الأحد 14 جمادى الآخرة 1446 هـ :: 15 ديسمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

02- الأربعون القلبية 2، شرح حديث (كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ)


عناصر المادة
نص الحديث
شرح الحديث
إثبات صفة الأصابع لله
المقصود بقوله ﷺ: كقلب واحد يصرفه حيث يشاء

نص الحديث

00:00:01

الحديث الثاني:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء، ثم قال رسول الله ﷺ: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك[رواه مسلم: 6921].

شرح الحديث

00:00:29

الاهتمام بأعمال القلوب:
هذا الحديث يؤكد على أهمية الاعتناء بأمور القلوب، وأعمال القلوب، والدعاء المخصوص بتصريف القلوب على الطاعة. وفيه بيان أن تقليب القلوب أمر خطير، يجب أن يعطى الاهتمام للحذر من تقليب القلب؛ لأن الانتقال من  البصر إلى العمى، ومن الهداية إلى الضلالة، ومن الطاعة إلى المعصية؛ مصيبة عظيمة، والخلق كلهم تحت هذا الخطر، يعني كون النبي ﷺ يقول وهو النبي من هو؟ يقول: يا مصرف القلوب صرف قلبي، ثبت قلبي، هذا فيه يعني درس عظيم للأمة: أنتم أدنى من رسول الله ﷺ، وهو حرص على هذا الدعاء، ليسلم قلبه، ويصلح قلبه، والله -تعالى- تولاه وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكيف ينبغي أن يكون سعيكم أنتم في ذلك؟

إثبات صفة الأصابع لله

00:01:49

الحديث فيه تقرير صفة من صفات الله -تعالى- أنكرتها الجهمية: صفة الأصابع، وصفة اليد نثبتها لله -تعالى- على الوجه اللائق بجلاله وعظمته، أهل السنة يثبتون ذلك، كما أثبته النبي ﷺ والصحابة والتابعون وأئمة الهدى، سئل الشافعي -رحمه الله- عن صفات الله وما ينبغي في ذلك، فقال: "لله -تعالى- أسماء وصفات جاء بها كتابه، وأخبر بها نبيه ﷺ أمته" [إثبات صفة العلو، لابن قدامة، ص:124].
وأن له إصبعًا؛ لقول النبي ﷺ: ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن ﷺ [رواه ابن ماجه: 199، وصححه الألباني في صحيح ابن ماحه: 165].
قال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-: الحديث واضح يثبت لله أصابع على الوجه اللائق بالله، وأن الله -جل وعلا- بيده تصريف الأمور، وتقليب القلوب كما يشاء.
-طبعًا- حجة هؤلاء لما ينفون الأصابع باطلة، يقولون: إثبات الأصابع فيه تشبيه له بخلقه.
اسأله نفسه هو قل له: تثبت لله سمعا؟ تثبت لله البصر؟ يقول: نعم، نقول: ولماذا ما يكون فيها تشبيه لله بخلقه يصير السمع كالسمع والبصر؟ انفه! أوله! أو حرفه! شف له تصريفة! يقول: لا! نقول: -طيب- وما الفرق؟! إذا أثبت السمع والبصر أثبت الوجه، وأثبت الأصابع، وأثبت اليد، وإيش المشكلة؟! لكنهم لا يفقهون.

المقصود بقوله ﷺ: كقلب واحد يصرفه حيث يشاء

00:03:47

قوله ﷺ: كقلب واحد يصرفه حيث يشاء، فيه بيان سلطان الله على عباده، تحكم الله فيخلقه، وإن هذا القلوب التي في أجوافهم، داخل هذا مخفية في الداخل، له تعالى سلطان عليها يقلبها وهي في أجواف أصحابها ، قدرة عظيمة، تقليب القلب وتحويله.
والتقليب يعني من هداية إلى ضلالة، من ضلالة إلى هداية، وهكذا.
فسبحان مقلب القلوب، أودعها أسرار الغيوب، مصرف القلوب حيث أراد ، يوقظها، أو تموت، يبعثها، ينشطها أو تتثبط، وهكذا..
وإذا أيقنا بتصريف الله -تعالى- لقلوب العباد، فالواجب لتثبيت هذه القلوب على الخير، وتصريفها على الطاعة، أن يتوجه العباد إلى خالق هذه القلوب ومصرفها، ولذلك ختم النبي ﷺ الخبر بالدعاء.
بدأ الحديث بخبر وهو: إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن هذا خبر، وختم الحديث بدعاء: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك [رواه مسلم: 6921] ففيه توجه القلوب إلى مصرفها لكي يتولاها.