الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ترويج أهل الباطل للأفكار المنافية لتوحيد الله وربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته
أيها الإخوة والأخوات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله في مجلسنا هذا الذي تناول فيه بمشيئة الله دفاعًا عن ربنا ، نتناول فيه تفنيدًا لبعض ما يقوم به أهل الباطل من الترويج لأفكار منافية لتوحيد الله وربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته.
وقد سبق أن ذكرنا بعض ما يروج في عالم الكتب والنشر من الأفكار الباطنية والإلحادية وفلسفات ووثنيات شرقية وإلحاديات غربية، وأصبح عالم ما يسمى بالأدب والروايات والقصص منفذًا يلج منه أهل الإلحاد والضلال.
وذكرنا ما أساءت به حركة الترجمة التي لا تفرق بين الحق والباطل، ولا تعلق على شيء من هذا، وكيف تساهم في نشر الباطل، وأن حركة العصر الجديد
"movement New Age" هذه التي تتخذ من الإلحاد الباطني أساسًا لأطروحاتها، وأن لها وسائل متعددة في ترويج باطلها، ومنها مقالات، مقاطع، أفلام، روايات، منتديات، مدونات، قنوات، ونحو ذلك.
تحدثنا عن شيء ما عن موضوع الروايات والقصص، ونريد أن نتحدث الآن ماذا يفعلون في الإعلام أو في الأفلام من هذا النشر للباطل؟ وكيف نرد عليه؟ وكيف نتصدى له؟
بعض صفات الله وأفعاله وأسمائه
أولًا: المسألة خطيرة متعلقة بربنا -سبحانه-، متعلقة بخالقنا : اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة: 255].
مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [آل عمران: 26-27]
فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى [طه: 7] اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ [الزمر: 62] وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [ الرعد: 16]
وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ * وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ * ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ * قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الأنعام: 59-63].
فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ* يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ [الروم: 17 -19].
مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ * وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ [فاطر: 10 – 13].
هو الله أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [النمل: 64].
وقد قال قبل ذلك: أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُ * أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل: 60 – 63].
ربنا الذي خلق الخلق، وهو الذي مد الظل، وقال في كتابه العزيز: أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا* وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا [الفرقان: 45 - 49].
ثم قال: وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا * وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا [الفرقان: 53 - 54].
أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ [النحل: 17].
وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا [الزخرف: 15].
وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأعراف: 180].
هذه الآيات الكثيرة في كتاب الله وغيرها تبين ربوبيته ووحدانيته ، وهو الذي يقول لعباده: مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا* أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا * وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا * وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا * لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا [نوح: 13- 20]، لكنهم يلحدون ويجحدون وينكرون ويشركون وبالله يكفرون.
استخدام الأفلام في نشر الإلحاد والشرك
واليوم يستعملون ما أنتجته عقولهم من هذه الأفلام والوسائل السمعية والبصرية المؤثرة في النفوس والمشاعر والعقول، يستعملونها في أي شيء؟
في نشر الإلحاد والكفر بالله -تعالى- والتشكيك بوجوده، بل سبه وشتمه ونقده وذمه.
أفلام سينمائية، وأخرى تلفزيونية وكرتونية، وبالأنميشن ومقاطع اليوتيوب، وبشتى البرامج والتمثيل والدراما، وعرض هذه الأشياء من خلال الأفلام أحادية الاتجاه، بمعنى أن الذي يرى الفيلم لا يستطيع أن يناقش ولا أن يرد ولا أن يدافع، بل هو مستسلم منساق يشاهد، وقليل من تكون عنده عقلية نقدية أثناء رؤية الفيلم حتى يقول: هذا حلال وهذا حرام، هذا حق وهذا باطل، هذا شرك وهذا توحيد.
تنتج الأفلام اليوم من منطق قوة التأثير على ضعيف الموقف الذي يتلقى ويتأثر، لها قنوات كثيرة، دور سينما كثيرة، مواقع على الشبكة كثيرة، ولا تتم مراقبة كثير من هذه الأفلام؛ لأن الذين يروجونها وينشرونها ويعرضونها ليسوا بذوي اهتمام بهذا أصلًا، بل ربما يؤيدونه، وبعضهم ربما حذف المقاطع التي فيها أشياء عارية والشبهات أقوى من الشهوات، فما ينبغي أن يحذف مما فيه مضاد للتوحيد والإسلام أهم من حذف الصور والمشاهد العارية؛ لأن ذاك يطعن في التوحيد في وجود الله .
وكثير من الشباب والفتيات اليوم في هذا العالم المفتوح، بل والأطفال يفتحون قنوات خارجية ما فيها أي نوع من أنواع الرقابة أصلًا، قنوات على الشبكة يعرض فيها كل شيء، فماذا سنتوقع من أناس ينتجون أفلامًا عقولهم ملحدة، ونفوسهم شاكة مشككة تطعن في الخالق ؟ بل تتعمد ترويج الإلحاد والدعاية له، والعقائد الباطنية والكفرية والشركية، حتى على الأطفال لا يرحمون حتى عقول الأطفال، ونفوس الأطفال، ويعتمدون الطرق المباشرة وغير المباشرة والدس والمكر والخبث في نشر أفكارهم، أفلام ومسلسلات تزعزع العقيدة، فيستغل أهل الإلحاد قوتهم المادية والمالية والإعلامية في الترويج لإلحادهم، وهذه المذاهب تزخرف نفسها من خلال الأفلام، تعرض نفسها أحيانًا بقالب علمي أو قالب اجتماعي فلسفي درامي حبكة تأثير ونحو ذلك، وللفيلم بطل وحركة، والشيطان يؤز هؤلاء، إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا [النساء: 117 - 118].
طرق ترويج الإلحاد عبر الأفلام السينمائية
يتم الترويج اليوم للإلحاد من عدة طرق:
التشكيك في وجود إله وخالق للكون
التشكيك في وجود إله وخالق للكون، على سبيل المثال: في أحد أفلام الخيال العلمي فيلم الحراس أو المراقبون (واتشمن) من يظهر رجل على كوكب المريخ أمام جسم كبير دقيق ومعقد أشبه بتروس الساعة العملاقة، يقول بسخرية: ساعة بغير صانع، تلتصق العبارات الإلحادية في نفوس كثير من المشاهدين وتعلق في الذاكرة، وتبقى سنوات يمر الفيلم، وربما لا يبقى في عقل المشاهد إلا هذه العبارة، في فيلم الحافة يظهر الملحد في صورة الرجل الخلوق العاقل قوي الحجة، في مقابل واحد مؤمن مهلهل ضعيف الحجة، لا يعرف أن يتكلم جيدًا، يقول المؤمن للملحد: الكمال في خلق المخلوقات ودقة الكون يدل على الخالق، فيرد عليه الملحد: لكننا ما رأينا الخالق، بماذا تفسر وجود الشر في العالم؟ ويستمر في طرح الشبهات.
طبعًا نحن نقول: الله حكيم، وإذا خلق شرًا فلحكمة، فلماذا خلق الشيطان وهو شر؟ ليبلوكم من يتبعه ممن يعصيه، من يطيع الشيطان ممن يخالفه.
هذه أشياء خلقها الله للابتلاء، للتمحيص، تمييز الخبيث من الطيب: ليعلم الذين آمنوا وليعلم الذين نافقوا وليعلم الذين صدقوا.
ينتهي الفيلم بتصوير المؤمن وكأنه ما عنده حجة يدفع بها أمام ذلك الملحد، وأن صوته يخبو ويختفي، وفي النهاية تنتهي المعركة في هذا الفيلم عن انتصار كبير لجانب الإلحاد.
انتقاص الذات الإلهية
الأفلام فيها انتقاص للذات الإلهية، وإيهام العامة أو البسطاء أنه ما دام لا يجيبهم فهو غير موجود، من أساليب زعزعة الإيمان، وتتم أنواع من السب والشتم بالألفاظ والرسومات والتعبيرات والحركات تسخر من الله ، وتستغل تعاطف المشاهد مع بعض المواقف لتمرير طعونات، ينظر بطل الفيلم إلى السماء لينادي إلهه متحديًا: إن كان موجودًا أن يتدخل، ثم لا يتدخل، فيقول إذن هو غير موجود.
ألم تر أن يأجوج ومأجوج إذا خرجوا وانتشروا في الأرض وأكلوا الأخضر واليابس معهم سهام في نشاب يطلقونه إلى السماء، فيعود إليهم مخضبًا بالدم، فتنة من الله، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء، ترجع إليهم سهامهم، يأجوج ومأجوج التي أطلقوها إلى السماء مخضبة بالدم، من الذي خضبها؟ الله ، لماذا؟ فتنة لهم، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء، إن هي إلا فتنة.
في أحد الأفلام The Grey (الرمادي) ينظر بطل الفيلم إلى الأعلى إلى السماء، ويوجه كلامًا بذيئًا إلى الله -تعالى- بسبب المحنة التي وقع فيها، ولأنه لم يستجب دعاءه، هذه من مغالطات الملاحدة أنه إذا ما استجاب لهم يعني أنه غير موجود، ألم تر أنه قال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي [البقرة: 186]، فهل آمن هذا الملحد بالله أولًا واستجاب له حتى يدعوه فينظر أيجيبه أم لا؟
ألم يخبرنا النبي ﷺ أن الله -سبحانه- قد يستجيب مباشرة، يدعونه في ظلمات البر والبحر تضرعًا وخيفة ينجيهم إن شاء، قال: وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ [الأنعام: 41]، ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ [الإسراء: 67]، وإذا لم يشأ يغرقهم فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ ، قال: فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ [الإسراء: 69].
وتارة سبحانه يؤجل الإجابة لحكمة، وتارة يدفع عن السائل والداعي شرًا أعظم من الشر الذي استعاذ منه أو سأل دفعه، وتارة يعطيه خيرًا أعظم من الخير الذي سأله، وتارة يدخرها له إلى يوم القيامة، لكن الملاحدة عن هذا غافلون، قال شيخ الإسلام في التائية:
وأصل ضلال الخلق من كل فرقة | هو الخوض في فعل الإله بعلة |
فإنهمو لم يفهموا حكمة له | فصاروا على نوع من الجاهلية |
لماذا يفعل ولماذا فعل؟ ولماذا لا يفعل؟
لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء: 23].
والمحن والابتلاءات يوقعها الله -تعالى- على القاعدة العظيمة: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [الملك: 1- 2].
الله يقدر مصائب وزلازل وأوبئة، أمراض وقحط وفقر، يبتلي ويختبر ويجتبي شهداء، ويخفف عن خلقه ما يشاء، ويصطفي ، ويكون في المصاب عبرة لصاحب العافية ليشكر النعمة، وحكم كثيرة له في أنواع الحروب والمصائب والكوارث، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك.
بل إن بعض الملاحدة تابوا بسبب استجابة دعائهم، كما حدث مع جراح العيون المليونير الملحد سابقًا "لورنس بروان" حيث كانت الاستجابة اللحظية لدعائه ونجاة ابنته الوليدة سببًا في تركه الإلحاد، والاتجاه إلى الإسلام بعد ذلك، وقصته موجودة في مقطع على اليوتيوب.
المؤمن يعلم أن الدعاء لا يضيع أبدًا، والدعاء خير للعبد في كل الأحوال، وقد قال ﷺ: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث أما العطية مؤكدة لازم يعطيه، لكن ماذا يعطيه؟ قال: إما أن تعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة يأخذها أجراً وثواباً، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها قالوا: إذن نكثر؟ قال: الله أكثر [رواه أحمد: 11133، وهو حديث صحيح].
قال ابن حجر: "كل داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة، فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه".
تصوير خلق الكون بأنه عبثي وأنه لا يوجد غاية من الخلق
من أنواع الإلحاد المعروض في الأفلام: تصوير خلق الكون بأنه عبثي وصدفة، ولا يوجد غاية من الخلق، والله -تعالى- قال: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ [الدخان: 38].
وقال: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [المؤمنون: 115- 116].
وقال: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56].
هذه ثوابت إيمانية معلومة عندنا نحن أهل الإسلام، لكن الملاحدة الباطنية ما عندهم شيء من هذا، اخترعوا شيئاً اسمه: أفلام الخيال العلمي، لكن ماذا يوجد في بعضها؟
المصائب العظيمة.
أفلام الخيال العلمي التي تعجب الشباب ويتلذذون بمشاهدتها، فيلم كول المنتج عام 2011، تدور القصة حول اثنين من المهوسين بالخيال العلمي، يقومان بالذهاب إلى أكثر المناطق شهرة بكائنات الفضاء، ويقابل كول كائن الفضاء الذي نجا من سجن محكوم ستين سنة في إحدى القواعد العسكرية، ويساعده في الهرب عملاء وسط مواقف كوميدية عدة.
أيش علاقة الفيلم بالإلحاد؟
"سايمون بيج" و "نك فروست" بطلا الفيلم يعلنان معتقداتهما الإلحادية في الفيلم عدة مرات.
الفيلم يسخر مباشرة من الآراء التي تؤيد وجود الخالق، هم يسمونها آراء يعني هو الرأي، أنت تقول بوجود الخالق هذا رأيك، فيه رأي آخر يقول: أنه غير موجود.
في ثلاثة آراء: رأي أنه موجود، ورأي أنه غير موجود، ورأي يمكن يكون موجود ويمكن ما يكون موجود، ما ندري، وما نستطيع أن نقطع، يمكن.. ويمكن.
قضية آراء.
الشيء الذي عندنا نحن المسلمين عقيدة ثابتة راسخة مفطورين عليها، إذا الواحد صار له شيء رفع رأسه إلى السماء، رفع يديه تلقائيًا بالفطرة.
بالفطرة، الله فوق سماواته على عرشه يسمع خلقه.
الفيلم يدافع مرارًا عن نظرية التطور، يعني الله ما خلق الإنسان إنسانًا، لا، هذا أصلًا الكون جاء صدفة، وكان فيه كائن وحيد الخلية، وبعدين تطور وأميبا، وبعدين صار إلى ثدييات، ثم صار إنسانًا، فإن قلت له: بقية القرود ليش ما تطورت؟ ليش القرود ما صارت أوادم؟ ليه؟
بعض هذه المشاهد الموجودة في الفيلم تسخر من المتدينين والدين حتى النصارى، يعني هم أصلًا في أفلامهم ما يتركون دينًا، حتى المحرف، حتى الباطل، لا يريدون ديناً ولا خالقاً ولا شريعة ولا شيئاً يحكم الناس، فكرة الدين، هذه بينهم وبينها العداء العظيم، ينكرون الأديان كلها.
وقد ألمحا بطلا الفيلم أكثر من مرة خلال المقابلات أن الفيلم كان فيه مزيد من مشاهد الإلحاد، لكن يعني تم حذفها حتى لا تصير مدة عرض الفيلم طويلة، يعني مملة.
في فيلم "فرومثيوس" أحد آلهة الإغريق المزعومة القديمة المختصة بخلق الحياة، وأن فريقاً من المستكشفين للبحث قام بالبحث عن دليل على أصل الجنس البشري على الأرض، وذهب في رحلات إلى أحلك أركان الكون، وصورة من صور الخيال العلمي، النهاية أنه ما في خالق، وأن الذي خلق الحياة على هذه الأرض كائنات أخرى متفوقة علميًا يطلق عليها في الفيلم: المهندسون، هي التي خلقت البشر والحيوانات.
طيب من الذي خلق المهندسين؟
ما يستطيعون، الهرب في النهاية من السؤال الإلهي: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ [الطور: 35- 36].
هناك أفلام تروج لمفاهيم ومعتقدات، حركة العصر الجديد بطريقة ماذا؟
تبديل الأديان بعالم الطاقة والكي والريكي، واللين والليان والقدرات الخارقة والأرواح والإنسان الإله، وهكذا..
طبعًا حركة العصر الجديد هذه التي ذكرنا منها مفرزات كثيرة؛ مثل الطاقة والعقل الباطن والاستبصار وتحضير الأرواح وعن بعد، والخروج من الجسد، وقانون الجذب، يعني كل الأشياء هذه التي تعمل الآن لها دورات، إن إل بي، بعض الأطروحات، ما يسمى بالهندسة اللغوية العصبية هذه بعض ما فيها، هذه كلها داخلة تحت هذا movement New Age التي يروج اليوم لها عبر أنواع ووسائل كثيرة جدًا.
من ضمن الأفلام فيلم اسمه "ماتركس المصفوفة" سلسلة سينمائية من ثلاثة أفلام تروج لخرافة الطاقة والقدرات الخارقة وعدم الإيمان بالقدر.
في هذا الفيلم في أحد الحوارات يسأل الشاب نيو يسأله أحدهم: هل تؤمن يا نيو تؤمن بالقدر؟ فيقول: لا، فيسأله السائل: لماذا؟ فقال: لا تعجبني فكرة أن أحد يسيطر على حياتي.
طيب فليدرؤوا عن أنفسهم الموت إن كانوا صادقين.
إذا ما في قضاء وقدر يقضي عليهم فليدرؤوا عن أنفسهم الموت إن كانوا صادقين، رغمًا عنهم القضاء على رقابهم على رقابهم: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الزمر: 67]، إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر: 49]، وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا [الأحزاب: 38].
أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره من الله تعالى.
تستمر أحداث وحوارات الفيلم بما فيها من خرافات، وتحاول إسقاط العقائد إلى أن يصلوا إلى عنصر الكهانة والعرفة.
في فيلم "الماتركس" هناك شخصية في الفيلم هامة عندهم، تقوم بالتنبؤ بالمستقبل تسمى: أوركل أو العرافة، أوركل وسيط الوحي عند الإغريق، ثم يبدأ حوار خرافي عبثي تخبر فيه أوركل الشاب نيو بأنه المختار لتحرير البشر من عبودية، إلى آخره.
طبعًا تستعمل أفلام الكرتون والمسلسلات الموجه للأطفال لترويج الأفكار الإلحادية، ومنها نظرية التطور، طبعًا الله ما خلق إنسانًا، الكون جاء صدفة، وهذا الخلية الواحدة تطورت وصارت إنساناً في النهاية، والله أول ما خلق الإنسان خلقه موحدًا وآدم نبي أول البشرية، أول واحد في البشر نبي، البشرية خلقت أصلًا على التوحيد، وأول واحد فيها نبي، نبي يوحى إليه من الله.
إحدى قنوات الأطفال المشهورة، عرضت فيلمًا باسم الباحثون يروج لنظرية دارون التطور، هي نظرية إلحادية طبعًا، وليس لها سند من العلم أصلًا، فتصور المخلوقات أنها أصلًا هبطت من السماء واستقرت في البحر ثم نشأت وانقسمت وصارت كائنات حية، ثم زواحف ثم ثدييات تطورت إلى قرد ثم إلى إنسان، وهكذا..
في فيلم كرتوني سينمائي آخر بعنوان غائم مع فرصة لسقوط أمطار، لكن أمطار لحم، كلاودي وذ إيت شانس وأف ميت بولز يصور للأطفال إمكانية أن تتحول الأشياء غير الحية كالطعام والنبات إلى كائنات حية، وتتطور وتتوالد.
كثير من أفلام ومسلسلات الكرتون ترسخ للأطفال فكرة السفر عبر الزمن، يعني أنت ممكن تروح للمستقبل إذا أثبت أنه خلاص إمكانية أن شخصاً يروح للمستقبل.
إذن، معنى ذلك أن علم الغيب ليس خاصًا بالله، ممكن واحد الآن يدخل في آلة الزمن ويروح للمستقبل، ويعرف أيش راح يصير بعدين، ويصورون الفيلم على أنه كان راح يصير كذا وكذا وكذا، ولكن بطل الفيلم راح بآلة الزمن إلى المستقبل، وعدل أشياء ومنع كذا، وبعدين رجع، حتى ما تصير في المستقبل.
خلاص هو عدوان واضح على اختصاصات الله -تعالى-، يعني لا يعلم الغيب إلا الله، وهو الذي يدبر الكون.
طبعًا الفكرة موجودة حتى عند بعض ضلال الصوفية، عندهم فكرة أن الأولياء يتدخلون في مجريات الأحداث وفي القضاء والقدر، ويمنعون ويرفعون ويفعلون، كقصة ذلك الذي ذهب إلى شيخه المريد وأنه لابد قبل أن يفعل أي شيء يسافر يتزوج يبيع يعمل لازم يسأل الشيخ، لأن الشيخ متصل بالله، فيقول له: هذه في مصلحته وإلا ما هي من مصلحته.
ولذلك لا يوجد عندهم قيمة لصلاة الاستخارة، إذا كان الشيخ هو الذي يحدد له، فذهب قال: أنا يا شيخ أريد أن أذهب في سفر كذا، قال: لا تسافر، قال: لكن السفر مهم ولابد، قال: لا تسافر، قال: لماذا؟ قال: إذا سافرت سيخرج عليك قطاع طرق ويقتلونك ويأخذون مالك، فالمسكين انكسرت نفسه وأصيب بالغم، فلما رآه شيخه كذا، قال: أنت مصر على السفر؟ قال: نعم، قال: روح لشيخي فلان، هذا ثلاث نجمات، وذاك تاج ونجمتين، فراح قال له: أنا أبغى أروح أسافر كذا ورحت للشيخ قال لي: لا تسافر كذا وكذا، قال: وأنت مصر، السفر عندك مهم جدًا؟ قال: نعم، قال: طيب خلاص روح سافر.
فالشخص سافر ورجع غانمًا، وما صار له شيء، فذهب إلى شيخه الأول سلم عليه وكذا، قال: أنا يا شيخ سافرت، قال: الحمد لله.
رجعت ما صار لي شيء؟ قال: نعم صح.
أنت قلت لي: إذا سافرت سوف يحدث كذا وكذا؟ قال: نعم، لكن أنا حولتك لما شفتك مصر على الشيخ هذاك الأكبر، قال: ليش ؟ قال: لأن هذاك يستطيع يتدخل في اللوح المحفوظ، يغير فيه، أنا ما أستطيع، أنا فقط أعلم، أنا أعلم اللي في اللوح المحفوظ، أنا أعلم الغيب لكن ما أستطيع أن أغير، هذاك يستطيع يغير، فحولتك على واحد يستطيع أن يغير، وهكذا المساكين، لما تشوف كيف أتباع هؤلاء يودون عقائدهم في ستين داهية، واحد يعلم الغيب، والثاني يغير في اللوح المحفوظ، مشكلة، لا، قال: فذهب عبد المجيد إلى شيخه فلان البدوي، فلان كذا، فقال: فإذا به ملثم فقال: يا شيخ أرني أنظر إليك، قال: لن تراني، قال: لابد أن انظر إليك، قال: لن تراني، قال: إني مصر على النظر إليك، فكشف اللثام الأول فاحترق عبد المجيد.
على أية حال: هذا موجود، لكن هذاك كان على خزعبلات والطريقة القديمة، وهذا على خزعبلات هوليود الطريقة الجديدة.
بعض هذه الأفلام الكرتونية الموجهة للأطفال ترسخ أن الحياة لا تنتهي، وبعضها في أن العلم سيتقدم ويكتشف حلًا للموت وحلًا للمرض، فالإنسان في النهاية لن يمرض ولن يموت، يشككون الأطفال في ربهم سبحانه، يغرسون في نفوس الناشئة ما يؤدي بهم إلى الإلحاد، الإلحاد اللي بدأنا نسمع به اليوم في عالمنا العربي والإسلامي، ليس حدث هكذا بدون سبب، لا، فيه أفلام تبذر من الصغر من أفلام الكرتون الأنميشن، ثم الأفلام إذا كبر الموجهة إلى المراهقين والشباب، روايات مقاطع، إلى آخره، في النهاية يحاط الشخص بمنتجات تطبيقات مقاطع مواقع مدونات أطروحات دورات منتديات دكاترة كتب أفلام، خلاص محاط، قصف مكثف على ذهنه، سمعي مرئي نصي، يزرع فيهم الإلحاد، بذور الإلحاد، ومن صور هذا في بعض الأفلام تجسيد الذات الإلهية، فمن أقبح الكفر المعروض في الأفلام تجسيد الله في صورة إنسان أو حيوان ضخم كبير كذا فوق السموات أو لحية طويلة، أو نحو ذلك، رجل ضخم فوق السحاب يصب الماء على السحاب فينزل المطر مثلًا، في إحدى حلقات القط والفأر، توم وجيري يموت القط فيظهر درج ذهبي من السماء تركب عليه روح القط؛ لأنه حتى الأرواح تصور في أفلام الكرتون، أنه مات فخرج من الجسد شيء شفاف مثلًا أنه هي روحه أو بخط مقطع أو أو أو فوق الرأس في هالة على أنه هذه الروح، وركبت عليه روح القط، وصعدت إلى السماء فاستوقفه قط أبيض عجوز يصورنه على أنه الإله، هو فيلم توم وجيري الذي يشوفوه الأطفال، من الذي ما شاف توم وجيري أصلًا؟ من الذي ما يشوف توم وجيري؟ فيستوقفه قط أبيض عجوز على أنه الإله ومعه كتاب توم يعني كتاب الأعمال ويبدأ يحاسبه.
انظر إلى الاستهزاء بفكرة تسطير الأعمال في كتاب الأعمال بفكرة الحساب وبالعقيدة في الله -تعالى-، ويتصفح القط العجوز كتاب توم، فيجد أن ذنوبه أكثر من حسناته، لكن يعطي توم فرصة أخيرة للرجوع إلى الحياة مرة أخرى لساعة واحدة فقط بشرط أن يعتذر للفأر جيري، وأن يحصل على شهادة موقعة من الفأر تشهد أنه سامح القط ويوافق توم على هذا العرض بين قوسين الإلهي بزعمهم -تعالى الله-، فترجع روحه إلى الأرض على شكل دخان أبيض، وتدخل في جسد توم الميت فيعود إلى الحياة، ويعتذر إلى الفأر جيري، ولكن الفأر يرفض الاعتذار، فينتهي الوقت ولم يحصل توم على التوقيع فيفتح له باب من جهنم مرسوم كذا في الفيلم كرتون ويسقط فيها، خلاص انتهت.
أيش طلع في نفس الطفل الذي يشاهد هذا عن الجنة والنار والحساب والجزاء والذات الإلهية؟
في بعض الحلقات يظهر القط أنه يصعد إلى السماء إلى أن يصل إلى رب العالمين -تعالى الله- المجسد في صورة إنسان في فيلم الكرتون.
في مشهد آخر في نفس الحلقة يظل توم يسيخ في الأرض حتى يصل إلى الشيطان تحت في الأسفل، وهكذا، والله لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ الأنعام: 103]، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى: 11].
رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم: 65].
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في معرض كلامه عن المشبهة وهي فرقة من الفرق التي كفرت بالله بطريق التشبيه، تشبيه الله بخلقه، في كتاب "شرح العقيدة السفارينية": " ومن هذا ما ينشر في الأفلام الكرتونية حيث أنهم يشبهون الله بشيخ مخيف مزعج المنظر ذي لحية طويلة عملاق فوق السحاب يسخر الرياح ويرسل الصواعق، والحقيقة أني أشهد الله أن هذا نشر للكفر الصريح، لأن الصبي إذا شاهد مثل هذا في أول تمييزه سوف ينطبع في نفسه إلى أن يموت إلا ما شاء الله، هذه الصورة" أول شيء يشاهده الطفل يعبر عن شيء يسمع عنه خلاص يلتصق أنه هذا هو، وتعال حاول تشيل الصورة بعد ذلك من نفسه، قال الشيخ: "والحقيقة أني أشهد الله أن هذا نشر للكفر الصريح؛ لأن الصبي إذا شاهد مثل هذا في أول تمييزه سوف ينطبع في نفسه إلى أن يموت إلا ما شاء الله، قال رسول الله ﷺ: فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه [رواه البخاري: 1358، ومسلم: 2658]."
ولهذا أقول يقول الشيخ: "إن الذين يعرضون هذه الأشياء لصبيان المسلمين سوف يحاسبون عند الله حسابًا عسيرًا يوم القيامة، لأنهم يريدون شاءوا أم أبوا أن يضل الناس بهذا ضلالًا مبينًا، وعلينا جميعًا إذا كانت الأفلام على هذا الوجه أن نحذر منها أهل البيوت حتى لا يقعوا في هذا الشر المستطير الذي هو أعظم من شر الأغاني وغيرها، لأن كون الإنسان يمثل الله بهذه الصورة البشعة لا شك أنه من أعظم المنكر -والعياذ بالله-"
تقول إحدى الأمهات: جاءتني ابنتي التي لم تتجاوز الثمانية أعوام، تقول لي: لقد شاهدت الله، فسارعت الأم إلى سؤالها: كيف؟ أين؟ فقالت: رأيته في الفيلم وحشًا يصارع رجلًا صعد إلى السماء على ساق نبتة فول، إنه مخيف يا أمي.
تعظيم الأفلام للشيطان
من الأشياء التي تنشرها أفلام الإلحاد هذه تعظيم الشيطان، يعني من الأفكار الموجودة في الأفلام تعظيم الشيطان، فبقدر ما تقوم به هذه الأفلام من الاستهزاء بالله والإلحاد في أسمائه وصفاته والسخرية بقدر ما تقوم أيضًا من تعظيم الشيطان وإضفاء صفة الجلال عليه وإعطائه بعض صفات الألوهية، يعني حتى لو صوره بشكل قبيح، لكن يصورون الشيطان على أنه ند لله، يعني يفعل ما يشاء في الكون، يفعل له قدرات يعني يخلق، يرسل الصواعق الريح يفعل زلازل، يعني الشيطان يتصرف في الكون، هم حتى أفلام من هذه الأفلام لو عرضت الشيطان بشكل قبيح فتعرضه بطريقة المتصرف في الكون، في فيلم سفير جهنم يختار الشيطان أسرة فقيرة مكونة من زوج معدم طاعن في السن وزوجته الكبيرة المريضة ليثبت مدى سيطرته على البشر فيمنحهما الشباب والمال، الشيطان يستطيع أن يمنح شيخًا أو عجوزًا الشباب يعيده شبابًا؟ هذا لا يقدر عليه إلا الله.
في فيلم آخر بعنوان: "موعد مع إبليس" تدور أحداثه حول طبيب يعاني من ضيق ذات اليد وقلة المرضى الذين يرتادون عيادته، ثم يظهر الشيطان لهم في صورة رجل ويطلب منه أن يؤمن به في مقابل أن يساعده في علاج المرضى بتعليمه طريقة يعرف فيها الطبيب من كتب عليه الموت ممن لم يكتب عليه، فالناس يأتون إلى العيادة فالشخص الذي كتب عليه الموت؛ لأن الشيطان علم الطبيب كيف يعرف في المستقبل الغيب، من الذي كتب عليه، ومن الذي لم يكتب عليه، فالذي كتب عليه لا يعالجه يقول: أنت وضعك ميؤوس منه منتهي، والذي يعرف أنه سيعيش يعالجه، فخلاص الناس يشتهر أمر الطبيب عندهم أن هذا صار يعرف كلامه صح، هذا يموت وهذا لا يموت وهذا ... فيتوافدون عليه فيجلب إليه الثراء.
وفي هذا الفيلم أن الشيطان يتحكم في النجوم والكواكب وأنه يستطيع تدميرها.
والله يقول: وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ [الحجر: 16- 17].
ترويج الأفلام للوثنية وعبادة غير الله
من الترويج للشرك ومظاهره في الأفلام: الترويج للوثنية وعبادة غير الله وعبادة الأصنام، يعني من زمان لما وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا [نوح: 23].
الآن فقط اللي تغير أنه في تقدم تكنولوجي حصل يدعو إلى عبادتها بطرق متعددة، لكن نفس فكرة: لا تذرن آلهتكم، نفس الفكرة موجودة في التقنية الجديدة: يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [الروم: 7].
في أحد المسلسلات الكرتونية يطلب الحكيم الإفريقي من البنات أن يرسموا ألوهة فيتساءل البنات تتساءل البنات ما هي هذه الألوهة؟ ما هذه الروح المزعومة؟ ثم يتضح الأمر من خلال الفتاة الفائزة بالمركز الأول، ما هي الألوهة؟ اللي فازت هي التي يعني عرفت الحقيقة فكانت رسمتها صورة صنم كبير بالحجر لامرأة عارية، فيعلق الحكيم الأفريقي على هذا الصنم بقوله في الفيلم الكرتوني للبنت هذه: نعم هذه الألوهة وستشعرين وتشعرون أن روحها معنا.
تقول إحدى الأمهات: كنت أتابع مع طفلي أفلاماً كرتونية، كان أبطال الفيلم يعبدون النار والأصنام، ثم قبضت عصابة على كائن فضائي فبذل الأطفال وسعهم لنصرة الكائن والأصنام وكانوا يتوسلون للأصنام لمساعدتهم، هذا في الفيلم كله، فتقول الأم: هذا سيغرس في نفسية الأطفال أن الأصنام تحقق الأمنيات، وأنها تدافع وتعمل وتعمل وتوفر الطلبات.
العجيب أن الأفلام سواء كانت درامية وتمثيلية بأشخاص وإلا كرتونية وإلا بالأنميشن، كلمة الآلهة موجودة فيها وكثيرة آلهة آلهة آلهة آلهة، مثل جيسون، وآلهة الحرب، وآلهة وملوك فيلم آخر، بعض الأفلام مثل غضب الجبابرة يصور معركة بين الآلهة وأطراف أخرى.
طبعًا بعضها فيها فكرة انتصار أهل الأرض الأخيار على أهل السماء الأشرار.
وبعض الأفلام فيها معركة بين إله الموت وإله الحياة.
وبعض الأفلام فيها أن الآلهة تعشق امرأة فتتزوجها فتنجب منها مولودًا له صفات إلهية وصفات بشرية، قال الله -تعالى-: وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا [الجن: 3].
ما معنى: جَدُّ هنا؟
المقام العظمة القوة: وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا [الجن: 3].
وقال الله : وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا [مريم: 88-92].
بعض الأفلام تدور حول صنم يعبد من دون الله مثل فيلم الإله إزيوس وهو من آلة الرومان أو فيلم كالي وهو صنم معبود من آلة الهندوس، الفيلم يدور عليه، وقد انتجوا أفلامًا عن قصة الصلب ونسبة المسيح لله.
أما الأفلام التي تنتج لصالح الكنسية اللي فيها الدعاية لابن الله المسيح المخلص ابن الله كثير جدًا، ومريم وظهورها والهالات والأرواح والصليب الذي يحي الموتى ويشفي الأمراض والذي يؤمن بعقيدة الصلب، أيش المعجزات التي تحدث له، ولذلك ممكن من كثرة المشاهدة بعض شباب المسلمين يتنصر، يعني لماذا نستغرب أنه إذا سمعنا أنه في شباب تنصروا؛ لأنه يصب من فوقهم رؤوسهم حميم الكفر، يصهر به كل معتقداتهم السابقة، وينشئ شيئًا آخر، والله قال عن المسيح: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ [النساء: 157].
تقرير أفلام الكرتون لعقائد الوثنية
وبالمناسبة كثير من أفلام الكرتون المتعلقة بالفضاء تقرر العقائد الوثنية، لا سيما الأفلام اليابانية والصينية المدبلجة، وهذه من أخطر الأشياء الآن لانتشارها عند الشباب، طبقة الشباب الآن الأنميشن الياباني حاجة، فيلم وراء فيلم، من العشاء إلى الفجر وراء بعض، مثال بعض الأفلام تظهر فتاة تمتلك سلاحًا يجعلها تتحكم بالرياح.
طبعًا مع أن الله هو الذي يتحكم بالرياح: وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [الجاثية: 5].
قال الله -تعالى-: أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل: 63].
اعتداء الأفلام على خصوصية إحياء الله للموتى
في فيلم آخر فتاة تمتلك شيئًا يستطيع أن يتحكم في الدمى ويحي الدمى، أما فكرة إحياء الدمى، والدمية القاتلة، وإحياء الدمية، هذا كثير يعني هذا عالم آخر، يعتدي على خاصية من خصائص الله، خصوصية من خصائص الله وهي الإحياء والإماتة، قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ [غافر: 68].
وكذلك أفلام الخيال العلمي التي فيها أن العلماء في المختبرات اكتشفوا سر الحياة، وأنهم توصلوا إلى خلق مخلوق وتمرد عليهم، وأفسد في الأرض وإلا فعلوا كثير، اعتداء على خصوصية إحياء الله للموتى.
ترويج الأفلام لتأليه البشر وتهميش دور الإله
الترويج لتأليه البشر في الأفلام أو تهميش دور الإله -تعالى الله عن قولهم- هذه موجودة، يعني أفلام تقدس البشر تجعله أنه يستطيع أن يفعل ما يشاء، ويضيفوا على البشر صفات الألوهية حتى لو ما صرحوا بتأليهه، وهذا أكثر خداعًا للمشاهد الساذج.
كذلك هذه الأفلام التي تتلاعب بعقول المفتونين بالعلم وقدرات العلم، فعندهم خلاص العلم ما له حد، خلاص يستطيع إحياء الموتى، يوجد حل لمشكلة الموت، وأنه ما في أي مرض أبدًا، خلاص: قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ [فاطر: 40].
سنواصل -إن شاء الله- الكلام في موضوع حركة العصر الجديد، وما تنتجه اليوم للبشر صغارًا وكبارًا ذكورًا وإناثًا من المنتجات المحاربة للتوحيد والإسلام والدين، وما هو الواجب تجاه هذا.
نسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ونسأله وقلوب العباد بين أصبعين من أصابعه أن يثبتنا على دينه وطاعته حتى نلقاه، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
nbsp;