21- آداب قضاء الحاجة 1فنتحدث عن أدب يدل على كمال هذه الشريعة وحسنها، وأنها لم تترك شيئاً إلا وأوردت فيه آداباً وأحكاماً، ليدل ذلك على قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3]، فالكمال والجمال في هذه الشريعة من سماتها، والحمد لله على نعمته. ومن عظمة هذه الشريعة المباركة: أنها ما تركت خيراً في قليل ولا كثير إلا أمرت به، ودلت عليه، ولا شراً في قليل ولا كثير إلا حذرت منه، ونهت عنه؛ فكانت كاملة حسنة من جميع الوجوه، وقد أثار ذلك دهشة غير المسلمين، وإعجابهم بهذا الدين؛ حتى قال أحدهم لسلمان الفارسي رضي الله عنه: "قد علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة؟ قال: فقال أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول..." [رواه مسلم: 629]. .... المزيد |
16- آداب عيادة المريضوَتُشْرَعُ لِلْمَرْضَى الْعِيَادَةُ فَأْتِهِمْ *** تَخُضْ رَحْمَةً تَغْمُرْ مَجَالِسَ عُوَّدِ أي: أن العيادة للمريض مشروعة، فأتهم، فإنك تمشي في الرحمة، وتخوض فيها في ذهابك ومجيئك، وتكون مغموراً أثناء جلوسك فيها. والعود، جمع عائد. فَسَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ مَلَائِكَةِ الرِّضَا *** تُصَلِّي عَلَى مَنْ عَادَ يَمْشِي إلَى الْغَدِ .... المزيد |
01- أهمية الأدب في حياة المسلمهذا الأدب هو من صميم هذا الدين، أمرٌ غفل عنه الكثير من الناس. وهو ضروريٌ للمسلم، مع الله سبحانه وتعالى، ومع الرسل، ومع الخلق، وضروريٌ له في أحواله، حتى لو كان لوحده. فبالأدب يعرف المسلم ما ينبغي أن يكون عليه حاله في طعامه وشرابه، وفي سلامه واستئذانه، وفي مجالسته وحديثه، وفي طرائفه ومزاحه، وفي تهنئته وتعزيته، وفي عطاسه وتثاؤبه، وفي قيامه وجلوسه، وفي معاشرته لأزواجه وأصدقائه، وفي حله وترحاله، ونومه وقيامه، وغير ذلك من الآداب التي لا حصر لها. ومنها: آدابٌ أوجبها الله سبحانه وتعالى على الصغير والكبير، والمرأة والرجل، والغني والفقير، والعالم والعامي، حتى يظهر أثر هذا الدين في الواقع. .... المزيد |
20- آداب المساجد 2من آداب حضور المساجد: الخروج على أحسن هيئة، من جمال الثياب، وستر العاتقين، وتغطية الرأس، وطيب الرائحة، والسواك، والتبكير إلى المسجد، والمشي إليه بسكينة، والدعاء عند دخوله، وتحصيل الصف الأول، وميمنة الصف خير من شماله، والدعاء بين الأذان والإقامة، والترديد مع المؤذن إذا أقام، والخشوع في الصلاة، والذهاب ماشيًا، وعدم التشبيك بين الأصابع، وتعاهد النعلين، وتقديم اليمنى عند الدخول، والتقدم للصف الأول، وكانت هذه هي آخر ما توقفنا عندها في الحديث الماضي، نتابع اليوم في ذكر آداب المساجد. .... المزيد |
19- آداب المساجد 1لما كانت الصلاة جماعة في بيتٍ من بيوت الله عز وجل من واجبات الدين، وسنن الهدى، كان لا بد للمسلم أن يعرف كيف يأتي المسجد، ويتأدب مع بيوت الله عز وجل. هذه المساجد التي أذن الله سبحانه وتعالى أن ترفع، ويذكر فيها اسمه، لكي: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ} [النور: 36 - 37]. .... المزيد |
18- آداب الحوار 2لا بد أن يوطن أطراف الحوار أنفسهم على قبول الحق من أي الأطراف جاء، فإذا تبين الحق، فلا يجوز الجدال فيه: {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ} [الأنفال: 6]. فإذا تبين الحق، وجب المصير إليه. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الحق ولو جاء من عدو، وقد روت طُفيلة بنت صيفي الجهنية، قالت: أتى حبرٌ من الأحبار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد! نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((سبحان الله! وما ذاك؟)) قال: تقولون إذا حلفتم: والكعبة، قالت: فأمهل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً، ثم قال: ((إنه قد قال: فمن حلف فليحلف برب الكعبة)) قال: يا محمد! نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون لله نداً؟ قال: ((سبحان الله! وما ذاك؟)) قال: تقولون: ما شاء الله وشئت، قالت: فأمهل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً، ثم قال: ((إنه قد قال حقاً، فمن قال: ما شاء الله فليفصل بينهما: ثم شئت)) [رواه أحمد: 27138، والحاكم: 7815، وصححه، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 1166]. .... المزيد |
17- آداب الحوار 1هذا الموضوع موضوع الآداب عظيم؛ لأن الإنسان لا يخلو منه في حياته أبدًا في حركاته وسكناته، بل حتى إذا خلا بنفسه، وهو لا يخلو إما أن يكون في علاقة مع الله عز وجل، فالأدب بعلاقته مع الله، أو مع الخلق، الأدب معهم، أو مع النفس، الأدب مع النفس. .... المزيد |
04- آداب المشي كيف وإلى أين؟الحقيقة أن هناك كلامًا كثيرًا في هذه الشريعة، ورد في النصوص الشريعة يتعلق بالمشي، فلعلنا نذكر بعضه -إن شاء الله- في هذا الموضع. أولًا: بالنسبة للقرآن الكريم، فإنه قد جاء ذكر آدب المشي في القرآن الكريم في عدد من السور، مثل سورة لقمان وسورة الفرقان... .... المزيد |
03- آداب تلاوة القرآن الكريم 2التدبر هو الثمرة الحقيقية لتلاوة القرآن الكريم. وهذا الموضوع يتضمن عدة أشياء: 1- أنه يُفكر في عظمة الله سبحانه وتعالى وعلوه وفضله ولطفه بخلقه، عندما أنزل علينا هذا الكتاب، وجعله لنا مفهوماً، فإن القرآن عظيم؛ لأنه كلام الله، والله عز وجل عظيم، ومع ذلك فقد جعل كلامه مفهوماً لنا نحن البشر، وإلا هو فوق طاقتنا أن نفهم، كلام الله، ولكن جعل كلامه عز وجل مفهومًا: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 40]. ولولا أنه جعله مفهوما، ولولا أنه جعله مُيسراً، ما استطعنا تلاوته، ولا حفظه، ولا فهمه؛ لأنه فوق عقولنا، لكن الله سبحانه وتعالى سهَّله وقرَّبه لنا، وجعله بلغة العرب، وهي أكمل لغات العالم. وكذلك فإن من التدبر: أن يُحضر الإنسان في قلبه عظمة المتكلم، وهو الله سبحانه وتعالى، وكان بعض السلف، وهو عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه إذا نشر المصحف غُشي عليه، ويقول: "هو كلام ربي، هو كلام ربي". [إحياء علوم الدين: 1/281]. فتعظيم الكلام تعظيمٌ للمتكلم، وهو الله سبحانه وتعالى الذي تكلم بالقرآن حقيقةً. .... المزيد |
02- آداب تلاوة القرآن الكريم 1لا شك أن هذا الكتاب هو حبل الله الممدود، الممدود من ربنا إلينا من تمسك به هُدي، ومن اعتصم به فاز، والفوز هو الجنة. ((يجئ القرآن يوم القيامة، فيقول: يا ربِ حله؟ فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده؟ فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيرضى عنه، فيقول: اقرأ وارق، وتزاد بكل آيةٍ حسنة)) [رواه الترمذي: 2915، وقال: "حديثٌ حسن صحيح"، وحسنه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي: 2915]. .... المزيد |