الأحد 23 جمادى الأولى 1446 هـ :: 24 نوفمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

حكم البول في المساجد


عناصر المادة
حكم البول في قارورة داخل المسجد
حكم دخول المسجد لمن يحمل قارورة البول

من الأماكن أيضًا التي ورد النهي عن البول فيها أو قضاء الحاجة فيها: المساجد كما في الحديث المشهور.

فالمساجد لها حرمتها ومكانتها، ولا يجوز تنجيس المساجد، وقد نص العلماء على تحريم البول في المساجد، فيحرم بالاتفاق البول والتغوط في المسجد صيانة لها وتنزيهًا وتكريمًا لمكان العبادة، وإذا كان قد صح عن النبي ﷺ النهي عن البصاق في المسجد فالبول والتغوط أولى.

وعن أنس بن مالك قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله ﷺ إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله ﷺ: مه مه، فقال رسول الله ﷺ: لا تزرموه، دعوه  فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله ﷺ دعاه، فقال له:  إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر؛ إنما هي لذكر الله ، والصلاة، وقراءة القرآن  فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه، يعني: صبه على مكان البول.

والأرض كانت أرض مسجد النبي ﷺ كما نعلم تراب مفروش بالحصى، وهذا كاف في التطهير فتتشربه الأرض، ويذهب إلى عمقها وسفلها، ويكفينا في طهارة البقعة طهارة سطح الأرض، ولسنا مكلفين بطهارة باطن الأرض، وإنما نحن مكلفون بطهارة ظاهر الأرض الذي سنصلي عليه، ونسجد عليه، ولذلك لو أنت تسكن في بيت وتحت أرض البيت أنبوب أو مجرى للنجاسة، فيصح أن تسجد على أرض البيت تحتها مجرى نجاسة؟

الجواب: نعم.

حكم البول في قارورة داخل المسجد

00:02:52

طيب الآن تحريم البول في المسجد هل يشمل ما لو بال في إناء أو قارورة ثم أخرجها من المسجد؟

قال ابن قدامة -رحمه الله-: "إذا أراد أن يبول في المسجد في طست لم يبح له ذلك؛ لأن المساجد لم تبن لهذا، وهو مما يقبح ويفحش فوجب صيانة المسجد عنه" [المغني: 4/484].

إذًا، جمهور الفقهاء يحرمون البول في المسجد حتى لو بال في إناء كما في "الدر المختار" و "روضة الطالبين" و "كشاف القناع"، وكتب المذاهب، لكن من العلماء من رخص في البول في الإناء للحاجة، ومثل الحاجة مثالها أن يكون الشخص كبيرًا في السن ضعيف التحكم بالبول، ولا يتحمل انحباس النجاسة مدة طويلة، أو يشق عليه الخروج من المسجد بسبب مرض ونحوه، وهذا يقع في الحقيقة لبعض الناس في الحرم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "البول في قارورة في المسجد منهم من نهى عنه، ومنهم من يرخص فيه للحاجة".

ومال شيخ الإسلام في موضع من فتاويه إلى الجواز للحاجة، فقال: "والأشبه أن هذا إذا فعل للحاجة فقريب".

فإذًا، الأصل نقول لا يجوز، ولو كان في إناء في قارورة؛ لأن المسجد ينبغي أن ينزه عن هذا، لكن لو وقعنا في ظرف طارئ، يعني اضطراري إذا ما بال في قارورة بال على ثيابه بال على الأرض بال على السجاد، ما هو أخف الضررين، خلاص أن يبول في إناء أو قارورة ثم يخرجها، فهذه تبقى لحالات الاضطرار، وفيه يعني إذا صار في الحرم نص مليون ما يستبعد أن يوجد فيهم آحاد من الناس عندهم شيء ملجئ إلى مثل هذا؛ لأننا لو تمعنا في هذه المسألة أكثر سنصل إلى حالات المرضى الذين عندهم أنابيب مركبة ممددة إلى أوعية بلاستيكية ملصقة بالجسم يذهب إليها البول، حيث أنهم لا يستطيعون التحكم في خروجه، فهذا عند بعض الناس يعمل له عملية، ويخرج أنبوب من الجسم، ويتم التفريغ في كيس، أو في وعاء بإناء بلاستك مثلاً مثبت على الجسم، هذه حالة معروفة.

هذا إذًا بوله يذهب إلى هذا الإناء والوعاء.

حكم دخول المسجد لمن يحمل قارورة البول

00:07:05

فما حكم دخول هذا الشخص للمسجد؟

نقول: إذا لم يؤمن تلويث المسجد فلا يجوز دخوله، إذا أمن التلويث هذه المسألة موجودة مسألتنا البول في قارورة في المسجد، وهذه المسألة قد يكون لها يعني صور أخرى، قضية المستحاضة في الطواف ستدخل الحرم، والأطفال هؤلاء عليهم الحفاظات يحملون في المساجد، فمسألة أمن التلويث مهمة جدًا في قضية صيانة المساجد عن النجاسات، فيجب أن نتفق عليها إذا لم يؤمن التلويث لا يجوز دخول الشخص إلى المسجد، لا طفل، ولا امرأة، ولا كبير في السن، إذا لم يؤمن تلويث المسجد لا يجوز دخوله هذا من الضوابط.