12 - أعمالك المكتوبة، آيات الله في النحل1، أحكام الإمام والمأموم{هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 29]. عندما تنصب الموازين، وتحاصر الملائكة الناس، وتأتي كتب الأعمال، وتوزع، تعالوا لفصل القضاء: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [الزمر: 69]. ويجازى الناس بالأعمال، وكل شيء مكتوب: {يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} [القيامة: 13]. ودقة متناهية: {هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ} [الجاثية: 29]. {لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [الكهف: 49]. كل أعمالكم مستحضرة، كل أعمالكم مسطرة من غير زيادة ولا نقصان: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49]. {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 29]. الحفظة كتبوا، ورفعوا التقارير إلى الله، وصحائف الأعمال، ستأتي، ستفتح، ستنشر، سيظهر، كل واحد فينا عليه ... .... المزيد |
11 - يوم الصاخّة، أمم أمثالكم، أحكام التراويح{فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 33 - 37]. يقول الله -تعالى- مذكرا عباده بيوم المعاد، يوم القيامة، ومن أسمائها: الصاخة. الصيحة التي تصخ الأسماع، حتى تكاد تصمها. الصاخة هي النفخة الثانية التي يكون معها البعث، وقيامنا من قبورنا بين يدي ربنا. الصاخة الصوت العظيم المسمع المدوي: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ} الأقارب. الواحد في الفزع في الخوف، يهرب إلى من؟! الطفل إذا فزع يهرب إلى أمه، الزوجة إلى فزعت تهرب زوجها، الأخ إذا فزع يهرب إلى أخيه، الأخت إذا فزعت تهرب إلى أخيها. يوم القيامة، الفزع هائل، ومع ذلك: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ} الزوجة العزيزة الغالية. {وَبَنِيهِ} هؤلاء العدة في البلاء، والزينة في الرخاء، والعون على الشدائد، والحماية في مواجهة الأعداء، ما لهم؟ أين هم اليوم؟ {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ} ولا يلتفت إلى أحد منهم، لا يبحث عنهم، مشغول بنفسه، الهول عظيم، والخطب جسيم: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 37]. وليس هذا فقط، بل يود لو يفتدي بهم من العذاب: {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ* وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ} [المعارج: 11 - 14]. يضحي بهم جميعا لـ... .... المزيد |
10 - أحصاه الله ونسوه، آيات الله في الأذن والسمع, 20 ملاحظة للعامي في الاستفتاءهذه موعظة من مواعظ يوم القيامة، حيث تُحضر كتب الأعمال التي كتبتها الملائكة الكرام، فتطير لذلك القلوب، وتعظم من وقعها الكروب، ويُشفق منها المجرمون. فإذا رأوها مسطرة عليهم، أعمالهم قد أحصيت، أقوالا وأفعالا، قالوا: {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} لا يترك خطئية صغيرة ولا كبيرة، لا سئية مثقال ذرة، ولا موبقة من الموبقات إلا وهي مكتوبة فيه، محفوظة، سواء إن كانت من عمل السر، أو من عمل العلانية، أو من عمل الليل، أو من عمل النهار: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ} [القمر: 52]. {الزُّبُرِ} الكتب التي خطتها الملائكة عليهم: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} [القمر: 53] من أعمالهم مسطر عليهم في صحائفهم، في هذا الكتاب المجموع، كتاب الأعمال الذي: {لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}. إنه مشهد مخيف، يوم القيامة، عندما يقول الله: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا} أمامهم لا يقدرون على إنكاره: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} فيجازيهم، ويقررهم، ويستحقون العذاب والعقاب، باعترافهم أنهم فعلوا ذلك، يقينا، لا يستطيعون الإنكار، وقد أقيمت الحجة عليهم، والله ليس... .... المزيد |
09 - اعمل ليوم القيامة، آيات الله في الجلد، أحكام العمرة 2إنه يوم القيامة: {يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} [القيامة: 13] تحضر جميع أعماله: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49]. فما رآى من أعماله حسنا، سره وأفرحه، وما سيراه من قبيح سيسؤوه ويغيظه، ويود لو أنه تبرأ منه، وأن بينه وبينه مسافة بعيدة، وأمدا شاسعا، كما يقول لشيطانه الذي كان مقترنا به في الدنيا، والذي جرأه على فعل المعاصي: {يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} [الزخرف: 38]. في هذه الآية ترغيب وترهيب، فقد خوف الله عباده عقابه، فقال: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 30]. وفتح لهم باب الرجاء، من رحمته، فقال: {وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ} انظروا إلى هذا الجمع الجميل بين... .... المزيد |
08 - موازين الأعمال، آيات الله في الجهاز التنفسي، أحكام العمرة 1إنه يوم القيامة، توزن فيه أعمال العباد بميزان دقيق، يزن مثال الذرة من العمل: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ} أي ذوات القسط، وهو العدل. ميزان واحد باعتبار كل شخص، وجمع باعتبار الأعمال الموزونة فيه. ميزان حقيقي، له كفتان، محسوس له لسان، وهي الحديدة التي تكون في وسط الميزان. يرحج الميزان بمثقال ذرة من خير أو ذرة من شر: {فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا}. {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8] يُؤتى بها لك وعليك. وَالْوَزْنُ بِالْقِسْطِ فَلَا ظُلْمَ وَلَا *** يُؤْخَذُ عَبْدٌ بِسِوَى مَا عَمِلَا فَبَيْنَ نَاجٍ رَاجِحٍ مِيزَانُهُ *** وَمُقْرِفٍ أَوْبَقَهُ عُدْوَانُهُ قعد رجل بين... .... المزيد |
07 - لا تكن من الغافلين، آيات الله في الأجنة ومراحل خلق الإنسان، من أحكام المفطرات 3{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون: 9]. نداء من الله -تعالى- للمؤمنين، وإذا سمعت النداء، فارعه سمعك. {لَا تُلْهِكُمْ} اللهو شغل يصرف عن تحصيل المهم، وعن تحصيل المصلحة. {لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ} لا تشغلكم عن الواجبات التي أمر الله؛ لا تشغلكم أموالكم عن أداء الصلوات جماعة للرجال في المساجد، لا تشغلكم أموالكم عن حج بيت الله، فتشتغلوا بالتجارات، وتأجلوا الحج، وربما يأتي الأجل ولم تأت بيت الله، لا تشغلكم أموالكم عن تلاوة كتابه، وتعلم دينه، لا تشغلكم أموالكم عن تربية أولادكم، ومراعاة بيوتكم، فإن الله سائلكم عما استرعاكم، لا تلكم أموالكم عن ... .... المزيد |
06 - الأخسرين أعمالا، آيات الله في الهيكل العظمي البشري، من أحكام المفطرات 2{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103 - 104]. معلوم أن كل عمل يعمله الإنسان سيسأل عنه يوم القيامة بسؤالين: لم؟ وكيف؟ لم عملته؟ وكيف عملته؟ لم عملته؟ هل عملته إخلاصا لله، أم رياءا وسمعة، ولأجل الخلق، ولأجل الدنيا؟ وكيف عملته؟ متبعا للسنة، أم على هواك، أو تقليدا للآخرين، أو على وفق بدعة منتشرة؟ فهناك من يعمل أعمالا لا يبتغي بها وجه الله، وهناك من يعمل أعمالا على غير وفق سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. هؤلاء قد يكون عندهم إخلاص، لكن ليس عندهم ... .... المزيد |
05 - الظلم ظلمات يوم القيامة، آيات الله في العين البشرية، من أحكام المفطرات 1{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42]. هذه الآية وعيد وتهديد للظالمين في كل زمان ومكان، وتسلية للمظلومين في كل وقت وآن: أن الله ليس غافلا عن هؤلاء الظالمين، وما يفعلونه بالمظلومين، ولا مهملا لهم، حاشاه سبحانه وكلا.. نحن نرى ما يحل بإخواننا في الشام والعراق ولبنان والأحواز، وغيرها، والحقيقة نتألم، وبعض الناس يقولون: حتى متى؟ إلى متى؟ وبعضهم ربما يتمادى فيبدأ بشيء من انتقاد أفعال الله -تعالى الله عن قولهم-. له الحكمة البالغة، وكل شيء عنده بمقدار، يبتلي عباده بالشدائد، لحكم عظيمة، تكفيرا لسيئاتهم، ورفعا لدرجاتهم، ومظاعفة لحسانتهم. الله -عز وجل- يأذن للظالم، بتسلط، لحكمة عظيمة، بين في قوله: {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [آل عمران: 178]. فإذا ... .... المزيد |
04- استجيبوا لله وللرسول، آيات الله في القلب البشري، أهل الأعذار في رمضان 2{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ} يأمر الله -تعالى- عباده المؤمنين بما يقتضيه الإيمان منهم، وهو الاستجابة له ولرسوله عليه الصلاة والسلام، أي الانقياد لما أمر به، والمبادرة إلى ذلك، والالتزام بالأمر واجتناب النهي. فأوامره ونواهيه، حياة القلوب والأرواح، فلا حياة للنفس إلا بطاعة الله، والاستجابة لأمره. ثم حذر سبحانه من عدم الاستجابة لله وللرسول، فقال مهددا: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24] يحال بينكم وبين قلوبكم، حتى لو أردتم شئيا لا تصلون إليه، فتختلف قلوبكم. يحول بين المرء وقلبه فلا يدخله نور الهداية. يحول بين المرء وقلبه فلا يفقه عن الله، هذه عقوبة للإعراض، إذا أعرض العبد عاقبه الله بموت القلب. وذكر بموعظة أخرى دون... .... المزيد |
03- احذر خائنة الأعين، آيات الله في الخلية 2، أهل الأعذار في رمضان 1يقول الله: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ * يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 18 - 19]. {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ} إنه تذكير الله لنا: {يَوْمَ الْآزِفَة} حيث يقول الله عنه: {أَزِفَتْ الْآزِفَةُ * لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} [النجم: 57 - 58]. سميت القيامة بالْآزِفَةِ، لاقترابها، كما قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1]. {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} [الأنبياء: 1]. {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل: 1]. إنها آية تشعرنا بقرب قيام الساعة, ووجوب الاستعداد لذلك؛ لأن فيها شدائد وأهوال: {إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} وقعت القلوب في الجناجر من الخوف، صعدت من مكانها إلى الحنجرة، فلا هي تخرج، ولا هي تعود إلى مكانها، وهذه حقيقة. {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ} قريب ينفعهم: {وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} فيشفع فيهم، وتقبل شفاعته. ثم بين... .... المزيد |