الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهديه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
دعوة مستجابة
فإن الله بعث محمداً ﷺ بالحق،وأيده بالمعجزات الظاهرة البينة،الدالة على صدقه، وهذا من تأييد الله لنبيه،ونصرة الله لنبيه،وبيان الله للعباد مكانة هذا النبي ﷺ، وكانت معجزاته ﷺكثيرة،يراها الصحابة فتزيد إيمانهم، كان دعاؤه ﷺ مستجاباً، فيفزع إليه الناس في الشدائد، يطلبون منه أن يدعو ربهم، وكانوا يدعون الله، ويلتمسون إجابة دعوة رسول الله ﷺ.
وقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى، عن أنس أنه قال: "أصاب الناس سنة -أي جذبٌ وقحط- على عهد رسول الله ﷺ، فبينا رسول الله ﷺ يخطب يوم الجمعة، إذ أتى رجل أعرابي من أهل البدو، فدخل المسجد من باب كان وجاه المنبر - أي: مواجهة القبلة- نحو دار القضاء -وسميت فيما بعد دار القضاء لأنها بيعة لقضاء دين كان على عمر بن الخطاب ، فاستقبل الرجل رسول الله ﷺ قائماً ثم قال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل"، وفي رواية "وتقطعت السبل، فادع الله يغيثنا".
وفي هذا جواز التحدث مع الإمام في الخطبة للحاجة، وكذلك القيام في الخطبة، وأنها لا تنقطع بالكلام، ولا تنقطع بالمطر، والنبي ﷺ كان حريصاً على مصلحة الناس، ولذلك كانوا يأتون إليه، وهو ﷺ كان لا يبتدئ بالسؤال من أصحابه تأدباً، ويأتي من أهل البادية من يسأله، فيستفيد الصحابة من هذه الأسئلة.
سئل النبي ﷺ بصيغة الشكوى للحال، كي يفزع إلى الله، فإن الله هو مفرج الكروب، وهو مزيل الخطوب، وهو كاشف الغموم ، فهو الذي يدعى، وهو الذي يجيب ، لكن دعاء النبي ﷺ المجاب؛ جعل ذلك الأعرابي يقصد النبي ﷺ ليسأل ربه، فليس النبي ﷺ مقصوداً بالإجابة، وإنما هو مقصود ليسأل، وبثت الحال إليه كي تعظم مناشدته لربه، ويلح على ربه في الدعاء، وتستجلب الرقة التي انطوى عليها قلبه الرحيم، ونفسه الكريمة، فقام الناس فصاحوا، فيحتمل أنه أراد بذلك السائل، أو أنهم وافقوا ذلك السائل، وسألوا أيضاً فقالوا: "يا رسول الله قحط المطر -أي حبس-، واحمرت الشجر -أي يبست- وهلكت البهائم، هلكت المواشي، هلك الكراع، -وهو الخيل-، وفي رواية: "هلك الشاء، فادع الله يسقينا"، "هلكت الماشية، هلك العيال، هلك الناس"، وهذه من ألفاظهم في الروايات.
فلم يعودوا يجدون ما يعيشون به من الأقوات التي وفقدت؛ بسبب حبس المطر، وفي رواية عند أحمد: "أمحلت الأرض، وقحط الناس"، وفي البخاري: "هلك المال، وجاع العيال" وعند النسائي: "تقطعت السبل، وهلكت الأموال، وأجدب البلاد" ضعفت الإبل عن السفر، فلم تعد تجد ما يقيم أودها، ونفد ما عند الناس من الطعام.
قال الرجل: "فادعوا الله يغثنا" فهو الذي يغيثنا، وهذا دليل على ما استقر في قلوبهم، حتى العوام من أن الله هو الذي يفرج الكروب، وهو الذي يجيب دعوة المضطر، والنبي ﷺ سبب للإجابة بدعائه المستجاب، "فادع الله يغيثنا، أو فادع الله يغثنا" غاث الله عباده غيثاً، أي: سقاهم المطر، وأغاثهم أي: أجاب دعائهم، "فادع الله لنا أن يسقينا" وفي رواية: "فاستسقي ربك، فرفع رسول الله ﷺ يديه حذاء وجهه يدعو، ومد يديه، قال أنس: حتى رأيت بياض أبطيه، يستسقي الله ، ورفع الناس أيديهم معه يدعون"
رفع الأيدي في الدعاء وتكرار الدعاء ثلاثاً
وفي هذا: أن عدم رفع الأيدي في الدعاء للمأمومين في الخطبة يستثنى منه الاستسقاء، فإنهم يرفعون أيديهم إذا استسقى الإمام في خطبة الجمعة.
وقد قال أنس : كان رسول الله ﷺ، لا يرفع يديه في شيء من الدعاء -يعني في خطبة الجمعة- إلا في الاستسقاء، فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه، وهذه الصفة الزائدة في الرفع إنما هي خاصة بهذا الموضع في هذه الخطبة، وكذلك فإن تأمين المأمومين مع الإمام في دعاء الاستسقاء مشروع، ولا يكتفى بدعاء الإمام، ولذلك جاء في رواية: "ورفع الناس أيديهم مع رسول الله ﷺ يدعون، فنظر إلى السماء، -أي النبي ﷺ وما نرى من سحاب، ثم قال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، وفي رواية اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا[الحديث برواياته رواه البخاري1013،1014،1016 ومسلم 897، والنسائي1515، وأبو داود 1176، وابن ماجه1269، وأحمد 11608]، وهذا فيه استحباب تكرير الدعاء ثلاثاً، وكان ﷺ إذا دعاء دعا ثلاثاً، وإدخال دعاء الاستسقاء في خطبة الجمعة سنة، وكذلك الدعاء به على المنبر، وأنه يمكن الاستسقاء بدون تحويل الرداء، ولا استقبال القبلة؛ لأن النبي ﷺ كان ظهره إلى القبلة لما رفع يديه، ووجهه للناس في خطبة الجمعة، وكذلك فإن من كيفيات الاستسقاء المشروعة ما يكون في صلاة الجمعة بغير الصلاة المخصوصة للاستسقاء، وقد ورد كلاهما في السنة فتارة يفعل هذا، وتارة يفعل هذا، وقد ورد في دعاء النبي ﷺ في الاستسقاء صيغ متعددة، فمن ذلك ما جاء عند أبي داود اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحيي بلدك الميت[رواه أبو داود 1176حديث حسن]. وكذلك جاء عن كعب بن مرة، أن النبي ﷺ جاءه رجل فقال: استسقي الله لمضر فرفع رسول الله ﷺ يديه يقول: اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريعاً مريئا، طبقاً غدقا عاجلاً غير رائث نافعاً غير ضار، [رواه أحمد 27689 وهو حديث صحيح].
وعن عطاء بن أبي مروان الأسلمي عن أبيه قال: خرجنا مع عمر بن الخطاب نستسقي فما زاد عن الاستغفار [رواه ابن أبي شيبة 29486 وهو حديث صحيح]. فهذا من الاستسقاء أيضاً، فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًاسورة نوح10-11.
قال أنس: "ولا والله ما نرى في السماء من سحابٍ -أي مجتمع- ولا قزعة -أي سحابٍ متفرق فالسماء صافية لا يوجد فيها سحاب مجتمعٌ ولا متفرق والقزع قطع من السحاب أكثر ما يجيء في الخريف-، ولا شيئاً - أي من علامات المطر كالريح ونحو ذلك-".
قال: "وما بيننا وبين سلعٍ -وهو الجبل المعروف بالمدينة- من بيتٍ ولا دارٍ - أي يحجب عنا الرؤيا، فنحن نشاهد السماء، وليس هنالك سبب للمطر أصلاً، وفي رواية: "وإن السماء لمثل الزجاجة - أي في شدة صفائها-".
قال أنس : "فطلعت من وراءه -فجأة بدعاء النبي ﷺ، وكأنها نشأت من جهة البحر- سحابة مثل الترس -يعني في الاستدارة-".
وأقبلت سحابة الخير
وفي رواية قال أنس: "فهاجت ريحٌ أنشأت سحابة مثل رجل الطائر -كأنها كانت صغيرة في أول ظهورها-: وأنا أنظر إليها فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت" بدأت صغيرة، ثم انبسطت لتعم الأرض بالمطر.
قال: "فوالذي نفسي بيده ما وضعها -أي ما وضع النبي ﷺ يديه الشريفتين من الدعاء- حتى فار السحاب أمثال الجبال يعني لكثرته، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته ﷺ"، وهذا علمٌ عظيم من أعلام نبوته، وإجابة الله لدعوة نبيه، وبإشارته ﷺ اجتمع كرامة من الله لنبيه.
قال أنس: "فلا والله ما رأينا الشمس سبتاً" وفي رواية: "سبعاً" وكانوا قبل الإسلام لما جاوروا اليهود أخذوا من اصطلاحاتهم، واليهود تعظم السبت، وتطلق على الأسبوع سبتاً كما نطلق نحن على الأسبوع جمعة، فجمعة وجمعتان وثلاث جمع، ونقصد ثلاثة أسابيع، وهكذا بقي السحاب يحجب المطر أسبوعاً فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد، وبعد الغد، والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، فمطرنا من جمعة إلى جمعة، غيمٌ مستمرٌ ماطرٌ من غير تقدم سحابٍ، ولا قزع، ولا سبب ظاهرٍ ولا باطن.
قال: "فمطرنا فخرجنا نخوض الماء فما كدنا نصل إلى منازلنا حتى رأيت الرجل تهمه نفسه أن يأتي أهله"، من الهم كيف يصل إلى البيت من شدة المطر، قال: "وحتى أهم الشاب القريب الدار الرجوع إلى أهله حتى سالت مثاعب المدينة" أي: مسايل الماء، واضطردت طرقها أنهاراً من كثرة المطر، وهذا فيه سعت كرم الله، وأن الخزائن بيديه، وأنه يرسل المطر، وأن ذلك يكون بالدعاء.
ثم دخل رجلٌ من ذلك الباب في الجمعة المقبلة، قيل: هو الرجل الأول، وقيل: غيره، ورسول الله ﷺ قائمٌ يخطب فاستقبله قائماً، فماذا قال الرجل؟ وماذا قال النبي ﷺ؟ إن ذلك دليل عظيم على منزلة النبي ﷺ عند ربه، وأن الله يجيب الدعاء، وأن الله لا يخيب ظن المؤمنين، وأن الله يكشف الكروب، وأنه الذي يسأل ويقصد، وأنه هو الذي يقدر على إنزال المطر، وهذا من توحيد الربوبية، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الموحدين.
اللهم أجب دعوتنا، وثبت حجتنا، وآتنا سؤلنا، ونفس كروبنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه وهو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الكريم المتعال، أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، شديد المحال، وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه، وعلى الآل، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، أشهد أنه رسول الله اللهم بارك على ذريته وعلى آله وأزواجه وخلفائه، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، يا أرحم الراحمين.
اللهم حوالينا ولا علينا
ولما كان رسول الله ﷺ قائماً يخطب في الجمعة التالية؛ دخل رجل يقول: "يا رسول الله هلكت الأموال، وانقطعت السبل، واحتبس الركبان، وتهدمت البيوت من كثرة الماء"، وفي رواية: "هدم البناء، وغرق المال، وهلكت المواشي غرقت بسببها، إما لعدم الرعي؛ لأن الأرض قد غرقت بالماء، أو لعدم وجود ما يكن المواشي من المطر، أو انقطعت السبل، فتعذرت سلوك الطرق من كثرة الماء،، فادعوا الله أن يمسكها - أي يمسك عنا المطر أو السحاب أو السماء-" وفي رواية: "أن يمسك عنا الماء" وفي رواية: "أن يرفعها عنا"، وفي رواية:" فادعوا ربك أن يحبسها عنا، فضحك.
وفي رواية: "فتبسم النبي ﷺ لسرعة ملالة ابن آدم" وفي هذا جواز تبسم الخطيب على المنبر تعجباً من أحوال الناس، ثم رفع رسول الله ﷺ يديه ثم قال: اللهم حوالينا أي: اجعل المطر حوالينا، أو أمطره حوالينا، والمراد به صرف المطر عن الأبنية والدور. قال: اللهم حوالينا ولا علينالأن سقوطه عليهم صار يؤذيهم، قال: اللهم على الآكام جمعة أكمة، وهو التراب المجتمع، وقيل: الهضبة الضخمة، وقيل: الجبل الصغير، وقيل: ما ارتفع من الأرض، والضراب وهو الجبل المنبسط غير المرتفع، وقيل: الرابية الصغيرة، ومنابت الشجر وبطون الأوديةأي: التي إذا نزل فيها الماء انتفع به الناس، قال: ورؤوس الجبال، وفي هذا أدب النبي ﷺ في الدعاء، فإنه لم يسأل ربه أن يقطع المطر نهائياً من أصله، وإنما رفع الضرر فقط مع بقاء المنفعة فسأل ربه رفع ضرر المطر وكشفه عن البيوت، والمرافق، والطرق؛ لأن المطر إذا أغلق الشوارع صار مؤذياً، فسأل ربه رفع ضرره، وكشفه عن البيوت، والمرافق، والطرق، بحيث لا يتضرر به ساكن، ولا ابن سبيل يسلك الطريق، وسأل النبي ﷺ ربه بقاء المطر في مواضع الحاجة، بحيث يبقى نفعه، وخصبه حالاً وآجلاً.
لا تشرع الصلاة للفيضانات
وهكذا فإن من أنعم الله عليه بنعمة، فلا ينبغي له أن يتسخطها لشيءٍ عارضٍ آذاه منها، بل يسأل ربه رفع ذلك العارض مع بقاء النعمة، وأيضاً فيه: استحباب طلبٍ انقطاع المطر عن المنازل، والمرافق إذا كثر، وتضرروا به، ولكن لا يشرع لذلك صلاة مخصوصة، أو اجتماع في الصحراء، فلو قيل: هل تشرع صلاة مثل صلاة الاستسقاء للفيضانات؟
الجواب: كلا. لم يرد ذلك، ولكن الدعاء، ومن ذلك دعاء الخطيب في خطبة الجمعة، إذا أصاب الناس أذى بفيضانات، أو أعاصير ونحو ذلك.
قال أنس: بعد أدعية النبي ﷺ لما قال: اللهم حوالينا وعلى علينا، "فما هو إلا أن تكلم رسول الله ﷺ بذلك حتى تمزق السحاب، كأنه المُلاء -وهو ثوب معروف- حين تطوى".
قال: "حتى ما نرى منه شيء -يعني في المدينة، فأقلعت، فانقطعت" وفي رواية: "فتكشطت -يعني تكشفت السماء، أو السحابة الماطرة، وأمسكت المطر عن المدينة-".
قال: "فانجابت عن المدينة انجياب الثوب"، أي خرجت عنها كما يخرج الثوب عن لابسه، "فجعلت تمطر حول المدينة، ولا تمطر بالمدينة قطرة، وجعل السحاب يتصدع عن المدينة فلقد رأيته ينقطع يميناً وشمالاً يمطرون أي أهل النواحي، ولا يمطر أهل المدينة يريهم الله كرامة نبيه وإجابة دعوته".
هذا كلام أنس فيما أرى الله الصحابة من منزلة النبي الكريم، هذا الحبيب العظيم، صاحب الشفاعة، وحامل لواء الحمد، أعبد الناس لله، وأخشى الناس لله، وأتقى الناس لربه، استمر المطر حول المدينة في الآكام، والضراب، وبطون الأودية لا في الطرق المسلوكة.
وهكذا يقول أنس : "وخرجنا نمشي في الشمس" المعجزة الباهرة للنبي ﷺ، قال: "وسال الوادي شهراً" وفي رواية: "وسال وادي قناة -اسم الوادي- شهراً" من كثرة المطر، وهكذا كانت المعجزة لنبينا، يشير في أنحاء السماء، والسحاب يتمزق، ويتفرق بدعائه، وإشارته، كرامة من الله لنبيه ﷺ.
أيها المضطر تعلَّم
عباد الله: نتعلم من نبينا اللجوء إلى ربنا، نتعلم أثر الدعاء في قضاء الحوائج، وأثر الدعاء لرفع الضرر، ونزول الخير، أثر الدعاء، والله لا يخيب من رجاه ودعاه، أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَسورة النمل62، يجيب المضطر فينزل المطر، ويكشف السوء، ويزيل الضرر ما أكرمه، وما أعظمه، ربكم رؤوف رحيم غنيٌ كريم، قُلْ لَوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإِنْسَانُ قَتُورًاسورة الإسراء100، والله يعطي بلا حساب، ويمن على عباده بلا مقابل، وهو الكبير المتعال، لا إله إلا هو وحده لا شريك له.
اللهم إنا نسألك أن تسقينا الغيث يا رب العالمين، اللهم أغثنا،اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اجعلها سقيا رحمة لا سقيا عذاب، ولا بلاء، ولا هدم، ولا غرق، اللهم أحيي بلدك الميت، واسق بهائمك يا رب العالمين، اللهم أغثنا برحمتك يا أكرم الأكرمين، الله إنا نسألك الأمن والإيمان والتوفيق لما تحب وترضى، اجعل بلدنا هذا آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، وارفع عنا الغلاء، والوباء، والضراء يا سميع الدعاء، اللهم إنا نسألك رحمتك، ونسألك من كرمك وفضلك، اللهم إنا نسألك من جودك يا جواد يا كريم، اللهم اقض ديوننا، واستر عيوبنا، واكشف ما نزل بنا من ضر، وما نزل بالمسلمين، اللهم ارفع البلاء عنا، وعن أمة محمد ﷺ في العالمين، انصر من نصر الدين، واخذل الكفرة والمشركين، وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم الظالمين، اللهم انصر هذه الأمة، اللهم واجعل فرجها قريباً يا رب العالمين، آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، واغفر لنا يا عزيز يا غفور، اللهم أصلح نياتنا، وذرياتنا، وبيوتنا، ونفوسنا، اللهم اجعل بيوتنا عامرة بذكرك، واجعل هذه الأجساد معمورة بطاعتك، اللهم إنا نسألك في ساعتنا هذه أن تخرجنا من ذنوبنا كيوم ولدتنا أمهاتنا، وفقنا لما تحب وترضى، واجعلنا مستمسكين بالعروة الوثقى، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.