الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
الحث على فعل الخير والاستعداد له
عباد الله: لقد أمرنا الله -تعالى- بفعل الخير، والاستعداد له: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ [سورة آل عمران:133]، ومدح أنبياءه الذين كانوا يسارعون في الخيرات، قال: وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [سورة الأنبياء:90]، يسارعون فيها، ويبادرون، ولا يؤجلون، يسارعون فيها، فيضبطون شروطها وأركانها، ويقومون بها في أوقاتها، مبادرين، والله قال لنا: وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ [سورة الحـج:77]، وفعل الخير في حال الصدق، يحتاج إلى استعداد وتجهيز، نقول هذا الكلام، مع اقتراب موسم الخير، وشهر الصيام.
عباد الله: إن أول ما يتجهز به العبد لفعل الخير: الإخلاص لله؛ كما قال سبحانه: يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [سورة الأنعام:52]، وقد أمرنا سبحانه بالإخلاص في الأعمال؛ فاعبدوا الله: مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [سورة البينة:5]، وحذرنا من الشرك، وإرادة الدنيا، وإرادة المخلوقين: من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه[1]، وكذلك من الاستعداد لفعل الخير: صدق العزيمة، وقد قال في صدق العزم: فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ [سورة محمد:21]، عزموا الأمر، استعدوا له، عزموا الأمر، تأهبوا لأجله، عزموا الأمر، أوفوا بما عاهدوا الله عليه.
وفي مثله وأمثاله، قال الله تعالى: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا [سورة الأحزاب:23][2]، بخلاف أناس زعموا: إنه إذا جاء وقت البذل سيقدمون ويتصدقون، ولكنهم ما كانوا صادقين مع الله، قال الله -تعالى: وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ [سورة التوبة:75، 76]، لما جاء وقت الجد، بخلوا به، لما جاء وقت العمل، وقت البذل، بخلوا به: وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ [سورة التوبة:76]، ما هي النتيجة؟ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ [سورة التوبة:77].
ثناء الله على المؤمنين الصادقين في عزائمهم
أيها الأحبة -يا عباد الله: إن الله أثنى على أناس من المؤمنين، ما كان عندهم شيء ليخرجوا به مع رسوله ﷺ لما استنفرهم: وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ [سورة التوبة:92]، لماذا؟ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ [سورة التوبة:92]، لكن الذين لما قيل لهم: "انفروا في سبيل الله" قالوا: لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ [سورة التوبة:81]، وأراد الله أن يثبطهم لئلا يثبطوا المسلمين: فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ [سورة التوبة:46]، ما كان في صدق، ما كان في عزم صحيح، ولذلك لما تقترب مواسم الطاعات، ونحن في أحدها. هذا شهر:
أولاً: ترفع فيه الأعمال إلى الله، هذا الرفع السنوي؛ لأن الرفع اليومي في: الفجر والعصر، كل يوم تقارير عن أعمالنا صاعدة إلى الله بملائكته، الرفع الأسبوعي: الاثنين والخميس، في كل أسبوع، ترفع أعمالنا إلى الله رفعًا أسبوعيًا، ويقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا[3] لكل متقاطعين لأجل الدنيا وفي الدنيا والهوى، ولم يكن تباغضهم لله، ورفع سنوي للأعمال، يكون في شعبان، ترفع أعمال السنة كلها: فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم[4]؛ لأن رفع الأعمال الحال الصيام أرجى لقبولها، ورفع عمري، إذا مات الإنسان طويت صحيفته، ورفعت أعماله إلى الله.
بعض العبادات المشروعة في شهر شعبان
إذًا، نحن -الآن- في شهر أعمال صالحة، وكان النبي ﷺ يكثر الصيام فيه، وهو شهر تصفيات، فيصفي كل من عليه قضاء قبل رمضان الجديد، وأيضاً كان عثمان يذكر التجار بإخراج ما عليهم من ديون قبل أن يحسب عليهم الزكاة، فإذا أخرجوها، وحسب الزكاة، لم تشملها الزكاة؛ لأنهم سيخرجونها قبل الحول، وأيضاً فإن المسلمين كانوا يخرجون زكاتهم في شعبان للفقراء، حتى يدخل رمضان على الفقراء، وليسوا بمنشغلين في طلب رزق، أو عيش، بل على أبهة الاستعداد الكامل، صرف الوقت للعبادة في رمضان، التأهب والاستعداد للطاعة، الصدق في عمل الخير، قال الله آمرًا ومذكرًا عباده: وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ [سورة البقرة:281]، فاليوم الآخر يحتاج إلى استعداد، ونحن -الآن- في موسم العمل.
ومن الخطوات العملية في هذه الاستعدادات: دعاء الله تعالى: ألم تر أن النبي ﷺ كان يقول في دعائه: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد[5]، فتفكر في كلمة: والعزيمة على الرشد أسألك العزيمة على الرشد، حتى أكو صادقًا عندما يأتي وقت العمل، حتى أكون مخلصًا باغيًا حقيقيًا عندما يحين موسم البذل والطاعة، وإلا فإن هناك أناس يتبين عدم صدقهم، وعدم إخلاصهم، وعدم رغبتهم، وانحلال عزيمتهم، عندما يأتي موسم الطاعة، ووقت الخير، فقال الله عن طائفة من المنافقين: وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً [سورة التوبة:46]، فإذًا، من أراد الخير والبذل، سيكون عنده استعدادات قبل أن يأتي، وقت الزكاة -مثلاً- عنده استنفار في حسابها، في الجرد بالميزانية، في الإحصاء مع المحاسبين، في الأرصدة، في الكشوفات، في البحث عن الفقراء الذين سيوصل إليهم زكاته، لما يقترب رمضان، استعدادات مسبقة للصيام، لما يقترب الحج، استعدادات مسبقة للحج.
اهتمام الناس بالاستعداد للأمور المادية وغفلتهم عن الاستعداد للأمور الشرعية
والعجيب: أننا ربما نهتم بالاستعدادات المادية، ونغفل الاستعدادات الشرعية، فربما نستفصل عن مزايا الحملات والرحلات، وما هي الوجبات، لكن هل استعدينا للعبادة -مثلاً- في دراسة أحكامها الشرعية، بالتفقه في الدين؛ لأن من الاستعداد الشرعي للعبادة: أن تعرف كيف ستعبد الله، كيف ستؤدي هذه العبادة، هذه تحتاج إلى تفقه، وقراءة، واطلاع، سؤال، وبحث، ومدارسة، وحضور دورة شرعية، في الموضوع، لو كان هناك استعداد، لو كان عزم، لو كان هناك صدق، لوجدت استعدادًا مسبقًا، وتأهبا قبل مدة، هذا من علامات الإيمان.
ومن الاستعدادات: التدرب على الطاعة قبل القيام بها، فلذلك استحب لنا: الإكثار من الصيام في شعبان، استعدادًا لرمضان، كم كان سلفنا -أيها الأحبة- يستعدون لموسم الحج مثلاً؟ كم كانوا يجمعون من المال، وكان الكثير فقيرًا؟ كم سنة ترى سيمكث الفقير يجمع المال حتى يحج؟ عندما يبقى الفقير سنوات طويلة يدخر ويدخر ليحج، وربما يبقى يدخر خمسين سنة، وربما لفظ أنفاسه قبل الوصول، وربما لفظ بعد الوصول، وربما لفظ في الموسم، وفي الحج نفسه، دليل صدق بينه وبين الله على ما فعل كان هنا استعداد، ولو مات الإنسان وهو يستعد، فإن الله سيكتب له أجر العبادة: إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم لماذا، وهم ليسوا معهم؟ حبسهم العذر[6]، إذًا، الاستعداد للعبادة يضاعف الأجر ويكسبه، حتى لو لم يتمكن صاحبه من القيام به، من نوى الله كريم، يعطيه، ولذلك قال: فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة[7].
عباد الله: إن من هذه الاستعدادات: التأهب للأمر عمليًا، كان السلف -رحمهم الله- قبل الرحلة في طلب العلم، ماذا يفعلون استعدادًا للرحلة، حتى كانت تعينهم أمهاتهم بالمال، والغزل بالمغزل، من أجل أن يتمكن ولدها من السفر لطلب العلم، معرفة دين الله، التفقه في شرع الله، وهكذا.. أروا الله من أنفسكم خيرًا، فلنريَ الله من أنفسنا خيرًا، هذا أمر الاستعداد للطاعات.
نسأل الله أن يجعلنا في رضاه، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يرزقنا الاستمساك بالعروة الوثقى.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا الله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الحمد لله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، الحمد لله الذي خلق فسوى، الحمد لله فاطر السماوات والأرض.
عباد الله: هذا ربكم قد شرع لكم ما أمركم به، فأقبلوا عليه.
وأشهد أن محمدًا رسول الله البشير والنذير، والسراج المنير، رسول الله حبيبنا وقدوتنا وأسوتنا، وسيدنا وقائدنا، صاحب الحوض المورود، اللهم أوردنا حوضه، والمقام المحمود، اللهم اجعلنا من أهل شفاعته، والشافع المشفع يوم يقوم الشهود، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى أزواجه وذريته الطيبين وآله وخلفائه الميامين، وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
التحذير من الاستعداد للدنيا أكثر من الاستعداد للآخرة
عباد الله: لا يصح أن تكون استعداداتنا للدنيا أكثر من استعداداتنا للآخرة، ولا يصح بأي حال من الأحوال أن تكون استعداداتنا لسفرة سياحية في الصيف أكثر من استعداداتنا لرمضان، والحج، ومواسم الطاعات، وشعبان الذي نحن فيه، والاستعداد لما بعد الموت، والاستعداد للقاء الله، والاستعداد لليوم الآخر.
لو تفكرنا هنيهة في شيء يحدث في اليوم الآخر، لهالنا الأمر؛ خذ على سبيل المثال: هذه السماوات خلق الله سبع سماوات طباقًا، وجعل لكل واحدة سمكًا، مسيرة خمسمائة عامة، ومسافة بينها وبين التي تليها مسيرة خمسمائة عام، ولكل سماء أبواب، ولكل سماء أهل من الملائكة، ما فيها أربع أصابع إلا وفيها ملك قائم أو راكع أو ساجد، ولذلك قال: أطت السماء، وحق لها أن تئط[8].
اهتزت من العابدين فيها، فيها البيت المعمور، المسامت للبيت العتيق في الأرض، ولكنه في السماء الدنيا، يدخل إليه كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه آخر ما عليهم[9].
فكم عدد الملائكة؟ هذه السماوات: رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا [سورة النازعات:28]، وأقسم ببنيانها لإتقانه، فقال: وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا [سورة الشمس:5]، ولم يجعل فيها شقوقًا: وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ [سورة ق:6]، وإذا حاولت أن ترى، فهناك تحد: فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ [سورة الملك:3]، انظر: رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا [سورة الرعد:2]، وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا [سورة فصلت:12].
كما قال الله: فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء[سورة الدخان:29]، هذه السماوات -يا عباد الله: ماذا سيحدث لها يوم القيامة؟ إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ [سورة الإنشقاق:1]، إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ [سورة الإنفطار:1]، ويوم تشقق السماء بالغمام، ويتخلل الغمام هذه الشقوق، وتنزل الملائكة أهل كل سماء إلى أرض المحشر، لمحاصرة الثقلين، سبعة أطواق من الملائكة، فأين يذهبون؟ وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا [سورة النبأ:19]، ويحصل لها بالإضافة إلى الانشقاق والانفطار، وفتح الأبواب فيها: الطي: يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ [سورة الأنبياء:104]، ويحصل فيها عملية، موران ودوران هائلة: يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا [سورة الطور:9]، ويحدث فيها تغيير في اللون: فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً حمراء: كَالدِّهَانِ[سورة الرحمن:37]، ويحصل لها ذوبان: يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ [سورة المعارج:8]، ولذلك، قيل: إنهم يحشرون، فتطيش عليهم، فتزول السماوات، لكن في الدنيا، جعلنا: السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا [سورة الأنبياء:32]، وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ [سورة الحجر:16]، وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ [سورة الحجر:17]، وجعل الله فيها هذه الكواكب: تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا [سورة الفرقان:61]، والله لو تفكر الواحد فقط في السماوات، ماذا سيحدث لها، لانخلع قلبه، ولذلك ما عندنا مناص من الاستعداد للرحيل، وتكثير الاستعداد، وتكثيف الاستعداد لما بعد الموت، للقاء الله، حتى إذا لقيناه يكون راضيًا عنا.
اللهم ارضنا وارض عنا، يا رحمن يا رحيم، يا رب العالمين، اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب، اللهم اغفر ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أسرفنا، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، اللهم إنا نسألك أن تغيث قلوبنا بوحيك والقرآن، اللهم علمنا منه ما جهلنا، وذكرنا منه ما نسينا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، اللهم اجعلنا به عاملين، اجعلنا من أهلك أهل القرآن، يا أرحم الراحمين، اللهم أحي به قلوبنا، اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وذهاب همومنا وغمومنا، يا أرحم الراحمين، اللهم اجعلنا في بلادنا آمنين مطمئنين، اللهم اجعلها سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم اجعلها آمنة بشرعك، مطمئنة بذكرك، اللهم من أراد بلدنا بسوء، فأشغله بنفسه، واردد كيده في نحره.
والله -يا إخوان- لا العقل ولا الشرع يرضى أن تجعل بلاد الحرمين مسرحًا للتفجيرات، وهذه الأعمال التي فيها الإخلال بالأمن، والعبث بمقدرات المسلمين، والله إنه ليُحزن المؤمن، ليس فقط هنا ولكن في مشارق الأرض ومغاربها، أن تتعرض بلاد الحرمين لأدنى شيء، ولذلك نقول:
اللهم آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور ، واغفر لنا يا عزيز يا غفور، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، اللهم استر عيوبنا، واقض ديوننا، وارحم موتانا، واشف مرضانا، واجمع على الحق كلمتنا، اهدنا فيمن هديت يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا الغوث لإخواننا المستضعفين، ونسألك النصر لهم يا رب العالمين يا قوي يا عزيز، لا يكشف البلوى إلا أنت، اكشف ما نزل بإخواننا من السوء، اللهم أزل الكرب، اللهم إنا نسألك أن تعجل بنصر الإسلام والمسلمين يا رب العالمين.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الصافات:180- 182].
- ^ رواه مسلم: (7666).
- ^ ،انظر الحديث في البخاري: (2805).
- ^ رواه البخاري: (6709).
- ^ رواه أحمد: (21801)، وقال محققو المسند: "إسناده حسن".
- ^ رواه النسائي: (1304)، وأحمد: (17155)، وقال محققو المسند: "حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف"، وصعفه الألباني في الجامع الصغير وزيادته: (3115).
- ^ رواه البخاري: (4423).
- ^ رواه البخاري: (6491)، ومسلم: (355).
- ^ رواه الترمذي: (2312)، وأحمد: (21555)، وقال محققو المسند:"حسن لغيره".
- ^ انظر الحديث في البخاري: (3207)، ومسلم: (434).