الخميس 11 جمادى الآخرة 1446 هـ :: 12 ديسمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

ماذا فعلوا بعباءة المرأة؟


عناصر المادة
الخطبة الأولى
ديننا مميز عن غيره
توجيهات نبوية للسلامة من الدنيا
الخطبة الثانية
الحقوق الزوجية
منكرات الزينة والحجاب

الخطبة الأولى

00:00:05

إن الحمد لله، نحمده، و نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ آل عمران 102. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاالنساء1. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا الأحزاب70-71.

أما بعد:

ديننا مميز عن غيره

00:01:10    

فالحمد لله الذي أتم النعمة بإكمال العدة، وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْالبقرة 185فالله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، اللهم لك الحمد بما علمتنا، وهديتنا، وأرسلت إلينا رسولنا، وأنزلت علينا كتابنا، وشرعت لنا ديننا، وميزتنا بأعيادنا عن أعياد غيرنا، لكل قوم عيد، وهذا عيدنا أهل الإسلام، جعل الله لنا عيد الفطر وعيد الأضحى، ونسخ كل أعياد الجاهلية، هذه أعيادنا لا نشارك أعياد غيرنا، لا نشارك غيرنا أعيادهم، ولا نهنئهم بها، ولا نظهر بها فرحة، وإنما نكبر الله في أعيادنا، فهي أعياد توحيد، وأعياد غيرنا أعياد شرك وبدعة، فالله أكبر، الله أكبر، والحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، الذي أنزل علينا الدين، وشرع لنا هذا الإسلام، وهذه الشريعة العظيمة.

عباد الله: دينكم لا يشبهه دين، وشريعتكم ليس كمثلها شريعة، الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا المائدة:3 عيدنا هذا يذكرنا بتوحيد الله، وشكر نعمة الله تعالى، لقد مر رمضان -أيها المسلمون ـ، فهل رأيتم شهرًا أسرع مرورًا منه؟ هل رأيتم شهرًا أسرع مرورًا من هذا الشهر؟ كلا والله، لقد انقضى ما بين طرف عين وانتباهتها، كأنه حلم، ومر ذهب الشهر بما استودع من الأعمال، فالحمد لله، الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات لمن عبد الله فيه وصلى وقام، والحمد لله على كل حال، ونسأل الله السلامة والعافية والمغفرة من تقصيرنا وعجزنا وضعفنا وإسرافنا في أمرنا.

توجيهات نبوية للسلامة من الدنيا

00:03:55

أيها المسلمون يا عباد الله: إن هذه الدنيا دنيا زائلة، إن هذه الدنيا دنيا ذاهبة، إن النبي ﷺ أعطانا توجيهات كثيرة في شأن هذه الحياة الدنيا، تعالوا نستعرض بعض منها، كلها من أقواله ﷺ: احذروا الدنيا فإنها خضرة حلوة [الزهد لأحمد بن حنبل:62] أبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم[البخاري:4015، ومسلم:2961] .إن مطعم ابن آدم جعل مثلا للدنيا، وإن قزحه وملحه فانظروا إلى ما يصير[أحمد:21239]خروجه من البدن، حلوة الدنيا مرة الآخرة ومرة الدنيا حلوة الآخرة[أحمد:22899]الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر[مسلم:2956] لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء[الترمذي:2320]، والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه هذه في اليم فلينظر بِمَ يرجع[مسلم:2858]  آكل كما يأكل العبد فوالذي نفسي بيده لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرًا كأسا[الجامع الصغير وزياداته: 6]  أتاني جبريل فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس[المعجم الأوسط للطبراني:4278]ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما أيدي الناس يحبك الناس[سنن ابن ماجه:4102] إنما يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل اللهخير الرزق الكفاف لا لك ولا عليك خير الرزق الكفاف [الزهد لوكيع:115] طوبى لمن هدي للإسلام، وكان عيشه كفافًا وقنع به[السنن الكبرى للنسائي:11793]، كن ورعًا تكن أعبد الناس وكن قنعًا تكن أشكر الناس وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنًا وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلمًا وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب[سنن ابن ماجه:4217] ما قل وكفى خير مما كثر وألهى[أحمد:21721] مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها[الترمذي:2377] من أصبح آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها[الترمذي:2346] يقول ابن آدم مالي وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت؟[مسلم:2958] الشيخ يضعف جسمه وقلبه شاب على حب اثنتين : طول الحياة وحب المال[أحمد:8453]صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين ويهلك آخرها بالبخل والأمل[ الزهد للإمام أحمد:52] 

لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب[البخاري:6436 ومسلم:1048] من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له[الترمذي:2465] إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم[أحمد:21731] أتعلم أول زمرة تدخل الجنة من أمتي؟ فقراء المهاجرين يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة ويستفتحون فيقول لهم الخزنة أوقد حوسبتم قالوا بأي شيء نحاسب وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متنا على ذلك فيفتح لهم فيقيلون فيها أربعين عامًا قبل أن يدخلها الناس[المستدرك على الصحيحين:2386] اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء[البخاري:3241، ومسلم:2737] إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفًا[مسلم:37]ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غدًا على كل هين لين قريب سهل[صحيح ابن حبان:470] 

ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ الضعفاء المغلوبون[المستدرك على الصحيحين:202] رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره[مسلم:2622] قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين وإذا أصحاب الجد- يعني المال والغنى- محبوسون إلا أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار وقمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء[مسلم:2736] من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل[أبوداود:1645،والترمذي:2326] يا معشر الفقراء ألا أبشركم إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم خمسمائة عام[ابن ماجة:4124]وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ الحـج:47إن الله تعالى إذا أنزل سطواته على أهل نقمته فوافى آجال قوم صالحين فأهلكوا بهلاكهم ثم يبعثون على نياتهم وأعمالهم[شعب الإيمان:7193] إنما الأعمال كالوعاء إذا طاب أسفله طاب أعلاه وإذا فسد أسفله فسد أعلاه[سنن ابن ماجه:4199]

يحشر الناس على نياتهم [سنن ابن ماجه:4230] أتدرون ما المفلس؟ إن المفلس من أمتى من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار[مسلم :2518]إذا ذكرتم بالله فانتهوا[مسند البزار:8541] إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحب وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك منه استدراج[شعب الإيمان:4220] استحيوا من الله حق الحياء من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلا ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء[الترمذي:2458]اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك[شعب الإيمان:9767].

إن الله تعالى لا يظلم المؤمن حسنة يعطى عليها في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا تقولون لماذا عند الكفار أمطار ونباتات؟ لماذا عندهم تقدم وحضارات؟ لماذا عندهم نعيم وأموال؟ وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيرًا[احمد:12237] إن الله تعالى يقول يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك وإن لا تفعل ملأت يديك شغلًا ولم أسد فقرك[الترمذي:2466] إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد[الترمذي:3358]. حتى الماء البارد سنسأل عنه يا عباد الله! إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته لله تعالى ساجدًا، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله[الترمذي:2312]وإياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمع على الرجل حتى يهكلنه[أحمد:3818] 

حرما على عينين أن تنالهما النار عين بكيت من خشية الله وعين باتت تحرس الإسلام وأهل من أهل الكفر[المستدرك على الصحيحين:2431] صاحب الصور واضع الصور على فيه منذ خلق ينظر متى يؤمر أن ينفخ فيه فينفخ[معجم ابن الأعرابي:893] عرض عليّ الجنة والنار آنفًا في عرض هذا الحائط، فلم أر كاليوم في الخير والشر ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا[مسلم:2359] قال الله تعالى: -حديث قدسي- وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي[مسند الشاميين للطبراني:462] كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل[البخاري:6416]ما رأيت مثل النار نام هاربها ولا مثل الجنة نام طالبها[الترمذي:2601] من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل[مصنف ابن أبي شيبه:34651من كلام الزبير بن العوام] من جعل الهموم همًا واحد هم المعاد كفاه الله سائر همومه ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أوديتها هلك[ابن ماجه:4106] 

لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما علم[مسند أبي يعلى:5271]لا يدخل الجنة أحد إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرًا ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليزداد عليه حسرة[البخاري:6569]يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه[الترمذي:2457]يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله[البخاري:6514ومسلم:2960]اثنتان تدخلان الجنة من حفظ ما بين لحييه اللسان ورجليه أي الفرج دخل الجنة[المستدرك على الصحيحين:8058] إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول اتقِ الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا[الترمذي:2407]

تكفير كل لحاء ركعتان[المعجم الكبير للطبراني:7651]كل خصومة مشاجرة كفارتها صلاة ركعتين رحم الله عبدًا قال خيرًا فغنم أو سكت عن سوء فسلم[ الزهد والرقائق لابن المبارك:380]زنا اللسان الكلام: طوبى لن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته[المعجم الأوسط للطبراني:2340] ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان[الترغيب والترهيب:4353]إن من ورائكم زمان صبر للمتمسك فيه أجر خمسين شهيدًا منكم[المعجم الكبير للطبراني:10394] لم يكن نبي قط قبلي إلا حقًا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرًا لهم وينذرهم ما يعلمه شرًا لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء شديد وأمور تنكرونها وتجيء فتن فيرقق بعضها بعضًا كل واحدة أعظم من التي قبلها فتنسي اللاحقة السابقة وتجيء فتن فيرقق بعضها وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه فمن أحب منكم أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه[مسلم:1844]عامل بمثل ما تحب أن تعامل يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة وتبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه، قالوا: كيف بنا يا رسول الله؟ قال: تأخذون ما تعرفون-ما هو معروف في الشريعة- وتدعون ما تنكرون وتقبلون على أمر خاصتكم[ أبو داود:4342].

عباد الله المؤمنين: أصحاب الدين المتدينين، وتقبلون على أمر خاصتكم، وتذرون أمر عامتكم، هذه بعض التوجيهات النبوية بالنسبة للدنيا وللسلامة منها، والمواقف في الفتن.

نسأل الله تعالى السلامة والعافية، اللهم اختم لنا شهر رمضان بغفرانك، والنجاة من نيرانك، اللهم وفقنا لليسرى، وجنبنا العسرى، اللهم من كان منا في فجور، وشرور، وخمور، ومسكرات، ومخدرات، ومعاصي، وآثام؛ فارزقه طريق التوبة النصوح، اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

00:19:47

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وأصلي وأسلم على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين أشهد أن محمدًا رسول الله حقًا حقًا والداعي إلى سبيل الله صدقًا.

الحقوق الزوجية

00:20:11

عباد الله: إن الشريعة قد جاءت بأسباب السعادة في الحياة، ومن ذلك أنه أوجبت على الزوج الإنفاق على زوجته مأكلًا وملبسًا ومسكنًا، وأمر النبي ﷺ الأزواج: أن يحسنوا معاملة النساء، وأوصاهم بهن خيرًا، وقال الله: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ النساء:19 ووصفهن النبي ﷺ: بأنهن عوان عند الأزواج، يعني أسيرات، ومن طبع الكريم أن يحسن معاشرة الأسير، اطعمها إذا طعمت، واكسها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تظلم.

وأنتِ يا أيتها المرأة: حق الزوج عليك عظيم، قد ذكر النبي ﷺ في خطبة العيد أمرًا عظيمًا: فروى جابر وابن عباس وأبو سعيد الخدري "أن النبي ﷺ خرج يوم الفطر، فأمر بعنزة فركزت له عند دار كثير بن الصلت"[المعجم الكبيرللطبراني:12716].

فقام فبدأ بالصلاة بغير  أذان ولا إقامة، ثم قام فتوكأ على بلال والناس جلوس على صفوفهم، فيقوم مقابل الناس، فحمد الله، وأثنى عليه، ووعظ الناس وذكرهم- هذا في خطبة العيد- فأمرهم بتقوى الله، وحث على طاعته"[مسلم:885]،وكان يقول: تصدقوا، تصدقوا، تصدقوا[مسلم:889] فظن أنه لم يسمع النساء، فنزل يجلس الرجال بيده، ثم أقبل يشقهم حتى أتى النساء مع بلال، فقام يتوكأ على بلال، وألوى يده بالسلام- سلم على النساء وأشار بيده- وحمد الله، وأثنى عليه، فقرأ قول الله: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّالممتحنة:12 حتى فرغ من الآية كلها، ثم قال حين فرغ منها، أنتن على ذلك؟ -يعاهد النساء، ويخاطب النساء- أنتن على ذلك؟ - تعاهدن بعدم الشرك، وعدم السرقة، وعدم الزنا، وعدم قتل الأولاد، وعدم المعصية بالمعروف- فقالت امرأة واحدة لم يجب غيرها منهن: نعم يا نبي الله"[البخاري:4895] فأمرهن بتقوى الله، ونحن نقول من موقفنا هذا: اتقين الله، وحثهن على طاعته، ووعظهن، وذكرهن، وقال: تصدقن؛ فإن أكثركن حطب جهنم وإني أريتكن أكثر أهل النار، فقامت امرأة منهن، من سطة النساء، قامت امرأة منهن من سطة النساء، هي من أفاضل النساء، هي أسماء بنت يزيد بن السكن -رضي الله عنها- قالت: فناديت رسول الله ﷺ وكنت جريئة على كلامه- فقلت: يا رسول الله لم؟ لم نحن أكثر أهل النار؟ لمَ معشر النساء أكثر حطب جهنم؟ فقال: لأنكن تكثرن اللعن وتكثرن الشكاة -يعني كثيرات التشكي- وتكفرن العشير -والعشير هو الزوج- أي تجحدن نعمته-[السنن الصغرى للنسائي:1575]وفي رواية: لأنكن إذا أعطيتن لم تشكرن، وإذا ابتليتن لم تصبرن، وإذا أمسك عنكن شكوتن [المعجم الكبير426] أسباب دخول النار بالنسبة للنساء- فقالت امرأة: أعوذ بالله يا رسول الله من كفران نعم الله، فقال النبي ﷺ: إن إحداكن تطول أيمتها من أبويها -تعنس عند أبويها- ثم يرزقها الله زوجًا، ويرزقها منه مالًا وولدًا، ثم تغضب الغضبة -تحصل مشكلة بينهما- فتقسم بالله ما رأيتُ منك خيرًا قط فذلك من كفران نعم الله[أحمد:27589]، وما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قلن: وما نقصان عقلنا وديننا؟ قال: أليس شهادة المرأة منكن مثل نصف شهادة الرجل؟ فقلن: بلى، فذاك نقصان عقلها، قال: أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم؟ قلن: بلى، قال: وذلك من نقصان دينها[البخاري:304]، فبسط بلال ثوبه، ثم قال: هلم لكن فداء أبي وأمي، فجعل النساء يلقين الفتخ، وينزعن قلائدهن، وأقراطهن، وخواتمهن، يلقين في ثوب بلال"[البخاري:979] يتصدقن به، وبلال يأخذ في طرف ثوبه، ويحصله في كسائه، فكان أكثر من يتصدق النساء، فانطلق هو ﷺ وبلال إلى بيته، ورجع إلى أهله، فقسمه على فقراء المسلمين، هذا ما كان منه ﷺ في خطبة عيد الفطر، وما حصل من وعظ النساء.

ونحن نقول: يا معشر النساء اتقين الله تعالى، واحفظن حقوق الأزواج، اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع[الترغيب والترهيب:2908] إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح[البخاري:3237] إذا أراد أحدكم من امرأته حاجة فلتأتها وإن كانت على تنور[أحمد:16288] إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ [أحمد:1661] انظري أين أنتِ منه فإنما هو جنتك وناركِ[أحمد:19003] خير النساء من تسر إذا نظر، وتطيع إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها[المستدرك على الصحيحين:2682] لو تعلم المرأة حق الزوج لم تقعد ما حضر غداؤه وعشاؤه حتى يفرغ منه[ المعجم الكبير:333] لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه[مسلم:1026]ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود التي تعود إلى زوجها إذا غضب التي إذا ظلمت قالت هذه يدي في يدك لا أذوق غمضًا حتى ترضى[السنن الكبرى للنسائي:9094].

يا معشر النساء: ليس في نقصان العقل والدين بالنسبة إليكن ذنب ارتكبته واحدة منكن، فإنما هو أمر الله تعالى في الحيض والنفاس، وجعل الله تعالى شهادة امرأتين بشهادة رجل، ولكن أين المشكلة؟ في التمرد على الشريعة، في معصية الرب تعالى، إذا كان الزوج قائمًا بالحقوق الشرعية، ثم تظلمه المرأة، وثم، وثم، وثم، قضية الحجاب.

منكرات الزينة والحجاب

00:28:36

عباد الله: إن المسألة قد وصلت الآن إلى شيء واحد لا يمكن السكوت عنه بأي حال من الأحوال، إن مناظر النساء اللاتي يغشين الأسواق بهذه الأكسية، وهذا التبرج، وهذه الأطياب، والشباب حولهن يسيرون وراءهن، وهن متباهيات بتجميع هؤلاء الفسقة وراءهن، هو أمر مخجل يندى له الجبين، إن دخول النسوة إلى بعض المطاعم اليوم ثم إزالة الحجاب والجلوس هكذا على مرأى أمام الرجال الذين يدخلون إلى بعض المطاعم، وبعضها التي تسمى مطاعم عائلية؛ والله إنه أمر يغضب الرب، إن مسألة مخالفة أوامر الله في الحجاب عند النساء قد وصلت إلى حد مزرٍ.

أيها المسلمون: ضيع الولي الأمانة، وضيعت المرأة الشريعة في أمر الحجاب، فصارت قضية مأساوية، وسأضرب لكم الآن أمثلة واقعية لتعلموا معنى ما أقول: عباد الله: هل رأيتم هذا الشيء الذي بيدي الآن؟ هذا هذا النقاب الذي تلبسه بعض نساؤكم، انظروا إلى فتحته ما أوسعها! انظروا إليه إنه يشد على الرأس، إنه يشد على الرأس من الخلف هكذا، وتخرج عينيها المكحلتين، وهي بغاية التبرج لتفتن الشباب، وهؤلاء لا يغضون أبصارهم، ثم انظروا معي الآن إلى بعض العباءات الموجودة، وهذه مسألة أبريء نفسي أمام الله،  ثم أمامكم، انظروا الآن إلى هذا القيطان، وهذه الزخرفة الموجودة في العباءة في الوسط وفي الأكمام،

ثم انظروا أيضًا انظروا معي إلى هذه الأشياء اللماعة الموجودة على عباءات بعض نسائكم، أنتم يا معشر الرجال، -معشر الرجال أخاطب ومن وراء الجدران النساء- تلبس هذا نساؤكم، أرأيتم هذه الأشياء اللماعة؟ أرأيتم هذه الأشياء المطرزة في العباءة؟ أريتموها تخرج نساؤكم بهذا إلى الشوارع وأخواتكم وبناتكم؟ ثم انظروا معي أيضًا، انظروا إلى هذه الزخارف إلى هذه الزخارف الموجودة، إلى هذه الزخارف الموجودة في العباءات.

 

هل هذا يرضي الله؟ انظروا بالله معي إلى قصر أكمام هذه العباءة، انظروا إلى قصر أكمامها، أرأيتم كم طول الكم؟ أرأيتم ماذا يخرج منه، ثم انظر معي مخرق، يعني ثقوب موجودة يشف عما تحته من الجلد والثياب، الخروق موجودة على هيئة زينة في الأكمام، موجودة ترونها، وترون من خلالها، موجودة هذه أشياء منها ما هو شفاف، ومنها ما هو مثقوب تلبسه نساؤكم، ثم انظروا أيضًا، انظروا إلى ما هو موجود في العباءات من الزينة والألوان، انظروا نساؤكم تذهب إلى الأسواق وتشتري من هذه الأشكال، انظروا هذا شيء يرضي الله؟ هذا شيء من الدين؟ هل هذا هو الحجاب الذي أمر الله به؟ هكذا يلبس بعض النساء، ويخرجن أمام الناس، وعندما تقول الشريعة: إن حجاب المرأة يكون سابغًا على كل الجسم، وتقول الشريعة: إن حجاب المرأة ساتر لجميع الجسد، وتقول الشريعة: إن حجاب المرأة لا يكون مزينًا ولا مطرزًا ولا مزخرفًا، هذه العباءات الموجودة التي تلبسها بعض النساء، هذه يرضي الله؟ أقسم بالله العظيم أن ما تفعله بعض النساء اليوم بأنفسهن -والأولياء الذين يذهبون شفاف- انظروا أيها الإخوة: شفاف، شفاف، والكشاكش، والضانطيلات، عرض أزياء، تحولت العباءة إلى فستان، ثم يلبس على طريقة الثوب، ويلبس الخمار على طريقة الغترة.

 يا عباد الله: أين الغيرة؟ يا عباد الله أين تقوى الله؟ يا أيها النساء كيف يحل لكن  أن تذهبن إلى محلات العباءات لشراء مثل هذه الأشياء؟ ثم إن المصيبة تعظم أنك لو نزلت الآن لتبحث عن عباءة شرعية بالكاد تجد، وربما تضطر لتفصيلها تفصيلًا؛ لأن الطلب على هذه الأنواع، ثم سمعتم بعباءة كرستين ديور، وعباءة إبسن لوران، ما معنى ذلك؟ معنى القضية أننا مستهدفون من النصارى والكفرة، حتى في أعز ما نملكه في حجاب نسائنا، والله أمر يندى له الجبين، وأقسم بالله العظيم أن الرب ساخط على هذا، ونحن المسؤولون أنا وأنت وهو، وهي التي تلبس أيضًا مشتركة، وإذا كان على الإنسان الإثم في الشراء، وعلى البائع في البيع الذي كسبه من هذا حرام، فإن الإثم عليها أضعاف مضاعفة، وهي تلبسه تتمشى به بين الرجال في الأسواق.

والسائق صار امرأة لا اعتبار له، الخلوة معه حتى في صلاة التراويح، لم يكن ما أريتكم عرض أزياء ولا دعاية ولكنه كان شيئًا استعير على عجل، ولو أننا نقبنا لوجدنا ما هو أفظع وأفظع، فأين تحمل الأمانة والمسؤولية؟

اللهم ألهمنا رشدنا، اللهم ألهمنا رشدنا، اللهم ألهمنا رشدنا، وردنا إلى دينك يا رب العالمين، لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم انشر رحمتك علينا وعافنا واعف عنا، وردنا إلى الحق يا رب العالمين، طهر بيوتنا من المنكرات، ارزق نساءنا العفاف والحجاب، وارزق شبابنا الهدى والصواب، اللهم إنا نسألك أن تغفر لنا في هذا المجمع، لا تفرق جمعنا هذا إلا بذنب مغفور، وعمل مبرور.

1 - الزهد لأحمد بن حنبل:62 
2 - البخاري:4015، ومسلم:2961
3 - أحمد:21239
4 - أحمد:22899
5 - مسلم:2956 
6 - الترمذي:2320
7 - مسلم:2858
8 - الجامع الصغير وزياداته: 6  
9 - المعجم الأوسط للطبراني:4278
10 - سنن ابن ماجه:4102 
11 - الزهد لوكيع:115 
12 - السنن الكبرى للنسائي:11793
13 - سنن ابن ماجه:4217 
14 - أحمد:21721 
15 - الترمذي:2377 
16 - الترمذي:2346 
17 - مسلم:2958 
18 - أحمد:8453
19 - الزهد للإمام أحمد:52 
20 - البخاري:6436 ومسلم:1048 
21 - الترمذي:2465 
22 - أحمد:21731 
23 - المستدرك على الصحيحين:2386 
24 - البخاري:3241، ومسلم:2737 
25 - مسلم:37
26 - صحيح ابن حبان:470
27 - المستدرك على الصحيحين:202 
28 - مسلم:2622 
29 - مسلم:2736 
30 - أبوداود:1645،والترمذي:2326 
31 - ابن ماجة:4124
32 - شعب الإيمان:7193 
33 - سنن ابن ماجه:4199
34 - سنن ابن ماجه:4230 
35 - مسلم :2518
36 - مسند البزار:8541 
37 - شعب الإيمان:4220 
38 - الترمذي:2458
39 - شعب الإيمان:9767
40 - احمد:12237 
41 - الترمذي:2466 
42 - الترمذي:3358
43 - الترمذي:2312
44 - أحمد:3818 
45 - المستدرك على الصحيحين:2431 
46 - معجم ابن الأعرابي:893 
47 - مسلم:2359 
48 - مسند الشاميين للطبراني:462 
49 - البخاري:6416
50 - الترمذي:2601 
51 - مصنف ابن أبي شيبه:34651من كلام الزبير بن العوام 
52 - ابن ماجه:4106 
53 - مسند أبي يعلى:5271
54 - البخاري:6569
55 - الترمذي:2457
56 - البخاري:6514ومسلم:2960
57 - المستدرك على الصحيحين:8058 
58 - الترمذي:2407
59 - المعجم الكبير للطبراني:7651
60 - الزهد والرقائق لابن المبارك:380
61 - المعجم الأوسط للطبراني:2340 
62 - الترغيب والترهيب:4353
63 - المعجم الكبير للطبراني:10394 
64 - مسلم:1844
65 - أبو داود:4342
66 - المعجم الكبيرللطبراني:12716
67 - مسلم:885
68 - مسلم:889
69 - البخاري:4895
70 - السنن الصغرى للنسائي:1575
71 - المعجم الكبير426
72 - أحمد:27589
73 - البخاري:304
74 - البخاري:979 
75 - الترغيب والترهيب:2908 
76 - البخاري:3237 
77 - أحمد:16288 
78 - أحمد:1661 
79 - أحمد:19003 
80 - المستدرك على الصحيحين:2682 
81 - المعجم الكبير:333 
82 - مسلم:1026
83 - السنن الكبرى للنسائي:9094