الخميس 20 جمادى الأولى 1446 هـ :: 21 نوفمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

العشر وليلة القدر


عناصر المادة
الخطبة الأولى
فضائل العشر الأواخر
فضائل ليلة القدر
الخطبة الثانية
عبادة التكبير
أحكام زكاة الفطر

الخطبة الأولى

00:00:07

إن الحمد لله نحمده، ونستيعنه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

فضائل العشر الأواخر

00:00:49

عباد الله: ها هي عشركم قد أظلت، وسرعان ما تنقضي وترتحل، وهي الخلاصة والأفضل في هذا الشهر، هذه العشر العظيمة التي كان النبي ﷺ إذا دخلت أعلن الاستنفار، وكان يوقظ أهله من أجلها، ولما صارت ليلة سبع وعشرين جمع أهله وأزواجه من أجلها، فكان هنالك استيصاء بالأهل للعبادة في هذه العشر، كان ﷺ يعتكف فيها لإصابة ليلة القدر.

هذه العشر كانت إذا دخلت شد المئزر، وأحيا ليله، وأيقظ أهله، واجتهد أعظم ما يمكن الاجتهاد، هذه العشر نهاية المطاف في هذا الشهر، وإن الخيل إذا بلغت نهاية المضمار أخرجت أحسن ما عندها.

هذه العشر التي فيها ليلة القدر، ليلة القدر ذات قدر وشرف رفيع، ليلة القدر من القَدَرِ أيضاً؛ لأنه يفرق فيها كل أمر حكيم، من حياة، وموت، وصحة، ومرض، وغنى، وفقر، فتفصل فيها الأقدار من اللوح المحفوظ إلى صحف الملائكة، فتنظر الملائكة إلى الرجل يمشي على الأرض وهو مكتوب عندها أنه يموت في هذه السنة.

هذه الليلة يفرق فيها كل أمر حكيم، هذه الليلة أيضاً قيل: القدر فيها بمعنى التضييق، كما في قوله: فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِسورة الأنبياء87، وكذلك وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُسورة الطلاق7 يعني: ضيق، والعلاقة: أن الأرض تضيق بالملائكة من كثرتها، هذه الليلة خير من ألف شهر ليس فيها ليلة قدر، فإذا قارنا ألف شهر ليس في أي شهر منها ليلة قدر بليلة القدر وهي واحدة فاقتها ليلة القدر بفضلها، فالعبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر، والله تفضل بها على هذه الأمة، فاشكر ربك يا مسلم أن جعلك من أمة محمد ﷺ، ولو شاء لجعلك في أمة أخرى من الأمم الغابرة، ولكنه امتن عليك فجعلك في هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس.

منَّ الله على هذه الأمة بأمور كثيرة، ألا ترى أن خمس صلوات لهذه الأمة تعدل أجر خمسين، ألا ترى أن صيام شهر بصيام عشرة أشهر، فصيام رمضان يعدل صيام عشرة أشهر في الأجر، وستة شوال بصيام شهرين، الحسنة بعشر أمثالها[رواه البخاري1976]، ستة في عشرة بستين، يعني: شهرين، مع العشرة لرمضان صار تمام السنة.

ألا ترى أن من قام العشاء في جماعة كأنه قام نصف الليل؟ ألا ترى أن من صلى الفجر في جماعة كان كأنما قام الليل كله؟ ألا ترى أن ربع العشر يطهر المال كله؟

فضائل ليلة القدر

00:05:54

وهكذا جعل الله في هذه الأمة من المزايا والمضاعفات شيئاً عظيماً، ومن ذلك ليلة القدر، فامتن علينا بأن جعل العبادة فيها بأجر يفوق أجر عبادة ألف شهر، فقال: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِسورة القدر1، فكان من شرفها نزول القرآن فيها، إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍسورة الدخان3، وكذلك قال : وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِسورة القدر2 مما فيها من العظم والشرف، يزين الله الأرض بالملائكة، وهذا فيه تكريم للعابدين، فكأنه يقول للملائكة: أنتم قلتم عندما خلقت آدم: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَاسورة البقرة30، فانزلوا إلى الأرض وانظروا إلى عبادي كيف يصلون، ويذكرون، ويدعون، ويتلون، ويعتكفون، ويعتمرون، ويقومون، فتنزل الملائكة إلى الأرض ترى العباد، فهنيئاً للعابد، وهنيئاً لمن استثمر وقته في طاعة الله.

عباد الله: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ۝ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَاجبريل معهم، رأسهم ينزل إلى الأرض أيضاً، فأي شرف أعظم من هذا؟ بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ۝ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِسورة القدر3-5 سالمة من الشرور وكيد الشيطان، حتى جاء عن ابن مسعود : أن الشمس تطلع صبيحتها ليست بين قرني شيطان، فالشيطان في هذه الليلة مكفوف كما كف الله المردة في رمضان.

عباد الله: إصابتها بالعبادة في هذه الليالي، والنبي ﷺ كان يعتكف، وهذه خلوة شرعية، بخلاف الخلوات البدعية الموجودة عند الطوائف والأمم والأديان الأخرى، يقبل فيه الإنسان على ربه، الاعتكاف فيه معنى العبادة واللزوم والدوام، مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَسورة الأنبياء52، قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىسورة طه91، هذه كلمة العكوف والاعتكاف فيها إذن معنى العبادة واللزوم والدوام، فأما الاعتكاف لله توحيداً له، وإقبالاً عليه، وخلوة به، وكيف يستوحش من يكون الله أنيسه؟ من يكون الله أنيسه، وجليسه، فهو يذكره، ويدعوه، ويقبل عليه، فلا وحشة عليه؛ لأنه يخلو بربه في هذا الاعتكاف، وينقطع عن الدنيا طلباً لمرضات الله، ورجاء إصابة ليلة القدر.

هذا الاعتكاف الذي هو من عبادات هذه الأمة، جعل من أخص العبادات ومن ألصقها بالصيام؛ ولذلك ذكر الله أموراً أربعة تخللت آيات الصيام: الدعاء، والقرآن، وكذلك ذكر الاعتكاف، فإذن لا بد أن نستوصي بما ذكره الله في آيات الصيام من العبادات، بالإضافة إلى الاستيصاء بالأهل.

عباد الله: إن هذه الليلة الملائكة فيها في الأرض أكثر من عدد الحصى، صاعدة إلى الله بأعمال العباد، هذه الليلة الشريفة المباركة، التي من أصابها فقد أفلح وسعد، ومن حرمها حرم خيراً عظيماً، قال بعض العلماء: إنها ليلة سبع وعشرين، الذين قالوا بالتعيين ذهبوا فيها مذاهب، قال بعضهم: ليلة سبع وعشرين، وقال بعضهم: ليلة إحدى وعشرين، وهي الليلة التي سجد فيها النبي ﷺ في ماء وطين في صبيحتها، وقال بعضهم: ثلاث وعشرين، وقال بعضهم: آخر ليلة من رمضان، وقال بعضهم بعدم التعيين، وأن ليلة القدر تنتقل في العشر، فتارة في سنة تكون في ليلة، وفي أخرى تكون في ليلة أخرى، والحكمة في الإخفاء عظيمة، فقد قيل: إن الله أخفى الصلاة الوسطى من بين الصلوات الخمس، وساعة الإجابة في يوم الجمعة، وطوى عن العباد الجزم بقبول التوبة، والجزم بقبول العمل ليجتهدوا، وكذلك طوى عنهم ساعة الموت؛ ليبقوا على استعداد دائم، فقيل: إن الحكمة في إخفاء ليلة القدر أن يستمر العباد في العمل لإصابتها، وحتى لو عبد وقام في ليلة واجتهد ولم تكن ليلة القدر، فليس أجره بضائع، بل إنه مكتوب، وهو يصيب شرف الزمان، العبادة في رمضان، وشرف هذه العشر، ولذلك كلما كانت العبادة أكثر كان العبد في حال أحسن.

وهكذا يا عباد الله لله حكم في إخفاء الأشياء، في إخفاء بعض الأمور عن العباد، ومن ذلك إخفاء هذه الليلة.

نسأل الله أن يجعلنا ممن أصابها، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يعيننا في عشرنا على ذكره وشكره وحسن عبادته، اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

00:13:46

الحمد لله رب العالمين، أشهد أن لا إله إلا هو الملك الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، وعلى آله وذريته الطيبين، وأزواجه، وخلفائه الميامين، وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

عبادة التكبير

00:14:19

عباد الله: شرع الله لكم في ختام شهركم عبادة عظيمة وهي التكبير، فقال: وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْسورة البقرة185، فإذا أعلن هلال شوال انطلقت ألسن المؤمنين بالتكبير، امتثالاً لقول الله: وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْسورة البقرة185.

ومن فوائد هذا التكبير: نفي العجب عن النفس، وحتى لا يتسلل إليها مما حصل من العبادة في هذه الأيام والليالي السابقة، فهو يقول لنفسه: الله أكبر، ويستحق من العبادة أكثر، ومهما فعلت فأنا مقصر.

وهكذا يا عباد الله مهما صام الإنسان وصلى، ودعا، وتلا، وذكر، وتصدق، واعتمر، فإنه لا يزال مقصراً في حق الله تعالى، ولذلك يأتي التكبير في ختام الشهر،وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَسورة البقرة185، شكر النعمة على ما وفق وأعان من إتمام العبادة، فهي نعمة لمن بلغ آخر الشهر.

أحكام زكاة الفطر

00:16:02

وكذلك شرع لنا في ختام شهرنا صدقة عظيمة، "فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث"، فكم حصل في الشهر من خروق، "وطعمة للمساكين"[رواه أبو داود1609]، وهذه العبادات تكون لعدة مقاصد، هذه العظمة في العبادة، أن العبادة الواحدة تحقق مقاصد كثيرة جداً، وتوفر مصالح كثيرة للغاية، وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَسورة البقرة185، بإخراج زكاة الفطر أيضاً، هذه الزكاة التي فيها إغناء المساكين في يوم الفرحة والسرور، حتى لا يوجد جائع في وقت الفرح، ولذلك كانت طعاماً، طعمة للمساكين، كانت طعاماً تحديداً، ولذلك من قال: نعطيها نقداً للملابس أو مثلاً نفقة علاج، أو لدراسة في الخارج، أو، أو، فنقول: مقصد الشارع طعمة للمساكين، المؤمن الفقيه يدور مع مقصد الشارع، ويحقق مقصد الشارع من العبادة، ولا يتجاوزه، وللمصارف الأخرى من الحاجات زكاة المال، والصدقات الأخرى، والنفقات الواجبة على كل واحد.

عباد الله: هذه الزكاة المعينة زكاة الفطر صاع من طعام، الطعام الذي يقتات عليه، الطعام الذي يكفي الإنسان إذا عاش عليه يبقى حياً، ولذلك لا يصلح من الخضروات والفواكه، ما هي الأشياء التي تقيت ويمكن أن يعيش الناس عليها وحدها، التي تقيم البدن، كالقمح، والتمر، والرز، ونحو ذلك، وهذه الأقوات انظر الآن لحال بعض بلدان المسلمين، تجد أنها أكبر ما يحتاجونه، كحال إخواننا بالشام فرج الله عنهم، ورفع البأس والشدة، وأزال الكربة، ودفع المحنة والبلاء، ما أكثر ما يحتاجونه؟ ما يقيتهم، وربما يجد بعضهم الآن أوراقاً نقدية ولا يجد طعاماً، في بعض المناطق المحاصرة، قد يكون عند بعضهم نقد ولا يوجد طعام.

والحكمة الإلهية من وراء إخراج زكاة الفطر طعام قد لا تبدو لبعض الناس، ولكن عندما تذهب في بعض البيئات وبعض البلدان، وبعض الظروف والأحوال تظهر لك أشياء من الحكمة الإلهية في جعل زكاة الفطر طعاماً.

فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعاً من طعام، فهذا الصاع عن الصائم، عن المسلم وعمن يعولهم، عمن يعولهم من الصغار والكبار، هذا الصاع حتى عمن هو معذور في الصيام يخرج، فيه تطهير، وفيه قضاء حاجة المساكين، ويجوز أن تجمع زكاة فطر العائلة وتعطى لمسكين واحد، ويجوز أن يفرق الصاع على أكثر من مسكين، وهذا الصاع الذي لا يتعدى ثلاثة كيلو غرامات من الطعام، هذا الذي أوجبته الشريعة، يجوز إخراجه قبل العيد بيوم أو يومين، الثامن والعشرين والتاسع والعشرين، فإذا صار رمضان ثلاثين فتكون ثلاثة أيام، في جواز الإخراج فيها، والسنة المستحبة أن يدفعها للفقير وهو خارج لصلاة العيد، فإذا عيَّن مكانه واستدل عليه وهو خارج لصلاة العيد أودعها عنده، أو أمر وكيله بذلك ليصيب السنة لو استطاع، وإذا لم يستطع فالرخصة في الإخراج قبل معلومة، كانت تجمع صدقة الفطر في المساجد، وتقسم على الناس، على المساكين، وعلى أهلها والمحتاجين، من أصحابها الذين يستحقونها؟ الفقراء والمساكين.

هذه الصدقة من الصدقات العلنية التي قصد الشارع إظهارها؛ لأن الأصل إخفاء الصدقات، وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْسورة البقرة271، ولكن صدقة الفطر من الصدقات العلنية، التي هي من شعائر الإسلام الظاهرة كالأضحية، كالأذان، هناك عبادات معينة قصد الشارع إظهارها، وهذه نهاية وقتها صلاة العيد، فلا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد، وبعض الناس يفرط، وبعضهم ينام، وبعضهم يكسل، وبعضهم يوكل ولا يتابع، ولكن هذه العبادة تستحق متابعة، إنها عبادة واجبة في نهاية عشرنا وشهرنا وصومنا، وهي كفارة عظيمة، والحمد لله الذي جعل الأجر الكثير في هذا الشيء اليسير، الذي لا يثقل الكواهل على أكثر الناس.

نسأل الله أن يتقبل منا، وأن يتوب علينا، وأن يغفر ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وأن يتقبل عملنا، اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا أن تغفر لنا أجمعين، وأن تلحقنا بعبادك الصالحين، وأن تدخلنا الجنة مع الأبرار، وأن تعتق رقابنا من النار، وأن تحرم وجوهنا على النار، وأن تباعد بيننا وبين النار،وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًاسورة الفرقان65، اللهم وفقنا لإصابة ليلة القدر، وأسعدنا أبد الدهر، اللهم اجعلنا يوم القيامة من الآمنين، وآتنا صحائفنا باليمين، اللهم إنا نسألك أن تخرجنا من ذنوبنا كيوم ولدتنا أمهاتنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم بارك لنا فيما آتيتنا، واجعله عوناً على طاعتك يا ربنا، اللهم إنا نسألك أن تشف مرضانا، وأن ترحم موتانا، وأن تقض ديوننا، وأن تستر عيوبنا، وأن تهدي ضالنا، وأن ترد غائبنا، اللهم اجمع على الحق كلمتنا، اللهم آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، اللهم إنا نسألك في ساعتنا هذه، في يومنا هذا، في بيتك هذا، في شهرك هذا، في عشرك هذه أن ترفع البأس عن إخواننا في الشام وسائر الأرض يا رب العالمين، اللهم انصرهم، اللهم احمل حافيهم، اللهم أمن خائفهم، وأوي شريدهم وطريدهم، اللهم ارحم ميتهم، وتقبل شهيدهم، اللهم أبرئ جريحهم، واشف مريضهم، اللهم ثبت أقدامهم وانصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم اجمع على الحق كلمتهم وأنزل عليهم السكينة والصبر، اللهم إنا نسألك لأهل مصر الأمن والإيمان، ولسائر بلاد المسلمين يا رحمن، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأعل شأن الدين، وكلمة المسلمين، اللهم أعز هذا الدين، وأعزنا بطاعتك يا أرحم الراحمين، اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وقنا خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم لا تفرق جمعنا هذا إلا بذنب مغفور، وعمل مبرور، وسعي مشكور، يا رحيم يا ودود يا غفور، يا قابل التوب تقبل توبتنا، ويا غافر الذنب اغفر ذنوبنا، ويا وهاب هب لنا من لدنك ذرية طيبة، اللهم إنك غفار فاغفر لنا، يا رزاق ارزقنا، اللهم يا رحمن ارحمنا، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

1 - رواه البخاري1976
2 - رواه أبو داود1609