الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
خلاصة الدرس الأول
أما بعد. فقد تقدم في الدرس الماضي ذكر نبذة عن الشعوذة العصرية كإحدى المخالفات لمنهج السلف في هذا الزمان، ونتم في هذا الموضوع وقد قال ربنا : أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [الجاثية: 23].
والله كشف زيف المبطلين: يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [البقرة: 9]. وبين حال الحق والباطل، وأن الزبد يذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
وأن الله سبحانه عصم من اتبع هداه: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى[طه: 123].
موضوع الشعوذة المعاصرة، والتي صار قوامها اليوم في كثير من الدورات، التي تروج موجات هي موضوعها عندما يسوق بين المسلمين، أقل ما فيه استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، وأن هناك أشياء وافدة اختلط فيها الحق بالباطل، وأنها مشتملة على صور من الوثنيات، والشركيات، والدجل، وأن إلحاد الغرب الذي فيه الغرور، وأن الإنسان يخلق، مختلط مع وثنيات الشرق التي فيها استمداد الأشياء استمداد القوى من القوى الخفية، والأرواح، ونحو ذلك.
وتكلمنا أن منهج السلف الصالح لا يمنع الاستفادة من الكفار في الأشياء المباحة، وأن هؤلاء الكفار لو أنتجوا أنظمة في الزراعة، في الصناعة، التقنية، الطيران، في الطب، في الهندسة، الإنشاءات، فنحن المسلمين أولى بأخذها.
لكن المشكلة لما تأتي من عندهم أشياء ليس لها علاقة بهذا، وإنما هي أجنبيات عقدية مصادمة لما أنزل الله على نبيه ﷺ.
وذكرنا التأصيل ببيان أن هناك من هذه الأنواع، الدين المسمى حركة العصر الجديد، وذكرنا بعض أصوله، ومصادره، وأنه صورة من صور الديانات الباطلة التي تظهر خيراً، تظهر على أنها خير، وتبطل الكفر والإلحاد.
تكلمنا عن بعض الصور المخالفة لللعقائد الفرعية لهذه الديانات لهذه الديانة الجديدة مثل نظرية الطاقة، وقلنا: أن هذه نظرية الطاقة ليس علاقة ليس لها علاقة بالطاقة الشمسية، والطاقة الكهربائية، والطاقة النووية، الطاقة المفيدة.
وإنما هي اعتقاد أن الطاقة مقابل الإله، يعني عقيدة هؤلاء مثل ما نحن نعتقد أن الله مدبر الكون، والخالق المهيمن الذي يعمل ما يشاء، وهو القوي ، ويدبر الأمر، ويرسل الرياح، ويرسل الصواعق، وينزل الغيث... إلى آخره.
هم يعتقدون أن الطاقة هذي هي الإله المتحكم في الكون، وأنك إذا اندمجت مع الطاقة تستطيع أن تعمل ما تريد، في الوقت الذي تريد، كيفما تريد.
وغير نظرية الطاقة فلسفة الأجساد السبعة، وخصائص الجسم الأثيري.
قانون الجذب
ثالثاً: قانون الجذب.
هذه كلها من الشعوذات المعاصرة، المخالفة، المصادمة لمنهج السلف في أصله، يعني حتى في توحيد الربوبية.
قانون الجذب خلاصته: أن الإنسان قادر على صناعة قدره بنفسه، وأن يجذبه إليه، أنت تريد مليون تجذب المليون، أن تريد أي شيء تجذب أولاد تجذب بقانون الجذب هذا.
وبعض صور الدجل والاحتيال الأخرى كطاقة المكان، والتخاطر عن بعد، والمشي على الجمر، ونحو ذلك، مقدمات وأشياء كلها لها علاقة بهذه الوثنيات المشرقية، ويختلط الحق بالباطل في هذه الأطروحات.
أو كما يوجد أيضاً في بعض جزئيات الدورة البرمجية، أو البرمجية العصبية ال. إن. بي؛ لأنها ليست كلها باطل فيها أشياء كثيرة صحيحة وحقيقية، ولكن دخلت فيها هذه اللوثات.
كذلك: دورات تحليل الشخصية: فيها أشياء حق وصحيحة، وفيها أشياء باطلة، تحليل الجرفولوجي، تحليل النفسيات عبر الخط والتوقيعات.
كذلك: تأثيرات الألوان. أنت يمكن أن تقول مثلاً: إنه اللون الأسود إذا صار مطلي مثلاً في الجدران يجلب الكآبة مثلاً، ممكن تقول: والله اللون الأصفر الفاقع لون جميل الله قال: صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ [البقرة: 69]. إلى هذا الحد لا بأس.
لكن عندما يدعون أن للألوان تأثيرات على الإنسان، تأثيرات من جنس التأثيرات الإلهية، وأنها تتدخل في حياته في جلب نفع، في دفع ضر، فهنا نكون قد دخلنا ولا شك في عالم الشعوذة.
نكمل اليوم في بيان بعض الصور الأخرى المشتملة على الفلسفات الوافدة الجديدة من الشعوذة والاحتيال، والوثنيات، واستغلال الناس، وتصوير الباطل على أنه حق، وقضية الأسلمات والتطعيمات، التي أدخلها بعضهم في زعمه أنه قد حل المشكلة، وأنه الآن هو يقدم للمسلمين العلوم المفيدة هذه بقالب إسلامي.
طبعاً بعض الأشياء ممكن تنزع منها الباطل يبقى الصحيح، لكن بعض الأشياء، مثلاً لحم الخنزير ما هو التغيير الإسلامي الذي ستجريه عليه حتى يصبح مباحاً يعني؟ يؤكل باليمين مثلاً، أو تسمي عليه قبل الأكل، ما هي الأسلمات التي يمكن أن تكون.
إذن في بعض الأشياء هي أصلاً نجسة، والنجاسة خلاص يعني كبيرة مهما وضعت ما في فائدة.
أهمية كشف الباطل
كشف باطل هذه الأشياء مهم؛ لأن الله قال: وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ [الأنعام: 55]. لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ[الأنفال: 42]. وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ [البقرة: 42]. كشفه مهم.
والحق عليه نور، كما قال معاذ : "فإن على الحق نورا". [سنن أبي داود: 4611].
الحق تقبله النفوس السليمة، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: "والقلب يحب الحق ويريده، ويطلبه". [العبودية، ص: 90].
ويكفي لنقض النظريات الباطلة: انكشاف قيامها على انحراف واحد، فكيف إذا تعددت الانحرافات؟
الآن تمارس طقوس الوثنية بين المسلمين، مثلاً في دورات اليوجا يقال: اتجه إلى الشمس، اتجه إلى القمر، اتجه إلى الكواكب كذا.
في المسألة ما هي مسألة رياضة يعني، أن هذه رياضة للتركيز، هي مسألة في لها علاقة في الاستمداد من الكواكب، استمداد القوة من الكواكب، استمداد الصحة من الكواكب.
ولا شك أن أدنى مقارنة بين الطرق البدعية المليئة بالمسائل المشتبهة، والغامضة والسرية، وبين الطرق الشرعية البينة الواضحة المستنيرة بنور الوحي، هذا الأمر لصاحب الدين وصاحب العقل السليم سيكون واضحاً.
قال ابن رجب رحمه الله: "قال بعض المتقدمين صور ما شئت في قلبك، وتفكر فيه، ثم قسه إلى ضده، فإنك إذا ميزت بينهما عرفت الحق من الباطل" انتهى. [جامع العلوم والحكم: 1/306].
ثم بعد اكتشاف الفرق بين الحق والباطل، يبقى على الإنسان أن يتجرد للحق، ولو فوت عليه ذلك بعض المصالح الدنيوية، يعني لو واحد قال: بس هذا الموضوع أنا أخذت فيه دورات، وأنا عندي شهادة مدرب، وهذه ترى مصدر رزق، والقضية هذه تجيب لي فلوس.
نقول: نعم، إذا تبين للإنسان أن هذا باطل، فإن تمزيق هذه الشهادة أسهل ما يمكن على المؤمن الذي يريد وجه الله، ولا تغره الدنيا بل يؤثر الآخرة على الحياة الدنيا.
قال ابن حزم رحمه الله: "أفضل نعم الله على العبد أن يطبعه على العدل وحبه، وعلى الحق وإيثاره". [رسائل ابن حزم: 1/357].
وقال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره: "فالدين هو دين الحكمة التي هي معرفة الصواب، والعمل بالصواب، ومعرفة الحق، والعمل بالحق في كل شيء". [تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن: 1/62].
بعض الشعوذات المعاصرة بالأمثلة
استخدام هرم الطاقة: يعني حتى نبين بعض هذه الشعوذات بالأمثلة: استعمال هرم الطاقة في العلاج.
ملخص القضية: أن البناء الهرمي الآن الذي يروج عبر هذه عبر موضوع نظرية الطاقة أن البناء الهرمي له خصائص، وله طاقة وشكل هرمي لا توجد في الأشكال الهندسية الأخرى.
وأن هذه التأثيرات أن هذه الطاقة الطاقة الهرمية، أو للهرم لها تأثيرات على جوانب متعددة في حياة الناس في سعادتهم، وصحتهم، وحفظ أطعمتهم.
وطبعاً ربطوا بينه وبين قضية دفن الفراعنة لجثث ملوكهم في الأهرامات، وأن الحفظ هذا الذي يعني حفظت به هذه الجثث له علاقة بالشكل الهرمي، وأن يعني أنه قد وجدت أشياء مدفونة في الأهرام كما هي.
وبالتالي قالوا: يعني هذه هذا الشكل الهرمي يحفظ صحة الإنسان، وطعام الإنسان ممكن تحط الطعام ما يخرب، ما يعفن مثلاً
الكلام هذا يقال بدون أي إثباتات طبية، أو كيميائية حقيقية، يعني ما في أدلة من تجارب، مختبرات، أبحاث، ما في تقدم على أنها نظريات، أو أنها أشياء مسلم بها.
وقد حاول صاحب كتاب: الإنسان الحائر بين العلم والخرافة، القيام بتجارب حقيقية في هذا الموضوع، وأتى بأشكال هرمية، ووضع فيها طعاماً، ودرس تأثر، وضعها في أشكال أخرى مستطيلة، ومربعة، وفي الهواء الطلق.
ولاحظ ماذا يحدث على هذه الأطعمة؟ فتبين له زيف تلك الادعاءات، وكذبها، وأن الأمر لا يعدو أن يكون خرافة من الخرافات.
ثم قال ساخراً من هذا الدجل: "إذا كانت هذه النظرية صحيحة، يعني قضية الأهرامات وعلاقتها بالطاقة، فلماذا لا نطبقها بحياتنا"؟
بمعنى أن هذه المواد سريعة الفساد إذا وضعت تحت شكل هرمي بضع ساعات أو أيام فإنها تستحيل أن تتعفن، وأن الناس ما في داعي يشتروا ثلاجات، ويخسروا طاقة كهربائية، فليأتوا بالطبيخ، واللبن، واللحم، والشوربة، والفواكه، ويضعوها في هذه الأهرامات، أو هذه الأشكال الهرمية، فتوفر عليهم ثمن هذه الأجهزة، وفواتير هذه الكهرباء.
وهكذا بدلاً من استعمال الأجهزة التي تحتاج إلى صيانة وتغيير، فإذا كان الشكل الهرمي المزعوم أنه في طاقة تحافظ على هذه الأطعمة، وهذه الأموال للناس، فلماذا لا نستعملها بدلاً من تلك؟
قال: وهذا نموذج لأنواع من علاجات تنبع من نفس التصور، وكذلك فإن هذه الأطروحات تقدم على أن فيها علاج للأمراض بنظرية الطاقة بالطاقة تعالج أمراض، وما هي المسألة؟ علاج وهمي. لا، أن الطاقة هذه هي، يعني تعالى الله عن قولهم، هي إله يشفي، ما هو مثل قضية حبوب، كان قلنا القضية قضية شرك أسباب.
طبعاً شرك الأسباب إذا اعتقدت أن السبب يخلق بنفسه، وينفع بنفسه، ويضر بنفسه، هذا شرك أكبر.
وإذا اعتقدت أن السبب يؤثر بإذن الله، مع أنه ما له علاقة أبداً في الموضوع ولا تأثير له فهذا شرك أصغر؛ لأن من جعل شيئاً، أو اتخذ شيئاً سبباً وليس بسبب فقد وقع في الشرك الأصغر.
فالداخلون في هذا المجال، ما يخلو من وقوع في الشرك الأكبر، أو في الشرك الأصغر.
فإذن إذا اعتقدوا، يعني لو قالوا مثلاً: الآن هذه الطاقة تشفي هذا شرك أكبر، وإذا اعتقدوا أنها دواء وأن الشافي هو الله هذا شرك أصغر، لأنها في الحقيقة لا علاقة لها بالموضوع.
ولو أتينا بمريض ووضعناه في هرم مثلاً هل سيشفى؟ لو واحد اعتقد أن الموضوع في هرم يشفى، ويعني الله لم يجعل هذا الهرم سبباً للشفاء ما جعل وضع الناس في الهرم سبباً للشفاء، ولا ثبت هذا لا بالتجربة ولا ولا، لا بنص، ولا بتجارب الأطباء ما ثبت، فمن اعتقد هذا فقد وقع في الشرك الأصغر.
إذا كان يقول: إن هذا هذه الطاقة سبب والشافي هو الله، وهي ليست سبب، فيكون قد وقع في الشرك الأصغر.
وبالتالي فإن هناك اعتقادات باطلة تتعلق مصادمة لتوحيد الربوبية، أو مصادمة لتوحيد الالوهية، وعلاقة تأثيرية بين الغيب والشهادة ما هي ثابتة في الكتاب والسنة، والغيب ما يمكن نعرفه من غير الوحي.
وهذه النظريات أو الأطروحات، تثبت علاقات بين غيب وبين عالم الواقع عالم الشهادة، ومن لا يعرف حقيقة المؤثرات الغيبية من نور الوحي، يتخرص ويظن ويخبط خبطة عشواء، وتتلاعب به الشياطين.
ومن هنا ظن كثير من الكفار، أن هناك تأثيراً سرياً لبعض الأشكال، والحروف والنجوم، ونحو ذلك.
فالآن من أنواع الشرك: أنك تعتقد أن بعض الأشكال كالهرم، له تأثير إيجابي في علاج حفظ الطعام ونحو ذلك، أو الحروف أن تعتقد أن بعض الحروف أو بعض الأرقام لها تأثير إيجابي أو لها تأثير سلبي، فالرقم ثلاثة عشر رقم شؤم، إذا سكنت في الطابق الثالث عشر، أو سافرت على المقعد الثالث عشر في الطائرة، أو إلى آخره فأنت معرض لمصائب، لا تكون لو كنت في المقعد الرابع عشر والطابق الرابع عشر ونحو ذلك.
ومع الأسف طبعاً الكفار يجارون الناس في اعتقاداتهم الباطلة، فلذلك ممكن تجد مصعد لديهم رقم اثنا عشر إحدى عشر اثنا عشر أربعة عشر خمسة عشر ستة عشر ما في ثلاثة عشر، ما فيه طابق ثلاث عشر مصعد ثلاثة عشر ما فيه.
بعض شركات الطيران ممكن ما تحط الرقم ثلاثة عشر، مجاراة للناس في اعتقاداتهم الباطلة.
وكذلك اعتقاد أن للنجوم تأثير، لو قال مثلاً هذا النجم يشفي يضر ينفع، هذا شرك أكبر خلاص؛ لأنه لا يشفي ولا يضر ولا ينفع إلا الله، ولو قال: النجم سبب والله هو الذي يضر وينفع ويشفي، فهذا الشرك الشرك الأصغر، والناس الذين يدخلون في هذه الموضوعات دائرين بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر، الوهم الخرافة الدجل الشعوذة.
وقريب من هذا في الانحراف: قرص الطاقة الحيوي بايو دسك، وكذلك قلادة الطاقة، ونحوها سوار الطاقة، وهذا منتشر كثيراً فتجد بعض الناس يلبسون أسورة معدنية، أو أسورة من نوع معين، وإذا قلت له: ما هذا؟
يقول لك: ثبت ثبت، على طول ثبت مع أنه من الذي أثبته؟ ثبت أنه في طاقة سلبية في الإنسان، وهذه الطاقة ممكن تسبب سرطانات، وممكن تسبب أمراض ومصائب، فهذه الأسورة تمتص الطاقة هذه.
أو يقول لك مثلاً: أنه في علل نفسية في الإنسان مثل الغضب، وأنك لو لبست هذه الأسورة تمتص هذه الأشياء، فتصير أنت شخص هادئ وادع مسالم لا تغضب. اعتقاد أن هذه الأسورة تفعل ذلك نوع من الشرك بلا ريب، وهذا منتشر اليوم عند كثير من الشباب والفتيات والكبار أسورة الطاقة المعدنية وغيرها.
ونحو هذا قلم الطاقة؛ لأنه هي أصلاً هذه ديانة الطاقة هي الله تعالى الله عن قولهم، وبالتالي صار في، وهذه وراها بزنس وراها تجارة؛ لأنه هذه كلها بفلوس، سوار الطاقة بفلوس، قلم الطاقة بفلوس، ساعة الطاقة بفلوس.
الأحجار التي يسمونها كريمة: فبعض هؤلاء المشركين يعتقدون أن لهذه الأحجار خصائص، هذا الياقوت هذا المرجان، هذا كذا، وكل واحد عندهم له تأثير على النفس، فيلبسون خواتم من هذا النوع، العقيق اللون الأزرق، هذا يدفع الشيطان، هذا يدفع العين، هذا يدفع كذا.
البلورات والكريستالات: ادخلت في الموضوع، فصار عندنا نشر كفر وشعوذة مع تجارة تؤخذ بها أموال المغفلين، إذا كان الحجر الأسود الذي نزل من الجنة، قال فيه عمر : "إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يقبلك ما قبلتك" [رواه البخاري: 1597، ومسلم: 1270].
فكيف بهذه الكريستالات، والعقيق، والياقوت وغيرها؟ كيف يعني؟ كيف بها؟
ومع ذلك نحن ما نمسحه ابتغاء شفاء، ولا نمسح الحجر الأسود ابتغاء غناء، وإلا تجي واحدة ما هي متزوجة تمسح بنية أنها تتزوج، وواحد ما عنده ولد عقيم يمسح الحجر الأسود بينة أنه يأتي له أولاد.
نحن لا نفعل ذلك، والحجر هذا الأسود من الجنة من الجنة، فكيف بغيره من الأحجار؟
لكن يستغل بعد الناس عن التوحيد، وجهل الناس بالتوحيد، وقابلية الناس للشعوذة ولتقبل الدجل والأوهام في إيقاعهم في الشرك، والأمم الأخرى تنشر وثنياتها علينا، وهؤلاء التجار عن طريق الدورات وبيع الأشياء يأخذون الفلوس، هي عملية امتصاص جديدة.
والذي يعتقد أن هذه الأشياء، يعني إذا وضع الأساورة ووضع القلم الطاقة، وحط الخاتم الذي فيه الحجر هذا، والكريستال الفلانية، والبلورة الفلانية، ويأتونك بأشكال يعني هذه مسدسة مسبعة مثمنة مضلعة... وإلى آخره يعني، وأن لها تأثيرات خارقة على الصحة والحيوية والطاقة، وأنها تجعلك نشيطاً تجعلك نشيطاً، ولكنها تمائم العصر.
هذه تمائم العصر، التي تجتال بها الشياطين بني آدم عن الحنيفية، وتوقعهم في أوحال الشرك، وتزين لهم نسبة الأثر والنفع الذي قد يحصل لهم، لاضطرار قلوبهم لرحمة الله لا لهذه الأمور؛ لأن الآن إذا استعمل واحد بعض هذه الأشياء.
افرض واحد مثلاً يعني، يعاني من آلام، واستعمل شيئاً من هذا القبيل فاختفت، فماذا يقال؟ وهي مالها علاقة، لم يثبت الطب أي علاقة في الموضوع، أذن الله لها بالشفاء، فوافق أن يستعمل هذا، فظن أن له علاقة وليس له علاقة، وإنما هو موافقة قدرية بحتة لقدر الله، أو أنه ابتلاء، أو أنه امتحان اختبار من الله هل يؤمن بهذا أو لا؟ أو أن الشيطان يعين عليها.
يعني كان عندهم قبل أنه كان يذهب إلى اليهودي، فالشيطان ينخس العرق الذي فيه الألم فيسكن فيسكن، فيظن أن هذه له علاقة أن اليهودي قد يعني ممكن تكون عنده رقية شركية اليهودي، أو عنده أشياء من أنواع الدجل والشعوذة، فيظن أنها أثرت أنه يعني ما يفعله اليهودي فعلاً فيه فائدة، وهي في الحقيقة من تدخل الشياطين.
وأحياناً يكون من اضطرار الإنسان يعني مضطر مثل مثلاً: واحد دعا بدعاء مبتدع واستجيب له.
بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن هذا لاضطراره وليس لدعائه.
قلنا لو واحد دعا بدعاء مبتدع استجيب له، بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن هذا قد يكون لضرورته لاضطراره، وليس لدعائه المبتدع، فيظن هو أنه هذا هذه الصيغة التي قالها لها أثر.
طيب، إيقاع الناس في الشرك من مقاصد أصحاب الوثنيات، وأصحاب الإلحاديات بلا شك ولا ريب.
قانون الجذب
ومن صور الانحرافات أيضاً: الإيمان بجذب القدر. قانون الجذب، حتى تسميته بقانون يعني واضح فيها، يعني ما هو قانون ولا هو ثابت أصلاً، يقولون: إذا كتبت الشيء الذي تريد الحصول عليه يومياً واحد وعشرين مرة، لمدة أربعة عشر يوماً يحصل لك.
ومع الأسف، يروج هذا بعض الضلال الذين يطلق عليهم إسلاميين، بعض الضلال والمنحرفين الذين يطلق عليهم إسلاميون، يروجون لهذا قانون الجذب يعني أنت بدون، يعني لو واحد ما عنده حتى علم غزير ولا شيء.
إيش رأيك أنا أقول لك الآن: أنت تبغى سيارة بنتلي اكتب يومياً واحد وعشرين مرة: أريد سيارة بنتلي أريد سيارة بنتلي أريد سيارة بنتلي، أريد سيارة بنتلي، أريد سيارة بنتلي لمدة أربعة عشر يوم.
يعني كلام فارغ -يا إخواني- يعني هو هذا مع الأسف، لكن الآن فيه له دورات، ويدفع فلوس، ويأخذوهم، وكتابات، ومؤلفات، ومواقع. ترى هذه مش مخططة جاءت كذه يعني عفوياً يعني.
طيب، لما تجي لعند هذا تقول له: يعني ما عليه بناء على إيش استندت أنت أنه إذا واحد كتب يومياً واحد وعشرين مرة، أريد شيء أنا أريد مليون دولار، أريد مليون دولار أريد مليون دولار واحد وعشرين مرة أريد لمدة أربعة عشر يوم يحصل.
الآن هذه واضح أنها وثنية من الوثنيات، يعني هذا يعني دجل شعوذة يعني، هذا المنحرف لكي يؤسلم الموضوع ما يكتب هو؟ وهذا مصداق لقول النبي ﷺ: "تفاءلوا بالخير تجدوه". [قال الألباني: ولا أعرف له أصلاً، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة: 13/829].
طيب: أولاً يا جاهل. الحديث بهذا اللفظ لا يثبت، ما هو حديث أصلاً ليس حديث أصلاً عن النبي ﷺ.
وثانياً: هذا ما هو تفاؤل شرعي، افرض هو جاب نص شرعي فيه تفاؤل، التفاؤل الشرعي إنك تسمع اتفاقاً بغير يعني تخطيط، مثلاً واحد مريض في المستشفى مريض يسمع واحد ينادي: يا سالم، يا سليم، يا دكتور سليم، فيتفاءل بالسلامة، هذا التفاؤل الشرعي، هذا مثال عليه يعني.
وكان عليه الصلاة والسلام يحب إذا خرج إلى السفر أن يسمع يا راشد، يا نجيح؛ لأن راشد ونجيح معناها أن هذا السفر يتفاءل به أن يكون سفر رشادٍ ونجاح، وتحقيق البغية والمقصود.
كان من شعارات المسلمين مثلاً في المعارك "يا منصور أمت أمت". [دلائل النبوة للبيهقي: 1397]، هذا تفاؤل يا منصور يعني.
فإذن التفاؤل الشرعي في وادي، وواحد وعشرين مرة أربعة عشر يوم: أريد مليون دولار في وادي آخر، ما له دخل إطلاقاً في التفاؤل الشرعي.
فشوف الآن هذا يريد أن يؤسلم دورته في قانون الجذب، فيأتي بحديث: تفاءلوا بالخير تجدوه. وليس بحديث آخر صحيح: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء[رواه أحمد: 16016، وصححه الألباني صحيح الجامع الصغير: 4316].
يا أخي: هذا الحديث إذا تظن أن الله يغفر لك استغفر فالله يغفر لك، وإذا تظن أن الله يتوب عليك وتتوب فعلاً فإن الله يتوب عليك، إذا كان تظن أن الله سيرزقك وأنت موقن بالله وتدعو الله فالله سيرزقك.
ولكن إيش علاقة الحديث القدسي الشريف: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء بأنه يكتب واحد يعني: أريد بيتاً، أريد قصراً، أريد قصراً، أريد ناطحة سحاب في مانهاتن واحد وعشرين مرة، لمدة أربعة عشر يوم، بالله عليكم هل هذا عاقل أصلاً؟ هل هذا عاقل فضلاً عن أن يكون دكتور وإلا يكون؟ هل هذا عاقل اللي يروج هذا الكلام؟ ولو كلنا الآن يعني كلنا اجتمعنا وكتبنا واحد وعشرين مرة أربعة عشر يوم من الأشياء هذه هل ستحصل؟
ولذلك يعني بالحقيقة، يعني المصادمة واضحة لمنهج السلف وللدين، والأعجب من ذلك أن يسمى جذب القدر، وأنك بهذه الكتابة واحد وعشرين مرة أربعة عشر يوم تجذب القدر ليحصل تجذب القدر ليحصل، ويقع كما تريد وعلى أي شيء أنت تريده.
القدر راجع إلى مشيئة رب العالمين الله، هو الذي يخلق الأشياء، ويقدرها ويشاؤها كيف شاء، متى شاء، حيثما شاء.
ولا يستطيع العبد أن يقدم ولا أن يؤخر، ولذلك الكلام هذا يعني ساقط سخافات ويتحول إلى دين شركي ينتشر بين الناس.
طيب الآن مثلاً من الأشياء الموجودة وفيها دورات قضية: تحليل الشخصية عن طريق الصورة، بعض الأشياء قد تكون يعني فيها إمكانية مثلاً تشوف صورة واحد كذا عبوس مثلاً، تقول هذا شخص مثلاً يعني في خلقه شيء، تشوف واحد كذا سمح ومبتسم، تقول هذا إنسان يعني سهل.
لكن إذا راحت المسألة إلى أبعاد أكثر من هذا، الصورة هذا تقول أن هذا الشخص قبل وهو عمره عشر سنوات تعرض لحادث كذا كذا.
يعني وإذا رحت على المستقبل، وإذا قلت: هذه الصورة تنبئ أن هذا الإنسان بعد خمس سنوات سيحصل له هذا إيش هذا؟ وكذلك تقديم تفاصيل حتى مثلاً واحد أنه في الصورة يقول: هذا شخص ويعطي تفاصيل كان يلبس وقت التقاط الصورة سروال أزرق ما هذا؟
فلذلك خلاص، هذا إما يكون شخص له اتصال بالشياطين، أو دجال يعني دجال يؤلف.
طيب ولإلباسها لباس شرعي ماذا يقولون؟ الفراسة الفراسة: إن منكم محدثون ملهمون [رواه مسلم: 2398]. هذا الإلهام عمر الخطاب كان ملهم.
يا أخي: أنت غير وعمر الخطاب غير، يعني أنت يعني ما تصل إلى مستوى ولا، يعني عيب أن تذكر اسم عمر الخطاب في هذا الموضع يعني اتق الله، فيدخلون في القضية بلا علم ورجم بالغيب.
وكذلك من الصور شديدة الانحراف والدجل ما يسمونه: التجمد الإرادي للإنسان.
وهو بحسب ما يدعي مروجوها، قدرة خارقة على الموت بإرادة ثم الحياة مرة أخرى.
تجميد الأجساد بعد الموت: يعني يدفعوا فلوس لشركات تجمد الجثة، وتجعل في ثلاجات وأماكن معينة.
طيب مبنية على اعتقاد إنه في عودة بعد الموت، وإنه بس المسألة العلم الحديث يتقدم شوي أكثر. ففي الآن تجار وعالم يدفعون؛ لأنهم يؤمنون بهذا الوهم.
والله قضى أن من خرج من الدنيا لا يعود إليها، وإذا مات ما في عودة:رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ[المؤمنون: 99-100]. ما في رجعة ما في رجعة.
وهؤلاء مسوين بزنس كامل على قضية تجميد الأجساد، استعداداً لقضية العودة فيما بعد، أصلاً من هو المحيي؟
الله، وإذا مات هذا الإنسان أي علم حديث؟ ماذا دجل وشعوذة خرافة لا يعيده إلى الحياة إلا الله.
ولذلك فإنها خسارة عقيدة، وخسارة فلوس كثير من هذه الأشياء، من هذا الدجل المصادمات الصريحة لمنهج السلف وللدين، هي خسارة العقيدة، وخسارة فلوس، وهي عبارة عن استغلال تجاري للوثنيات والشركيات المعاصرة.
وهناك طقوس من السحر وتلاعبات من الشياطين تنتشر أيضاً، يعني مثل أن الويجا، وبعض هذه الأشياء اللي من الألعاب بعضها، وبعضها الشياطين تتدخل فيها.
ومن الصور التي فيها الجمع بين الوثنية: والاستغفال والابتزاز. ما حدث هذه الأيام من دورة لإحدى الدجالات المحترفات، التي باعت في دورة واحدة دورة واحدة قدمتها لبعض النساء: خمسمائة فيل، يعني مجسم فيل، بمبلغ نصف مليون ريـال، والدورة مبنية من ضمن، يعني داخل في الدورة أن الفيل يحرس الكون ويحميه من الشر.
والفيل تمثال معروف لإحدى المعبودات الهندية، وفي امرأة شوف شلون هي تمشي الدورات تسوق في أوساط النساء وأوساط، مع الأسف ترى الآن حتى بعض المثقفين إذا ما عنده توحيد وعقيدة صحيحة ممكن ينساق يعني، وفي شباب غر ما ما عندهم خبرة بالعقيدة.
امرأة حضرت دورة من هذه الدورات، واشترت دمية بألف ريـال، وصندوق أحمر للرزق بألفين ريـال، طبعاً هو الرزق لهذاك اللي باعها الدجال الدجالة أو الدجالة، التي باعتها دمية بألف ريـال، وصندوق أحمر للرزق بألفين ريـال، وقيمة الدورة ثلاثة ألف ريـال، هذا البزنس قائم على الجهلة والمغفلين.
قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً [مريم: 75].
وبعض هؤلاء الكايزينات الذين يسوقون في هذه الدورات، ممكن يشترك معهم في التسويق مثلاً عنصر تاجر، يعني ولكنه يزيد في تجارته، وبعضهم يعني يريد أن يقدم نفسه على أنه مدرب صاحب دورات، وهذه مسألة فيها من الشهوة الخفية ما فيها والتصدر.
ولذلك يصعب جداً على الواحد، مثلاً يدخل في هذه الدورات ويصير مدرب، ومدرب أول ومدري إيش مدرب المدربين يصعب جداً إنه يتراجع؛ لأن هذه كانت صورته في الجرائد وفي الإعلانات وتجيب فلوس، تقول له: تعال أنت الآن.
لو كان يا إخوان هذه دورة مثلاً لإدارة المشاريع كان قلنا: والله شيء مفيد للأمة إدارة المشاريع حتى الدعوة فيها مشاريع، ويا ليت يصير عندنا دورة المشاريع الدعوية إدارة المشاريع الدعوية، بي أم بي في إدارة المشاريع الدعوية الاحترافية كان قلنا: هذا جيد.
دورة مثلاً في يعني الارتقاء بالإنتاج الوظيفي ماشي، دورة في التخطيط الإداري ماشي، دورة في التخطيط الاستراتيجي، دورة في المهارات، التعامل مع الزوجة ماشي، مع الزوج ماشي، دورة في تربية الأبناء كويس، دورة في الاقتصاد المنزلي جيد، دورة في ميزانية الأسرة ممتاز، دورة في الاستفادة من القراءة بس ما هو في الدورة في القراءة التصويرية، اللي ما عرفها البخاري ولا الشافعي وفاتت عليهم حتى يجي هذا ويقول: مجلدات ابن تيمية كلها بثلاث دقائق، كمثرى تطلع وترتفع وتصور لا.
يعني هذا دجل اعطينا دورة في القراءة، قلي مثلاً: إذا أردت أن تقرأ كتاباً، فترى أحسن شيء تكون الكتاب زاوية خمسة وأربعين، الإنارة كذا، الظل ما يكون مدري إيه، الوضع مريح، خطط لخص رقم، ماشي يعني مفهوم، استعمل الصفحة الورقة البيضاء اللي في أول الكتاب وآخر الكتاب، وقم.. أشياء مفيدة.
فإذن ليست القضية أن كلام يعني نحن نحارب الدورات، لا بالعكس الدورات من أسباب الارتقاء، يعني الدورات ممكن ترتقي فيها الموظفون، الطلاب، الدعاة، الأزواج الزوجات.
يعني في دورات نافعة جداً بس المشكلة دخل في سوق الدورات تحت عنوان التطوير والتدريب دخل فيها دورات وثنية شركية شعوذة دجل أوهام نصب احتيال.
خط الترويج لهذه الشعوذات
يسلك الداخلون في خط الترويج لهذه الشعوذات المغلفة طريقين:
الأول: زعم أن هذه الأشياء التي يقدمونها في دوراتهم هي من العلوم التجريبية والخبرات الإنسانية، التي لا تعارض الدين أصلاً، فتقدم مثلاً فلسفة الطاقة هذه التي لاحظ أن تسميتها بالطاقة، لأن الطاقة اسم أصلاً (إين ارجي) يعني اسم علمي، يعني لما يسمع واحد طاقة، يعني على طول ذهنه يروح الطاقة الكهربائية، الطاقة الالكترونية الطاقة النووية الطاقة، يعني يروح على هذا.
لكن هي المقصود لا لما تتعمق أنه هم يقصدون أن هذه الطاقة هي الإله الذي يتحكم في الكون في أنه في طاقة في الكون وفي أجسادنا وفي السماء وفي كذا، وأنك إذا اتحدت معها ستغير على كيفك وتجلب ما شئت، تصحى من المرض، وتجيب الفلوس وتحقق الثراء وتعمل وهكذا.
فلاحظ قضية التسمية، ثم الزعم أن هذه لها مستند علمي ولما تروح تقول له: اعطيني مجلة أمريكية معتمدة، أعطيني شيء ألماني، أعطيني بحث حقيقي معترف من هيئة فيدرالية اعطيني من حاجة حكومية رسمية، اعطيني من هيئة عالمية دولية معترف، لا ما في ما ممكن يعطيك شيء من هذا.
ولذلك يقدمون دورات في الطاقة يعرفون أنهم سيتهمون بالدجل والشعوذة، فماذا يحاولون في مقدمة الدورة؟
أن يقنعك أن هذه ما تتعارض مع الدين، أن هذه من ضمن الأسباب الشرعية، أن هذه عليها إثباتات.
ولذلك دورنا نحن يا إخوان: الدين النصيحة بيان مخالفة هذه الأشياء للعقيدة الصحيحة، بل للعقل السليم والأدلة الشرعية.
طيب هذا طريق الطريق الثاني، طبعاً تلبيسها أن هذا علم تجريبي ثابت وفي عليها أبحاث.
الطريق الثاني في التلبيس، وهو أخطر من الأول: الأسلمة الظاهرية وربط هذه الأشياء بالدين، فيأتون بهذه الأفكار المنحرفة، والمبادئ الضالة، ويلصقون بها على طريقة القص واللصق آية حديث قول عالم.
هذا تلبيس بني إسرائيل هذا التلبيس: وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ [البقرة: 42]. هذا التدليس على الناس على المسلمين.
الطرق التي يستخدمونها للتلبيس
أولاً: ذكر ما يؤيد بعض المحتوى من أدلة شرعية، كما قلنا آية حديث مثل هذا تبع تفاءلوا بالخير تجدوه.
اثنين: تفسير بعض المعاني الشرعية الثابتة ببعض المحتويات في هذه الدورات كتفسير الروح بالإسقاط النجمي، الآن الإسقاط النجمي واحد من الشركيات أو الكفريات والشعوذات الموجودة، فلما يجي يقول لك: شوف الإسقاط النجمي لا تستغربوا، ترى الإسقاط النجمي ما هو حرام ولا هو بدعة، ولا شرك؛ لأن الإسقاط النجمي هو كلمة تعبر عن الروح، والروح موجودة وإلا لا؟
كل واحد فينا عنده روح، فالإسقاط النجمي هي موضوع الروح ليس إلا طبعاً هو كذاب.
ثالثاً: استخراج حُكم أو حِكم، وطبعاً هذه تبنى على هذه، يعني لما يربط لك ياها بالحكم لكي يستخرج لها حكماً وهو الجواز، لأن يقول لك: الحكمة ضالة المؤمن. فيستخرجون حكم لبعض هذه الأشياء، ويربطونها بها مثل: ربطها بالإعجاز العلمي، ربط بعض محتويات الدورات المنحرفة بقضية الإعجاز العلمي لتقوية رابطهم، ويربطون حكم بعض التشريعات الإسلامية بمحتويات الدورات، فيستعملوا يستعملوا الحكم الشرعية.
يعني الحكم التشريعية الحكم التشريعية في الإضلال، بربط بعض محتويات الدورات بالحكم التي الموجودة لبعض التشريعات في الدين.
رابعاً: تحريف المعاني إلى معاني إسلامية مقبولة وممدوحة شرعاً، كأن يطلع لك مثلاً نظرية الجذب، هذه تفاؤل لما يجب لك، طبعاً هذه نظرية الجذب هذه الذي وضعها، أو الذي ألفها وكتبها كفار ما هم مسلمين طبعاً، فيقول لك يربطها الآن بالتفاؤل.
التفاؤل كلمة شرعية موجودة في كلام العلماء، كلمة محمودة شرعاً فيربطها بكلمة التفاؤل.
خامساً: دخول بعض الأشكال الدينية سمت في الدورات، التلبيس والتضليل يجيب لك واحد ملتحي يقدم الدورة، فأنت تظن تقول: والله لا ما دام بلحية معناها أكيد صح، واللحية ليست دليلاً على الحق، وأبو جهل كان له لحية، وكان ماركس له لحية، يعني في كفار لهم لحية، فهل كان هو ملتحي خلاص اللي يقدمه صح؟
اللحية من الدين نعم، وهذا طاعة للنبي ﷺ على كل مسلم أن يطلق لحيته نعم، بس ما هو كل قول لأي واحد صاحب لحية يعني أنه صحيح.
سادساً: توظيف هذه الدورات في جوانب شرعية مباشرة أو غير مباشرة، مثل يجي تبعين تبعين نظرية الطاقة، فيروح يقول لك: الأسماء الحسنة فيها طاقة، وكل اسم من الأسماء الحسنى يعطي تأثير معين.
الجبار يفيد بجبر العظام، والغني يفيد في كذا، والقدير، وقد جربنا هذه الأشياء، وقد عملنا في المختبرات وقد أجرينا على ناس كثيرين تجارب أجرينا تجارب على ناس كثيرين، وقد ثبت لدينا أن هذه الأسماء الحسنى التسعة وتسعين، لكل واحد منهم طاقة معينة تفيد في علاج شيء معين، أو تحقيق شيء معين.
أصلاً التعبد لله بالأسماء الحسنى ما هو بهذه الطريقة الإلحادية فيها: وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ [الأعراف: 180]. هؤلاء سيجزون.
طيب أسلمة يقولون: يعني تلبيس تلبيس وتضليل للمسلمين.
سابعاً: اتباع التبرؤ مما علم الناس بطلانه من أنواع العقائد المنحرفة، فيجي مثلاً على أي شيء مثلاً القرفولوجي.
يقول: يا جماعة ترى ما نقول إن نحن نعلم الغيب، أعوذ بالله أنا ما أقول نحن نعلم الغيب، فالذي يقدم الدورة ممكن يتبرأ من بعض المنكرات الواضحة، فالسامع يقول: إيه الحمد لله تطمنا إيه زين، طيب وبقية المنكرات أنت تبرأت من منكر واحد وبقية المنكرات؟
يعني مثل قضية جعل ما ليس بسبب سبب نوع من الشرك، وين هذا تبرؤك من هذا النوع من هذا الكلام.
طيب البيئات التي فيها علم شرعي وفيها ناس، يعني فيها دعاة فيها يحتاج الذين يخترقون سوقها في الدورات يحتاجون إلى تكثيف الجانب الشرعي؛ لأنه ليس سهلاً اختراق مثل هؤلاء، بخلاف لو كانت البيئة ما فيها دعاة ما فيها مشايخ ما فيها علماء سهل جداً، ما يحتاج يعني ما تحتاج المسألة إلى كثير تلبيس ومخادعات يعني.
الرد على دعاة الشرك العصري
والمتأمل في كتاب الله يعرف حكمة الله تعالى في كون بعض آيات كتابه، يعني فيها الله جعل في القرآن متشابه امتحاناً للبشر: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا [آل عمران: 7]. والراسخ يرد المتشابه إلى المحكم، ويفهم المتشابه على ضوء المحكم.
يعني مثلاً لو جاء واحد نصراني وقال: شوف كتابكم فيه: (إنا نحن)، وهذا يدل على أنهم ثلاثة، وهذه عقيدتنا نقول: أنه الله ثلاثة، فتقول له: رده إلى المحكم (إنا) في لغة العرب تأتي للتعظيم وهو واحد، وتأتي للتعبير عن الشخص الذي له أعوان، نحن بمن معه من جنوده، والله غني عنهم، بس ... عنده ملائكة وعنده جنود.
طيب رده إلى المحكم: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي[طه:14].
رده للمحكم إذا عندك، هذا متشابه في إشكال (إنا) ونحن طيب رده للمحكم، فهذا فعل الراسخين.
ومن هؤلاء طبعاً من يلبس بالباطل كما قلنا ويستدل على قانون الجذب بحسن الظن كما سبق.
ومن ذلك: استدلال بعض هؤلاء أصحاب الدورات ببعض الكرامات، كحادثة الإسراء والمعراج، وقصة عمر مع سارية.
ولما سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله عن شيء من هذا بين قال: دعوى بعضهم أن قصة عمر المشهورة مع سارية القائد، هو من قبيل تصرف الروح بين قوسين (التصرف النجمي) أو (الإسقاط النجمي) عند مفارقتها الجسم المادي هذا يناقض ما عليه من علماء الإسلام.
فعندهم أن قصة عمر هذه من قبيل كرامة الأولياء من نوع الخارق الكشفي البصري والسمعي، فعمر رأى وسارية سمع، مع بعد ما بينهما كرامة من الله.
وقد أصبح ذلك واقعاً بالتجربة، كما في وسائل التواصل البصري والسمعي في هذا العصر، فالآن مثلاً: الجوالات الاتصالات خلاص تسمع صوته عن بعد، وإلا لا. فكان كرامة لعمر وسارية، وصار في عصرنا ممكناً يعني للجميع. فهذا فرق كبير بينه، وبين قضية (الإسقاط النجمي).
ودعوى بعضهم: أن (الإسراء والمعراج) هو كذلك من مفارقة الروح للبدن.
فبين الشيخ عبد الرحمن حفظه الله ونفع الله به: "إن الإسراء والمعراج تم بالروح والجسد، وأن الروح ما فارقت الجسد".
وهم يستدلون بقضية الإسراء والمعراج، على صحة قضية (الإسقاط النجمي) هذه التي يقيمون عليها علالي وقصور ودوراتهم، وأن الله لما قال: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ [الإسراء: 1]. أسرى به جسداً وروح.
وكذلك يعني في قضية الإسقاط النجمي، يدعي أصحاب هذه النظرية أن للإنسان جسم نجمي، مرتبط بالجسم المادي بحبل فضي.
يا جماعة الحبل الفضي هذا نراه لا نمسكه نلمسه لا. كيف عرفتم؟ كيف عرفتم عنه؟ يعني هو من الغيب؟ يقولون: إيه من الغيب. طيب الغيب لا يعلمه إلا الله أنت من وين عرفت الآن؟
يقول: وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [الإسراء: 85].
كيف عرفت أن الروح مربوطة بحبل فضي؟ كيف تتجرؤون على الله؟ كيف تتجرؤون عليه؟ وقد قال: قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي.
تتجرؤون عليه، وتقولون في عملية الإسقاط النجمي أن الجسم المادي مرتبط بالروح بحبل فضي، وأنه يمكن الانفصال عن الجسم المادي، والتنقل في أرجاء العالم وبين المجرات، والتجربة الروحانية ومعرفة سبب الوجود، ويلبسون على الناس.
(الإسقاط النجمي) طبعاً هو ممكن يقول لك: أنا أدربك أن روحك تطلع وتتجول في المحل الذي تريده، وتأتيك بأخبار وعجائب وأشياء ما تعرفها.
ولما تجي تقول له: يا أخي كيف هذا ما يجوز؟ ليكون هذا ما يجوز يقول لك: لا الله يقول: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [الزمر: 42].
فتقول له: يعني إيه شوفوا الآن جاب آية، كأنه الآن أسلمها أسلم الدورة وهذه النظرية صارت إسلامية.
طيب بالله إذا كان هذا فعل الله الذي يتوفى الأنفس حين موتها ويرسل ويمسك سبحانه أنت ستسووا مثل الله، تودي لي روح على العالم الآخر، وتتجول وتجي تجيب لي أخبار.
يا أيها الدجالون النصابون عليكم من الله ما تستحقون.
فعندهم المخالفات الشرعية، دعوى إن كان الوصول لبعض المغيبات واستدعاء الروح في بعض هذه الدورات استدعاء الروح، وإذا جئت إلى يعني هذه الخزعبلات والكلام سبحان الله اللي ما في لا دليل: اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ [الأحقاف:4]. قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ [البقرة:111].
يقول مثلاً: (هالة التمر) نظرية جدية (هالة التمر). ما (هالة التمر)؟
أن من أكل ثلاث تمرات أو خمس أو سبع من العجوة في الصباح، أو البلح فإنها تولد هالة زرقاء حول جسم الإنسان، هذه الهالة الطيفية ذات اللون الأزرق تشكل درعاً واقياً وحاجزاً مانعاً لعدد من الأمواج الكهرومغناطيسية اللامرئية، التي تجيء مع الجن الحسد السحر العين وأنه الجن الآن والعين ما تستطيع تخترق هذه الهالة.
يا أخي ما نحتاج. الوحي قال لنا: إنه من أكل سبع تمرات من تمر العجوة العالية العجوة لا يضره سم ولا سحر [رواه البخاري: 5445، ومسلم: 2047] ، أخبرنا عن هالات زرقاء وحمراء وصفراء وخضراء.
ما هؤلاء ما عندهم عمى ألوان، عندهم عمى عن الحق، عمى عن الحق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "باطنية الفلاسفة يفسرون الملائكة والشياطين بقوى النفس". [مجموع الفتاوى: 13/238]، ثم انتهى إلى قولهم في وحدة الوجود.
والحقيقة أنه خلاص أصلاً الخرزة الزرقاء، شوف ارتباط الهالة الزرقاء بالخرزة الزرقاء واللون الأزرق، أصلاً هو عليه خرافات قديماً.
الآن مع الدورات دخل بشكل جديد وإلا هو الشعوذة، هي أحياناً لكي يقولوا لك المسألة لها بعد شرعي، يقولون: السجود على الأعضاء السبعة يخلص الإنسان من الطاقة السالبة، ويسبب بالتالي راحة وإلى آخره.
أنت من وين جبت أن السجود على الأعضاء السبعة له علاقة بالطاقة السالبة؟
تألفوا على كيفكم؟ رأيتم الطاقة السالبة تخرج: مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [الصافات: 154].
وإذا مضينا في الكلام يعني عن هذه الأشياء فيعني الوقت يطول، ولكن لابد من الكشف لابد من البيان؛ لأن الانخداع بها كثير في هذا الزمان، ولازم الواحد يكون عنده علم شرعي ولازم يدرس العقيدة دراسة صحيحة.
وأيضاً لازم ننظر نظرة إنصافية، ونقول: ترى يا جماعة الدورات نوعان: ما هو كله دجل، ما هو كله شرك، ما هو كله ضلالات، حتى بس نعيد التأكيد على أن الدورات الطيبة، أنت ممكن تعطيني في العلم الشرعي، يا أخي دورة في الفقه، دورة في العقيدة، ودورة في المواريث.
بس بدك تقول لي: أنه في دورة حفظ القرآن في ثلاثة أيام، ولما نجي نسمع الكلام عطينا بالله ما هي دورة حفظ القرآن في ثلاثة أيام؟
يجيء يقول لك: تقرأ الآية وتأخذ نفس عميق وتغمض عينيك، وبعده تطلعه تدريجياً، فتفعل بعد ذلك مدري كم خلاص رسخت.
ترى البخاري والشافعي ما كانوا يعني، يقول: والله ما فكروا بالنفس العميق، وما فكروا.
لا ليش إيش يعني، بس ما في علاقة ما في علاقة تجي تقول لي: البرمجة العصبية اللغوية تمكنك من حفظ القرآن في ثلاثة أيام، وإلى الآن ما رأينا واحد حفظ القرآن في ثلاثة أيام باستعمال هذه النفس العميق وإغماض العينين، أنه طلع لنا واحد حافظ القرآن في ثلاثة أيام.
على أية حال الدين النصيحة، والواجب بيان هذه الامور وحكمها شرعاً.