الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قواعد يقوم عليها منهج السلف
أما بعد: فإن منهج السلف الصالح رحمهم الله يقوم على توحيد الله تعالى والاعتراف بربوبيته: قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْض [الرعد: 16].
وقال مجيباً: قُلْ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلْ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [الرعد: 16].
ومن قواعد هذا المنهج: أن الله هو المتفرد بالخلق: أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [النحل: 17].
وهو الذي يكشف الضر، وهو الذي ينفع : وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً [الفرقان: 3].
والإنسان عبد مخلوق لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً، ولو كان أعظم مخلوق، قال تعالى لنبيه ﷺ: قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الأعراف: 188].
وكذلك يقوم هذا المنهج على: أنه لا يعلم الغيب إلا الله، وليس أحد يعلم كل شيء إلا الله: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النمل: 65].
وقال: عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ [الرعد: 9].
وربنا قدر الأقدار، وشاء ما شاء، وكتب هذه الأقدار، وعلم وكتب ما شاء، وقدر وخلق: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [الصافات: 96].
وجعل اليقين مبنياً على أدلة، وأخبر أن كثيراً من البشر يتبعون الظن.
ولذلك كانت مناقشات الآيات للكفار تأتي بطلب البراهين والأدلة؛ لأن الكفار يدعون ادعاءات كثيرة، فكانت الآية التي ترد عليهم مثلاً في اتخاذ الشركاء في العبادة: أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ [الأنبياء: 24].
خطر العقائد الوافد
في هذا الزمن نشأت انحرافات كثيرة، ومنها وثنيات معاصرة، وشعوذة، ودجل، دخلت عبر نظريات، ودورات، ومؤلفات، ودخلت عبر وسائل التقنية المختلفة.
وهذه الشعوذات العصرية المبثوثة الآن، تصادم مصادمةً أساسية للعقيدة الإسلامية، ولمنهج السلف الصالح رحمهم الله.
وبعض هذه الأشياء إذا ما صادمت العقيدة، بمعنى أنها شرك أو كفر فهي عبارة عن ادعاءات وفرضيات، لم تصل حتى إلى درجة النظريات، فضلاً عن تصل إلى درجة الحقائق، دخلت على المسلمين، وصار لها دورات، وصار لها دروس ورواد، ونحو ذلك.
وبعض هذه الأشياء قد يكون فيها أمور مباحة بعضها مثلاً، لكن تروج بطريقة كأنها أفضل مما جاء في القرآن والسنة.
كما تروج بعض طرق العلاج الإيحائية، وتضخم، وتعمل لها هالات، وتنسى قضية العلاج بالرقي، مع أن العلاج بالرقي عبادة يؤجر عليها الإنسان، غير السعي لشفاء نفسه بها هو يؤجر عليها؛ لأن القرآن نزل لأمور ومن ذلك الاستشفاء به: وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ[الإسراء: 82].
فصارت تضخم بعض الطرق النفسي مثلاً، وبعض الطرق التي جاءت في مثل هذه النظريات، ومثل هذه الفرضيات تضخم بطريقة حتى تزاحم الطريقة الشرعية.
وهذا يذكرنا بقول الله لبني إسرائيل: أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ [البقرة: 61].
وإذا كانت هذه الطرق بعضها محرم، فسيقال لأصحابها: وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [البقرة: 102].
فبدلاً من الطرق النبوية يؤتى بطرق وافدة أجنبية، كما قلنا بعضها مصادمة للعقيدة، مصادمة لتوحيد الربوبية، بعضها شرك في الربوبية، يعني: بعض ما يسمى بقانون الجذب يقوم على أن الواحد إذا ركز بعقله تبدأ الطاقة تتجمع، ويستطيع أن يخلِق، يستطيع أن يخلُق، يوجد من العدم، هذا شرك أكبر.
بل إنك تجد في بعض ما يسمى بقانون الجذب، هذا تحويل الإنسان إلى خالق ومتحكم في الكون، بل إن بعض قانون الجذب، هم يسمونه قانون مع أنه ما وصل ولا.
يعني: هو أصلاً بعضه باطل باطل أصلاً، الاعتقاد به مخرج عن الملة، بعض الأشياء في قانون الجذب هذا المزعوم هو عبارة عن كلفة يكون.
يعني: أن الإنسان يستطيع يخلق أشياء على طريق على هذا كن فيكون، وهذه طبعاً مصيبة عظيمة أن يعتقد بعض المسلمين والمسلمات أن هذا الشيء ممكن.
وبعض هذه الفلسفات التي جاءت كما هو موجود في قضية علم العلاج بالطاقة، ممكن تؤدي إلى نوع من الشك، والريب، والجحود والإلحاد.
ومع الأسف أن بعض الناس دخلوا في هذه الأشياء، وهذه الدورات إما عن طريق التدريب، بمعنى أنه يصبح مدرباً، وتصبح بالنسبة له باب رزق يكسب من ورائها، ويؤخذ على الواحد الذي يدخل في الدورة كذا وكذا.
أو دخلوا على اعتبار على أنهم من المتدربين، ويدفعون أموالاً إما في الوهم، أو في اكتساب الشك والإلحاد، أو يدفع للخروج من الملة، يعني في النهاية.
وبعض هذه الدورات ممكن تكون من باب الدجل، وما تصل لدرجة الكفر والشرك، ولكن من باب بيع الأوهام.
فمثلاً كما قد نتعرض، موضوع القراءة التصويرية إيش؟ ما هي القراءة التصويرية التي ما عرفها البخاري، ولا أحمد، ولا الدار قطني، ولا ابن تيمية، ولا حفاظ المسلمين على كل مر العصور والدهور؟
فيعطيك خطوات معينة، ويقول: أنت تمر عليها الآن وهي تنطبع في اللاواعي، وتنطبع في العقل الباطن، وإن لم تشعر الآن، إنها موجودة في ذاكرتك، لكنها موجودة في اللاواعي، وفي العقل الباطن.
والخطوة التي بعدها أننا سنعطيك تقنيات ومهارات استدعاء، هذه الأشياء من العقل الباطل، وبعد ذلك تتصور أن في كمثرى ملتصقة بالرأس من الخلف تبعدها.
اتخيل الآن اغمض عينيك، اتخيل أنها تبعد عنك ثلاثين سنتي، ثم تخيل أنها ترتفع فوق رأسك ثلاثين سنتي، ثم اتخيل، ثم اتخيل.
وبعد ذلك طيب وأين المعلومات؟ فين الكلام؟ تبخر غير موجود. فهي قضية بيع أوهام.
يعني مثل قضية أكل من المال بالباطل يضحكوا على الناس.
طبعاً نحن لا نريد أن نبالغ، بحيث نقول: ما في ولا شيء صحيح، قد يوجد في بعض الأشياء ال. إن. بي. مثلاً أشياء صحيحة.
وممكن مثلاً توجد أشياء، يعني مثلاً: حدد أهدافك، حدد أولوياتك، هذه ما هي شرك ولا كفر، ولا باطل ولا حرام، ولا أوهام؛ لأن قضية حدد أولوياتك، حدد أهدافك، هذه مطلوب يعني من أي واحد، في إدارة نفسه، وإدارة وقته أن يقوم بها.
وهي في الحقيقة ما هي ما هي ليست من ال. إن. بي. أصلاً هي موجودة في علوم الإدارة، يعني قبل ال. إن. بي. حدد أولوياتك، وحدد أهدافك، هذه ما هي يعني من اختراعات ال. إن. بي. هذه أدخلت فيها.
ولذلك بعض الباحثين الأمريكان يقولون: إن ما سطا هؤلاء أصحاب ال. إن. بي. على أشياء من علم الإدارة من عندنا وأخذوه، فأدخلوه في يعني دوراتهم، وإلا فهو شيء من الأشياء الإدارية أصلاً.
بعض الأشياء ما عليها إثباتات، وهذه هي المشكلة التي هي ترويج الوهم، مثلاً القرافولجي تحليل النفسية من خلال الخط والتواقيع، تحليل النفسيات من خلال الخط والتوقيعات مثلاً.
ممكن يقول: هذا توقيع معقد مثلاً داخل بعضه في بعضه دوائر وأشياء كثيرة، يدل على أنه نفسية صاحبة معقدة، وعنده عقد نفسياً فرضاً.
ويجيء على توقيع كذا، مثلاً خطين سهل كذا مستقيم متوازي، فيقول: إن نفسية صاحب هذا التوقيع، أو صاحب هذا الخط نفسية سهلة، وأنه نفسيته منبسطة، ومنشرحة.
لا ذاك عنده عقد وعنده أزمات، وهذا مكتئب، وهذا منشرح، وهذا.
بعض الكلام هذا ممكن يصح في بعض الحالات، لكن لما عرضوا هذه الأشياء على باب البحث العلمي الحديث في الجامعات الغربية وجدوا أنه في ناس أصحاب توقيعات معقدة نفسياتهم سهلة ومرحة، وفي ناس توقيعاتهم سهلة وعندهم عقد كبيرة جداً.
فما مشت المسألة، يعني: ما اطردت، فصارت هذه الأشياء التي تروج وتسوق، يعني ترويج فرضيات ما عليها دليل قطعي، ولا تطرد لا في كل، ولا في أكثر الحالات.
في بعض الأمور ممكن تمشي مع، مثلاً: العلاج بالإيحاء، مثلاً بعض أنواع العلاج بالإيحاء هذا ممكن يكون له أثر مؤثر، قد تمشي بعض الأشياء مع بعض أصحاب النفوس الضعيفة والعقول الضعيفة، لكن ما تمشي مع الآخرين، ما تمشي مع كل أحد، ليست كل هذه الطرق العلاجية صالحة مع كل أحد.
ونذكر بموضوع أنه يجب أن لا تلهينا بعض هذه الطرق، ولو صحت، أو صحت واقعاً، وأثبتها العلم الحديث أثبتها ما هو فرضيات ولا نظريات، أثبتها، إذا ما صادمت الدين، ولا صادمت القرآن والسنة ما في مانع من الأخذ بها، ولكن لا تنس -يا عبد الله- مثلاً قضية الرقية الشرعية، وأنه هناك ما هو أعلى، وأجدى، وأجر فيه بين واضح كالرقية بالقرآن.
موقف السلف من العقائد الوافدة
ما هو موقف السلف العام من الوافد العقدي؟ لأن نحن الآن أمام نظريات، ودورات، وأشياء تأتي من الغرب، أو من الشرق.
الأصل عرض كل ما يأتي على القرآن والسنة، والذي يبين التعارض، أو الموافقة، أو عدم الموافقة، أو التحريم، والإباحة لهؤلاء الأشياء، هم العلماء بلا ريب.
ولا شك أن العلماء الذين سيفتون في هذه القضايا، يجب أن يفهموا ما هي هذه القضايا بطبيعة الحال، يجب أن يفهم ما هو القرافولوجي مثلاً قبل أن يفتي في القرافولجي طبيعي.
ونجد أن الميزان الذي كان عند المسلمين، وعند السلف رحمه الله ميزان دقيق، يعني مثلاً يأتي إلى أمور الطب.
فيقول الشافعي رحمه الله: "لا أعلم بعد الكتاب والسنة، أو بعد علم الكتاب والسنة علم أنبل من الطب، أي أشرف من الطب، ولكن أهل الكتاب غلبونا عليه". [سير أعلام النبلاء: 19/42].
الشافعي من السلف فلم يتكلم على قضية الطب، العلم الذي جاء في بعضه من الطب من الأمور من أطباء اليونان مثلاً، والمسلمون أخذوا بهذا ما وجد غضاضة حتى لو كان في ناس سبقونا إليه، أخذوا به، وطوروه، وزادوا عليه.
وكان هناك أطباء مشهورون من المسلمين كابن النفيس رحمه الله، ووجد طبعاً في زمن أهل الإسلام أطباء زنادقة مثل ابن سيناء، واسمه محسوب على المسلمين، لكنه زنديق من الزنادقة، وإن كان عنده مهارات طبية، وعنده إبداعات في هذا المجال، يعني لو قلت: هناك طبيب يهودي حاذق.
ولكن هناك علوم ما قبلها المسلمون أبداً، ولا أدخلوها، ومنعوها، يعني مثلاً النبي ﷺ موقفه من الصحيفة التي جاء بها عمر في يده، كان موقفاً حاسماً قوياً: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب، لو كان موسى حياً ما وسعه إلا أن يتبعني [أحمد: 15195، وحسنه الألباني في إرواء الغليل: 1589].
لما اكتشف المسلمون بعض كتب علم الفلسفة والمنطق، وعرفوا أن هذه ما هي من جنس علوم الطب، وعلوم الزراعة، وعلوم الهندسة، وعلوم الأشياء المفيدة لا هذه أشياء متعلقة بمصادمات للكتاب والسنة، ومن جنس العقائد الباطلة.
فإنهم نهوا عنها نهياً شديداً، وحاصروها حصاراً شديداً، حتى لما كتب بعضهم لعمر وجدنا كذا كذا أمرهم أمرهم بإحراقه وإتلافه، فأشياء أحرقوها وأتلفوها، وأشياء غسلوها بالماء حتى تروح الكتابة ويروح الحبر.
فإذن كان موقف السلف من العلوم الواردة الوافدة على نوعين:
نوع القبول: لما لا يتعارض مع الكتاب والسنة، ولما يفيد.
ونوع الرفض والرد: لما يتعارض مع الكتاب والسنة.
وهذا الموقف هو الموقف الذي يجب أن نكون عليه في استقبالنا لقضية النظريات أو الدورات، مثلاً القادمة إلينا الآن من الشرق والغرب.
وكان موقف المسلمين حاسماً أمام الأشياء التي وفدت من اليونان من علم الكلام، وأضرت ضرراً بالغاً، وأصلاً ما صار في المسلمين المقتلة والمذابح، في قضية فتنة خلق القرآن، إلا من جراء هذه الكتب الفلسفية، وهذه الأشياء الوافدة.
ولذلك كان موقف الإمام أحمد رحمه الله منها موقفاً قوياً ومشهوراً.
كذلك الفلسفات الصوفية الهندية، التي جاءت إلى المسلمين من طريق الهنديات، وطبعاً أثرت في انحراف، يعني: غلاة الصوفية تأثروا كثيراً بالأشياء الوافدة من الهند.
وكشف علماء المسلمين عوارها، وكان لرجالهم كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مشاركات كثيرة بسيوف العلم في الصعد المتعددة.
ولما قام الفكر الاعتزالي بتطوير المنطق اليوناني، ونشأ على ذلك تقديم الرأي على الوحي كما قلنا، قام المسلمون بالتصدي، ومما كتبه شيخ الإسلام في هذا كتاب درء تعارض العقل والنقل.
الواجب على علماء العصر من العقائد الوافدة
يستمر توافد الأفكار العقدية المتسللة إلى المسلمين عبر قوالب التنمية البشرية اليوم، والحراك الثقافي، والانفتاح على الشعوب الأخرى، وفتح المجال للإبداع، وعبر ما يكون من الكتب، والروايات، والمنتديات، والمواقع، والقنوات، يوجد بث للإلحاد، والتشكيك، ومصادمات العقيدة الإسلامية في أصول الدين وثوابته، لم ينج من ذلك شيء، حتى ولا توحيد الربوبية الذي كان يسلم به المشركون في الزمن الأول.
فنتج عن هذا اليوم أن أصبحت ترى شباباً من المسلمين، وفتيات من بنات المسلمين عندهم بذور الشك والإلحاد.
بل هناك مقاهي للشك والإلحاد، وهناك روايات للشك والإلحاد، هناك ملتقيات للشك والإلحاد، هناك مواقع للشك والإلحاد، هناك مواقع التواصل الاجتماعي لأجل هذا.
فنحن عندنا الآن أمران خطيران:
الإلحاد، والوثنيات القادمة عبر قوالب التنمية البشرية، دعونا نأخذ الشق الثاني هذا، ونرى يعني ما هو على ضوء منهج السلف الصالح.
والسائرون على منهج السلف الصالح لابد أن يقرروا قضية العقيدة الصحيحة، وتحريم ونفي الدجل، والشعوذة، والخرافة، والأوهام، وأنواع الشركيات الكبرى، الشرك الأكبر والأصغر، وتصحيح القلب: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله [رواه البخاري: 52، ومسلم: 1599].
أتباع السلف الصالح اليوم مطالبون أن يكون لهم قصب السبق في التصدي لهذه الانحرافات، حتى لا تستمر في الانتشار بين المسلمين.
وهذا التصدي يحتاج إلى صبر وعلم، ومناقشات، وطول بال مع مجموعات الإلحاد المنتشرة الآن، ومجموعات التشكيك التي تقوم..
والقيام أيضاً بعملية التحصيل البنائي لغرس المنهج الصحيح، منهج التوحيد منهج الإسلام الكامل، القائم على التعريف الصحيح المقنع للعقول، والمحرك للقلوب، من الإيمان برب العالمين، وبنبيه ﷺ، وبكتابه، وبهذه الشريعة التي أنزلها، وهذه القواعد المنهجية العظيمة التي أرساها السلف الصالح رحمهم الله استنباطاً من الكتاب والسنة.
رابعاً: ولا بد أن يكون هناك تحصين تحذيري بإعطاء، بيان واضح فاضح للانحرافات التي تأتي وتأتي تباعاً.
وهذا التحصين لابد أن يكون عن معرفة واعية بما هو قادم، وما هو موجود، وأن ينظر العلم فيه يسبرونه ويعرفونه، هل هو من قسم الحكمة التي هي ضالة المؤمن؟ أو هو من قسم الباطل المخالف للعقيدة والدين؟ أو هو من قسم الأوهام التي ما عليها دليل؟
يعني: فهي أيضاً تنفى، وإن كان ليس بدرجة ما هو مصادم مباشرة للتوحيد الله حذرنا من إبليس وجنده، وأن إبليس يزين الباطل: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ [الأعراف: 16].
لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ[الحجر: 39]، التزيين هذا الذي فيه تجميل الصورة القبيحة، ووضع غطاء على المحتوى الباطل والفاسد كي يمر ويسري، ومع الانفتاح الموجود اليوم كما قلنا الانفتاح الإعلامي، والانفتاح التقني هذا.
يعني: هذه الآن صارت قضية في غاية الخطورة؛ لأن صار ما يسمى بالثقافة المحايدة أنه يا جماعة لا تدخلوا الدين في كل شيء في ثقافة محايدة، هذا شيء اسمه "مشترك بشري" مشترك بشري، وكذلك يقال: الفكر الجديد، أو الحريات. سوقت برامج عبر مؤسسات التدريب المتنوعة، يعني: يزعمون أنها تقدم فكر وفلسفة، وليس دين ومذهب.
يعني يقولون: نحن الآن وظيفتنا ما نقدم لكم ما لنا علاقة بالدين، ما لنا علاقة بالمذاهب، نحن نقدم لكم يا أيها الشباب والفتيات كبار صغار نقدم لكم برامج، نقدم لكم فكر، نقدم لكم دورات.
لكن لما تأتي وتغوص فيها ترى أنها مرتبطة بإلحاديات الغرب، أو وثنيات الشرق، تجد أنها مرتبطة بالفلسفة الغنوصية، تجد أنها مرتبطة يعني بأنواع من المبنية على أنواع من الأباطيل ممكن تكون مأخوذة أيضاً من ديانة بوذا، أو ديانة الهند.
فهناك يعني ثلاث حزم رئيسية في الموضوع هذا:
أولها: حركة العصر الجديد (نيو إيج موذمنت) ديانة تلفيقية تصب فيها معظم الانحرافات العقدية والوثنيات، وسواء علم بعض الناس الداخلين في الدورات أو ما علموا. مثل ما هو موجود في قانون الجذب، أو في العلاج بالطاقة.
وسنعرف طبعاً موضوع العلاج بالطاقة ما له علاقة بقضية الطاقة الكهربائية، أو الطاقة الكيميائية، ولا الطاقة. لا هذه طاقة روحانية هنا هنا المصيبة.
ثانياً: الإلحاد والشك في وجود الله .
ثالثاً: السب والاستهزاء والسخرية بالدين.
حقيقة حركة العصر الجديد
أما بالنسبة لحركة العصر الجديد فهي: حركة باطنية معاصرة تشترك في الأصول، والفلسفة، والمنهج مع سائر الحركات الباطنية، لكنها تتخذ أشكالاً وتطبيقات تتناسب مع حال العصر.
فالباطنية في السابق ومنهم القرامطة، والنصيرية، والرافضة، وغلاة الصوفية مثلاً كان لهم طرح معين بأساليب معينة.
طبعاً قائمة في كثير من الأحيان على السرية العصر الحاضر نشروا، يعني كانت الباطنية تنشر بطرق في السابق كان لهم دعاة خاصين، وعندهم سرية، وعندهم مجموعات خاصة.
والباطنية المعاصرة هذه الآن والوثنيات المعاصرة، الشعوذة المعاصرة الإضلال فيها قائم على إضفاء قالب، أو ظاهر من العلم الحديث.
يعني: كأنه يقول لك: المسألة هذه فيها تجارب ممكن يعرض لك أرقام، إحصاءات، بيانات، على أنه هذه أشياء يعني دخلت المختبرات، وخرجت بنتائج، وإنه فيها تجارب وأبحاث، هي في الحقيقة وثنيات، لكن لبسوها بلباس العلم الحديث لبسوها بلباس كيف يعرض العلم الحديث؟
تعرض الأشياء طريقة العرض طريقة العرض المبهرة الرقمية، طريقة العرض التي فيها بيانات، وأرقام وإحصاءات، لك هي هي أصلاً لما تدخل داخلها هي عبارة إما الحاديات الغرب، أو وثنيات الشرق، فظاهره العلم الحديث، وباطنه الدجل والشرك، والشعوذة، والكفر.
هذه الشعوذة التي لفقت من فلسفات، ويعني إذا كان بعضهم قال: أنا آخذ من القرآن، والإنجيل، والتوراة، وبوذا، وحكم اليونان... وإلى آخره، ونلخص لكم مجموعة من هذا، فهل يعني سنقبل به؟
لا يمكن لبس الحق بالباطل، ولا خلط الحق بالباطل، ونحن المسلمين ما نحتاج يعني في عالم في موضوع الدين، والعقيدة والشريعة ما نحتاج إلى غيرنا.
في موضوع الطب والزراعة، ومثلاً التصنيع، والتقنيات أنت تأخذ تقنيات، تأخذ أدوية، تأخذ آلات، تأخذ مصانع، تأخذ طرق زراعية حديثة، تأخذ هذه من الحكمة.
أما ما يسمى بالروحانيات: فنحن والله في غناء عن كل الأشياء التي تأتي تحت هذا القالب، ونحن عندنا في الكتاب والسنة ما يغني، ولو كان في شيء مفيد ما فرط فيه ربنا أبداً: مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام: 38].
هذه الوسيلة، وحركة العصر الجديد كما يسمونها، تفتح الباب لتشكيل الديانة التي يهواها الإنسان، وربما زعموا أنهم يأخذوا من كل ديانة أحسن ما فيها، ويحاولون إضفاء الصبغة العلمية كما قلنا على أنواع من الكهانة، والسحر، والتنجيم، وصياغة مبادئ مخالفة للشريعة يسمونها مهارات لها دورات تدريبية.
وهي عند من يقدمها يقول: نحن نريد الوصول إلى الإنسان الكامل صاحب القدرات الخارقة الذي يصنع ما يريد، في الوقت الذي يريد، بالطريقة التي يريد، على الوجه الذي يريد، بالكيفية التي يريد، وهذا في وأصلاً من الذي يستطيع ذلك؟ من الذي يستطيع أن يخلق ما يريد؟ الله .
أركان حركة العصر الجديد
طبعاً هذه الطريقة حركة العصر الجديد تقوم على أركان منها:
الاعتقاد أن الكل واحد، فكل شيء هو الإله، والإله هو كل شيء.
طبعاً هذا يتقاطع مع قضية الكفريات السابقة مثل الاتحاد، ووحدة الوجود، وأن اتحاد الخالق بالمخلوق، وأن كل ما ترى بعينك فهو الله، تعالى الله عن قولهم، ولا يفرقون بين الخالق والخالق.
وهذه الطريقة (نيو إيج موذمنت) تقوم على أن الإنسان هو الإله، أو جزء من الإله على اختلاف التصورات الضالة لديهم، وأحياناً يقولون: كلمة المطلق، والكلي، والوعي الكلي، والعقل الكلي، والقوة العظمى، وهي شيء واحد في النهاية هي تقوم على أنه خلاص هو كل شيء هو الإله.
لكن ما اسمه، يعني تحت أي اسم يقدمونه، أحياناً كما قلنا العقل الكلي، الوعي الكلي، القوة العظمى، وأن في بعض هذه الفلسفات أن الإنسان لا يموت، ولكن يعني تطلع روحه وتدخل في جسد واحد ثاني، تطلع منه الروح تدخل في جسد واحد ثالث، وهكذا من خلال التقمص والتناسخ.
وتقوم أيضاً على اعتقاد أن الإنسان يخلق واقعه الخاص، وقيمه، ومعتقداته، ويحقق كل مراده.
عقائد حركة العصر الجديد
ومن أخطر اعتقاداتهم التي يخفونها: أن الغيبيات يعني مثلاً الله، والملائكة، الكتب، الرسل، اليوم الآخر لا تتعدى أن تكون تصورات ذهنية بحتة لا وجود لها في الواقع بس في الذهن.
من العقائد الفرعية لحركة العصر الجديد:
نظرية الطاقة. الطاقة المسماة في الفلسفة الشرقية كي، وتشي، والطاو، وماكرو وبرانا، ومانا، وفي الفلسفة الغربية الروحية، وبرامج العصر الجديد تضاف لها أشياء أخرى، يعني من ضمن الألفاظ الخادعة مثل قوة الحياة، الطاقة الكونية.
لاحظ ترى كلمة قوة الحياة، والطاقة الكونية الموجودة في هذه الدورات هي هي الطاو، والبرانا، والتشي، يعني الشيء الذي يعبر به الشرقيون عن المتحكم في الكون، الذي يعني هم يريدون تقمصه، والوصول إليه في النهاية.
وهذا ما له علاقة بالفيزياء، ما له علاقة بالكيمياء، ما له علاقة بهذه الأبحاث، أقصد العلوم الحديثة المفيدة علماً أنه في أشياء فيزيائية قديمة طوروها، وكيمياء قديمة، وطوروها نحن نعرف هذا.
يريد أصحاب "نيو إيج موذمنت" هذه أن يوجدوا ما يقابل الإله في الاعتقادات الأخرى، وأن المتدرب الداخل في هذه الدورات لابد أن يؤمن به، وبأهميته، وقوته، وأن يحاول أن يستمده، وأن يتشرب نفسه به، وأن يتحد معه، ويتقاطع معه.
ولذلك يقولون لك مثلاً في الدورة أحياناً: لازم تتحد بالكلي ركز واتحد بالكلي.
طيب وأحياناً يجعلون أسماء متعددة: مثل الماكرو، مثل قضية الماكرو بايوتك هذه اللي هو العقل الكلي، يقول: أنت الآن أنت الآن تدخل معي في الدورة، ورح أعلمك أنواع من التركيز والتخيل، بحيث تتحد بالعقل الكلي، حتى تخلق ما تشاء، وتفعل ما تشاء ... إلى آخره.
قضايا خطيرة جداً هي، هذا هو إخراج المسلمين عن دينهم، وأحياناً طبعاً العقل الكلي هذا الموجود عند الفلاسفة الإغريق، أحياناً يقولون: الوعي الجمعي، أو حركة الوعي.
فلسفة الطاقة الكونية المستمدة من أصل الفكر الفلسفي الذي يفسر الوجود، والكون، والحياة، والإنسان بعيداً عن الوحي تماماً.
وتمثل هذه الطاقة الكونية عند معتقديها القوة المطلقة في الكون، ويعدون استمدادها، والتناغم أنه الآن الجو والكون كله طاقة، وأنواع من الطاقة، وفي مسارات للطاقة، وحركة للطاقة، وشغلنا الآن نعلمك كيف تستمد من هذه الطاقة لتفعل ما تريد.
وتتحد من الطاقة، وتمثل الطاقة الكونية عند معتقديها القوة المطلقة في الكون، ويعدون الاستمداد منها، والتناغم معها هو السر في الوصول إلى إيجاد الأشياء كما تريدها يا أيها المتدرب، أو الداخل في الدورة، أو المنظم إلى هذه الحرك.
ويرون أن من فوائدها: صحة البدن، وعلو الهمة، وتحسن الأخلاق، وقوة الوعي، وأن تصبح روحانياً تجنح للتسامح والحب، ثم تصل للنيرفانا، والخلود أنه ما عد في موت خلاص.
طبعاً هذه الآن دورات يدخل فيها شبابنا وفتياتنا، وتمشي، ممكن يعني من باب المخادعة أن تلبس ببعض الألبسة الإسلامية، أو شعارات، يعني يمكن أن يضعوا لها بعض التوابل التي تجعلها تسلك مع الناس الذين عندهم علمهم قليل، أو خلفيتهم العقدية ضعيفة.
ويقولون: هناك طاقة ذبذبية موجودة في الكون، وفي كل الكائنات لا نهائية، ولا محدودة؛ لأن مصدرها من ألا محدود الذي هو هذا الكلي.
وطاقة قوة الحياة الحياة في الكائنات المتجسدة، فممكن يجيء بعض المسلمين مثلاً، ويدرس، أو يدخل في هذه الدورات، فيقول: ها الكلي هو الله خلصنا حليناها.
طيب وبعدين تبغى إيش الاندماج معه، والأخذ من طاقته، يعني لتصنع مثله، ماذا يعني حليت أنت بالضبط؟
لما قلت: الكلي هو الله، أو العقل الجمعي أو الكلي هو الله إيش خليت أنت؟ ماذا فعلت يعني؟ وما هي النهاية؟ وإذا سرنا إلى الأمام في دوراتكم سنصل إلى أي شيء؟
تقدم الفلسفة هذه باسم الطاقة، وتسميتها بالطاقة نوع من التلبيس؛ لأن كلمة طاقة كلمة في الظاهر كلمة يعني علمية، مثلاً الطاقة النووية، الطاقة الكهربائية، الطاقة أنواع، يعني أن هذه.
فهذا التلبيس والتضليل بإعطائها اسماً علمياً حديثاً، وهي عبارة عن عقيدة باطلة كفرية هذا إيهام، وتدليس على الناس؟
ويقولون لك: نحن ما لنا علاقة بالدين ما لنا علاقة بالدين، وهم يقدمون ديناً في الحقيقة.
كما أن تقديمها بأسمائها الأصلية في لغاتها الشرقية، مثل: الريكي، وتشيكونج، وسياتشو، والفونغ شوي، وتشياسو، والتاي شي، واليوجا، وغيرها، يجعل بعض الشباب والمراهقين والمراهقات ينجذبون إليها، أوه ما هذه؟ ما هذه الريكي تشي؟
يظنون يعني إيش الآن يعني هذه هي الإنجاز العظيم، وهذه إيش هي الفونغ شوي أنت معك تشياتسوي، وأنا يوج، أنت اتش تاي.
هذه في الحقيقة أيضاً نوع من الترويج والتسويق، ومن أشهر مروجين، أو مروجات هذه الفلسفة الإلحادية الدجالة المسماة "مريم نور"، ومن أخطر الشخصيات التي تعرض هذا في القنوات الفضائية، وفي الكتب والمواقع، وفي بينها وبين بنات المسلمين تواصل كلام دورات وزيارات، وأشياء.
وطبعاً فيها دفع فلوس، هذا ما تقدم هذه أيضاً، فهو عبارة عن يعني يبيعك الكفر بالمال يأخذ مالك ويبيعك الكفر.
فلسفة الأجساد السبعة
ثانياً: فلسفة الأجساد السبعة، وخصائص الجسم الأثيري التي مفادها:
الاعتقاد بوجود أجسام سبعة لكل الكائنات، ومنها الإنسان:
أولها: الجسم البدني، وأهمها الأثيري، ويقع على هذا الجسد جهاز متكامل يمكن تنفذ من خلاله الطاقة الكونية للجسم البدني، وسائر الأجساد التي تمنحه السعادة، والصحة، والقوة، وتكسبه الحاسة السادسة التي تمنحه القدرات الخارقة التي تؤدي إلى أن يخلق الأشياء متى ما أراد، وكيف ما أراد، وعلى الوجه الذي يريد.
سوق الدورات اليوم صار زقاقاً يعني في كل زقاق دورة، في كل ناصية دورة، في كل تفتح دورة دورة دورة، مدرب مدرب محترف، مدرب متقدم، مصطلحات صاروخية.
لكن من هؤلاء يعني على الأقل أعطونا حقاً، أعطونا حكمة، أعطونا شيئاً صحيحاً، أحنا ما عندنا مانع نتدرب، ما عندنا مانع نتطور، نحن نريد التطوير، نحن نريد التدريب، نحن نريد التمرين، نحن نريد أن نحسن مستوانا، نحن نريد أن نرتقي.
بس -يا جماعة- على أساس صحيح، أعطينا شيء لا يصادم العقيدة، لا يصادم التوحيد، لا تعطيني شيء شركي وكفري، أنا نحن أغنياء عن هذا التطوير والتدريب القائم على الشركيات والكفريات.
تقرأ في الصحف إعلانات: غير حياتك، تخلص من القلق، تملك النجاح، سيطر على العالم من حولك، وإيش اللي سيطر على العالم من حولك؟
تدري إيش معنى سيطر على العالم من حولك؟ هو الله، من هو الذي يسيطر على العالم؟ هو الله.
وكذلك عبارات متضخمة مملؤة بالهواء الساخن لا أكثر، وبعض هؤلاء الذين يسوقونها في شهر يتيم، وربما يقدمون مقدمة طبعاً، يعني تبدو في الظاهر أنها منطقية، أو تبدو أنها مقبولة، تبدو أنها فيها يعني أشياء مفيدة.
ولكن عندما يغريك، ويقول: وسنعلمك لتصل إلى درجة كذا، وحتى تستطيع أن تمشي هذه قضية.
ترى حتى مسألة المشي على الجمر والمسامير، والأشياء التي فيها، يعني هذه بدايات بدايات لأشياء ستأتي بعدها، ويستغلون أوجاع الناس.
يعني مثلاً تشوف الدورة هذه ستخلصك من الألم، الدورة هذه ستخلصك من الاكتئاب. الدورة هذه ستخليك تحل كل مشاكلك الزوجية، والوظيفية، واللي مع زملائك، واللي مع أقاربك، واللي مع كل.
ولذلك ألفاظ العموم كل وجميع، وهذه يعني من الإغراءات التي تقدم في بيع الخزعبلات، ويطل أيضاً يعني الآن من يريد أن يبيعنا في دورات طاقة المكان مثلاً.
ممكن تبدأ ببداية شوف صبغ الجدران الألوان طبعاً لها طاقة، والأسود كذا، والأحمر كذا، والأصفر كذا له طاقة.
المرآة المرآة هذه خطيرة جداً في الطاقة، وشوف وضعية المرآة على ألوان معينة ممكن تجيب لك أحلام مزعجة، وممكن حتى تكون الأحلام سارة، لازم أن تكون وضعية المرأة مع لون الجدار، مع موقع السرير الذي يؤدي بك إلى عالم من الأحلام.
وممكن تقوم قنوات للترويج بهذا، فمثلاً يجيبوا واحد مدرب، أو واحد خبير طاقة واحد يتألم رسغه، يقول له: الآن كذا بس هو إيش يسوي كذا مجرد، يعني شوف رح تشتغل خطوط الطاقة عليك تشتغل خطوط الطاقة.
ثم خلاص راح الألم هو بيع وهم وإيحاء، وإلا هو اتفق معه سابقاً، وإلا هي نوع من الدجل والشعوذة أصلاً، يعني ممكن تصل قضية التعاون بين الدجال، والشيطان إلى أنه الشيطان يتدخل عضوياً فيضغط على عرق معين ليسكن الألم.
يعني هذه إذا كنا على أبعد حالتها، ولكن ممكن تكون عملية اتفاق بين الشخص الذي طلع في البرنامج، والشخص الآخر على أن يدعي هذا الألم، وأن هذا يمشي يده فوقه، وثم يقول له: يا الله كم درجة ألم؟ كم درجة كم تعطيها من عشرة؟ كم تعطيه من عشرة؟ الألم كم؟
تسعة من عشرة. طيب ويا الله يمشي ها كم صار الألم الآن؟
خمسة من عشرة يا الله بعده كم كم صار الألم؟
واحد من عشرة صفر راح الألم، ويش بندول؟ يعني أصلاً يعني أنت لو تأمل فيها الإنسان، والله لو أنه يقرأ قرآن يقرأ القرآن يقرأ المعوذات الفاتحة، ويمسح بيده اليمنى على العضو المصاب كما ورد في السنة.
قال العلماء: "المسح تفاؤل بزوال الوجع، وهذا النفس الخارج بالقرآن مؤثر لبركة القرآن؛ لأنه كلام الله، ولأنه شفاء.
إذن قلنا: والله على العين والراس والرحب والسعة، في شيء مفهوم في شيء مفهوم، في قرآن كلام الله ثابت له التأثير والبركة يشفي به الله.
وهذه الحركة المسح باليد اليمنى على العضو المصاب، كما فعل النبي ﷺ مأخوذة من الحديث رواه البخاري في صحيحه.
عندنا علم، عندنا بينة، عندنا أثارة من علم، أما يجي واحد ويسوي كذا، يقول: شوف الآن خطوط الطاقة، والطاقة منتشرة في كل مكان، وسوف أمر الآن فوقها إيش هذا؟ إيش هذا؟
يعني وين العلم فيه؟ أين المؤثر؟ أين المؤثر المفهوم؟ أين هو؟
ثالثاً: قانون الجذب الذي خلاصته: أن الإنسان قادر على صناعة قدره بنفسه، وجذبه إليه، هذا يقوم على تعظيم ذات الإنسان لتصل عند صاحبها إلى درجة الخلق.
ووفقاً لأصول العقائد الباطنية، فحركة العصر الجديد تنظر إلى الإنسان على أنه موجد، يعني خالق، يعني بارئ من العدم، وأنه يخلق محيط حياته هذا قانون الجذب هو يقوم على أنه أنت تستطيع أن تخلق محيط حياتك بنفسك، ولا حاجة لك بشيء من الخارج.
وأن باستطاعتك التركيز والتخيل، واستعمال الذهن هذا أن تصنع سعادتك، وأن تتحكم بحياتك حتى بعد مماتك.
كما أن بالإمكان الوصول إلى الكمال المطلق عندهم، بحيث إنك ما تموت، ولا يصيبك الهرم، ولا تصيبك الأمراض أبداً، إيش؟
يعني النبي ﷺ أخبر أنه لكل داء دواء إلا الهرم إلا الهرم، ما فيه سبحان الذي قضى على عباده بالموت، سبحان الذي قهر عباده بالموت، أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ [النساء:78]. كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ [الأنبياء:35]. إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30].
لكن هذه العقيدة تقول: لا أنت تصل إلى الكمال المطلق، وأن الإنسان يولد يعني ما يشاء، وأصلاً يولد بشرارة إلهية عليه أن يستكشفها ليصنع ما حوله يولد بشرارة إلهية.
يعني تريدون أن تقولوا: أن جزء من الإله موجود في هذا الإنسان، وعليه أن يبحث عنه، ابحث عن قدرات الخالق في نفسك لتخلق.
طيب بعض الذين يتكلمون عن قضية التخاطر عن بعد، ما في لو شوف لو هاتف، لو كيبول، لو فيبر، لو ذبذبات الكترونية، كهرومغناطيسي أي شيء يعني عطينا سكايب، واتس آب، رقم اتصال، بريد الكتروني، لها تفسير علمي، كيف تنتقل الرسالة؟
أما أغمض عينيك، وركز، وتخاطب عن بعد، كلمته وكلمني، كلمني وكلمته، ما هو يا أنتم يا أنتوا أولياء أصحاب كرامات تجي الكرامات على كيفكم، وتفتح خط الكرامات لما تبغى، وهو يفتح استقبال الكرامات لما يبغى، يا إنكم يعني أنتم دجالين نصابين يعني.
لا وفي دورات، دورات التخاطر عن بعد، دورات التخاطر عن بعد، هب أن وقع شيء من ذلك مثلاً في عهد عمر نادى: "يا سارية الجبل" [الاعتقاد للبيهقي: ص: 314، وهو في السلسلة الصحيحة:1110].
نحن نثبت كرامات الأولياء، عقيدة أهل السنة والجماعة، ما عندنا فيها إشكال، يعني أن الله ممكن أن يخرق العادة لولي، وممكن تخرق العادة لدجال يمشي في الهواء، يمشي على الماء، ويطير في الهواء.
لكن كيف نعرف الفرق بين الولي وبين الدجال؟
اللي هو الاستقامة قد تأتي معها الكرامة، أو الخارقة هذي.
والشيء الثاني هناك الذين يضيعون الواجبات، ويفعلون المحرمات، ويقعون في الشركيات، فما حصل لهم من الخوارق؟
هو عبارة عن استدراج من الله استدراج، يعني ما في ناس تعينهم الشياطين على الطيران في الهواء، تعينهم الشياطين على المشي في الماء.
طبعاً: اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ [الأنعام: 128].
في تعاون بين شياطين: شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً [الأنعام: 112].
أما أن يقال: لا هذه دورات أنت أي واحد يتعلم التخاطب عن بعد أي واحد يعني، فهذه هذي ممارسات دجليه.
وينبغي أن نعلم بأنه ليس كل ما ينسب، يعني ليس كل ما يدخل في هذا الموضوع يكون مثلاً شركاً، أو كفراً.
فمثلاً تحليل الخطوط المسمى بالجرافولوجي فرق بين ما يستخدم في البحث الجنائي بتحديد صاحب الخط.
الآن أنت هذه أشياء هذا علم، قضية في البحث الجنائي، يوجد أشياء من جنس تحديد صاحب الأثر صاحب الخط، والآن طبعاً الدي إن إي، أشياء طبية يعني مفهومة مشروحة.
وفي فراسة أيضاً عند المسلمين: يعني نعتقد نحن بوجود يوجد الفراسة هذي، يعني مثلاً قضية قص الأثر، موجود ناس خلقهم الله عندهم قدرة على معرفة، مثلاً لما نشوف قدم هذا وقدم هذا، يعرف أن هذا الابن وهذا هذا الابن من هذا الأب: إن هذه الأقدام بعضها من بعض [رواه البخاري: 3731، ومسلم: 1459].
لكن ترى هذا هذي يعني هذه فراسة لها أسباب واضحة، مبنية على ما هو شيء تقول هذا دجل وهم، شعوذة، لا هذه الفراسة هذا النظر إلى تشابه الأقدام عملية التشابه تشابه إدراك، التشابه في شيء واضح الذي هو التشابه، لكن مو كل واحد يعرفه ويفهمه.
مثل الطب، يعني مثل الطب الذي فيه اكتشاف المرض، ليس كل واحد يكتشف المرض بس المرض هذا له جراثيم بكتيريا فيروسات أشياء واضحة مسببة.
وممكن يعني أحياناً إذا تساهلنا في قضية الخط معرفة الخط إنه خط، والتوقيع يقود في تحليل النفسيات إلى آخره، إنه تقول: والله نفسية منغلقة، ونفسية منفتحة، ونفسية معقدة، ونفسية سهلة منبسطة، ونفسية.
هذه لو مشيناها مع أنه ما ثبتت علمياً كما قلنا كما قلنا ما ثبتت لا عند الأمريكان، ولا عند الأوربيين، ولا عند الروس، ولا عند غيرهم.
كما قلنا: في تواقيع معقدة وأصحابها نفسياتهم سهلة طلع، وفي تواقيع وخطوط سهلة ومنفتحة، ومنبسطة، وشكل الصاد، وشكل الفاء، وشكل الميم، وشكل الهاء، سهلة وطلع أصحابها معقدين جداً ما اطردت المسألة.
لكن لما تصل القضية أنه يقول لك: الخط هذا شوف هذا الخط هذا صاحبته عندها مشكلة زوجية، يعني هذا صاحب الخط هذا صار له حادثة تحرش جنسي لما كان عمره عشر سنوات، هذه خلاص أنت تعرف على طول دخلنا في الدجل والشعوذة.
وافترض أن بعض الجن والشياطين يخبرون بعض هؤلاء بأخبار المراجعين، والمتدربين، أو التي يجونهم على أنهم مرضى أو مراجعين.
طيب خبر من الشيطان ليضل به بني آدم مثل ما ينطق، يعني الشيطان استراق الخبر من السماء، والقاءه إلى الأرض، ويأتي عليه هذا يخلط معه تسعة وتسعين كذبة.
ولا زال الناس يتذكرون المرة الواحد في المائة التي كانت صح، وينسون الباقي.
ولذلك أنا كنت أقول: أنه ما كلها شركيات وشعوذة، شركيات وكفريات، لكن بعضها أوهام، يعني شيء ما عليه دليل يبيعك الوهم.
وبعضها كما قلنا ما هي شركيات وكفريات، لكن فيها مبالغات واضحة جداًـ يعني دورة حفظ القرآن الكريم في ثلاثة أيام.
في أحد يا جماعة يعرف واحد دخل دورة من هذه وحفظ القرآن في ثلاثة، بعدين استغرب في عندنا في التاريخ الإسلامي في يعني مثل: الإمام البخاري أين هو عن هذه الدورة، أين الشافعي؟ أين هؤلاء؟
واحد يطلع لك يقول لك: شوف حفظت ثمانية عشر جزء في يوم، أنت اقرأها اغمض عينيك واسردها، ثم فتح عينيك واقرأها واغمض واسردها، وفتح عينيك واقرأها، واسردها شوف الثلاثة الآن تخزنت في العقل الباطن، تخزنت في اللاواعي خلاص في السكنر الداخلي، مخزنه جوى بيدي إف.
باقي قضية الاستدعاء، الاستدعاء نحن سنعطيك تقنية نعلمك تقنية الاستدعاء، إيش اللي مجموع الفتاوى في ثلاث دقائق؟
يقول لك: طيب هيئ لنفسك جو القراءة المناسب ماشي، الوضعية المناسبة ماشي، في أوضاع مثلاً يصير واحد مرتاح في القراءة، لكن لما يجي يقول: تخيل كمثرى أسفل رقبتك، وترتفع ثلاثين سنتي، وتثبت كذا.
أنت الآن تشوف، أنت لما تخيلت الآن الكمثرى راحت ثلاثين سنتي، وطلعت ثلاثين سنتي إيوه، يقول: أنت الآن صرت جاهز للقراءة التصويرة؛ لأن الاسكنر صارت فوق الآن بس افتح افتح افتح وراء بعض.
طبعاً دورات تحليل الشخصية الآن في بعضها كما قلنا زي البحث الجنائي، يعني في أشياء صحيحة، في أشياء صحيحة.
الحين لما يتكلموا على قضية حسي وسمعي وبصري، صحيح في ناس يعتمدون على السمع أكثر، وفي ناس يعتمدون على البصر أكثر، في ناس يعتمدون، لكن الإنسان ما هو آلة لا تصور لي من خلال الدورة أن الإنسان روبت.
طيب في واحد عنده تداء يعني عنده السمع والبصر والحس كلها تشتغل، اللي عنده امتزاج هذا إيش هو؟
يعني لا تطلع إنه لا تتعامل مع الإنسان على أنه آلة سمعي فقط، بصري فقط، حسي فقط.
طيب في ناس عندهم امتزاج تداخل في هذه الأشياء، وأحياناً يقول: دورات تحليل الشخصية هي تساعدك على اختيار الصديق الصداقة المناسبة، الشراكة المناسبة، الزواج كذا، أنت تحلل شخصية مديرك على شين تعرف تتعامل معه، تحلل شخصية المخطوبة تعرف أنه تصلح لك وإلا ما تصلح لك.
الحين بعض الأشياء هذه صحيحة فيها حكمة يعني، أنت ممكن تعرف الشخص المتردد، من الشخص الجازم، الشخص المتحير، من الشخص، يعني في علامات ما في شك، أصلاً الطب النفسي فيه كثير من هذه الأشياء.
لكن لما تدخل إلى قضايا باطنية، أو أشياء من عالم الغيب سيحدث كذا، أو أشياء صارت من عشرين سنة ما يعرف بها إلا صاحب الشأن، أو من حوله، أو القرين جني يعني.
فهذه مالها دخل، هذه ما هي تحليل شخصية، هذه كهانة، وعرافة بقالب جديد، وثوب عصري بس، يلبسون أحياناً ثياب الفراسة لباس العلم، الدراسات الاستقرائية المنطق، وممكن قد تكون تنجيماً، وقد تكون خرافة، وقد تكون وهماً.
فإذن في أشياء مثلاً في الجرافولوجي هي عبارة عن رجم بالغيب، وعرافة، وكهانة كهانة، وهي إلى فعل الشياطين أقرب، وليست دراسات حديثة، ولا دلت عليها أبحاث حديثة صحيحة أبداً، فهي من جنس شغل العرافين.
وأي خط الذي تستشف منه شخصية شخص بارع في محاكاة الخطوط جميعها، وتزوير التوقيعات.
يعني افرض أنه واحد عنده خبرة عالية في تقليد الخطوط وتزوير التوقيعات، هو نفسه زور لك التوقيع تبع الشخصية المعقدة، وهو نفسه زور لك التوقيع تبع الشخصية المنبسطة، وهو نفسه اللي زور لك توقيع الشخصية. كذا إيش تقول؟ ها إيش تقول؟
ولذلك يجي واحد قالوا: خلاص خذ من خط هؤلاء المزورين، واعطيه واحد وراء واحد، وستجد أنه يحللك على أنهم أشخاص مختلفين.
طبعاً إضافة عنصر الإثارة والتشويق في بعض الدورات، مثل موضوع المشي على الجمر، وكذا، وأنه أنت تستطيع أن تفعل أي شيء، وبعدين تطلع قضية الجمر البارد، وتطلع لنا حيل، وتطلع لنا ناس احترقوا فعلاً، مشوا على الجمر واحترقوا، فعند ذلك يعني تجي لك تشويش على الدماغ.
وأحياناً يعني مثل ما كان بعض الرفاعية أمام شخص الإسلام يدهن نفسه بدهن النارنج، ويقول: نحن ندخل في النار ولا نحترق.
هذه قضية فيزيائية، هو هذا ممكن يطلي قدمه بمادة معينة مقاومة للنيران، ما في أشياء مقاومة في النيران في الأثاث، في الأدهان مقاومة للنيران ما تحترق، ممكن يطلي ويمشي يمشي تدخل، وسماكة قدم هذا