عند الله زلفى بزعمهم.
لكنهم ساووهم بالله في | حب وتعظيم وفي إيمان |
ولقد رأينا من فريق يدعي الإ | سلام شركاً ظاهر التبيان |
جعلوا له شركاء والوهم وسو | وهم به في الحب لا السلطان |
والله ما ساووهم بالله بل | زادوا له حباً بلا كتمان |
والله ما غضبوا إذا انتهكت محا | رم ربهم في السر والإعلان |
حتى إذا ما قيل في الوثن الذي | يدعونه ما فيه من نقصان |
فأجارك الرحمن من غضب ومن | حرب ومن شتم ومن عدوان |
وأجارك الرحمن من ضرب وتعـ | زير ومن سب ومن تسجان |
هكذا إذاً يعبد غير الله، وهكذا ترتكس الأمة، وتهوي في هذه المستنقعات.
عباد الله: لا بد أن تكون القضية واضحة جداً لديهم، ولا بد أن تتحد الأمة على كلمة التوحيد؛ لأنها اليوم تتعرض للغزو من كل جانب، وهؤلاء اليهود يعربدون بآلاتهم العسكرية، يقصفون، ويقتلون، ويحرقون، ويعتدون، وهكذا يبغون الفساد في الأرض، ويسعون في الأرض ليفسدوا فيها، ويهلكوا الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد، وهكذا يكشفهم الله على حقيقتهم، وهم الذين ادعوا السلام، وادعوا طلبه، ولا يزال إخواننا المسلمين في غزة يحاصرون، ولا يزال القتل حاصلاً فيهم، ومن يستنكر من العالم يستنكر استخدام القوة المفرطة، الذي يستنكر على استحياء يستنكر الاستخدام المفرط للقوة، كأنهم يقولون لهم: لا ترموا هؤلاء بقنبلة وزنها طن، ارموهم بربع طن، لا تستخدموا القوة المفرطة، وقد قصفوا عمارة للمسلمين بقنبلة وزنها طن فذهب من فيها من عوائل وأسر بأكملها، هذا مذهب اليهود، وهذا ما يفعلونه.
اللهم إنا نسألك أن تجعل رجزك وعذابك على هؤلاء اليهود الغاصبين، اللهم اجعل رجزك وعذابك على الصليبيين المحتلين، اللهم اجعل رجزك وعذابك على المشركين الذين ينكلون بالمسلمين الموحدين.
اللهم احصهم عدداً، واقتلهم بدداً، اللهم اضرب قلوب بعضهم ببعض، اللهم اضرب بعضهم ببعض، اللهم أخرج أهل الإسلام من بينهم سالمين يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك الأمن في بلادنا وبلاد المسلمين، اللهم من أراد هذا البلد وبلاد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، اللهم اجعل هذه البلاد عزيزة بشرعك وتوحيدك، قائمة بنصرة نبيك، وقرآنك، وكتابك المبين، اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أهل التوحيد، أحينا مسلمين، وتوفنا مؤمنين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، واجعل خروجنا من هذه الدنيا على لا إله إلا الله، اللهم اجعلها آخر كلامنا من الدنيا، وفقنا لقولها عندما نلقاك يا رب العالمين.
اللهم اغفر ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل المسلمين.
اللهم إنا نسألك أن تغيثنا يا أرحم الراحمين، اللهم أغثنا برحمتك، اللهم أغثنا برحمتك، اللهم أغثنا برحمتك وفضلك.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.