الخميس 20 جمادى الأولى 1446 هـ :: 21 نوفمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

المعلومات كثيرة والعمل قليل


عناصر المادة
الخطبة الأولى
أهمية العلم الشرعي
عدم العمل بالعلم من صفات اليهود
خلق النبي ﷺ
شبهة حول طلب العلم والرد عليها
فضائل العلم، ووسائل تثبيته
الخطبة الثانية
العلم النافع هو ما عمل به

الخطبة الأولى

00:00:07

الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أهمية العلم الشرعي

00:00:46

عباد الله: لقد خلقنا الله لعبادته، ولم يتركنا هملاً، وإنما علمنا كيف نعبده؟وكيف نعبده لا تكون إلا بالعلم، ولذلك أنزل علينا آيات ووحي من السّنة نعبده بها، ويرشدنا إلى كيفية عبادته وهذا هو العلم، والعلم آيات بينات في صدور الذين أوتوه، والعلم فقه وفهم لما أنزل الله ، وعندما يتعلم العبد تكون عليه الحجة التامة؛ لأن عدم تعلمه حجة عليه، الجهل مصيبة يدفعه بالعلم، فإذا تعلم سينتقل إلى العمل.

العلم آيات بينات في صدور الذين أوتوه، والعلم فقه وفهم لما أنزل الله ، وعندما يتعلم العبد تكون عليه الحجة التامة؛ لأن عدم تعلمه حجة عليه، الجهل مصيبة يدفعه بالعلم، فإذا تعلم سينتقل إلى العمل.

وهنا يا عباد الله، أمر عظيم، وهو أنا نتعلم ثم لا نعمل، ولذلك عاب الله هذا فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ والنبي الكريم الذي قال لقومه: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إنه يبين لهم بوضوح، أنه يعمل بالعلم الذي يعلمهم إياه، وأنه لا يخالف ذلك، وأنه لا يمكن أن يأمرهم ويترك، وينهاهم ويفعل.

عدم العمل بالعلم من صفات اليهود

00:02:18

وقد ذم الله تعالى أهل الكتاب اليهود، لماذا؟ قال لهم: تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ فهذه من طبائعهم وأخلاقهم، أنهم يأمرون بالخير أحيانًا ولا يفعلونه دائمًا، وهؤلاء أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبشِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ هذه آفة خطيرة جدًّا يا عباد الله، وعندما ترشد أهلك، وتعلم أولادك، وتكون قدوة لأسرتك تكون بالكلام دون فعل فإن هذا يخل، والكلمة تنبعث ميتة من الفم حتى يصدقها الفعل فتسري فيها الروح، ولا يكون القدوة قدوة حتى يعمل بما علم وبما يقول، ونحن اليوم -يا عباد الله- في عصر انتشار الثقافة والمعلومات، والانفجار المعلوماتي، وهذه المواقع الكثيرة اليوم، مواقع التواصل وغيرها فيها كثير من المعلومات، وتأتي على رسائل الواتساب، وأنواع الرسائل الإلكترونية كثير من المعلومات، إذا تأكدنا من صدق هذه المعلومات، ماذا ينبغي علينا؟ الآن نسمع مواعظ كثيرة، في الخطب هناك دروس منتشرة مقاطع صوتية، لكن ما هي نسبة العمل بالعلم؟ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ۝ وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا [سورة الأحزاب:30، 31] فلماذا يضاعف لها العذاب ضعفين؟ الذي يعلم ثم يخالف هذا ذنبه شديد.

خلق النبي ﷺ

00:04:13

عباد الله: النبي ﷺ كان خلقه القرآن، ما معنى كان خلقه القرآن؟ يعني كان يعمل بالقرآن، كان يسير بهذا القرآن بين الناس، كان يسير وفق هذا القرآن في حياته، كان خلقه القرآن يعمل به دائمًا ، هذا ليس مجرد مرة ولا مرتين، هذا خلق، والخلق العادة المستمرة، وقد حدثنا النبي ﷺ عن رجل: يلقى في النار فتندلق أقتابه يعني أمعاءه، فيطيف بها كما يطيف الحمار بالرحاء، فينظر إليه أهل النار ثم يقولون: أي فلان، ألست كنت تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر؟ فيقول: إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله، وأنهى عن المنكر وأفعله[1] والحديث في الصحيحين. وهذا منظر فظيع، ووعيد مخيف، بالنسبة للذي يأمر ويخالف وينهى ويرتكب، وقد كان الصحابة يستعينون على التعلم وعلى حفظ القرآن بالعمل به، ولا يجاوزون عشرة آيات حتى يعملوا بما فيها، والإنسان لا تزول قدماه يوم القيامة حتى يسأل عن أمور ومنها : ماذا عملت فيما علمت؟ ما معنى حديث: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع[2] من ضمن المعاني: علم لا يعمل به، ولذلك قال بعض السلف: "حسبك أن يكون علمك حجيجك عند الله يوم القيامة!

شبهة حول طلب العلم والرد عليها

00:05:58

فإذا قال بعض من خف عنده ما خف: أنا لا أريد أن أتعلم حتى لا يكون العلم حجة عليّ فيقال: ستعاقب على جهلك، ستعاقب على رفض التعلم، ولم يعذرك الله بالجهل؛ لأنك كنت تستطيع أن ترفعه بالتعلم ولم تفعل، فليس القضية إذًا هي هروب من التعلم حتى لا يكون حجة لا، هذا سيعاقب عليه، ولكن لا بدّ أن يتعلم ولا بدّ أن يعمل، وإلا فما هو الدين إذا لم يكن الدين علم وعمل، فماذا سيكون إذًا؟ بلا علم معلومات باردة، بلا عمل- كلا والله- والنبي ﷺ ضرب مثلاً قال: مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه، كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه[3]السراج ذو الفتيلة ماذا يحصل فيه يوقد يضيء لكنه يحرق نفسه وتذبل هذه الفتيلة شيئًا فشيئًا تزوى، ولذلك النبي ﷺ أخبرنا يوم القيامة عن ناس تقرض شفاهم بمقاريض من نار يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم[4] ومرة أخرى لو قال: أنا لا آمر بالمعروف، ولا أنهى عن المنكر، حتى لا تقرض شفتي بمقاريض من نار، فيقال: قد ازدت سيئة على سيئتك، إذا كنت من قبل تأمر وتخالف،وتنهى وترتكب، فأنت الأن لا تأمر ولا تفعل، ولا تنهى وترتكب، فصار عندك بدل من السيئة الواحدة صار على ظهرك سيئتان، ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وترك العمل بذلك، فسيكون وضعك أسوأ، ولذلك لا يخدعن الشيطان أناسًا يقولون: نحن نسكت حتى لا نعاقب يوم القيامة، فيقال لهم: ستعاقبون مرتين، مرة على ترككم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وترك التعلم، وترك التعليم، ومرة على المخالفة.

عباد الله: كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ، لا خيار لنا في المسألة، لا بدّ أن نتعلم ونعمل، ونأمر وننهى ونلتزم، وعندما لا يعمل بالعلم هذا من أوصاف الغربة، غربة الدين، ومن صفات آخر الزمان، والعبادة علم وعمل متلازمان، ولذلك فإننا كل واحد في نفسه لا بدّ أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق.

ثانيًا: يجاهدها على العمل بعد التعلم.

ثالثًا: أن يجاهدها على الدعوة إلى ما تعلمه وعمل به.

ورابعًا: أن يصبر على الأذى في سبيل ذلك. هذه المراتب الأربع التي من حازها فقد حاز الخير والفلاح والله.

وهذا التعلم وهذا العمل زينة، إذا العلم لم تعمل به كان حجة عليك، ولن تعذر بما أنت حامله.

فإن كنت قد أبصرت هذا ، فإنما يصدق قول المرء ما هو فاعله.

والعلم ليس بنافع أربابه ما لم يفد عملاً وحسن تبصر
سيان عندي علم من لم يستفد عملاً به وصلاة من لم يطهر
فاعمل بعلمك توفي نفسك وزنها لا ترض بالتضييع وزون المخسر

فضائل العلم، ووسائل تثبيته

00:10:04

العلم بالعلم يا عباد الله، يرفع الإنسان درجات عند الله يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [سورة الحديد:11] إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين[5].

والذي يعمل بالعلم لا يضل ولا يشقى كما أخبر الله: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى [سورة الأنبياء:123] والذي يعمل بالعلم ينجو يوم القيامة، وتكون إجاباته عن الأسئلة أسئلة المحاسبة، عمره فيما فناه، شبابه فيما أبلاه، ماله في أي شيء أنفقه؟ عن علمه ماذا عمل فيه أو به؟ هذه الإجابات المسددة من سبل النجاة يوم القيامة، أما الإعراض هذا عدم العلم إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا [سورة الكهف:57] ذكر الله وصفًا معيبًا في كتابه لليهود أيضًا مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا [سورة الجمعة:4] ما بال الحمار الذي يحمل أسفارًا؟ لا يفقه ولا يعمل.

وعالم بعلمه لا يعملن معذب من قبل عباد الوثن

وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ [سورة محمد:17]؛ لأنهم عملوا بالعلم.

ثم أيها الإخوة، أيها الأحبة، إن من أعظم وسائل تثبيت العلم في الصدور العمل به، كانوا يستعينون الصحابة على تثبيت الحفظ بالعمل بهذا المحفوظ.

العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل، ولنحذر أشد الحذر أن يأتي الواحد يوم القيامة وقد خالف فعله قوله، وصار على سنن هؤلاء اليهود، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الإخلاص، وكلمة الحق في الغضب والرضى، ونسألك نعيمًا لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، ونسألك الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الموت، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزين الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

00:12:29

الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الرحمة المهداة البشير والنذير والسراج المنير.

العلم النافع هو ما عمل به

00:12:45

عباد الله، العلم والد والعمل مولود، العلم شجرة والعمل ثمرة، رأس الفقه العمل بالعلم، وهذا العمل زكاة العمل، فهو أثره، وقليل من العلم مع العمل به، خير من كثير من العلم بلا عمل، وإنما يراد العلم للعمل به للنجاة عند الله يوم القيامة.

العلم شجرة والعمل ثمرة، رأس الفقه العمل بالعلم، وهذا العمل زكاة العمل، فهو أثره، وقليل من العلم مع العمل به، خير من كثير من العلم بلا عمل، وإنما يراد العلم للعمل به للنجاة عند الله يوم القيامة.

وهل سعد السلف وأدركوا وفضلوا إلا بحسن الاعتقاد والإيمان، وبحسن العلم والتعلم وبحسن العمل.

أيها المسلمون: ليغتنم كل واحد منا وقته، فإن العمر قصير والرحيل قريب، والحساب شديد، والخطر عظيم، والناقد بصير، والله تعالى بالمرصاد، وإليه المرجع والمعاد،فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ۝ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [سورة الزلزلة:7، 8]، العلم ليس للمباهاة، الشهادات، ليست للمباهاة المحفوظات والمعلومات ليست للمباهاة، وإنما للعمل بها، تعلموا فإذا علمتم فاعملوا، ومثل علم لا يعمل به ككنز لا ينفق منه، ولن يكون الإنسان عالمًا حتى يكون عاملاً، ومن أوثق صفات العلماء الذين يؤخذ عنهم، أنهم يعملون بعلمهم، الإمام أحمد-رحمه الله- لما ألف المسند، وضع فيه أربعين ألف حديث قال: "ما من حديث إلا وعملت به، ولو مرة، حتى أنه قرأ أن النبي ﷺ احتجم وأعطى أبا طيبة الحجام دينارًا قال أحمد: فاحتجمت وأعطيت الحجام دينارًا، والدينار: مثقال أربع غرامات وربع، والغرام الأن إذا كان على مائتين فانظر أو قريب منها، كم يكون الدينار؟ أربع غرامات وربع، أكثر من الأجرة العادية مثلاً، لكن لأنه قرأ أن النبي ﷺ وصل إليه العلم أنه احتجم وأعطى الحجام دينارًا أعطى الحجام دينارًا، أبو داود -رحمه الله- سمع رجلاً عطس وحمد الله، ولم يكن ذلك الرجل ليسمعه، لأن هذا كان في المركب وهذا كان في الشاطئ، فاكترى قاربًا بأربع دراهم، وذهب إليه وشمته، كله من أجل أن يعمل بحديث فإذا حمد الله فشمتوه[6]وقصصهم في العمل بالعلم كثيرة جدًّا، قصصهم في العمل بالعلم، وحرصهم على ذلك، وهذا ما يجب علينا نحن أن نقوم به.

اعمل بعلمك تغنم أيها الرجل لا ينفع العلم إن لم يحسن العمل
والعلم زين وتقوى الله زينته والمتقون لهم في علمهم شغل
وحجة الله يا ذا العلم بالغة لا المكر ينفع فيها لا ولا الحيل
تعلم العلم واعمل ما استطعت به لا يلهينك عنه اللهو والجدل
وعلم الناس واقصد نفعهم أبدًا إيّاك إيّاك أن يعتادك الملل
وعظ أخاك برفق عند زلته فالعلم يعطف من يعتاده الزلل
وإن تكن بين قوم لا خلاق لهم فأمر عليهم بمعروف إذا جهلوا
فإن عصوك فراجعهم بلا ضجر واصبر وصابر ولا يحزنك ما فعلوا
فكل شاة برجليها معلقة عليك نفسك إن جاروا وإن عدلوا

تقول الحكمة: تبتغيني يا ابن آدم وأنت تجدني في جملتين، تعمل بخير ما تعلم، وتذر شر ما تعلم.

كيف يكون الواحد منا قدوة لأهله وهو يأمرهم بالصلاة، والله أمره أن يأمرهم وأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ [سورة طه:132] ثم لا يواظب عليها، بعض الناس لا يصلي إلا الجمعة، وبعض الناس يصلي فروضًا ويترك أخرى، وبعض الناس ينام عن الصلاة المكتوبة، إذا كان عقوبة الذي ينام عن الصلاة المكتوبة متعمدًا أن يشدخ رأسه بصخرة في القبر، غير عذاب النار، غير ما يكون في أرض المحشر؛ لأن هناك عذابات بعد الموت،العذاب عند نزوله، الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم، هذا عند نزول الموت، وفي القبر كما جاء في الأحاديث في الزناة والزواني في تنور من نار، وآكل الربا الذي يسبح في نهر الدم، ويلقم الصخور، وما أخبر عنه ﷺ في أحاديث كثيرة التي منها والأحوال هذا الذي يرفض القرآن، وينام عن الصلاة المكتوبة، فكيف ستكون عقوبته إذا ترك صلوات؟ وترك بالكلية واحد من خمسة وثلاثين، ما يصلي إلا الجمعة، واحد من خمسة وثلاثين؟ وكيف إذا كان يأمرهم بالعفة ولا يرضى من زوجته وبناته أن يرتكبن الحرام، ثم هو يشغل أفلام الحرام، ومقاطع الحرام، وقنوات الحرام، وينظر إلى الحرام، فأي تأثر وأي انزجار، أو أي قبول سيكون عند أولاده من بنات وزوجة وأبناء، إذا كان هذا هو الحال ما في عمل بالعلم، لا يوجد يقول أبو الدرداء: إن أخوف ما أخاف على نفسي أن يقال لي يوم القيامة: يا عويمر -وهذا اسم أبي الدرداء- هل علمت؟ فأقول: نعم، فيقال لي: فماذا عملت فيما علمت؟ هنا.

اللهم إنا نسألك أن تصلح أحوالنا، اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من المفلحين، وأهل السعادة الناجين، اللهم ارزقنا الفلاح في الدنيا والآخرة، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا، اللهم إنا نسألك أن تفقهنا في الدين، وأن ترزقنا العمل بسنة سيد المرسلين، صلى الله عليه وعلى آله أجمعين.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، ربنا اجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذرياتنا، ربنا وتقبل دعاءنا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب، اللهم أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا وعلى والدينا، وأن نعمل صالحًا ترضاه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، أدخلنا الجنة مع الأبرار، وقنا عذاب النار، أعتق رقابنا من النار، واجعل الفردوس الأعلى مأوانا يا أرحم الراحمين.

عباد الله: إن لإخواننا علينا حقًا عظيمًا، وإنهم في كرب عظيم والله، ونحن نسأل الله أن يفرج كربتهم، وأن يرفع البأس عنهم، وأن يكشف ما نزل بهم من ضر،اللهم إنا نسألك لإخواننا، وأنت الرحمن الرحيم، وأنت الحكيم، أنت على كل شيء قدير، وأنت أعلم بالحال، اللهم إنا نسألك أن تفرج هموهم، وتنفس كروبهم،وتكشف غمومهم، وتجمع على الحق كلمتهم، وأن تنصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم اجمع كلمتهم على الحق، وألف بين قلوبهم، اللهم آوهم، اللهم داوهم، اللهم أطعمهم، اللهم اكسهم، اللهم احملهم، يا أرحم الراحمين، يا رب العالمين،اللهم عليك باليهود والباطنية، اللهم زلزلهم، اللهم اقذف في قلوبهم الرعب، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم خالف بين كلمتهم، واجعل دائرة السوء عليهم،اللهم ائتهم من حيث لم يحتسبون، واجعلهم وأموالهم غنيمة للمسلمين،اللهم اهزمهم وشردهم وزلزلهم واخسف بهم يا رب العالمين، يا قوي يا عزيز يا متين، أنت تنتقم لعبادك الصالحين، اللهم إنهم آذوا إخواننا، وأفسدوا في البلاد، وأكثروا الفساد، فصب عليهم سوط عذاب، اللهم إنا نسألك لبلدنا هذا وبلاد المسلمين الأمن والإيمان، والاطمئنان يا رحمن، اللهم اجعلها عامرة بذكرك، عاملة بشرعك يا أرحم الراحمين.

اللهم من أراد بلدنا هذا بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، اللهم من أراد ديننا وإيماننا بسوء فعليك به،آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، واغفر لنا يا عزيز ياغفور، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

  1. ^ رواه البخاري: (3267)، ومسلم: (2989).
  2. ^ ؟ رواه مسلم: (2722).
  3. ^  رواه الطبراني: (1681).
  4. ^ رواه أحمد: (12211).
  5. ^  رواه مسلم: (817).
  6. ^  رواه مسلم: (2992).