من الآداب المتعلقة بقضاء الحاجة والتي لم يذكرها المصنّف -رحمه الله-، وإنما نضيفها من باب تكميل الموضوع وليس المقصود الاستقصاء، وإلا فالأحكام والآداب هناك في بعض البحوث، سبق في سلسلة الآداب الشرعية بلغت معنا أكثر من سبعين، المقصود تكميل ما ذكره الشيخ السعدي -رحمه الله- ببعض الفوائد في هذا، وليس الاستقصاء، الانتعال وتغطية الرأس، لحديث حبيب بن صالح قال: "كان رسول الله ﷺ إذا دخل الخلاء لبس حذاءه، وغطّى رأسه" [رواه البيهقي في السنن الكبرى، وضعفه: 461].
من جهة المعنى بغض النظر الآن عن صحة الرواية لا شك أن لبس الحذاء يقي الرجل من النجاسة، ففي لبسه وقاية من التلوث والنجاسة، وأما تغطية الرأس فقد ثبت عن أبي بكر موقوفًا، قال البيهقي: "وروي في تغطية الرأس عند دخول الخلاء عن أبي بكر الصديق، وهو عنه صحيح" [السنن الكبرى: 455].
وهذا الحديث فيه أن أبا بكر الصديق قال وهو يخطب الناس: "يا معشر المسلمين استحيوا من الله، فو الذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء مغطيًا رأسي استحياء من ربي" [رواه ابن أبي شيبة: 1127]
وهذا الحديث عند ابن أبي شيبة -رحمه الله- بسند صحيح.
وعن ابن عيينة أن ابن طاووس قال: "أمرني أبي إذا دخلت الخلاء أن أقنع رأسي؛ يعني: أن أغطي رأسي، قلت: لم أمرك بذلك، قال: لا أدري" [مصنف ابن أبي شيبة: 1135]، والتعليل في كلام الصديق قال: "حياء من ربي".