الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَآل عمران: 102. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاالنساء:1. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا الأحزاب:70-71.
خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى[الحجرات:13] جعل بينهما مودة ورحمة، أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَاالروم:21 قال ﷺ: النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني[ابن ماجة:1846] يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج[البخاري:5099، ومسلم:1400] إن أبواب الشكر عظيمة، النبي ﷺ حث على النكاح، كما أمر الله: وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ النور:32.
مشروعية الوليمة وإجابة الدعوة إليها
إنها شعيرة عظيمة، ولأجلها صارت هذه الوليمة العظيمة، إنها أهم المآدب على الإطلاق، وإذا كانت الوليمة للعرس، والخرص للولادة، والاعذار للختان، والوكيرة للبناء، والنقيعة لقدوم المسافر سالمًا، مأخوذة من النقع وهو الغبار، والعقيقة للولادة، والوضيمة للمصيبة، وهو طعام محرم، والمأدبة الطعام المتخذ ضيافة بلا سبب، فإن أعظمها على الإطلاق وأوجبها الوليمة، وليمة العرس، إنها المناسبة العظيمة لهذه الشعيرة الإسلامية النكاح، ولأجل ذلك فقد أوجب الشارع حضورها، وقد قال ﷺ: شر الطعام طعام الوليمة متى يكون طعام الوليمة شرًا؟ اسمع يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها يمنعها من يأتيها فقير يريد الطعام، ويدعى إليها من يأباها غني مستكثر عند ذلك تكون شرًا، ولكنها في الأصل مأمور بحضورها، عظيمة قال ﷺ في حكم الحضور: ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله[ومسلم:1432]، وإذا كانت دعوة المسلم للمسلم أصلًا مأمور بحضورها، حق المسلم على المسلم خمس أو ست،وفيها وإذا دعاك فأجبه[مسلم:2162] قال: وأجيبوا الداعي[البخاري:5174] فإن إجابة دعوة الوليمة أوجب، إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها[البخاري:5173، ومسلم:1429] بل إذا كان صائمًا، وكانت ولائمهم في النهار كثيرًا ما تكون، يأتي ويدعو، وإن وجد حرجًا لدى صاحب الدعوة أفطر من أجل أخيه المسلم.
أسباب سقوط إجابة الدعوة
هذا الوجوب -يا عباد الله- يسقط بأسباب: مع قوله: فقد عصى الله ورسوله، يسقط إذا كان ثَمة منكر، إذا كان منكر في مكان الدعوة، فإذا كان يستطيع إزالته حضر وأزاله، وما أكثر المنكرات في أعراس اليوم، كما إذا وضع حرير، أو افترش طبيعي، أو أُوتي بالمغني، أو المطربة، أو المشروبات المحرمة، أو الاختلاط المحرم، والموسيقى، وأنواع المفضضات والمذهبات في الأواني التي يقدم عليها الطعام، وكذلك إذا كان الداعي مما يجب هجره أو يسنّ كمبتدع أو مجاهر بالفسق، وأيضًا إذا كانت الدعوة لا تتضمن إسقاط واجب، أو ما هو أوجب كرعاية أحد الوالدين المريض على سبيل المثال، ومن لا يحصل الضرر بالإجابة له، فإذا كان يحتاج إلى سفر ومفارقة أهل ونحو ذلك من المشقات فلا يلزمه، وأيضًا فإذا خص الأغنياء سقط الوجوب للحديث المتقدم، شر الطعام، فإذا خصه بالدعوة تجب الإجابة سواء كلمه بنفسه أو بالهاتف أو بالبريد أو بالبطاقة أو بمرسول أرسله إليه، أما إذا جعلها جفنة عامة فقال: حيا الله الجميع، فإن الوجوب حينئذ يسقط، وأيضًا فإذا كان دعوة شخص للخوف منه أو الإحراج فلا يجب عليه الحضور فإنه لم يدع لمحبة ولا لرغبة أخوية، وكذلك إذا دُعي رشوة فقد يُدعى إلى الولائم الفخمة من الموظفين في بعض المواضع والأماكن رشوة فلا يحضرون، وكذلك لو دعا شخصًا طمعًا في جاهه أو ليعيننه على باطل أو ليتزلف إليه فإنه يسقط الحضور أيضًا، وإذا كان في المجلس من يتأذى منه لفسقه كأصحاب المجون والفحش فلو ذهبت -يا أيها المتدين المستقيم- اجترأوا عليك ببذائتهم وفحشهم سقط الوجوب، وكذلك إذا كان مال الداعي ليس بحلال لا يجاب، وإذا كانت وليمة مفاخرة ومباهاة ومراءاة فكذلك يسقط الوجوب، وهكذا إذا كان عليه حق متعين كأداء شهادة أو صلاة جنازة، ويعذر بعدم الحضور بكل عذر يسقط صلاة الجماعة كالمرض وشدة الحر والبرد والمطر الذي يبل الثياب، والاشتغال بتجهيز ميت، أو إطفاء حريق، أو إذا كان هناك زحام شديد لا يستطيع من الوصول إلا بكلفة ومشقة عظيمة، فإذا أتاك داعيان في وقت واحد فماذا تفعل؟ إنك تجيب الأسبق أصلًا، وإلا فالأقرب رحمًا، أو الأقرب دارًا؛ لحق الجوار مع الحرص على إجابتهما معًا إن أمكن، فتأتي ثم تنصرف إلى الآخر، فإن لم يمكن وكانت الدعوتان في وقت واحد والمرجحات متساوية، فالقرعة والاعتذار يسقط الوجوب، فإذا كان من حرج اعتذر.
عباد الله: هذه القضية كلها، وما تكلم الفقهاء فيه من الأحكام من أجل هذه المناسبة المهمة؛ أن يشيع النكاح ويقوم سوق الزواج في المجتمع رأفة ورحمة بهؤلاء الشباب والفتيات والناس عمومًا، خصوصًا وأننا نرى في هذا الزمن من أنواع الفتن، وانتشار الشهوات، وشيوع المحرمات، وغشيان الموبقات، وأنواع المواخير والمفسدات، مما يحضر وينظر إليه، ويدعى إليه صوتًا وصورة، والمسلم يحتاج إلى ما يعفه، يحتاج إلى ما يبعده عن الحرام.
التيسير في الوليمة وعدم الإسراف
عباد الله: لقد كانت وليمة النبي ﷺ أمرًا ميسورًا سهلًا، لم يكن فيه تكلف ولا تعقيد، لما خطب علي فاطمة قال ﷺ: إنه لا بدّ للعرس من وليمةقال سعد: عليّ كبش وقال فلان عليّ كذا وكذا من ذرة، وجمع له رهط من الأنصار أصوعًا ذرة. [أحمد:23035].
وبنى النبي ﷺ بإحدى زوجاته، فأرسل من يدعو الرجال إلى الطعام، وتزوج ﷺ صفية وجعل الوليمة ثلاثة أيام [البخاري(4213)]، وهذا يكون في حال من كثرة الناس وضيق المكان، ولا بدّ من توزيعها، ويحرص على الصالحين، لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي[أبوداود:4832، والترمذي:2395]، وعند السعة شاة، أولم ولو بشاة[البخاري:2048 ومسلم:1426] وما يكفي للحاضرين، والنبي ﷺ ما أولم على امرأة من نسائه كما أولم على زينب فإنه ذبح شاة، أطعمهم خبزًا ولحمًا حتى تركوه [البخاري:5171] وبغير اللحم الوليمة صحيحة مجزئة كاملة تامة طيبة، وهكذا كانت وليمة النبي ﷺ لإحدى زوجاته بصفية ثلاث ليال بنى بها، ما فيها خبز ولا لحم، أمر بالأنطاع فبسطت -النطع البساط المتخذ من الجلد المدبوغ- وجيء بالأنطاع فوضعت فألقي عليها التمر والأقط والسمن، حاسوا حيسًا فشبع الناس، وهكذا فإنه ﷺ دعا الناس إلى فضل التمر وفضل السويق، وحاسوا الحيس، وشارك الجميع في وليمة النبي ﷺ، وجعلوا يأكلون من ذلك الحيس ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء، فكانت تلك وليمة رسول الله ﷺ [مسلم:1365].
إدلال الكبير على أصحابه، وطلب طعامهم، وطلب المشاركة، وهكذا فإن المسألة كانت سهلة، ليس فيها تعقيد، ولا ديون متراكمة، ولا سيارات بأقساط، ولا أسهم بالآجل، ولا ديون على رقبته وظهره، تلهبها سياطه كلما حل وارتحل لا ينسى غمها بعد العرس أبدًا.
عباد الله، إن هذه الوليمة فيها توسعة في الشريعة، لا شك أنها مناسبة فرح، لا شك أنها دخول سرور، مشاركة لأخيك المسلم في هذه المناسبة التي ربما لا تأتي في حياته إلا مرة واحدة، تأتي وتدعو وتقول: أكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون[ابن ماجة:1747]، إذا طعمت، وتدعو لأخيك في العرس بقول النبي ﷺ في دعوته: بارك الله لك[أبو داود:2130] وكذلك "على الخير والبركة"[أبوداود:4933] قالتها نسوة الأنصار لعائشة لما زينَّها، أما بالرفاة والبنين فإن العرب كانت تكره البنات، ولذلك يقولون: بالرفاة والبنين، وكان ذلك نهيًا نبويًا كما روى الحسن -رضي الله تعالى عنه-.
إن هذه التهاني الطيبة غير المنكرة، إنها دعوات، ودعوة المسلم لأخيه عظيمة، وهذه التوسعة التي جاءت بها الشريعة، بالغناء المباح والضرب بالدف استثناء من الموسيقى، وأنواع الأدوات المختصة بها، عن عائشة أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله ﷺ: يا عائشة ما كان معكم لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو[البخاري:5162]،وفي رواية قال: هل بعثتم معها جارية تضرب بالدف؟من هي الجارية؟ إنها البنت الصغيرة، وليست المرأة الكبيرة، ولا المغنية، هل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني؟ قلت تقول ماذا؟ قال: تقول:
أتيناكم أتيناكم | فحيونا نحييكم |
لولا الذهب الأحمر | ما حلت بواديكم |
لولا الحنطة السمراء | ما سمنت عذاريكم [المعجم الأوسط:3265]. |
إنها إذن كلمات طيبة مباحة بهذه المناسبة، تغنى من قبل البنات الصغيرات.
إنها إعلان عن النكاح، والإعلان عن النكاح واجب؛ للأمر به: أعلنوا النكاح[أحمد:16130]، وللتفريق بينه وبين الفجور والخنا والزنا الذي يكون سرًا عادة، إعلان بزينة وأنوار من غير إسراف، ولولا ما في منبهات السيارات من الإزعاج لقيل به.
منكرات الأفراح
لكن يا أيها المسلمون يا عباد الله: ماذا يحدث اليوم؟ منكرات ومحرمات من البداية، هات الدبلة لوضع الخاتم هذا المعين بالصفة المعينة، سئلت إنجيلا تنيورت محررة قسم مجلة المرأة في لندن عن هذا الخاتم الذي يوضع في بنصر اليد اليسرى، "فأجابت يوجد عرق في هذا الإصبع يتصل بالقلب مباشرة" وفي الأصل القديم كان يضع العروس الخاتم في رأس إبهام العروسة اليسرى، ويقول: باسم الأب، ثم ينقله إلى رأس الأصبع السبابة ويقول: باسم الابن، ثم ينقله إلى رأس الأصبع الوسطى باسم روح القدس ثم، يقولون: آمين، ويضعها أخيرًا في البنصر حيث يستقر"، إذن هي عادة جاهلية صليبية، وتشبه بالكفار، وتزيد سوء عندما تكون من الذهب للرجال، ويقول: إذا خلعته قامت الدنيا، فاذكر إذا قامت القيامة يا عبد الله.
ولا بأس بالحلي، الحلي المباحة خاتم الفضة ذي الفص للرجال، وهكذا أنواع الحلي للنساء، الحرير والذهب حرام على ذكور أمتي، وحل لإناثهم[أحمد:19515].
ماذا أصبحت الوليمة في عصرنا؟ مبالغ باهظة إلى مائة ألف، وخمسمائة ألف وسبعين ألفًا، وهكذا في ليلة واحدة تطير، أين الإتيان بالشيء الذي يؤدي إلى الشيء المطلوب من غير إسراف، خيام ،أنوار، زينات، كراسي، فرش، عشاء، واستقبال طيب للغادين والرائحين، وأنا أدعو إلى نشر إقامة الولائم في هذه الأراضي المفتوحة؛ حتى لا يحدث من هذه المغالات والمنكرات ما يحدث، وهذا الكلام بالنسبة للرجال.
عباد الله: عندما تنفق هذه الأشياء الطائلة الضخمة من الأموال؛ لتكون سياطًا تلسع ظهر هذا الرجل، أو لو كان غنيًا مقتدرًا فإنها مباهاة ومراءاة وصلت إلى بطاقات الأعراس، هذه التي صارت تكلف عشرات بل وأكثر ومئات بل وأكثر بعضها تكلف بالآلاف، وزخارف ومبالغات وكتابات غير لائقة من أنواع الغزل الفاحش ورسومات لذوات الروح.
ودفاتر وحلي يوضع، وكسر لقلوب الفقراء، وإذا كان العرس من قديم فيه فرحة الأطفال، فإن النبي ﷺ التقى بالأطفال وهم قد عادوا مع أمهاتهم، وأطلق تلك العبارات في ملاطفة هؤلاء الأطفال، فإن الأطفال قد حرموا اليوم من المشاركة، وكان جزء من الفرحة لهم لماذا؟ لأنهم يريدون الآن عرسًا من نوع آخر، لا يصلح فيه أن تطغى أصوات الأطفال على تلك الموسيقى والأغاني.
عباد الله، ليست هذه قضية واجبة ولكنها إشارة إلى أن العرس كان في الزمن الماضي فيه فرحة للأولاد أيضًا، أما الإسراف في الولائم فإنه شيء عجيب، ومائة وخمسون رأسًا من الغنم لم تمس، وكثير من الطعام إلى المزابل، وكأنها في تلك الليلة صار الإسراف والتبذير والحرام صار حلالًا مباحًا.
في تلك الليلة تسأل العروس يمكن أجمع المغرب مع العشاء لأني عند الكوافيرة، ويسأل ذلك الرجل هل تسقط عني صلاة الفجر صبيحتها؟ فبأي فتوى يأخذ هؤلاء المساكين؟ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًاالنساء :103وإسراف في أصناف الأطعمة من شرقي وغربي ومغربي ولبناني، وهكذا من الأنواع المختلفة التي تزيدُ الطين بلة، والأمر سوء في صحة الإنسان، أما الورود والزهور وما أدراك ما ينفق فيها فأمر كثير عجيب، وشموع وشمعدانات تسربت حتى من عادة النصارى، وتخرج العروس لإطفائها، وتوضع على طاولات العشاء، وأما الغناء وإحياء الليل بالموسيقى والمحرمات ومحادة الله ورسوله وشرعه ودينه، وهكذا غشيان ما حرم عندما ينزل الرب إلى السماء الدنيا يقول: هل من مستغفر هل من سائل هل من تائب، يبارزونه بالمعاصي وترفع أنواع المعاصي لترد في وجوه أصحابها من هؤلاء المطربين والمغنيين والمغنيات والفرق الموسيقية والحفلات الغنائية الراقصة، والمنكرات العظيمة لهؤلاء الراقصات والراقصين، وبعضهم يزعم أن رجال الفرقة في غرفة عليها ستار يكشف فيرى الجميعُ، الجميعَ وماذا يفعلون؟ أليس بالآلات الموسيقية يصدحون، وقد حرم النبي ﷺ المعازف، وما هي الكلمات التي تقال؟ والأشرطة التي تذاع؟ إلهاب الغرام والمحبة والعشق، وأصوات النساء عالية تصل إلى الرجال، نساء بالغات؛ لسن بجواري صغيرات، وضرب بأنواع المعازف، ونفخ وعزف، قال الأوزاعي -رحمه الله-: "لا ندخل وليمة بها طبل ومعزاف" وهكذا عون بن أوس قال: "دخلت مع أصبغ بن يزيد إلى وليمة فلما جلسنا على المائدة سمع أصبغ صوت طبل فأبى أن يأكل وخرج".
أما إذا وصل صوت الدف مع البنات الصغيرات إلى الرجال فإن ذلك استثناء جاءت به السنة، وصول صوت الدف إلى الرجال بأصوات البنات الصغيرات ليس بمحرم في تلك الليلة إذا سمعه الرجل، لا يجب عليه أن يقوم هو لا يفعله، ولكنه إذا وصل صوته إليه فقد ثبت في السنة أنه لا يجب عليه أن يقوم، أما الطبل غير الدف ولا الدربكة ولا أنواع المعازف فإنها محرمة يجب إنكارها، ويحرم سماعها، ولا يجوز الجلوس في ذلك المكان أصلًا، الخلط العجيب في زماننا يقولون لولدهم المتدين: افرح على كيفك، ونفرح على كيفنا، والعرس نصفان: نصف إسلامي إلى الحادية عشرة، وبعد ذلك يأخذ القوم راحتهم كما يقولون، غرف الديجية وما أدراك ما فيها، معصية في معصية، وأشرطة تبدل وتخرج، وتحل مكانها أخرى من أنواع الأغاني، للمغني الفلاني المطرب الفلاني، الفرقة الفلانية ونقوط وأموال على المطربات والمغنيات، اغداق ونثر، وهذا النثار سيئ سخيف، ونقطه جشع، وإلقاؤه فسق، واستهانة بالنعمة.
عباد الله: أيكون في العرس إغضاب الرب –سبحانه- وقد يسر وأعان –سبحانه- بإقامة هذه الوليمة لهذا العرس؟ أليس النكاح نعمة فلماذا يقابل بهذه المعصية؟ عباد الله، إن النبي ﷺ قد أذن بضرب الدف للنساء في الأعراس والأعياد، هذا يناسب حال النساء، ولا يصلح شأنهن إلا بشيء من اللهو استثنته الشريعة، خاصة لهؤلاء، لكن ما يحدث اليوم أمر منكر فضيع، إنه والله رقص ماجن فاجر، عورات تظهر، مشقوق ومخزق ومخرق وضيق وشفاف وقصير، وضرب على الأرض، وقد قال الله: وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ لقمان:18-19وهذا كله مخالف بهذا الرقص الماجن الذي يكون، وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاًالإسراء:37 وهذه المشية المتبخترة من العروس التي معها ثوب تحتاج إلى من يساعدها في حمله، وذيل طويل فيه هذا التبختر والخيلاء ،إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاًالإسراء:37، فاذكر ضعفك يا عبد الله، واذكر أن رجلًا كان يمشي في حلة، تعجبه نفسه، مرجل جمته، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامةمتفق عليه[البخاري:5789،ومسلم:2088].
اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافتك من عقوبتك، وبك منك لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، أشهد أن لا إله إلا هو الحق المبين، خلق فسوى، فقدر فهدى، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، أشهد أنه رسول الله حقًا، والداعي إلى سبيله صدقًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.
خطر التصوير في الأفراح
عباد الله: لا تقابل النعم بالمعاصي فإنها تجلب النقم، لا يجوز أن يشكر الله بالفسق والفجور والعصيان وأنواع هذه السيئات والمنكرات، والله الذي لا إله إلا هو إنما يسمع اليوم عن تعري النساء ورقصهن وطريقة قيامهن وحضورهن في الأعراس، إنه ليندى له الجبين، وإنه ليستحي منه كل من فطرته سليمة، وفي قلبه خشية لله، ولا يرضى عنه أصحاب الغيرة والعقول، بل إن الفؤاد ليتفطر مما وصل إليه الحال، وهكذا هز البطون والأرداف، وتكشف العورات، والتصاق الأرداف، وغير ذلك من أنواع المنكرات في هذا الرقص المتعري، وتقليد القنوات الفضائحية فيما تبث من أنواع هذه المنكرات، رقص الإغراء، بل وصلت الفتنة في النساء بالنساء، وتكالبت الشذوذات وعمت وظهرت صورها حتى في هذه الأعراس، وأما استخدام التصويرات بأنواعها: التصويرات الفوتوغرافية، والفيديوهية، والكمبيوترية، والديجاتلية؛ لكي تنقل ما تنقل وتخزن ما تخزن، وهذا الهاتف النقال الذي يصور أيضًا، تؤخذ الأفلام واللقطات المختلفة، وتخزن في الأجهزة، وتطبع على هذه الأوراق، تصطحب الكاميرات لالتقاط الصور في هذه الحفلات، تصور النساء، وتصور الرجل مع المرأة، ووسائل التخزين ذات الاستيعاب العجيبة، يصورون لحظة بلحظة في كاميرات يؤخذ منها بعد ذلك فيلم ضخم كبير عن تلك الليلة، وقد قال النبي ﷺ: كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفسًا يعذب بها في جهنم[مسلم:2110] وجاء رجل إلى ابن عباس فقال: إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها؟ فقال: ادنُ مني فدنا منه، ثم قال: ادنُ مني فدنا منه حتى وضع يده على رأسه، قال: انبئك بما سمعت من رسول الله ﷺ، سمعت رسول الله ﷺ يقول: كل مصور في النار ويجعل له بكل صورة صورها نفسًا تعذبه في جهنم، وقال إن كنت لا بدّ فاعلًا فاصنع الشجر وما لا نفس فيه.[مسلم:2110].
مزق النبي ﷺ في بيت عائشة نمرقة فيها صورة من صور ذوات الأرواح، وقال: إن البيت الذي فيه صور لا تدخله الملائكة[البخاري:2105، ومسلم:2107].
عباد الله: الشريعة واحدة، وفي القديم والحديث الحكم واحد لا تختلف، رب العالمين ربنا في كل زمان وفي كل مكان، وإذا كان العلماء قد أفتوا بإباحة التصوير للحاجة: في تعليم الطب، وفي أمور من توثيق الشخصية، ورعاية الجوانب الأمنية المهمة للناس، فإن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال هذا النشر للصور الذي يحدث الآن، إذا كان النبي ﷺ يقول: لا تباشر المرأة المرأة، فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها[البخاري:5240] فقد صار نقل الصور الآن ليس كأنه ينظر بل إنه ينظر إليها، زال التشبيه وصارت الحقيقة هذه فلانة، وهذه زوجة فلان، وإذا كانت بين الزوجين محبة فلا يحتاجان إلى الصور والله، وإذا حصل البغض والطلاق فلا تنفع الصور، بل كيف ستبقى الصور عند الرجل وقد صارت طليقته أجنبية، بل ربما تزوجت من بعده، والصور موجودة عنده، وهذا يري أصحابه، وهذه تستعرض بصورها مع زوجها، كلما جاءتها امرأة ألا تفتن النساء؟ سؤال ألا تفتن النساء بالصور؟ ألم تفتن كثير من النساء بالصور في الشاشات والفضائيات؟ فإذا قالوا: يدخل هذا الرجل عليهنّ لكي يتأملن فيها، أليست فتنة؟ دخول الرجل على النساء فإن كان قبيحًا في نظرهن فالسخرية واللمز والهمز، وإن كان جميلًا في نظرهن فإنه فتنة، فهذه الصور، وهذه الحقائق وشاشات العرض التي تنقل الصور التذكارية، والملكة، والشبكة، والحفلة، وغير ذلك، صور بين الناس الآن صور أجنبيات صور نساء فضائح، مواقع انترنت تنشر، وبث مباشر، بهذا الجوال من قاعة الحفلة مباشرة.
منكرات الزينة
يا عباد الله: أين العقل؟ أين الدين؟ أين المروءة؟ أين الغيرة؟ ثم يقول: في العرس يجوز ما لا يجوز في غيره، من الذي وضع هذه القاعدة العجيبة؟ والمنكرات عند الكوافيرات :نمص حرام، وعمل أنواع من نتف الشعر في مناطق لا يجوز الاطلاع عليها ولا بين المرأة والمرأة، وهكذا أنواع من الوشم حديث وقديم، وتلوين، وصور على الجسد تبقى وقتًا؛ حتى لو لم تكن بطريقة الوشم المعروفة في الماضي من غرز اللون تحت الجلد بالإبر، وحبس الدم، فإن هذا التلوين على الجسد الذي يبقى وقتًا طويلًا ليس مثل أحمر الشفاة والكحل الذي يزول بالغسل، هذه أشياء باقية لا تزول، وهذا الجامع بينها وبين الوشم، ولذلك صارت محرمة، ومن تغيير خلق الله بل إنها تعلمت من الكفار وأخذت منهم، وآلاف الريالات مع الكوافيرات والتجميل والتصفيف، والخدعة إذا نجت بمئات الريالات، أن تقول: لست عروسًا، وهي عروس لكن تكذب لئلا تؤخذ عليها الأجرة كبيرة، وأخرى تجلس ساعات طويلة وتذهب الصلاة بعد الصلاة، ولما حضرت عروس تخاف الله عند الكوافيرة لتزيينها تزينًا مباحًا، وصار وقت الصلاة فقامت للصلاة غير آبه بانتقاد النساء، وقريباتها من حولها: مشيها اليوم فلما صلت، وفرغت من صلاتها خرجت إلى النساء فأعجبهن جمالها، وأخرى لما صلت أسلمت الروح إلى بارئها.
عباد الله: هذا اللباس الذي يوضع اليوم في الأعراس، وفي أنواع التعري في الأكمام والصدر والظهر والبطن، وهكذا أشياء عجيبة تفعل، وكلف بعشرات الآلاف بليلة واحدة ليؤخذ بعد ذلك يوضع في متحف خزانة ملابس الزوجين، التهاون الضيق الشفاف الفتحات الكعب العالي، وهكذا الزينة المحرمة والزفة، لا ندري الزفة بفتح الزاي والفاء أم صارت بكسر الزاي وسكون الفاء الزفة، التي صارت فيها أنواع من البدع، وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، تصاحبها الموسيقى إطفاء الأنوار في القاعة، ودخول الزوج على فرس بين النساء، فأين العقول؟ ولبست ملابس راقصة البالية الفرنسي تلك الفتاة لكي تشارك في زفة تلك المرأة العروس بزعمها، ومصباح علاء الدين الذي يمسح ليخرج دخان كثيف من فم المصباح، وينتشر في القاعة وصوت المارد تقوله المرأة بصوتها، ثم تخرج العروس من خلف الستارة، شعوذة ودجل ومحرمات منافية للتوحيد، وأخرى تحمل عصا بيدها وفي أخرها نجمة، وخلفيات صوت برق ورعد ونزول ماء المطر، ثم تضاء الأنوار وأنين الراقصات، وهكذا عمل الأفاكين الدجالين، الشعوذة والسحر صوره موجودة في هذه الأعراس، والأبخرة والدخاخين، وألوان تسطع من هنا وهناك، تصور الحاضرات أنهن يرقصن وهن لا يرقصن، والمصورون من الرجال موجودون في بعض الأعراس، ومن النساء كثيرات، وهذا عرس على الطريقة الهندية جلبوا فيه حتى الأصنام، الملابس هذه العارية التي لا تجوز حتى بين النساء، والنساء ومراسم نصرانية، نساء متلثمات، ومشية حزينة، وقفازات بيضاء، وإمساك للزهر بهذه اليد هكذا رأوه في الفيلم تمسكه المرأة الكافرة، وهكذا يفعل، وأصوات أجراس حتى مثل أجراس الكنائس، وشيوع التقاليد الكافرة إطلاق الطيور البيضاء، وإشعال الشمعدانات، والظلام، والدخان، وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاءالنساء :89، من تشبه بقوم فهو منهم[أبوداود:4031] ولباس كلباس الراهبات، ولباس الساحرات، وأسود يغطي الوجه والرأس، وأشياء تكشف فجأة، وتابوت يحمل ليوضع على المسرح، وسط الاندهاش ليفتح على صوت الموسيقى لتخرج الأميرة النائمة، تلك العروس التي وضعت فيه ليأخذها بعد ذلك ويقبلها أمام الناس، وحفلة تقطيع الكيك أيضًا أمام الحاضرات، وتمتد الأعناق والرؤوس لترى شكل هذا الرجل الذي تزوج هذه المرأة، وكوشات بألفين وأكثر كراسي مشبكة بهذه الأزهار والورود التي سترمى ستلقى في المهملات، تذبل ليست شيئًا يسيرًا لو كان وردًا يسيرًا لو كان هذا بالرائحة الطيبة التي ليس فيها إسراف جعل في بعض الأماكن في القاعة لتزيينها لقلنا طيب مباح، لكن الأمر ليس كذلك أبدًا تبذير وإسراف -ويموت الملايين جوعًا -رياء وسمعة وقد قال الله: وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ الأعراف:31 وهذه المباهاة.
حكم الاختلاط
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- عن دخول الرجل على النساء في العرس؟ قال: ومن الأمور المنكرة التي استحدثها الناس وضع منصة للعروس بين النساء يجلس إليها زوجها بحضرة النساء السافرات المتبرجات، وربما حضر معه غيره من أقاربه وأقاربها من الرجال، ولا يخفى على ذوي الفطرة السليمة والغيرة الدينية ما في هذا العمل من الفساد الكبير، وتمكن الرجال الأجانب من مشاهدة الفاتنات المتبرجات، قالوا: النساء يتغطين! كلهن؟ هذا كذب، قال الشيخ: وما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة، فالواجب منع ذلك والقضاء عليها لأسباب الفتنة، وصيانة للمجتمعات النسائية مما يخالف الشرع المطهر، يدخل إخوانه أصدقاؤه أبناء عمومته كلهم مع العريس، يدخلون على النساء ولا يحرك أحد ساكنًا ولو فكر إنسان بالإنكار ينكر عليه هو، ويعتبر شاذًا غريبًا متحجرًا متخلفًا متشددًا متنطعًا، ويقولون: الليلة غير.
عباد الله: ما هذه المبارزة لله –تعالى- بالمعاصي؟ واختلاط في كثير من الأعراس، اختلاط، ويجد الرجل ما لا صبر له عليه، وإذا قارن بزوجته الحاضرات فلا بدّ أن يجد من هي أجمل منها.
أسباب أنتشار المنكرات
وكذلك نجد -يا عباد الله- هذه الأشياء تنتشر فينا بسبب: غياب مفهوم العبادة الشامل، ومراقبة الله في كل الأماكن، واجتماع الجهل بأمور الدين مع الهوى، واختلاط ديننا بدين غيرنا، والتشبه والإعجاب بالكفار، والتقليد الأعمى، والجري وراء الموضة، وتتبع ما عند الآخرين، لقد كان احتكاك المسلمين بالكفار شرًا.
أمة قد فت في ساعدها | بغضها الأهل وحبها الغرباء |
غياب التوحيد بمعانيه الحقيقية، ضعف الانتماء لهذا الدين، لا تحقق قضية الولاء للمسلمين والبراء من الكافرين، تهوين شأن المنكرات، عدم رؤية حجم المعصية وخطر المعصية، التعاون على الإثم والعدوان، الفراغ وخصوصًا من النساء، المال والنعمة، وهكذا تكون النهايات الأليمة، وسوء الخاتمة.
غياب القدوات الصالحين، أين دورك يا أيها الأب يا أيها الأخ يا أيها القائم على الأسرة؟ أكل ذلك يفعل على مرأى ومسمع منك؟ وأحسن الأحوال أن لا تعلم إلا بعد حصوله؟
وإذا لم تكن تعلم فتلك مصيبة | وإذا كنت تعلم فالمصيبة أعظم |
رمي الأبناء بين أيادي العدو.
غياب دور الرجل وقوامته، الانهزامية والتراجع أمام المجتمعات الأخرى، مراهقات عجيبة تحصل، وأصل ذلك مانفتح علينا من هذه الفضائيات وغيرها، والسفر إليهم، ورؤية مجلاتهم، ومطالعة أحوالهم، والرضا بالموضة، ما هي آخر التقليعات الموجودة عند الكوافيرات؟ هكذا، ما هي آخر التقليعات الموجودة في السوق؟ هكذا، ما هي آخر التقليعات في الملابس؟ هكذا، ملابس، والله الذي لا إله إلا هو لا يجوز لبسها للنساء حتى أمام النساء، ملابس خالعة مشقوقة شفافة ضيقة، ملابس محرمة، ملابس مغرية، ملابس تثير الشذوذ والفتن، إنها كبيرة، إنها سيئة، إنه أمر مقزز، إنه يثير الغثيان حقيقة، ولا تستطيع النساء الصالحات اليوم المشاركة في تهنئة قريبة من كثرة ما يوجد من المنكرات في العرس، صارت الحيرة تذهب أو لا تذهب، وإذا ذهبت تخرج ومن الذي يعيدها؟ وكيف تفعل؟ ولا ندري بماذا سيفاجئنا القوم؟
أيها الإخوة: المسألة والله تحتاج حقيقة إلى وقفة مراجعة، وإلى وقفة صادقة، وإلى وقفة خشية لله، وإلا فلا نعلم إلى أين ستصير الأمور.
نسأل الله أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم ارحمنا، واغفر ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وتفريطنا، اللهم ثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين، من أراد ببلدنا هذا سوء فاشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، ثبت علينا الأمن والإيمان، اللهم نسألك الأمن في البلاد، والنجاة يوم المعاد، اللهم إنا نسألك خشية في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا يا سميع الدعاء.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[الصافات:180ـ181].