الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
التخويف من يوم القيامة وأهواله
عباد الله: آخر آية نزلت من القرآن، وآخر وصية من الله للبشرية: وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [سورة البقرة:281]. فخوفنا الله -تعالى- ذلك اليوم: وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِذلك يَوْمَ التَّلَاقِ [سورة غافر:15]، يلاقي المخلوقون خالقهم، ويلاقي الآخرون الأولين، ويلاقي الظالم المظلوم، وتلاقي الأرواح الأجساد، والأجساد الأرواح.
هذا اليوم الآخر الذي لا يوم بعده، هذا آخر يوم، آخر يوم ما بعده خلود دائم في جنة أو نار. اليوم الأخير طوله خمسين ألف سنة، إنه يوم عبوس قمطرير! إنه يوم شديد!.
حال أصحاب العدل والظلمة يوم القيامة
هذا اليوم الناس فيه في أحوال؛ فشتان شتان بين صاحب العدل في ظل الرحمن في ظل العرش، وأهل العدل على منابر من نور يوم القيامة، وبين الذي قطع شبرًا من الأرض ظلمًا، فأكثر، يأتي يوم القيامة وقد طوقه إلى سبع أرضين، فهذا الشبر إلى الأرض السابعة كله، يأتي حول عنق صاحبه.
وكذلك الذي لا يعدل بين زوجتيه على خلاف أهل العدل، يأتي يوم القيامة وشقه مائل؛ كصاحب الفالج في مشيته يعرفه الناس يوم القيامة، أنه لا يعدل بين زوجتيه.
حال المتصدقين والبخلاء يوم القيامة
شتان بين من يأتي يوم القيامة يأتي يوم القيامة في ظل صدقته، وأهل الصدقات في ظل العرش كل مؤمن يأتي يوم القيامة في ظل صدقته، وناس في ظل العرش يتصدقون خشية حتى لا تعلم شمائلهم ما تنفق أيمانهم، يأتون مكرمين في الظل، وناس يأتي الواحد يوم القيامة، وقد منع حق الله، لم يؤد زكاة ماله، فيأتي به كأنه يأتيه كأنه ثعبان، بل هو ثعبان يتحول إلى ثعبان أقرع، سقط شعر رأسه، لكثرة سمه، يطوقه يوم القيامة، يقول: أنا مالك، أنا كنزك، يريد الفرار منه لا يستطيع، فيقدم يده إليه فيقضمها قضم الفحل، وكذلك غنمه وبقره وإبله تطأه، وتعضه وتنطحه، وتطأه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، كلما انقضت أخراها ردت عليه أولاها، حتى يقضى بين العباد، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار.
حال المتواضعين والمتكبرين يوم القيامة
شتان بين المؤذنين الذين يؤذنون إيماناً واحتسابًا، يأتون يوم القيامة أطول الناس أعناقًا، قد اشرأبت أعناقهم لفضل الله ورحمته، قد تطلعوا يرجون ما كانوا يوعدون، وقد كانوا أمناء الناس على صلاتهم وإفطارهم وسحورهم، يأتون يوم القيامة وقد كانوا يدعون الخلق إلى الصلاة: "حي على الصلاة "، كل مؤذن محتسب لله، يعرف فقه الوقت، وأحكام ما يلزم، يأتي يوم القيامة أطول الناس أعناقًا المؤذنون، وبين من يأتي يوم القيامة على هيئة وصورة الرجل، لكن أمثال الذر النمل الصغار يطأهم الناس بأقدامهم، من هم المتكبرون يحشرون يوم القيامة على أمثال الذر في صور الرجال، تعلوهم نار الأنيار، في غاية الذل والاحتقار، بخلاف من تواضع لله، ومن تواضع لله رفعه، ولذلك يرتفع المتواضعون.
حال أصحاب الغدر يوم القيامة
يوم القيامة كل غال يأتي بما غله، وسرقته على ظهره، يفتضح بها في أرض المحشر، واختلاسه، فضيحة له، حاملاً له على عنقه، وبين من يسعى في قضاء حوائج الناس، والله -تعالى- ينفس عنه عنه كربات ذلك اليوم، وهو في عونه؛ لأنه كان في عون عباد الله.
شتان -يا عباد الله- بين الغادر الذي غدر من جهة قد أمنه صاحبه منها، ولا يتوقع منه غدرًا، فإذا به يوقع به يأتي يوم القيامة ولواء مرتفع يراه الأولون والآخرون في أرض المحشر عند استه في ذلك المكان، حتى يكون الافتضاح قبيحًا لواء عند استه، غادر غدر في عقد عمل، غدر في أجره، غدر في عرض، غدر في دم، غدر اعتدى من حيث اؤتمن، كان مؤتمنًا، صاحبه لا يتوقع منه، فغدر به، هذا حاله يوم القيامة.
حال المتحابين في الله يوم القيامة: شتان بين هذا وبين من يأتي يوم القيامة على منابر من نور، يغبطهم النبيون والصديقون والشهداء، من هم؟ المتاحبون في الله، الذين أحبوا لله، وأعطوا لله، ومنعوا لله، فلم تكن مؤاخاتهم في الدنيا لمال، ولا لمنفعة دنيوية، أو مصلحة أرضية، ولا لشكل، أو نسب، أو فخامة مركب، ما اجتمع بعضهم على بعض يعبدون: أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [سورة العنكبوت:25]، ولا اجتمعوا على باطل، ولا على حرام، ولا على تعاون على الإثم والعدوان، لكن اجتمعوا في الله ولله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، فهؤلاء على منابر من نور يغبطهم النبيون، وفي ظل العرش.
حال القتلة والمغتابين والمرابين يوم القيامة
عباد الله: شتان شتان بين من يأتي يوم القيامة بخموش وكدوش في وجهه، ليس في وجهه مزعة لحم، أذهبها سؤال الناس بغير حق، استكثارًا من الدنيا، وبين من يأتي أيضاً وقاتله المقتول يجر قاتله تشخب أوداج المقتول دمًا، فيدنيه من العرش، ويقول: يا رب انظر هذا فيم قتلني؟ يأتي أناس يوم القيامة مفاليس، لماذا؟ ضرب هذا، وشتم هذا، وأكل مال هذا، فيقال: خذ من حسناته، وهناك واحد يأخذ من حسنات الآخر ما شاء، تعرض عليه حسنات الآخر، فيقال: خذ ما شئت، من هو؟ غازي في سبيل الله، ترك أهله في رعاية، قاعد خانهم خانه في أهله هذا، يقال لذلك الغازي في سبيل الله، خذ من حسناته ما شئت، وأناس يوم القيامة يأتون كالمجانين يخنقون من هم؟ أكلة الربا، كما شرح ابن عباس الآية: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ [سورة البقرة:275]، يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ قال ابن عباس: "يبعث آكل الربا كالمجنون يخنق" وهو يكتب على الصرافات نسدد عنك، نسدد عنك بزيادة، يقرضون بزيادة، ويل لأكلة الربا، ويل لهم في البرزخ، في نهر من الدم المنتن، يسبحون ويلقمون صخورًا في بطونهم، وفي المحشر يقومون كالمجانين يخنقون، وفي النار اللعنة اللعنة، لعن الله آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، فويل لهم من عذاب النار، وعذاب النار أشد وأنكى.
حال الشهداء والحجاج والمعتمرين يوم القيامة
شتان بين ناس يأتون يوم القيامة اللون لون الدم، والريح ريح المسك، جرح في سبيل الله، يأتون يوم القيامة مكرمين، يبعثون ملبيين؛ لأنه مات في الإحرام، والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم، فإذا مات في التلبية وفي الإحرام، يبعث يوم القيامة ملبيًا، ولذلك لا يغطى وجهه في التكفين، ليبعث في ثيابه، ثياب الإحرام، يكون في حال من التكريم لا يعلمه إلا الله، وبين النائحة التي تكسى يوم القيامة سربال من قطران، ودرع من جرب، من قطران، النحاس المذاب، منتن الرائحة، وأيضاً مذاب حرارته تعذب، وشكله مقرف، ولذلك فإن الاعتراض على القضاء والقدر خطير العاقبة جداً يوم الدين.
إذ هؤلاء الظالمون، هؤلاء الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ [سورة غافر:18] في غاية الحزن، خيم عليهم الصمت من الكآبة، وصلت قلوبهم إلى حناجرهم حقيقة، ارتفعت من مواضعها من الهول والفزع الذي يرونه، هؤلاء الذين يأتون يوم القيامة في السلاسل والأغلال، الذين يأتون يوم القيامة، الذين أكلوا أموال الأيتام، الذين يأتون يوم القيامة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، حلف على يمين فاجرة، ليقتطع بها مال امرئ مسلم، شهد شهادة زور، الديوث الذي يقر الخبث في أهله، ويرى الشر والمنكر والفجور، والعلاقات المحرمة، وهو ساكت لا يغير شيئًا، والرجلة من النساء، كما جاء في الحديث، المتشبهة بالرجال في هيئتها، في مشيتها، في كلامها، في حركاتها، في لباسها، الرجلة من النساء، وهذا ما يريده اليهود وأعوانهم من المساواة بين الجنسين، تمامًا في كل شيء، يريدون إذابة الفوارق التي جعلها الله بين الذكر والأنثى، وقال: وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى [سورة آل عمران:36].
اللهم نجنا من أهوال القيامة يا رب العالمين، واجعلنا في ظل عرشك يا كريم، اللهم اجعلنا من المتقين، اللهم أوردنا حوض محمد ﷺ، وارزقنا منه شربة لا نظمأ بعدها أبدًا، إنك أنت أرحم الراحمين.
أقول قولي هذا، وأستغفر لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، الرحمة المهداة، البشير والنذير، والسراج المنير، أرسله الله رحمة للعالمين: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا [سورة الأحزاب:45- 47].
حال أصحاب الطاعات والسيئات يوم القيامة
يا فرحتهم! يا فرحتهم عندما يأتي صاحب الزهراوين: البقرة وآل عمران، قد أدمن قراءتهما، وحفظ ما حفظ منهما، وعلم ما علم من علمهما، وتفسيرهما، ورزق ما فتح عليه في تدبرهما ومدارستهما، صاحب البقرة وآل عمران قراءته تكون غمامة تظله يوم الدين، تأتي التلاوة، كأنها فرق من طير تظله يوم الدين، يوم تدنو الشمس من العباد، قال في الحديث: فتصهرهم حتى يغوص العرق في الأرض سبعين ذراعًا، تصهرهم ليس تحرقهم، فيصيرون رمادًا. إذًا، لتمنى الكافر هذا، ويقول الكافر: يا ليتني كنت ترابًا، لكنها تصهرهم صهرًا، فيغوص العرق في الأرض سبعين ذراعًا، أين هذا ممن يأتي مكرمًا؟ شاب نشأ في طاعة الله منذ نعومة أظفاره، منذ أول أمره، فهيأ -يا أيها الأب- لولدك هذه الفرصة، أحسن تربيته لعله يكون شابًا، نشأ من أول أمره، نشأ ليس عنده هذه المراهقات المحرمة، والعلاقات المحرمة، ليس عنده تضييع للفرائض والصلوات والواجبات، نشأ في طاعة الله، شاب نشأ بالتأكيد أن أبويه قد أعاناه على ذلك، والشيخ أيضاً يأتي يوم القيامة قد صارت شيبته نورًا.
فأخبر ﷺ أن من شاب في الإسلام شيبة كانت له نورًا يوم القيامة، فهذا الذي يتضايق منه بعض الناس، إذا ظهر في الشعر، ويريدون نتفه وإزالته، بأي طريقة؟ من شاب شيية في الإِسلام كانت له نورًا يوم القيامة. فهنيئا لهؤلاء -يا عباد الله- عندما يأتي أهل العبادات وأصحاب الصيام كيف يأتون، ورائحة الخلوف أطيب عند الله من ريح المسك، بينما يأتي أناس لا يقبل الله منهم صرفًا ولا عدلاً، لا فريضة ولا نافلة يأتون يوم القيامة لا يقبل الله منهم صرفًا ولا عدلاً. عباد الله: هؤلاء الذين لا يعطون حق الله، ولا حقوق عباده، هؤلاء أهل العدوان والظلم، هؤلاء الذين كانوا يعذبون الناس في الدنيا، والخسف موعد عظيم، الخسف موعد عظيم لهؤلاء المجرمين. عباد الله: المسبل، والمنان، المنان الذي يعطي ويؤذي، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب، ورجل كان له فضل ماء في الطريق، فمنعه من ابن السبيل، ورجل أقام سلعته بعد العصر، فقال: والله الذي لا إله غيره، لقد أعطيت بها كذا وكذا، فصدقه رجل وهو كذاب: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [سورة آل عمران:77]. شيخ زان على كبر سنه ما ارعوى، ولا زال في طريق الفاحشة والحرام، وملك كذاب لا حاجة له أن يكذب، فعنده القوة بأنواعها، وعائل مستكبر فقير يتكبر على ماذا؟ الغني إذا تكبر سيعذب، فكيف إذا كان فقيرًا يتكبر؟ معنى ذلك بأن الكبر متأصل في نفسه. ومن هؤلاء الذين لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: الذي انتسب إلى غير أبيه، ورفض نسبه الحقيقي.
اللهم رحمتك، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أهل العدل والإيمان، يا رب العالمين. اللهم ما فرطنا فيه من حقك؛ فاغفر لنا، وما فرطنا فيه، من حقوق عبادك، فتحمله عنا يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين. اللهم إنا نسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الغنى والفقر، والإخلاص في الغيب والشهادة، ونسألك نعيمًا لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، ونسألك الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الموت، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة. اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين، يا رب العالمين، أعتقنا من النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار بلا حساب ولا عذاب، واجعلنا من أهل الفردوس الأعلى يا كريم، إنك أنت الأعلى، وأنت أرحم الراحمين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب، اللهم فرج عن إخواننا المستضعفين في الشام والعراق، وسائر الأرض يا رب العالمين. اللهم أطعم جائعهم، واكس عاريهم، واحمل حافيهم، وآو شريدهم، وأبرأ جريحهم، واشف مريضهم، وارحم ميتهم، اللهم أيدهم بمدد من عندك. اللهم يا قوي يا عزيز ابطش بأعداء الدين، اللهم نكلوا بإخواننا، فنكل بهم. اللهم من أراد بالإسلام وأهله سوءًا من أراد ببلدنا هذا وبلاد المسلمين سوءًا، من أراد أمننا وبلادنا بسوء فأشغله بنفسه، واجعله كيده في نحره، آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، واغفر لنا يا عزيز يا غفور، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، وتب علينا، يا ربنا.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.