الأحد 30 جمادى الأولى 1446 هـ :: 1 ديسمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

ما عند الله وما عند البشر


عناصر المادة
الخطبة الأولى
الأمور المادية والإيمان بالغيبيات
الخطبة الثانية
قياس الأمور بالموازين الشرعية

الخطبة الأولى

00:00:08

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده، ورسوله.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

الأمور المادية والإيمان بالغيبيات

00:00:49

عباد الله: إن الله ، خلق الغيب والشهادة، وطوى عنا أشياء لم نراها، وابتلانا بالإيمان بها، ومدح المتقين، وكان من أول صفاتهم في أول سورة البقرة الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِسورة البقرة3.فهنالك أمور تغيب عنا نؤمن بها، كما نؤمن بالله ولم نره، ونؤمن بالملائكة، وبالجنة، والنار، ولم نرهما، وهكذا، وهنالك أمور أيضاً في عالمنا هذا الذي نعيش فيه هي غير محسوسة بمعنى أنها لا تدرك بالحواس المباشرة كالعين، والأذن، واللمس، والذوق، والشم، ونحو ذلك، لكنها موجودة.

عندما يغرق الناس في عالم الماديات، وتطغى عليهم الدنيا بما فيها من الزخارف ينسون الغيبيات، وينسون المعنويات مع أن فيها خيراً عظيماً، وربما وصل الأمر إلى تقديم الدنيا على الآخرة في الميزان، ولكن المؤمن يعلم بأن ما عند الله خير وأبقى، وأنه يعيش في الدنيا لينتقل إلى الآخرة، وعندما تطغى الماديات يصل الأمر إلى تفسير حتى العبادات بتفسيرات مادية، تنسي المقصود الأساس لهذه العبادات، فمثلاً: يتكلم بعض الناس عن الصلاة في أنها رياضة أبدان، وأنها تطرد الداء عن الجسد، وأنها تعالج الدوالي، وتمنع وقوع آفات في الجسم، وأنها تزيد من ضخ الدم إلى الدماغ في السجود ونحو ذلك، وينسى أن يتحدث عن أنها صفة بين العبد وربه، وأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وإذا تحدث عن الصيام انصرف كلامه إلى أنه حمية مفيدة طبياً، وأنه يداوي مرض السكر، وأنه يعالج كذا وكذا، ويغيب عن باله أن المقصود الأساس للصيام هو التقوى،لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَسورة البقرة183.

وهكذا الكلام في صلاة الفجر، وأن الذهاب إليها يجعل الإنسان يستنشق غاز الأوزون الذي يكثر في الجو في هذا الوقت، وينسى ما في صلاة الفجر من الخير العظيم، والبركة، والأجر، وأن من صلى الفجر فهو في ذمة الله وحفظه، ورعايته، وهكذا من الانصراف إلى التفسيرات المادية، وترك ما وراء ذلك من الأمور التي أخبر الشرع عنها، ونحن لا حرج أن نبين مزايا العبادات، وخصوصاً لغير المسلمين، المزايا الدنيوية، المزايا المعجلة، ولكن ينبغي أن نجعل أس كلامنا على فوائد العبادات الأخروية، وعلى ما فيها من الأجر والثواب.

عباد الله: إن الإغراق في الأمور المادية جعل يغيب عن الأذهان عالم الغيب، وما فيه، والحديث عنه، إلى الإغراق في الكلام عن الدنيا، والله جعل في الدنيا أموراً فيها عجائب تذكر بالغيب، كمثل هذه الرؤى، والأحلام، فإنها عالم عجيب، فيه جولان للروح في عوالم يقوم الإنسان من النوم ليذكرها، وربما تتحقق بعض هذه الأحلام، وهي رؤى، فما تفسير ذلك، وما تفسير الأحلام، وما تفسير المنامات؟ إنه عند الله ، لكنه أمر موجود في هذه الدنيا؛ ليذكر الإنسان بما بعد الموت؛ لأن هذه موتة صغرى.

وعندما ينسى كثير من الناس المعايير الشرعية يكون الانصراف في تقويم مثلاً: النكاح بشهادة الخاطب، ودخله، وشكله، وتنسى قضية الخلق، والدين، مع أنه لو كان فقيراً تقياً، فإن الله يغنيه، إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌسورة النــور32. وإذا جئنا إلى موضوع الصرف في الوليمة، وعلى هذه المرأة، فبعضهم ينظر إلى العرس من جهة المقام، والدرجة، كم أنفق فيه، وما هي الأشياء التي جلبت واشتريت ووزعت، وننسى مثلاً في المقابل، أن الشرع قال: إن خيرهن وأكثرهن بركة أيسرهن مؤونة[رواه احمد بمعناه25119]. يعني: أقلهن كلفة، فليس كثرة الصَّرف في العرس ميزة في الشرع، وإنما كانت التيسر هو الخير الحقيقي ولهذا قال: أكثرهن بركة أيسرهن مؤونة .

وأيضاً: في عالم الرزق ينظر الناس إلى الأموال بالأرقام، ولكن التفكير في البركة، والقليل الذي يكفي أحياناً بعض الناس ما لا يكفي آخرين مع الاستواء، بل إن بعضهم يحدث فيقول لك: كنت أعمل في عمل محرم، وكنت أتقاضى عشرين ألفاً، والله كانت تذهب في منتصف الشهر وأقترض، ثم تبت إلى الله وتركت هذا العمل، وتوظفت في عمل راتبه النصف عشرة آلاف، فكانت والله تكفيني إلى آخر الشهر وأنا سعيد، فما هو تفسير ذلك يا عباد الله؟ أن هنالك عاملاً غير المادة في الموضوع، وانظر مثلاً لمن يعيش في المدينة النبوية، يلمس البركة، ويكفيه من المال ما لا يكفيه في مكان آخر، لماذا؟ هناك عامل حقيقي، هناك عامل غير المادة والأرقام، البركة، هذه البركة في الوقت أيضاً التي لا يلمسها الكثيرون من أهل المادة لا يحسون بها، فعندهم هي أربع وعشرون ساعة، الساعات فقط، لكن يبارك الله في أوقات، وأعمار، وساعات أشخاص أكثر من أشخاص، بمعنى أنه يستطيع أن ينجز في اليوم ما لا ينجزه الآخر.

وقد حدَّث الذهبي رحمه الله عن أبي عبد الله أحمد الضرير أنه قرأ صحيح البخاري في ثلاثة مجالس من المغرب إلى الفجر يتوقف للصلاة، والبخاري نحو سبعة آلاف حديث، فأتمه، قال الذهبي: "ولا أعلم أنه يمكن في زماننا مثل هذا". ما معنى ذلك؟ عامل البركة.

وأيضاً في القتال في سبيل الله، في عالم الماديات الأكثر يغلب كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِسورة البقرة249. هذا في القرآن، لكن في عالم الماديات الكثرة تغلب، وفي حنينوَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًاسورة التوبة25. إذاً ليس دائماً الكلام بلغة الأرقام، سواءً في النقص أو الزيادة، سواءً في الخير أو الشر، ومثاله في الشر: أن الربا يمحق، فهو في الظاهر كثرة وزيادة مادياً، ولكن في الحقيقة يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَاسورة البقرة276. فيذهب بركة هذه الأموال، لا يعود لها نفع وخير على صاحبها، وتذهب ولا يعرف كيف تذهب، ولا يكون له عيش هانئ ولا سعادة في حياته، وكذلك التطفيف في المكيال والميزان، وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَسورة المطففين1. فإنه يذهب البركة، لكن انظر في المقابل إلى صلة الرحم، صلة الرحم منسأة في الأثر، تزيد العمر، مثراة في المال[من حديث رواه الترمذي1979]. كيف؟ يبارك الله في المال، أو يأتيه بزيادة حقيقية عددية مادية ومعنوية.

كان حماد بن سلمة يمشي في الطريق، فنزل المطر فاضطر إلى الالتصاق بجدار بيت، فإذا أرملة تقول: يا لطف ألطف بنا، فسأل عن ذلك فعرف حالهم، فأعطاها عشر دنانير، وقال استعيني بها، فقالت البنت لأمها: ياأمي رفعت صوتك وجعلت حماد بيننا وبين الله؟ فقالت: لم أرفع صوتي، ولكن الوكيل قد أتى له.

فمن الذي اضطره لأن يقترب من الجدار وأن يتوقف في هذه الساعة من الليل ليسمع هذه الكلمة من هذه المرأة؟ رب العالمين، فالله ييسر أسباباً ويهيئ أموراً، والذين يبنون القضية على الماديات فقط يخيب ظنهم في أمور كثيرة ويخسرون.

وقوله ﷺ: نصرت بالرعب[رواه البخاري335، ومسلم523].ليس هذا شيئاً مادياً في عالم الحروب يقاس، لكنه شيء من الله، إذا قذف الرعب في الجيوش الجرارة انهزمت، ولو كان من أمامها عدد قليل وعتاد محدود، وهكذا فعل الله بالكفار أمام جيوش الصحابة ، فكانت تنهزم في النهاية بالرغم من عددها وعتادها.

وقد حدّث الأصيلي رحمه الله، وكان مع ابن أبي عامر في افتتاح برشلونة، كان الأمير على الجيش ابن أبي عامر وكان الأصيلي معه في فتح برشلونة من أسبانيا، قال: "فحدثنا الذين جاؤوا من القسطنطينية بعد مدة أن أهل القسطنطينية – يعني من النصارى- لما بلغهم فتح برشلونة على ما فيها من التحصينات الكبيرة أغلقوا مدينتهم شهرين من الرعب لما وصلهم الخبر، وهي على بعد عظيم، كم المسافة من قسطنطينية تركيا إلى برشلونة ما يسمى بأسبانيا اليوم؟، لكن هذا الرعب ليس أمراً مادياً محسوساً، لكنه أمر حقيقي يقذفه الله في قلوب من يشاء، وينصر به من يشاء على ما يشاء.

نسأل الله أن يرزقنا الإيمان بالغيب والشهادة، وأن يعيننا على ذكره، وشكره، وحسن عبادته، وأن يجعل عيشتنا تقية نقية، وميتتنا طيبة سوية، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

00:14:28

الحمد لله أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أشهد أن ألا إله إلا الله الحي القيوم، مالك الملك، فعال لما يريد، أحاط بكل شيء علماً، وأحصى كل شيء عدداً، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، البشير والنذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين وذريته الطاهرين، وزوجاته، وخلفائه الميامين، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، الشافع المشفع في ذلك اليوم المشهود، صلى الله عليه وعلى آله أجمعين.

قياس الأمور بالموازين الشرعية

00:15:33

عباد الله: ينبغي أن تكون موازيننا موازين شرعية، والنبي ﷺ كان يذكر أصحابه بهذا، لما صعد ابن مسعود إلى شجرة ليجتني سواكاً، وكان ابن مسعود قصيراً نحيلاً، فنظر بعضهم إلى دقة ساقيه فضحكوا، فقال ﷺ، لفت نظرهم: تضحكون من دقة ساقيه[رواه أحمد3991].وأخبرهم أن ساقي عبد الله بن مسعود في الميزان أثقل من جبل أحد، فكيف تكون هاتان الساقان الهزيلتان النحيلتان الدقيقتان الخفيفتان، أثقل من جبل أحد، الذي لا يعلم وزنه إلا الله كم طن هو، كيف؟

لما قال ﷺ لبعض أصحابه: انظر في المسجد لأبي ذر من أشرف رجل في القوم فنظر إلى أشرفهم نسباً وأكثرهم مالاً وأوجههم في قومه، قال: فلان، قال ﷺ، أمره أن ينظر إلى أوضع رجل في القوم، فنظرت إلى أشدهم رثاثة في الثياب، وأفقرهم في المال، وأدفعهم بين الناس لا يؤبه له وقال: هذا، قال: هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا[رواه ابن أبي شيبة15].كيف، عند الناس الميزان غير، لكن عند الله إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْسورة الحجرات13.

وكذلك إذا نظرنا إلى الدم، إنه شيء مكروه، إنه شيء مرعب، لكن دم الشهيد عند الله تحديداً، أطيب عنده من ريح المسك، فهو عندنا الرائحة يكون رائحة الدم، إنها رائحة مكروهة، مخيفة، لكن عند الله دم الشهيد له رائحة أزكى من المسك، وكذلك رائحة فم الصائم، ففي رمضان أو في غيره لو قدر لإنسان أن يمر بجانب، أو يقترب من صائم، أو يصلي مثلاً بجانبه، ربما وجد منه تلك الرائحة، تغير الفم نتيجة خلو المعدة من الطعام، عندنا الرائحة هذه مكروهة، لكن عند الله هذه الرائحة شأنها عظيم.

وكذلك من الأمور الكثيرة التي تدل على أن الميزان والشأن عند الله كثيراً ما يختلف عما يكون عليه الحال عندنا، الحمى مكروهة، دخل النبي ﷺ على امرأة من الصحابة، وهي تضطرب وترتجف من هذه السخونة، ما شأنك؟قالت: "الحمى لا بارك الله فيها"[رواه مسلم2575]. فأخبرها ﷺ أن هذه الحمى التي تقول عنها هذا الكلام وتدعو بهذا الدعاء في شأنها عند الله تكفر الخطايا وترفع الدرجات وتزيد الحسنات، والفائدة عظيمة منها للمسلم.

عباد الله: هذا يخفف علينا المكروهات إذا وقعت، وكان هناك إيمان بالقضاء والقدر، فيقول المسلم في نفسه: ما دام هذه لها عند ربي شأن عظيم فلا يتسخط، ولا يصاب بالإحباط، وأيضاً إيماننا بهذه الغيبيات، وبهذه الموازين الإلهية يجعلنا نكمل الصورة في أمور كثيرة، فمثلاً في قضية العلاج الناس يبحثون في الدواء، والاستشاري، وأحسن مستشفى، وكل الإجراءات العلاجية، وهذا جيد؛ لأن الأخذ بالأسباب من الشرع، ومن العقل، لكن المؤمن يؤمن بشيء اسمه الرقية الشرعية، يرقي نفسه، يؤمن أن القرآن له أثر على المرض، وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءسورة الإسراء82. فيستعمل الأسباب ويرقي نفسه، فيكون له من الكمال ما ليس لغير المسلم؛ لأن القضية عندهم ماديات فقط، ولا يدور في بالهم أن هناك سورة الفاتحة سبع مرات، هذه الشافية بإذن الله ؛ لأن كلامه شفاء، وهو الشافي سبحانه.

وإذا نظرنا إلى عالم اتخاذ القرارات له أصول في علم الإدارة، وخطوات ست معروفة، يتخذه المسلم والكافر، لكن المسلم يضيف بالإضافة إلى قضية الخطوات السليمة لاتخاذ القرار أمراً مهماً جداً، وهو قضية الاستخارة، التي فيها اللجوء إلى الله، والاعتماد عليه، وسؤاله، والتوكل؛ لأن الأسباب المادية يمكن أن تكون قاصرة، ويمكن أن تخفق، ويمكن أن تكون نتيجة الدراسة غلط، ويمكن يكون الدواء الموصوف في العلاج غلط، في أخطاء بشرية كثيرة، ولذلك يكون عند المسلم من الكمال في عالم اتخاذ القرار ما ليس عند غير المسلم بقضية صلاة الاستخارة، هذا المعنى الغيبي، الذي فيه التوكل واللجوء والدعاء والطلب من الله التسديد.

هذه أيها الإخوة: أيها الأحبة: ميزات لهذا الدين، عالم الغيب، وعالم الشهادة، إدراك الفرق بين ميزان الله وميزان البشر، عدم الغفلة عما أوحى الله إلى نبيه ﷺ به من الأسباب التي هي لمصلحتنا.

نسأل الله أن يغفر لنا أجمعين، وأن يخرجنا من ذنوبنا كيوم ولدتنا أمهاتنا، وأن يتوب علينا، وأن يغفر لوالدينا، وأن يطهرنا، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، نسألك نعيماً لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، نسألك الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الموت، ونسألك النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك يا أرحم الراحمين.

اللهم فرج عن إخواننا المستضعفين، اللهم فرج عن إخواننا المستضعفين، اللهم فرج عن إخواننا المستضعفين، اللهم اكشف ما نزل بهم من ضر في الشام، وسائر الأرض يا رب العالمين، اللهم ارحم ضعفهم، واجبر كسرهم، اللهم اجمع شملهم، ووحد صفهم، اللهم قوِ سواعدهم وسدد رميهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم، صبرهم وثبت أقدامهم، اللهم عجل الفرج يا أرحم الراحمين، يا رب العالمين، اللهم ضاقت بإخواننا السبل، واجتمع عليهم الكيد، وأنت القوي العزيز، لا يعجزك شيء في الأرض، ولا في السماء، اللهم عجل الفرج، اللهم عجل الفرج، واكشف ما نزل بهم من ضر، وارفع البأس يا أرحم الراحمين، وخذ المجرمين، وألق الرعب في قلوبهم، وشتت شملهم، وفرق جمعهم، واجعل دائرة السوء عليهم، وائتم من حيث لا يحتسبون، واجعلهم وأموالهم غنيمة للمسلمين، يا رب العالمين، اللهم آمنا في الأوطان، والدور، وأصلح الأئمة، وولاة الأمور، واغفر لنا يا عزيز يا غفور.

إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءوَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزيدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

1 - رواه احمد بمعناه25119
2 - من حديث رواه الترمذي1979
3 - رواه أحمد3991
4 - رواه ابن أبي شيبة15
5 - رواه مسلم2575