مهارات التفكير الإبداعي لدى المسلمينلقد حثَّت الشَّريعة على إعمال العقل، فانطلق علماء المسليمن فحقَّقوا نتائج باهرة، واعتمدوا على الملاحظة الدَّقيقة، والمشاهد المتكرِّرة، والتَّجارب المتعدِّدة، والإستقراء العلمي؛ فتميَّزوا في الإبداع الفكري، وكان لهم قصب السَّبق فيما يُسمَّى اليوم بمهارات التَّفكير، فقدَّموا للبشرية ثروةً فكريةً عاليةً، أبدعوها بعقولها المستنيرة بنصوص الوحي، فمهارات التَّفكير عند المسلمين كثيرةٌ ومتنوِّعةٌ، والقرآن أسس منهجية للبحث العلمي: {إقرأ باسم ربك الذي خق * خلق الإنسان من علق} فحث الخلق عامة على منهج الملاحظة والتَّأمُّل. .... المزيد |
إصلاح الذوقياتإنَّ الإسلام دين الجمال والذَّوق الرَّفيع، يرشد إلى المحاسن، فلم يترك خيراً إلَّا دعى إليه ولا شرَّاً إلَّا حذَّرنا منه، راعى شعور وأحاسيس الآخرين، وأمر بالإحسان في التَّصرَّفات القولية والفعلية، ودعى إلى مكارم الأخلاق، والتَّحلِّي بالآداب الإسلامية، ولو ألقيت نظرةً شاملةً على شرائع الإسلام وأصوله العظام؛ لرأيت عجباً، فإذا أتى المسلمُ الصَّلاةَ فلابُد أن يأتي على طهارةٍ، ويأخذ زينته عند كُلِّ مسجدٍ، ويمشي وعليه السَّكينة والوقار، وترك أكل الثَّوم والبصل قبل الذَّهاب إلى المسجد؛ وهذا من الذَّوق والأدب لمراعاة مشاعر النَّاس، وقس على ذلك كثيراً من جماليات وذوقيات إسلامنا الحنيف. .... المزيد |
إصلاح حال السجناءقصصٌ كثيرةٌ يعيشها السُّجناء، فمنهم من سُجن لجريمةٍ، ومنهم لعدم سداد دين، ومنهم من هو مجرم ومنهم من ليس بمجرم، لكن جرى قدر الله عليه بما أدخله السَّجن، فمهما فعل العبد فباب التَّوبة مفتوحٌ، ولابُدَّ من المبادرة إلى التَّوبة الصَّادقة قبل أن يهجم الأجل فلا مهلةٌ، ويُغلق الباب فلا يُفتح، فالسَّجن ليس نهاية الطَّريق للسَّجين، فهو محطَّةٌ عابرةٌ، والمؤمن لا يُلدغ من جحر مرَّتين، لابُدَّ يكون بداية الأنطلاقة للنَّجاح، والسَّجن هو مدرسةٌ تعلِّم الصَّبر، فقد دخل السَّجن عددٌ من الأبياء والأخيار، وكان الصَّبر وانتظار الفرج مشتركاً عندهم، وعلى السَّجين أن يظنَّ بالله الظَّنَّ الحسن فهو المفرِّج والميسِّر. .... المزيد |
الهداياإنَّ الهدية شعيرة إسلاميةٌ عظيمةٌ، وهي سببٌ للتَّآلف وشيوع المودة، وتقريب القلوب، وإزالة ما في النَّفوس من الأحقاد، وهي تحبب المؤمنين ببعضهم، وتعمل عمل السِّحر في القلوب، وقد قال عليه الصَّلاة والسَّلام: ((تهادوا تحابوا وتذهب الشَّحناء)) ولكن هنالك أناسٌ غلب عليهم الجفاف، فلا يتهادون فيما بينهم أبداً، فيُحرمون خير السُّنَّة، حيث أنَّ من السُّنَّة الهدية والإثابة عليها، وقبولها حتى ولو كانت يسيرة، إنَّ التَّعبير عن المحبَّة والوداد عبر الهدية طيبٌ، والمشاعر إذا تُبدأ في كثيرٍ من الأحيان فلا يعرفها الطرف الآخر، وكذلك الهدية بين الزَّوجين مهمة جداً لزيادة العلاقة، وعدم وجودها بينهما عبارة عن فقر مشاعر وتبلُّد إحساس. .... المزيد |
المرأة والإنترنتفي خضم الفراغ التي تعيشه النِّساء اليوم، دخل الإنتترنت دخولاً مخيفاً، وصار المجال واسعاً للنِّساء وغيرهن في هذا العالم، فصار قضاء الأوقات في ذلك حبَّاً للتطُّلع، وبحثاً عن الصَّداقات، وبثَّاً للهموم، وأثبتت عدد من الدَّارسات أنَّ دخول النِّساء إلى شبكة الإنترنت إنما هو لأمور لا طائل من ورائها، والأقلُّ منهن تبذل وقتها في الأمور الجيِّدة والمفيدة، وهذه الشَّبكة لما فيها التَّخاطب في برامج الشَّات وغرف التَّعارف والمنتديات ونحوه، صارت مجالاً للشَّرِّ، واصطياد الذِّئاب البشرية للغافلات، وقد كثرت السِّيئات في هذا المجال، وإنَّ من المزالق التي يجب تجنبها: الخضوع بالقول للمرأة ودخول الموقع السَّيئة، والتَّعرُّف على الأجانب، وتبادل الصُّور الشَّخصية، وفتح العلاقات مع المنحرفين، ويجب على المرأة الحفاظ على وقتها، وعدم إهمال مسؤليتها المناطة بها، .... المزيد |
الموظفونإنَّ الله -تعالى- أوكل إلينا أماناتٍ كثيرة، وفرض علينا القيام بها ورعاتها وتحمُّلها، ومن أهم الأمانات: حفظ جهة العمل ووقتها وآلياته؛ لأنَّه عقدٌ يجب احترامه، سواءً كان في قطاع خاص، أو في بيت مال المسلمين، أو في القطاع الحكومي، فكثيرٌ من الموظفين يفرطون بالأمانات الموكلة إليهم، ومن صور التَّفريط والتَّقصير: غياب الإخلاص والاحتساب، والتَّهاون في وقت الدَّوام بالدُّخول والخروج، والتَّغيُّب دون عذرٍ، وتوكيل الزَّميل بتوقيع الإنصراف، وتضييع وقت العمل بأعمالٍ أخرى جانبيةٍ، والتَّهاون باستخدام أدوات العمل في الأمور الشَّخصية، وبعض الموظَّفين من يتلاعب بالعمل بحجج قلَّة الرَّاتب، وغير ذلك كثير، فيجب على الموظَّف مراعاة الضَّوابط الشَّرعية التي تؤكِّد على الاهتمام بما يمليه عليه عقد العمل، وأن يكون الأموال التي يقبضها بحقٍّ دون إلحاق أي تقصير. .... المزيد |
إصلاح المطاعم العائليةإنَّ التَّرفيه على الأهل والأولاد، وإدخال السُّرور عليهم، والتَّوسيع عليهم في المآكل والمشارب، بدون إسارف ولا محرمات؛ هو شيءٌ طيبٌ؛ لأنَّك تؤجر على ذلك ياعبد الله، ومع انتشار المطاعم العائلية اليوم، والتَّنافست في إخراج العائلات من البيوت ليتناولوا الوجبات فيها، باستخدام الدِّعايات والاعلانات، فالمسألة تحتاج إلى ترشيد وإصلاح، فينبغي التَّنبُّه ومراعاة جانب الشَّريعة في وضع النِّساء في المطاعم، فاختلاطهن بالرِّجال، والكشف حال الأكل أمام الآخرين خطأ، إذا لابُدَّ من تجهير الأماكن المخصَّصة للنِّساء بإحكامٍ وعنايةٍ واهتمامٍ من قبل القائمين على المطاعم، فصاحب المطعم عليه مسؤليةٌ كما أنَّ على راعي الأسرة التي يأتي بها الى المطعم مسؤليةٌ أيضاً، فلا بُدَّ من مراعاة الضَّوابط الشَّرعية المعروفة. .... المزيد |
أكل أموال الناس بالباطل - الثانيإنَّ بعض النَّاس الذين يريدون أكل الأمول؛ يريدون أكلها بتأويلاتٍ، فهم لا يأخذون بالحرام المواضح، وإنما يسوغون لأنفسهم أخذها تحت غطاءٍ شرعيٍ من التأويلات؛ ليسكنون به ثوران الضَّمير، وواعظ الله في قلوبهم إذا ثار عليهم، ويحصل أحياناً من بعض المعتاقدين في الأعمال، إذا تعاقدوا مع أشخاص في وضع يضطرُّهم إلى القبول بأي شرط، حتى لو كان فيه انتقاص بحقِّهم، مع أن هذا ليس رضى بالحقيقة، وإنَّما هو موافقات انتُزعت تحت الإكراه، ويكره للإنسان أن يستغل حاجة أخيه، فبعض العمال قد يؤجِّر نفسه للحاجة بثمن بخس، وقد يظنُّ صاحب العمل أنَّ العقد شريعة المتعاقدين وينسى... .... المزيد |
أكل أموال الناس بالباطل - الأولإنَّ بعض النَّاس الذين يريدون أكل الأمول؛ يريدون أكلها بتأويلاتٍ، فهم لا يأخذون بالحرام المواضح، وإنما يسوغون لأنفسهم أخذها تحت غطاءٍ شرعيٍ من التأويلات؛ ليسكنون به ثوران الضَّمير، وواعظ الله في قلوبهم إذا ثار عليهم، ويحصل أحياناً من بعض المعتاقدين في الأعمال، إذا تعاقدوا مع أشخاص في وضع يضطرُّهم إلى القبول بأي شرط، حتى لو كان فيه انتقاص بحقِّهم، مع أن هذا ليس رضى بالحقيقة، وإنَّما هو موافقات انتُزعت تحت الإكراه، ويكره للإنسان أن يستغل حاجة أخيه، فبعض العمال قد يؤجِّر نفسه للحاجة بثمن بخس، وقد يظنُّ صاحب العمل أنَّ العقد شريعة المتعاقدين وينسى... .... المزيد |
تغيير النفوس بتغير الأحوالكثيراً ما نسمع عن فقيرٍ قد اغتنى، وموظفٍ ترقَّى، وذليلٍ قد عزَّ، ومريضٍ قد شُفي وتعافى، ونحوه، لكنَّ كثيراً من النَّاس تتغيَّر نفوسهم بتغيُّر أحوالهم، فيتنكَّرون لماضيهم وأصدقائهم، بل وحتى أقاربهم، والنَّاس معادنٌ كمعادن الذَّهب والفضَّة، فمنهم من يكون معدنه نفسياً كالذَّهب، فيبقى كما هو على لمعانه وبريقه لا يتغيَّر، ومنهم من يكون معدنه خسيساً سرعان ما يصدأ ويتغيرَّ، والنُّفوس الكريمة الأصلية لا تتغيَّر بتغيُّر الأحوال وتقلُّب الأوضاع، فتبقى حافظةً لوفائها، وثابةً على مبادئها، وإن وصلت إلى أعلى المناصب وحازت الدُّنيا. .... المزيد |