الأحد 10 ربيع الآخر 1446 هـ :: 13 أكتوبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

عبادات وتصفيات في شعبان


عناصر المادة
الخطبة الأولى
مكانة شهر شعبان وغفلة الناس فيه
مواقيت رفع أعمال العباد إلى الله
التحذير من البدع في شعبان

الخطبة الأولى

00:00:07
الحمدلله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحمد لله، والله أكبر كبيرًا، وأشهد أن محمدًا عبده الله ورسوله، الرحمة المهداة، البشير والنذير، والسراج المنير، سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى ذريته الطيبين، وآله وأزواجه وخلفائه الميامن وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، صاحب المقام المحمود، اللهم اجعلنا من أهل شفاعته، والحوض المورود، اللهم اسقنا من حوضه، يا رب العالمين، والشافع المشفع يوم يقوم الشهود، نسأل الله أن يجعلنا معه في جنات النعيم.

مكانة شهر شعبان وغفلة الناس فيه

00:01:00

عباد الله: رسول ربنا إلينا، آتانا شعبان، شهر، قال ﷺ: يغفل الناس عنه قال: بين رجب ورمضان[1].

رجب الشهر المحرم الذي كانت تعظمه العرب، والترجيب: التعظيم، ورمضان الشهر المعروفة مكانته، بينهما جاء شعبان، يغفل الناس فيه عنه، ولذلك نبهنا إلى مكانة هذا الشهر، ونبهنا إلى تلافي الغفلة.
ولذلك شعبان فيه عبادات، يعني مثلاً: صيام أكثره، سُنة، وفيه أيضاً: كان المسلمون يكثرون قراءة القرآن، استعدادًا لرمضان، والتصيام تدريب على رمضان، بل كان المسلمون، كما قال أنس: "يخرجون زكاتهم في شعبان إغناءا للفقراء، حتى لا ينشغلوا في رمضان عن العبادة".

مواقيت رفع أعمال العباد إلى الله

00:02:01

شعبان هذا فيه ميزة؛ ترفع فيه الأعمال إلى الله، هناك رفع يومي، في الصبح والعصر، عندما تنزل ملائكة الله إلينا، ثم تصعد إليه بأعمالنا، ورفع أسبوعي، في كل إثنين وخميس، فترفع أعمال العباد إلى الله إلا المتشاحنين، يقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا والحديث في صحيح مسلم[2]، ورفع سنوي للأعمال، وهو ما يكون في شعبان، ترفع فيه الأعمال إلى الله: فأحب أن يرفع عملي، وأناصائم[3]. فيكون أحرى بالقبول.

التحذير من البدع في شعبان

00:02:40

هذا الشهر يمر عند المسلمين بلا بدع، يجب أن يكون هذا لا في نصفه، ولا في غيره، بل نفعل كما أمر الله، فكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عثمان كان يذكر المسلمين؛ بأن من عليه دين يسارع إلى قضائه في شعبان؛ لأنه سيأخذ الزكاة منهم، فتؤخذ بعد سداد الديون، فكان يذكرهم: أن من عليه دين أن يسدده في شعبان؛ لأن الزكاة، قد أتى شهر صدقتكم، ستؤخذ، فإذًا لتؤخذ بعد إنهاء موضوع الديون، هذه من تصفيات شعبان: تربية وتعظيم وتصفية، من تصفيات شعبان أيضاً: أن من عليه أو عليها صوم من رمضان الماضي، يجب أن يقضيه قبل رمضان الآتي، وكانت عائشة-رضي الله عنها- تقضي ما عليها من رمضان الماضي في شعبان، لشغلها بالنبي ﷺ [4] أحيانًا لا تجد وقتًا إلا في شعبان للقضاء، ومن استمر عذرها بين الرمضانين، كحمل، ورضاع مستمر، فليس عليها إلا القضاء فقطبعد ذلك، هذا إذًا شهر شعبان.

نسأل الله أن يعيننا فيه على ذكره وشكره، وحسن عبادته، وأن يبلغنا رمضان ونحن بأحسن حال، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى.
اللهم إنا نسألك في ساعتنا هذه أن تغفر لنا أجمعين، وأن تتوب علينا، يا رب العالمين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وتب علينا، اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب، اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا كربًا إلا نفسته، ولا عسيرًا إلا يسرته، اللهم اقض ديوننا، واستر عيوبنا، واشف مرضانا، وارحم موتانا، واجمع على الحق كلمتنا، اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا الفرج لإخواننا المستضعفين، اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا الغوث لإخواننا المكروبين، يا أرحم الراحمين، ليس لها من دونك كاشفة، اللهم نزل بهم من البلاء والضر ما لا يعلمه إلا أنت، وأنت رحيم رحمن، لا يكشف الضر إلا أنت، جرأنا إليك في ساعتنا هذه، في مقامنا هذا، أن تكشف البلوى عن إخواننا، يا أرحم الراحمين، اللهم آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، واغفر لنا يا عزيز يا غفور، واجعل بلدنا هذا آمنًا مطمئنًا، وسائر بلاد المسلمين، اللهم من أراد ديننا وأمننا بسوء فامكر به، واجعل كيده في نحره، اللهم اقطع دابره يا رب العالمين، اللهم اجعله بلدًا آمنًا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.

يا ربنا تولى أمرنا، واغفر ذنبنا، يا ربنا ارحمنا، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا، ارزقنا من لدنك رزقًا حسنًا، أصلح نياتنا وذرياتنا، ولا تفرق جمعنا هذا إلا بذنب مغفور، وعمل مبرور، وسعي متقبل مشكور، يا رحيم يا دود يا غفور.

إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءوَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

  1. ^ رواه النسائي: (2357)، وأحمد: (21801)، وقال محققو المسند: "إسناده حسن"، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: (1022).
  2. ^ رواه مسلم: (6709).
  3. ^ رواه النسائي: (2357)، وأحمد: (21801)، وقال محققو المنسد: "إسناده حسن"، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: (1022).
  4. ^ الحديث رواه البخاري: (1950)، ومسلم: (2743).