الأحد 10 ربيع الآخر 1446 هـ :: 13 أكتوبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

الابتلاء بفتنة النساء


عناصر المادة
الخطبة الأولى
أشد الفتن فتنة النساء
خوف السلف من فتنة النساء
حتى لا تقع الفتنة
وسائل النجاة من فتنة النساء
الافتتان بالنساء من سببه؟
الخطبة الثانية
اعمل للجنة تنجو من الفتنة

الخطبة الأولى

00:00:07

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ سورة آل عمران:102، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاسورة النساء:1، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًاسورة الأحزاب:70-71.

أشد الفتن فتنة النساء

00:00:34

عباد الله: إن فتن الحياة الدنيا كثيرة، فمنها فتنة المال، وفتنة الفقر، وفتنة الغنى، وفتنة الأولاد، وفتنة الحرب، وفتنة الاضطهاد والإيذاء، وغير ذلك من أنواع الفتن، ولكن النبي ﷺ قال: ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء[رواه البخاري (5096)، ومسلم (2741)]، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: وفي الحديث أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، ويشهد له قول الله تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءسورة آل عمران:14، فجعلهن من حب الشهوات، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع، قبل الذهب والفضة، والخيل المسومة والأنعام والحرث، وقبل فتنة الأولاد، قبل جميع الفتن، بدأ الله بهن في الذكر، حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء، ومع أنها ناقصة العقل والدين فإنها تحمل الرجال على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين كشغلهم عن طلب أمور الدين، وحملهم على التهالك على طلب الدنيا، وذلك أشد الفساد.

وعن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء [رواه مسلم (2742)]رواه مسلم، وفي رواية للإمام أحمد رحمه الله تعالى: " إن الدنيا خضرة حلوة فاتقوها، واتقوا النساء ، ثم ذكر نسوة ثلاثاً من بني إسرائيل، امرأتين طويلتين تعرفان، وامرأة قصيرة لا تعرف، فاتخذت رجلين من خشب من تحت الثياب لتطول، فاتخذت رجلين من خشب، وصاغت خاتماً، فحشته من أطيب الطيب المسك، وجعلت له غُلفاً، فإذا مرت بالملأ، أو بالمجلس قالت به، ففتحته؛ ففاح ريحه[رواه أحمد (11034)]، هكذا تحايلت لتلفت نظر الرجال إليها.

فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء[رواه مسلم (2742)]قال النووي رحمه الله: "ومعناه: تجنبوا الافتتان بها وبالنساء، وتدخل في النساء الزوجات وغيرهن، وأكثرهن فتنة الزوجات لدوام فتنتهن، وابتلاء أكثر النساء بهن".

خوف السلف من فتنة النساء

00:03:48

ولذلك كان السلف رحمهم الله يحرصون على عدم الافتتان، فقد أرسل بعض الخلفاء إلى الفقهاء بجوائز، فقبلوها، وردها الفضيل، فقالت له امرأته: ترد عشرة آلاف، وما عندنا قوت يومنا، فقال: "مثلي ومثلكم كقوم لهم بقرة يحرثون عليها، فلما هرمت ذبحوها، وكذا أنتم أردتم ذبحي على كبر سني، موتوا جوعاً قبل أن تذبحوا فضيلاً".

ومن أسباب الافتتان بالمرأة  -وهو تفسير للقضية- ذكره النبي ﷺ في قوله في الحديث الصحيح: المرأة عورة كلها عورة، لم يستثن وجهاً، ولا كفين أمام الرجال، المرأة عورة؛ فإذا خرجت استشرفها الشيطان [رواه مسلم (1173)]، فما معنى قول النبي ﷺ: استشرفها الشيطان؟ يا عبد الله، يا أيها المسلم، فكر الآن في هذه الكلمة: استشرفها الشيطان لتعلم: من أين أتينا؟! قال المباركفوري رحمه الله تعالى: "أي زينها في نظر الرجال، وقيل: أي نظر إليها ليُغويها، ويُغوي بها، والأصل في الاستشراف رفع البصر للنظر إلى الشيء، وبسط الكف فوق الحاجب، هذا هو الاستشراف، والمعنى: أن المرأة يستقبح بروزها، وظهورها، فإذا خرجت أمعن النظر إليها ليغويها بغيرها، ويغوي غيرها بها، ليوقعهما أو أحدهما في الفتنة، أو يريد بالشيطان شيطان الإنس من أهل الفسق سماه به على التشبيه".

إذن: الشيطان يرفع أنظار الرجال إلى المرأة، والشيطان يزين المرأة في أعين الناظرين؛ فترى المرأة إذا خرجت إلى الشارع تمشي ارتفعت إليها أبصار الرجال؛ ذلك لأن الشيطان حريص على تزيينها، وعلى رفع الأبصار إليها، تلقائياً تجد الأبصار تتجه إلى المرأة من حين خروجها إلى الشارع، من حين بدوها للرجل يرتفع البصر إليها، يستشرفها الشيطان، يجعلها هدفاً منصوباً ملفتاً لينظر إليها الرجال، استشرفها الشيطان، فهي وسيلته لإغواء الناس؛ ولذلك كان السلف رحمهم الله يخافون على أنفسهم أشد الخوف من فتنة النساء، مع عبادتهم، وزهدهم، وورعهم كانوا يخافون على أنفسهم من النساء أكثر مما نخاف نحن على أنفسنا مع ضعفنا، ولا مقارنة بيننا وبينهم.

وكان سعيد بن المسيب رحمه الله يقول، وقد أتت عليه ثمانون سنة منها خمسون يصلي فيها الصبح بوضوء العشاء، وهو قائم على قدميه يصلي، كان يقول: "ما شيء أخوف عندي علي من النساء"، وهو ابن ثمانين سنة يعبد الله تعالى يقوم الليالي يقول: "ما شيء أخوف علي من النساء".

حتى لا تقع الفتنة

00:07:46

ومن أجل فتنة النساء اتخذ الشارع سائر الإجراءات الكفيلة بحماية الرجل من الوقوع في فتنة المرأة، وقال النبي ﷺ: إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل: يا رسول الله، أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت [رواه البخاري (5232)، ومسلم (2172)]، وهو قريب الزوج أخوه، وسائر أقاربه، فهو يشبه الموت في خطره، فهو يؤدي إلى موت الدين، الدخول على النساء الأجنبيات، فهو ربما يؤدي إلى الرجم -وهو موت- إذا زنا بها وهو محصن، فقال: الحمو الموت، وقال:  لا تسافر امرأة إلا ومعها ذو محرم  [رواه أحمد (1935)]، لا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما [رواه أحمد (115)]، كل هذه الإجراءات لأجل درء فتنة النساء.

والنبي ﷺ أطهر الناس مع الصحابة أفضل هذه الأمة كان يعمل سائر الإجراءات الكفيلة بمنع الاختلاط والنظر، فعن أبي أسيد الأنصاري: "أنه سمع رسول الله ﷺ وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال رسول الله ﷺ ينهى عما رآه: استأخرن؛ فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق، فالمرأة لا تمشي في الوسط، بل تمشي في الجوانب، والرجال يمشون في الوسط، هكذا كانت الشوارع في المجتمع الإسلامي الأول، "فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به" [رواه أبو داود (5272)]رواه أبو داود، وهو حديث صحيح.

وعن أم سلمة رضي الله عنها: "أن نساءً على عهد رسول الله ﷺ كن إذا سلمن من المكتوبة قمن" مباشرة "قمن، وثبت رسول الله ﷺ، ومن صلى من الرجال ما شاء الله" فترة كافية لخروج النساء، "فإذا قام رسول الله ﷺ قام الرجال"[رواه البخاري (866)]قال الحافظ رحمه الله: "وفي الحديث الاحتياط في اجتناب ما قد يفضي إلى المحذور، وفيه اجتناب مواضع التهم، وكراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات فضلاً عن البيوت.

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: لو تركنا هذا الباب للنساء باب في المسجد مخصص للنساء، وإلى الآن اسمه باب النساء، قال نافع: "فلم يدخل ابن عمر منه حتى مات" [رواه أبو داود (462)]حتى مات ما دخل من هذا الباب! هذه الإجراءات وغيرها لأجل درء فتنة النساء.

عائشة رضي الله عنها بعد موت النبي ﷺ بفترة قالت: "لو أدرك رسول الله ﷺ ما أحدث النساء" يعني: ما أحدثن بعده؛ "لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل" [رواه البخاري (869)]وماذا أحدث النساء في عهد عائشة؟ وهي تقول: لو رأى النبي ﷺ الوضع لمنعهن من المساجد والخروج، فلو رأت عائشة، ولو رأى رسول الله ﷺ وضعنا اليوم ماذا تراه يقول؟ وماذا تراه يفعل؟

عباد الله: إن الأمر خطير والله، وإن الخطب جلل، وإن الفساد في انتشار بسبب فتنة النساء، وفي هذا الزمان الذي لم يمر في العالم زمان مثله زُينت فيه المرأة لفتنة الرجال، واجتهد فيه أعداء الله في إبراز المرأة، فترى عوامل الجذب والفتنة في الملابس الضيقة والمفتوحة والشفافة، والكعب العالي، والمناكير على الأظفار، ورائحة العطور، والصوت والأزياء الفاضحة، وحتى النقاب الذي تلبسه بعض النساء والبرقع اليوم ربما يكون أشد فتنة مما لو كشفت وجهها بالكلية، والأفلام، والقصص الفاسدة، والمجلات، والدعايات لا تكاد توجد سلعة إلا ومعها صورة امرأة ولا بد، وعروض الأزياء، وكل ذلك يزين المرأة في نظر الرجال، حتى إذا نزلت إلى الشارع والسوق رأيت العجب، وهذه المساحيق والمكياجات التي تجعل أشد النساء ذمامة لوحة فنية من الأصباغ، وما تفعله الكوافيرات في وجه النساء.

ثم تحدث الفتنة العظيمة، وتخرج المرأة بهذه الزينة، وتجتمع كل عوامل الإغراء كل العوامل، فلا تدخل دكاناً، ولا سوقاً، أو باب مدرسة، أو مستشفى، أو طائرة، أو غير ذلك من الأماكن إلا ووجدت القضية كلها تدور على الإغراء والإغواء بالمرأة، ولا تكاد تنظر في الصفحة الخارجية لمجلة أو غيرها إلا وتجد القضية نفسها تدور.

إخوان القردة والخنازير الذين وصلوا بالمرأة إلى ما وصلوا إليه، وعمت الفتنة، وثارت الشهوات، وصار الوضع محزناً لصاحب القلب الحي.

لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان

عباد الله: المسألة كلها مخالفات شرعية في قضية هذه الأشياء، والإغراءات التي تحصل.

وتأمل ماذا أحدثه هذا الهاتف من الفتنة في بدء العلاقة، وتطويرها، وتنميتها، والتخطيط للخروج، ثم الخروج، وتأمل كيف يزين الشيطان الحيل بحجة خروجها إلى السوق، أو الدراسة مع صاحبتها، أو زيارة صاحبتها، وأثناء غياب الزوج في العمل، أو الوردية الليلية، وأيام الاختبارات التي نحن مقبلون عليها بالذات، سيحدث فساد عظيم، وشر مستطير، وأيام البر، وتتخلف الأسرة هناك، والشاب هنا لوحده، وهذه أشياء نحن مقبلون عليها، كل هذه الأمور التي تؤدي إلى الفتنة، والوقوع في الفاحشة، والمسألة فيها غضب من الله، وإغضاب لله، وكل القضية تدور على مخالفة الآيات الشرعية، تأمل في الواقع ثم قارن: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّسورة النــور:31 تأمل ثم قارن بقوله: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّسورة الأحزاب:53، وتأمل وقارن بقوله: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا سورة الأحزاب:32، فكيف تستهل البنت الحديث في الهاتف، فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا سورة الأحزاب:32، وقارن بقوله تعالى: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىسورة الأحزاب:33، وقارن بقوله تعالى: وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّسورة النــور:31، المسألة كانت على الخلخال، والآن تفتح العباءة، وتلبس عدة مرات لتصلح من هندامها بزعمها، وهي في وسط الرجال، وقارن بقول النبي ﷺ: أن " المرأة إذا استعطرت، فخرجت، فمرت بالمجلس، فهي كذا وكذا يعني: زانية" [رواه الترمذي (2786)].

فإذن: المسألة تحتاج في زماننا هذا إلى صبر عظيم، ولم يكن النبي ﷺ مجانباً للصواب أبداً، ولا مبالغاً عندما قال: إن أخوف ما أتخوف عليكم فتنة النساء[رواه ابن أبي شيبة (173)]، والذي يتتبع الأخبار يعرف ذلك، وليس المجال مجال التفصيل، ولا تعميم الحال، فهناك صلاح، والحمد لله، وهناك خير، ولكن لا بد من أن نضع الضوابط، وأن نلزم أنفسنا بأحكام الشريعة.

وسائل النجاة من فتنة النساء

00:16:46

فإن قال قائل: وما هي الإجراءات التي تحمي الرجل من فتنة النساء؟

فأقول: أولاً: قال ﷺ: لا تتبع النظرة النظرة؛ فإن لك الأولى وليست لك الآخرة [رواه الترمذي (2777)]، وعن جرير بن عبد الله قال: "سألت رسول الله ﷺ عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري" [رواه مسلم (2159)]، ولما رأى الفضل ينظر إلى امرأة وضيئة صرف وجهه إلى الشق الآخر.

فإذن مسألة غض البصر هي أساس العلاج؛ لأن المسألة في أولها، وهو أهون شيء النظر، أهون شيء في البداية النظر، قال العلاء بن زياد: "لا تتبع بصرك رداء امرأة؛ فإن النظرة تجعل في القلب شهوة"، وقال أحد الصالحين لابنه: "يا بني امش وراء الأسد والأسود" وراء الأسد والحية والثعبان "امش وراء الأسد والأسود، ولا تمش وراء امرأة!".

نظر الرجل إلى محاسن المرأة سهم مسموم من سهام إبليس، والسهم المسموم إذا دخل السم ينتشر: "إياكم والنظرة؛ فإنها تزرع في القلب الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة"، تزرع الشهوة في القلب.

وكان السلف رحمهم الله في غاية الحرص على هذه المسألة، قال سفيان: كان الربيع يغض بصره، فمر به نسوة، فأطرق إطراقاً شديداً، حتى ظن النسوة أنه أعمى، فتعوذن بالله من العمى.

وخرج حسان إلى العيد، فقيل له لما رجع: يا أبا عبد الله، ما رأينا عيداً أكثر نساءً منه، فقال: ما تلقتني امرأة حتى رجعت، وهو حسان بن أبي سنان لما خرج إلى العيد ورجع، قالت له امرأة: كم من امرأة حسنة قد نظرت اليوم؟ فلما أكثرت عليه، قال: "ويحك؛ ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك حتى رجعت إليك".

وكانوا يحاربون النظر، ويعتبرونه منكراً شديداً، وينهرون فاعله: عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: "دخل عبد الله بن مسعود على مريض يعوده، ومعه قوم، وفي البيت امرأة، فجعل رجل من القوم ينظر إلى المرأة، فقال عبد الله : "لو انفقأت عينك كان خيراً لك" لو انفقأت عينك، وصارت مصيبة، واحتسبت عند الله كان خيراً لك من النظر، واستعمال البصر بالمعصية.

ثم إنه إذا كرره حصل في القلب زرع الفتنة، وذلك أمر يصعب قلعه؛ ولذلك لا بد من الحمية بسد باب النظر؛ فإنه إذا سده سهل بعد ذلك انحسار الأمر.

عباد الله: هذه القضية لا يكاد يطبقها اليوم إلا من رحم الله، غض البصر عن النساء، وفي معنى النظر وصف المرأة حتى كأنه ينظر إليها، ولهذا نهينا عنه، فقال النبي ﷺ: لا تباشر المرأة المرأة، فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها[رواه البخاري (5240)]، وهذه أصل في سد الذرائع، وأن وصف المرأة لرجل الأجنبي عنها يؤدي إلى الافتتان بالموصوفة.

ثانياً: أن الإنسان إذا رأى امرأة فأعجبته؛ فإن كان له زوجة، أو مملوكة أتاها مباشرة؛ لأن النبي ﷺقال:  إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة، فأعجبته؛ فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه [رواه مسلم (1403)]، وأما الأعزب، فإنه يستعين بالصبر والصلاة والصيام الذي هو من أسباب تقليل الشهوة، وقال ﷺ: إذا أحدكم أعجبته المرأة؛ فوقعت في قلبه، فليعمد إلى امرأته، فليواقعها؛ فإن ذلك يرد ما في نفسه[رواه مسلم (1403)]؛ لأن الذي معها مثل الذي معهارواه الترمذي (1158)] كما قال ﷺ، فيسكن نفسه، ويدفع شهوته، وفي هذا بيان عظيم، وإرشاد كبير إلى قضية العلاج لمثل ما يقع للرجال في هذه المسألة.

ثالثاً: أن الإنسان لا يغشى أماكن الفتنة، ولا يغشى أماكن الخلوة، ثم بعد ذلك يقول: لم أصبر، بل إنه يتمنى عند الحرام؛ ولذلك لما دعت امرأة العزيز يوسف قال: مَعَاذَ اللّهِسورة يوسف:23 كما قال النبيﷺ: ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال؛ فقال: إني أخاف الله [رواه البخاري (1423)، ومسلم (1031)]مع أنها امرأة ذات منصب وجمال، وأين يجتمع هذا؟ ومع ذلك يقول: إني أخاف الله رب العالمين.

رابعاً: ينبغي للرجل إذا تعرضت له المرأة ألا يلتفت إليها، وكثير من النساء اليوم هي التي تتعرض للرجل، وربما تكون هي التي اتصلت، وهي التي تأتي بالإشارات، والحركات الداعية، فماذا يفعل؟ افعل كما فعل جريج رحمه الله، فإن النبي ﷺ أخبرنا: لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة، ومنهم ذلك العابد، تكلم الصبي من أجله،  كانت امرأة بغي يتمثل بحسنها، فقالت: إن شئتم تقول لبني إسرائيل إن شئتم لأفتننه لأفتنن هذا العابد الزاهد، فتعرضت له، فلم يلتفت إليها هذا هو المهم، هذا هو لب الموضوع الآن،  فلم يلتفت إليها، فأتت راعياً كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها؛ فحملت... [رواه البخاري (3436)، ومسلم (2550)] الحديث، وفيه كيف خلص الله جريج بسبب صبره، الشاهد قوله: فلم يلتفت إليها، فمن الذي لا يلتفت اليوم؟ الذي رحمه الله، وأراد به خيراً.

خامساً: لا بد من التأمل في مسألة الفاحشة، فإن الشيطان كتابه الوشم، وقرآنه الشعر، ورسله الكهنة، وطعامه ما لم يذكر اسم الله عليه، وشرابه كل مسكر، وبيته الحمام، ومصائده النساء، ومؤذنه المزمار، ومسجده السوق، وكل هذه الأشياء مع بعضها البعض تؤدي للفتنة العظيمة.

والزنا من أعظم الذنوب والفواحش، وبعضه أشد من بعض، فمن أفحشه الزنا بالمحارم، ومن أفحشه الرجل يزني بزوجة الرجل، أي: المتزوجة، مما يؤدي إلى اختلاط المياه والأنساب، ومن أفحشه أن تكون المرأة المزني بها جارة: ولأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره[رواه أحمد (23342)].

النبي ﷺ أخبرنا عن عقوبة الزناة والزواني في البرزخ قبل دخول جهنم، في تنور، في فرن يأتيهم اللهب من أسفل منهم؛ فيرتفعون، فيصيحون، فإذا خمد اللهب سقطوا، ثم يأتيهم مرة أخرى فيرتفعوا حتى يكادوا أن يخرجوا، وهكذا إلى قيام الساعة، هذا عقاب الزناة والزواني في البرزخ.

وحكى لنا النبي ﷺ عن أشخاص كادوا أن يقعوا في الفاحشة، وربما يصل الأمر إلى هذه الدرجة، فماذا يفعل الشخص؟ حينئذ، قال الثاني: اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، فطلبت إليها نفسها، فأبت حتى آتيها بمائة دينار، فسعيت حتى جمعت مائة دينار، فلقيتها بها، فلما قعدت بين رجليها قالت: يا عبد الله، اتق الله، ولا تفتح الخاتم إلا بحقه، والحق هو عقد الزواج الشرعي فقمت عنها، وهي أحب الناس إليه [رواه البخاري (5974)، ومسلم (2743)]، فقمت عنها، إذن يمكن للإنسان المسلم -لو أنه ساقته نفسه والشيطان والمرأة إلى الفاحشة- أنه في اللحظة الأخيرة يذكر الله تعالى؛ فيقوم، يمكن.

إذن: هذه من النظرة إلى اللحظة الأخيرة، إجراءات شرعية لأجل الوقاية من فتنة النساء، وهي المسألة العظيمة في عصرنا -يا عباد الله-، والله إنني ما طرقت هذا الموضوع إلا لأجل رؤية ذلك عياناً بياناً، والتمعن في أمراضنا، التمعن في مشكلاتنا، إذا تمعنت معي وجدت فعلاً أن من أشنع الأشياء فتنة النساء.

الافتتان بالنساء من سببه؟

00:26:24

وتعلم فعلاً -يا عبد الله، يا أيها الأخ المسلم- أن القضية بحاجة شديدة إلى مصابرة ومجاهدة، وبعض الناس يقولون: لا تلوموا الشباب، ولوموا الفتيات، كيف ذلك؟ اللوم على الجميع، اللوم على الفتاة التي تبرجت، وعلى الشباب الذي استجاب، وعلى وليهما الذي لم يرب هذا، ولم يمنع تلك من الخروج، وعلى الذي يضع العراقيل في طريق الزواج بحجج واهية، ويغلي المهور، ويقول: بنتنا ليست بأقل من بنت فلانة، أو يضع العراقيل الواهية باسم القبلية، والموازين التافهة الدنيوية، ويرد هذا، وهذه بنتنا تريد الدراسة، ونحو ذلك، اللوم على الجميع، ليس أحد بمستثنى.

نسأل الله ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ونسأله أن يقينا كل هذه الشرور، وأن يجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

00:27:31

الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، هو الحي القيوم، هو الحي لا يموت، والجن والإنس يموتون، أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً رسول الله، وعبده ومصطفاه، وخاتم أنبيائه ورسله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اعمل للجنة تنجو من الفتنة

00:28:03

عباد الله: تعالوا بنا الآن في رحلة أخرى تختلف عن هذه الدنيا تماماً، تعالوا بنا في رحلة تنسينا بالكلية فتنة نساء هذا الكوكب، فإن من علاج القضية أن يتمعن الإنسان فيما أعد الله لمن يصبر من الأجر، فإن من شرب الخمر في الدنيا، ولم يتب لا يشربها يوم القيامة، ومن لبس الحرير من الذكور في الدنيا، ولم يتب لا يلبسه يوم القيامة، فالذي يزني في الدنيا، ولا يتوب، فماذا يكون الموقف يوم القيامة؟ ومن أي شيء يحرم؟ وما هي عاقبة الذين يصبرون على هذا العذاب، وأقول العذاب فعلاً من شدة الفتنة ولأوائها في هذا الزمان، هل الذي يصبر، ويقول له أصحابه: أنت مجنون، أنت معقد، أنت تحرم نفسك هل هذا الذي يصبر سيلاقي شيئاً أم لا؟.

وإن سألت عن عرائسها وأزواجهم فهن الكواعب الأتراب اللاتي جرى في أعضائهن ماء الشباب، تجري الشمس في محاسن وجهها إذا برزت، ويضيء البرق من بين ثناياها إذا ابتسمت، إذا قابلت حِبَّها فقل ما تشاء في تقابل النيرين، وإذا حادثته فما ظنك بمحادثة المحبين، وإن ضمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين، لو طلعت على الدنيا لملأت ما بين الأرض والسماء ريحاً، ولاستنطقت أفواه الخلائق تهليلاً وتكبيراً وتسبيحاً، ولزخرف لها ما بين الخافقين، ولأغمضت عن غيرها كل عين، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم، ولآمن من على ظهرها بالحي القيوم، ونصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها، ووصالها أشهى إليه من جميع أمانيها، لا تزداد على طول الأحقاب إلا حسناً وجمالاً، ولا يزداد لها طول المدى إلى محبة ووصالاً، مبرأة من الحبل والولادة، والحيض والنفاس، مطهرة من المخاط والبصاق، والبول والغائط، وسائر الأدناس، لا يفنى شبابها، ولا تبلى ثيابها، ولا يخلق ثوب جمالها، ولا يمل طيب وصالها، قد قصرت طرفها على زوجها؛ فلا تطمح لأحد سواه، وقصر طرفه عليها؛ فهي غاية أمنيته وهواه، وإن سألت عن السن، فأتراب في أعدل سن الشباب، وإن سألت عن حسن الخلق، فهن الخيرات الحسان، اللاتي جمع لهن بين الحسن والإحسان، وإن سألت عن حسن العشرة، ولذة ما هنالك، فهن العرب المتحببات إلى الأزواج بلطافة التبعل التي تمتزج بالروح أي امتزاج، فما ظنك بامرأة إذا ضحكت في وجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها، وإذا حاضرت زوجها فيا حسن محاضرتها، وإن خاصرته فيا لذة تلك المعانقة والمخاصرة، وإن غنت فيا لذة الأبصار والأسماع، وإن آنست، وأمتعت فيا حبذا تلك المؤانسة والإمتاع: إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء ۝ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ۝ عُرُبًا أَتْرَابًاسورة الواقعة:35-37، فتفضل المرأة في الدنيا الصالحة تلك المرأة من الحور العين بصلاتها وصيامها، ويجعلها الله تعالى من العرب، وهي التي جمعت إلى حلاوة الصورة حسن التأني والتبعل والتحبب إلى الزوج، والعَروب من النساء المطيعة لزوجها، العاشقة له، المتحببة إليه، أبكاراً ذلك لفضل وطء البكر على الثيب، فجعلهن الله أبكاراً، ولو كانت في الدنيا ثيبة، وقال الله تعالى عن الحور العين: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّسورة الرحمن:56، فلم يطأهن ولم يغشهن إنس ولا جان من قبل، كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ سورة الرحمن:58 بالياقوت لصفائه، وبالمرجان لبياضه، فجمعن بين هذا البياض والصفاء، وقال أبو هريرة: ألم يقل أبو القاسم: إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أضوء كوكب دري في السماء، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يُرى مخ سوقهما من وراء اللحم، وما في الجنة أعزب[رواه البخاري (3254)، رواه مسلم (2834)]، وقال ﷺ: ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحاً، ولطاب ما بينهما، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها[رواه أحمد (12028)]هذا قدر الخمار، فما بالك بقدر اللابسة؟!

عباد الله: هذه النساء الحسان يغنين لأزواجهن، قال الله عن المؤمنين: فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ سورة الروم:15 يحبرون يعني يسمعون النساء، قال ﷺ: إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط، إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان، وإن مما يغنين به: نحن الخالدات فلا يمتن، نحن الآمنات فلا يخفن، نحن المقيمات فلا يظعن[رواه الطبراني في الصغير (734)] يقلن: نحن الحور الحسان، خبئن لأزواج كرام، وهكذا يتقلب المرء من أهل الجنة، يتقلب المرء بين زوجاته، وهو في هذه الخيمة من اللؤلؤة المجوفة سبعون ميلاً، في كل زاوية له أهل لا يراهم الآخرون، لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا[رواه الترمذي (1174)]إنها مشتاقة إليه من الآن، إنها تعلم عنه الآن، الآن هي تعلم عنه من نسائه في الجنة، إنها تعلم عنه.

وقد أخبر علي في الحديث الموقوف الذي له حكم الرفع: "أنه إذا دخل الجنة خف إليه الغلمان، فتحلقوا حوله، خدمه وحشمه، يستقبلونه، يذهب واحد منه مسرعاً إلى بيته، فيخبر تلك الحورية بأن زوجها على وشك الوصول؛ فلا تصبر حتى تخرج إلى أسْكُفَّة الباب لتستقبله"، فإنه استقبال عظيم "يومئذ يعطى الرجل قوة مائة في الجماع".

ويصل إلى نسائه في الجنة، وهي تهب ريح الشمال كما جاء في صحيح مسلم : كل جمعة...، فتحثوا في وجوههم وثيابهم؛ فيزدادون حسناً وجمالاً، فيرجعون إلى أهليهم، وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً[رواه مسلم (2833)].

فأين هذا من لذة ساعة شر إلى قيام الساعة؟ فإذا قامت الساعة كان ذلك أشد وأنكى، أين هذا يا عبد الله؟! هذه الصفات للحور العين، من هؤلاء النساء مهما تجملت، فغالب زينتها المكياج الزائف، ومهما كانت جميلة، فانظر إليها بعد سنين، فإنها تكون في غاية القبح والذمامة، وتصبح عجوزاً شوهاء، ومع ذلك فإن الاستمتاع بها مكدر في حيضها ودمها، وطمثها وإفرازاتها، وسائر الأشياء المقرفة التي تخرج منها، أين هذا من هؤلاء الأزواج المطهرة؟ فمن صبر هنا كان له هذا هناك، ومن لم يصبر هنا فيا سوء ذلك الحرمان، نعوذ بالله من الخذلان.

اللهم إنا نسألك الفوز بالجنان، والعتق من النيران، اللهم هب لنا من زوجاتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماماً، اللهم طهر قلوبنا، وحصن فروجنا، يا أرحم الراحمين يا رب العالمين، باعد بيننا وبين الفتن ما ظهر منها وما بطن، ارزقنا العفة والعفاف، والأمن والإيمان، اللهم انشر الأمن والإيمان في بلدنا هذا، وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمننا في الأوطان والدور، وأرشد الأئمة وولاة الأمور، واغفر لنا يا عزيز يا غفور إنك أنت أرحم الراحمين.

اللهم انصر المجاهدين، اللهم انصر هذه الأمة، اللهم ردها إلى كتابها وسنة نبيها، وأيقظها من سباتها، واكتب لها النصر على أعدائها يا رب العالمين، اللهم اجعلنا في بلدنا آمنين مطمئنين، وسائر إخواننا المسلمين يا رب العالمين، اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل المسلمين يا رب العالمين.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

1 - رواه البخاري (5096)، ومسلم (2741)
2 - رواه مسلم (2742)
3 - رواه أحمد (11034)
4 - رواه مسلم (2742)
5 - رواه مسلم (1173)
6 - رواه البخاري (5232)، ومسلم (2172)
7 - رواه أحمد (1935)
8 - رواه أحمد (115)
9 - رواه أبو داود (5272)
10 - رواه البخاري (866)
11 - رواه أبو داود (462)
12 - رواه البخاري (869)
13 - رواه الترمذي (2786)
14 - رواه ابن أبي شيبة (173)
15 - رواه الترمذي (2777)
16 - رواه مسلم (2159)
17 - رواه البخاري (5240)
18 - رواه مسلم (1403)
19 - رواه مسلم (1403)
20 - رواه الترمذي (1158) 
21 - رواه البخاري (1423)، ومسلم (1031)
22 - رواه البخاري (3436)، ومسلم (2550) 
23 - رواه أحمد (23342)
24 - رواه البخاري (5974)، ومسلم (2743)
25 - رواه البخاري (3254)، رواه مسلم (2834)
26 - رواه أحمد (12028)
27 - رواه الطبراني في الصغير (734) 
28 - رواه الترمذي (1174)
29 - رواه مسلم (2833)