المشاركة الأخوية في الطاعاتديننا دين تكاتف وتآزر وتشاور وتعاون وتلاحم، إنها صلات بين افراده، هذه صلاة مفروضة، وهذا حج، وتلك جمعة، وهذان العيدان عبادات تزيد التعاون، الصيام توحيد، والزكاة كذلك مواساة بين الغني والفقير، هكذا شرع الله من العبادات ما يزيد الأخوة بين المؤمنين، وكذلك جعل في المعاملات أيضًا من الأحكام ما يصون علاقاتهم، فلذلك لا يبيع الإنسان على بيع أخيه، وكذا لا يشتري على شراء أخيه، لا يسوم على سوم أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه، لا يجوز النجش، ولا الغش ولا الربا. الأخوة الإيمانية قائمة على هذه الرابط الدينية، إنها أقوى الروابط وأوثقها، ولأهميتها حصر المؤمنون فيها، فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، كأنه لا وجود لهم بدونها .... المزيد |
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصارسنتحدث عن موضوع من موضوعات سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وبعض ما يستفاد منه، وهو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، التي حصلت في المجتمع المدني عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى المدينة بعدما صارت بيعة العقبة الأولى والثانية، وصار هناك قاعدة من الأنصار من أهل المدينة تنصر النبي صلى الله عليه وسلم، فهب المسلمون متفانين بالهجرة، ضحوا بأوطانهم وأموالهم وأهاليهم؛ استجابة لنداء الله ورسوله. أدت الهجرة إلى تنوع سكان المدينة، حيث صار فيها من الأحياء المختلفين غير الأوس والخزرج من العرب، وضم ذلك كله وحدة المسلمين، وكان أعداؤهم المنافقين واليهود، فانقسم الناس إلى ثلاثة أقسام: المؤمنين، والمنافقين، واليهود. لما اجتمع هذا العدد من المهاجرين في المدينة، كان لا بد من إيجاد حل لهؤلاء الوافدين القادمين الذين كثيرٌ منهم ما عندهم أموال ولا بيوت ولا مأوى، فجاء الحل الشرعي، وهو: المؤاخاة، واعتبر الإسلام المؤمنين كلهم إخوة، فقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}. .... المزيد |
بيان في عمرة رمضانسنخصص هذا الدرس أيها الإخوة للحديث عن العمرة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رغب في العمرة في رمضان، وعزا المرأة التي فاتها الحج بأن عمرة في رمضان تعدل حجة معه، ونظرًا لسؤال عدد من الإخوان عن بعض المسائل المتعلقة بالعمرة، فسنبين إن شاء الله في هذا الدرس كيفية العمرة الصحيحة، مع الإشارة إلى بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض المعتمرين، مع الإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بهذه الشعيرة العظيمة .... المزيد |
تربية الأبناء 1تربية الأبناء، أو تربية الطفل في الإسلام، والواقع أننا نحتاج إلى أن نتكلم عن تربية أم الطفل قبل أن نتكلم على تربية الطفل، فمثلاً هناك مواضيع كثيرة تحتاج إليها المرأة المسلمة، مثل الكلام عن موضوع الزواج، أو المرأة والعلاقات الزوجية، حقوق الزوج والزوجة، المرأة والطلاق، والمرأة والعلم الشرعي، المرأة والدعوة إلى الله، المرأة والحجاب، ودعوة التحرر في ميزان الإسلام، والفرق بين المرأة والرجل في الإسلام، إلى آخر ذلك من المواضيع المهمة في تكوين شخصية المرأة المسلمة، ولعله يتاح الفرصة في المستقبل للكلام على هذه الأمور إن شاء الله، وتربية أم الطفل أيتها الأخوات مهمة جدًا؛ لأنه كيف نتصور أن يخرج طفل مسلم ذو شخصية إسلامية متميزة بخصائصها ومقوماتها، وعقيدتها وعباداتها، وأخلاقها، وليس هناك محاضن للجيل المسلم تخرج مثل هذا النشئ .... المزيد |
تربية الأبناء 2امتدادًا لما كنا نتكلم به أيتها الأخوات المستمعات الكريمات عن الطفل الجبان، شخصية أخرى من الشخصيات الموجودة عند أطفالنا اليوم، الطفل الجبان تتكون هذه الشخصية من عدة أسباب، تكون الشخصية الجبانة نتيجة لهذه الأسباب منها مثلاً: إلقاء حكايات مخيفة عن الجن والعفاريت، كما يحصل عند كثير من الأمهات أو الأخوات الكبيرات عندما يقصصن الحكايات على الأطفال، فيأتين بالأشياء الخرافية، والأشياء المرعبة، فهذه تكون الخوف في نفس الطفل، وكذلك تخويف الطفل بالظلام أو تخويفه بألفاظ مثل: البعبع، والوحش، هذه كلها من الأشياء التي تكون الرعب والخوف في نفسه .... المزيد |
تقليد الكفارهذا الحديث الذي أتحدث به إليكم في هذه الليلة هو مرتبط بأمر العقيدة ارتباطًا وثيقًا، بل هو من صلب العقيدة، والله عز وجل أنزل عليها هذا الكتاب، وأرسل رسوله ليبين لنا ما نزل إلينا من ربنا، والله يريد منا أن تكون شخصياتنا شخصيات إسلامية، وأن تتميز هذه الشخصيات عن سائر أهل الأرض من الملل والنحل الكافرة؛ لأن الله رضي الإسلام لنا دينًا، وهو عز وجل يريد أن يكون المسلم على مستوى هذا الدين، وأن يتمثل هذا الدين، وأن تكون الشخصية الإسلامية شخصية متميزة، وليست شخصية ممسوخة، كما حدث لكثير من شخصيات المسلمين في هذا الزمان، والله عز وجل قال لرسوله صلى الله عليه وسلم: {وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ}، وقال عز وجل: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}، فصار للمسلمين دين، شريعة، منهاج، غير شريعة الكافرين .... المزيد |
تميز المسلمين عن الكفارتنناول إن شاء الله تعالى موضوعًا من مواضيع العقيدة المهمة، وهو موضوع تميز المسلمين عن الكفار، وهذا الموضوع أيها الإخوة تكمن أهميته في عدة نقاط، النقطة الأولى: تمييز دين الله عز وجل حتى يراه الناس صافيًا، فإنه لو اختلطت شعائر الدين الذي يقوم بها المسلم ببعض شعائر الكفار لأصبح دين الله عز وجل يظهر للناس بشكل مرقع صفيق، جزء منه إلهي وجزء منه شيطاني، وجزء منه بدعي، وجزء منه من الأهواء، وهكذا، وهذا يؤثر تبعًا على قضية الدعوة إلى الله جل وعلا، فإن الناس من غير المسلمين، أو حتى من المسلمين البعيدين عن الإسلام إذا شاهدوا هذا الشكل الممزق من الإسلام فإنهم سينفرون منه كل النفور، وسيقولون لمن يدعوهم إليه: أهذا هو الدين الذي تريدون أن ندخل فيه .... المزيد |
توبة قاتل المائةقصة توبة قاتل المائة، وهذه القصة قصة عظيمة فيها فوائد جليلة، قصها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإليكم هذه القصة، قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار - واللفظ لابن المثنى - قالا: حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد الخدري، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب، فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا، فهل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله، فكمل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم، فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة .... المزيد |
ثغرات قاتلةهذا الدين العظيم قد جاء بتشريعات كثيرة، وأحكام متعددة في سائر جوانب الحياة، ومن النواحي في حياتنا الناحية الاجتماعية، هذه الناحية التي يغفل عنها الكثيرون، وحتى طلبة العلم وبعض الدعاة إلى الله عز وجل، وأعداد من الشباب لا يراعون هذه الناحية ولا يقدرونها حق قدرها، مع أنها ناحية مهمة جدًا أيها الإخوة، الناحية الاجتماعية التي تكسبك ودّ الناس، تحببك إليهم، وتحببهم إليك، وإذا قارنا حالنا في علاقاتنا الاجتماعية بحال النبي صلى الله عليه وسلم لوجدنا فرقًا كبيرًا، ونريد أن نعرف بعضًا من الجوانب التي تنقصنا وماذا كان عليه الصلاة والسلام يفعل ويتصرف فيها، نريد أن نقارن الواقع بالهدي النبوي، وسنذكر جوانب وأمثلة اجتماعية تبين بعض الثغرات القاتلة الموجودة، ثغرات قاتلة في حياتنا الاجتماعية .... المزيد |
حديث الشفاعة المقام المحمودالناس في الغم والكرب يوم القيامة يريدون حلاً، ويتمنى الكافر الفرج ولو إلى النار، فيتكلم الناس ويتبادلون الآراء في أرض المحشر، يتكلمون مع بعض يريدون رأياً، مثل الناس لو وضعوا في أزمة يبدءون يتحدثون في نقاش، ما هو السبيل إلى الخروج؟ {فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ}، في يوم المحشر يصدر عن بعض الناس رأياً يقولون: لو استشفعنا، يلهمون ذلك من الله كما جاء في رواية مسلم: فيلهمون الذهاب إلى الأنبياء، يريدون مخرجاً، فيقولون: لو نذهب إلى الأنبياء، فيهتمون بذلك -يصيبهم الهم- لو استشفعنا على ربنا، يعني: نطلب شفاعة أحد عند الله نستعين به على الكرب. عيسى يدل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم موسى يخبر الناس بأنه قد قتل نفساً، ولا يريد من الله إلا أن يغفر له، ولا يستطيع أن يشفع للناس في بدء الحساب ويدلهم على عيسى عليه السلام فيأتون عيسى فيقول: لست هناكم، يقولون: يا عيسى! أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ورح منه، وكلم الناس في المهد صبياً، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه، فيذكر مثل آدم قولاً وجواباً: لست هناكم لكن لم يذكر ذنباً.عيسى ما ذكر ذنباً لكن يقول: أنا لست على مستوى طلب الشفاعة لست بهذا المقام، لست هناكم، ويقول في رواية: إني عُبِدت من دون الله، إني اتُخِذت إلهاً من دون الله، مع أنه ليس ذنباً منه ولا قصد ولا أراد ولا رضي، لكن يقول ذلك تواضعاً.الآن هؤلاء الأنبياء يقولون اليوم : إذا غفر لنا يكفينا، فما بال بقية الناس؟ثم يقول عيسى عليه السلام: ائتوا محمد صلى الله عليه وسلم فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، انطلقوا إلى من جاء اليوم مغفوراً له وليس عليه ذنب وخاتم النبيين، أرأيتم لو كان هناك متاع في وعاء وقد ختم عليه، أكان يقدر على ما في الوعاء حتى يفض الخاتم؟، هل تستطيع أن تأخذ شيئاً من الوعاء من غير فض الخاتم، فيرجعون إلى هذا الذي قيل لهم أول من تنشق عنه الأرض، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وعندما يأتون إلى النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما جاء في رواية: إني لقائم انتظر أمتي يعبرون الصراط إذ جاء عيسى فقال: يا محمد! هذه الأنبياء قد جاءتك يسألون لتدعو الله أن يفرق جمع الأمم إلى حيث يشاء لغم ما هم فيه، فأين يكون النبي عليه الصلاة والسلام؟ عند الصراط ومعه لواء الحمد، بعدما تلف القضية على الأنبياء واحداً واحداً، عيسى مع الناس مع الأنبياء كلهم يتوجهون إلى الصراط، والنبي عليه الصلاة والسلام قائم ينتظر عند الصراط، فيطلب عيسى والأنبياء معه والناس جميعهم من النبي عليه الصلاة والسلام ويخاطبونه حتى أبوه إبراهيم، كما جاء في رواية: وأخرت الثالثة -يعني: دعوة النبي عليه الصلاة والسلام- ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام. .... المزيد |