اعتاد بعض الخطباء تحريك اليدين أو إحداهما حال الخطبة، ويشير بهما يمينًا وشمالاً، وقد كرِه ذلك جماعة من أهل العلم؛ كالشافعي، وابن قدامة، والنووي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، كما في المجموع، والاختيارات، وزاد المعاد، وتصحيح الدعاء.
قال الشافعي -رحمه الله-: "وإن لم يعتمد على عصا أحببت أن يسكن جسده ويديه، إما بأن يضع اليمنى على اليسرى، وإما أن يقرهما في موضعهما ساكنتين" [الأم للشافعي: 1/230].
قال ابن قدامة: "يستحب أن يسكن أطرافه، إما أن يضع يمينه على شماله، أو يرسلهما ساكنتين إلى جنبيه" [المغني:2/229].
وقال الشيخ ابن عثيمين: هل من السنة أن يحرك يديه عند الانفعال؟
وجوابًا على السؤال: ليس من السُّنة أن يحرك يديه، وإن كان بعض الخطباء بلغني أنهم يفعلون ذلك، لكن يشير في الخطبة بإصبعه عند الدعاء، أما الخطبة التي هي غير خطبة الجمعة فقد نقول إنه من المستحسن أن الإنسان يتحرك بحركات تناسب الجمل التي يتكلم بها، أما خطبة الجمعة فإن المغلب فيها التعبُّد، ولهذا أنكر الصحابة على بشر بن مروان حين رفع يديه في الدعاء، مع أن الأصل في الدعاء رفع اليدين فلا يشرع فيها -يعني في الخطبة- إلا ما جاء عن النبي ﷺ" [الشرح الممتع: 5/65].
فإذن، لو قال واحد: هل من السنة للإنسان أثناء خطبة الجمعة يشير ويرفع ويخفض؟
فيقال: ليس ذلك من السنة، ومن الخطباء في هذا الشيخ عبد الحميد كشك -رحمه الله- فإنه مع قوة صوته في الخطبة ومع بلاغته، فإنه كان إذا اعتلا المنبر كالساكن، كالجماد، ما في أي حركة.