بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
حيا الله الإخوة والأخوات جمعياً في هذه الليلة، وأسأل الله -تعالى- أن يجعل لقاءنا هذا، ونحن في أماكن متباعدة، ولعل القلوب أن تكون مقبلة، والنفوس أن تكون مجتمعة على مرضاة الله . موضوعنا في هذه الليلة: كيف تؤسس عملاً دعوياً؟
وهذا موضوع مهم جداً، ولم أتحدث فيه سابقاً في محاضرة سبق الإعلان عنها، ولذلك فالحديث هو من نتيجة تجربة سنوات أرتجلها إليكم الآن.
أسس ومنطلقات في تأسيس العمل الدعوي
أولاً: الانطلاق في موضوع تأسيس الأعمال الدعوية مبعثه قول الله : وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ [فصلت: 33]، كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران: 110] ذكر سبحانه وتعالى من أسباب الخيرية: يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ [آل عمران: 104].
والنبي ﷺ من وظيفته، لما قال الله: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا [الأحزاب: 8 - 46].
فأقول -أيها الإخوة والأخوات-: إن موضوع تأسيس الأعمال الدعوية منطلق من الخيرية لهذه الأمة، والاصطفاء الذي يدخل فيها مؤسس العمل الدعوي والقائم عليه والمدير له، والمتابع والمشرف والمشارك؛ لأنهم يقومون بعمل عظيم في مرضاة الله -تعالى-.
والمسألة إذًا فيها خير وأجر كبير.
ثانياً: فيها استلهام لخطوات النبي ﷺ فإنه أسس أعظم مجتمع مسلم في العالم، أسس في مكة وأسس في المدينة، النبي ﷺ كان يعمل في قضية التأسيس، فالكلام في التأسيس هو كلام عن مسألة فيها اقتداء.
فإذًا لاحظوا -أيها الإخوة والأخوات-:
أولاً: القضية قضية خيرية، وقضية أجر وامتثال أمر الله في الدعوة.
ثانياً: فيها اقتداء بالنبي ﷺ الذي أسس هذه الدعوة في مكة ثم في المدينة.
ثالثاً: الأعمال المؤسسية أعمال لها طبيعة الاستمرارية، وهي مشابهة للوقف من جهة أن العمل الدعوي إذا أسس واستمر فإن أجره يستمر باستمراره، وحتى لو مات صاحبه فأكمل الطريق بعده آخرون، فلا شك أن هذا سيكون استمراراً، وسينال المؤسس من أجر الاستمرار ولو كان في قبره، أليس هو الذي ابتدأه؟
رابعاً: تأسيس العمل الدعوي فيه أيضاً باب أجر من جهة أنه تعاون على البر والتقوى؛ لأن العمل الدعوي غالباً يضم مجموعة من المشاركين أو من المشاركات، وليس عملاً فردياً، فهو إتاحة مجال للآخرين للعمل، وإعطاء فرص لمن ليس عنده فكرة أن ينضم لمن عنده فكرة، أو ليس عنده منشأة أن ينضم لمن عنده منشأة، أو ليس عنده مال أن ينضم لمن عنده مال، أو ليس عنده خطة أن ينضم لمن عنده خطة.
فإذًا تأسيس العمل الدعوي فيه استيعاب للآخرين، وفيه فتح مجالات للبذل للآخرين، وهذا الذي فعله النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما أقام مشروعات أو أقام أعمالاً، فيها استيعاب لطاقات الأشخاص، هذا بشعره، وهذا بخطابته وإلقائه، وهذا بتعلمه للغات، وهذا بصوته الحسن وأذانه، وهذا بقيادته للجيوش وعسكريته، وهذا بحسن إدارته للأمور ورئاسته، وهذا بعلمه وقدرته على الفتيا أو التعليم، وهذا بقدوته وتربيته، وهكذا..
إذًا، هو امتثال لقول الله -تعالى-: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة: 2].
خطوات تأسيس العمل الدعوي
ننتقل الآن للخطوات العملية: كيف تؤسس عملاً دعوياً؟
الإخلاص لله عند تأسيس العمل الدعوي
أولاً: التذكير بالشيء الذي يعرفه الجميع وهو: الإخلاص لله -تعالى-، الإخلاص هو القاعدة الأساسية للبناء، كيف تؤسس عملاً دعوياً؟ قال الله -تعالى-: أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ [التوبة: 109] على هؤلاء الذين يؤسسون على الإخلاص، يؤسسون على تقوى من الله ورضوان، والذي يؤسس على شفا جرف هار، فينهار به في نار جهنم على الرياء والسمعة وعلى البدعة وعلى الجهل.
فإذًا، نحتاج قاعدة الإخلاص لله، ما هو ضروري اسمك يظهر، ما هو ضروري اسمك يعرف، يمكن أن تكون هناك أعمال ولا يعرف من الذي أسسها، لكنها قائمة، وشغالة في الواقع، والذين يخفون أنفسهم الله يعلمهم، ولو كنا نحن لا نعلمهم: لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ [الأنفال: 60]، وهذا حسبهم أن ربهم عليم بهم، ويأجرهم على ذلك.
هذه قضية الإخلاص أحياناً يبدأ العمل بإخلاص، لكن يطرأ عليه طوارئ رياء وشوائب السمعة وغيرها أثناء أو بعد الإنشاء، وقد يغتر صاحبه، فيعجب بعمله، ويقول: أنا ما كنت أتوقع أني أنشئ غرفة يصير فيها ستمائة واحد، وأنا ما كنت أتوقع إني أعمل موقعاً وينضم إليه عشرة ألف، وأنا ما كنت أتوقع إني أعمل قائمة بريدية ويجيني مائة ألف واحد، وأنا ما كنت أتوقع.. وبعد ذلك تبدأ تتسلل قضية العجب والرياء، ولذلك الإخلاص هو قاعدة تبدأ وتستمر.
اختيار العمل المتميز النافع المفيد
ثانياً: لما تؤسس عملاً دعوياً -يا أخي أو يا أختي- لا بد أن ننتقي العمل المتميز النافع المفيد غير المكرر تكراراً لا يحتاجه الوضع؛ لأن قضية الابتكار أو الإبداع هو صح شيء جميل وطيب، لكن ليس معناه: أن نخرج عن إطار المشروعية، أنا أعطيكم على سبيل المثال: سمعت الآن فيه بعض المدن بدأ بعض الناس يقول: الخطباء لماذا لا نضع بروجكتر أو لماذا ما نضع شاشة وأريد ملتميديا أثناء الخطبة وأريد مؤثرات صوتية، وأريد أعرض مقطع فيديو، ومقطع يوتيوب أثناء الخطبة، طبعاً هذه مصيبة، لماذا؟ لأنه نحن الآن دخلنا في قضية البدعة والتغيير، وستصبح خطبة الجمعة بعد ذلك كحاجة أخرى ، وترى بعض الناس عندهم الاستعداد هذا للانفتاح غير المشروع.
وبعضهم بدأ الخطبة وجاب أشياء عجيبة، واتحد المسلمون وصار كذا وصار كذا، كلام كثير، ثم قال: وأفقت من منامي، يا أخي: هل يليق بك وأنت خطيب جمعة إنك تتكلم بمثل هذا الكلام، وتجيب كلاماً وتحلق بهم وأشياء خيالية ، خطبة الجمعة، وبعدين يقول: ثم قمت من النوم، هل يليق هذا بخطبة الجمعة، ، النبي ﷺ علمنا الخطبة، والعلماء لما قالوا: ماذا يفعل؟ ماذا يأمرهم؟ ماذا ينهاهم؟ ماذا يذكرهم؟ تشتمل على الحمد، تشتمل على الشهادتين، الأمر بتقوى الله وبالدعاء، وأن تكون جامعة، وأن يكون فيها إنذار وتبشير، وأنه إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم [رواه مسلم: 867]، هل هذه الجدية في الخطبة؟ خطبة الجمعة، واضح إنها قضية جادة، هل تسمح بمسألة إنك تتكلم بخيالات، ثم تقول: وأفقت من النوم، والآن هذا الباب إذا انفتح سبحان الله العظيم! ستكون أشياء من الشرع والدين تدخل في قضية الهوى، وقضية البدع والمحدثات.
إذًا، أنا أقول: ينبغي لما نتكلم عن مسألة الإبداع والتميز في العمل الدعوي الذي ننشئه، لا بد أن يكون العمل مشروعاً، وأن معنى الإبداع والتميز ليس أن نخرج عن السنة إلى البدعة.
والمشاريع بعضها مكررة، واحد مثلاً ينشئ غرفة ينشئ غرفة ثانية.
ما هي الحاجة لغرفة أخرى؟
مثلاً، قد تقول: نكثر الخير، ويكون فعلاً هناك حاجة، هذه غرفة تعمل نهاراً، هذه تعمل ليلاً، هذه غرفة أحكام، هذه غرفة فتوى، هذه غرفة قصص وأخبار، هذه غرفة أخبار المسلمين، هذه غرفة النساء، هذه غرفة الرجال، هذه غرفة دعاة، هذه غرفة مدعوين.
قد تتعدد، نقول: والله هناك حاجة في تعدد الغرف أو تعدد المواقع أو تعدد المنتديات أو تعدد.. إلخ..
الحاجة للتعددية مطلوبة لأسباب يتنافس بعضها مع بعض، فيرتفع المستوى، هذه تغطي أشياء، وهذه تغطي أشياء، فيكون التغطية على مدى اليوم، التنوع في المجالات، موضوعات مختلفة، قضية تعدد المواقع فيها نوعاً ما جانب الاحتياط والسلامة، والله إذا توقف هذا استمر هذا ، هذا جيد، لكن واحد يعدد، يقول: ما معنى هؤلاء عندهم وأنا ما عندي؟ دخلنا في قضية الغيرة والحسد، وقضية التنافس في الدنيا، ولذلك العلماء لما تكلموا على بناء مسجد آخر بجانب المسجد الموجود، قالوا: إذا كان يفرق الجماعة، والمسجد الأول يستوعبهم، فالثاني يمنع، وإذا بني يهدم؛ لأنه مسجد ضرار.
بناء مسجد جنب مسجد لتقسيم الجماعة، وسحب نصفهم، وما له فائدة إلا قضية التنافس أو المباهاة، هذا مسجد ضرار، لكن عندما تكون هناك حاجة، نقول: نعم للتكرار.
وما يشترط جمع كل الأعمال الدعوية المنشأة، قد يكون من المصلحة أن تجمع، وقد لا يكون من المصلحة أن تجمع.
معايير اختيار العمل الدعوي
وحسن اختيار العمل الدعوي يقوم على ماذا؟ ما المعايير؟
أولاً: الأنفع.
ثانياً: الأحوج، الأشمل، الأعلى رتبة شرعاً، يعني عمل دعوي متعلق بالصلاة أعلى من عمل دعوي يتعلق بالنظافة مثلاً، أو متعلق بعمل دعوي متعلق بالصلاة ممكن يكون يقدم على عمل دعوي متعلق بالصدقة؛ لأن جنس الصلاة شرعاً أعظم من جنس الصدقة.
إذًا تتمايز الأشياء الأعمال الدعوية بحسب رتبها في التفاوت عند الله.
هذه قضية الأهم والأعظم والأفضل الصحابة اهتموا بها: أي العمل أحب إلى الله؟ أي العمل أفضل؟ مثلاً.
إذًا، هذه معايير في اختيار المجال.
مراعاة القدرات والإمكانات
ثالثا: عند تأسيس العمل الدعوي يراعى قدرات الشخص المؤسس، وقضية المجال المتاح، والإمكانات الموجودة حوله.
التأسيس للعمل الدعوي أحياناً يحتاج إلى استخراج تصريح، المسألة تحتاج إلى دراسة قانونية، قد يكون بعض الإخوان الذين يؤسسون هذا في بلاد الغرب مثلاً، أو الشرق.
هذه قضية دراسة قانونية مهمة جداً وإلا فإنهم يسيرون ويقعون في ورطات، ملكية المنشأة كيف نسجلها بحيث ما يعني لا سمح الله يوم من الأيام تباع، في مساجد بيعت -يا إخوان-، مساجد أنشئت وبيعت، باعتها المحكمة، باعتها البلدية، باعتها كذا، في مراكز إسلامية بيعت، مع أنها وقف أصلاً، لكن بسبب لخبطات في موضوع إجراءات التأسيس، الإجراءات القانونية، هذه إذا كان الواحد ما عنده إحاطة بها لا بد يلجأ إلى محام، لا بد يلجأ إلى ناس قدامى عندهم خبرة.
قدرات ومهارات معاوني المؤسس للعمل الدعوي
رابعاً: قدرات المؤسس ومهاراته، وقدرات ومهارات معاونيه، قد تكون برمجة، وقد تكون مثلاً إدارة، قد يكون له ميولات، وتكون له أشياء تحدد نوعية العمل الذي يحتاج إلى تأسيسه دعوياً، والنبي ﷺ كان يراعي هذا، مثلاً لما جاء يبني المسجد، وهذا حجر، وهذا حجر، وهو كان يحمل حجرين، لبنة ولبنة، ثم أتى في خلط اللبن الطين مع التبن مع كذا حتى تطلع الخلطة التي يبنى بها، كان فيه واحد من بني حنيفة يخلط، فأعجبه خلطه، النبي ﷺ أعجب بخلط الرجل هذا، فقال لهم: دعوا الحنفي والطين [رواه أحمد: 31، وقال محققو المسند: "حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف"] يعني: وكلوه هو المشرف على الخلطة، اتركوه هو الذي يخلط.
أنت تتولى جمع المواد الخام أو تتولى الصب أو كذا، لكن يخلط هذا؛ لأن الخلطة تبعه ممتازة.
توزيع الأدوار
توزيع الأدوار؛ لأن تأسيس العمل الدعوي قد يحتاج إلى تمويل، وهذه مسألة مهمة جداً، تحتاج إلى إفراد وحدها، لكن نتكلم عنها تحت عنوان توزيع الأدوار، ويحتاج إلى إجراءات قانونية، ويحتاج إلى مهارات تقنية، يحتاج إلى محتوى.
فإذًا، أين توزيع الأدوار، وتحديد دور كل واحد؟
-طبعاً- هذا مبني على وضع الخطة.
وضع الخطة عند تأسيس العمل الدعوي
وضع الخطة فيها قضية الرؤية والرسالة.
تحديد الرؤية والرسالة مهم من أي باب؟
من باب الآن أنت لا تستطيع تؤسس عملاً دعوياً لكل شيء في الدعوة، هذا صعب جداً، يعني إنك الآن تريد أن عملك الدعوي يشمل: المساجد والإمامة والخطابة والتسجيل والتصوير التلفزيوني، والمونتاج والبرمجة ومواقع الإنترنت والتأليف والنشر الورقي، ومغسلة الأموات، وحلقة تحفيظ قرآن، هذا صعب جداً ، ولذلك التخصص مطلوب لكن ليس لدرجة عدم استيعاب أنشطة أخرى ممكن استيعابها، فلا بد أن نتوسط بين التخصص المفرط، واحد يقول: أنا متخصص مثل الأطباء الآن متخصص في جراحة الأعصاب الشعيرات الدموية، في العمود الفقري، في كذا، الحمد لله ديننا واسع، وفيه مجالات كثيرة، وأحياناً تبدأ مشروع دعوي يفتح الله عليك، فتنطلق في مجالات، لكن التشعب قد يفضي إلى عدم الاستطاعة الذهنية ولا المالية ولا الطاقات البشرية الموجودة أنها تمشي في كل الاتجاهات، فيسقط العمل.
فأنا أقول: إذًا تخصص مع المشي في القنوات أو المجالات أو تنوع التخصصات في حد القدرة، القدرة الإدارية، القدرة المالية، القدرة البشرية، قدرة العمال العاملين.
وضع خطة وآلية للتمويل
في موضوع كيف تؤسس عملاً دعوياً؟ يعني جبنا ذكر موضوع التمويل، الآن يوجد جمعيات خيرية مرخصة، ويوجد أنظمة في كثير من البلدان في مسألة التأسيس والتمويل، ومتى يحق لك جمع المال لأجل هذا العمل؟ وما هي الطرق؟ وما هي الإجراءات الرسمية؟ وكيف تسجل بحيث تصير أنت مثلاً جهة تستطيع أن تستفيد من المؤسسات المانحة، مثلاً: تقدم دراستك عن مشاريعك لجهات تمولها أو تعين تشارك تحمل معك فيها، هذه قضية: موضوع التمويل موضوع مهم جداً، النبي ﷺ في دعوته المال واضح، كان حريصاً على وجود مصادر لبيت مال المسلمين.
أكثر تمويل بيت مال المسلمين في المجتمع المدني كان من الغزو في سبيل الله: وجعل رزقي تحت ظل رمحي [رواه أحمد: 5114، وصححه الألباني في تخريج مشكلة الفقر: 24]، وكان فيه الفيء، الأنفال، المغنم، الغنائم، وفيه تقسيمات مثلاً خمس الغنائم لبيت المال، أربع أخماس يوزع على المقاتلين، توزيعه على المقاتلين له نظام أيضاً، للفارس ثلاثة أسهم، وللراجل سهم، وكذلك: وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ [الحشر: 6]، هذا له حكم خاص.
فإذًا، جعل رزقي تحت ظل رمحي هذا كان في المدينة.
النبي ﷺ كان يجبي الزكاة فتدخل الزكاة بيت المال، وأيضاً هناك تعزيرات تدخل بيت المال: فإنا آخذوها وشطر ماله، عزمة من عزمات ربنا، ليس لآل محمد فيها حق [رواه ابو داود: 1575، وحسن إسناده الألباني في صحيح أبي داود: 1407]، في صدقات عامة تأتي لبيت المال مثلاً، إلخ..
أنت الآن في قضية التمويل تحتاج إلى محسنين، جهات مانحة، قد تكون الدولة فيها نظام يمول مثل هذه المشروعات؛ لأنها تفيد المجتمع، أو لأن لها بند من البنود تدخل تحته، فإذا نظرت أي بند، أنت ممكن الآن تستفيد من نظام الوقف، يجوز تسجيل وقف باسم شخص، وأن هذا الوقف يفتح له حساب رسمي، وأن هذا الوقف يسجل في الجهة الرسمية، وبناءً عليه يجوز مثلاً نظاماً أو يصح نظاماً جمع المال له.
دراستك لنظام الوقف ستجعل آفاق تمويل المشروع تختلف.
إذا وجد داخل العمل الدعوي أشياء يمكن أن تباع لصالح المشروع جيد، ولكن لا تفقدوا مصداقية الأعمال الدعوية بتحويل القضية إلى مبيعات بحتة، أحياناً ما لها فائدة دعوية إلا مجرد البيع، بعض مشايخنا كان لهم ملاحظات على قضية تمويل بعض المشاريع الخيرية أو تحفيظ القرآن أو المراكز إلى آخره بالأطباق الخيرية، فيقولون: قضية الأطباق الخيرية يصبح هذا المتبرع ليس بمتبرع في الحقيقة، وتفسدون نوايا الناس، فهذا يشتري الطبق هذا لأنه أعجبه واشتهاه ويأكله وفي جزء منها صدقة، يعني أدخلنا الشوائب على الناس، قولوا لهم: من أراد أن يتصدق يتصدق، أما تقول: والله هذا الطبق الخيري، انظر أنت ماذا يعجبك من أكلة اشتريها إذا كان تباع في السوق بعشرة يعني نريد نضعه بخمسة عشر على أساس خمسة منها صدقة، أدخلنا شائبة الأكل، ومحبة الطعام، وشهوة الطعام في الموضوع، اجعلوها صدقة نقية خالصة بدون إدخال الشوائب في نفوس الناس، يعني هذه من ملاحظات بعض مشايخنا على قضية الطبق الخيري.
على أية حال: هذه كانت لمحة على مسألة التمويل للعمل الدعوي أو تأسيس العمل الدعوي.
البداية الصحيحة تقود إلى نتائج رائعة
أنا وجدت -يا إخوان ويا أخوات- أن تأسيس الأعمال الدعوية من المتبرعين بأوقاتهم وجهودهم أكثر بركة، وأنا أقول: صحة التأسيس أو البداية تقود إلى نتائج عظيمة، وأحياناً، أنت جرب هذا، تجد أنه المشروع الذي أسسه ثلاثة، أربعة، خمسة، متكاتفين متعاونين متبرعين بأوقاتهم ما يأخذون رواتب: أن بركته أعظم مما لو توسع المشروع وأتينا بموظفين وصار فيه رواتب ووضعنا بند الأجور والمكافآت وكذا، دخلت قضية المادة.
نحن نعرف أن الأعمال الدعوية تحتاج إلى تفرغ، وممكن يبدأ العمل بتبرع أشخاص، لكن بعد ذلك يكبر، ويحتاج إلى من يتفرغ له، والمتبرعون لا يستطيعون حمل هذا الثقل كله، ويحتاجون إلى من يعينهم برواتب، ما فيه مانع طبعاً، ما فيه مانع، لكن لما يكثر المتبرعون في العمل، العمل يزداد بركة، يعني أذكر لكم عندما أسسنا موقع الإسلام سؤال وجواب في عام 1417هـ أو 1996م، يعني قبل أكثر من خمسة عشر سنة، ما كان فيه إنترنت لدينا، يعني سمعت عن شيء اسمه الإنترنت، سألت بعض الناس معنا في المسجد، قالوا: هذا ما يعرف فيه إلا موظفين في أرامكو، من الذي يأتنا بهم؟ قال هذا: أنا أجيب واحد أعرفه ، الشركة ستعمل موقعاً لها قبل أن تنشئ موقعاً، وأنها استقدمت ناساً لعمل موقع لها، نأتي بهم اجتمعنا في المسجد ماذا تعرف يا أخي؟ نعم برمجة المواقع؟ نعم، ما اللغة الذي تبرمج فيها؟ قال: هذه لغة كذا برل اسكربت، برل برل لانقودش، عاد الآن طبعاً، وبعد ذلك دخلنا في لغات أخرى والبي إتش بي، ودخلنا لكن أول ما أنشئ أنا أذكر الموقع هذا، كان برمجة بطريقة البرل اسكربت، اللي برمج الموقع رجل كان متطوعاً، أخ كان في أمريكا، وجاء للسعودية لأجل إنشاء موقع شركة الزيت، الرجل رحمه الله هذا برمج لنا الموقع، قلت له: هل تستطيع أن تعمل ملفات، تفتح مثلاً: الصلاة، تفتح مثلاً: فقه، عقيدة، أخلاق، آداب، تاريخ، سيرة، المرأة؟، نعم ، قلت: تفتح المجلد الفقه وتحصل صلاة زكاة صيام، تفتح مجلد صلاة تحصل الشروط الأركان الواجبات،
تجد في الواجبات التشهد، تفتح التشهد تجد ألفاظه، حكمه، تحريك الأصبع فيه، معاني؟ قال: نعم ممكن نعملها بهذه الطريقة، ذهب واجتهد وعملها، وقال: أريد أسبوعين، بعد عشرة أيام كان الموقع جاهز، مجلدات فارغة بالطريقة الشجرية، فيها بحث، كان فيه أخ يدرس في الإمارات، قال: أنا أعمل الواجهة وأصممها، الآن كان الوب ديزاين في البداية، فيه أخ آخر كان مترجماً، قال: أنا أترجم، لأنه ما فيه إنترنت بالعربي، فتحنا الموقع باللغة الإنجليزية، أول ما فتحناه بالإنجليزي، ما فيه عربي، العربي أدخل بعد ذلك، صار فريق العمل خمسة، الأخ المبرمج رحمه الله صار له حادث سيارة بعد ذلك وتوفي، وأرجو أن يكون برمجة هذا الموقع الذي انطلق من الصدقات الجارية له في قبره، والأخ المصمم الواجهة الوب ديزاين، والأخ المترجم، وانضم بعد ذلك مبرمج آخر، ومحدثكم، يعني كنا خمسة في تأسيس موقع الإسلام سؤال وجواب في عام 1996م، لما بدأ الموقع مثل التجار، كيف واحد يبدأ برأس مال مثلاً كذا، وثم يمشي، كان عندنا كتيب اسمه مسائل يعني ماذا تفعل في الحالات الآتية؟ مسائل الطوارئ، ممكن تطرأ على الإنسان، وما يجد من يستفتيه ، مسائل معرفتها مسبقاً، تساعد على مواجهتها ومعرفة ماذا نتصرف؟ ماذا تفعل في الحالات الآتية؟، أخذنا خمسين سؤالاً ترجمناها، ووضعناها في المجلدات ووزعناها، وفتحنا الموقع، لما فتحنا الموقع بالإنجليزي طبعاً، كان رواد الموقع من الكفار أكثر من المسلمين، كان رواد الموقع بالإنجليزي غير العرب، طبعاً ما كان فيه عرب أصلاً، وبدأنا واجهنا أنواعاً من الناس، هذا جاد وهذا هازل، هذا يريد الاستفادة، وهذا مستهزئ، هذا عدو، وهذا صديق، أو هذا راغب، هذا معرض، هذا مثير شبهات، وهذا يريد الإسلام، وهذا غير فكرته عن الإسلام، أول ما بدأ الموقع كان فيه غرائب وعجائب يمكن الآن تمحصت صار الناس أسئلة أكثرها طبعاً، صار الموقع ما يفتح إلا مرة بالأسبوع أحياناً لتلقي الأسئلة من الزحام، فصارت الأسئلة تقريباً أسئلة مقصودة وللاستفادة ومتخصصة أكثر بحكم وجود إجابات على الأشياء المعتادة ، تبدأ الأشياء تصير غير معتادة أو تصير الأسئلة أكثر دقة أو أكثر بحثية، المهم لمسنا يعني نتائج فيه ناس يريدون الإسلام، في أول الأمر كان له لذة، كنت أحس بها من نتيجة أن هؤلاء الإخوة الذين اشتغلوا معي كانوا متطوعين، ما كان لهم رواتب، صفاء الابتداء مهم في تأسيس الأعمال الدعوية، صفاء الابتداء، ويحتاج إذا كان العمل هذا له رأس واحد قد تكون المسألة أسهل، لكن إذا كانوا أكثر من شخص بنفس المرتبة، يعني شركاء، فينبغي أن ننتبه لقضية، وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ [ص: 24]، وقضية، ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ [الزمر: 29].
التفاهم بين الفريق المؤسس للعمل الدعوي
تأسيس العمل الدعوي يعتمد على قضية تفاهم الفريق المؤسس، وهذه مهمة جداً جداً جداً، إذا صفت نواياهم وأخلصوا لله، وكانوا إخوة فعلاً كما أمر الله، الله قال: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر: 3] أيش يعني المرحمة؟ الأخوة، اللين بعضهم لبعض، تواضع بعضهم لبعض، هذه مهمة في جيل التأسيس، مهمة جداً تفاهم المؤسسين، أحياناً يكون مجلس أمناء، وأحياناً يكون مجلس إدارة، وأحياناً يكون مجلس سمه ما تسميه، وأحياناً يكون واحد اللي أسس، قد يكون شيخاً معه طلاب، وقد يكون مجموعة من الإخوة أو الأخوات، زملاء، أقران ، وكل واحدة من الحالات هذه لها طريقة ، إذا كان التأسيس شيخ له طلاب غير إذا كان مجموعة من الإخوان أو مجموعة من الأخوات، قرناء، زملاء، على أية حال هي مسألة صفاء النية، وقضية لا أنا أريد البروز، ولا هذا يريد البروز، ولا هذا يريد الظهور، ولا هذا يحب الظهور، هذه إذا انتفت قضية حب الظهور، وانتفت قضية الافتخار بالعمل، يعني أحياناً بعض الغربيين يتكلمون: أنا فخور بهذا، نحن مسلمين ترى وضعنا يختلف، ما عندنا قضية أن نتفاخر،إنما الحياة الدنيا تفاخر، التفاخر ليس من الشرع، وليس من الدين تفاخر، يعني كل واحد يتعالى على الثاني، أو نريد أن نتعالى عليهم، كم موقعكم يدخل فيه؟ نحن موقعنا يدخل أكثر، كم غرفتكم فيها؟ نحن غرفتنا فيها، سبحان الله يمكن غرفة ما يدخل فيها إلا عشرة، لكن إخلاص صاحبها عند الله أجره أكثر من غرفة يدخلها ألف، الآن العصر الذي نحن فيه عصر إعلام وإعلان، فيصير القضية فيها أحياناً المراءاة والتسميع والتفاخر والعجب، ما يذهب بالأجر، الله لما قال: وتكاثر ، يأتي يقول: أنا صفحتي في الفيسبوك فيها كذا كذا، وأنا كل يوم أكسب كذا...، واضح قضية التكاثر، التكاثر، ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ، حتى فاجأكم الموت، أحياناً نحن في عرض العمل الدعوي يصيبنا شيء خفي من هذا، نريد أن نعرض عملنا الدعوي على شخص مثلاً، فيأتينا التفاخر أثناء الكلام ، ولذلك النبي ﷺ لما حكا لهم عن نبي من الأنبياء، لما طلع معه هذه الألوف المؤلفة كأنه أصابه العجب بهم، فالله خيره بين أشياء، المهم اختار الموت، فمات من جيشه من مات، يعني كانت تربية من الله لذلك النبي، أنه قبض أرواح أعداد هائلة ممن معه لما صار اعتماده أو دخل في نفسه شيء من ذلك، ولذلك النبي ﷺ كان يقول: اللهم بك أصول وبك أجول ، أيش يعني بك أصول وبك أجول؟ راح معه عشرة ألاف في فتح مكة، ما كان اغتر بهذا، بل دخل مكة متواضعاً، تكاد جبهته أن تمس عنق راحلته، طأطأ رأسه، ما دخل دخول الجبارين، ولذلك أقول في تأسيس الأعمال الدعوية، لا بد أن يكون الفريق المؤسس يجمعهم حب الله والإخلاص له وخدمة دينه، هذا الذي تكلمت عنه موضوع اسمه: تفاهم الفريق المؤسس.
وإذا كان العمل الدعوي قضية كبيرة يمكن يحتاج الأمر إلى كتابة عقد بين شركاء التأسيس، فثمة أعمال انهارت، لما نفكر لماذا انهارت؟ اختلاف شركاء التأسيس، قد تكون دخلت الدنيا، يعني الماديات، وقد يكون الشيطان، إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم [رواه مسلم: 2812].
أنت ما أعطيتني دورا، أنت أعطيتني دوراً هامشياً، أنت وضعتت نفسك رئيساً ، أنت تطلع أمامهم، أنا ما أطلع أمامهم، أنت تريد كذا، أنت تريد تطلع إنك الممثل لهذا العمل وأنا ما تخليني، يصير التحريش -سبحان الله- بينهم، ولذلك لا بد أن نبعد هذه الشخصانية، والذي يسموها أحياناً: النرجسية، يعني تضخيم الذات، كل واحد يريد أن....
المشكلة أحياناً إدعاءات، من كثرة الإدعاءات ما تدري من الذي أسسه ومن الذي أقامه، كل واحد يدعي يقول: أنا الذي أسسته، أنا الذي فعلته، أنا الذي نوعته، أنا الذي جبت لهم، أنا الذي عملت.
لم يتركوا مجالا لإخفاء العمل، وإخفاء العمل من سنن السلف.
نتكلم الآن على قضية تفاهم الفريق المؤسس.
أهمية المال والإدارة والتقنية في تأسيس العمل الدعوي
من الأشياء المهمة في تأسيس العمل الدعوي -أيها الإخوة والأخوات- إن الأعمال الدعوية الآن تحتاج إلى بنية تقنية، وبنية إدارية، وبنية مالية، أنا أتكلم الآن على الجوانب الدنيوية؛ لأني تكلمت عن الإخلاص، وتكلمت على قضية التعاون على البر والتقوى، لكن نتكلم الآن على ثلاث أركان أساسية مهمة.
تكلمنا على الجانب القانوني، وإلخ..، لكن المال والإدارة والتقنية هذه ثلاث أعمدة وأسس مهمة جداً في الأعمال الدعوية المعاصرة.
أنا كنت أقول: إن موضوع شيخ وطلاب في مسجد ما يحتاج مال وإدارة وتقنية، هو يدرسهم، الصلة البشرية مهمة.
وبالمناسبة هذه صلة حميمية تفقد أحياناً في عالم الأجهزة والتقنيات، ليس الطلاب أمام الشيخ يسمعون منه، ويتأثرون بكلامه، ويقتدون به، ويرون ماذا يصنع، وأحمد بن حنبل في مجلسه اثنا عشر ألف، ثمانية ألاف يأتون للأدب، وتعلم الأدب، وتعلم السمت، حسن السمت، وتعلم.. وتعلم.
فهذه الأعمال التي كانت في الأوقات الماضية ما كان تحتاج إلى أموال وتقنيات وإدارة، جوانب تخصصية، قد يكون الشيخ أو المسؤول عنده حنكة وحكمة تكفي في الإدارة وانتهينا، قضية الأموال شيء بسيط ، الآن تعقدت الأمور، ودخلنا في عالم من التنافس مع شياطين الإنس الذين...، قنوات مواقع، أشياء، لو أردنا أن نصل إلى الناس، الآن الوصول للأعمال الدعوية ،كيف تؤسس عملاً دعوياً؟
العمل الدعوي، كلمة: "دعوي" معناها الوصول إلى الناس.
قضية الوصول إلى الناس الآن تحتاج إلى تقنيات، كيف تصل الناس؟ أنت في المسجد تخاطب كم؟ مائة مائتين، في خطبة الجمعة تخاطب ألفاً ألفين.
التقنيات الآن لقضية القنوات وقضية المواقع، أنت تتكلم الآن عن ملايين، ولا يمكن أن نترك أعداء الإسلام يصلون إلى الملايين ونحن والله نقول: نكتفي بالعشرات يعني خلصنا، أنا والله أصل الناس الذين في المسجد وانتهينا، طيب وأترك أولئك كلهم نهباً لشياطين الإنس هؤلاء، يصغون عقولهم، ويخربون نفوسهم، ويزرعون الكفر فيها والشهوات والشك والشبهات، هل يعقل أن نترك هؤلاء عامة المسلمين نهباً لهؤلاء؟ فلما تأتي في قضية تأسيس شيء مثلاً يقارع، ينافس، يزاحم الشر، كيف تريد تؤسس شيئاً يزاحم الشر؟ ما عندك ما يحتاجه الأمر من: وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ [الأنفال: 60] ماذا يعني عدة؟ أي عدة تستطيع: عدة تقنية، عدة إدارية، عدة مالية، عدة برمجيه، عدة أجهزة برمجة، خطط، "أعدوا لهم ما استطعتم من قوة" فيه قوة تقنية، وفيه قوة مالية، فيه قوة إدارية، قوة قانونية، يعني في القوة البشرية.
هذه تحتاج إلى -كما قلنا- هذا الهرم أو هذا المثلث، مثلث المال والإدارة والتقنية، الأمة فيها خير كثير، فيه ناس مبدعون في التقنية، وناس مبدعون في الإدارة، ناس فتح الله عليهم عندهم مال.
وضوح الرؤية والرسالة
من الأشياء المهمة في بناء العمل المؤسسي: أن يستمر على نفس المنهج الذي بدأه، وهذه قضية مهمة وأرى إدخالها في الرؤية والرسالة، يعني لو واحد قال: الرؤية، نقول: ضع على منهج السلف الصالح، لما تقول مثلاً وأن يكون هذا نشاطاً إسلامياً، القادياني يقول: أنا إسلامي، والإمامي يقولون، أنا إسلامي، ومنحرف في الصوفية يقول: أنا إسلامي، وإسلامي إسلامي، كله إسلامي، ولذلك أنا أرى إن قضية المنهجية حتى لا يصير انحراف في المنهج أن تكون موجودة، موجودة في الرؤية والرسالة واضحة، حتى ما يصير انحراف عليها، أنت الآن مؤسس ممكن يأتي واحد يستلم بعدك، ممكن ابنك يأتي، ممكن يأتي شخص آخر، المسألة مهمة في عدم الانحراف عن المنهج.
إذًا، كيف تؤسس عملاً دعوياً؟ من ضمن النقاط: أن تضع في النظام مثلاً ما يضمن أو يغلب على الظن أن يستمر نهج العمل عليه.
اختيار الأشخاص
من النقاط المهمة جداً في موضوع كيف تؤسس عملاً دعوياً؟ اختيار الأشخاص.
وهذه -أيها الإخوة والأخوات- والله من أصعب الأشياء، وأخطر الأشياء، وأهم الأشياء، أحياناً المؤسس إذا قوي توكله على الله يرزقه الله بمعينين وأنصار، النبي ﷺ في أول أمره كان بحاجة ماسة إلى أعوان وأنصار: من يؤويني؟ من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي؟ [رواه أحمد: 14456، وقال: "إسناده صحيح على شرط مسلم"] هذه عبارة: من ينصرني؟ عبارة من يؤويني؟ النبي ﷺ استعملها بوضوح وطلب من يؤويني؟ من ينصرني؟ .
ما في نبي إلا كان له أعوان، قال عيسى ابن مريم: {مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ} [الصف: 14].
إذًا، يوفق الإنسان بصدق نيته، وإخلاصه لله بناس يعينونه.
الذي يجلب للمشروع أو العمل الدعوي الناس الجيدين أو الشخصيات الجيدة، صدق مؤسسها وإخلاصه من جهة.
معايير المؤسسين في اختيار الأشخاص
ثانياً: المعايير التي تكون لدى المؤسس أو المؤسسين في اختيار الأشخاص، ما هي المعايير؟ كل شيء له معايير، مثلاً: جوال زاد، ما معاييرنا في اختيار العنوان؟
أولاً: أن يكون قصيراً ليسهل حفظه، وما يأخذ خانات كثيرة في الكتابة حتى نستطيع في مسألة الترميز استغلال أكبر عدد من الخانات المتاحة.
ثانياً: أن يقرأ بالعربي وبالإنجليزي مثل بعض، لو تقول مثلاً: آلاء أو رؤية، الهمزات صعبة في الإنجليزي، فنريد شئياً يقرأ بالعربي وبالإنجليزي مثل بعض، مثلاً زاد، زد إي دي، زاد ألف دال.
ثالثاً: أن يكون معبراً، المعنى زاد مثلاً بمعنى مثل الطعام والشراب يعني ما يحتاجه الإنسان لا يستغني عنه.
رابعاً: أن يقبل الإضافة، مثلاً: زاد المرأة، زاد الطفل، زاد المربي، زاد كذا، هذا قابل للإضافة.
أنت الآن لما تريد تختار أشخاصاً في العمل المؤسسي الدعوي هناك معايير، مثلاً إذا قلت: والله أنا أريد واحداً متديناً، معناها أنت هل تريد فعلاً كل الأشخاص، هل ستقبل بمكان ما في الموقع العمل هذا بناس مثلاً عندهم نقص في التدين؟ قد يكون عنده فسق ظاهر، قد يكون عنده معصية ظاهرة، قد يكون عنده ...، أيش موقفك؟ هل عندك مكان تضعه فيه؟ هل داخل العمل الدعوي عندك مكاناً للمدعوين، يعني أنت توظفه وتدعوه؟ عندك خطة ارتقاء بالموظفين حتى يصبحوا متدينين مثلاً؟
لو أنت تؤسس عملًا دعوياً فيه ناس تدخلهم في قلب المشروع، وفيه ناس تتعاون معهم مثلاً في مهمة معينة، شهراً، يوماً، أسبوعاً، ساعة، ثم تنتهي العلاقة، فممكن تقبل بشروط أقل في التدين؛ لأن هؤلاء ليسوا داخل المشروع أصلاً.
الحرص على تدين الأشخاص مهم من جهة التوفيق؛ لأن الله يوفق إذا كان يخاف الله، يتقيه يحبه يرجوه، الحماس سيختلف، إخلاصه -طبعاً- مختلف، رغبته في العمل مختلفة، يمكن لو أتينا نعطي رواتب، لما يكون واحد دنيوي ما يقبل، أنا أحصل في مكان آخر أكثر، وأنا .. وأنا، لما يكون عنده هو داخل أصلاً ما هو داخل للراتب أو يأخذ ما يكفيه أو عنده قناعة أو يكملها، جاء ليسترزق منه، يعني بالاختصار هو وسيلة لا غاية؛ لأنه في أناس يدخلون في العمل الدعوي كموظفين على أن الوظيفة غاية، هي هدفه هي غايته، ما هي وسيلة.
على أية حال: لما تريد تؤسس عملاً دعوياً ما المعايير؟
مثلاً: تريد ناساً عندهم علم، تدين، أخلاق، صبر، خبرة، إلخ..
سترى الآن قضية الندرة، الندرة -يا إخوان- هذه مشكلة كبيرة، وكل ما زدت شروطاً، كلما صارت أندر وأندر، إذا كان في عهد عمر، لما كان فيه صحابة كثيرون، يقول: "اللهم إني أشكو إليك من جلد الفاجر، وعجز الثقة" إذا في وقت عمر الذي هو وقت عافية الأمة وقوة الأمة، وكثرة الصحابة، وكثرة التابعين، إذا كان هذا يقول: "اللهم إني أشكو إليك من جلد الفاجر وعجز الثقة"، ماذا نقول نحن اليوم؟
المعايير في الاختيار مهمة، المقابلات الشخصية مهمة؛ لأنه أحياناً تقول: أعطوني السيرة الذاتية، بعض السير الذاتية لما تقرأها تقول: هذا ابن تيمية إلا شوي، وإذا قابلته: أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه.
فإذًا، الجمع بين قضية السيرة الذاتية والمقابلة الشخصية.
والسؤال عن الشخص، قضية التزكية، ومن يشهد لك: وأقيموا الشهادة لله، وشهادة الزور، ومن الذي زكاك؟ وما تزكي من لا تعلم: وما شهدنا إلا بما علمنا هذه أشياء لها مكانة كبيرة في الدين، قضية الشهادة، إذا راجعنا القرآن والسنة فيها الشهادة، أقيموا الشهادة لله والتزكية، من يشهد له؟ ومن زكاه؟ ومن يعرفه؟ وأين اشتغل من قبل؟ وماذا كان وضعه في العمل؟ وما تاريخ هذا الإنسان؟ هذه قضايا مهمة، هي متعبة في البحث، لكن التعب هذا يسوى.
هذه مسألة اختيار الأشخاص، وأهمية اختيار الأشخاص في تأسيس العمل الدعوي، والأشخاص هم الذين يأتون لك بكل شيء بعد الله، إدارة، تقنية، مال، علم، حماس، خطط، مهام، إنفاذ مهام، وهكذا..
عدم الإغراق في الجوانب الإدارية عند تأسيس العمل الدعوي
أنا أنصح -الإخوة والأخوات- في تأسيس الأعمال الدعوية: أن لا يغرقوا في الجوانب الإدارية؛ لأنه أحياناً يقول: والله كلفنا تأسيس هذا نظام العمل، شركة مختصة عملت لنا نظاماً للعمل من حوالي ألف ورقة، هل أنت تحتاج كل هذا في البداية؟ إنك تذهب إلى بيوت الخبرة كما يسمونها، لكن هل تحتاج كل هذا؟ يمكن تحتاج بعد ثلاث سنوات هذا الكلام، وينبغي أن تعد نفسك لهذه المرحلة في التوسع؛ لأنه عندنا قضية التأسيس وقضية التوسع، الآن نحن ما نتكلم عن كيف تتوسع في العمل الدعوي؟ نكلمك كيف تؤسس؟ مرحلة التأسيس.
كتابة العقود
سبق أن أشرت إلى مسألة مهمة وهي قضية: كتابة الشروط، كتابة العقود، كتابة الميزات، كتابة الحقوق، هذه كلمة مهمة جداً جداً -يا إخوان-: الحقوق، ما هو حقك على المؤسسة؟ وما حق المؤسسة عليك؟ بعض الأعمال الدعوية يأتي فيها ناس مركزيون جداً، هو كل شيء، لو مرض لو غاب وقف كل شيء، وإذا هو حاضر العمل شغال، ولذلك نأتي إلى قضية مهمة جداً وهي: إعداد الصف الثاني، ننظر الآن في قادة الفتح الإسلامي يعني مثلاً دعنا نقول: طارق بن زياد وموسى بن نصير، صلاح الدين الأيوبي وأسد الدين شيركوه أو عماد الدين،محمد بن قاسم الثقفي، نجد أن القادة كانوا تلاميذ قادة قبلهم، والعلماء كانوا تلاميذ علماء قبلهم، مثلاً ابن مسعود خرج علقمة، وعلقمة خرج إبراهيم النخعي، هذه سلسلة، هذا اسمه الصف الثاني والثالث والرابع، ابن مسعود من الناس الذين طلعوا الصف أول، والصف الثاني، والصف الثالث، الزهري طلابه مثلاً من كثرتهم ست طبقات، سبحان الله العظيم! فيه ناس عندهم قدرة.
مفاتيح العمل وأسرار العمل، هذه تنقل من الصف الأول الثاني، اسأل المؤسس من هو خليفتك؟ من الذي يمسك العمل بعدك لو مت لو مرضت لو سافرت لو غبت لو صار أي شيء؟ من وكيلك؟ ومن هو نائبك؟ هذه مهمة جداً في قضية التأسيس؛ لأنه ما الفائدة نؤسس شيئاً مركزياً وبعد ما يموت المؤسس ينتهي.
لكن المؤسس يبقى يلعب دوراً مهماً جداً، أو يقوم بدور مهم جداً حتى لو نقل بعض مسؤولياته إلى نواب وخلفاء وأعوان واليد اليمنى، لكن وجوده مهم، الأنصار قالوا: يا رسول الله الآن بعد ما فتح الله عليك، الآن لو أقمنا في أهلينا وأموالنا وزروعنا؟ وهذه كانت أشجار أهملناها والثمار، فنزل قول الله:وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ[البقرة: 195] يعني لا بد من الاستمرار في العمل، لا يوجد شيء اسمه: والله آن لنا أن نرتاح، وقد أمسك الجيل الثاني بالعمل، ونحن الآن...، لا بد أن تبقى موجوداً في المشهد قائماً زائراً مشرفاً مراقباً.
وجود المستشارين في تأسيس العمل الدعوي
أذكر نقطة مهمة جداً في تأسيس الأعمال الدعوية وهي قضية: وجود المستشارين، المستشار –طبعاً- ليس عاملاً، يعني هو برأيه وليس متفرغاً للعمل.
وجود المستشارين عندك في العمل المؤسسي أو تأسيس العمل الدعوي يجنبك كثيراً من المزالق.
المستشار هذا غالباً شخص عنده حكمة وخبرة وتجربة، مرت عليه قضايا كثيرة، فهو يجنبك بخبرته مزالق يمكن أن تسقط فيها دون أن تحس أو تعلم.
والمستشار مؤتمن، وعنده أسرار الناس، ولذلك النبي ﷺعظم موضوع المستشار، وأمانة المستشار، لكن المستشار الآن هو يبدي رأيه عن خبرة وتجربة.
متابعة خط سير العمل
في موضوع تأسيس العمل الدعوي: متابعة خط سير العمل حتى لا يحدث انحراف -كما قلنا- مهم جداً.
التطوير المستمر
قضية التطوير المستمر، شيء جديد في البرمجة، شيء جديد في الأنظمة، الأرشفة ، شيء جديد، خصوصاً في المجال الذي أنت تعمل فيه، واحد يعمل في البرمجة، طلعت تطبيقات في النوكيا،وطلع في الآيفون وطلع في اندريويد جوال قوقل، وطلع...، ماذا أعددت؟ أنت عندك محتوى ممتاز، ماذا فعلت به لكي ينزل تطبيقات جوال؟
أنا من مدة دعوت الإخوة والأخوات في إحدى المحاضرات تطبيقات الجوال ثم تطبيقات الجوال ثم تطبيقات الجوال، الميدان القادم: الجوال، الجوال أكثر جهاز منتشر في أيدي الناس، فلذلك الصراع عليه، والميادين عليه، والتقنيات عليه.
ولذلك تطبيقات الجوال، أنا الآن لو عندي مائة مليون أفتح شركة تطبيقات جوال، أرى أن هذا جهاز يدخل كل جيب، وكل بيت، وكل عقل، يوجد صاحب عقل اليوم ما عنده جوال؟ فيه صاحب قلب ما عنده جوال؟ نادر جداً..
وهذا الجهاز ما هو مثل التلفزيون ولا الإنترنت من جهة الملاصقة، يعني التلفزيون لما تأتي قدام الشاشة، الإنترنت لما تأتي يكون فيه خط، لما يكون...، الجوال معه حضراً وسفراً، ليلاً ونهاراً، في السرير، وعلى المائدة، وفي المكتب، وفي المدرسة، وفي الشغل، جوال مصاحب له.
أنا لو عندي مائة مليون الآن وأنفقتها في مؤسسة تطبيقات جوال لا أراها كثيرة، إي والله، يعني هذا نظري واجتهادي، ما أرى أني أهدرت أموالاً في هذا، من قناعتي وشعوري بالحاجة الماسة إلى إدخال الإسلام في الجوالات عبر التطبيقات.
والتطبيقات لها مزايا، ما هي متعلقة بشركة اتصال معينة، ولا تتعلق بكذا..، هذه مسألة لها ما بعدها.
الدراسة الشرعية للمستجدات
موضوع الدراسة الشرعية للمستجدات، يحدث أثناء تأسيس الأعمال الدعوية نحتاج لشيء شرعي، بحث مسألة شرعية، تأتينا قضية فيجب أن نستفتي أهل العلم، لا تمررها، لا تقل بعدين. من الآن، أي مسألة مثلاً: هل يجوز نأخذ زكاة في تأسيس عمل دعوي؟ احسموها من الأول، وابحثوها، واستفتوا عنها الثقات من أهل العلم، هل يجوز؟ استخدام الزكاة في الأعمال الدعوية، ما هو نأخذ بعدين نتورط إنه والله طلع الراجح إنه ما يجوز، كيف نسوي الآن؟ ماذا سنفعل الآن؟
قضية الزكاة مثلاً أنا ضربتها كمثال على أنه ينبغي أن نستفتي عن الموضوعات الثقات، ما هو الشيخ الذي يقول: يجوز، نروح نسأله، نسأل الثقة ونرضى بما قال.
كتابة الضوابط والمعايير للمنتج
قضية كتابة الضوابط والمعايير للمنتج، مثلاً الآن كيف تؤسس عملاً دعوياً؟ ماذا سننتج في العمل الدعوي؟ موقعاً، كتباً، سيديهات، برامج، ماذا سننتج في العمل الدعوي؟ هذا له معايير.
مثلاً: لما أتينا على موقع الإسلام سؤال وجواب، أو مثلاً: رسائل جوال زاد، أو مثلاً أي شيء، ما هو معيار الجواب؟
والله نقول: لا بد يكون الجواب معتمداً على القرآن والسنة، آيات وأحاديث.
وإذا كانت آية نقول: رقم الآية واسم السورة.
وإذا كان حديثاً لازم ننقل من منهج التخريج، طبعة معتمدة.
إذا كان الحديث في الصحيحين يكتفى به عن غيره.
مثلاً: إذا كان في السنن الأربعة فيقتصر عليها عن مخارج السنن الأربعة.
إذا كان من التصحيح تصحيح العلماء القدامى المحدثين قبل المعاصرين، يعني ماذا قال ابن حجر والنووي والعراقي وابن رجب قبل قال الألباني وأحمد شاكر والأرناؤوط، ونحو ذلك..
-طيب- مثلاً حذف السند إلا الصحابي.
إذا كان فيه كلمة غريبة في الحديث تشرح.
آثار السلف، ما المنهجية فيها؟
الأحكام التي تعرض... المذاهب الأربعة ، مسألة معاصرة، نوازل، نذهب للمجامع الفقهية، متى نأتي وننقل فتاوى العلماء المعاصرين؟
حتى قضية التنسيقات، مثلاً الكلمة الغريبة بين معكوفتين، الكلام بنط كذا.
نقل كلام لعالم بين فاصلتين، مجلد الصفحة.
الشعر في جدول مخفي.
الفواصل بين الآيات بشكل نجمة.
علامات الترقيم والاستفهام والتعجب، وإنه كذا..
الجمل التفسيرية والاستدراكية بين معكوفتين.
الآيات والأحاديث بين قوسين.
الأعلام والمصطلحات الأجنبية تكتب بلغتها، ونحو ذلك.
اكتبوا المعايير، كتابة المعايير لماذا؟
لأنه هذه المعايير تمشي معك بعد ذلك في كل المنتج، فيصير عندك مثل الأيزو، عندك ضبط للمعايير، وما يصير عندك اختلال في المنتجات، شيء جيد وشيء رديء، وشيء وسط وشيء...، هذا حديث مخرج، وهذا ما هو مخرج، وهذا ذكر الذي صححه، وهذا ما هو مذكور من الذي صححه، وهكذا..
فإذًا قضية كتابة معايير المنتجات.
وهذه تريد لها جلسة عصف ذهني ولجان وأعمال.
خريطة علاقة الأقسام بعضها ببعض في الأعمال الدعوية
إيجاد خريطة علاقة الأقسام بعضها ببعض في الأعمال الدعوية مهمة حتى ما تضيع أوقات، وهذه تحتاج إلى خبرة إدارية.
نكتفي بهذا الكلام الآن في مسألة تأسيس الأعمال الدعوية، وكيف يعلن العمل الدعوي عن نفسه؟ كيف يقدم نفسه للآخرين؟ في تدرج معين مثلاً، أو فيه نقاط أخرى ربما ترجأ إلى مناسبة أخرى -إن شاء الله-.
وأسأل الله أن يجعلني وإياكم من المتعاونين على البر والتقوى، وأن يرزقنا الإخلاص والاستقامة والثبات على الدين ومنهاج سيد المرسلين.
وصلى الله على نبينا محمد.
-
عابر سبيل
نصائح قيمة نسأل الله الاخلاص في القول و العمل بارك الله فيكم و جزاك الله خير شيخنا الفاضل
-
بكر فواز
الصراح شي حلو وارجو منكم الإستمرار في إرسل مثل هاذي المواضيع مع التحيات: M Three B
-
ابوحفص المدني
انا لخصت المحاضرة وبدأت في تطبيق ما فيها على برنامج عندي
-
ايهاب
يمر دعاة المنهج السلفي في مصر بعد الأحداث الأخيرة التي لاتخفى على فضيلتكم بتحديات و تصيد وتربص اعلامي وتشويه للسمعة لفض الناس من حولهم، فبما تنصحنا نحن الشباب في نشر منهج السلف الصالح بين الناس جزاكم الله خيراً.
-
فوز
بارك الله فيك يا شيخ سيستفيد منه الكثير
-
أبو إلياس
بارك الله فيكم يا شيخ .. ولا حرمكم الله الجنة
-
مسلم نـاصح
جزاك الله خيراً شيخنا الحبيب . و نفع الله بالمحاضرة أكثر عدد من الناس .
-
طارق
جزاك الله خيراً شيخناالحبيب ونفع بك الامة الاسلامية اجمع