الإثنين 11 ربيع الآخر 1446 هـ :: 14 أكتوبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

تعظيم الله ورسوله ﷺ


عناصر المادة
الخطبة الأولى
تعظيم الله 
الرد على الملاحدة
تعظيم رسول الله ﷺ
خصائص النبي ﷺ

الخطبة الأولى

00:00:07

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

تعظيم الله

00:00:48

عباد الله: إن ربكم قد أمركم أن تعظموه ، وأمركم أن تسبحوه، وأن تكبروه، وأن توحدوه، وأن تعبدوه وحده لا شريك له، والله تعالى من أسمائه الكبير والمتعال، فله الكبرياء ، وتوقيره وتعظيمه سبحانه لأنه خلقنا، ورزقنا، ومن أجلنا أقام السماوات، وجعل في الأرض معايش لنا، ولكن أبى بعض الناس إلا كفوراً، فآذوا ربهم واتخذوا له صاحبة وولداً، وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ۝ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ۝ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَ فَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ۝ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ۝ وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًاسورة مريم88-92.

وكذلك فإنه خلقنا من تراب، وخلق لنا من أنفسنا أزواجاً لنسكن إليها وخلق لنا بهيمة الأنعام وذللها لنا، فمنها ركوبنا، ومنها أكلنا وشربنا، ومن آياته منامنا بالليل والنهار، ومن آياته أنه يرينا البرق خوفاً وطمعاً، ولذلك فإنه يستحق العبادة وحده لا شريك له، فإذا قال قائل بعد ذلك مشككاً في وحدانيته، بل في وجوده سبحانه فنقول له: من الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا؟ من الذي خلق الشمس والقمر؟ من الذي النجوم مسخرات بأمره؟ من الذي خلقنا في أحسن تقويم؟ من الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولاً؟

ويوم القيامة هو يقبضهن، وقال لهؤلاء المعتدين على عظمته وجبروته وقوته: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَسورة الزمر67. من هو الذي أضحك وأبكى؟ من هو الذي أمات وأحيا، من هو الذي خلق الزوجين الذكر والأنثى؟ لقد عرف المؤمنون ربهم، والملاحدة الآن يكفرون به، لقد أقر المؤمنون به سبحانه، بقلوبهم وشهدت بذلك ألسنتهم، وهؤلاء اليوم في المواقع وغيرها يطعنون في وجوده سبحانه، وقد عرفه الخليل فقال: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ۝ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ۝ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ۝ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِسورة الشعراء78-81، لقد عرفه أصحاب محمد ﷺ وآمنوا به، ولما قيل لهم: إن الأعداء قد جمعوا لكم قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌسورة آل عمران174،أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُسورة الزمر36.

الرد على الملاحدة

00:05:24

ويقال للملاحدة، وما أكثرهم اليوم في الأرض، ومن يذهب إليهم ويدرس عندهم سيعرف إلحادهم، ومن مر على كتب هؤلاء سيجد ما تئط منه السماوات والأرض والجبال، من الإلحاد فيه ، وقد قال لهم في كتابه: أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِسورة إبراهيم10، وقد تولى ربنا سبحانه الرد عليهم في كتابه فقال لهم: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ۝ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَسورة الطور36، من الذي خلقكم يا أيها الملاحدة؟ من الذي خلقكم يا من تشككون فيه؟ من الذي خلق السماوات والأرض؟ أنتم خلقتم أنفسكم؟ أنتم خلقتم السماوات والأرض؟ أنتم قدرتم أقوات الأرض؟ أنتم جعلتم فيها معايش؟ أنتم جعلتم في جبالها سبلاً للسالكين؟

من الذي سخر الطير؟ الطير مسخرات بأمره .

تعظيم رسول الله ﷺ

00:06:51

أرسل إلينا رسله وأنزل على البشرية كتبه ليعرفوه ويؤمنوا به ويوحدوه ويعبدوه وحده لا شريك له، وخاتمهم محمد ﷺ المنة الإلهية العظيمة، لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْسورة آل عمران164، إذا كانت الشمس سراجاً كما وصفها الله فإن نبينا جعله الله سراجاً منيراً، فقال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ۝ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًاسورة الأحزاب45-46، فهو أعظم من الشمس بركة وأثراً على العباد، فإذا كانت الشمس تمدهم بالحرارة والضياء، فإن نبيهم يمدهم بالنور الإلهي والوحي الذي يعرفون به كيف يعبدونه وكيف يتعاملون فيما بينهم، فحاجة البشرية إلى النبي محمد ﷺ أعظم من حاجتها إلى الشمس والقمر والنجوم، هو محمد ﷺ الذي أخذ الله العهد على جميع الأنبياء أن يؤمنوا إذا بعث في حياتهم.

خصائص النبي ﷺ

00:08:27

هو خاتمهم، أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْسورة الأحزاب6، خيرة خلق الله، أمنة لأمته من العذاب إذا كان حياً بينهم فإذا مات فالأمان الاستغفار، تكفل المولى بعصمته، وحفظ الوحي في قلبه، وأقسم ببلده، ولم يناده باسمه، وإنما سماه في القرآن وناداه يا أيها النبي، وأسرى به إلى بيت المقدس، وعرج به إلى السماء، وجعل دعوته مستجابة، ونصره بالرعب وجعل الأنبياء وراءه مأمومين، وهو إمامهم، وجعل له الشفاعات العظيمة، وأول من يبعث محمد ﷺ، وهو إمام الأنبياء، وخطيبهم، والجميع تحت لوائه، وأول من يجوز على الصراط، وأول من يقرع باب الجنة، وأول من يدخل الجنة، وصاحب الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية، والمنزلة، وذلك المكان في الجنة الذي لا ينبغي إلا له، وصاحب المقام المحمود، والذي تفك أزمة البشرية يوم الحساب في كربهم بسبب شفاعته عندما يسجد تحت عرش ربه، فيفتح الله عليه من المحامد ما لم تعرفه البشرية من قبل، ثم يجيبه ويأمره أن يرفع رأسه، وبيده لواء الحمد، وأكثر الأنبياء تابعاً يوم القيامة، جعلت أمته خير الأمم وحط الله عنهم الإصر والأغلال، وأحل لهم الغنائم والتيمم والصلاة في جميع الأرض، وخصهم بيوم الجمعة وليلة القدر، وجعلهم شهداء لجميع الأنبياء على أقوامهم، وأمته أول من يدخل الجنة، وهم غر محجلون بشرعه الذي أتاهم به، وأكثر أهل الجنة، والآخرون السابقون، تولى الله الدفاع عن نبيه في كتابه، فلما قال له عمه أبو لهب: تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا قال الله: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّسورة المسد1، ولما قال له قومه: أنت كاهن قال الله: وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَسورة الحاقة42، ولما قالوا: أنت شاعر، قال الله: وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُسورة يس69، وقال: وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَسورة الحاقة41، ولما قالوا: أنت ضال، قال الله: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىسورة النجم2،  ولما قالوا: إنه مجنون، قال: مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍسورة القلم2، ولما قالوا: إن ربه قلاه، قال: وَالضُّحَى ۝ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ۝ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىسورة الضحى1-3. لما قالوا: إنه لا ينجب، لما قالوا إنه صار أبتر، قال الله: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُسورة الكوثر3، وجعل ذريته إلى يوم الدين، وذريته ذلك الشانئ مقطوعة. ولما استهزئوا به قال: إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَسورة الحجر95.