الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أهمية موضوع الأوائل
عباد الله: إن الأوائل والمفاتيح موضوع ينبغي علينا أن نتأمل فيه، أوائل الخير وأوائل الشر، مفاتيح الخير ومفاتيح الشر، وإن هذه البشرية قد حفلت بأوائل في الخير: أول نبي آدم، وأول رسول نوح، وأول من ضيف الضيف إبراهيم، وأول من آمن بالنبي ﷺ خديجة من النساء، وأبو بكر من الرجال، وعلي من الغلمان، وأول من رمى بسهم في سبيل الله سعد، وهكذا الأوائل في الخير، وهؤلاء الأوائل والمفاتيح في الخير لهم من الأجور مثل أجور من تبعهم، فأخبر النبي ﷺ في الحديث الصحيح بقوله: من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء[رواه مسلم1017] كما أخبر بأن: من سن في الإسلام سنة حسنة[رواه مسلم1017] يعني: جدد السنة، وأحيا السنة الميتة، ودعا إليها، وكان الناس يجهلونها فدلهم عليها، وأتى بفكرة للخير موافقة للكتاب والسنة، فاقتدى به الناس فيها، له من الأجر مثل أجور من تبعه، وكذلك من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيء، لماذا؟ قال تعالى: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَسورة العنكبوت13.
أوائل الشر
وأول من عصا الله إبليس، وأول شرك وقع في الأرض شرك قوم نوح، وأول من ادعى الألوهية والربوبية فرعون لعنه الله، وأول من سيب السوائب في كفار العرب ونصب الأصنام في العرب، وحرف العرب عن ملة إبراهيم الخليل هو عمرو بن لحي الخزاعي الذي رآه النبي ﷺ في النار، وأول من فعل الفاحشة في البشرية قوم لوط، وما كانت قضية إتيان الذكران من العالمين معروفة قبل قوم لوط، ولا فعلت قبل قوم لوط، بدليل قوله تعالى: أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَسورة الأعراف80.
عباد الله: الذي يأتي ليفتح باب الشر، ويكون أولاً فيه سواء في فاحشة، أو سفور وتبرج، أو ربا، ونحو ذلك من أعمال الجاهلية؛ فإنه سيكون عليه وزره، ووزر من اتبعه إلى يوم الدين.
الذي يأتي ليفتح باب الشر، ويكون أولاً فيه سواء في فاحشة، أو سفور وتبرج، أو ربا، ونحو ذلك من أعمال الجاهلية؛ فإنه سيكون عليه وزره، ووزر من اتبعه إلى يوم الدين، وكذلك فقد عرفنا بأن هنالك من أراد هدم الكعبة وهو أبرهة الذي غزاها بجيش جرار، وعجز أهل مكة عن التصدي له، فخرجوا إلى الجبال فأرسل الله عليهم طيوراً تحمل حجارة فتحرقهم، وتتركهم كأوراق الشجر الجافة والتبن، وحفظ الله بيته، وكان أول من اقتلع الحجر الأسود من مكانه في هذه الأمة القرامطة الباطنية عليهم لعنة الله.
عباد الله: وإذا كان ابن آدم أول من سن القتل وقال ﷺ: لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه أول من سن القتل[رواه البخاري3336 ومسلم1677]فكذلك من أحدث في دين الله من البدع ما أحدث فعليه من وزرها ووزر من اتبعه فيها إلى يوم الدين، وكانت أول بدعة في الإسلام بدعة الخوارج، وكذلك القدرية بعدهم، وهكذا انفتحت البدع على الأمة من الجهمية والجبرية من هذه الطوائف الضالة التي تعددت، وتنوعت، وتكاثرت، كل بدعة عليها شيطان من الإنس مفتتح باب ضلالة، وهكذا حصلت البشرية، وحصل في هذه الأمة الافتراء بسبب أشخاص بدؤوا بالبدعة، وجاؤوا بالفكرة الخبيثة، وبذروها، وأول من أوجد في الأمة كره الشيخين أبي بكر وعمر وسب بعض الصحابة عبد الله بن سبأ اليهودي عامله الله بما يستحق، ففتح على الأمة باب ضلالة في سب الصحابة، والإتيان ببدعته الخبيثة التي تابعه فيها الباطنية.
وكذلك نجد أول من غير في الأحكام الشرعية، وأول من غير الحدود، وأول من أحل حراماً في الإسلام بقانون: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَسورة المائدة50، وكذلك ظهر في الأزمنة المتأخرة من دعا إلى عبادة الشيطان، وألف في ذلك الكتب في تحطيم الأسس والقواعد الأخلاقية والدعوة إلى الإباحة الجنسية، رأينا سباقين في شرور كثيرة سواء كانت متعلقة بالشرك والكفر، أو كانت متعلقة بالبدع على اختلاف درجاتها، أو كانت متعلقة بأمور منافية للأخلاق والدين، كما حصل من السبق إلى الحرام في افتتاح المواقع الإباحية مثلاً، فأول من افتتح موقعاً إباحياً على الشبكة وتلاه من تلاه من الناس مقلدين عليه مثل أوزارهم جميعاً، وهكذا أول من فك الشفرات الإباحية مثلاً، وعلم ذلك، ونشره عليه وزرها، وأول من أقام مسابقة لملكات الجمال المزعومة، ملكات القبح والتعري والفجور فعليه إثمه، وإثم من اتبعه في ذلك، ومن أقام مسابقة من هذا إلى يوم الدين، وأول من حسرت الحجاب في بلد مسلم، ودعت النساء إلى رميه، وحرقه، ودوسه تحت الأرجل فعليها إثم التبرج الذي يحصل من بعدها، وهكذا الذين اخترعوا لفافة التبغ والسيجارة، والذين كذلك اخترعوا هذه المخدرات ونحو ذلك كم من الإثم عليهم؟ ونحو خمسة ملايين من الناس يموتون بسبب التدخين سنوياً، ويتوفى في السرطان وحده من جراء التدخين في العالم النامي ستمائة وخمسة وعشرين ألف من البشر سنوياً، وارتفع عدد المدمنين في العالم إلى أكثر من مائتين مليون مدمن الآن، وهكذا، وأول من ابتكر مصرفاً ربوياً، وأول وأول كما حصل من قوم مدين لما سنوا البغي في الطريق، قال ابن عباس : "كانوا يجلسون على الطريق فيبخسون الناس أموالهم، وكانوا إذا دخل عليهم الغريب أخذوا دراهمه الجياد ويقولون: دراهمك هذه زيوف فيقطعونها ثم يشترونها منه بالبخس" وهكذا، من سن سنة سيئة فعليه إثمها وإثم من عمل بها من بعده.
أول من حسرت الحجاب في بلد مسلم، ودعت النساء إلى رميه، وحرقه، ودوسه تحت الأرجل فعليها إثم التبرج الذي يحصل من بعدها، وهكذا الذين اخترعوا لفافة التبغ والسيجارة، والذين كذلك اخترعوا هذه المخدرات ونحو ذلك كم من الإثم عليهم؟.
وهذه القضية جزئية وكلية، فهنالك أول من يسن الشيء في العالم، وهنالك أول من يسنه في العرب، وهنالك أول من يسنه في بلده، وهنالك أول من يسنه في مدرسته، وأول من يسنه في شركته، وأول من يسنه في بيته، فكل من قلده على هذا العمل كذلك، والعقوبة شديدة، فلما كان قوم لوط أول من قام بهذا الفعل الشنيع عاقبهم الله بعقوبات ما جمعها على غيرهم: فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْسورة القمر37جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍسورة هود82، وكذلك أخذتهم الصيحة، وعمرو بن لحي أول من أدخل الأصنام إلى العرب رآه النبي ﷺ يجر أمعاءه في النار، ولأن تكون يا عبد الله ذنباً في الحق، خير لك من أن تكون رأساً في الباطل.
وبعض الناس يفعلون ما يفعلون لأجل أن يشتهروا ليكون أول من! ولهذا صارت هنالك كتب عالمية كغينيس للأرقام، وأول من، وأول من، فلتكن يا عبد الله أول من سن شيئاً في الخير.
الصحابة وأوائل الخير
لننظر إلى أصحاب نبينا ﷺ، أول من أمر بكتابة المصاحف، أول من جمع القرآن، أول من بدأ التاريخ الإسلامي، أول من مصَّر الأمصار وأنزل فيها المسلمين خشية من الذوبان في مدن الكفار.
فعمر بن الخطاب هو الذي أمر بإنشاء البصرة والكوفة، والمدن الإسلامية في بلاد العراق وفارس؛ لأجل ألا يذوب الفاتحون المسلمون في مدن الكافرين، ولتكون للمسلمين مجتمعاتهم المستقلة، وتبنى المدينة على الأساس الإسلامي، الجامع في الوسط، وحوله البيوت، ونحو ذلك تكون لها شخصيتها وهويتها الإسلامية.
أول من دون الدواوين عمر، وكذلك كان عثمان أول من أمر بجمع المصحف، كما كان الصديق أول من أمر بكتابته، والمقداد أول من عدى به فرسه في سبيل الله، والشافعي أول من كتب في أصول الفقه، ونحو ذلك.
والمطلوب منك يا عبد الله أن تكون أولاً في الخير، أن تكون رأساً فيه، أن تكون متبوعاً في الحق، أن يكون لك ريادة، أن تكون دالاً على السنة، أن تكون قدوة في الخير، والحذر الحذر من أن يكون الإنسان رأساً في الشر، ورب منكر واحد يبدأه الإنسان على شبكة الإنترنت يجلب عليه آثاماً إلى يوم الدين لا يعلمها إلا الله.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقوى والعفاف والغنى، سددنا وألهمنا رشدنا، وقنا شر أنفسنا، اللهم دلنا على الحق، واجعلنا من أهله، اللهم اجعلنا ممن نصر الدين يا أرحم الراحمين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وسبحان الله، أشهد أن لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، الحمد لله الذي خلق الموت والحياة، الحمد لله الذي جعل الظلمات والنور، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأشهد أن محمداً رسول الله الرحمة المهداة، والبشير والنذير والسراج المنير، علمنا فأحسن تعليمنا، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وزوجاته وخلفائه وذريته الطيبين الطاهرين وأتباعهم إلى يوم الدين، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، اللهم صل عليه ما تعاقب الليل والنهار، اللهم صل صلاة وسلاماً تامين إلى يوم الدين.
آية الكسوف والرد على من أنكر سببها الشرعي
عباد الله: يتوقع أن يحدث في هذا اليوم كسوف للشمس في مناطق من العالم، وهذا الكسوف آية من آيات الله، نص النبي ﷺ على أن الله يخوف بها عباده، فما هو مصدر التخويف وما معناه؟
والسبب في بيان هذه المسألة أن بعض الضالين والجاهلين يقولون في كلامهم في الكسوف: على الناس ألا يخافوا، وأن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي، وأن الخوف من الكسوف كان في عصر الجهالة السابقة، وأما في عصر العلم اليوم، وبعد أن اكتشفت الحقائق الفلكية، فلم يعد هنالك داع للخوف، وينصون على هذا في مقالاتهم، وهذا ديدن ودأب الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، والذين يسيرون على منوالهم، وينخدعون بكلامهم، ويظنون أن العلم الحديث يمحو خرافات الدين، وهذا منطلق إلحادي كفري خبيث وخطير، ويقولون: هذا الكسوف حصل فيما سبق، وفي ألفين وستة، وفي عام كذا، ولم يحصل شيء فلا داعي للخوف، وإذا كان نبينا ﷺ يقول: يخوف الله بهما عباده[رواه مسلم901]يعني: أنه لا بد أن يخافوا، فلماذا لا بد أن نخاف؟
يوم القيامة تكور الشمس: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْسورة التكوير1يذهب ضوؤها، وكذلك القمر: وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُسورة القيامة8-9يعني: يذهب ضوؤهما، الكسوف والخسوف الكلي أو الجزئي هو ذهاب لشيء من ضوء الشمس، أو كله، أو نور القمر، أو بعضه، فالمشهد الذي تراه الطبيعي هذا كما يسمونه هو تقريب، وتذكير، لما يكون يوم الدين من كسوف الشمس والقمر: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْسورة التكوير1وكذلك: وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُسورة القيامة9 لفا وذهب ضوؤهما ونورهما، فالله يذكرنا بهذه الآية يوم الدين، ويوم الدين يوم ينزل فيه بطش الله وغضبه، ويغضب الجبار في ذلك اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله.
فإذن: عملية الخسوف والكسوف وإن كانت مفسرة من الناحية الفلكية، ومعلوم كيفية حدوثها في قضية وقوع الأرض والقمر والشمس في نسق معين، ويكون هذا في ظل هذا، فيحجب هذا ضوء هذا، أو نور هذا، هذه القضية واضحة طبيعية، لكن لا يمنع أن يكون لها دلالة أخروية، لا يمنع أن يكون فيها تذكير في الآخرة، لا يمنع أن تكون تخويفاً من الله، فمرض الإيدز أليس مرضاً معروفاً؟ أليس مرضاً من الناحية الطبية معروف الفايروس الذي يسببه؟ لكن أليس فيه تخويف للذين يعملون الفاحشة؟ تقدير الله لوجود المرض ونشوؤه أليس فيه تخويفاً لهؤلاء الذين يرتكبون الفاحشة؟ فالشيء قد يكون مفسراً طبيعياً، وفلكياً، وصحياً، ودنيوياً، ولكن له أبعاد، وله مدلولات، وله معاني أخروية.
حال المؤمن عند الكسوف
ويجب أن يكون هذا واضحاً في نفس المؤمن، ولا يمكن أن يزول الفزع من الكسوف والخسوف من قلب مؤمن مهما تقدم العلم؛ لأن النبي ﷺ لما رآه فزع، وخرج يظنها الساعة من قوة استحضاره للآخرة، وإحساسه ويقينه بهذا، لما رأى أول ذهاب نور الشمس مباشرة فزع حتى أخذ درع زوجته بالخطأ بدلاً من أن يأخذ رداءه، وخرج يجر إزاره وما كان له عادة أبداً في جر الإزار لكن من الفزع من الخوف من قوة الخشية لله من قوة التذكر لليوم الآخر خرج فزعاً يظنها الساعة، فلا بد أن يكون للناس خوف؛ لأن هذا يذكرهم به اليوم الآخر، ولا يمنع أن يوافق الخسوف والكسوف مصائب تحدث في الأرض، زلازل، أعاصير، فيضانات، وفي هذا الشهر يجتمع خسوف وكسوف.
ثانياً: يا عباد الله، لا تشرع صلاة الكسوف إلا لمن رآه، فليس مجرد الحسابات، أو الإخبار بوقوعه في مكان في الأرض يعني أن على بقية بقاع الأرض الصلاة؛ لأن النبي ﷺقال: فإذا رأيتم ذلك[رواه البخاري1044 ومسلم901] وفي رواية: فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فافزعوا [رواه البخاري1059]، فمتى نصلي؟ إذا رأيناه فإذا لم نره لا نصل.
فإذا اختفى جزء من قرص الشمس أو كل القرص عند ذلك يخرج الناس إلى الصلاة يفزعون ويخافون وهم يستحضرون في قلوبهم أن هذه الشمس سيذهب ضوؤها يوم القيامة، ويوم القيامة آية، فهذه آية لذلك اليوم، وعلامة، وتذكير، تذكروا عقابه، تذكروا ذلك اليوم، تذكروا يوم يحشركم، تذكروا يوم يعاقب، ويوم ينزل غضبه بالجبارين والمتكبرين، ويحاسب، تذكروا، هذا تذكير، هذه موعظة، ولذلك المسلم يفزع إذا رأى ذلك، ويخاف ولا بد وإن علم تفسير الظاهرة الطبيعي.
أمر النبي ﷺ عند حدوثه بالصلاة ركعتان على غير العادة، قيام طويل، قيامان، وقراءتان، وركوعان، وسجودان في كل ركعة من الركعتين، وأمر بالعتق، والصدقة، والدعاء، والاستغفار، ودلهم على التعوذ من عذاب القبر؛ لأنه أري أشياء رهيبة في صلاته، كشف الله له أشياء مما في الجنة، ومما في النار، والله على كل شيء قدير.
ونسأل الله أن يعافينا في ديننا، وفي أبداننا وبلادنا، اللهم إنا نسألك الأمن في البلاد والنجاة يوم المعاد، اللهم اجعل بلدنا هذا آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، واغفر لنا يا عزيز يا غفور، اللهم من أراد أمننا وأمن المسلمين بسوء فامكر به، ومن أراد بلادنا بشر فابطش به، واجعل كيده في نحره، نعوذ بك من الغلاء، والوباء، والبلاء، يا سميع الدعاء، نسألك العفو والعافية في ديننا، وأهلينا، وأموالنا، وأنفسنا يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، أحينا مسلمين، وتوفنا مؤمنين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم إنا نسألك الرزق الحسن، ونسألك يا ربنا أن تهدينا سواء السبيل، وأن تغفر لنا في مقامنا هذا أجمعين، وأن تغفر لوالدينا ولسائر إخواننا المسلمين، ربنا اغفر لنا ولإخواننا وأخواتنا يوم يقوم الحساب.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.