الخميس 20 جمادى الأولى 1446 هـ :: 21 نوفمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

احتساب الأجر في خدمة المريض


عناصر المادة
التقدُّم الطبي مقياس تقدم الأمم
حُسن الخلق
التفقُّه في الدين
الإنصاف والاعتدال
جوانب احتساب الأجر لدى الطبيب
تاسعاً: تعليم المريض الأحكام الشرعية
مراعاة مشاعر المريض
حفظ أسرار المريض
الدعاء عند السكرات
احتساب الأجر في العلاج

قبل ما نبدأ يا إخوان أود أن أكتب عندي هنا ما هي المسائل في عالم الطب التي تحتاج إلى توفير إجابات اليوم، أو نظرة شرعية فيها، هناك أشياء منشورة فيها أبحاث ومتداولة معروفة، وهناك أشياء قد تكون من المستجدات، أنا قبل ما أبدأ جلستي معكم أحب آخذ منكم، عادة يثير الأطباء قضية رفع أجهزة الإنعاش وترفع وما ترفع وطبعوا فيها أبحاث، بعضهم قد يثير عملية نقل الأعضاء، وبعضهم يثير قضية تلقين الشخص الذي في الطوارئ الذي لا ندري يموت أو يعيش، هل نلقّنه وبعد ذلك يتهمنا أنه نحن أحبطتنا معنوياته وتسببنا في رفع دعوى علينا وإلا لا يمكن يموت، وبعدين فوتنا فرصة:  من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة [رواه أحمد: 22034، وأبو داود: 3116،  وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 5150].

هناك أشياء أحياناً تأتي من ممارسة الأطباء يسألون عنها، وقد تكون أحياناً أشياء عن قضية علاقة الطبيب بشركات الأدوية والرشاوى المبطنة والظاهرة التي تكون في الموضوع والمؤتمرات وتذاكر السفر لأنه في غزو من شركات الأدوية للأطباء في هذا الموضوع، ففيه قضايا في الحقل الطبي معروفة لدى الأطباء.

هل هناك أشياء تودون أن يكون فيها بحث نظرة شرعية هل يوجد فيها فتوى، وغير ما تقدم أنا فقط ضربت أمثلة فقط يعني حتى نفتح المجال المقصود بالموضوع أي واحد عنده شيء حتى نسجله فقط.[مداخلات غير واضحة]

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

احتساب الأجر والثواب للطبيب المسلم في عمله، ما أنبل مهنة الطب، وإذا عرف الطبيب قدر مهنته فإن ذلك سيكون له أثر كبير في عمله فهذه المهنة لها شرف كبير، ولذلك قال الإمام الشافعي - رحمه الله -: لا أعلم عملاً يعني بعد الكتاب والسنة علماً أنبل من الطب، قال بالنص: "لا أعلم بعد الحلال والحرام أنبل من الطب، إلا أن أهل الكتاب قد غلبونا عليه"[سير أعلام النبلاء: 10/57].

التقدُّم الطبي مقياس تقدم الأمم

00:08:13

من مقاييس تقدُّم المجتمعات وحضارتها ورقيها في هذا الزمان: ما لديها من المستوى الطبي والاحترافية فيه، ونحن المسلمون بلا شك عندنا منطلقات كثيرة في هذا الموضوع:

أولاً: أن الله أمرنا بالاعتناء بالجسد  وإن لجسدك عليك حقاً [رواه النسائي: 2391، وابن حبان: 316، وصححه الألباني في وصححه الألباني في صحيح ابن حبان: 316].

إعانة الآخرين على الاعتناء بأجسادهم مجال للأجر والثواب، معالجة المرضى، وتنفيس الكربة معروف أجره عند الله مقاومة الأمراض المعدية حتى لا تنتشر فيكون ذلك ضعفًا في المجتمع المسلم جانب آخر أيضًا، إنقاذ المريض مما هو فيه حتى ينكأ لك عدوًا أو يمشي لك إلى صلاة يعني إعانته حتى يسترد العافية لإعانته على العبادة، كذلك إعانة المرضى أو إعانة الناس في عبادتهم مثل الصيام، قضايا الأمور الجنائية، الفصل فيها، فيه قضايا تتعلق بين الطب والقضاء، مثل فحص حمض DNA على سبيل المثال، قريبا كنا فيه نقاش في مسألة تتعلق بالمواريث التي هي إذا مات إنسان وامرأته حامل إذا قسمنا التركة كيف سنفعل بالجنين؟ وهذا الجنين له حق، هل سنسترد الأموال من الذي أعطيناهم؟ وإذا ما أعطينا أحد سيمكث هؤلاء تسعة أشهر أو أقل بحسب مدة الحمل بدون مال؟ وماذا قال العلماء؟

بعضهم قال: يُحبس لهذا الجنين نصيب ذكر واحد، وبعضهم قال: ذكرين، وبعضهم قالوا: بنتين، وبعضهم قال: أنثى.

وذكر الآن التصوير بالموجات ممكن يطلع لنا هو ذكر أو أنثى أو واحد أو اثنين أو أكثر أو حي أو ميت هذه مسألة المواريث مثلاً تعتمد على هذه، يعني في أمور حتى في المسائل الفقهية،  المسائل الخلافية قد تضيق هوة الخلاف أو تحسم الخلاف كذلك فإن الطبيب المسلم يتمتع بصفات أو خصال؛ لأنه مسلم، قد لا توجد عند أطباء آخرين، فمثلاً احتساب الأجر والثواب قد لا يوجد عند آخرين، مثلاً رجاء منافع يوم القيامة، مثلاً تنفيس كربات ، قد لا يحتسبها أطباء آخرون، أولاً: الإخلاص لله وهذا أمر معروف ويستحضر الطبيب دائماً عبارة: وإن لكل امرئ ما نوى  [رواه البخاري: 1].

"ما" هذه نكرة في السياق تفيد العموم ما نوى أي شيء نواه وكلما تعددت نياتك كلما كثر أجرك.

ثانياً: موضوع التقوى والخوف من الله ورجاء اليوم الآخر، سينعكس حتى على قضية غض البصر عن الحرمات قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ  [النور: 30] تقوى الله حتى في الخلوة في قضايا الفحص والمعاينة ومواضيع الاختلاط والنساء والكشف وحتى كتابة دواء لمريض، ربما لا يحتاجه كثيرًا أو ربما فيه ما هو أرخص منه يؤدي نفس المفعول  الدين النصيحة  [رواه مسلم: 55].

حُسن الخلق

00:11:45

ثالثاً: حُسن الخلق، وخياركم أحسنكم أخلاقاً [رواه البخاري: 3559].

يعني هذه ميزة واضحة في الطبيب المسلم قضية الصدق.

رابعاً: اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ  [التوبة: 119]، سواء صدق النية، والصدق في الأداء في العمل، الصدق في العلاج الصدق في الأبحاث العلمية، الأبحاث العلمية أحياناً يصير فيها سرقات وفيها تزوير وفيها أشياء، عندما يكون هذا الطبيب أو الباحث صادقاً سينعكس ذلك بالتأكيد.

خامساً: موضوع الأمانة؛ لأنه مؤتمن على أرواح ولا بد أن يؤدي الأمانة على وجهها الصحيح  وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ  [المؤمنون: 8]، ومن الأمانة النصيحة لمن استشارك وغالباً ما يكون الطبيب مستشاراً بل إن كثيراً من المرضى يستشيرون الأطباء في أشياء ما لها علاقة بالمرض؛ في أشياء في حياته في علاقته مع زوجته مع أولاده، ولربما استشاره في وصيته ولربما استشاره في قضايا دقيقة وحساسة.

قال ابن القيم - رحمه الله -: "وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يُعدل عنه إلى الدواء، ومتى أمكن بالبسيط لا يُعدل عنه إلى المركب" [الطب النبوي: 9]. هذه قضية متعلقة أيضاً بالأمانة في وصف الدواء.

التفقُّه في الدين

00:13:00

سادسًا: التفقُّه في الدين.

النبي ﷺ لما قال: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين [رواه البخاري: 71، ومسلم: 1037].

وهذا الطبيب يحتاج إلى هذه الأحكام الفقهية الكثيرة، سواء في أحكام النجاسات والطهارات، في قضايا العورات، الجمع بين الصلاتين، إرشاد المريض في مسألة الصلاة وكيف يتطهر ونحو ذلك، أشياء تتعلق بالمسكرات، مثلاً أدوية الكحة والمسكرات.

الإنصاف والاعتدال

00:13:24

سابعاً: الإنصاف والاعتدال أحد القواعد الأساسية في هذه الشريعة،  وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا  [البقرة: 143].

وهذا الإنصاف والاعتدال الذي سيجعل الطبيب المسلم يعالج بدون ما يبخس أحداً حقه أو يقدم معرفة أو واسطة أو .. أو إلى آخره، وعدم المجاملة، قد يعطي تقريراً أو قد يعطي إجازة مرضية بناء على معرفة بالله، نحتاج ضروري تكتب لنا إجازة مرضية، مسألة ما تستحق ذلك على سبيل المثال، أو الذي يعرفه يكتب له والذي ما يعرفه يعتذر منه، كل هذه في قضايا الإنصاف والعدل واضحة الأثر، عدم التفريق بين المرضى في المراكز الاجتماعية والمناصب لأنه قد يأتي واحد في منصب في آي بي، وهذا مسكين، الذي ما هو في آي بي ماذا سيكون مصيره؟

جوانب احتساب الأجر لدى الطبيب

00:14:17

ننتقل إلى قضية أخرى وهي: احتساب الأجر مع المريض، بما أن هذه المهنة مهنة نبيلة وعظيمة وفيها تفريج كربات، وفيها قضاء حاجات وفيها احتساب الأجر في الإعانة، إعانة المسلم هذا المريض.

فما هي الجوانب التي يحتسب فيها الطبيب الأجر؟

أولاً: تصبير المريض؛ لأنه مع تزايد الألم والوجع وما يعتري هذا المريض لا بد للطبيب قبل أن يعالج فيزيائيًا وماديًا أن يعالج إيمانيًا وقلبيًا؛ مثلاً: تذكيره بالرضا بقضاء الله وقدره، بثُّ روح التفاؤل فيه ويذكره ماذا يعني الصبر الجميل، حبس النفس عن الجزع، حبس اللسان عن الشكوى، حبس الجوارح عن فعل ما يخالف الصبر كاللطم، والتنبيه على أن المريض مقدَّر عليه ذلك من عند الله .

ثانياً: عندما تقول له: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا [التوبة: 51]، القضاء والقدر في هذا الموضوع.

ثالتاً: أن تعلم أن الله أراد بك خيراً بهذا المرض من يرد الله به خيرًا يصب منه  يعني يبتليه بالمصائب  عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن .

رابعاً: تسليته بالنظر إلى من هو أشد منه، تقول: أنا أعرف حالة الآن، أنت عندي هنا، وفيه حالة في المستشفى الآن تركناها في الإنعاش كذا وكذا وفيه واحد آخر في جناح كذا وكذا، من باب حديث: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم  [رواه مسلم: 2963].

خامساً: ثم بعد ذلك يذكِّره برحمة الله وعفوه، فقد يتسخط المريض، وقد يسب المرض، الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله-  ينبه على موضوع عدم جواز تسمية السرطان بالمرض الخبيث، يقول: ما في أفعال الله خبيث، سمه المرض الخطير مثلاً من هذا الباب، حتى تسمية الأمراض فيها أدب شرعي، والنبي ﷺ لما دخل على أم السائب وهي ترتجف من الحمى قال: مالك يا أم السائب تزفزفين قالت: الحمّى لا بارك الله لها، قال: لا تسبي الحمّى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد  [رواه مسلم: 2575].

فإذن، هذه تنقية ورفع درجات زيادة حسنات.

سادساً: إخباره بحالته الصحية والوضع الذي هو فيه، صحيح أن الإخفاء أحياناً يكون فيه درء أو تلافي لحالات إحباط نفسية، ولكن في بعض الأحيان يجب أن يُخبر المريض لأمور مهمة، صحيح أن الإخبار فيه نوع صدمة، لكن والله تأهبه للموت وكتابة وصيته ومعالجة أوضاع يمكن معلقة في حياته مع أولاده، وأشياء كان مؤجلها، يكتب، يمكن عليه نذور، يمكن عليه كفارات، يمكن عنده زكاة ما طلعها فإنه يبادر، فإذن، مسألة تقدير ما هو الكلام الذي يقال له بحيث يأخذ الأهبة والاستعداد، والتوبة الصادقة، يمكن فيه ناس يؤجلون التوبة، عندهم ذنوب معاصي إذا عرف أن الموت قريب، فالكلام الذي يقال له في مثل هذه الحالة: أنا سأكون صادقاً وصريحاً معك، وضعك فيه خطورة واضحة، الموت والحياة بيد الله ونحن سنحاول جهدنا وسنفعل كذا، وهذا بيد الله لكن أنت تعطيه من خلال الكلام رسائل أن الوضع فيه خطورة وأنه ينبغي الاستعداد لأي طارئ ولأي حالة.

سابعاً: من الأشياء الشرعية مع المريض عدم إكراهه على الطعام والشراب: لا تكرهوا مرضاكم على الطعام فإن الله يطعمهم ويسقيهم وهذا الحديث رواه الترمذي وهو حديث حسن. [رواه الترمذي: 2040، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 7439].

والله من رحمته أنه على قدر البلاء تكون المعونة.

وأحياناً يقول الأطباء: نكره المريض على المغذي؛ لأنه لو لم يضع المغذي سيموت ويهلك، هذه حالة اضطرار يعني ليست حالة واحدة، لو ما أخذ يمشي، الله يصبره ويعينه، لو ما أخذ طعاماً، لكن فيه أشياء معينة لا، هلاك، قضية عدم نقل الدم، رفض نقل الدم، ونقل الدم هذه اضطرار أصلاً، نقل الدم أصلاً محرم، لكن الآن مسألة اضطرار مثل قضية أكل الميتة لمن يوشك على الهلاك وما عنده إلا ميتة  هذه مثلها أيضاً إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام: 119].

ثامناً: من احتساب الأجر مع المرضى: قضية احتساب أجر عيادة المريض عند الذهاب إلى المرضى الجولة الصباحية في الساعة الثامنة صباحاً، المجال كبير للطبيب المسلم لكي يحتسب أجراً عند الله، هذه من الأشياء التي تنسى بفعل الدوام والعمل والعادة تنسى  ما من مسلم يعود مسلم غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة  خلفيات شاشة الجوال، أحياناً تكون خلفية مذكرة النوافذ القافزة، أحياناً تكون وسيلة للتذكير، ومن ظن أنه ينسى مثل هذا فليجعل شيئاً يقفز إلى شاشته يوميًا يذكره في جولته الصباحية، يوقتها على الساعة ثمانية في وقت الجولة الطبية، هذه لها أثر حتى في مسألة استحضار أن هناك أجر، أنا أزور الآن مريضاً وسبعون ألف ملك والعملية ليست سهلة، هذا سينعكس على نوعية تعاملي مع المريض، يعني أنا الآن أريد أجراً أبتغي أجراً بمروري عليه وربما أنك أنت تحصل هذا الأجر أكثر من أي مسلم آخر في خارج الحقل الطبي،  من الذي يومياً ممكن يعود عشرين مريضًا مثلاً، يعني أنا إذا اجتهدت ربما في الشهر أعود مريضًا في الشهر مرة أنت ممكن يحصل لك هذا عشرين مرة في اليوم.

تاسعاً: تعليم المريض الأحكام الشرعية

00:20:31

الطبيب المسلم يعلم،  أن الله وملائكته يصلون على معلّم الناس الخير  [رواه الترمذي: 2685، وحسنه الألباني في المشكاة: 213]  بعض الأشخاص المتأثرين ببعض الأمور التغريبية عندهم منطلقات عجيبة في مسألة القسم الطبي، القسم الطبي معناه كذا أكثر من كذا لا، لا تدخل دينك في المعالجة، أنت الآن تعلم المريض الشكوى لله؛ لأنه هو عادة المريض يبدأ بالشكوى للطبيب الشكوى للبشر فيها مشكلة شرعاً، يعني إلا إذا كان مجرد الوصف لكن أحيانًا يأتي مع المريض شيء أعلى من الوصف شيء فيه نوع لجوء إلى المخلوق مذموم شرعاً وقد يتطور إلى حالة شركية كيف؟ نحن نعرف شرعاً أن الطبيب معالج وليس شافياً، الله هو الشافي لا شافي إلا هو أنت الشافي، من أسمائه الحسنى" "الشافي" وعبد الشافي اسم صحيح شرعًا ولا شفاء إلا شفاؤك  وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ  [الشعراء: 80]، من واجبك الشرعي إذا لاحظت أن المريض متعلق بك تعلقاً منافياً للتوحيد كأنه يقول لك تكفى اشفني تقول له: لا لا أنا بحاجة قبلك، أنا أعالجك وأنا أتخذ معك الأسباب، وبعد ذلك هذه بيد الله، الله خالق الأسباب، قد يعطل الأسباب، وقد يجعل الأسباب تنفذ، وقد يشفيك من دون سبب، فطرح بعض المعاني العقيدة المتعلقة بالتوحيد مع المرضى هذا في غاية الأهمية، المريض قد يحتاج إلى أشياء تتعلق بالطهارة، والذي يخرج منه البول باستمرار، والذي يخرج منه الدم باستمرار، واللي عنده كيس بول على جنبه، والذي تلوث أغطية الفراش وهو فوقها، والذي لا يستطيع أن يذهب إلى دورة المياه والذي.. والذي.. وقضية إعداد ما يلزم للتيمم والإعانة على العبادة فيها أجر تأمر له بما يعينه على العبادة من يوضئه أو يحضر له علبة التراب.

مراعاة مشاعر المريض

00:22:42

عاشراً: مراعاة المشاعر وأنت تداوي الجسد لكنك تداوي الروح أيضاً وهو ينتظر منك ابتسامة وكلمة طيبة وإنصاتاً لما يقول، ويثق بك، مسح الألم هذه مهمة نبيلة للطبيب، ماذا قال العلماء في مسألة الرقية عندما يقرأ: بسم الله أرقيك من كل أذى؟ ماذا قالوا في: بسم الله رب الناس أذهب الباس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر بلاء ولا سقما [رواه البخاري: 5675، ومسلم: 2191]، "لا يغادر سقما" يعني" لا يترك  لا يغادر لا يترك.

ورد في الأحاديث المسح باليمنى أنه يقرأ ويمسح، معنى المسح ومؤداه: قال العلماء: التفاؤل بذهاب العلة تمسح تفاؤلاً بذهاب العلة، في المستشفيات التعليمية أحياناً هذا الكود الذي يأتي في حالة تعليمية تعالوا، الذي ينادون فيه في المستشفى فبعض المتدربين طلاب وطالبات الطب لما يسمع هذا الكود يأتي وهو فرحان مبتهج، هناك حالة نادرة، وهذاك مسكين متوقع أنه يأتي ناس يواسوه يظهرون له التوجُّع وليسوا فرحانين بالحالة النادرة، ولذلك واحد شايب في أحد المرات عنده حالة نادرة، فكلما جاءت دفعة أتى لعنده عشان يتعلمون عليه ينظرون إليه، وفي الأخير جاءت مجموعة يطالع فيها قال: ما أكثر عددكم وما أقل بركتكم؛ لأنه هو يعبر أنا ما أشوف إلا مبتهجين فرحانين كلما جاءت وجوده جديدة وبعد ذلك ما يسوون لي شيئاً، فهذه إذن من مسائل المراعاة.

حفظ أسرار المريض

00:24:39

الحادي عشرة: قضية حفظ السر من أسرار الناس وعوراتهم إلى آخره، وبعضهم يبوح للطبيب ما لا يبوح حتى لأقرب الناس إليه ونتذكر حديث: من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة  [رواه البخاري: 2442، ومسلم: 2580]. ويستثنى الحالات التي يكون فيها أحياناً إبلاغ الجهات الأمنية عن قضايا تتعلق بالأشياء المتعدية الضرر فهذه لها وضع خاص والثاني عشر: مسألة تلقين المتحضر الشهادة، فإذا وصل إلى هذه المرحلة واشتد به الكرب وعلته سكرات الموت ولاحظ الطبيب عليه أنه دخل في حالة الاحتضار، فهنا يكون قضية تلقين الشهادة، وهذه المسألة ذكرنا في المقدمة أن بعض الناس يقولون: هذه فيها إحباط معنويات، وربما يشتكي إذا ظهر من هذه الحالة، فينبغي التوسُّط بين الإعراض عن الموضوع بالكلية، وبين قوله: تشهّد تشهّد، يعني كأن هناك أمل يعيش، ولذلك لو قال له إنسان مثلا: اذكر الله لا إله إلا الله سبحان الله اذكر الله ترى ذكر الله يعينك لو تقول لأي عامي يذكر الله ماذا سيقول؟ لا إله إلا الله خلاص حصل المقصود  من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة   لقّنوا موتاكم لا إله إلا الله [رواه أحمد: 22034، وأبو داود: 3116،  وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 5150].

الدعاء عند السكرات

00:25:55

الثالث عشر: الدعاء عند السكرات،  إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيراً، فإن الملائكة يؤمِّنون على ما تقولون  [رواه مسلم: 919]. هذه ميزة عظيمة للطبيب، وبالذات في الإنعاش، طب الطوارئ، أنهم كثيرًا ما يحضرون محتضرًا، والدعاء في حال الاحتضار هذا هناك ملائكة تجتمع هنا، فيكون إذا دعا يدعو بخير ويعلم الطبيب المسلم أن الملائكة يؤمِّنون على ما يقولون فلا ينسيه انشغاله بالمريض وحالة الطوارئ عن استحضار هذه العبادة في هذه الحالة

الرابع عشر: دعوة المريض غير المسلم.

فإذا كان غير مسلم وجاءتك فرصة، كان غلام يهودياً يخدم النبي ﷺ فمرض ،فأتاه النبي ﷺ يعوده فقعد عند رأسه فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له أبوه اليهودي أدركته الشفقة على الولد، واليهود يعلمون الحق وهم أخفوه وكتموه، قال: أطع أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبي ﷺ من عنده وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار [رواه البخاري: 1356].

وفي رواية: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار [رواه أحمد: 13375، وأبو داود: 3095، وصححه الألباني في الإرواء: 1272]. 

الجمع بين الواجبات الدينية والواجبات المهنية قضية مهمة جدًا في حياة الطبيب المسلم، فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم  [رواه البخاري: 3701، ومسلم: 2406]، وهي نوعية خاصة من الإبل أنفس الأموال عند العرب ضربه مثلاً لهم وهم المخاطبون أساساً أو في ذلك الوقت .

ويتأمل أن غير المسلمين كيف يقتحمون المجاهر وعالم البعوض والملاريا والطين والأوحال والصعوبات لأجل نشر عقيدة باطلة فما بالك وأنت على الحق.

ننتقل بعد ذلك إلى احتساب الأجر في مسألة ماذا ينبغي على الطبيب مع المريض إذا توفاه الله عز وجل؟

أولاً: إغماض العينين، وبعد قضية الدعاء الآن نزل الموت خلاص إغماض العينين، الروح لما تسحب من أسافل القدمين والأجزاء التي تليها حتى تصل إلى الحلق فيغرغر ثم تسحب من رأسه إلى جهة الأعلى، نسأل الله السلامة واللطف ونسأله أن يهون علينا سكرات الموت، النبي ﷺ دخل على أبي سلمة وقد شقّ بصره، فأغمضه ثم قال: إن الروح إذا قبض تبعه البصر   [رواه مسلم: 920]، ولذلك تجد الموتى في الغالب يشخصون بأبصارهم إلى الأعلى لأن الروح تسحب إلى جهة الرأس فيكون المنظر أحياناً مخيفاً، فإغماض العينين فيه محافظة على كرامة الميت، تغطية وجهه كذلك، نحن الآن في عالم الإعلام في القنوات في نقل الأخبار في الحروب في الكوارث في القصف إلى آخره، عدسة الكاميرا هذه فيها بلاء عظيم؛ لأنها تقتحم عالم السِّتر الذي أمر به الشرع؛ لأن الشرع أمر بالستر، فأحيانًا عدسة كاميرا لا توفر لك عورة ميت، ولا توفر لك شكلاً ينبغي ألا يُرى منه، ولا كرامة آدمي، عدسات الكاميرات تمتهن الكرامة الآدمية، الآن في عالم نقل الأخبار بسرعة، نقل الأخبار، فلأجل الإثارة الإعلامية ولأجل ولأجل تحدث الآن أشياء عظيمة، الطبيب ممكن يكون مسؤولاً عن منع مثل هذه الكوارث.

ثانياً: كذلك المسارعة في إخبار أوليائه؛ لأن السنة الإسراع في تجهيز الميت، الآن هناك كثير من الأجساد الجثث موجودة في برادات المستشفيات بغير وجه حق، مسألة إجراءات، وقد يكون بعض الإخوة من الأطباء إداريين أو عندهم مسؤوليات إدارية، هذا المسؤول عن هذه البرادات الموتى عليهم في قضية أسرعوا بالجنازة مسؤولية عظيمة أمام الله بأي حق يبقى؟ لماذا يبقى؟ يعطل عن الدفن ولو حتى ساعات ولو يوم لماذا؟ ما يجوز حرام شرعاً، وأحياناً يأتيك واحد وأنت على آخر الدوام لا يوجد وقت، غدًا، وهذه فيها مسؤولية شرعية ومسؤولية أمام الله   أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم  [رواه البخاري: 1315، ومسلم: 944].

 ثالثاً: فيما بعد الموت ذكر محاسن الميت فقد تسمع منه كلاماً حسنًا، ثم يأتي أولياؤه بعد موته، لأنه يخبرهم المستشفى، قد لا يكون عندهم علم، قد لا يكونون حوله، أنت من وظيفتك الشرعية ومن تعاملك الإسلامي الراقي أن تخبرهم بما قاله من الأشياء الطيبة، كان يذكر الله، سمعناه يتشهد ويحمد الله، مات بعرق الجبين، أبشركم مات ميتكم بعرق الجبين والرسول ﷺ أخبر أن من علامات حسن الخاتمة:  الموت بعرق الجبين  ونحو ذلك الأمراض الصعبة هذه السل وذات الجنب والمرأة تموت في النفاس الطاعون شهادة لكل مسلم حتى السرطانات ألحقها العلماء بأجور الشهادة، الأمراض الصعبة له أجر شهيد؛ لأن الشهداء مراتب؛ هناك شهيد المعركة وشهيد الدنيا لا الآخرة، فشهيد الآخرة ليس له أحكام الشهيد في الدنيا، هذه القسم الأخير يدخل فيه أصحاب الأمراض هذه حوادث السيارات، قتلى حوادث السيارات داخل في الهدم والغرق والحرق، وبالمقابل الكف عن مساويه يعني  اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم [رواه أبو داود: 4900، والترمذي: 1019، والحاكم: 1421، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه].

احتساب الأجر في العلاج

00:31:47

ننتقل الآن إلى قضية أخرى في احتساب الأجر عند الطبيب المسلم وهي مسألة العلاج:

أولاً: العلاجات غالبها الآن في عالم الأدوية ولكن نحن أهل الإسلام عندنا جوانب ليست عند غيرنا مثل الاستشفاء بالقرآن الفاتحة سبع مرات والمعوذات ثلاثاً من أعظم الأدوية والعلاجات إذا ما كانت هي أعظم الأدوية والعلاجات، وفي الدعاء والأذكار الأخرى بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء [رواه أبو داود: 5088، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 5745] إلى آخره هذه الفاتحة سبعًا والمعوذات ثلاثاً، وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ  [الإسراء: 82]، يعني إذا اعتقد بها هذا سيوصي وإذا ما اعتقد بها لن يوصي، والجمع للمريض بين الدواء الكيماوي الدواء الفيزيائي الدواء الطبي الدواء المركب وبين الدواء القلبي والدواء الإيماني والله خير عظيم، ومن المعلوم أن بعض الكلام يقول ابن القيم له خواص ومنافع مجربة، فما الظن بكلام رب العالمين، يعني أنت الآن اسألهم عن الأطباء النفسانيين، العلاج بالتفاؤل، العلاج بالكلام، هناك شيء اسمه العلاج ببث روح الأمل، العلاج بأشياء نفسية لدرجة أن بعضهم يمكن يستعمل العلاج بالإيحاء، فكيف بالعلاج بكلام رب العالمين؟ إذا يستعمل أحياناً العلاج بكلام بشري وطبيب نفسي، وأحياناً العلاج بالإيحاء الطبيب النفسي، طيب العلاج بكلام رب العالمين قمة، قال: "ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة، فما الظن بكلام رب العالمين، الذي فضله على كل كلام كفضل الله على خلقه الذي هو الشفاء التام والعصمة النافعة والنور الهادي والرحمة العامة الذي لو أُنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلالته" [زاد المعاد: 4/162].

إذن، لا مانع نعطيه دواء ونعطيه مضاداً ونعطيه اشياء كثيرة، لكنني أذكره أيضاً بقضية الرقية بالمعوذات والفاتحة والنبي ﷺ قال لأبي سعيد عن الفاتحة: وما يدريك أنها رقية  [رواه البخاري: 5749]، يعني كيف علمت؟ هذا سؤال إعجاب والله يفتح على من يشاء من عباده.

ثانياً: الرقية والأدعية النبوية: اللهم رب الناس أذهب الباس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما  هذا الحديث الذي في البخاري ومسلم [رواه البخاري: 5675، ومسلم: 2191]، وفيه أنه كان يمسح بيده اليمنى على مكان الوجع ويقول هذا الذكر وكذلك: بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا [رواه البخاري: 5745]، وكذلك: ضع يدك الذي تألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأُحاذر  [رواه مسلم: 2202].

ثالثاً: ماء زمزم لما شرب له وهو معروف وقد جرب والحمد لله وله منافع.

رابعاً: العسل ويخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس، وبعد ذلك عندنا الحبة السوداء ولو كان لي أمر لجعلت هناك مركز عالمي لدراسة الحبة السوداء لما قال الشرع في الحبة السوداء: في الحبة السوداء شفاء من كل داء [رواه البخاري: 5687، ومسلم: 2215]. هذه معناها ركز هنا.

أحيانا يستخرجون أدوية من أشياء يضيعون أوقات طويلة في دراسة نباتات وجذور وأشياء وأوراق ومركبات، حتى يصلوا إلى شيء له نتيجة، كيف عندما يقول لك الشرع: جعلت لك فيما خلقت أدوية الحبة السوداء، العود الهندي، القسط البحري، السنا والسنوت، الحجامة، العسل، هو الآن يوفر عليك أوقات توفير مبالغ طائلة.

وهناك عالم التداوي نحتاج إلى ما يتعلق بالمفطرات، هذا جانب في عالم التداوي ينبغي مراعاته، والقطرات والأقراص العلاجية والتحميلات وإدخال المناظر، وما يتعلق بالأسنان وأدوية المضمضة والغرغرة والحقن العلاجية وغاز الأكسجين وغاز التخدير والامتصاصيات التي تدخل إلى الجسم، وأخذ العينات والخزعات هل هي مفطرة أو لا؟

وكذلك الأشياء العلاجية، الأمور الدماغية، وغير المتعمد، فقط يحتاج الطبيب يلقي نظرة ماذا خرجت به المجامع الفقهية المعاصرة في هذه الأدوية الحديثة؟ أحياناً تكون نصيحة طبيب تنقذ عبادة المريض، ممكن يقول له أحياناً: خذها بعد المغرب، قبل الفجر، تنقذ سلامة صيامه، وأما مسألة أجهزة الإنعاش التي سبق السؤال عنها إذا توقف قلبه وتنفسه توقفاً تاماً وحكم الأطباء أن هذا التوقف لا رجعة فيه أو تعطلت جميع وظائف دماغه تعطلاً نهائياً وحكم الاختصاصيون الخبراء بأن هذا التعطل لا رجعة فيه فإن رفع الأجهزة في هذه الحالة سائغ جداً.

هناك مسألة مهمة جداً تتعلق بقضية رفع أجهزة الإنعاش أو تركيب أجهزة الإنعاش، وهذا السؤال الذي طُرح أولاً؟

لا يجوز لنا شرعاً إطالة معاناة المريض، لا يجوز أن نتسبب في إطالة مدة احتضاره، أنت عندك الآن حالة ميؤوس منها ولا يرجى أن يرجع إلى وعيه ولا عقله ولا وظائف يمارس حياة، لماذا تطول المعاناة؟ لماذا يطال الاحتضار؟

لماذا يُعذّب زيادة؟ لماذا تُنفق أموال عامة وخاصة؟ لماذا لا يصح إذا أنت عندك غلبة ظن، وهذه لجنة، إذا صار فيه إجماع، رأي على غلبة ظن أن هذا الذي تحت الأجهزة أو الذي ستركب عليه الأجهزة لا يرجى أن يعود إلى حياته المستقرة؟ هذه مسألة دقيقة وفقهية تحتاج إلى تركيز لا يرجى أن يعود إلى حياة مستقرة لا وعي وتركيز حتى تقول: والله يعبد الله ولو بقلبه، لا يرجى أن يعود إلى وعي وتركيز، ولا أن يمارس حياته، لا تركب الأجهزة أصلاً إذا أنت عندك الحالة ميؤوس منها، معروف هذه الحالة لو ركبت أجهزة لن يعود إلى وعيه ولا إلى حياة مستقرة فلماذا تركبها أصلاً؟ إطالة فترة احتضار أو إطالة معاناة أو تكلفة مالية أو حجز أسرة بلا حاجة، بل ممكن تصل إلى التحريم ممكن تصل إلى الإثم. الطبيب يتعرض إلى مسائل أطباء النساء والولادة في حالة الإجهاض، الآن هذه أحيانا يحصل فيها نوع تساهل، يأتي يقول لك: الطبيب قال: هذا الجنين فيه تشوهات ولو عاش ربما سيفعل لكم مشاكل وتكلفة، كم عمر الجنين؟ خمسة أشهر، ما حكم إجهاضه؟ حرام، فيه تشوهات، حرام، اكتشفنا القلب والمخ ليس مكتملاً، حرام؛ لأنه قتل نفس، يولد مشوهاً ويموت ويؤجرون على موته، دعه يولد بما تقول هذه الأجهزة أنه ناقص في تشكليه، حتى لو عاش على بلوى، نحن لسنا على مذهب هتلر ولا على مذهب أسبرطا، مملكة أسبرطا القديمة كان الولد إذا مرض يضعوه في العراء يقولون: إذا عاش معناها هذا يصلح للقتال، وإذا مات أحسن، على مبدأ أنه ما نريد نخسر على علاج أحد ولا شيء وهذه تكلفة اقتصادية، فنلجأ إلى قتله، هذا بصراحة ما فيه رحمة، هذه وحشية، الذي خلقه يدبره، قد يطلع أحياناً فيه أخطاء، وقد يصلح شيء بعد ذلك، ما تدري في حكمة الله، لكن لازم يكون في عالم الطب نفخ الروح خط أحمر، إلا إذا صارت المسألة إما أن تموت هي أو يموت هو، هذه قضية ثانية، هذا بحث خارج عن الموضوع لكن في الأحوال الأخرى لا يجوز قتله إطلاقاً، طبعا راح نأتي على الحالات الأصعب بين الأربعين وبين نفخ الروح، أنا عندي سؤال طبي عادة متى تكتشف التشوهات في الجنين؟ ما هو أبكر وقت يكتشف فيه التشوهات؟

مداخلة غير واضحة

الإجهاض قبل الأربعين أمره أسهل، والإجهاض بعد نفخ الروح حرام، ما بينهما فيها مواقع اجتهادية، لكن عند العلماء قاعدة: لا يجوز الإجهاض بعد الأربع شهور، إلا إذا صارت قضية حياة الأم نفسها، قبل ذلك الأصل لا، إلا للضرورة هذا باختصار. حتى مسائل الإنجاب ممكن طبيب يكون له تشجيع فيها على أشياء، يعني بعض الأمهات لماذا ما تحمل؟ تقول: الطبيب قال لي هناك خطر، الطبيب قال لي: أنت ثلاث عمليات قيصرية، الرابع لا، الطبيب قال لي: أنا هذا أسمعه من الأسئلة الفقهية عندما ترد الأسئلة: أريد أجهض لماذا؟ قال لي الطبيب لي، هذه يا إخوان لازم تعالج، لازم يكون عند الأطباء نبرة تشجيعية على الحمل ومواصلة الحمل وليس نبرة تثبيطية، لازم يكون عند الأطباء نبرة تشجيعية على الحمل والمواصلة في الحمل  كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ  [الأعراف: 86]، وهذا امتنّ الله فيها، وما أحوج الأمة إلى هذا ونحن ننادي بالكم والكيف، بالمناسبة ما نقول: أنجب فقط، لازم يكون فيه تربية وتعليم، ولذلك نحن ننادي للأمة بالكم والكيف.

وعندما تأتي على جانب آخر من الجوانب الفقهية، نقل الأعضاء لما يقول العلماء: أول شيء الجسد ملك لله ما يحق لك تبيع منه، أنت ممكن يمر عليك واحد مريض يقول: أنا عليّ ديون، أريد بيع كليتي، إذا في أحد يشتري كلية، الإنسان ليس قطع غيار، ابحث عن أحد يأخذ قرنية، انظر لي أحد ممكن أتبرع له، جسدك ليس ملكاً لك، الجسد ملك لله تعالى، هناك حالات معينة في قضايا النقل مثل نقل الدم ونقل العضو المتجدد اللي ينبت مكانه آخر على شكله ووظيفته يتجدد تلقائيا كالدم والجلد، وأن يكون الباذل كامل الأهلية شرعاً، وبعد ذلك تجوز الاستفادة من جزء من العضو الذي استؤصل لعلة مرضية، ويحرم نقل عضو تتوقف عليه الحياة، كالقلب، ويحرم نقل عضو من إنسان حي تعطل وظيفة العضو وإن لم تتوقف سلامة أصل الحياة عليه، كنقل قرينة العين، لو واحد قال: أنا تكفيني واحدة، نقول: حرام عليك أن تتبرع بالثانية؛ لأنه يعطل وظيفة العضو، وأيضاً يجوز نقل العضو من ميت إلى من تتوقف حياته عليه بشرط أن يأذن الميت او ورثته بعد موته، وأن يكون هذا عند بعض العلماء، وعند بعضهم يقول: أبداً المسلم ما يعطي لا ورثته ولا ما ورثته، ما يجوز، اذهب دبر من واحد غير مسلم، الطبيب المسلم في حديث يتناوله في موضوع آخر وهو موضوع الضمان، من تطبّب ولم يعلم منه طب فهو ضامن [رواه أبو داود: 4586، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 6153].

ضامن يعني: سيدفع ثمن ما أتلف فإذا تعمد إحداث ضرر، هذه خيانة، أو إذا كان جاهلاً بالطب أو بالفرع الذي أقدم عليه، يعني ممكن يكون هو عنده خبرة بفرع وأقدم على علاج في فرع لا خبرة له به أو غير مأذون له فيه، أو دون إذن المريض أو من يقوم مقامه أو إذا غرر بالمريض أو إذا وقع في خطأ لا يقع فيه أمثاله أو إذا امتنع عن أداء الواجب الطبي في حالات الإسعاف الضرورية فعند ذلك سيغرم ويضمن، وإذا اجتمع مباشرة الضرر مع المتسبب فيه فالمسؤول هو المباشر.

قريباً جاءتنا عدة أسئلة منها يقول: جاءنا مريض يحتاج نقل دم سريع على حسب الرخصة فصيلة الدم تبعه كذا نقلنا له توفي اتضح أن المكتوب في الرخصة غلط؟

صار فيها نقاش مع أهل العلم أفتانا شيخنا عبد الرحمن البراك قال: الذي يضمن هو الذي كتب الفصيلة في الرخصة خطأ، إلا إذا كان هناك فحص إلزامي لفصيلة المريض قبل نقل الدم، أنا الآن هنا أسألكم سؤالاً: هل فصيلة الدم في نقل الدم يجب فحصها قبل النقل حتى في الحالات الإسعافية الطارئة والحوادث التي لازم الآن تنقل؟ هل فحص الفصيلة شيء ثواني، يعني حتى لو تنقل في حالة الطوارئ والحوادث، هل هناك نظام بوجوب إجرائه في كل الحالات هل مسموح قانونياً بالاعتماد على الفصيلة المذكورة في الرخصة؟ أنا أريد جواباً...

مداخلة غير واضحة

الحالات الإسعافية الطارئة التي ليس لها وقت ليعمل فحص؟

السؤال هو: لو نُقل فمات، ماذا يعني هذا طبياً؟ أنهم نقلوا له ليس أو سلبي، هل هناك حالات الأو سلبي غير متوفر؟ فإذا ما كان متوفر ممكن تأتي حالات إسعافي سريع، ما في وقت نعمل تحليل غير متوفر أو سلبي يعتمد على رخصة القيادة؟ هذه حالة نادرة، لكن حصلت وجاء السؤال عنها وكان جواب شيخنا عبد الرحمن بن ناصر البراك نفع الله به: إذا كان هناك فحص إلزامي إذا كان فيه فحص وما أجري تفريطاً فيتحمل الناقل الدية والكفارة، وإذا كان مثل هذه الحالة فيه فحص، لكن لا يوجد وقت لإجرائه ولا توجد كمية أو سلبي متوفرة فاعتمد على رخصة القيادة فمات وتبين أنه كان الفصيلة المنقولة هي السبب فيتحمل الدية والكفارة الشخص الذي كتب في الرخصة خطأ الفصيلة ولو قبل عشرين سنة.

نسأل الله أن ينفعنا وإياكم ويوفقنا لما يحب ويرضى، ويجعل عملنا في طاعته ورضاه إنه سميع مجيب.