01- مقدمة عن أحوال القلوبإن أعظم ما خلق الله في هذا الإنسان: قلبه الذي يتعرَّف من خلاله على خالقه سبحانه وتعالى؛ ولذلك نعى الله -عز وجل- على أولئك الذين، وهبهم قلوبًا لم يفقهوا بها، ولم يعرفوا بها ربهم، فقال عز وجل:{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا}[الأنعام: 179]، ومعنى: لا يفقهون بها، لا يصل إليها فقه، ولا علم إلا مجرد قيام الحجة، وأما أهل القلوب فقد أنار الله قلوبهم، وأحياها فقال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}[الأنعام: 122]. .... المزيد |
02- الترفالترف مفسد للمجتمعات ، وموهن للطاقات ، ومبدد للأوقات ، فهو داء مفجع ، ومرض مقلق ، ولذا كان لزاماً علينا تناول هذا الموضوع بوضوح ، وتجليته للناس ، وذلك ببيان حقيقة الترف ، وصوره المعاصرة ، وبعضاً من أسبابه ، وآثاراه على الفرد والمجتمع والأمة ، ثم بيان وسائل وطرق معالجة المجتمعات التي استشرى فيها هذا الداء. .... المزيد |
03- النفاق 1حديثنا عن مفسد آخر عظيم جداً من مفسدات القلوب، وهو النفاق، النفاق من النافقة إحدى حجرة الريبوع، يكتمها ويظهر غيرها، وموضع يرققه، وعند الخطر يضربه برأسه، فيخرج، فإن له قاصعاء ونافقاء، مدخلان للجحر أحدهما واضح، والثاني خفي، وقد تكرر لفظ القرآن الكريم والحديث الشريف في ذكر النفاق، وما تصرف منه قولاً وفعلاً، وهو معروف عند العرب بالمعنى العام. .... المزيد |
04- النفاق 2تقدم ذكر طائفة مما يتعلق بمرض النفاق، وهو من أخطر الأمراض التي تفسد القلب إن لم يكن أخطرها، هذا الداء الوبيل، والمرض العظيم الذي جاءت سور القرآن بكشف أهله، وذكر صفاتهم، وقد تقدم ذكر طائفة من صفاتهم: يعاهدون على الطاعات ولا يفون بها. ومن صفاتهم أنهم يعاهدون على الطاعات ثم لا يفون بها: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } [التوبة : 75 - 77]. .... المزيد |
05- الشهوة 1حديثنا عن مفسد آخر من مفسدات القلوب، إنها معركة مع الغريزة تلك المستترة بأغوار النفس، وطبيعة الإنسان، والهالكون من بني البشر في معركتهم مع هذا العدو كثير، والناجون قليل قليل، يجتمع للمنتصر في معركته هذه إقامة المروءة، وصون العرض، وحفظ الجاه، وراحة البدن، وقوة القلب، وطيب النفس، ونعيم الفؤاد، وانشراح الصدر، وقلة الهم والغم والحزن، وعز المكانة، وصون نور القلب، ونضرة في الوجه، ومهابة في قلوب العباد، زوال الوحشة، وقرب الملائكة، وبعد الشياطين، وذوق حلاوة الطاعة، وطعم حلاوة الإيمان، وزيادة في العقل والفهم. .... المزيد |
06- الشهوة 2فقد تكلمنا في الحلقة الماضية في مفسدات القلوب عن الشهوة، وخطورتها وشيء من سبل الوقاية من هذه الآفة، وأن الله -عز وجل- ركبها في النفوس لمصلحة العباد، وأن الشهوة ليست شرًا كلها، بل إن من الشهوة ما هو باب عظيم من أبواب الأجر، كما دل عليه حديث الرجل الذي يأتي شهوته يكون له فيها أجر، بخلاف الرجل الذي يأتي شهوته ويكون عليه فيها وزر [مسلم:1006]، وكذلك فإن الشهوة إذا ضبطت ستكون سببًا عظيمًا للولد وللعفاف والإعفاف، ونحو ذلك، وإنما الخطر العظيم في انطلاق الشهوات، هذه الشهوات التي تفسد القلوب بلا ضابط من الإيمان والدين، وبلا وازع من الضمير والخلق. .... المزيد |
07- الغفلةإن الله -سبحانه وتعالى- قال في كتابه العزيز: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[الحشر:19]، قال الشيخ السعدي -رحمه الله تعالى-: والحرمان كل الحرمان أن يغفل العبد عن هذا الأمر، ويشابه قومًا نسوا الله، وغفلوا عن ذكره، والقيام بحقه، وأقبلوا على حظوظ أنفسهم، وشهواتها فلم ينجحوا، ولم يحصلوا على طائل، بل أنساهم الله مصالح أنفسهم، وأغفلهم عن منافعها وفوائدها، فصار أمرهم فرطًا، فرجعوا بخسارة الدارين، وغبنوا غبنًا لا يمكن تداركه، ولا يجبر كسره، ومن غفل عن ذكره ونسى حقوقه شقي في الدنيا، واستحق العذاب في الآخرة. .... المزيد |
08- اتباع الهوى 1الهوى حجاب بين العبد وربه، فيه حطت النار، واستحق به غضب الجبار، وحرم أتباعه منازل الأبرار؛ ولهذا عظمت منزلة مخالفته، فلم يجعل الله للجنة طريقاً غير مخالفة الهوى، ولم يجعل للنار طريقاً غير اتباع الهوى، قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}[النازعـات:37-41]، قيل: هو العبد يهوى المعصية فيذكر مقام ربه عليه في الدنيا ومقامه بين يديه في الآخرة فيتركها -يعني المعصية- لله. .... المزيد |
09- اتباع الهوى 2كنا قد تكلمنا في اتباع الهوى عن أضرار هذا الاتباع، وما الذي يسببه هذا الاتباع من الآفات والأخطار، وسبق الحديث عن أن من أسباب ذلك الاستهانة بالذنوب والآثام، وكذلك من أضرار اتباع الهوى عدم جدوى النصح والإرشاد، وذلك؛ لأن المتبع لهواه قد ركب رأسه صار عبدًا لشهواته، فأنى يستجيب للنصح! ولا خير في قوم لا يتناصحون، ولا يقبلون النصيحة، {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ}. .... المزيد |
10- الكبرالكبرياء من صفات الله تعالى، وهي العظمة، والتجبُّر، وقد اتهم بها فرعونُ موسى وهارون فقال: {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ}[يونس: 78]، والمتكبر من أسماء الله؛ لأن الكبر لا يليق إلا بالله –سبحانه وتعالى-، ومن أسمائه: المتكبر كما قال الله:{الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ}[الحشر: 23]. ومن أسمائه: الكبير، قال تعالى عن نفسه:{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}[الرعد: 9]. .... المزيد |